رواية جراح الماضى الفصل الثالث و العشرون 23 بقلم هالة السيد

 

رواية جراح الماضى الفصل الثالث و العشرون بقلم هالة السيد


منذ عقد قرانها وهى منفصله تماما عن ذلك الواقع لا تعلم إذا مافعلته صواب ام خطأ ...لكنها تشعر بأن كرامتها مجروحه لحظات وتعود لتوبخ حالها لانها السبب فيما حدث ..إذا فالتتحمل نتيجة تلك الاخطاء أخرحها من شرودها دخول للغرفه لم تبالى فالبتأكيد انها مارى فهى منذ عودتهم وهى تأتى لها بالطعام والاخرى تصمم بأنها ليست جائعه .
-مارى اخبرتك من قبل بأننى لست جائعه
*ثوانى وسمعت صوت رجولى هادئ : بس انا مش مارى 
ماذا انه هو وعندما تعرفت على صوته تلقائيا وضعت يدها على رأسها فوجدت حجابها مازال على رأسها فحمدت الله أنها لم تخلعه بعدما انتهت من صلاتها 
فردت عليه غاضبه : انت أزاى تدخل من غير ماتخبط 
رفع حاجبه بدهشه وقال : انا خبطت كثير و انتى مردتيش ..قلقت عليكى فدخلت 
-هتفت بعند : بس انا مسمعتش حد خبط 
رد عليها ساخر : و حضرتك هتسمعى أزاى وانت سرحانه 
تعلم بأنه محق فهى بالفعل كانت شارده لكن ذلك لايشفع له 
-برضو ماكنش ينفع تدخل أفرض مكنتش لابسه حجاب 
-جز على أسنانه بغيظ منها فهى الان زوجته حتى لو بوضع مؤقت 
برغم انك مراتى حاليا وينفع أدخل عادى ..بس انا معملتش كده ..لما فضلت اخبط وسيادتك مردتيش خليت مارى تدخل تشوفك الاول ولما عرفت انك بالحجاب دخلت 
شعرت بمشاعر عده فى تلك اللحظه عندما سمعته يقول تلك الكلمه (مراتى) ولم ترد ان تتجادل معه فردت مرتبكه :
طيب انت كنت عاوز أيه ؟!
-رد بجمود: كنت جايبلك الاكل علشان سيادتك رفضه تأكلى من امبارح 
هتفت ببرود : بس انا مش عاوزه شكرا ..انا لما احب اكل  هنزل اعمل أكل لنفسى 
حاول ضبط اعصابه فتلك العنيده تثير جنونه فهتف بصوت أرعبها :
-آااااااااااااااااالاء
-أنتفضت بخضه أثر صوته العالى المرعب : ن..ع..م (نعم)
-انا جبت الاكل وانتى هتأكلى زى الشاطره .اوكى ..(كان يضغط على كل حرف يقوله ليأكد على جديه كلامه )
-ب س. بس 
رد بصرامه : سمعتى قولت أيه 
-اوف .حاضر 
ناولها صنية الطعام ثم جذب كرسى وجلس عليه فطالعته بتعجب 
-و دا أسميه إيه ان شاء الله 
-رد خالد ببرود : أتاكد انك أكلتى الاول وبعدين همشى ..وياريت بلاش كلام كثير مش ناقص صداع 
-هتفت بضيق من تجاوزاته معها : انت مش ملاحظ انك أخدت عليا أوى 
لم يرد عليها و أولى كامل اهتمامه وتركيزه فى الهاتف الذى امامه مما زاد حنقها فهمست 
-واحد بارد ... الله يلعن اليوم الى خرجت فيه  انا الى جبت دا كله لنفسى 
كان يرمقها بطرف عينيه وهى مغتاظه من أفعاله لكن لا يوجد طريقه أخرى لجعلها تأكل غير الاجبار ..مرت دقائق و رن هاتفه وعلى أثره أبتسم بغموض و رد قائلا:
-آلو  ثم صمت لحظات حتى يستمع للطرف الاخر 
-تمام .. جهزلى بقا كل حاجه  وأنا هنزل مصر كمان ١٥يوم كده ..وحسابك هيوصلك  ..سلام 
كانت كلماته غامضه كعيونه التى جعلتها حائره ..لاحظ نظراتها نحوه قال بمرح :
واضح فعلا انك مكنتيش جعانه 
نظرت للطعام فوجدت كل الاطباق شبه فارغه فشعرت بالاحراج فقالت بفظاظه : احم .. خلاص كلت ممكن تخرج بقا .
وجدته يقترب منها وتوقف امامها مباشرا فتوجست منه وقالت بقلق : فى إيه 
امال نحوها مما جعلها تغمض أعينها من الخوف معتقدا انه سيصفعها لكن مرت لحظات ولم يحدث شئ ففتحت اعينها فوجدته يقف امامها ويحمل صنية الطعام التى انتهت منها ويبتسم على مظهرها فهتف ببراءه مصطنعه 
-انا بس كنت بأخد الصينيه مالك خايفه ليه كده ...وكتم ضحكه بصعوبه كادت تفلت منه ..
فقالت بغيظ : طيب اخرج بره لو سمحت  وآخر مره تدخل هنا 
أولاها ظهره وكاد يخرج من باب الغرفه : جهزى نفسك علشان هنروح الشغل ...وفى ثوانى اختفى من امامها .
-أوف ..انا مالى خوفت كده ليه لما قرب منى انا حاسه قلبى كان هيخرج من مكانه ...انا إيه الى بيحصلى دا بس ياربى .....وبعدين هو ماله أكل ماكلش أيه دخله ...صمتت قليلا و..
يكون معجب بيا  زى ما مريم قالت ....واضح انى اتهبلت ..ثم ذهبت لترتدى ثيابها حتى تذهب للعمل 
*******
-بعد مرور عدة أيام 
كانت الامور تسير هادئه نوعا ما على البعض وعلى البعض الاخر لم تكن هادئه بالمره فكانت تتراوح بين الغضب والعصبيه والقلق وبعض المناوشات ...
