رواية وشم علي حواف القلوب الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم ميمي عوالي




 رواية وشم علي حواف القلوب الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم ميمي عوالي 




تنظر زينب لرامى بضيق و تقول : يارب تفتكر! ، لا و على ايه ، ما تشغلش بالك ، و اعتبر انى ما قلتلكش حاجة ، مع السلامة 

رامى و هو يسيطر على ابتسامته و يمنعها من الظهور على وجهه : ماشى .. ربنا معاكى ، بس اوعى تمشى حافية و حاجة تدخل فى رجلك لا تعورك 

ليذهب و يتركها وراءه و هى تسب و تلعن على سماجته و حذائها فى نفس الوقت 🥴 قائلة : اما بنى ادم سمج و غلس ، فاكر روحه دمه خفيف اوى ، قال اوعى تمشى حافية لا تتعورى 

ثم مدت يدها و التقطت حذائها الممزق من تحت قدمها و تفقدته بحسرة و هى لا تجد له حلا قائلة : طب ما انى لازم امشى حافية .. اومال هعمل ايه يعنى بعد ما الجزمة الغبية جاية تتقطع و تتفرتك منى بالشكل ده هناهو وسط السكة ، و كمان الموبايل الغبى هو كمان فصل شحن كنت كلمت حد يلحقنى 

ثم القت الحذاء ارضا و هى تقول بعزم : بس لاا ، ما ابقاش زينب ان ما لقيتلهاش حل ، مش هخلى الديك المنفوش ده يتتريق عليا ابدا 

اما رامى فقد صف السيارة امام الدوار و وجد حكم جالسا بالشرفة و يبدو عليه الشرود لدرجة جعلته لم ينتبه لرامى من الاساس ، مما جعل رامى يقول بصوت عال : السلام عليكم يا عم حكم 

لينتبه له حكم و يتفاجئ بوجوده فيقول ببشاشة و ترحيب : و عليكم السلام ، ايه المفاجأة الحلوة دى ، تعالى ادخل 

ليدلف اليه رامى و بتبادلون التحية ، فيقول حكم : ماقلتليش يعنى انك جاى رغم انك محدتنى امبارح فى التلفون

رامى : قلت اعملهالك مفاجأة ، بس بقول لك ايه قبل ما الكلام ياخدنا و انسى 

رامى : خير .. فى حاجة و اللا ايه

رامى : ااه .. زينب بنت صاحبك 

حكم بانتباه : زينب بنت شيخون .. مالها

رامى : و انا جاى على هنا ، يا دوب عديت الكويرى اللى فى داخلة الكفر و لقيتها واقفة محتاسة وسط الطريق و جزمتها مقطوعة و مش عارفة تعمل ايه ، و عرضت عليها اوصلها ، بس دماغها زى الزلط .. مارضيتش ابدا

حكم و هو ينهض من مجلسه : مفكر روحك فى مصر اياك ، و البنته يركبوا معاك من غير حيا و لا خشى

رامى بامتعاض : مش احسن ما تفضل واقفة فى مكانها بالشكل ده ، و اللا تروح بيتها و هى ماشية حافية 

لينادى حكم احد الغفراء و يسر اليه بشئ ما و ينتظر عودته ، ليتجه الغفير الى الدوار و يعود اليه بعد دقيقتين و معه حذاء نسائى موضوع بحقيبة بلاستيكة و يناوله الى حكم الذى قال لرامى : تعالى اما نرجعلها نناولها المداس ده تروح بيه 

ليقله رامى الى المكان الذى ترك به زينب ليجداها امامهما على الطريق و هى تسير الهوينى ، ليصف رامى السيارة و يترجلان منها ، و ما ان نظر الى قدمها حتى انف.جر ضاحكا وسط نظراتها النا.رية التى تحاول بها مداراة خجلها 

