رواية وحوش لا تعشق الجزء الثاني من ليالي الفصل الرابع والعشرون بقلم رحاب ابراهيم
وقفنا المرة اللي فاتت لما مريم وفاطمة اتقابلوا بالصدفة وهما رايحين مكتب التنسيق يقدموا ورق الكلية وبعد كدا فهد خدهم على البيت وفهم نريم اللي حصل وهي نيلت الدنيا اكتر من غير ما تقصد 😂...دلوقتي فاطمة فاكرة أن فهد اتجوزها عشان صعبانه عليه .....يلا نكمل
ذهب فهد بسيارته تاركا آدم يتنهد بضيق ثم خطا للداخل خلفها وتتبع خطاها من بعيد حتى لمحها وهي تدلف الحجرة الخاصة بهم بخطوات مدللة وكأن راقها غضبه وعصبيته فأسرع خطواته الواسعة حتى تفاجئت به يقف أمام الباب غاضبا وهتف :-
_ لما تطلعي تاني لازم اكون عارف ..مش ارجع البيت والاقيكي مش موجودة !
جعدت مابين حاجبيها بطيف بسمة ماكرة سريعا ما اخفتها واجابت بهدوء متعمد :-
_ انا عمري ما استأذنت منك وانا خارجة ...كنت بستأذن من ماما أو بابا ومش منطقي يعني اتصل بيهم مخصوص عشان استأذن أخرج !
اقترب منها بغضب بطيف كهبوب الاعاصير الغاضبة وصاح بوجهها :-
_ انتي غبية ولا بتتغابي ...ولا نسيتي اننا دلوقتي متجوزين وانا مسؤول عنك
توترت من غضبه ولكنها تمادت في حديثها عله يعترف بما يكنّه وقالت بثبات :-
_ اظاهر انت اللي نسيت حقيقة جوازنا واتفاقنا يا آدم !...انا مش مسؤولة منك ولا ليك حق تكلمني كدا
غرز اظافره في جلد كتفيها وهو يهزها بعنف غاضب وقال بصوتٍ كالرعد لقلبه الذي ينفطر وحملق في وجهها بنظرات شرسة :-
_ انتي حقي ...فاهمة ...ومش من دلوقتي ..من زمان يا مريم ...انتي ليا انا وبس
جاهدت حتى لا تبتسم وشعرت بالانتصار لسرقة هذا الاعتراف من براثن صمته وكبريائه ولكن كلمة واحدة ستظل الفيصل بينها وبينه ...نظراتها كانت تترقب وجهه الذي اشتد من احمرار الغضب وعندما اقترب ليعلن ملكيته ابتعدت هي تمامًا عنه ....تلقى نظرة راجية بعيناها ظن انها خوف منه وكأنه سيعتدي عليها ولكن نظرتها كانت ترجو اعترافه ...وكبريائها لن يسمح بالتنازل عن ذلك ...
ضيق عيناه الذي قتم لونها وتبلد مكانه وهو يقول بذهول :-
_ انتي خايفة مني !!
كانت تلهث بانفاس متسارعة حينما اتسعت عيناها لحديثه فهي لم تقصد ذلك ...واصبحت بموقف لا تحسد عليه ..لا تستطيع الموافقة على ظنه ولا تستطيع الدفاع عن نفسها ...وكيف أن رفض حبها او كان توهما منها ذلك ...فهو لو أراد القول لقال ! ، وكيف يزج المحب على الاعتراف ؟! ....ماذا تجيب الآن ؟
في حرب فكرها وحيرتها القى على مسامعها تلك الطعنة الذ ي شقت قلبها إلى أشلاء ...
_ مش هينفع نكمل مع بعض ..احنا لازم نطلق ....أول ما ترجع أمي من السفر بالسلامة هتكلم معاها ونتفق اننا ننهي الجوازة دي ..