(عبدالرحمن ” مريم )
كانت الحياه معهم هادئه وحبهم لبعضهم يزداد لكن مريم لم تفصح بعد لعبدالرحمن عن حبها له اما عبدالرحمن فكان القلق يتأكله فاللان لم يرد عليه والدها او أخيها فى موضوع الزواج لذا كانت الافكار تأتى به يمينا ويسارا لا تتوقف يخشى من رفضهم له ..لا يعرف ماذا يفعل غير الانتظار 
-(إيمان ” عاصم)
المناوشات بينهم لا تنقطع ابدا فحينما يرى كلا منهما الاخر تبدأ المعركه ويكونا مثل (القط والفأر)
إيمان يفصلها بين التعقل والجنون شعره واحده فهو يتفنن فى أستفزازها بشتى الطرق كما انها تريد ان تعرف لما طلبها للزواج وهو يقابل سؤالها بقوله (مزاجى كده)  وهذا يثير جنونها ولكنها لاتهدأ حتى تفتعل شئ يثير غضبه وعندما تراه غاضب كالتنين تهرب من أمامه لتنجو بحياتها فهى ...فهى لن تستسلم حتى يخبرها لم يريد الزواج بها او ينهى هذه المهزله من الاساس ..
اما بالنسبه لأبطالنا ( خالد ” آلاء )
كانت حياتهم تتراوح بين العمل وبعض المناوشات وبعض من الغضب من جهة خالد بسبب تجاهل آلاء له فهى مازالت تشعر ببعض الضيق منذ ما حدث ..اما هو كان يخرج غضبه فى العاملين عنده وفى كل يوم يمر عليه يتأكد بأنه يحبها لا بل أكثر من ذلك ويدعو الله ان تشعر به ذات يوم 
اما هى فكان تجاهلها يأتى بسبب ان أعجابها به يزداد بعديوم لذلك كانت تتجنبه قدر الامكان حتى لايتحول ذلك الاعجاب لشئ أخر تخشى منه وكانت تحول كامل تركيزها لتلك المسابقه حتى تنتهىمن ذلك العمل وتعود لمصر وتنفصل عن ذلك الخالد الذى يؤرق لياليها
----------------------
فى أحدى الايام 
عاد من العمل وهو يشعر بوجع شديد فى جانبه الايمن  فدلف للمنزل ينادى على الخادمه حتى تأتى له بأحدى المسكنات للالم 
-مارى ...مارى 
اتت الخادمه مهرولا لترى ماذا يريد .
-نعم سيدى 
-تحدث بصوت هادئ مصطنع ليخفى آلامه 
-أحضرى لى مسكن قوى للالام وأصنعى لى مشروب دافئ ثم تركها و ذهب قام بفك رابطة عنقه ثم بجاكت حلته على الاريكه بأهمال وشمر عن ساعديه وأستلقى بتعب على الاريكه ثم وضع يده على عينيه لربما يحصل على بعض النوم ولو قليلا ليريح جسده ..
-فى المطبخ ..
-من بالخارج مارى؟ ( تسائلت مارى بأستفهام)
-ردت مارى بقلق: انه السيد خالد
-هتفتفت ألاء بتعجب: خالد ! وما آتى به باكر من العمل فهو قد قال للسائق ان يذهب بها للمنزل لان هناك اعمال كثيره يريد انهائها  ..ثم أردفت بهمس : كمان أيه دخله البيت هنا 
أخرجتها مارى من شرودها : لا أدرى لكن يبدو عليه التعب بشده وطلب منى دواء للآلم
خفق قلبها بقوه عندما أستمعت لقولها هذا وقالت بقلق : 
حسنا أذهبى له بالدواء وانا سأعد له مشروب دافئ
هزت رأسها بالموافقه وذهبت ..
-يا ترى مالك فيك إيه انت الصبح كنت كويس (ثم شرعت فى اعداد المشروب )وبعدما انتهت ذهبت لتعطيه له لكن قبل ذهابها تأكدت من أحكام حجابها عليها 
(فى الخارج)
وجدته ممد بأرهاق على الاريكه ومغمض العينين فلم تعرف ماذا تفعل أتذهب ام توقظه  لكنها أتخذت قرارها بأيقاظه فقالت بصوت أشبه للهمس : خالد ..خالد 
انتبه لها وقام بالاعتدال فى جلسته ..وجدها امامه وأخير بعد عدة أيام قد رأها فكان كل تواصله معها خلال تلك الايام عن طريق مارى أبتسم بتعب وقال :، فى حاجه يا آلاء 
-هتفت بهدوء: عملتلك حاجه دافيه علشان مارى بتقول انك تعبان مالك خير 
-رد بتعب : جنبى وجعنى شويه بس  ..ثم تألم عندما اعتدل بجلسته..: ااه
-هتفت بقلق وخوف ظهر بوضوح فى مقلتيها : 
حصل إيه ..بص تعالى نروح لدكتور ولو مش قادر  تمشى نتصل بيه 
أبتسم داخله عندما رأى خوفها وقلقها عليه وقال بهدوء محاولا اخفاء وجعه:متقلقيش شويه والتعب يمشى وانا كده كده أخدت مسكن 
لا المسكن مش حل لازم تعرف أيه سبب الوجع دا  (قالتها بأصرار وأهتمام )
خالد : خلاص لو الوجع رجع تانى هروح المستشفى ...همت لتتحدث لكنه قاطعها :
-آلاء أرجوكى انا مش قادر أتكلم صدقينى لو المسكن ماعملش مفعول هروح المستشفى مع ان انا متعود على آلام اكتر من كده بكثير ..انهى جملته بغموض لم تفهمه فرضخت لاصراره ..
