رواية نيران ظلمه الفصل الرابع والعشرون 24 بقلم هدير نور


 رواية نيران ظلمه الفصل الرابع والعشرون

فى المساء ...
دخل عز الدين الجناح الخاص بهم بعد يوم عمل شاق حتى يبدل ملابسه و يصطحب حياء معه الى العشاء الخاص برضوان الالفى...
لكنه تسمر بمكانه عندما وقعت عينيه على حياء التى كانت تقف امام خزانة الملابس التى كانت منفتحه على مصراعيها مرتدية ملابسها الداخلية فقط و شعرها اشعث بطريقة مضحكة و من حولها تتناثر الملابس بكل مكان بالغرفه ضحك بصوت منخفض عندما رأها تتصارع مع احدى الفساتين محاوله ارتداءه و هى تتمتم بغضب
=يعنى ايه...يعنى ايه مش داخل فيا ده كل الحكايه ٤ شهور ايه بقيت فيل ....
القت بالفستان و هى تصرخ بغضب لكنها صدمت عندما صوت عز الدين و هو يتنحنح بصوت منخفض التفتت سريعاً لتجد الفستان الذى قامت بالقاءه يغطى وجهه ازاحه عز الدين بهدوء بعيداً بينما يقترب منها ببطئ محاولاً كتم نوبة الضحك الصاعدة بداخله و هو يتمتم بصوت جعله جاد قدر الامكان
=ايه اللى بتعمليه ده يا حياء..قالبه الدنيا كده ليه ؟!
اجابته ممرره يدها بين خصلات شعرها بينما تتطلع نحو خزانه ملابسها باحباط
=مش لاقيه فستان البسه للعشا...
تمتم عز الدين و هو يلتفت حوله يتطلع بصدمه الى كم الفساتين المبعثرة التى تكاد تغطى ارضية الغرفة و الفراش باكمله
=كل الفساتين دى و مش لاقيه فستان تلبسيه يا حياء..؟!
اجابته بامتعاض و هى تشير نحو بطنها التى اصبحت منتفخه
=مفيش ولا حاجه داخله فيا و كله بسبب الكرش ده
اقترب منها بصمت جاذباً اياها نحوه منحفضاً على عقبيه امامها مما جعله تشهق بصدمه عندما شعرت به يضغط شفتيه فوق بطنها العاريه يلثمها بحنان و هو يتمتم مغيظاً اياها
=ده ...ده احلى كرش...
صرخت حياء بغضب دافعه اياه فى كتفيه بحده مما جعل توازنه يختل و يسقط فوق الارض و هو يضحك بمرح و صخب..
صاحت حياء بكلمات غير مترابطه من شدة غضبها منحنيه عليه رافعه اصبعها فى وجهه
=الكرش الى مش عجبك حصرتك ده انت السبب فيه...يا سى عز
نهض على الفور مقترباً منها محاولاً مراضتها
=مين قالك انه مش عاجبنى طبعاً عجبنى..و مجننى كمان
ليكمل وهو يطبع قبله رقيقه فوق شفتيها المزمومه بغضب ممرراً يده فوق بطنها برفق
=بعدين ده مش كرش...ده يوسف ابننا
اشرق وجهها بابتسامه مشرقة فور سماعها كلماته تلك مطلقه تنهيده حالمه وهى تهمس بحنان
=يوسف..
لتكمل بصوت منخفض وهى تعيد نظراتها نحو الارض المكدسه بالفساتين
=طيب انا دلوقتى هعمل ايه ...؟
ابتعد عنها عز الدين متناولاً هاتفه من جيب سترته قائلاً
=هكلم ناجى السيوفى وهخليه يبعتلك كل الفساتين اللى عنده للحوامل وانتى اختارى براحتك اللى بعجبك
هتفت حياء بصدمه فور سماعها اسم اشهر صاحب بيت ازياء فى مصر
=ناجى السيوفى ...انت تعرفه ..؟!
اجابها بهدوء وهو يبحث بالهاتف
=كان فى بنا شغل زمان ...
صاحت حياء بفرح وهى تندفع نحوه محيطه عنقه بذراعيها مقبله اياه فوق وجنتيه بينما تستمع اليه يتحدث الى ناجى طالباً منه ارسال كافة الفساتين الخاصه بالحوامل التى لديه لكافة المقاسات حتى يمكنها اختيار ما تريده على المنزل خلال نصف ساعه كحد اقصى..
بعد مرور ساعة...
وقفت حياء تراقب صف الفساتين بانبهار فكل فستان اروع من الاخر
ابتسمت بمكر فور ان وقعت عينيها على احدى الفساتين ارتدته سريعاً و عينيها منصبه فوق باب غرفة الحمام الذى اختفى به عز الدين لكى يأخذ دشاً سريعاً قبل ارتداءه ملابسه...