فكانت تضع قدمها على النعل المتبقى من حذائها الممزق و تربطه حول قدمها بفسيلة نخل 

ليخرجها حكم من خجلها قائلا : طب و الله عفارم عليكى عرفتى تتصرفى زين اهه

زينب و هى تنظر الى رامى نظرة يخرية و تحدى : ما انى اكيد ماكنتش هفضل واقفة مطرحى طول اليوم يعنى 

حكم و هو يناولها الحذاء الذى جلبه الغفير من نجاة : طب خدى دسى رجلك فى المداس بتاع عمتك ده لحد اما تروحى ، الا الفسيلة بتاعة النخل دى ممكن تعورك

زينب بامتنان : كتر خيرك يا عمى .. تعبت حالك معايا 

رامى : طب و انا .. مش هتشكرينى ، انا اللى روحت بلغته و رجعتلك بيه على فكرة 

زينب بكبر لطيف : لا شكر على واجب 

رامى و الدخان يكاد يخرج من أذنيه : بقى كده .. ماشى ، انا غلطان اصلا انى وقفتلك من الاول .. ياللا يا حكم 

حكم و هو يحذر رامى بعينيه بان حديثه خارج عن اللياقة : اصبر دقيقة اما تلبس المداس عشان ناخدها نوصلها 

لتقول زينب فى نفس اللحظة التى قال فيها رامى : لاا 

لتعيد زينب رفضها قائلة : لاا يا عمى ماتعطلش حالك .. انى اكده خلاص تمام و هروح على طول 

رامى بشئ من السماجة : ايوة سيبها تروح عشان ماتتاخرش ، قبل ماتقطع الجزمة التانية 

حكم و هو يحاول تلطيف الحوار : طب براحتك ، بس البسى المداس قبل مانمشى عشان اتطمن عليكى ، اسندى على العربية و اللا اقعدى جواها على ماتظبطى حالك

لتستند زينب على السيارة لتحل الفسيلة من حول قدمها ، و وضعت اطراف قدمها فى حذاء عمتها قائلة : خلاص يا عمى .. اتفضل انت 

رامى و هو ينظر لقدمها بسماجة : انتى مش لابساه عدل ليه .. هو صغير عليكى .. شكلك بتلبسى خمسة و اربعين 

حكم : و بعدهالك يا رامى .. حاطط نقرك من نقرها ليه بس ، ثم قال لزينب : ما تاجى يا زينب نوصلك .. و انى معاكى اهه

زينب و بوادر عبرات بعيونها : هو لو ممكن يا عمى تكلملى احمد او ابويا .. حد فيهم بس ياجى ياخدنى ، تلفونى فصل شحن و مش عارفة احدت حد منيهم 

حكم و هو يهاتف احمد : يا بتى مانى معاكى اهه ، ايه لزمتها بس الدوشة دى 

ليرد عليه احمد فيقول حكم : ايوة يا احمد .. خد كلم زينب خايتك عاوزاك 

و يناولها الهاتف فتقول بصوت منخفض و لكنه مسموع : ايوة يا احمد .. انت فى الكلية و اللا عند عمتى 

احمد : انى كنت فى دارنا و راجع عند عمتى .. انتى اللى فين ، و بتتكلمى من عند عمى حكم ليه

زينب : انى ناحية القنطرة ، و جزمتى اتقطعت منى و انى نازلة من الميكروباص ، و رجلى اتعورت و عايزاك تاجى تاخدنى عشان اتسند عليك 

احمد بلهفة : طب خليكى حداكى و انى جايلك دلوك طوالى اهه 

لتعيد زينب الهاتف لحكم فى حين يقول رامى ببوادر قلق و هو ينظر اتجاه قدمها : ماقلتيش ليه انك اتعورتى 

حكم : اكيد الفسيلة هى اللى عورتك ، بتبقى عاملة كيف الموس ، و انتى ربطتيها جامد حوالين رجليكى 