-اوك ..همت لتذهب فأوقفها قائلا : آلاء 
-نعم 
-لو معندكيش مانع يعنى هقعد هنا كام يوم علشان الاوضه فيها حجات محتاجه تتصلح ومش هينفع أقعد فيها وهيا كده (كان يتحدث ويسلط بصره عليها ليرى رد فعلها )
-هى تعلم بأنه الان لايوجد سبب لرفض ذلك الامر نظر لانه أصبح زوجها كما انه صاحب المنزل لذا لايحق لها الرفض 
-أكيد طبعا تقدر تقعد دا بيتك انت ..عن أذنك  ثم تركته وصعدت للاعلى تشيعها نظراته المحبه ..بعدها طلب من الخادمه أحضار ثياب له ثم ذهب ليأخذ حمام دافئ يزيل تعبه وبعدما انتهى ذهب لغرفة المكتب وقام بفرد الاريكه لتكون كالسرير فيتمدد عليها بتعب مازال يصاحبه ..فهو لم يستطع الصعود لغرفته من فرط تعبه ففضل النوم فى غرفة المكتب .... لحظات و ذهب فى سبات عميق 
----------------------
اما فى الاعلى كانت فى حرب بين عقلها وقلبها 
- وانتى خايفه عليه كده ليه ..
ردت على حالها مبرره : عادى يعنى احنا أكلنا مع بعض عيش وملح فطبيعى اخاف عليه ...
لا والله وأنا المفروض أصدق الكلام دا 
-أه وبعدين متنسيش انه زوجى
جحظت اعينها بذهول عند وصول تفكيرها لتلك الكلمه فهى لها وقع غريب على لسانها وأذنها وأخذت ترددها بهمس: زوجى ..افاقت لحالها وظلت تنهر نفسها : والله انا اتجننت بكلم نفسى ..ثم ذكرت حالها بأن ذلك الوضع مؤقت وسينتهى عاجلا او أجلا لا محاله ..لحظات وذهبت فى سبات عميق هى الاخرى ....
-----------
-يابنى اهدى بقا كده ان شاء الله هيردو عليك 
-يا أمى انا خايف حاسس انهم هيرفضونى  (قالها بتوتر )
-ردت ضاحكا على مظهره : مكنتش اعرف أنك واقع  أوى كده .
-تحولت فجأه نبرته من القلق للهيام : انا من أول ماعينى جت عليها وانا حسيت بشعور غريب كده جذبنى ناحيتها بقيت احب أعصبها أرخم عليها ...وكمان هى هاديه وحنينه وحبيت حبها ل آلاء 
-ها وإيه كمان  ...انتبه على نفسه وقال بمزاح حرج : احم...معلش اندمجت شويه 
-دا انت كنت بتقول شعر ههههههههه
أنفجر هو بالضحك على حالته وعلى ما أوصلته إليه تلك المريم وآتى على صوت ضحكهم والده وقال؛
-ربنا يديم الضحك بينكم 
عندما أستمعت لصوته توقفت عن الضحك وتحولت ملامح وجهها من المرح للجمود ..رأها هو فأبتلع غصه مريره فى حلقه اما عبدالرحمن فصمت يتابع ما يحدث همت هى لتذهب لكن اوقفها صوته ..
-هتفضلى تهربى منى لحد امتى يا سميه ؟
توقفت مكانها بجمود ولم ترد عليه فأكمل هو 
-انا عارف انى غلط وغلط جامد كمان ...بس عاوزك تعذرينى اى شخص كان مكانى ومعاه الادله دى هيصدق ..واى انسان معرض للخطاء ..وربنا  سبحانه وتعالى بيسامح ..انتى مش هتسامحى ..
ألتفتت تواجه و رغم انها تعرف بأنه ضحيه لكنه كان السبب ؛ فردت بسخريه :
غلط! انت عديت الغلط بمراحل يا راجل انت دمرت حياة عيله كامله (انا،، وبنتى ،، و أبنى ) لا وكمان اتهمتنى فى شرفى ..اهلى اتخلو عنى بسببك علشان وقفت ضدهم علشانك وفى الاخر تسبنى ومن غير ما اعرف السبب ..انت متعرفش كنا بنعيش أزاى ولا بنصرف منين ولا أيه المشاكل الى بنواجهها..ولا بنتى الى شالت الهم قبل اوانها واتحملت مسؤلية نفسها ومسؤليتى ..كانت بتنام كل يوم ودموعها على خدها وبتحط أيدها على بؤقها علشان تمنع صوت بكاها علشان ميوصلنيش وكانت فكرانى مش سمعاها ..ولا أبنى الى أخدته من حضنى ومعرفش عنه حاجه وقلبى تعب من القهر عليه ولا خيانتك ليا ..قولى بقا أسامحك على إيه ولا إيه ...كانت تتحدث بقهر ودموعها تنهمر على وجنتيها وهو أيضا دموعه تسبقه على كل كلمه قالتها ...وعبدالرحمن يقف كالصنم ودموعه تنزل بصمت وهو يتخيل كم المعاناه التى عانتها والدته..وهنا دلفت مريم فجأه وعندما لاحظت ذلك الامر هتفت بعد بقلق : فى إيه ياجماعه مالكم 
لم يرد احد لكن ممدوح تقدم ناحية سميه الباكيه وجثى علىركبتيه امامها وأخذ يتوسلها ..
-أرجوكى سامحينى وخلينى اعوضكم كلكم عن جراح الماضى ياسميه انا عارف ان قلبك طيب سامحينى ...ذهل عبدالرحمن ومريم من تلك الفعله وكذلك سميه التى ابتعدت للوراء قليلا فأسرع إليه عبدالرحمن : 
-بابا أرجوك قوم من على الارض .وظل يكرر الامر إلا ان اقنع أبيه بصعوبه شديده بالقيام من على الارضيه ثم اجلسه على الاريكه وكل ذلك وسط ذهول سميه ومريم ..لم تعرف سميه ماتقول  لذلك بقيت صامته لكنها شعرت بمدى ندمه على فعلته وصدقه فى تعويض أولاده عما مضى كان بداخلها صراع بين الغفران وعدمه نظرت له وجدت ملامحه يكسوها الحزن والذل وصوته يملاء الانكسار .. ثم حولت بصرها لابنها وجدت يطالعها بحزن ...اخذت تذكر حالها بأن الانسان يجب ان يغفر ويسامح حتى يجد من يغفر له ويسامحه أيضا فكما يقولون (الدنيا دواره )يوم لك ويوم عليك خرج صوتها وكأنه يأتى من مكان بعيدا فى الصحراء : انت مهما كان ابو عيالى وزى ماانت قولت ربنا بيسامح فأنا ياأنسانه مش هسامح ..روح يا ممدوح ربنا يسامحك ..ثم تحدثت بقوه : بس خليك فاكر انى سامحتك بس علشان عيالى ...
