رواية عشق رحيم الفصل الثاني والعشرون بقلم ايمي نور
مرت عدة أيام بعد تلك الأحداث كانت الأوضاع فى القصر متوترة بين الجميع بداية من سارة التى تلتزم غرفتها بعد ماحدث وكلمات رحيم إليها رافضة مغادرة القصر بعد حديث أمها إليها التى أقنعتها بعدم الإستسلام لغريمتها مع وعد منها بتخليصها منها بطريقة أو بأخرى أما رحيم فلم يعلق على بقائها متجاهلا إياها تماما حتى أثناء الوجبات الوقت الوحيد التى أصبحت تراة فية تجلس أمامة محاولة الإعتذار إلية بنظراتها متوسلة سماحة ليقابلها ببرود وتجاهل رفضآ أى محاولة منها للإقتراب منة ومازاد الطين بلة أنة أصبح أيضا يبيت كل ليالية لدى تلك الفتاة ليشعل نارها أكثر وأكثر إتجاها.
يالله كم تتمنى التخلص منها حتى ولو كان القتل هو السبيل الوحيد لذلك لفعلتها دون لحظة ندم واحدة فتلك الفتاة أصبحت كالهاجس لها لا تكرة فى حياتها أحد كما تكرها ولكن لتصبر كما طلبت منها والدتها تحفر لها قبرها بتفكير وهدؤء وقتها لن يرحمها احد من بين يديها.
أخرجها صوت الباب يفتح مخرجا إياها من أفكارها لتشعر بالسعادة للحظة ظنا منها أنة رحيم ليخيب أملها وهى ترى والدتها تدلف للغرفة واقفة تنظر إليها بشفقة وعطف تقترب منها تقول بحنو...
= إية ياسارة هتفضلى حابسة نفسك كتير فى الأوضة دى؟؟
سارة وهى تعض على شفتيها تقول بإقتضاب...
= عوزانى أعمل إية يا ماما وهو كل ليلة عند الهانم وناسينى من الأصل؟؟
لتتغير ملامح وجهها فى ثانية تهتف بغضب...
= لاااا بس أنا خلاص جبت أخرى منة ومنها شوفيلى حل يا ماما وإلا أقتلها وأخلص منها أنا خلاص مبقتش بفكر غير فى إنى أموتها وأرتاح.
جلست بثينة بجوارها يرتسم الشرود والتفكير على ملامحها تنطر سارة إليها فى إنتظارها للرد على كلامها لتصرخ سارة بغيظ...
= ماما أنتى مش معايا؟؟ فين المصيبة إللى كنتى بتحضريها للبت دى ولا خلاص مبقاش ليها حل؟؟
إلتفت إليها بثينة تقول بخبث...
= لا إزاى دهدة أنا بفكرلها فى مصيبة لو ظبطت معانا البت دى هتخرج منها بفضيحة وقليل لو مطلقهاش فيها بس إستنى نخلص من موضوع زيارة إبن عمك دة ونشوف هترسى على إية.
أسرعت سارة فى الإعتدال بجلستها تقول بلهفة...
= إزاى يا ماما فهمينى؟؟
رتبت بثينة فوق كتفها تقول...
= هقولك كل حاجة بس الأول أنتى معاكى رقم نرجس مرات أبو البت دى؟؟
عقدت سارة حاحبيها بدهشة وإستغراب...
= أيوة معايا بس عوزاها لية؟؟ دى ست طماعة وكلبة فلوس.
ضحكت بثينة بخبث...
= ماهو علشان كدة عوزاها، هى الوحيدة إللى هتقدر تنفذ إللى عاوزينة من غير ما نبان فى الصورة خليكى جاهزة وقت ما أقولك كلميها أتصلى بيها على طول تقابلنا فى مكان المرة إللى فاتت.
هزت سارة رأسها بالإيجاب لتكمل بثينة حديثها قائلة بخبث والشر ينطق من ملامحها...
= لو إللى فى دماغى حصل ياسارة البت دى مش هتبات فى القصر لليلة واحدة.