زينب : كنت مضطرة هعمل ايه

رامى : اتعورتى جامد 

زينب : يعنى 

رامى : لا يكون الجرح محتاج دكتور و اللا حاجة 

زينب : لاا .. مش قصة يعنى ، و بعدين انى عندى امتحانات و مذاكرة و مش فاضية للحديت ده

حكم : لما احمد ياجى نروح نخلى دكتور الصحة يبصلك عليها يا زينب ، لا تكون اتلوثت و اللا محتاجة خياطة و اللا حاجة لا سمح الله ، و انى و اخوكى هنكون معاكى ، يعنى ماتقلقيش

ليلمحوا احمد و هو يأتي اليهم مهرولا ملهوفا على شقيقته ، و ما ان وصل إليهم و القى التحية على الجميع .. حتى قال : رجلك اتعورت كيف 

حكم : اسندها تركب و اركب جارها ياللا عشان نخلى حكيم الصحة يبص عليها 

زينب برفض : يا عمى مش لازم ابدا ، انى عاوزة اروح 

رامى بحدة خفيفة : هو انتى مافيش فايدة فيكى ، هو انتى مافيش سمع كلام ليه ، لو كنتى سمعتى كلامى من الاول ما كنتيش اتعورتى 

احمد : هو فى ايه

حكم : اركب بس الاول ياللا جار خايتك و انى هفهمك 

كانت حسنة تعد طعام الغداء حين دخلت عليها زينة قائلة : زينب تليفونها مقفول 

حسنة بامتعاض : تلاقيها راحت لعمتها و نسيت روحها هناك 

زينة : و هى يعنى اما تروح لعمتى هتقفل التلفون بناعها ليه

حسنة : خلاص ماتفلقيش دماغى ، شوية و هتلاقيها جاية 

زينة : هو احمد مشى 

حسنة بسخرية : ايوة ، بقى ياجى ضيف و يمشى ، خلاص دوار المصبلحى بقى بيته الجديد

زينة : و ابويا رجع من الارض و اللا لسه

حسنة : رجع و طلع يتسبح ، روحى ياللا شيلى كتبك من على الترابيزة عشان هنحط الاكل 

زينة : مش هنستنى زينب 

حسنة بملل و هى تقلب عينيها لاعلى : عاوزة تستنيها استنيها انتى ، و روحى ياللا اعملى زى ماقلتلك و خلصينى 

و ما ان تركتها زينة و اتجهت لتنفيذ ما امرتها به ، حتى رأت ابيها يهبط الدرج قائلا : كيفك يا زينة 

زينة : زينة يا ابة الحمدلله 

شيخون : خايتك رجعت و اللا لسه

زينة : لسه

شيخون : حدتيها

زينة : تلفونها مقفول مابيجمعش 

شيخون و هو ينظر الى ساعة الحائط : امتحانها خلص من ساعتين و زيادة ، كان المفروض وصلت دلوك 

زينة ببعض القلق : انى برضيك متوغوشة عليها ، مش عادتها تتأخر اكده 

و ماهى الا لحظات حتى سمع شيخون صوت هاتفه ، ليجد احمد يهاتفه ليخبره بانه مع زينب بالوحدة الصحية ، و قص عليه ماحدث باختصار شديد ، و عندما استشعر قلق ابيه طمأنه قائلا : ماتقلقش يا ابة هى كويسة ، بس عمى حكم هو اللى صمم يخلى الحكيم يبص عليها ، خايف لا الفسيلة اللى عورتها تكون متلوثة و اللا حاجة 

شيخون : طيب طيب انى جايلكم على طول 

زينة : فى ايه يا ابة 

ليقص عبها شيخون ما حدث بايجاز شديد و يقول : اطلعى بسرعة هاتيلى العباية و العصاية من فوق ، و ناولينى كمان المحفظة من على الكومودينو جنب السرير .. بسرعة الله يرضى عليكى 