-شكرا ..لانك قبلتى تسامحينى انتى مش عارفه ريحتينى قد أيه ..انا كنت حاسس زى الى شايل حمل كبييير اوى على صدره وأنزاح فجأه الحمدلله انتى مش متخيله فرحتى أزاى دلوقت (قالها بفرح وصدق شديد ولم يستوعب بعد انها سامحته فهو كان يشعر بأنه سيموت قبل ان تسامحه)
-فردت ببقايا دموع :المهم تكون أتعلمت الدرس كويس أوى .وكمان حاول تخلى بنتك تسامحك مع ان دا مستحيل ...
فى تلك الاثناء دلفت ساندى وملك وهما يتشاكسان 
بس بقا متبقيش رخمه ..تصدقى انا غلطانه انى علمتك تتكلمى عربى 
-ضحكتك الاخرى وتحدثت بثقل بعض الشئ: م اسى (ماشى) يا ملك مس هكلمك تانى ومس هديكى من الشيكولا بتاعتى ...ثم توجهت ناحية سميه : ماما س...ميه  فزعت عندما وجدتها باكيه ..
-مالك مامىحصل إيه....مين زعلك ..لم ترد فى البدايه فبكت ساندى أكثر : طيب انتى زعلانه منى اشان (علشان) قولتلك مامى ...مس بتردى ليه 
فجأه احتضنتها سميه وأخذت تقبلها بحنان أمومى فهى ليس لها ذنب بكل مايحدث : لا يا حبيبتى مش زعلانه منك ..وقولى مامى علطول بس قوليلى من امتى بتتكلمى عربى حلو كده 
توقفت عن البكاء وهمت لتتحدث لكن قاطعها حديث ملك المرح : البركه فيا يا طنط لولاياه مكنتش نطقت حرف عربى واحد ..مفيش داعى للتصفيق ياجماعه دعونا نعمل فى صمت ..ثم انحنت بطريقه مسرحيه 
ضحك الجميع عليها وفجأه رن هاتف عبدالرحمن فأبتلع ريقه بعدما علم هوية المتصل و رد بتوتر : آلو . أذيك يا حازم تمام الحمدلله ...ثم صمت قليلا لينصت لما يقوله له .وكانت هيا تراقب رد فعله عندما أستمعت لأسم شقيقها فهى تعلم ماذا سيقول له لأنه حدثها بالامس وطلب ردها النهائى بهذا الشأن وأخبرها بأنه سيحدثه فى الغد ...
-تمام .شكرا بجد ليك ياحازم ..ان شاء الله هكون فى الميعاد ....وأغلق معه ثم طالعها بنظرات حب لاحظها الجميع 
فهتفت ملك بمرح : أحم..أجيب شجره وأثنين لمون للحلوين 
نهرتها سميه بمزاح : بس يابت ملكيش دعوه بيهم ..عيب كده  قولى يا عبدالرحمن حازم قالك إيه
عبدالرحمن بهدوء وفرح: أدانى ميعاد أروح أقابلهم فيه علشان نقرى الفاتحه ونتفق على كل حاجه .
-ألف مبروك يا بنى ..ألف مبروك يا مريم 
تخبضت وجنتيها بالاحمر القانى وهرولت للاعلى عندما وجدت نظرات الكل موجها نحوها .فهتفت ملك بمزاح : 
-ياعينى البت أتكسفت ...مش طلعالى خالص 
-رد عبدالرحمن بمزاح : الحمدلله انها مش طلعالك ..ربنا يكون فى عون الى هيتجوزك ..دا انتى مصيبه ههههههههه
-على فكره انا ممكن افركش الجوازه (قالتها وهى تخرج لسانها له )
فتراجع فى قوله بمزاح : بقا كده يالوكه ..دا انتى حبيبتى 
-ملك تتظاهر بالتفكير : امممم خلاص صعبت عليا .بس هاتلى شيكولاته
-همس هو قائلا : أستغلاليه حقيره ..حاضر من عنيا.

طيب مش هتكلمو آلاء وتقولولها الخبر الحلو دا 
ألتفو جميعا نحو مصدر الصوت وكان ممدوح 
فقالت سميه بشوق : عبدالرحمن أتصل بيها وياريت نكلمها فيديو علشان وحشتنى قوى ونفسى أشوفها انا مش متعوده على غيابها كل دا عنى 
-فقال ممدوح بمزاح ممزوج ببعض التوتر فكون انها وافقت على مسامحته لا يعنى بأنها ستتعامل معه براحه براحه وسهوله : 
أومال لما تتجوز هتعملى إيه 
أبتلع عبدالرحمن غصه فى حلقه وأخذ يفكر ماذا سيحدث ان علمت بالامر ألا وهو زواجها المؤقت لذلك رد بصوت مبحوح:  ح اض ر حاضر يا ماما هكلمها
---------------------
كانت نائمه وعلى مايبدو انها تحلم بشئ ما يروق لها لطن فجأه قطع ذلك الامر رنين الهاتف فتأففت بأنزعاج وهتفت بضيق : مين الرخم الى بيتصل دا ..لكن سرعان ماتبدلت ملامحها للبهجه : السلام عليكم ..عبدالرحمن حبيبى أزيك عامل إيه ..وانصتت لما يقوله و : طيب تمام ٥ دقايق وهكلمك فيديو سلام ....بعدما أغلقت معه أسرعت بأخذ حمام دافئ ثم أرتدت بيجامه رقيقه بألوان هادئه وكانت من اللون الوردى بربع كم وبنطالها يصل للركبه فكان يكشف عن ساقها البيضاء ...ثم قامت بتمشيط شعرها وجعلته على هيئة ذيل حصان مع بعض الخصلات الهاربه .أبتسمت قائله : 