خرج من الحجرة وكأنه لم يكن فيها منذ ثوانٍ وما انتبهت إلا لصوت صفقة الباب بقوة اقل من بركان النيران المستعرة بداخلها ....طلاق !
غمغمت بصدمة وهي تستند بأحد حواف الفراش :-
_ نطلق !! ....هو قال كدا ولا انا بحلم ! ....لا مش معقول
انزلقت يداها بضعف حتى سقطت على فِراشها مجهشة ببكاء حرق قلبها ويصوب اسهم مسممة على بقاعه ....كان لابد أن يفهما أكثر من ذلك ....هذه ليست حياة هذا الجحيم حقا ....
هبط درجات السلم بعصبية حتى خرج من الفيلا كاملةً ودخل سيارته وذهب مبتعدا عن المكان ....
وبعين لا ترى مشهد السير امامها كان يقود السيارة بنزرات غاضبة تصرخ من الألم ....ومرة يندم على ما تفوه به ومرة أخرى يصرخ كبريائه ويوافقه الرأي ....ولكن يعود بأنين موجع حد الموت ويتسأل كيف سيفعل ذلك ويتركها ...وايقن أنها النهاية ...ولكن نهايته هو ...تجسد بها أول الصدمات وآخرها ....هو يعشقها ولن يستطيع للآن الافصاح عن ذلك لربما كان قد تغير الموقف ....ولكن هذا شديد الصعوبة عليه ...وأن اعترف بذلك لها ورفضت حبه سيهجرهم جميعا ويبتعد ...حاول أن يعطي له مزيدا من الوقت كي تفهمه وتتفهمه ولكن هي عنيدة حد الحماقة ....المه نظرات الخوف بعيناها ...طعنته بقسوة ..فكيف تخاف منه وهو يعشق حتى رفات عيناها !
سار في الطريق على غير هدى ولا يعرف أين سيقف وإلى أين سيتجه مسار الطريق ...وهذا جسد علاقته بها ....
___________________________صلّ على الحبيب
عاد فهد الى شقته بتعبيرات مريحة على وجهه ، ظنا أن الامور قد اهتدت واتضحت الآن ولا يعلم انها سارت بغير الطريق .....دلف الى الشقة بعد أن اغلق الباب مجددا بهدوء وهتف بنبرة مرحة بعض الشيء :-
_ فاااطمة
رفعت فاطمة راسها الذي يجثو عليه كتل الشعر السوداء الغزيرة مسحت عيناها الباكيتان وترددت في اجابته ...نظرت للفراش وتمددت عليه ثم تظاهرت بالنعاس والغفوة حتى فتح فهد باب الغرفة بخفوت ...
لم تستطع تنظيم انفاسها المتسارعة وهي مجفلة اجفانها بتظاهر حتى شعرت بوقوفه قرب فراشها وانفاسه المنتظمة تتخلل عبر النسمات لتيقظ الحنين بقلبها ..
شعر بالضيق لثوانٍ ولكن عاد بنظرات حانية على وجهها الفاتن القسمات وشعرها الذي ينتشر حولها بتمرد ويعكر صفو نصاعة لون الفراش حتى اقترب منها ومسد على شعرها بحنان ولطف ... ابعد خصله عن عيناها متأملا وجهها الذي أراد بشدة ضمه بين ضلوع صدره الآن بقوة ، اقترب منها وقبّل جبينها بحنان دافئ حتى كاد ان يبتعد فلاحظ بتعجب جحوظ عيناها الباكيتين ثم وضعت يداها على وجهها واجهشت بالبكاء دون ادنى مقاومة للتظاهر بالضد ....تطلع اليها بقلق حقيقي ولا يعرف لبكائها سببا الآن ...اعتدلت في مكانه ثم جذبها من يدها كي تعتدل هي الاخرى وقال وهو يزيح يداها من على وجهها بقوة رغم اعتراضها ...قائلا بقلق :-
_ بتعيطي ليه يا فاطمة دلوقتي ؟!