زينة و هى تهرول الى الاعلى : حاضر .. حاضر على طول اهه

حسنة بعدم فهم و هى تنظر اليه : هو فى ايه 

شيخون بصوت عالى : همى اومال يا زينة ، ثم قال لحسنة : زينب رجلها اتعورت و هى راجعة من الامتحان و اخوها موديها على الوحدة الصحية 

حسنة بهدوء : اتعورت كيف يعنى

شيخون و هو يلمح زينة تهرول اليه من اعلى بما طلبه منها : خلى بتك تحكيلك ، انى رايحلهم

ليتركهم و ينصرف مسرعا ، لتقول حسنة : هى زينب اتعورت كيف و ايه اللى عورها 

زينة : انى مافهمتش اوى ، بس اللى فهمته ان جزمتها اتقطعت منيها و انها ربطتها حوالين رجليها بفسيلة نخل عشان تعرف تمشى فعورتها 

حسنة بامتعاض : ايه المسخرة دى ، كل ده عشان الفسيلة خربشتها فى رجليها 

زينة : خربشة ايه يا امة اللى بتتكلمى عنيها ، بقوللك عورتها ، و عمى حكم هو اللى صمم يوديها الوحدة الصحية

حسنة بانتباه : حكم .. و هى ايه اللى لمها على حكم الساعة دى 

زينة : ماخابراش .. ابوى قال لى الكلمتين و طار زى ما انتى واعية له اكده

حسنة و هى تحدث نفسها : حكم و زينب ، طب كيف .. معقول ، لاا لاا .. ماظنيش ابدا ، اومال ايه

زينة بدهشة : انتى بتحدتى روحك يا امة 

حسنة بانتباه : روحى شوفى اللى وراكى على ما ابوكى يرجع اجرى 

بدار كريمة .. كانت نجلس كريمة بمقعدها المفضل و بجوارها بسيونى ، و كان يجلس ايضا عبد الحليم و حمدى و نوارة و بصحبتهم الصغيرين يوسف و محمود ، و كان عبد الحليم يقول : سهى هتنور دارنا من تانى يا بسيونى ، و انت خابر زين انى بعتبرها بتى من صلبى ، و نوارة ماتختلفش عنى ابدا 

نوارة بتأييد : ايوة طبعا اومال ايه ، دى سهى دى زينة عيلتنا كلاتها و غلاوتها من غلاوة ولادها فى قلبى 

بسيونى : طول عمركم ولاد اصول و تعرفوا الاصول زين

كريمة مخاطبة الصغيرين : بقى مافيش نوبة اكده الاقيكم داخلين عليا و جايين تشوفونى و تقولولى اتوحشناكى يا ستى كريمة 

يوسف : ما احنا جينا اهه يا ستى 

كريمة : جايين و قاعدين كيف الضيوف ، ده انتو فى دار سيدكم بسيونى و ستكم كريمة ، يعنى اصحاب دار 

محمود : ما احنا مش عاوزين نزعلك عشان ماترجعيش تزعقيلنا يا ستى 

كريمة : بقى اكده برضيك ، مين بقى اللى قال لكم تقولوا اكده 

حمدى : دول عيال صغار يا حاجة كريمة ، ما تاخديش على كلامهم 

نوارة : ايوة طبعا ، و بعدين هم ليهم بركة الا انتى 

عبد الحليم : اومال فين سهى ، مشفنهاش من وقت ما وصلنا .. عاوزين نسلم عليها و نشوفها قبل ما نقرى الفاتحة 

بسيونى : هندهلها حاضر .. بعد اذنكم 

ليتغيب عنهم بسيونى لدقيقتين و يعود مرة اخرى مصطحبا سهى تحت جناحه ، و ما ان القت السلام .. حتى تلقتها نوارة باحضانها و قبلتها بحب شديد ، و ارتمى الصغيرين عليها يحتضنان قدميها ، لتنحنى مقبلة اياهما و تحتضنهما بحنان ، ثم تقبل يد عبد الحليم باحترام ، و تومئ برأسها تحية لحمدى ، ليقول عبد الحليم : تعالى جارى هنا يا سهى ، بدى اقوللك كلمتين قبل ما نقرا الفاتحة 