كده تمام .. ثم قامت بوضع العطر  لتشعر بعدها بالرضا عن هيئتها وسرعان ما عاودت الاتصال بهم 
-رأت والدتها أمامها على الشاشه وتنظر لها بأشتياق وتمنت لو تحتضنها بين ذراعيها وأخذت تخبرهم كم تشتاق لهم بشده كما تحدثت مع ملك ببعض المرح وتسائلت عن صديقتها  فنظرو الجميع لبعضهم البعض فلاحظت هيا ذلك وقالت :فى إيه يا جماعه مالكم مريم كويسه ؟
رد عبدالرحمن بفرح : مريم كويسه وفى انتظارك علشان تحضرى حفلة خطوبتها
علمت هى بفطنتها من يكون العريس ففرحته تكفى لذلك لكنها أرادت مشاكسته : بجد أوعى تكون وافقت على شاكر ابن عمها 
-جز على أسنانه بغيظ وقال: لأ يا اختى مش هو 
قهقت بقوه على مظهره : خلاص انت هتاكلنى ولا أيه ماأنا عارفه انك العريس يا برنس 
-عرفتى أزاى ؟
-والله من ساعة ماقعدتو تتخانقو زى القط والفار وانا حسيت انكم لبعض ..ألف مبروك ..بس فين الكلبه دى 
-ردت ملك بمرح : مكسوفه يا أوختشى 
-خلاص هكلمها بعدين ..فين ساندى 
فجأه وجدتها امامها على الشاشه ..فهتفت آلاء بمرح : 
-ههههههههههههههه عمله زى عفريت العلبه بالظبط 
-الله يسامحك يالولو 
-ردت آلاء بفرح: إيه دا العربى أتحسن اوى 
-ساندى ببراءه : طبعا يا مزه 
صدمت آلاء من تلك الكلمه وردت بذهول : مزه ! بت انتى متقعديش مع ملك تانى هههههههههههه
أخذت ساندى الجهاز اللوحى وركضت من ملك التى أرادت ان تحدث ألاء ..توقفت ساندى فجأه وياليتها لم تتوقف .وأخذت تحدثها لكن هيهات فالاخرى فى عالم آخر فهى محدقه بشئ ما .لاحظ الجميع صمتها المريب فتحدث اخيها بأستغراب : مالك يا حبيبتى فى إيه 
رفعت أعينها المغرقه بالدموع وأشارت على شئ خلفه وتحدثت بصوت أشبه بالهمس : بيعمل إيه عندكم !
نظرو لما أشارت عليه وصمتو فكيف لهم ان ينسو وجوده ..مع صمتهم هذا صرخت فيهم : حد يرد عليا  بيعمل إيه 
-بابا تعبان يا آلاء فهو قاعد معانا لحد ما صحته تتحسن وهيمشى ..لم تهتم لكلماته وتحدثت لامها : وانتى يا ماما وافقتى تقعدى فى مكان هو فيه 
-ردت سميه بهدوء مزيف : يابنتى زى ما أخوكى قال هو تعبان شويه وهيمشى ..ومهما كان هو أبوكى 
أستمعو لضحكاتها الساخره وقالت بمراره :
أبوكى! كان فين أبويا دا لما احتجت ليه .فين لما كنت بخاف بليل وكنت محتاجاه يطبطب عليا ..فين لما كنت بشوف أصاحبى فى المدرسه معاهم اباهتهم وأنا لا علشان أبويا مشى ومنعرفش مكانه ...كان فين لما كنت بتهان وأتذل من الى يسوى والى ميسواش علشان مليش ضهر وسند وبيفكرونى سهله ... كان فين لما امى كانت بتموت ألف مره فى اليوم علشان ابنها ...و دا كان السبب انى ماسمعش صوتك حوالى ١٥سنه ..واتهمنى انى بنت حرام وفى الاخر طلع هو الخاين ...كان فين من كل دا حد يقولى ..معقول سامحتيه بسهوله كده يا ماما ... ( مع كل كلمه كانت دموعها تنهمر) 
-يابنتى أسمعينى انا أسف على كل الى حصل وأتمنى تسامحينى وأنا هعوضك عن كل الى فات  أرجوكى (قالها ممدوح وهو حزين على ابنته وعلى كل ماعانته فى حياتها ويريد بشده ان يعوضها)
-تضع يدها على وجهها تبكى بحرقه وشعور الظلم يتملكها لحظات و بدأت تبكى بهستريه فظلو يحدثوها لكنها لم تنتبه لهم  فلم يعلمو ماذا يفعلو لها حتى تهداء فأغلق عبدالرحمن الهاتف فقالت والدته بحرقه وخوف على ابنتها: بنتى هيجرالها حاجه وهيا لوحدها أتصرف ياعبدالرحمن.
-حاضر ياأمى هكلمها تانى ..ثم أبتعد عنهم ليحدث صديقه ليطمئنه عليها ..فأهله لايعلمان بأن خالد وآلاء يجلسان ببيت واحد 
************
فتح اعينه بأنزعاج من رنين الهاتف فهو لم ينم سوى القليل بسبب الم جسده أعتدل على الفراش بألم وعندما رأى أسم المتصل رد على الفور : آلو..أزيك ياعبدالرحمن عامل إيه؟
رد الاخر سريعا: تمام الحمدلله ..خالد أرجوك ممكن تشوف آلاء وتهديها ض
قطب الاخر جبينه بقلق وقال: اهديها ! ليه مالها ؟
أخذ يسرد له بعض الاشياء سريعا فهتف الاخر سريعا : حاضر هشوفها وأطمنك سلام ..