تبدلت نظرتها للغضب الصامت ولم تجيب بل نظراتها الذي تقدح شررا كانت كافية ليعلم ان هناك امرا ما ...اعتقد انها تذكرت والدها لذلك هي على هذه الحالة ولم يكن ثمة سبب آخر قد خطر بباله غير ذلك ....حاوط وجهها بكلتا يديه بسكون وكاد أن يقل شيء حتى ابتعدت ودفعت يداه بعنف وشراسة وقالت وقد هبت واقفة :-
_ ابعد عني
رمقها بحيرة ولم يفهم ما هذا التغير ،بل أنه ظن العكس تماما وقال متساءلا:-
_ في ايه ؟! ....اكيد في حاجة ...مريم قالتلك حاجة زعلتك ؟ ..
ضغطت على شفتها السفلي بألم ثم قالت بنظرات متألمة بمزيج من السخرية الحزينة :-
_ اعتذرتلي ...وانا قبلت اعتذارها
وقف أمامها بسيل من الدهشة وعلامات الاستفهام وكرر سؤاله مجددا :-
_ اومال في إيه ...مالك ؟
نظرت له شزرا هاتفه به بكل ما اتيت من غضب واجابت :-
_ مش طيقاك يا أخي ...مش عايزة اقعد هنا معاك ...عااايزة أمشي من هنا
انتقلت نظراته على عيناها بصدمة وللحظات لم يستطع التفوه بأي شيء والغضب بعيناها غير مبرر ! ....ولكن عاد كسابق عهده بعد أن بتر الألم موضعه وانتقل لدقات القلب والكبرياء وصاح بعنف وقد قبض على معصم يدها بقوة وقسوة لم يعاملها بهم من قبل وهتف بها :-
_ وانتي فكراني أني عايز اشوف وشك ...لكن ماكنش قدامي حل تاني غير أني اجيبك هنا ....وقريب أوووي هخلص منك ويا ويلك لو شفتك في طريقي تاني ، انا هصبر بس لحد ما اهلي يرجعوا من السفر وهفهمهم اللي حصل ولولا كدا كنت طلقتك وطردتك برا ...
لم تتخيل منه هذا الحديث وتلوت من الم يدها بين قبضته حتى بكت بشدة ولم تخفي ضعفها الآن ....
امتزج الغضب بشيء آخر كاد أن يظهر بعنف ولكن اخفاه بقوة حتى لا تكتشف عشقه ودفعها بعيدا عنه وخرج من الغرفة ....قوة الدفعة جعلت ظهرها يلتصق بحائط نافذة الغرفة ولولا ذلك لكانت سقطت من وهن قدماها .....الدموع توقفت لأن الحزن والألم اعظم من مجرد البكاء .....
دخل غرفته وتعارك الغضب على قسماته كالجحيم وقد اضحت عيناه الزرقاء قاتمة السواد من شدة ما يعترك بمقلتيه من غضب وعنف ...انفاس متسارعة ...لاهثة وكانه في سباق طويل قد امتد امسافات ....ووجه متجهم كنيران البركان المضطرمة ...وقلب ينزف بعنف دماء العشق الباكية ...كاد أن يختنق من شعوره هذا فأخذ مفاتيحه الخاصة للخارج مجدداً ....
______________________________استغفر الله العظيم
رطب الهواء وجهه الدافئ ولكن القلب يأبى الهدوء ..نظر من نافذة سيارته لمكان طالما أتى له مع شقيقه آدم للتنزه ...كافيه قديم على الطراز اليوناني قد اكتشفه آدم ذات يوم واتى بفهد الى هنا مرارا وتشاركا الاحاديث المختلفة ...ترجل فهد من السيارة وخطا إليه حتى تفاجئ بوجود آدم ينظر بشرود من خلال نافذة دائرية خشبية ...شعر فهد بمزيج غريب من التعجب والراحة لمرأى شقيقه هنا وفي هذا الوقت بالتحديد حتى اقترب منه وتفاجئ آدم بدوره من وجود فهد وتطلع إليه بدهش حتى جلس فهد على مقعد أمام آدم وقال بسخرية :-
_ مش لوحدك !