لتجلس سهى الى جواره و هى تنظر اليه بفضول ليقول : انى كان ممكن اقول لك الكلام ده بينى و بينك ، او حتى ما اقولهوش خالص و انتى اكده و اللا اكده هتعرفيه لحالك ، لكن انى قلت اقولهولك قدام ابوكى و امك عشان يبقوا شاهدين عليا بعد ربنا سبحانه وتعالى

سهى : كلام ايه ده يا ابة عبد الحليم 

عبد الحليم : اول هام .. انى عمرى ماهنسالك ابدا انك ماهانش عليكى تحرمينا من ولاد فتحى الله يرحمه زى ما اتحرمنا من ابوهم ، و سيبتيهم معانا و قلتى انك سهل تطلى عليهم كل يوم ، لكن امك نوارة مش سهل عليها ابدا عشان خاطر صحتها ، من ساعتها حبك زاد فى قلبى اكتر من الضعف ، و عشان اكده لما حمدى فكر فى الجواز من تانى ، مالقيناش بنت اصول قدامنا زيك تملى عنينا 

سهى باحراج : الله يباركلى فيك يا ابة عبد الحليم 

عبد الحليم : طب ماسألتيش روحك لازمته ايه الكلام ده دلوك رغم انك عارفاه من قبل سابق

سهى : مش عارفة 

عبد الحليم : ده بقى يا بتى تانى هام ، انى عاوزك تفهمى كويس .. اننا ما اختارناكيش لحمدى لجل انك ام ولاد فتحى ، لاا ، احنا اختارناكى لانك سهى اللى عاشرناها و حبناها و صعب علينا فراقها لينا و لدارنا 

سهى بخجل : يعلم ربنا ان انى كمان بحبكم كيف حبى لابويا و امى تمام 

عبد الحليم : عارف يا بتى ، و عشان اكده عاوزك تفتحى يدك

سهى : افتح يدى ليه 

عبد الحليم و هو يمد يده لها بمظروف ورقى : عشان تاخدى منى ده 

سهى بعدم فهم : ايه ده يا ابه

عبد الحليم : ده مهرك يا بتى .. خمس فدادين ارض باسمك بيع و شرا 

سهى : ايوة .. بس انى .. 

عبد الحليم و هو يشير اليها لتصمت : انى عارف انك مش عاوزة حاجة ، بس ده مهرك اللى قال عليه حمدى ، و كمان شبكتك فى حجر امك نوارة اهى ، مدى يدك خوديها ياللا 

لتنظر سهى الى امها التى اشارت اليها برأسها لتفعل ، فناولتها نوارة علبة من القطيفة عندما فتحتها وجدت بها عقدا من الذهب بصحبة بعض الاساور الذهبية و خاتما ، لتقول بانبهار : بس ده كتير قوى 

نوارة بحب : مافيش حاجة تكتر عليكى يا بتى 

عبد الحليم : و عشان ماحدش ضامن الموت من الحيا ، انى اتفقت مع المحامى انه هيقسم الارض ما بين حمدى و مابين ولادك ان شاء الله ، و الدار هتبقى باسم نوارة 

سهى : ربنا يديك طولة العمر يا ابة ، احنا مانسواش حاجة من غيرك 

عبد الحليم بابتسامة محبة : تسلمى يا بتى .. ها يا حاج بسيونى ، نقرا الفاتحة بقى 

بسيونى : نقرا الفاتحة 

و بعد اتمام قراءة الفاتحة يقول عبد الحليم : ايه رايكم يا جماعه .. نكتب الكتاب و نعمل الدخلة الجمعة اللى بعد الجاية 

