رواية وشم علي حواف القلوب الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم ميمي عوالي



رواية وشم علي حواف القلوب الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم ميمي عوالي 




ثريا باعجاب : شهاب شاب ممتاز و من عيلة كبيرة 

مى : حقيقى ، بس فى كام حاجة كده عاوزاها تتعمل ، و محتاجة اتكلم معاكم فيها ، لانى ما اقدرش اتجوز شهاب قبل الكلام ده ما يحصل ، لانها لو اتعرفت بعد كده .. هتبقى وصمة عار بالنسبة لى و بالنسبة لكم كلكم

ثريا : ايه الكلام الفارغ ده ، وصمة ايه و عار ايه ، ما تتكلمى على طول و تقولى حاجات ايه دى 🙄

مى بحزم : ورث حكم

ثريا بحدة : و انتى مالك و مال ورث حكم ، انتى مالكيش دعوة بالكلام ده نهائى و ماتتدخليش فى اللى مالكيش فيه ، انتى فاهمة و اللا لأ ، و من هنا و رايح تقطعى علاقتك برامى ده نهائى 

لتنظر مى الى ابيها قائلة : انا فى حاجات كتير اوى ماكنتش فاهماها و لا عارفاها ، لولا رامى ماكنتش فهمتها 

ثريا بسخرية : و ياترى ملى دماغك بايه تانى بقى سى رامى بتاعك ده

مى : اعتقد انى كبيرة كفاية انى ما اسمحش لحد انه يملى دماغى بحاجة يا مامى 

ثريا : اومال حاجات ايه اللى فهمهالك ماتتكلمى 

مى و هى تنظر نظرة أسى الى ابيها : فهمت ان لولا احترام حكم لبابى كان زمانه على الاقل قدم فيه بلاغ و اللا رفع قضية يتهمه فيها بتبديد ميراثه و الاستيلاء عليه بدون وجه حق

ثريا بكبر : ماعندوش اى دليل على حرف واحد من الكلام ده

مى : بس اللى هيدور ورا الكلام ده هيعرف ان هى دى الحقيقة يا مامى ، و العيار اللى مايصيبش بيدوش ، و مش انا اللى هقول لحضرتك الكلام ده 

ثريا و قد فاض بها الكيل : انتى بتلفى و بتدورى على ايه من الصبح انا عاوزة افهم ، عاوزة ايه بالظبط يا مى ، عاوزة باباكى يتحبس مثلا 

مى برفض : لا طبعا ، بس انا اقصد ان شهاب هيتكفل بكل ديون المركز ، و كمان بالمرتبات و النفقات اللى جاية كلها ، يعنى القرض اللى بابى اخده بضمان الارض بتاعة حكم هيصبح عدم و كأنه لم يكن

لتلتفت مى الى ابيها قائلة بنظرة رجاء : يعنى حضرتك تقدر ترجع الارض لحكم و تصلح علاقتك بيه من تانى 

ثريا برفض : انتى مجنونة .. ارض ايه دى اللى يرجعها له 

مى : الارض دى ورثه من مامته

ثريا : و لولا باباكى كان زمانها ضاعت و الفلاحين كان زمانهم نهبوها من زمان 

مى بسخرية : فحضرتك قررتى ان بدل ما الفلاحين ينهبوها تنهبوها انتو .. مش كده

و قبل ان تنبث مى بحرف اخر .. تتفاجئ بثريا و هى تصفعها على وجهها بشدة و هى تصرخ بوجهها قائلة : اخرسى .. انتى بقيتى قليلة الادب كده من امتى و بتتكلمى معانا بالشكل ده

كانت الصدمة تعتلى ملامح مى و هى تنظر لامها ، و العبرات تتجمع امام مقلتيها تنذر بالهطول و هى تتحسس وجنتها التى تحول لونها للاحمر للقانى ، ليقول فؤاد بغضب صارخا بوجه ثريا : كفاية بقى .. كفاية .. انا تعبت و زهقت من كل اللى بيحصل حواليا ده و اعصابى مابقيتش متحملة 

ثريا : انت بتقول لى انا الكلام ده ، ما تقول لبنتك و عقلها 

فؤاد : بنتى ما قالتش ولا كلمة غلط يا ثريا

ثريا بصدمة : يعنى انت موافق على الكلام الفارغ اللى قالته ده 

فؤاد : ايوة موافق و هنفذه كمان بالحرف الواحد 

ثريا : ايه التخريف اللى انت بتخرفه ده ، انت عاوزنا نشحت

فؤاد بامتعاض : بطلى انتى بس حفلاتك و سهراتك اللى بتعمليها كل شوية دى و احنا نبقى كويسين جدا