●●●●●●
●●●●●●
أما حور فمنذ تلك الليلة وهى تارة تتجاهلة وتارة أخرى غاضبة منة فى محاولات عقيمة منها لإفهامة بمدى حنقها وغضبها مما حدث لتظل على برودتها تتعامل معة ببعض كلمات مقتضبة تتبادلها معة عند الضرورة للحديث لكن أكثر ما كان يحبطها هو أنة ولا مرة واحدة حاول الحديث معها فيما حدث محاولآ شرح لها أسباب ما فعلة متجاهلآ إياها تماما يقابل دائما محاولاتها تلك بهدؤء وضحكة ساخرة كما لو كان هو الغاضب ويعاقبها بتجاهلها وليس هى لتظل على حالها فليلة باردة غير مبالية بة وليلة غاضبة تريد تمزق الهواء من حولة بصراخها تود لو ضربت الأرض بقدميها لتحصل منة على أى ردة فعل حتى ولو ظهرت أمامة كطفلة غاضبة ولكنة يدخل ليلا إلى جناحهم دون توجية أى حديث إليها ويستعد للنوم بكل هدؤء ولامبالاة ولكن ما إن يلامس جسدة الفراش حتى يسرع إلى أخذها بين ذراعية مثل كل ليلة دافنا وجهة بين حنايا عنقها مستغرقا سريعا فى النوم كما لو كان وجد ملجأة للراحة ليذوب كل غضبها السابق منة وتنام هى الأخرى بين أحضانة غير مبالية بشئ ما لكن ما إن يحل الصباح حتى يعود بهم الحال إلى لعبة القط والفأر من جديد.
●●●●●●
●●●●●●
دخل رحيم غرفتة متوقعا لأى جنون قد يصدر عنها فقد تعود طوال الأيام الماضية على حالة مزاجية مختلفة منها كل يوم فهى تارة غاضبة حانقة لا تتحمل منة حتى الإستماع لكلمة منة وتارة أخرى باردة متجاهلة إياة تماما كما لو كان هواء من حولها لا تراة ولا تسمعة لتشعرة تلك المحاولات بالتسلية يدخل كل ليلة جناحهم مخمنآ فى أى حالة قد يجدها متوقعآ لأى شئ إلا ما رأة منها الليلة لحظة دخولو للغرفة ليصاب بالذهول ويقف متسمرا مكانة وهو يراها واقفة فى منتصف الغرفة ترتدى فستان فيروزى اللون ذو حمالات رفيعة وفتحة صدر منخفضة ينساب فوق خصرها ثم يتسع حتى ركبتيها مع حذاء أسود ذو كعب عالى تاركة شعرها العجرى ينساب حتى أسفل ظهرها يراها برقتها بجمالها الخلاب ليظل متسمرا بذهول محاولا الكلام أكثر من مرة دون نجاح ليتقدم بخطواتة منها يقف أمامها تأكلها نظراتة لتخفض رأسها خجلا وإرتباكآ من نظراتة تلك ليضع أناملة أسفل ذقنها يرفع وجهها إلية يقول بصوت متحجرش من أثر المشاعر التى تموج بداخلة...
= لو دى الحالة الثالتة ليكى فأنا موافق عليها من كل قلبى.
أبتسمت بمرح لتشرق ملامحها كلها بسعادة أمام عينية لتتجمد نظراتة عليها يبتلع ريقة بصعوبة وأناملة تتلمس بشرة وجهها بنعومة لتتوقف فوق شفتيها متابعا إياها تتحرك أسفل أصبعة وهى تتحدث بهمس ناعم خجول...
= كل سنة وأنت طيب يارحيم.
رفع عينية إليها ويتجمد جسدة بصدمة مما تقول لتتابع بنفس الهمس...
= النهاردة عيد ميلادك ماما وداد قالتلى كدة وأنا حبيت أحتفل بية معاك.
أتسعت عينية على وسعهما يتراجع إلى الخلف بضع خطوات عنها مذهولا لتشعر حور بالقلق من ردة فعلة علي حديثها تقول بإرتباك خائف...