هتف عز الدين وهو يخرج من غرفه الحمام يلف خصره باحدى المناشف بينما يفرك شعره باخرى صغيره
=ها يا حبيبتى اختارت.........
لكنه ابتلع باقى جملته و قد تجمدت يده التى كانت ممسكة بالمنشفة التى كان ينشف بها شعره محدقاً بصدمه الى مظهر حياء التى كانت ترتدى فستان قصير محكم التفاصيل فوق جسدها ..عارى يكشف كافة مفاتنها ...
القى المنشفه التى بيده بغضب و هو يهتف بشراسة
=ايه المسخرة اللى انتى لابسها دى ؟!
تمتمت حياء بهدوء و هى تلتفت تنظر الى مظهرها بالمرأه متصنعه عدم الفهم
=ماله لبسى مش فاهمه ..؟!
صاح بحده وعيناه تشع بالغضب عليها بينما يأخذ خطوات متواعدة نحوها مما جعلها تتراجع الي الخلف بذعر
=الفستان ده يتقلع حالاً
تجاهلته حياء محاوله استفزازه فهى تعشقه عندما يشعر بالغيرة هكذا ...تعشق تملكه لها... تناولت احمر الشفاه تضع منه وهى تتمتم بهدوء
=الفستان مش عجبك ليه يا
عزى....
صاح عز بغضب هز اركان الغرفة و هو ينزع قلم احمر الشفاه من يدها يلقيه بعيداً
=بلا عزى بلا زفت ...قولتلك اقلعي المسخرة دى..
ضحكت حياء بفرح و هى تقترب منه بينما تتأمل غيرته تلك بشغف احاطت عنقه بذراعيها مستنده بجسدها فوق جسده وهى تتمتم بدلال
=بتغير عليا يا عزى....
ازاح يدها التى تحيط بعنقه و هو يتمتم بحده
=اقصرى الشر يا حياء و غيرى الفستان
احاطت حياء عنقه بذراعيها مره أخرى باصرار وهى تتمتم بدلال
=هغيره..انا اصلاً مكنتش ناويه البسه
لتكمل و هى تقبل عنقه بشغف
=انا كنت بغيظك بس مش اكتر...
جذبها نحوه اكثر حتى اصبحت ملاصقه لجسده منحنياً عليها متناولاً شفتيها فى قبله حاره جعلتها تتأوه بصوت منخفض
ابتعد عنها هامساً بالقرب من شفتيها
=بتحاولى تغيظنى ....؟!
همهمت حياء بالموافقه و عقلها شبه غائب بسبب قبلته التى اطتحت بها بينما عينيها مُسلطه فوق شفتيه بشغف ابعدها عنه مزيحاً يدها من حول عنقه متجاهلاً الصوت الذى صدر منها دلالةً على اعتراضها
=يبقى تستحملى بقى...
ليكمل وهو يتفحص صف الفساتين المرتبه بعنايه فائقه و التى ارسلت من قبل ناجى السيوفى حتى وقعت عينيه على احدى الفساتين تناوله سريعاً واضعاً اياه بين يدى حياء
=ده بقى الفستان اللى هتلبسيه النهارده.....
صاحت حياء بغضب و هى تلقى الفستان على الفراش
=ايه ده ...لا طبعاً انا اللى هختار الفستان.....
قاطعها ببرود و هو يلوى شفتيه بسخرية
=لا هو ده اللى هتلبسيه ...علشان تبقى تغيظنى بعد كده براحتك...
هتفت حياء و هى تنظر الى الفستان بذعر
=عز بلاش هزار .. وخصوصاً النهارده
اجابها ببرود و هو يتجه نحو الخزانه يخرج منها بذلته التى سوف يرتديها
=لا تلبسى الفستان ده ...لا متتعبيش نفسك و تنامي بدرى افيدلك
صرخخت حياء بغضب و هى تنتزع الفستان مرتديه اياه فهى لن تتركه يذهب الى ذلك العشاء بمفرده حتى لو اضطرت الى ارتداء كيساً من الخيش..
وقفت تتأمل ذاتها بالمرأه وهى تشعر بالانبهار فبرغم عدم اعجابها بالفستان فى بادئ الامر الا انها فور ارتداءها اياه تغير رايها تماماً
وقف عز الدين يعقد ازرار اكمامه مراقباً بعينين تلتمع بالشغف حياء التى كانت واقفه امام المرأه تعدل من زينتها مرتديه الفستان الذى اختاره لها فقد كان يجسد قوامها الخلاب برقه جعلاً منها ملاكاً رائع الجمال اقترب منها ببطئ حتى وقف خلفها مباشرة التقت نظراتهم بالمرأه قبل ان يحيط خصرها بذراعيه جاذباً اياها لتستند فوق صدره انحنى مقبلاً عنقها بشغف وهو يتمتم بصوت اجش متملك
=ملكى...