كريمة : ايوة يا حاج .. بس يعنى على طول اكده 

عبد الحليم : ناقصنا ايه يا حاجة 

كريمة : ناقصنا عفش العروسة 

عبد الحليم : مش فايتانى يا حاجة ، سهى تشوف تحب تنزل ميتى تنقى اللى هى عاوزاه ، و الدور التانى كلاته اتبيض و اتوضب و مافيهوش قشاية ، يعنى العفش اللى هتنقيه هياجى على الفرش على طول .. يبقى فاضل ايه تانى 

نوارة : و لو سهى عاوزة الفرح يتعمل فى …. 

سهى بلهفة : لا يا امة ، فرح ايه ، مابقيناش صغار على الكلام ده 

كريمة : و ماكبرتيش برضيك يا سهى ، و اللى مايعرفكيش يقول لسه بت بنوت ، و بعدين الكفر كلاته لازم يعرف انك بتتجوزى ، ده انتى بت كريمة الزيات .. عاوزة تتجوزى سكيتى اياك

سهى : لا يا امة ، بس الفلوس اللى هنصرفها على الفرح ، نجيب بيها دبابح نأكل بيها الناس الغلابة ، و الناس وقتها برضك هتعرف انها بمناسبة جوازى 

عبد الحليم باستحسان : و الله يا بتى من يوم ماعرفتك و انى بيعجبنى عقلك 

نوارة بفخر : اومال ايه ، هو فى حد فى عقلها فى البر كلاته

حمدى : ها يا حاجة كريمة .. تؤمرى بايه تانى 

كريمة : انى مش طالبة غير راحة بتى و سعادتها

حمدى : و بتك فى عينينا كلاتنا 

لتنظر سهى الى حمدى لتجده يومئ إليها برأسه باشارة اطمئنان ، و يقول بسيونى : يبقى على خير الله ننزلوا ننقوا العفش بكرة بامر الله

حمدى : و انى جاهز و مستعد ، و كمان هدية من عندى اوضة جديدة ليوسف و محمود ليقول محمود بفرحة : احنا اللى ننقيها يا ابة

حمدى و هو يضمه تحت جناحه بحب : ايوة طبعا اومال ايه ، انت و يوسف اللى هتنقوها ، اومال مين يعنى

يوسف و هو يحتضن امه بسعادة : احلى حاجة يا امة انك هتاجى تقعدى معانا على طول ، انى مبسوط قوى

لتحتضنه سهى بابتسامة و هى تدعو الله بقلبها ان يكون القادم كله خير 

كان طبيب الوحدة الصحية قد قام بتنظيف قدم زينب و عقمها و لفها ببعض الشاش و هو يقول لاحمد و شيخون : ماتقلقوش .. هى بس الفسيلة عشان حامية جرحتها الجرح ده ، بس مافيش خوف طالما هناخد الحقنة بتاعة التيتانوس دى 

زينب باعتراض : لاا .. انى مش هاخد حقن ، ما بحبهاش

الطبيب : الفسيلة ما كانتش نضيفة و اليومين دولى الفسيل اللى بيتنضف من النخل مصاب بالفطريات ، يعنى ممكن تكون لوثت لك الجرح بتاعك ، و الاضمن انك تاخدى الحقنة

زينب بخوف : لاا .. كانت نضيفة ، انى متوكدة 

شيخون : الحكيم بيتكلم صح يا زينب ، و لسه عمك حكم كان بيحكيلى على المبيد اللى اشتراه لجل النخيل بتاعه

زينب : لاا يا ابة بالله عليك انت عارف انى مابحبش الحقن

احمد بمحايلة : طب خلاص .. ايه رأيك تجيب الحقنة و نروح لعمتك تديهالك ، انتى عارفة ان يدها خفيفة و ماهتحسيش بيها 

