رواية معذب قلبى فى اسرائيل الفصل الثانى والعشرون22 بقلم شريهان سماحة


 رواية معذب قلبى فى اسرائيل الفصل الثانى والعشرون بقلم شريهان سماحة
في المساء تأهب من فى البيت جميعا ﻹستقبال ضيوفهم أعدت صفية أشهى الحلويات بمساعدة مى وخديجة بعد عودتها من الخارج بينما بسنت لازمت غرفتها بتوتر وخجل من اﻹمس حتى محاضرتها اليوم لم تذهب لها اﻷمر الذى مر على صفيه بأستغراب شديد فحين أستعد كل من حسين وحمزة ويوسف ﻹستقبالهم 
نزل حمزة بعد إن أخذه حمام دافئ مرتديا قميص كروهات كافيه فى بنى على بنطاله الجنيز بلون الكافيه رائحته تسبقه لمئات اﻷمتار مهذبا شعره القصير نوعا ما للخلف مما يعطى له رونقا خاص به فقط ...ليتفاجئ بخديجة باﻷسفل تساعد والدته ونعمة فأتجها لها ممسكا بكف يداها بحنو موجها حديثه لوالدته بهدوء : 
- لسه محتاجه خديجة فى حاجه ياأمى 

إلتفت له صفيه لتراه خلفها ممسكا بيد زوجته بتملك لتبسم فى سعاده مردفه : 
- لا ياعمرى أحنا إصلا خلاصنا وهى تعبت معنا كتير هى ومى وبتحايل عليها ترتاح شويه

- طب عن إذنك 
قالها مغادرا وهى بجواره تكاد تسيطر على سعادتها من هيئته الجذابة التى طالما عجبتها وتتفاجئ بها كل مرة تلو اﻷخرى تزداد عن المرة السابقة 

ليتوقف أمام الدرج المؤدى لﻹعلى ليلتفت لها قائلا بأقتضاب : 
- ياريت تتفضلى تطلعى دلوقت ومتنزليش خالص طول ما الضيوف هنا 

لم يصدر منها إى رد غير الشرود مبتسمه بجانب ثغرها وعلامات اﻷعجاب تكسوا ملامحها على هيئته والتى تظهر على وجهها واضحه إلا إنها استفاقت على لمس يده لوجنتيها يصحصحها ببطئ من شرودها 
- ها بتقول حاجه
قالتها بأحراج شديد وهى تهبط بوجهها لﻹسفل سريعا

ليتنهد هو بعمق شديد مرددا بخفوت :
- إطلعى ياخديجه فوق ومتنزليش 

اومأت برأسها باﻷيجاب تغادر بخجل وعيونها فى اﻷرض بينما هو تنهد مره أخرى مردد بصوت منخفض نسبيا 
- لازم أروح لبابا أحط حد للموضوع ده .. ماهو مينفعش نفضل متشعلقين كده 

-------------

طرقات على باب غرفة المكتب ليأتى صوت والده يأمر الطارق بالدخول 
فدلف مبتسما مرددا التحيه ليجيبه والده بتحيه مثلها : 
- عليكم السلام تعال ياحمزة فى حاجه

جلس حمزة على إحدى المقاعد أمام مكتبه يجمع ماسيخبر به والده ليردف بأرتباك : 
- حاج أاانا عاوز أتجوز 

إنصدم حسين لما قاله ليردد بنبرة مندهشه : 
- ما.. ماأنت متجوز خديجة ولا عاوز تتجوز حد تانى !