ابتسم آدم ابتسامة خفيفة خالطها الضيق واجاب :-
_ أول مرة نتقابل هنا من غير ميعاد ! ...اكيد في حاجة مضيقاك يا فهد ؟
تنهد فهد تنهيدة طويلة قبل أن يجيب ثم نظر لآدم بمكر وقال :-
_ وانت كمان شكلك مضايق ...ماهو محدش فينا بيجي هنا غير وهو مضايق ....مريم زعلتك في حاجة ؟
صمت آدم لبرهة ولم يعرف كيف يجيب ثم قال بشكل غامض قليلا :-
_من غير تفاصيل .... مش فهماني ومش هتفهمني ابداً ....حاولت لكن ما نجحتش ...وانا ليا كرامتي ومستحيل اضيعها ....
زفر فهد بحدة وقال :-
_ كلهم كدا ...انا مابقتش فاهم حاجة ...امتى بتزعل ..وايه اللي بيفرحها ..ايه اللي بيزعلها ؟ ...اقرب المسافات أزاي وهي بتبعدها ....مش عارف !
شوية الاقيها فرحانة ومش عارف ايه السبب ! ...ومافيش ثواني والاقيها زعلت وبردو مش عارف ايه السبب واجي اسألها ...
قاطعه آدم بسخرية وقال :-
_ ماتاخدش منها اجابة مفيدة ....
رمقه فهد بغيظ وحيرة وتساءل :-
_ طب إيه الحل ؟
نظر آدم للفراغ للحظات ثم نظر لفهد بخبث وقال :-
_ اللامبالاة ....تعاملها كأنها مش موجودة
صمت فهد لدقيقة يزن الحديث بعقله ثم ضيق حاجبيه وقال :-
_ انت هتعمل مع مريم كدا ؟! ...لا يا آدم مريم رقيقة ومش هتستحمل كدا ...لكن فاطمة مراتي دي اشرس مني اساسا وهتستحمل 😑
اجابه آدم بحماس وقال :-
_ افهمني ....احنا دلوقتي متخاصمين بعد خناقة ...لو رجعت البيت وحاولت اكلمها هيحصل حاجة من اتنين يا هنكمل خناق يا هنتصالح
تعجب فهد وقال :-
_ طب حلو اهو في فرصة للصلح !
هز آدم رأسه بياس وقال :-
_ صلح زي قلته ..اختك مش عايزة تفهمني يا فهد لسه عايشة في دور الطفلة المدلعة ...مش عايزة تقتنع انها بقت زوجة ومسؤولة عن بيت وأسرة بتتبني ....مش عايشة في الواقع .....بقلم رحاب إبراهيم
مط فهد شفتيه ثم قال :-
_ عموما نجرب الامبالاة وحاسس انها هتجيب مع بطة
ضيق آدم عيناه بغيظ وهتف :-
_ طالما قولت بطة يبقى مش هتنفذ حاجة ! قوم من قدامي يا فهد السعادي 😑
اجاب فهد سريعا وقال :-
_ خلااااص ....هتشوف انا هعمل ايه ....حلل المطبخ هتبقى ليها لازمة عنها 😡
امتلا المكر بعين آدم وقال هو الآخر :-
_ اما انا بقى هخليها تتجنن ...كيتي هيكون ليها وجود في حياتي عنك يا مريم ...