ثريا : انا لا يمكن اتنازل ابدا عن المستوى الاجتماعى اللى متعودة عليه .. انت فاهم و اللا لا

مى و هى تحاول السيطرة على نبرات صوتها المتهدج من أثر البكاء : و انا لا يمكن اعيش فى البيت ده لحظة واحدة بعد كده ، من بعد ما عرفت الفلوس اللى احنا عايشين بيها دى جت ازاى و بتاعة مين 

ثريا : انتى ليكى عين تتكلمى و انتى السبب الاساسى فى كل اللى حصل ده

مى بصدمة اكبر : انا السبب .. انا اللى فضلت ازن طول الوقت على عمايل المركز ، انا اللى كنت دايرة فى النادى و وسط اصحابك عمالة اتكلم على احدث صيحات عمليات التجميل 

نسيتى ان انتى اللى شجعتينى على كل ده من البداية ، نسيتى انى كنت كل ما اقول على حاجة انها غالية تقوليلى هاتيها و مايهمكيش ، هاتيها و اوعى تخلى حد يسبقك او يعلم عليكى 

ثريا : و ادى جزائى انى كنت عاوزاكى تبفى اشهر حد فى مجالك 

مى بحدة : مش بفلوس حرام 

فؤاد : خلاص يا مى ، انا قلتلك انى هعمل كل اللى انتى قلتى عليه

ثريا بغضب : و انا قلت مش هيحصل 

مى باشمئزاز : كنت بتهم رامى انه بيتحامل عليكى و انه مش بيحبك و عشان كده بيحملك مسئولية كل اللى حصل .. لكن اتضح ان كل كلمة قالها ماتجيش واحد من عشرة من الحقيقة 

ثريا بتحفز : و قال لك ايه بقى سى زفت كمان عليا

و كادت مى ان تصرخ بوجهها بكل ما سمعته من رامى عن امها و لكنها تماسكت مرة اخرى و هى تعض على نواجزها ، لتلتفت مرة اخرى الى ابيها قائلة : انا مش هحدد معاد لشهاب و اهله غير لما حضرتك تبلغنى انك رجعت كل حاجة لحكم من تانى 

و بعد اذنك يا بابى .. انا هروح اقعد مع رامى كام يوم كده .. محتاجة اقعد مع نفسى شوية 

ثريا برفض : الكلام ده غير مسموح بيه ابدا ، و كمان انتى الظاهر نسيتى انك تقريبا الكل معتبر انك نجمة الحفلة المرة دى بالذات عشان تكلميهم عن احدث التقنيات اللى وصلها المركز عندك

مى برفض : انا اسفة يا مامى .. انا واخدة قرار اصلا انى مش هحضر الحفلة دى 

ثريا بصدمة : يعنى ايه الكلام ده ، ازاى يعنى مش هتحضرى ، اومال كل التحضيرات اللى بتتحضر دى عشان ايه ، و الفستان اللى جيبتهولك ده .. ده لوحده بالشئ الفلانى 

مى : اهو الفستان ده بالذات انا مش هلبسه اصلا ، فياريت لو ترجعيه و تستردى فلوسه يبقى احسن 

ثريا : انتى بتخرفى بتقولى ايه .. مش ده الفستان اللى كنتى هتتجننى عليه

مى : كنت .. و غيرت رأيى 

ثريا : كده مرة واحدة فى اقل من اسبوع

مى : ايوة ، لقيته عريان اوى ، و انا قررت انى مش هلبس بالشكل ده مرة تانية ، و زى ما قلت لحضرتك ، انا كده كده مش هحضر حفلات ، و من رايى تلغى الحفلة دى احسن ، و وفرى فلوسها هنحتاجها فى خطوبتى 

ثريا بصلف : انا مش هلغى حاجة ، و انتى هتحضرى الحفلة و رجلك فوق رقبتك

لتوجه مى حديثها الى ابيها مرة اخرى و تقول : بعد اذنك يا بابى .. انا رايحة لرامى

فؤاد : براحتك يا مى .. روحى 

ثريا بغضب : يعنى ايه براحتها .. انت هتسمحلها تروح تقعد مع الزفت اللى سمم افكارها ده 

فؤاد بامتعاض : لاحظى ان الزفت ده يبقى ابنى يا ثريا ، و كمان يبقى اخوها الكبير

ثريا بسخرية : اخوها الكبير .. لأ ماهو واضح ، بدليل انه بيغير منها و من اللى وصلت له و عشان كده عاوز يهدلها كل اللى عملته من وقت ما اتخرجت ، و هى غبية و مش قادرة تفهم ده لوحدها و ماشية ورا كلامه و هى متغمية