ضحك حمزة مردد بعجاله : 
- حد تانى ايه ياحاج مش لما أتجوز أولانى !
ثم أسترسل حديثة مردفا بجدية : 
- يابابا أنا قصدى إتجوز رسمى

حينها أبتسم حسين تجتاحه فرحه داخليه عارمه بما سمعه أخير من ولده .. فليذهب إذا عذاب ضميره المتأجج منذ عقد قرانه .. والذى كان يتصدى له من أن ينخره نخر هو إقناعه لذاته بأن لو عادت هذه اللحظه مئات المرات ماتردد لو جزء من الثانية فى فعل ما فعله من إجل شقيقه بل من أجل تؤامه ! .. فنطق أخير بعد صمت ثوانى ناظرا له بلؤم تحت جملته الخبيثه ليسمعها منه واضحه : 
- طب ماأنت متجوز رسمى ياحبيبى وعلى إيد مأذون كمان 

نظف حمزة حنجرتة قائلا بتعلثم : 
- يابابا لو سمحت إفهمنى أنا عاوز أتجوز خديجة فعلا 

حينها أنفرجا أسارير والده بسعاده مطلقه لتنطلق لتأخذ حريتها بحريه تامه على وجهه ليقف متوجها اليه فاتحا ذراعيه على أخر حدودهما أخذه فى إحضانه مرددا ودموعه تنهمر : 
- الحمدلله أن عشت اليوم اللى سمعتك فيه بتنطقها .. ألف ألف مبروك ياحبيبى 

أبتعد عنه حمزة يضم حاجباه بألم مرددا : 
- بابا أنا مش مصدق أنت بتعيط أنا عمرى ماشفتك عملتها قبل كده

ضحك حسين قائلا بعجالة غير مصدقا كرم الله عليه وتقبله لدعاءه الدائم :
- من الفرحه ياحبيبى .. صدقنى من الفرحه لم سمعتك راضى كنت حاسس أنى ظلمتك لما محستكش كأى شاب وله أختياراته بس اللى كان بيهدينى تانى بعد ثورتى مع نفسى هو أنى كنت أتمنالك فعلا بنت زى خديجه أدب وأخلاق ..
ثم أسترسل حديثه وهو يمحى أثر دموعه قائلا : 
- بس أحنا لازم ناخد موافقة خديجة اﻷول .. هى كمان اتظلمت ولازم ناخد رأيها ..

رد عليه حمزة سريعا : 
- طبعا يابابا أنا قولت أطلب أيدها منك اﻷول وبعد كده أقولها 

ربت على أحد أكتافه بحنان ليردد مبتسما: - سيبنى أنا إللى أقولها فى الأول

أوما حمزة براسه بالموافقة على مقترح إبيه ليأتى بعض الطرقات على الباب من خلفهم ليستديروا على صوت نعمة تخبرهم بقدوم ضيوفهم ...