التفت حياء بين ذراعيه حتى اصبحت تواجهه مقبله اياه برقه فوق شفتيه هامسه وهى تضطلع الى مظهره الذى يخطف الانفاس بتلك البذله
=ملكى...
ابتسم عز الدين وهى ينحنى مقبلاً جبينها بحنان محيطاًخصرها بلطف قبل ان يسحبها معه لخارج الغرفة....

!!!***!!!***!!!***!!!***!!!
كانت حياء جالسه تراقب باعين نصف مغلقه نورا التى كانت جالسه بالجانب الاخر لعز الدين بعيداً عن زوجها الذى كان يجلس مقابلاً لها ...
اخذت حياء تتفحص رضوان الالفى الذى كان جالساً بجانب ولده طارق الالفى فقد صدمت فور رؤيتها له فلم تكن تتوقع بانه كبير بالسن الى هذا الحد فقد كان يكاد يبلغ من العمر ال٧٠ عاماً بينما ابنه يبدو فى اواخر العشرينات..
التفت حياء نحو نورا تتمتم بسخريه لاذعه
=بس انتى يعنى قاعده بعيد عن رضوان بيه ليه يا نورا هانم
اجابتها نورا و هى تبتسم ببرود مرمقه زوجها الذى كان منشغلاً بالحديث مع ولده
=اصل انا و ريرى بنحب نبعد و ندى مساحه لبعض علشان نفضل واحشين بعض دايماً...............
لتكمل بسخريه لاذعه و هى تنظر بتهكم الى حياء التى كانت جالسه ملاصقه لعز الدين
=مش لازم ابقى قاعده لزقاله لحد ما اخنقه...
اشتعل الغضب داخل حياء كالبركان فور سماعها كلماتها الساخرة تلك همت ان تجيب عليها بالرد المناسب لكنها اغلقت فمها مره اخرى عندما ضغط عز الدين على يدها برفق و هو ينظر اليها نظرة ذات معنى قبل ان يلتفت الى نورا و هو يرسم فوق شفتيه ابتسامه حازمه
=بس انا مش معاكى فى ده ...عندك مثلاّ انا و حياء...
حياء لو بعدت عنى لثوانى ببقى هتجنن...............
ليكمل وهو يحيط خصر حياء جاذباً اياها بقربه حتى اصبحت ملاصقه لجسده اكثر
=علشان كده مبسمحلهاش تبعد عنى ابداً
اهتز جسد نورا بغضب فور سماعها كلماته تلك مرمقه حياء بنظرات حاقده مشتعله قبل ان تولى تلتفن نحو زوجها تحيب على سؤال قد وجهه لها....
همست حياء باذن عز الدين و وجهها مشرق بابتسامه سعيدة
=جدع يا حبيبى خلتها تموت...
رفع يدها الى شفتيه مقبلاً اياها بحنان قبل ان يشبك اصابعه باصابعها محتضاً يدها هامساً بصوت اجش
= اللى قولته ده حقيقه...
ابتسمت حياء بسعاده سانده رأسها فوق كتفه ضاغطه على يده بحنان..
مرت باقى الامسيه بسلام حيث بدأ عز الدين و رضوان بمناقشة بيع حصته لكن بدأ عز الدين يتلملم فى جلسته بضيق شاعراً بالغضب يشتعل فى صدره كالبركان فور ان لاحظ نظرات طارق ابن رضوان التى كانت مسلطه فوق حياء لكنه لم يستحمل عندما رأه يبستم و هو يراقبها تتناول طعامها...
اقترب منه عز الدين وعلى ووجهه ترتسم القسوه هامساً من بين اسنانه بشراسه
=حط عينك فى طبقك لو انت مش حابب تعيش باقى حياتك اعمى....
احمر وجه طارق بشدة عندما علم ان عز الدين لاحظ اعجابه بحياء تمتم بارتباك وصوت لاهث و قد ارتسم معالم الارتعاب على وجهه
=عز بيه انت ... انت فاهم غلط انا....
قاطعه عز الدين مزمجراً بغضب مرمقاً اياه بشراسه و هو يشير نحو صحنه
=طبقك...
اخفض طارق عينيه على الفور منصاعاً لامره و قد ارتسم حيث بثت نظرات عز الدين الغاضبه الرعب بداخله..
انتفض طارق واقفاً يستعد للمغادرة..فلا يمكنه الجلوس بهدوء مع عز الدين بذات الطاوله تحت انظاره الثاقبه تلك
هتف رضوان بدهشه فور نلاحظته لنهوض ولده
=رايح فين يا طارق..؟!
اجابه طارق بهدوء وهو يتحاشى النظر الى حياء الذى كان جمالها يجذبه اليها كالمغناطيس
=معلش يا بابا حد من صحابى فى مشكله ولازم ان اروحله
اومأ له رضوان بصمت ليتمتم طارق متمنياً لهم سهر سعيده قبل ان يغادر المكان مسرعاً كما لو كانت هناك شياطين تلاحقه
بعد مرور عدة ...