خرج من الغرفه وهم ليصعد السلم فتناهى لمسامعه صوت بكائها فهرولا مسرعا إليها رغم تعبه دخل للغرفه وصدم من مظهرها الباكى .وفى داخله لعن أباها ألف مره ...رأى جسدها ينتفض وتضع يدها على وجهها وتبكى بحرقه ولاحظ أيضا ما ترتديه وكم تبدو جميله فأستغفر ربه فى سره فلم يكن عليه الدخول قبل ان يطرق الباب لكنه رجع و ذكر نفسه بأنها زوجته الان ..اخذ ينادى عليها لكن على مايبدو لم تسمعه فأقترب منها حتى وقف امامها مباشرا ونادها بصوت حانى : آلاء ...آلاء ..انتبهت لوجوده فنظرت له بأعين حمراء من كثرة البكاء ولم تعرف بما ترد عليه فكانت كالتائهه فقال خالد بصوت هادئ : آلاء ممكن تهدى وبلاش عياط علشان خاطرى..... وكأنها كانت تنتظر تلك الكلمات حتى تنفجر ثانيا بالبكاء وتتحدث بتيه : بيقولى سامحينى كده بكل سهوله ..لا وكمان قاعد معاهم فى البيت معقول ماما تكون سامحته بعد كل الى عملو معاها لا مستحيل ..ازاى تسامحه لأ وكمان بتقولى دا مهما كان أبوكى ...أبويا بأمارة أيه ..كان فين أبويا دا لما كنت بواجه كل المشاكل من غير ضهر ولا سند يعرف أيه هو عن المعاناه الى كنت بواجهها لوحدى  مستحيل أسامحه مستحيل ...
مع كل كلمه تذرف مئات الدموع مقابلها اما هو لم يستطع ان يراها بهذا الشكل فجثى على ركبتيه امامها وأخذها بين ذراعيه دون تفكير عن ماذا سيكون رد فعلها .كل مايهمه فى تلك اللحظه ان تهداء فقط .... شعر بالذهول يجتاحه عندما وجدها تتشبث به بقوه وتتمسك بثيابه  شدد من احتضانها ليمنحها الامان الذى تحتاجه يتمنى لو يستمر الامر وتضل بأحضانه طول العمر .اخذ يمسد على ظهرها بحنو ويهمس لها ببعض الكلمات علها تهداء : شششششش ...اهدى يا حبيبتى خلاص ..محدش يستاهل دموعك دى علشان دموعك غاليا اوى عندى ...
للان لم تنتبه لما يحدث وقالت بتيه :هو ليه بيحصل معايا كده ..هما بيعملو معايا كده ليه 
-، خالد بحزن على حالها:خلاص يا حبيبتى أرجوكى ....وطول ماأنا معاكى متشليش هم حاجه ولا تخافى من اى حد 
ظلو على هذه الوضعيه لبعص الوقت كان خالد فيهما يبثها كلمات حانيه لجلعها تهداء ..شعر بهدوئها بين احضانه فأبتسم لانه أستطاع فعل ذلك ..اما هى فكانت تشعر بالراحه والسكينه والامان الذى تفتقده وبيد حانيه تمسد ظهرها ..لحظات وأستوعبت  انها بين ذراعيه فأنتفضت بقوه من بينهما وأخذت تنهره على فعلته 
-آلاء بغضب وتوتر : انت. انت أزاى تعمل كده ..انت مجنون أزاى تسمح لنفسك انك تلمسنى 
تجاهل كلامها وقال ببرود مزيف  يخفى به حرجه: و فيها أيه يعنى  انتى مراتى ولا حضرتك نسيتى 
-ردت بتوتر وخجل: انت الى متنساش ان دا شئ مؤقت فبلاش تستغل الوضع ..
صدمته الكلمه اتنعته هو بالمستغل يااااالله كيف لها ان تتهمنى بذلك فأنا كل ما اهمنى ان تهداء فقط هم ليرد عليها لكن بدلا من ذلك : انا م....... ااااااااااااه ااااااه 
تحولت ملامحها من الغضب إلى الخوف عندما رأته يتألم بشده ويمسك بجانبه فهرعت إليه : خ..ال..د خالد مالك فيه إيه ..
تجاهلها وحاول الاعتدال رغم ألمه وقال بعتاب: ملكيش دعوه بواحد مستغل 
رأته لا يستطيع القيام فحاولت مساعدته : خالد بلاش عناد وخلينى أساعدك انت تعبان 
رد بعناد رغم تعبه : قولت لأ ....ااااااه
-خلاص أسفه مقصدش تعالى أقعد على السرير  ...تحامل على نفسه الى ان وصل للفراش وبعدما جلس رأته يحاول كتمان وجعه فقالت بأرتباك: انت وعدتنى لما تتعب تانى هتروح المستشفى 
-رد بوجع: مش هقدر أسوق وأنا بالحاله دى  .. خلاص شويه والوجع يروح
قالت بأسف : انا للاسف مش بعرف أسوق ..بس انا مش هسيبك بالحاله دى ..فين رقم الدكتور الى جه كشف عليا لما كنت تعبانه 
-مسافر
-قالت بأمل : هنحاول نتصل بيه يمكن رجع هات الموبيل ...اعطاها الهاتف فأسرعت بالاتصال به وهى تدعو الله ان يرد عليها فهى خائفه عليه بشده وتخشى ان يصيبه مكروه...لحظات وفتح الخط 
-خالود حبيبى فينك ياعم 
اتاه صوتها المرتجف :انا انا مش خالد ..ارجوك الحق خالد بسرعه 
-رد عليها بقلق : خير ماله خالد 
-تعبان جدا وبتألم مش عارفه فى إيه (قالتها بخوف)
-طيب طيب جاى بسرعه ٥ دقايق بس ..ثم اغلق الهاتف 
------------------------
بعد مرور بعض الوقت سمعا جرس الباب فذهبت هي لتفتح سريعا فأتاها صوته الغاضب رغم تعبه: 
-أستنى عندك 
ألتفتت له وتسائلت : فى إيه هروح افتح الباب للدكتور 
أشار لما ترتديه ببعض الغضب الممزوج بالغيره :
والله! وهتنزلى تفتحى الباب بالمنظر دا 
نظرت لنفسها ولما ترتديه وصعقت فكيف لها لم تنتبه لهذا الامر بل وكيف جلست امامه هكذا افاقت من شرودها فهذا ليس وقت عتاب للنفس وردت عليه بخجل وإحراج : إحم ..انا أسفه مأخدتش بالى ..ثم قامت بأرتداء أسدال الصلاه وهم لتخرج فوجدت من يطرق باب الغرفه ويستأذن للدخول ففتحت باب الغرفه فوجدت امامها رجل فى بدايه الثلاثينيات ذو جسد رياضى ويحمل بيده حقيبه جلديه فيبدو انه الطبيب على ما تتذكر ويبدو ايضا ان مارى هى من فتحت له الباب فتنحنح قائلا،: احم...خالد فين؟
أفسحت له المجال للدخول فدلف للغرفه وعندها وجده جالس على الفراش يتألم فقال بقلق من مظهر صديقه : مالك ياخالد فى إيه؟
-مش عارف يا شادى جانبى بيوجعنى 
هز رأسه بتفهم ووجه حديثه ل آلاء : ممكن تخرجى علشان اكشف عليه 
هزت رأسها بأحراج وقالت : حاضر ..انا هكون بره لو احتجتو حاجه ...بعدما خرجت من الغرفه هبطت للاسفل لتحضير كوب من العصير للطبيب لكنها تركت قلبها فى الاعلى فهى قلقه عليه بشده .....