---------------
تقدم حسين وبجواره حمزة ويوسف مستقبلين ضيوفهم بحفاوة 
دلفوا جميعا لغرفة الأستقبال يدعوهم حسين للجلوس مرددا بود : 
- أتفضلوا شرفتونا 
ليرد عليه سيف مرتبكا : 
- الشرف لينا إحنا ياحاج ..تسمحلى أعرفك بوالدى أسماعيل رأفت فى السلك الدبلوماسى  
رد عليه حسين مرحبا به بحفاوة وتقدير وبأبتسامه تنير وجهه 
أسترسل والد سيف الحديث منحنحا : 
- يشرفنى ياحاج جدا وباﻹخص بعد إللى سمعته على حضرتك إن أقولك سبب زيارتنا لعائلتك المصونه النهارده وهو إننا طالبين القرب من حضرتكم فى يد بنتكم المصونه بسنت 
ذهل جميعهم ونظر كل منهما لﻷخر فى حين دلفت نعمة بواجب الضيافة لتهم بعدها بمغادرة الغرفة فأستعاد حسين سيطرته على نفسه سريعا ليردد : 
- أنا يشرفنا طبعا نسبكم ياإسماعيل بيه بس بسنت لسه بتدرس وقدمها سنتين 
تنحنح سيف سريعا : 
- بعد أذن بابا وحضرتك ياعمى أنا هسافر إمريكا ﻹن جالى عرض عمل فى إحدى الجامعات هناك ودى فرصة جيده أحسن من هنا بكتير وبالتالى سفرى مش هيعطل اﻹنسه بسنت عن الدراسة نهائيا 
ثم إسترسل حديثه مرددا بتوتر :
- وبعد أذن حضرتك لو حصل نصيب بينا مفروض أسافر أقصاها حاجه 10 أيام وﻷن معرفش نظام شغلى الجديد إيه وأن كنت هعرف أنزل إجازة السنه دى ولا لا فكنت حابب أكتب الكتاب قبل ماأسافر وأول أجازة أن شاء الله هنزل نعمل فرح واخدها وتبقى تنزل السنه اللى باقيه على اﻹمتحانات 
تفأجئ جميعهم لثانى مرة بما تردد على مسامعهم وباﻷخص حسين وحمزة فطفلتهم التى تررعت وتدللت بين يداهم كبرت وأصبح من فى الخارج يراها عروس وهم لا يدركون وليس عروس على بعد بيتان أو ساعتان أو مدينتان منهم بل على بعد قارات !!!
أراد حسين أن ينفر ويعترض ويفض تلك المسرحيه فأبنته ملكه مدلله ستظل تحت جناحه وليست للزواج نهائيا حتى لو أتى لها أبن السلطان !
ولكن تذكر خجلها باﻷمس عند ذكر إسمه إذا هى تعرف بالموضوع وتتقبله عند هذه النقطة جمع حسين تشت أفكاره بألم يجتاحه مردد بحزن : 
- الله واحده يعلم بسنت عندى معزتها قد أيه لدرجة أنى عمرى ما فكرت من يوم ماأتولدت لغيت اللحظه دى فى الموقف ده أو أنى أجوزها وكنت مفكر أن أى حد هيتكلم معايا فى الموضوع ده هثور وأضايق ويمكن كمان أعلن الحرب عليه !
ثم أسترسل بعد أن أطلق تنهيده عميقه تعبر عما يشعر به صاحبها :
- بس كمان هى ليها حقا عليا فى أن أسعدها حتى لو سعادتها على حساب سعادتى علشان كده لازم أستشرها بكل اللى قولته يادكتور سيف ولو هى موافقه أحب أطمنك أن مفيش أى حد فينا هيعترض ..
حينها أرتخت معالم وجه سيف من التوتر إلى الهدؤء قليلا فهى أعطته بشكل أو بأخر موافقه مبدائية حينها ردد سريعا على مسامع الحاضرين : 
- وصدقنى ياعمى حسين أنا مقدر اللى أنت قولته ده كله وأحب أطمنك أنى هشلها فى عنيا 
أومأ حسين برأسه فى هدؤء يكاد عينيه تذرف دموعا 
أسترسل حمزة الحديث متنحنحا بخفوت بعدما لاحظا حالة والده : 
- إن شاء الله ياأستاذ سيف بعد يومين نقدر نقولكم رأى أختى 
أبتسم سيف مردد بتلهف موجها يده له ببطاقة تعريف صغيرة : 
- هستناهم بفارغ الصبر وده كارت فيه عنوان البيت والشغل الخارجى وطبعا الجامعه معروفة علشان لو حبين تتعرفوا أكتر عنى 

تناوله حمزة بيد مرتخية قائلا وهو يحاول رسم اﻷبتسامة على شفتيه: 
- إن شاء الله يادكتور

- إن شاء الله نستأذن إحنا بقا

حينها أنتبه حسين لقيامهم فقال بلهفه : 
- على فين يا أسماعيل بيه أنت ودكتور سيف

أجابة والد سيف بأبتسامه هادئة : 
- معلش ياحاج كده تمام ونيجى فى الخبر السار إن شاء الله نقعد براحتنا 

أبتسم حسين له وهو يودعه بحفاوة :
- تشرفونا وتأنسونا فى إى وقت 

ودعهم حسين وحمزة إلى أن غادرو ليصعد بعدها حسين لغرفته بينما وقف حمزة ينظر لطيف مغادراته ليأتى يوسف من خلفه قائلا بأندهاش : 
- هى بسبوس كبرت إمتى !
ليلتف له قائلا بألم : 
- لما إنت بتقول كده أنا بقا أقول إيه 
ربت يوسف على إحد أكتافه مرددا : 
- هتقول أية غير ربنا يسعدها 
هز حمزة رأسه بشرود : 
- فعلا ربنا يسعدها ويكتب ليها الخير 

