رواية أخباءت حبه الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم محمد ابو النجا


 رواية أخباءت حبه الفصل الثاني والعشرون بقلم محمد ابو النجا  

كان محمود وساره فى شغف 
رهيب لسماع الجزء الأخير من
حديث نصار صادق المحامى...
الذى يرتشف قهوته بكل هدوء..
ثم عاد يميل ويضعها جانبًا 
ونظر ناحية محمود وقال :
مراد ابن خالك قبل وفاته علم
بما حدث لك وبإحتراق جسدك 
ووجهك..
وإصابتك بالعمى...
وتضحية الأستاذه ساره من
أجلك..
محمود فى تعجب :
تضحية ساره...!
ماذا تقصد بجملتك هذا..!
نصار مبتسمًا : لقد علم مراد
بأنها فتاة جميله تزوجت
الشخص الذى تحبه 
رغم ما حدث له...
محمود فى حيره : ومراد
علم بهذا الأمر...!
هز نصار رأسه : بلى ..
هذا ليس بالشيء الصعب ..
محمود فى قلق : يبدو
بأن هذا الشرط مقلق ..
لأنك تأخرت فى عرضه علينا...
ينفى نصار : لا...
الشرط ليس صعبًا..
 مجرد أن تنجب طفل 
أو طفله من ساره...
يتراجع محمود فى صدمه حاده 
وهو يقول في ذهول :
ماذا...!!
أى شرط هذا...!!
نصار بهدوء : حينها تصبح
الثروه والميراث من حقك...
ومن حق ولدك وزوجتك ..
محمود فى غضب : زوجتى ..!!
وولدى..!!
نصار : نعم ... وأنت....
سيكون الميراث كله من حقكم 
أنتم الثلاثه..
محمود فى سخط شديد :
لماذا تم وضع هذا الشرط
السخيف....؟؟
نصار :
 يبدو بأن مراد كان يخشى
من أن تبدل الثروة منك ...
وتغير من شخصيتك...
فأراد أن يضمن حق تلك
الزوجه الوفيه ..
محمود فى حنقه : تبًا له...
نصار فى تعجب : 
من تقصد...!!
يتجاهل محمود الإيجابه :
وإذا لم أقبل الشرط...؟
يغمغم نصار : 
لا يحتاج السؤال للرد..
لن تحصل على قرش واحد
من الثروة...
وسيتم توزيعها على المؤسسات
الخيريه وملاجىء الأيتام...
ثم اعتدل من مقعده 
وعاد يمسك حقيبته 
وهو ما يزال يبتسم قائلاً :
اعتقد أن مهمتى قد انتهت ..
وانى قد أوصلت الرساله...
 وانتهى الحديث عند تلك 
النقطه...
 وسأنتظر منكم الحضور 
بشهاده ميلاد الطفل ..
واستلام الثروه... وقتها..
وعاد يمد بكارت شخصي 
ل ساره قائلاً : هذا كارت 
شخصى يحمل عنوان المكتب
وأرقام الجوال الخاص ...
وبدأ يتحرك نصار بعدها 
وهو يقوم بتوديعهم...
وتغلق ساره الباب من خلفه ...
وتقترب ساره من محمود 
وتجلس إلى جواره في صمت...
أما هو فكان يفكر بشده ...
ويتذكر كلمات الحاج حسان
 والد ساره ...
الذي اخبره بأنها ستعيش عام
 واحد فقط ...
وبأن لديها كسور في وظائف
 القلب ...
وبالتأكيد سيكون الحمل خطر 
كبير عليها ...
وربما تموت اثناءه...
عندها ستضيع تلك الثروه ...
لقد اصبح عاجز عن التفكير...
 أو إيجاد حل...
لابد أن تنجب ساره بأسرع 
وقت ..
وهي تقاطع تفكيره قائله :
أعلم أنك لا ترغب فىِ...
 ولا تحبني....
 ولا تقبلني في حياتك ...
ولكن تلك الثروه بالتأكيد 
ستبدل كل شيء...
 وأعتقد أنك في حاجه إليها ...
لذلك سنكون مرغمين على
 إنجاب ذلك الطفل ...
محمود وهو يكاد يخبرها
 بالسر الذي اخفاه عنها 
ولا تعلمه ساره بأنها مريضه
 وستموت أسرع مما تتوقع..
لم يعلق على حديثها...
وهو يعتدل من مقعده ويخبرها
بأنه يريد الجلوس في
الشرفه وحده ...
تجذبه ساره برفق من أصابعه 
وتجلسه ...
 ثم تغادر مبتعده عنه ..
وبعد نصف ساعة من التفكير 
في صمت...
 ماذا يفعل في تلك الصفقه
 التي عرضها عليه المحامي 
نصار صادق...؟
لتعود ساره من جديد تقترب
 منه وهي تقول : أعلم 
انك ما زلت تفكر في العرض...
ويشغل عقلك..
ولديك بالطبع الحق فى ذلك...
ولكن صدقني لا بديل أمامك....
عليك أن تقبله...
 وترضى بالأمر الواقع ...
إنك من خلال تلك الاموال 
يمكنك أن تفعل بها الكثير ....
محمود في تعجب : 
الكثير ...!
مثل ماذا ...!
ساره : مثل عملية تجميل ..
لوجهك وجسدك...
النقود تفعل كل شىء..
محمود فى حيره : نعم...
معك حق...
ولكن ...
تبتسم ساره ابتسامه باهته :
أعلم أنك لا تقبل لمسي..
أو ترغب في الإنجاب منى ..
ولكن خمسة وعشرون مليون
دولار كفيله أن تعيد التفكير ..
وتعيد حساباتك..
وعاد محمود للصمت وهو 
يتخيل داخل عقله صورة
تلك الفتاة التى تحبه..
ويتخيل موتها بسبب ذلك 
الحمل ...
حتى وإن تم سيصبح مرتبط 
بتلك الفتاة بشكل موثق ..
وهناك طفل بينهم ...
وهو لا يريد ذلك...
ولكن يبدو بأن ساره على حق..
خمسة وعشرون مليون دولار
ليس مبلغ يستهان به...
يقاطع تفكيره من جديد 
صوت ساره : مازلت تفكر 
فى العرض ...؟
يشعر محمود بأنه قد وصل إلى
نقطه لابد فيها من مصارحتها 
بحقيقة مرضها...
ولكن كيف سيخبرها ذلك...؟
ليقول بهدوء هناك شيء
واحد أريد أن اصارحك به..
هناك سر لابد من كشفه لك..
قبل إتخاذ خطوة الحمل...
تضحك ساره : تقصد 
موتى بعد عام ..
ومرض القلب الخطير الذي
أعانى منه ...
يتراجع محمود فى صدمه 
رهيبه من حديثها وهو يقول
فى ذهول :
أنت تعرفين ذلك..؟
كيف علمت ...؟
وبدأت ساره تخبره كيف علمت
بحقيقة مرضها ...
وبسر جديد ..
ومفاجأة غير متوقعه..
تصيب محمود بقمة 
الذهول ...
والدهشه ...

تعليقات



×