هتفت نورا وهى تتأفف بتذمر
=مش خلاص بقى ولا ايه يا حبيبى ...مش كفايه كلام فى الشغل لحد كده..
اجابها رضوان وهو يبتسم لها كالمسحور
=ايوه خلاص يا حبيبتى انا و عز بيه اتفاقنا على كل حاجه خلاص....
ليكمل ملتفتاً نحو عز الدين و هو يشير نحو حياء
=طبعاً انا مباركتش على الجواز
بس لازم اهنيك على حاجه تانيه اختيارك لمدام حياء .... ادب و جمال و اخلاق ...و ذوق فى التعامل
همست حياء شاكره اياه و قد شعرت بوجنيها يشتعلان بالخجل بينما رفع عز الدين يدها مقبلاً اياها بحنان و هو يجيبه على تهنئته
اشتعل وجه نورا بالغضب شاعرة بالغيرة تتأكلها فور سماعها مدح زوجها بحياء استغلت تنشغال الجميع بالتحدت و مدت يدها ببطئ اسفل الطاوله محاوله الوصول الى ساق عز الدين الجالس بجوارها حتى تمرر يدها فوقها محاوله اغراء...
كانت حياء جالسه تستمع الى عز الدين و هو يتحدث مع رضوان عن اخر صفقاته بانبهار معجبه بعقلية زوجها عندما لمحت نظرات نورا التى كانت تنتقل من زوجها و الى اسفل الطاوله مما جعل الشك يتخللها انحنت حياء رافعه غطاء الطاوله لتجد يد نورا تتجه ببطئ نحو ساق عز الدين اهتز جسدها بشده من شدة الغضب فلم تشعر الا وهى تمد يدها هى الاخرى اسفل الطاوله قابضه على يد نورا قبل ان تصل الى ساق عز الدين قاومتها نورا فى بادئ الامر وهى تبتسم بهدوء حتى لا يلاحظ رضوان ما يحدث اسفل الطاوله لكن شددت حياء قبضتها على يدها رافضه الافراج عنها متجاهله محاولات عز الدين الذى تدخل بينهما فور ملاحظته للصراع الذى بينهما باسفل الطاوله حيث كان يجلس بينهما محاولاً تحرير يد نورا من مخالبها وهو يصطنع الاستماع الى رضوان الذى كان غافلاً تماماً عما يجرى اطلقت نورا صرخة متألمه عندما قامت حياء بلوى اصبعها بشده غارزه اظافرها بيدها
هتف رضوان بقلق وهو بلتفت الى نورا
=فى ايه يا حبيبتى مالك؟!
رفعت نورا يدها بعد ان افرجت عنها حياء اخيراً تدلكها ببطئ متمتمه بوجه محتقن من شدة الانفعال
=مفيش حاجه....
هتفت حياء بمكر وهى توجه اليها نظرة ذات معنى
=تلاقى جالها شد عضل فى ايدها ولا حاجه يا رضوان بيه
هتف رضوان بقلق وهو يتفحص يدها
=ايدك فيها حاجه ..؟!
انتفضت نورا واقفه تلقى ما بيدها فوق الطاوله وهى تتمتم بغضب
=قولتلك مفيش حاجه....
ثم التفتت مغادرة الطاوله متجهه نحو غرفة السيدات
جذب عز الدين ذراع حياء مقرباً اياها منه هامساً باذنها
=ايه اللى انتى عملتيه ده..؟!
همست حياء بوجه محتقن من شدة االغضب
=ايه ..؟! الست هانم كانت بتمد ايدها تحت الترابيزه ناحيتك شوف بقى كانت ناويه تعمل ايه...
امتقع وجه عز الدين بشده متمتماً بصدمه
=كانت هتعمل ايه..؟!
اجابته حياء و هى تهز رأسها بحده ممرره يدها فوق وجنتيه
= شوفت بقى كنت عايزنى اسيبها...
تمتم عز الدين من بين اسنانه
=البنى ادمه دى زودتها و لازم اوقفها عند حدها
همست حياء و هى تتطلع نحو رضوان الذى كان منشغلاً بالتحدث بالهاتف
=دى ست قليلة الادب لا محترمه جوزها ولا عملاله اى اعتبار
قبض عز الدين على وجنتيها متمتماً بتحذير
=حياء لحد هنا وخلاص انتى خدتى حقك وحقى و بزيادة و انا هقوم اتكلم معها و احذرها لو عملته ده اتكرر تانى هفضحها قدام جوزها
اومأت له حياء بصمت مصطنعه البرائه وهى تراقبه ينهض حتى يذهب و يتحدث الى نورا قبل ان تأتى الى الطاوله ...تمتمت بحده وعلى وجهها ناظرة خبيثة
=قال خدت حقى قال ده انا كنت بسخن ....