--------------------
دلف حسين فى داخل غرفته فرأته صفيه شاردا فأقبلت عليه تسألة بتلهف : 
- ها ياحاج عرفت الدكتور ده عاوز إيه 
أرتما حسين بتعب على أحدى المقاعد المجاورة له قائلا بتهكم : 
- أظاهر أن بسنت كبرت بما فيه الكفايه ياحاجه علشان يجلها عريس 
نظرت له لثوانى بنظرات تتأكد من عدم مزاحه لتبتسم فجأة وهى تستوعب تدرجيا لتنطق بسعادة : 
- أنت قصدك ياحاج أن بسنت دكتورها فى الجامعه متقدم لها 
هز حسين رأسه متطلعا لحالتها ليردد بأستغراب : 
- هو أنتى فرحانه 
أجابته بأستغراب مماثل :
- ومفرحش ليه ياحاج هى سترت الولايه وحشه وكمان لما يكون العريس كويس وله مركز 
- طب لو قولتلك أنه جايله عقد عمل فى إمريكا والمفروض هيفضل هناك وبنتك هتروح تعيش معاه فرحتك هتفضل زى ماهى 
صمتت بصدمه وتبخرت كلامتها التى كادت تنطق بها قبل جملته لتطلق بعد عدة ثوانى تنهيده تستجمع بها قواها وتحارب غريزتها كأم قائلة بخفوت :
- بص ياحاج أنا زى أى أم نفسى فى اولادى يكونوا حوليا وميبعدوش عنى أبدا بس لو سعادتهم هتكون فى البعد أن مش هبقا أنانيه يكفينى أنهم يكونوا بخير

نظر لها بنظرة مطولها شاردا كأنه يراجع نفسه فى مشاعره الفياضة والتى كادت أن تحكم على إبنته وسعادتها ليستفيق أخير مرددا بنبرة حانيه: 
- فعلا عندك حق فى كل كلمه قولتيه 
ثم أسترسل حديثة مبتسما : 
- علشان كده برتاح لما بتكلم معاكى ربنا يخليكى ليا 
أبتسمت صفيه إبتسامة هادئة تردف : 
- ويخليك ليه ياحاج يارب 
ثم أسترسلت حديثها بأستفسار : 
- أنت عطتهم مهله قد أيه ؟!
فردد بأسفسار أكبر :
- حمزة أعطهم يومين نسأل عليهم وكمان نأخد رأى بسنت وده اللى مطلوب منك تعرفيه  
ضحكت صفيه مقهقه والتى تحير لها حسين ناظرا لها بأستغراب كأنه يريد تفسير لتك الضحكه فماقاله ليس مضحكا بتاتا لتقطع ضحكتها ولتفهم سؤاله الذى ظهر على ملامحه بهدوء فتجيبه :
- يعنى ياحاج مشوفتش رد فعلها اللى عملته قدامنا امبارح أول مانطقت أسمه واللى طبعا حيرنى فى لحظتها ومفسرتوش الا دلوقتى !
ضحك حسين بهدوء شارد فيما سمعه ليردد بأندهاش :
- أنتى قصدك ياحاجه أن ...
أومات له مبتسمه لتقطع حديثة وتجيبه :
- أيوه ياحاج بسنت شكلها عرفه وموافقة دا غير النهارده لا راحت كليتها ولانزلت من أوضتها خالص ولا كلت طول اليوم ولما قلقت عليها وخدتلها كام سنتدوتش لقتها متوتره ومرتبكه وحاولت متبينش قدامى 
ليهز حسين رأسه ناظرا فى نقطه ما مرددا بجدية : 
- مفيش مانع كمان لما تسمعيها منها صريحه وده السبب اللى مخلينى أقولك أنتى أساليها علشان تتكلم بأريحية وأنا من بكره هنسأل عنه وأنا كان كده نعمل خطوبتهم وكتب كتابهم مع دخلة حمزة !
تعليقات



×