فؤاد : انتى اتجننتى ، و هو رامى هيغير منها ليه .. دى اخته الصغيرة و بيخاف عليها من الهوا الطاير

ثريا : ده بس تمثيل قدامكم ، لكن انا اللى فاهماه كويس اوى و عارفة انه من زمان و هو بيغير منها 

مى باصرار : رامى بيغير عليا مش بيغير منى و اوعى تفكرى انك هتبعدينى عنه بكلامك ده .. عن اذنكم

لتتركهم مى و تتجه الى داخل الفيلا ، لتلتفت ثريا الى فؤاد قائلة بتحذير: ابعد ابنك عن بنتى يا فؤاد عشان ما أذيهوش

فؤاد بصدمة : تأذيه! انتى ناسية انه ابنى زى ما هى بنتى ، الاتنين ولادى يا ثريا فوقى بقى ، و بعدين الاقتراح اللى بنتك اقترحته ده هيحللنا كل مشاكلنا ، انتى ايه بقى اللى مزعلك فى كلامها 

ثريا : بقى بعد ما كانت صاحبة اشهر مركز جراحات تجميل فى مصر .. هتبقى مجرد شريكة فيه 

فؤاد : و هو شريكها ده مش هيبقى خطيبها و جوزها ، و كمان هيسد كل القرض و هيتكقل بباقى المصاريف بالكامل .. يبقى ايه المشكلة 

ثريا بعنجهية : و انت يعنى فاكر ان ده لو حصل .. هيفضل اسمها لوحدها على المركز .. اكيد هيحط اسمه جنب اسمها 

فؤاد بدهشة : و افرضى .. حقه

ثريا : ااه طبعا .. ما انت كل اللى يهمك ان القرض يتسدد ، بس تقدر تقوللى بقى لو رجعت الارض فعلا لابن اختك زى ما بنتك و ابنك عاوزين هنعيش ازاى 

فؤاد : ياستى نعيش على قدنا

ثريا بغرور : قصدك قدك انت ، انا لا يمكن ابدا اسمحلك انك تتسبب فى نزول مستوايا عن اللى انا متعودة عليه طول عمرى

فؤاد بضيق : طب افرضى ان ارض حكم ماكانتش معايا من اساسه ، كنتى هتعملى ايه يا ثريا 

ثريا : ماتفرضش حاجة مش حقيقية ، الواقع بيقول انها موجودة و انها كمان بقت باسمك انت مش باسمه هو ، و لازم تفضل باسمك يا فؤاد 

فؤاد بجمود : لأ يا ثريا .. الارض هترجع لحكم اول ما شهاب يسدد القرض 

ثريا بصدمة : انت بتقول ايه ، انت هترجع الارض لحكم غصب عنى يا فؤاد .. انت عمرك ماعملت حاجة غصب عنى من يوم ما اتجوزنا

فؤاد بضيق : و كانت غلطة حياتى يا ثريا ، انا دلعتك زيادة عن اللزوم و انا فاكر انى كده بكفر عن اللى كنت بعمله مع ام رامى الله يرحمها 

كنت كل ما احاول اردك عن عمايلك و تصرفاتك افتكر انها ماتت و هى زعلانة منى .. فاقول بلاش ازعلك انتى كمان 

بس انتى بدل ما تشيليلى ده .. عيشتى انتى فى دور الراجل و خليتينى تابع ليكى ، بعدتينى عن ابنى و عن بنتى لحد ما ابتديت اشوف فى عيون مى اللى بشوفه فى عيون رامى من زمان 

ثريا بسخرية : و ايه بقى اللى بتشوفه فى عينيهم ان شاء الله

فؤاد بندم : خيبة الامل .. شايفيننى مش راجل كفاية يا ثريا ، شايفيننى حرامى .. لص ، الوصى اللى استولى على مال اليتيم ، خاين الامانة اللى ضر.ب بمبة على الامانة اللى عنده ببجاحة 

ثريا باستنكار : انت مكبر الحكاية اوى كده ليه 

فؤاد : لأنها كبيرة يا ثريا ، و انا ناوى ارجع كل حاجة لاصولها و من دلوقتى 

ثريا بفضول : و ايه بقى اللى هتعمله من دلوقتى

فؤاد : اول حاجة .. هتدخلى دلوقتى تمسكى التليفون و تكلمى الناس اللى انتى عازماهم على الحفلة تعتذريلهم و تبلغيهم انها اتلغت او اتأجلت لاجل غير مسمى انتى حرة فى اللى تقوليه ، المهم مافيش حفلات هتتعمل عمال على بطال بالشكل ده مرة تانية الا لو فى حد من ولادى هيتجوز