فتحت حقيبتها بحرص مخرجه منها احدى الزجاجات بينما تتطلع بحذر نحو رضوان الذى كان لا يزال يتحدث بالهاتف وضعت بضعة قطرات من السائل الذى بالزجاجه فوق صحن نورا الذى كان ممتلئ بالطعام قلبته بهدوء حتى يمتزج السائل بالطعام
لتعاود الجلوس سريعاً بمكانها عندما رات عز الدين يتجه نحوها ومن خلفه نورا تخطو بخطوات بطيئه بينما وجهها شاحب بشده
لتعلم بان عز الدين قام بتوبخيها كام بجب ...
جلس عز الدين بجانبها وهو يتأمل وجهها المتورد بشك ونظراته مسلطه فوق قبضة يدها التى تخفى بها زجاجة الملين
هز عز الدين رأسه متمتماً وعينيه مسلطه فوقها بحذر
=مالك فى ايه ...؟!
اجابته حياء بهدوء ممرره يديها بين خصلات شعرها بعد ان اخفت الزجاجة بحقيبتها
=ابداً ولا حاجه....
اومأ برأسه بصمت بينما عينيه لازالت تلتمع بالشك قبل ان يلتفت نحو رضوان يجيبه على سؤال قد وجهه اليه
التفتت حياء نحو نورا التى جلست هذه المرة بجانب رضوان متمتمه بخبث
=ايه ده يا مدام نورا ..انتى قعدتى جنب رضوان بيه اكيد مهنش عليكى فراقه
حدقتها نورا بنظرة ممتلئه بالغل والكره وهى تضع ملعقه كبيرة من الطعام فى فمها بحده
مما جعل حياء تضحك بخفه واضعه يدها فوق فمها كاتمهوضحكتها حتى لا تلفت الانظار اليها...
بعد عدة دقائق...
اخذت نورا تتلوى بمقعدها و هى تتمسك بمعدتها
اقترب منها رضوان هاتفاً بقلق
=مالك يا حبيبتى ... فى ايه ؟!
هتفت نورا وهى تنهض مسرعه نحو الحمام الملحق بالمطعم
=بطنى بتتقطع...مش قادرة
لحق رضوان بها على الفور بينما ظلت حياء جالسه بوجه جامد محاوله تجاهل نظرات عز الدين المنصبه عليها بغضب هم عز الدين بالتحدث لكنه صمت فور ان عاد كلاً من رضوان و نورا مره اخرى تمتم رضوان بهدوء و هو يحيط خصر نورا ذات الوجه الشاحب ا
=معلش يا عز بيه هنضطر نروح لان زى ما انت شايف نورا تعبانه
اومأ له عز الدين بصمت
=الف سلامه عليكى يا نورا هانم ...تحبوا نطلع على دكتور العيله نطمن عليكى .. ؟!
همست نورا بضعف و هى تفرك بطنها
=لا لا...مالوش لزوم
لتكمل وهى تسدد لحياء نظرة غاضبه ممتلئه بالكره و الحقد
=ده مجرد مغص بسيط
اومأ لهم عز الدين بصمت بينما يراقبهم يغادرون المكان
همست حياء بصوت منخفض متوتر
=عز.....
التفت اليها و عينيه تلتمع بقسوه
=مش عايز اسمعلك صوت...
ليكمل و هو يدفعها برفق امامه
=اتفضلى قدامى على البيت
لتتبعه حياء بصمت عالمه بانه قد عرف ما فعلته مما جعلها تشعر بالتوتر من ردة فعله الاتيه...
!!!***!!!***!!!***!!!***!!!
دخلت حياء جناحهم الخاص بخطوات بطيئه متردده تلحق بعز الدين الذى كان واقفاً بمنتصف الغرفة بوجه جامد حاد التفت اليها قائلاً بحده و هو يشير نحو حقيبتها
=افتحى الشنطة دى....
تمتمت حياء بارتباك و هى تشدد من قبضتها حول الحقيبة
=افتحها ليه مش.......
لكنها توقفت عن تكملة جملتها تبتلع لعابها بذعر فور ان حدقها عز الدين بنظرة حادة اخرستها علي الفور
صاح بحده مشيراً نحو الحقيبة
=قولتلك افتحيها....
شهقت حياء فازعه عندما اقترب. منها بسرعه البرق نازعاً اياها من بين يديها بحده ابتلعت الغصة التى تشكلت بحلقها بصعوبه عندما بدأ بالبحث بين محتويات حقيبتها هتف بقسوه وهو يخرج زجاجة الملين من الحقيبة
=كنت عارف انك ورا كل اللى حصل.....
