رواية أخباءت حبه الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم محمد ابو النجا


 رواية أخباءت حبه الفصل الثالث والعشرون بقلم محمد ابو النجا 

تقترب ساره وتميل نحوه أذن محمود وتهمس في هدوء : أعلم أنها مفاجأه غير متوقعه... ولكن دعني أخبرك الحقيقه.... فمنذ أن ان علمت بطريقة زواجي منك... وعقلي لم يتوقف عن التفكير... ودائمًا ما أتساءل ... لماذا تغير وتبدل رأي أبي فجأة ..! من رفضه القاطع للزواج منك للقبول الشديد ...! ولسعة الصدر لذلك ....! بل والسعي في سبيله...! هناك سر خفي دائمًا ما بحثت عنه... ولكني لم أجده ... حتى تزوجنا ... وكانت مفاجأه الأكبر لي... واشتعل الغموض في نفسي... لماذا ...؟ لماذا خيرني أبي ... ما بين ابراهيم الشاب الوسيم الناجح ... وبين محمود الشاب المحترق الاعمى...! الذي ذهب مستقبله...! إنه إختيار غير منطقى يطرحه أبى لى...! لماذا...! لماذا ...! ظلت تلك الكلمه تراودني... وظللت أكررها .... ولكني أيضًا لم أجد إجابة .... وبعد زواجنا كنت أحاول إيجاد حل لهذا اللغز.. بلا جدوى... لم يتوقف عقلى... حتى جاءتني تلك الفكره... منذ ثلاثه أيام فقط ... ولا أعرف لماذا فكرت فى هذا...! ربما هو الشك ...! لقد كانت هناك الآلام فى صدرى.. لا تذهب ... لكنى أحاول نسيانها... شعرت بالخوف والقلق ... فكانت فكرتى بإختصار ... أن أصل إلى الطبيب المعالج داخل المستشفى وقت وجودى فيها.... ونجحت فى ذلك عن طريق رحاب التي لا تعلم هى أيضًا هذا السر ... فيبدو أن أبي لم يخبر به أى أحد ... الا انت.... وعندما سألتني رحاب لماذا أرغب في رقم الطبيب...! أخبرتها بأني أشعر ببعض التعب... وأريد أن أصل لذلك الطبيب فقد سمعت من أبى ذات مره بأنه ممتاز .... وبالفعل نجحت فى خداع صديقتى رحاب ... وحصلت على الرقم ... واتصلت بالطبيب ... وخدعته هو الآخر .. وتحدثت معه على أني أم ساره نفسها .... واخبرته أنني أريد أن أعرف حقيقة مرض ابنتى... لماذا صدرها دائمًا يؤلمها ... أريد أن أطمئن على ابنتي ... فى الحقيقة بأنه كان فى دهشه لإخفاء زوجي الحاج حسان عنى الحقيقه ... وتحدث معي على أساس أنني أم ساره .. وصارحني وأعترف بالسر ... وقال لابد أن تعرف الأم هى أيضًا حقيقة الوضع ... وبأن زوجي الحاج حسان قد أخطأ فى كتمان طبيعة مرض ابنته عنى ... يقصد عن أم ساره ... وبعدها كشف الستار ... وظهرت الرؤيه لي أكثر ... لماذا فعل أبي كل هذا... لماذا تبدل أسلوبه ... من الغلظه والعنف والقوه الى اللين والطيبه والهدوء... لماذا تغير من الإجبار الى إعطاء الإختيار لي... لماذا زوجني الرجل الذي أحبه رغم انه محترق وأعمى ... الآن وجدت الإجابه... أبى يعلم بأنني سأموت بعد عام ... ويعلم أن زواجي كان مجرد نقطه لإسعادي قبل الموت.... كان يسعى لإرضائى.... وأنا كنت راضيه بقضاء الله... لم أعترض... وابتسمت...فى حزن... لكن ظل اللغز الأخير... محمود فى تعجب : ما هو...؟ ساره فى حيره : لماذا وافقت أنت على الزواج مني...!! لماذا قبلت ذلك...! كيف أجبرك أبي على قبول هذا ...! بالرغم من أنك كنت وقتها في المستشفى... فى حاله يرثى لها... تتزوج من فتاه لا تعرفها بسرعه شديده ...!! محمود في هدوء يقول : يبدو بأن لا مفر من مصارحتك... اسمعى ... لقد هددني والدك الحاج حسان بشيكات كانت على أختي سمر... عندما اشترت أجهزة لزواجها ... وإن لم اتزوجك سيقوم بسجنها... لذلك وافقت مجبرًا ... ومرغمًا على الزواج منك ... وأنا لا أحبك ... وأحب غيرك... ساره في حزن شديد : يبدو أن الصوره قد أصبحت كامله الآن ... ولا داعي لأن نخفى شيء... أنا سأموت بعد عام ... وإن حدث ذلك... لن ترث مليمًا واحدًا من تلك الثروه... والميراث .... محمود في تعجب : ولكن الحمل بالنسبه لحالتك مستحيل ...! بل هو إنتحار ... بل هو موت محقق ... موت سريع... ساره بصوت خافت : ولكن إذا نجحت .. وحدث ... وأعطيتك بفضل الله وكرمه الطفل ... ستصبح أنت وابني لديكم ثروه ضخمه ... وكبيره... فالموت قادم وآت ... لا محال ... وعاجلًا ام اجلًا سأموت ... لذلك دعني أفعل شيء من أجلك ... محمود في صدمه : الى تلك الدرجه تحبيني ...! ساره وقد تراقصت الدموع في عينيها : أكثر من نفسي... أنت لا تتخيل كم أحببتك ... كما عشقتك ... كم أخفيت وأخباءت حبك طويلًا.... كم تمنيت أن أكون زوجتك.... كم تمنيت أن تحبني ... ولكن للأسف لم أفلح .. ولم أنجح في هذا ... ثم عادت تمسح دموعها وتشيح بيديها قائله : دعنا نغير مسار الحديث ... ونفكر الآن في الخطه القادمه.... محمود في حيره : وما هي الخط القادمه ...؟ تغمغم ساره : الأمر لا يحتاج للتوضيح... سننجب الطفل ... سننجب ولدي وولدك ... وسأموت بعدها ... وسأكون سعيده لأنني فعلت شيء من أجلكم ... أنت وابني.. الذى ربما لا ارآه .. ثم عادت تتنهد وهي تقول : لماذا لا تتحدث ...! لكن لم يجيبها محمود ... بل ظل في صمت... صمت طويل... وتفكير شديد .. ****** (الاستاذ كريم) نطقت رحاب جملتها داخل الشركه التي يعمل بها كريم سائق... ليلتفت إليها ويعقد حاجبيه في دهشه قائلاً : نعم ... هل من خدمه أقدمها لك...؟ رحاب في إرتباك : هل يمكن أن أتحدث معك سويًا لبعض الوقت وحدنا ....؟ إزدادت الحير ه على ملامح كريم وهو يشير لها بالجلوس على مقعد جانبي ... يقول : تفضلي... ثم عاد يبتسم إبتسامه جذابه ويسألها : أننى لم أعرف بعد من سيادتك....!! تنفي رحاب بيديها : لا يهم من أكون ... لكني جئت في رساله إليك مهمه ... مهمه للغايه ... تزداد الحيره في نفس كريم وهو يسألها من جديد في تعجب : أي رساله..! ومن أي شخص جاءت..!! ولماذا رفضتي أن تقولي من تكون ...؟ رحاب بهدوء : بالتأكيد أنت تعرف الأستاذه ساره ... ساره حسان...؟ يتراجع كريم في توتر وهو يقول في تعلثم واضح : ومن تكون ساره حسان ..؟ رحاب بلهجه قويه أجمعت فيها شجاعتها : أنت تعلم من أقصد ... ساره التي تحبها ... وتتبعها في كل مكان تذهب اليه ... حتى بعد أن تزوجت ... ينفي كريم بإصرار : أنا لا أعلم أحد بهذا الاسم .. ولم اتبع يومًا أحد .. ولا أحب أحد ... من أخبرك بكل هذا ...!! ومن تكوني...!! رحاب بلهجه حاده : اسمعني جيدًا لقد جئت احذرك ... واقول لك أن تبتعد عنها.... ولا تحاول تتبعها.. أو حتى الذهاب الى منزلها .. أو حتى رؤيتها... أو الصعود الى شقتها ... تتسع عيناه في صدمه وهو ينفى قائلاً : ولكني لم أصعد الى شقتها...! تبتسم رحاب وهي تشير له : إذن فقد اعترفت بأنك تذهب الى هناك... كريم في إرتباك واضح : أخبريني أولًا من تكوني...؟ رحاب في هدوء : انا مجرد وسيط ... جئت بالنصيحه لك ... ابتعد عن ساره ... فهي الآن أصبحت زوجه .. لا تحق لك ... وما تفعله معها هي أفعال ساذجه وصبيانيه.... ولا طليق بك... كريم بلهجه هادئه بعض الشيء : صدقيني ... أنا لم أفعل أي شيء يضر الأستاذه ساره .... مجرد أنني كنت معجبًا بها فقط... وكنت في صدد خطبتها... وكنت بالفعل أتبعها وأريد الزواج منها ... ولكني لم أستطيع مصارحتها... او الحديثه إليها ... كنت جبانًا وظل حبي في صدري وحدي.... لم يعلم به أحد سوى أمي .... ولا أعرف كيف علمت أنت بهذا...! أما بخصوص أنني صعدت الى شقتها فهذا لم يحدث مني... رحاب في تعجب : ولكن هناك شخص منذ عدة أيام فعل ذلك...! وصعد إلى شقتها... بل وفصل التيار الكهربي عن المنزل بأكمله ...! وظل يطرق الباب ويهددها ... ويصنع لها ذعر كبير.. ينفي كريم في ذهول : لا... لا.. أنا لم أفعل هذا .... ولم أذهب إلى شقتها... ولم أقطع التيار الكهربائي... صدقيني لقد اعترفت لك بكل صراحه بالحقيقه ... ربما غباء منى ... أو سذاجه .... ولكنى لم أكذب .... كل ما بيني وبين الأستاذه ساره كان إعجاب من طرف واحد مني فقط .... لكني لم أصعد إلى شقتها ... يبدو بأن هناك خطأ ما ... وهناك شخص آخر هو من فعل ذلك... تزداد حيره رحاب أكثر وهي تقول في تعجب : إذن من يكون هذا الذي فعل ذلك...؟ ينفي كريم صدقيني : ليس أنا... تعتدل رحاب من مقعدها وهي تقول : على كل حال أشكرك وآسفه على الإزعاج... كريم في إرتباك : ولكنك لم تخبريني بعد من أنت ...؟ تبتسم رحاب وهى تغمز بعينيها : لا يهم... ثم تضع الحقيبه على كتفيها ... فجأة... تتسع أعين كريم بشكل ملفت قائلاً : هل حدثت تلك القصة يوم الثلاثاء الثامنه مساءًا تقريبًا... عقدت رحاب حاجبيها فى تعجب : نعم ... أعتقد ذلك ... لكن لماذا هذا السؤال ..! كريم فى إرتباك : لقد كنت بالفعل هناك بجوار منزل ساره... تتسع أعين رحاب ليقاطعها كريم قبل أن تتكلم : لكن لم أصعد إلى شقتها... لكن... يبدو بأنى قد رأيت بالصدفه من فعل ذلك ... تتراجع رحاب فى صدمه تصرخ : حقًا.... هز كريم رأسه : وهو يصف لها ذلك الشخص ... وما كان يقوله كريم عنه مرعب... مرعب إلى أقصى حد... مرعب إلى لحد الذى ارتجفت له رحاب... ارتجفت بكل ذعر... الفصل الرابع والعشرون من هنا

تعليقات



×