--------------------
فى الغرفه ...
-الوجع دا مستمر ولا بيروح ويجى تانى
-خالد بتعب : بيروح و يجى بس المرادى الالم جامد ..
-شادى بمهنيه بعدما فحصه :دى الزايده ملتهبه وهى سبب الالم دا ..انا هكتبلك دواء بس لو الوضع دا أستمر لازم تعمل عمليه جراحيه ...
تجاهل خالد ماقاله وهتف فيه بسخط : أدينى اى حاجه تمشى الوجع دا يابنى أدم مش قادر 
قبل ان يرد عليه قاطعهم طرق على الباب فأذن لها بالدخول فأتجهت نحوهم على أستحياء و
-أتفضل يادكتور 
شادى بأبتسامه ودوده : ميرسى ياأنسه  ثم اخذ يتذكر أسمها وقال : آلاء صح 
ردت عليه بأبتسامه هادئه : صح 
- قوليلى بقا اخبار صحتك أيه 
-تمام الحمدلله 
جز خالد على أسنانه وهو يتابع حديثهم بضيق وغيره وتجاهلهم له أيضا فصدح صوته قوى رغم تعبه :
-مدام  آلاء .... انا وآلاء أتجوزنا على فكره
فرد الاخر بدهشه : بجد امتى حصل دا وكمان متقوليش يا واطى 
-خالد بلامبالاه : والله حضرتك كنت مسافر 
اماهى فكانت تناظره بغضب وضيق فلما يقول بأنه زوجها فمن الاساس هذا الزواج مسأله أيام وينتهى همت لتتحدث لكن اوقفها تألمه فهتفت بلهفه وقلق : خالد مالك حاسس بإيه 
رد شادى بدلا عنه : متقلقيش انا هديلو حقنه هتسكنه وتخليه ينام 
-طيب عن أذنكم ... (قالتها بحرج وأستحياء)
بعدما خرجت 
قام الطبيب بأعطائه الحقنه ثم أخذ يتساءل عن كيفيه زواجهم 
-ممكن تقولى أيه الحكايه وأزاى أتجوزتو 
سرد له خالد كل ماحدث وكيف أتصل به وكان هاتفه مغلق  
-رد شادى بأعتذار : أنا اسف والله بس كان لازم أرجع مصر علشان والدتى كانت تعبانه وكمان نسيت الموبيل هنا ..ثم قال بخبث وثقه : بس سيبك انت يا كينج البت شكلها بتحبك وبتموت فيك ..ابتسم خالد على قوله  وكانت تلك اخر الكلمات التى سمعها وسرعان ما غط فى نوم عميق بسبب تأثير الدواء والابتسامه تعلو شفتيه ...
***********
فى الخارج
كانت دموعها تنهمر بتلقائيا وتدعو الله ان يكون بخير وألا يصاب بمكروه وعندما شاهدت الطبيب يخرج من الغرفه هرولت إليه : خير يادكتور هو عنده إيه ؟ وإيه سبب الالم دا 
-الزايده ولو الوجع دا أستمر هيضطر يعمل عمليه 
-ردت بقلق و ذعر : 
إيه عمليه. هو الوضع خطر 
-حاول تهدأتها عندما شاهد ذعرها وقلقها عليه : 
متقلقيش هو كويس بس محتاج راحه وياريت لو متخليهوش يروح الشغل اليومين دول  ..وكمان عملية الزايده سهله يعنى متقلقيش ... و دى الروشته خلى حد من الشغالين هنا يروح يجيب العلاج دا ...ولو حصل حاجه تانى أتصلى بيا ..عن أذنك ..
-أتفضل 
بعدما أوصلت لاسفل وتأكدت من ذهابه اعطت الروشته العلاجيه لجون حتى يجلب الدواء المدون فيها وبعدها دلفت للحجره لتطمئن عليه لاتعرف لما تقلق عليه بهذا الشكل ..عندما دلفت للداخل وجدته يغط فى نوم عميق وعلامات الارهاق باديه على وجهه فقررت الجلوس بالجوار قليلا وأخذت تقرء وردها اليومى من القراءن ...

بعد مرور بعض الوقت  سمعته يهتفه بأسمها فظنته يريد شئ ما فذهبت ناحيته لكنها وجدته يغط فى نوم عميق فعرفت أنه يخترف من أثر التعب لكنها تعجبت لما ينطق أسمها فى نومه لم يدم تعجبها كثيرا حتى صدمت مما قال ..وأخذت ذكريات الساعات الماضيه تتدفق فى رأسها دفعه واحده ...
-آلاء حبيبتى اهدى خلاص محدش يستاهل دموعك دى علشان دموعك غاليه اوى عندى ....طول ما انا معاكى ماتشليش هم حاجه ولا تخافى من اى حد وأخذت تتذكر الدفء بين ذراعيه وكيف شعرت بالامان بين ذراعيه ولمساته الحانيه على ظهرها كى يجعلها تهداء ........... 
افاقت من شرودها على صوته فهو مازال يتكلم فى نومه 
-آلاء  حبيبتى متسبنيش خليكى معايا انا بحبك 
ياااااالله بماذا يهذى هذا الاحمق ...يحبنى ! منذ متى ..بل ويطلب منى ألا أتركه ..إذا كان كلام مريم صحيح ..ام أنه يقصد آلاء أخرى ؟ ...كانت تحدث حالها ودموعها تنهمر على وجنتيها ..