تنفست حياء بعمق قبل ان تستجمع شجاعتها هاتفه بحده
=ايوة انا اللى عملت فيها كده ...
لتكمل بهدوء و هى تهز كتفيها ببرود
=و ايه يعنى....دى تستاهل الحرق مش شوية مغص بس......
قاطعها عز الدين صائحاً بشراسة قابضاً على ذراعها بقوة
=شوية مغص ؟!...انتى انسانه مستهترة ازاى تعملى حاجه زى
نزعت حياء ذراعها من قبضته هاتفه بحده وقد اعمتها غيرتها
=خير يا عز بيه مالك هتجنن اوى على الست نورا كده ...مضايق اوى علشانها.....
جذبها عز الدين من ذراعها لتصطدم بقوة بصدره متمتماً من بين اسنانه بقسوة
=لولا انى عارف ان غيرتك هى اللى بتتكلم انا كنت حاسبتك على كلامك ده......
ليكمل وهو ينفضها عنه بحده
=انا لو قلقان فقلقان عليكى مفكرتيش قبل ما تعملى المصيبه اللى عملتيها دى كان هيحصل ايه لو نورا قدمت شكوى ضد المطعم واتهمته انه اتسببلها بتسمم...مفكرتيش لو كانوا رجعوا شرايط المراقبه اللى فى المطعم وشافوا اللى عملتيه كان ممكن يحصلك ايه.....
ليكمل بحده ينزع سترته يلقيها باهمال فوق احدى المقاعد
=طبعاً مفكرتيش ولا هتفكرى....
ثم تركها واختفى داخل الحمام بخطوات غاضبه...
ظلت حياء واقفه بمكانها جسدها يهتز بصدمه شاعرة بالخجل مما فعلته فهى لم تفكر ابداً بعواقب الامر فقد كانت غيرتها هى التى تتحكم بها...اتجهت نحو خزانه الملابس لتبدل ملابسها و ترتدى احدى قمصان النوم التى اشترتها مؤخراً التى تلائم حملها ظلت جالسه على حافة الفراش تهز ساقيها بتوتر و عينيها مسلطه فوق باب الحمام بترقب...
حبست انفاسها داخل صدرها فور رؤيتها له يخرج من غرفه الحمام عارى الصدر لا يرتدى سوا شورت اسود قصير افاقت من جمودها هذا مقتربه منه ببطئ حتى وقفت امامه مباشرة تحيط عنقه بذراعيها وهى تتمتم بدلال محاوله ارضائه فهى تعلم بانها قد اوصلته لحافة الغضب هذه الليله
=عزى...
لكنه امسك بذراعيها قبل ان يحطان عنقه مبعداً اياها بحده
قبل ان يلتفت و يتجه نحو الاريكه يجلس فوقها بصمت اتجهت حياء جالسه بجانبه باصرار هامسه بخجل
=انا عارفه انى غلطت...بس غصب عنى مقدرتش استحمل اشوفها بتلمسك خصوصا ان دى مش اول مره...
ظل جامداً بمكانه متجاهلاً اياها كانها لا تتحدث زفر عز الدين بحنق محاولاً تهدئت ذاته فقد كان غضبه على الحافه فلا يزال لا يمكنه ان يتخيل ما كانت سوف تتعرض له لو كانت اصرت نورا بتقديم شكوى ضد المطعم فوقتها كان سيتم كشف لعبة حياء الحمقاء كما ان نورا ما كانت سوف تفوت هذه الفرصه فقد كانت سوف تستغل هذا الامر حتى تنتقم من حياء فاثناء حديثه معها هذه الليله و تحذيره لها بان تلتزم حدودها فى تعاملها معه علم من حديثها كم الحقد الذى تكمنه تجاه حياء...
انتفض مبتعداً عن يدها التى اخذت تمررها ببطئ فوق ذراعه لاعناً بصمت و هو يقاوم نيران الرغبة التى اشتعلت فى جسده بسبب حركتها البسيطه تلك
نهض جاذباً اياها معه حتى اصبحت على قدميها امامه ظافعاً اياها نحو الفراش
قائلاً بحده لاذعه و هو يعود مرة اخرى للاريكه لكن هذه المره استلقى فوقها مديراً ظهره لها
=اتفضلى روحى نامى... واقفلى النور ده
وقفت حياء تتطلع الى ما فعله بصدمه فلاول مرة منذ زواجهم ينام بمكان غير فراشهم همست حياء بصوت مرتجف باسمه لكنه قاطعها بغصب
=قولتلك روحى نامى....
اتجهت حياء بصمت نحو الفراش تستلقى عليه وعينيها مسلطه فوقه شاعرة بنيران الندم تتأكلها خاصة على كلماتها له عندما اتهمته بالقلق على نورا فرغم علمها بكذب كلماتها الا ان غيرتها عليه هى من كانت تتحدث
ظلت حياء خلال الساعه التاليه تتقلب بالفراش بلا هواده غير قادرة على النوم بدونه ...