امتلأ الحماس بكلايهما ثم نهضوا سويا وتصافحوا سريعا حتى قال فهد مودعا :-
_ ربنا ينصرنا على الظلمة 😣
اجابه آدم قبل ان يبتعد :-
_ يااارب 🙏
________________________اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك
((بالفندق اللندني ))
دلف عمر وبيده صندوق مزين بقماش مخملي باللون الاحمر حتى تفاجئت ليالي قليلا وسرعان ما ابتسمت له حتى قال بعشق :-
_ قومي البسي الفستان ده بسرررعة
وقفت ليالي وقد تحسنت صحتها بعض الشيء نظرا لتحسن نفسيتها منذ اخبرها عمر بعدم إجراء العملية وقالت وقد اقترب واخرجت الرداء من المغلف وشهقت بدهشة :-
_ هو انا بنت صغيرة عشان البس ده يا عمر ! ....ده كان زمان ...دلوقتي ما ينفعش انا كبرت
نظر اليها بمكر وقال محاوطا وجهها بكفيه الدافئة وقال :-
_ كلمة كبرت دي ما اسمعهاش تاني ، طول عمرك هتفضلي بالنسبالي بنت ال ١٩ سنة اللي صوت ضحكتها وهي بتهرب من مكتبي لسه بيرن في ودني لحد دلوقتي ...عمري ما شوفتك كبيرة بالعكس .....هتفضلي لالي الشقية العنيدة في نظري لحد آخر نفس فيا .....
ابتسمت بنظرة عاشقة واخذت الرداء لترتديه بالداخل حتى اتم هو السهرة الرومانسية متذكرا تلك الليلة المشابهة لليوم ....لعشقه الذي مد الزمان امده بالقوة يوما بعد يوم ....اطفأ الاضاءة المباشرة وترك ظل ضوء خافت ينير الاركان ......
طلت هي بردائهاالساحر ونال منها الخجل وكأنها عروس ...ابتسم لها عشقا ولخجلها الذي يظفر بجنونه ويجعله هائما بها بجنون ....همس لها بكلمات رقيقة فتبسمت برقة حتى نظر لها باشتياق وكأنه ينظر لها للمرة الأولى وسارت بهما اللحظات
_____________________________سبحان الله وبحمده
هبطت مريم لحديقة الفيلا وجلست على الارجوحة رغم بردوة الطقس ولكن الالم المختزن بثنايا قلبها رفض الذهاب ....جلست الهرة على قدميها حتى ضمتها مريم بقوة ....ثم لاحظت دخولها وقد رمقها من بعيد بجمود ...
كاد أن يذهب إليها ولكن تذكر خطته فعاد ادراجه إلى الداخل وكأنها لا تعنيه .....
قطبت مريم حاجبيها بضيق وقررت أن تظل هكذا حتى ياتي إليها مرغما فانتظرت .......
ابدل آدم ملابسه بأخرى بيتية ونظر خلسة من النافذة وقد رأها تجلس على الارجوحة مثل ما رأها منذ قليل ، فعقد حاجبيه ضيقا وقد راقب ازدياد برودة الطقس مع مرور الوقت ....قال بانزعاج :-
_ لما تزهق هتطلع من نفسها ....مستحيل انزلها
_____________________________سبحان الله العظيم
رسم فهد تعابير التبلد على وجهه وهو يدفع مفاتيحه الخاصة على أحد المقاعد حتى تفاجئ بخروجها من الغرفة الخاصة به وبيدها اكوام الملابس الخاصة بها ومتوجهة للغرفة الأخرى ...استوقفها مرغما على الحديث وتساءل :-
_ بتعملي ايه ؟
لم تنظر له فاطمة ولكن اجابت بضجر ونفاذ صبر :-
_ لميت هدومي من اوضتك ورايحة الاوضة التانية وهقعد فيها ، مش عايزة اقعد في اوضتك ...سيبتهااالك
اطل الشرر من مقلتيه بعنف وتركها تدلف للغرفة الأخرى حتى لا يلقي بجام غضبه عليها ....
دخل غرفته بعصبية ثم خلع معطفه والقاه على الفراش بغضب وقال :-
_ يعني ايه بقى ! .....يعني مش هعرف انفذ خطتي ولا ايه 😓
تفاجئ بدخولها غرفته وقد نست أحد حاجياتها وخرجت مرة أخرى دون أن تعير له أي انتباه أو وجود ....