= لو دة يضايقك أنا أسف...
قطع كلامها عندما قبض على معصميها يشدها إلية بعنف يحتضنها بين ذراعية يغرق وجهة فى عنقها قائلا بصوت أجش محملا بالمشاعر...
= تعرفى إنك الوحيدة إللى أفتكرتى إن عيد ميلادى النهاردة حتى أنا كنت ناسى.
رفعت وجهها إلية تتلمس ذقنة النامية بحنان هامسة...
= يعنى مش يضايقك إننا نحتفل بية سوا؟؟
هز رأسة نافيآ بضعف من أثر ملامستها الرقيقة لة ليراها تمسك بيدة بين يديها متجهة بة إلى الأريكة التى وضع فوق المنضدة أمامها كعكة مزينة بقطع الشكولاتة تشتعل فوقها شمعة مضائة صغيرة لتقف تنظر إلية تحاول معرفة رأية من ردود أفعالة المتعاقبة فوق وجهة وهو ينظر إلى الكعكة لتسألة بأمل...
= إية رايك عجبتك؟؟
ألتفت ينظر إليها بإبتسامة خلابة أرتسمت فوق ملامحة الرجولية ترى سعادتة بعينية كطفل صغيرآ فرح بكعكة ميلادة ليبتسم بسعادة لرؤيتها سعادتة بمفاجئتها تلك هامسة بحنان...
= طيب يلا أتمنى أمنية وطفى الشمعة.
وقف ينظر إليها متأملآ ملامحها بدقة أشعرتها بالخجل من تأملة لها ليغمض عينية وهو يميل ليطفئ الشمعة يسمع تهنئتها إلية بصوتها الناعم السعيد ليعتدل فى وقفت ناظرآ إليها بشرود متأملآ ملامحها يحاول السيطرة على مشاعر عاتية تموج بداخلة فلأول مرة منذ أن كان طفل صغير يحتفل أحدآ بميلادة فحتى سارة رغم سنينهم معا لم تتذكرة ولو لمرة واحدة رغم أنة كان دائم الإحتفال معها بميلادها لتبقى أمة هى الوحيدة التى كانت تهنئة بة دائما رغم أنها لم تفعلها اليوم متعمدة حتى لا تحرق مفاجأة حور لة ويالها من مفاجأة حطمت حصونة كلها دفعة واحدة لتجعلة كطفل صغير فرح.
تنهد من أعماقة معترفآ بأنها أصبحت تتغلغل فى أعماقة وتسرى فى أوردتة جرى الدم فأصبح لا يحتمل فراقها ولو للحظة واحدة.
أفاق من شرودة على همسها الناعم هامسة بإسمة بقلق لينفض رأسة من أفكارة تلك ليرفع أصبعة ممرآ إياة فوق ذراعيها بنعومة ثم ليقوم بإحاطة وجهها الرقيق بكفية هامسآ...
= عيون رحيم.
أبتسمت بخجل من كلماتة ليميل فوقها يقبلها بشغف وجنون غير قادر على مقاومتها لثانية أخرى ليشعر بها ولأول مرة منذ زواجهم تبادلة شغفة وجنونة دون تردد أو قلق ليزداد جنونآ بها مشددآ من إحتضانة لها لتمر بهم الدقائق دون وعى بما حولهم حتى توقف يهمس فوق شفتيها بأناس لاهثة...
= دى أحلى هدية عيد ميلاد ممكن أحلم بيها فى حياتى.
ليحملها بخفة بين ذراعية متجها بها إلى الفراش لتدرك نيتة فتدفن وجهها بخجل فى عنقة تقول بإرتباك وصوت متقطع...
=رح...يم طيب والكيكة بتاعتك؟؟
رد بضحكة مرحة...
= لا الكيكة إللى معايا أحلى بكتير.
أرتجفت هو ينزلها فوق فراشهم مقبلآ عنقها ببطء ورقة شديدة قائلآ من بين قبلاتة...
= مفيش حاجة أهم من إنك معايا فى اللحظة دى.