نهضت من فوق الفراش ببطئ متجهه نحو الاريكه لتستلقى بجانب عز الدين الذى كان لا يزال يوليها ظهره لتشعر بتجمد جسده عندما اندست به محيطه خصره بذراعيها مسنده رأسها فوق ظهره لتعلم بانه لا يزال مستيقظاً همست بصوت منخفض
=حبيبى..علشان خاطرى متزعلش و الله ما كان قصدى ازعلك
لتكمل بيأس عندما لم تبدر منه اى ردة فعل
=علشان خاطرى يا عز..انا متعودتش انك تزعل منى بالشكل ده
ضغطت شفتيها فوق عضلات ظهره تلثمها برقه بينما راحة يدها تمر ببطئ فوق عضلات معدته لتبتسم برضا عندما شعرت بجسده يرتجف اسفل يدها لتزيد من حركة يدها لكنها شهقت فازعه عندما استدار نحوها فجأةً جاذباً اياها نحوه بقوه حتى اصطدمت بصدره العارى ضاغطاً شفتيه فوق شفتيها متناولاً اياها فى قبله حارة شغوفه ..
تمتم من بين انفاسه اللاهثة بعد عدة لحظات وهو يمرر يده بحنان فوق وجنتيها المشتعلتان بينما صدرها يعلو وينخفض تكافح لالتقاط انفاسها...
=اخر مرة تعملى حاجه زى كده...
ليكمل و هو يلثم وجنتيها و انفها بحنان
=اعملى اي حاجه ...الا انك تعرضى نفسك للخطر ...
هزت حياء رأسها بصمت دافنه وجهها بعنقه متمتمه بقلق
=عز هو انا كان ممكن اتسجن؟!
رفع رأسها له متمتماً باصرار و حزك
=محدش فى الدنيا دى يقدر يلمس شعره واحده منك طول ما انا عايش..
ارتجفت حياء من القسوه التى التمعت بعينيه بينما انحنى داساً رأسه بعنقها يلثمه برقه قبل ان ينحنى متناولاً شفتيها فى قبله نهمه حاره قبل ان يغياب بعالمهم الخاص
!!!***!!!***!!!***!!!***!!!
هتف داوود بغضب و هو يضرب سطح مكتبه مما جعل تالا الجالسه امامه تنتفص بمقعدها
=بقالى اكتر من اسبوعين مستنى... فين يا تالا اللى وعدتينى به
اجابته تالا و هى تتلملم بمقعدها ...
=ما انت عارف يا داوود ...عز مشدد الحراسه عليها ازاى ده لو خرجت تشترى فستان بيطلع معها جيش كامل من الحراس...
صاح داوود بحده
=يعنى ايه مش هعرف اوصلها ..؟!
اجابته تالا و هى تبتسم بثقة
=لا طبعاً هتوصلها...اكيد مش هيفضل محاوطها طول الوقت....
لتكمل وهى تعقد حاجبيها.
=بس قولى اشمعنا حياء اللى هتجنن عليها كده ..؟!
اجابها بهدوء وعينيه تلتمع بالشهوة
=علشان مقدرتش اوصلها...وانا متعودتش حاجه ابقى عايزها و مخدهاش ..ده غير تحدى عز الدين ليا.. لازم اندمه على اليوم اللى فكر فيه يتحدانى
شحب وجه تالا بشده لتمتم بذعر
=تندمه .. تندمه يعنى ايه يا داوود احنا متفقناش على كده
ابتسم داوود ضاغطاً على يدها برفق قائلاً بهدوء
=متقلقيش يا تالا انا عند كلمتى ليكى انا اقصد هخليه يتحسر عليها مش اكتر...
زفرت تالا بارتياح فور سماعها كلماته تلك
=طمنتنى...
لتكمل وهى عاقده حاجبيها
=بس مقولتليش يا داوود انت هتعمل ايه مع حياء بعد ما توصلها
اجابها داوود وعينيها تلتمع بالقسوة
=هتجوزها..
شهقت تالا متمتمه بارتباك
= تتجوزها ازاى ...و عز ؟!
اجابها داوود وهو يبتسم بسخريه
=هخليها تتطلق منه بطريقتى هااا ارتحتى ....
ليكمل بضيق
=انتى بتسالى اساله كتير كده ليه ؟!
اجابته تالا باضطراب
=لا كتير ولا حاجه انا حابه بس اطمن انك هتاخدها وتختفوا من حياه عز
تراجع داوود بمقعده وهو يتمتم وعينيه تلتمع بشراسه
=اطمنى....من ناحية انها هتختفى من حياته...فهى فعلاً هتختفى نهائى من حياته...
!!!***!!!***!!!***!!!***!!!