كان حكم يجلس بالخارج بصحبة رامى ، ظهرهم للغرفة المفتوح بابها ، فقال رامى بضيق : المفروض يا انسة زينب انك كبيرة على حكاية خوفك من الحقن ده ، سيبتى ايه للعيال الصغيرين ، و كمان عدم سماعك للكلام من البداية هو اللى وصل الحكاية لكده 

لينظر حكم بتحذير الى رامى ، ثم يوجه حديثه لشيخون قائلا : خلاص يا شيخون ، بالراحة عليها ، و هات الحقنة و خلى عمتها تديهالها عشان ماتبقاش موهومة بالشكل ده

شيخون : ايه رايك يا زينب ، تاخدى الحقنة دلوك و اللا عمتك تديهالك

زينب بامتعاض : عمتى تديهالى 

الطبيب : بس لازم تاخديها 

احمد : ماتقلقش .. هتاخدها 

الطبيب : و الجرح يتغير عليه كل يوم 

و عند وصولهم لنجاة .. تستقبلهم بلهفة على زينب قائلة : ليه ماحدش قاللى من الاول ، الغفير قاللى بس انه عاوز لها مداس بدل اللى اتقطع

شيخون : ماهو وقتها ماكانتش لسه اتعورت اكده 

نجاة و هى تنظر لقدم زينب الملفوفة بالشاش : الجرح كبير يعنى و اللى ايه طمنونى 

احمد : مش كبير يا عمة ماتقلقيش اكده ، بس برضيك مش صغير 

نجاة بعدم رضا : دى عملة تعمليها برضيك ، فسيلة النخل بتتربط فى الرجلين يا زينب

زينب بقلة حيلة : طب كنت هعمل ايه بس يا عمة ، كنت هفضل واقفة موطرحى لحد ميتى ، و اللا كنت اروح حافية يعتى 

نجاة بامتعاض : و لا ده و لا ده ، كنتى شوفتى اى حد بعتتيهولى و اللا بعتتيه لداركم يغيتك بحاجة تلبسيها ، و اللا كنتى زحفى بالجزمة اللى اتقطعت على ما توصلى 

زينب : ازحف ايه بس يا عمة ، دى عملت زى مايكون انف.جرت ، طرشقت من جنابها 

احمد ضاحكا : صوح يا عمة ، تحسى ان الجزمة انتحر.ت من كتر لبس زينب ليها 

زينب بامتعاض : كانت بتريحنى و بتليق على كل لبسى 

نجاة : طب تعالى ياللا اما اديكى الحقنة ، ثم التفتت لشيخون قائلة : و سيبها معايا النهاردة يا شيخون 

زينب بقلق من رد فعل امها : لاا يا عمة ، امى تقلق عليا ، و كمان عشان كتبى و الامتحانات

شيخون : انى هجيبلك الكتب اللى انتى عاوزاها ، و خليكى فعلا النهاردة مع عمتك .. انتى تعبتى النهاردة ، و بكرة ان شاء الله ابقى اجى اخدك اروحك

احمد: ايوة يا زينب خليكى معايا و اهو نونس بعض فى المذاكرة 

زينب بتردد : و امى 

شيخون : سيبك من امك دلوك ، و روحى ياللا خدى الحقنة 

نجاة : ايوة ، و ياللا كمان عشان تغيرى خلقاتك دى على ما ام سعيد تجهز لنا الغدا 

شيخون : انى هروح لحكم و ولد خاله اقعد معاهم شوي ، و انتى يا زينب بعد ماتفوقى اكده .. كلمى زينة تحضرلك كل كتبك و اى حاجة تانية انتى محتاجاها ، و انى هروح اجيبهملك و اجى 

نجاة : هتتغدوا عند حكم و اللا اهنه

شيخون : انتى ايه رايك 

نجاة : تعالوا اهنه ، على الاقل نرحب بضيفه زين

الفصل الرابع والعشرون من هنا

تعليقات



×