نعم اننى أشعر بأنجذاب نحوه بل معجبه به وبرجولته هل انا أيضا أحبه ام ماذا  لا اعرف لكننى أشعر بشئ غريب يحدث معى خاصا فى وجوده..... ياااااالله 
همت لتذهب لكن اوقفتها يداه يداه الممسكه بيدها حاولت جذب يدها من بين يديه لكن كل محاولاتها بائت بالفشل  وعندما يأست حاولت ان تجذب ذلك الكرسى للجلوس عليه فلم تستطع بسبب يده ..
-اوف بقا دا ماسك أيدى ومش راضى يسيبها كأنى ههرب ..لم تجد مفر غير الجلوس بجواره على الفراش ..وكانت تشعر بالغضب والخجل و الاحراج وظلت تفكر بما سمعته  ..وبقت  هكذا حتى غلبها النعاس دون شعور منها ....
***************فى الصباح
أستيقظ وهو يشعر بثقل ما يجثو على ذلك صدره ففتح عيونه فأصتدم بها نائمه على صدره و حجابها مفكوك وتظهر منه خصلاتها التى تغطى وجهها فأبتسم على مظهرها الرائع  وهى نائمه كالملائكه ..لكنه سرعان ماتعجب فماالذى جعلها تنام جواره ..هم ليحرك يده فوجد يده ممسكه بيدها فعلم بأنه كان السبب .
.ترك يدها ببطء حتى لا يوقظها ثم ضمها إليه وأحاطها بذراعيه وأخذ يستنشق عبيرها الخلاب وأخذته أفكاره المجنونه إلى تقبيلها فأزاح خصلاتها عن وجهها وعنقها ثم أخذ  يقبل عنقها بنعومه شديده ..نعم هو يعلم بأنها لو أستيقظت ووجدته هكذا ستقتله لا محاله ..أبتلع ريقه وهو ينظر لشفتيها المغويه لقديس حاول وحاول منع حاله لكنه لم يستطع فهى فى كل حال زوجته وهو يحبها إذا ليس حرام ولا بأس من قبله واحده لن تضر وسيبتعد بعدها على الفور قبل ان تشعر به ...افاق من أحلامه التى ستقتله حتما ..عندما شعر بتمللها بين ذراعيه ..اخذ يستغفر ربه على ما كان يفكر به وأغمض عينيه سريعا ...فتحت هيا عيونها وشعرت بشئ يطوقها فنظرت حولها فوجدت بأنها فى احضانه وبين ذراعيه فأنتفضت بفزع وخوف حقيقى حاولت أزاحت يديه من عليها لتقوم قبل ان يستيقظ ظنا منها انه نائم لكنه لم يسمح بتحريرها ....ياااالله ان رأنى هكذا ماذا سيقول على ...
-ياربى لو صحى وشافنى كده هيقول عنى أيه وبعدين أزاى نمت من غير ما أحس بنفسى  استمع إلى همساتها البريئه وأبتسم على  محاولاتها البائسه ..لا يعرف لما لا يرحمها من خجلها ويتركها لم تجد مفر سوى إيقاظه لكن جذبتها ملامحه الرجوليه الطاغيه فهى لم تكن  يوما قريبا منه هكذا فهو وسيم حتى وهو نائم و دون شعور وجدت يدها تتلمس وجهه ولحيته الناميه بعض الشئ والتى تزيد من جاذبيته    أنتفضت فجأه وأبعدت يدها عندما شعرت بما تفعل تملكها غضب كبير من نفسها على تلك الفعله ظلت توبخ حالها  ...كان يشعر بلمساتها الدافئه على وجهه ويتمنى لو يخبرها الان بأن يحبها لكنه يخشى من رفضها وتعتقد بأنه يستغلها كما قالت من قبل ...فقرر أن يخلصها من أحراجها ويستيقظ 
شعرت هى بتملله لحظات وفتح عيونها وطالعها بغرابه مصطنعه : آلاء انتى هنا بتعملى إيه ..لم تعرف بما ترد عليه من فرط أحراجها وخجلها : أ..ن..ا  أنا 
-رد مستمتعا بخجلها : أنتى إيه ؟ 
شعرت بدموعها تسبقها فهى فى موقف لا تحسد عليه فردت ببكاء : انا كنت قاعده جنبك علشان لو أحتجت حاجه وسمعتك بتنادى عليا فقولت اكيد عاوز حاجه بس لقيتك نايم جيت أمشى انت مسكت إيدى حاولت أشدها لكن انت كنت ماسكها جامد ومش راضى تسيبها فأضطريت أقعد جنبك لحد ماتسيبها بس نمت غصب عنى والله هو دا كل الى حصل ... حكت كل ماحدث بصراحه لكنها اخفت جزء واحد فقط وهو ماقال اثناء نومه وظلت تبكى فى صمت 
ماذا هل حقا نطقت أسمها أثناء نومى كما قالت ياااالله أرجوك ان أكون قد نطقت أسمها فقط ....انب نفسه على تلك الحاله التى وصلت إليها فهو السبب فى بكائها فهتف بحنو وهدوء : خلاص أهدى محصلش حاجه قومى 
-طيب  سبنى علشان أعرف اقوم (قالتها بخجل من وسط دموعها)
تركها فأعتدلت على الفراش وأعتدل هو الاخر ..همت هى لتذهب لكنه جذبها فجأه وقبلها على وجنتها وقال بحب : صباح الخير 
توردت وجنتيها خجلا وحرجا وغيظا من فعلته وقامت سريعا وقبل ان تخرج من الغرفه قالت بغضب وعصبيه  : انت أنت  واحد سافل وحقير ....ثم هربت من أمامه بسرعه البرق ودموعها تسبقها اما هو اخذ يقهقه على خجلها 
-ههههههههههههههههههه سافل وحقير اومال لو عرفت الى كنت ناوى أعمله وهيا نايمه هتعمل أيه ...ثم اخذ يؤنب نفسه على فعلته تلك فالان سوف تأخذ فكره سيئه عنه .
-و انا اعمل إيه يعنى ماهى الى حلوه بزياده ..اوف 

تعليقات



×