اقترب من الباب الذي تركته على مصراعيه وصفقه بحدة وعنف ......
___________________________استغفروا الله
احضر فنجان قهوته ثم وقف أمام النافذة مرة أخرى وظل يترقبها خلسة من بعيد ....انفعل من عنادها وزاده ذلك عنادا حتى ابتعد ووضع فنجان قهوته على المنضدة وتمدد على الفراش وقال بسخرية :-
_ يارب الدنيا تمطر عشان تطلعي جري وتبطلي العند ده ...
كانت تبتلع ريقها من البرد حتى اتت كريمة الخادمة وتساءلت :-
_ هتفضلي قاعدة كدا ...الدنيا برد عليكي يا روما ! وممكن الدنيا تمطر ....
لفت يدها برعشة قوية تسري بأوصالها ورفضت بقوة حتى ابتعد الخادمة بياس .....قالت مريم بضيق :-
_ هو ماجاش ليه ! ....هو انا هفضل قاعدة كدا 😭
انتفضت من رطوبة الهواء حتى ضعفت اوصالها مطالبة بالدفء ......هزمها البرد فنهضت مرغمة لغرفتها ......
بقلم رحاب إبراهيم
دلفت للغرفة فرأته ممددا على الفراش فحملقت به بغيظ واسرعت اليه بغضب حتى لكمته على كتفه وهتفت :-
_ قووووم نام على الكنبة وسيبلي مكاني
تثاءب آدم وقد اخفى ابتسامته ثم نظر لها بعدم اكتراث وذهب بغفوته مرة أخرى دون أي اهتمام لغضبها .....
زمت شفتيها بغيظ واتجهت للاريكة واضجعت عليها وقد احتوت الاريكة جسدها الصغير ......
_____________________لا حول ولا قوة إلا بالله
في اليوم التالي
استيقظ فهد على صوت ضوضاء مزعجة فنظر لساعة الحائط ليكتشف ان الساعة لم تتعدى السابعة صباحا ...فتعجب !!....، نهض من فراشه وخرج من الغرفة ليجد فاطمة تقبض على عصاة خشبية كبيرة وتلقي بها على الفرش ليهرب منه بعض الاتربة ....صاح غاضبا :-
_ انتي بتهببي ايه على الصبح !
مطت فاطمة شفتيها بسخرية وقالت باحتقار للفوضى التي احدثتها :-
_ البيت كله تراب وعايز تنضيف ، انت ازاي كنت قاعد في الزبالة دي !
تحكم بغضبه قليلا وقال بتحذير قبل أن يثور :-
_ لمي اللي عملتيه ده ورجعيه مكانه البيت نضيف ومش محتاج حاجة بلاش هبل ....
ضربت بعصاها على الارائك التي نفضت ادخنة ترابية بسيطة وقالت :-
_ هنا في تراب .....
اقتربت منه وضربت احد الارائك على جانبيه وهتفت :-
_ وهنا في تراب 😬
كادت أن ترفع يدها مرة أخرى على الجانب الآخر حتى خطف منها العصا الخشبية وقدح بعيناه الخطر حتى ابتعدت عنه بتوتر وركض خلفها وقال :-
_ انا بقى هوريكي ازاي تنضفي 🔨
_______________________صلّ على الحبيب
استيقظت مريم باكرا ووقفت تتأمل وجهه النائم لدقائق وخالجها شعور غريب ....أرادت بشدة ان تمرر يدها بين اطراف شعره ولو لثوانٍ قليلة ....اقتربت ببطء وارتباك ورفعت يداها بتردد حتى لامست شعره الاسود الكثيف ومرت عليه بخفة وشردت قليلا بابتسامة مرحة حتى اتسعت عيناها بصدمة عندما فتح جفونه فجأة وحملق بوجهها متساءلا .......
تجمد الدم بعروقها من الارتباك والخجل حتى التفت انامله حول معصم يدها على شعره بقوة و.......