وقفت حياء تنتحب بصمت و هى تشاهد عز الدين يرتدى سترت بدلته مستعداً للمغادرة الى المطار
زفر عز الدين بحنق فور ان شاهد انعاكسها الحزين بالمرأه التفت اليها جاذباً اياها بين ذراعيه ضامماً اياها بحنان الى صدره ممرراً يده برفق فوق ظهرها هامساً بالقرب من اذنها
=علشان خاطرى كفايه عياط....
رفعت حياء رأسها اليه هامسه بصوت ضعيف
=خدنى معاك علشان خاطرى
زفر بضيق قائلاً وهو يمرر يديه علي وجنتيها يزيل دموعها برقة
=مينفعش يا حبيبتى....انا مش هسافر لمكان واحد انا هسافر لباريس و من باريس هطلع على ايطاليا و من ايطاليا هرجع مصر
و كل ده فى يومين بس كل ده هيبقى مجهود كبير عليكى يا حبيبتى....
همست بضعف و هى تدفن وجهها بعنقه
=هتغيب كتير...؟!
اجابها عز الدين و هو يمرر يدها بحنان فوق ظهرها
=٣ ايام....
انتفضت حياء مبتعده عنه بصدمه
متمتمه من بين شفتيها المطابقتين بقوة فى محاوله منها للتحكم فى ارتجافهم حتى لا تنفجر فى البكاء
=٣ ايام يا عز.....
لتكمل بصوت مرتجف وهى تنتحب بصمت
=عايز تبعد عنى ٣ ايام
شعر بقبضة حادة تعتصر قلبه و وهو يراها بتلك الحاله شدد من ذراعيه حولها مقبلاً وجنتيها المغرقتان بالدموع
=خلاص يا حبيبتى هضغط نفسى شويه و هحاول اخلص كل ده فى يومين.....
قاطعته حياء سريعاً بلهفه
=لا طبعاً متضغطش على نفسك.. علشان متتعبش
لتكمل و هى تزيح دموعها من فوق وجهها بحده
=انا خلاص كويسه اهو ...
وقف عز الدين يتأملها عدة لحظات بعينين تلتمعان بالشغف فلا يمكنه تخيل ما الذى فعله بحياته حتى يستحق ان يكون بحياته ملاك مثلها...
انحنى يضغط بشفتيه فوق شفتيها فى قبله رقيقه حاني متشرباً انفاسها بعشق...
بادلته حياء قبلته تلك بشغف حار حتى اضطر ان يتركها بصعوبه اسند حبهته فوق جبهتها وهو يلهث بشده بينما كانت هى تكافح لالتقاط انفاسها و صدرها يعلو و ينخفض بقوة...
دفنت وجهها بعنقه تستنشق رائحته الخلابه التى سوف تشتاق اليها خلال الايام القادمه لا تعلم كيف ستمضى كل هذا الوقت بدونه فهو قد اصبح عالمها باكمله فقد كانت تمضى طوال اليوم تقريباً معه خصوصاً بعد ان ذهبت نهى الى منزل والدها بعد مشكلتها مع سالم
تنهدت برقة و هى تدس يدها في الفراغ بين سترته وقميصه تضمه اليها بقوة متنعمه بالشعور بعضلاته تحت اطراف اصابعها شعرت بجسده يرتجف اسفل يدها فابتهجت بقدرتها علي هذا الرجل القوى الذى بين يديها....

!!!***!!!***!!!***!!!***!!!
كانت تالا واقفه تراقب مغادرة عز الدين وعلى وجهها ابتسامه مشرقة تحدثت بالهاتف
=ايوه يا داوود...خطتك نجحت و عز فعلاً سافر
لتكمل وهى تشدد من قبضتها على العاتف
=ازاى قدرت تخليه يسافر بالسرعه دى
اجابها داوود من الطرف الاخر بالهاتف
=الناس اللى داخل معاهم شراكه فى ايطاليا و فرنسا خيرى مغرقهم ولما طلبت منهم خدمه صغيرة زى دى اكيد متاخروش ...اهى حاجه تلهيه عقبال ما نخلص اللى عايزينه
هتفت تالا وهى تضغط بقوه على الهاتف
=انت دماغك دى سم...
قاطعها داوود قائلاً بنفاذ صبر
=سيبك من دماغى ...المهم طمنينى هتعملى ايه بباقى الناس اللى عندك فى البيت
اجابته تالا بهدوء
=متقلقش خالتو وعمى فخر هيروحوا يقضوا اليوم عند جدة عز الدين ...و مش هيبقى غير انصتف فى البيت معانا دى عليا....
اما الحرس اللى برا بقى....
قاطعها داوود بحده
الحرس عليا متقلقيش
ليكمل بصوت قاسى حاد
=المهم عندى حياء تبقى ملكى الليله ....الليله يا تالا انتى فاهمه 

SHETOS
SHETOS
تعليقات



×