ثريا بصدمة : انت اكيد اتجننت

فؤاد : انا عقلت يا ثريا .. و انتى لازم تنفذى كلامى بالحرف الواحد ، و لازم تفهمى ان ده احسن لنا كلنا ، و الا هضطر اتصرف تصرف تانى هيزعلنا كلنا

ثريا باصرار و تحدى : و انا مش هعمل التخريف اللى انت بتخرفه ده يا فؤاد و ورينى بقى هتعمل ايه

لينظر لها فؤاد لبعض الوقت و كأنه يصارع نفسه فى قرار ما ، ليقول بعدها فى جمود : تبقى كده عاوزة اهل العريس اللى جاى لبنتك لما ييجوا يخطبوها .. يلاقوا امها و ابوها منفصلين يا ثريا 

كانت مى قد صعدت الى غرفتها و قامت بتحضير بعض الملابس بحقيبة سفر صغيرة و قامت بمهاتفة رامى ، و قالت له : رامى .. ازيك انت فين 

رامى : انا فى الطريق رايح لحكم زى ما قلتلك ، قربت اوصل خلاص ، هوديله العربية و هرجع بكرة الصبح على طول ان شاء الله

مى : الشقة عندك فيها اكل 

رامى باستغراب : يعني .. بتسالى ليه

مى : طالما قلت يعنى يبقى مافيهاش

رامى : ماتفهمينى طيب بتسالى ليه

مى : اصلى هاجى اقعد معاك كده كام يوم 

رامى : ده انتى هتنورينى .. امتى 

مى : النهاردة 

رامى : انتى يا بنتى هبلة .. النهاردة ازاى و انا بقول لك انى خلاص تقريبا على وصول عند حكم

مى : مش انت سايب نسخة من المفتاح مع البواب ، انا هاخدها و هروح ابات هناك على ما ترجع 

رامى: هو حصل حاجة و اللا ايه

مى : ابتديت الضغط على بابى و وافق

رامى بسعادة : بتتكلمى بجد ، ده خبر تستاهلى عليه هدية 

مى و هى تتحسس وجهها من اثر الصفعة : تعمل حسابك تكون هدية كبيرة تستاهل التنازلات اللى قدمتها

رامى : يا ستى عينى ليكى رغم انى مش فاهم حاجة 

مى : لما ترجع بالسلامة هبقى افهمك كل حاجة ، المهم دلوقتى انى مقموصة و سايبة البيت و لاجئة عندك كام يوم

رامى بعدم استيعاب: طب مقموصة من ايه بقى طالما بتقولى ان بابا وافق

مى : ما هو بابى بس اللى وافق ، لكن …

رامى باستيعاب : ااااه .. فهمت ، مامتك .. مش كده 

مى : ايوة 

ىامى بتهوين : معلش و لا يهمك ، بكرة ان شاء الله توافق و كله يبقى تمام 

مى بتنهيدة : طب حاول ما تتأخرش عليا .. هستناك فى شقتك

رامى بفضول مرح : طب هتعرفى تتعاملى لوحدك و اللا هتولعيلى فى الشقة و اللا ايه النظام 

مى ضاحكة : و الله انت و ظروفك ، و لو خايف على حاجتك اوى كده ما تتاخرش عليا 

رامى : ماشى يا ستى مش هتأخر .. سلام 

مى بلهفة : رامى 

رامى : ايه .. فى حاجة نسيتى تقوليهالى 

مى : سلملى على حكم ، و ماتقولوش حاجة دلوقتى ، خليها مفاجأة حلوة فى وقتها 

رامى : ماشى يا حبيبتى ، خدى بالك من نفسك

و ما ان انزل الهاتف من على اذنه حتى ضغط على المكابح بشدة ليتفادى اصطدامه بمن تقف امام السيارة 

كان بكر يشرف على الانفار بارضه و هم يقومون برى الارض ليسمع صوت هاتفه و يجد ان امه هى من تهاتفه ، ليقوم بالرد عليها لتطلب رؤيته ، ليعدها بالمرور عليها بعد ان يفرغ من مشغولياته و ما ان يجد وقتا

ليمر على دار والده قرب اذان العصر ، و عند دلوفه يجد سميحة و عزيزة تجلسان بمفردهما بصحن الدار ، و ما ان رأته عزيزة صاحت قائلة : و لا كأن ليك ام يا سى بكر ، انت فين متخبى بقالك سبوع بحاله لا بتاجى و لا حتى بتتحدت فى التلفون

بكر ببعض الجمود : خير يا امة .. فيه ايه

عزيزة بريبة : انت اللى فيك ايه يا ولاا ، ايه .. شكلك مخبى حاجة 

سميحة بسخرية : تلاقيه حزين على نجاة 

عزيزة : ما خلاص بقى .. نجاة لا بقت من نصيبك و لا من نصيب غيرك من يوم ما اتجوزت المصيلحى 

بكر بترصد : و هو مين السبب فى جوازها من المصيلحى يا امة 

لتتبادل عزيزة و سميحة نظرات الريبة ، فى حين قالت عزيزة : تقصد ايه بمين اللى جوزها للمصيلحى ، اخوها اللى جوزهاله .. هيكون مين يعنى اللى جوزهاله

بكر : لا يا امة ، مش ده سؤالى ، و لا دى الاجابة 

عزيزة : اومال ايه سؤالك يعنى فهمنى

بكر : اشمعنى المصيلحى اللى اتجوز نجاة ، و ايه اللى خلاه يفكر بتجوزها هى بالذات بعد العمر ده كلاته

سميحة بتردد : انت ايه اللى فكرك بالحكاية دى بعد السنين دى كلاتها ، ماتسيبك بقى من الموال ده لا واحدة من حريمك تشم خبر و تبقى وقعتك مربربة 

بكر : عنديكى حق .. بس انى سمعت حديت اكده ، و من وقتها و انى مابيجليش نوم

عزيزة : حديت ايه ده

بكر و هو ينظر بعينا سميحة بترصد : سمعت ان سميحة بتك هى اللى راحت اترمت فى عرض المصيلحى لجل يتجوز نجاة 

ليقف الطير على راس سميحة و عزيزة و هما تتبادلان نظرات الريبة بانشداه ، ليكمل بكر حديثه قائلا : ايه يا سميحة .. مش هتقولى حاجة 

سميحة بلجلجة : انت جيبت الحديت ده منين ، ده اكيد حد عاوز يوقع بيناتنا 

بكر بتهكم : و اللى عاوز بوقع بناتنا ده هيعرف منين من اصله الاتفاق اللى كان بيننا يا بنت ابوى 

عزيزة بتخمين : لبيبة هى اللى قالتلك الحديت ده

بكر بسخرية : مخك ما راحش لحد غير لبيبة عشان عارفة ان حديتى صوح يا امة مش اكده 

عزيزة : ماتقلبش فى اللى فات يا بكر ، مامنوش عازة 

بكر بعتاب : كيف مامنوش عازة يا امة ، كيف اما اعرف انكم عملتونى شخليلة فى ايدكم السنين دى كلاتها و اقف ساكت و ما اتحدتش و لا ختى اقول جاااى 

سميحة : احنا خبينا عليك وقتها عشان مصلحتك مش اكتر من اكده 

بكر بذهول : مصلحتى انكم تهدوا كل اللى عملته و من غير كمان ماتشورونى

عزيزة : مرتك وقتها كانت ناوية تحكى على كل حاجة لشيخون لو ما سمعناش كلامها ، كانت هتفضحنا فى الكفر كلاته ، ده غير خايتك اللى كانت هتطلق من جراير الحكاية دى ، و كانت هتبقى فضيحة كبيرة ليك و للكل

بكر : و لما هى الحكاية اكده ، عشمتونى بيها من تانى ليه .. ها ، ما برضيك لبيبة ماكانتش هتسكت 

سميحة : لاا .. احنا قلنا المرة دى مش هتقدر تتحدت و لا تقلب فى القديم ، ثم مين اللى هيصدقها بعد السنين دى كلاتها من تانى ، و خصوصى اننا عارفين انك رايد نجاة ، فقلنا يمكن المرة دى تنول المراد

بكر بغل : كدابة يا سميحة 

سميحة برهبة : انى كدابة يا بكر 

بكر بغضب : ايوة كدابة ، انتى كل اللى عملتيه من البداية كان عشان عاشقة جابر مش اكده 

سميحة و هى تهرب بعينيها من بكر : بقى ده كلام تقوله لخايتك برضيك يا بكر

بكر بسخرية : بتستحى اياك ، لا تكونى نسيتى اللى عملتيه يوم ما جه مع شيخون و قرا فاتحتك

سميحة بجمود : اديك قلتها .. قرى فاتحتى ، و كلها شهرين تلاتة و ابقى مرته

بكر بترصد : و لو قلت لك ان الجوازة دى مش هياجى من وراها خير ابدا 

عزيزة : يوه .. ليه يا ولدى اكده ، ماتقولش اكده و تبشرو فى وشيها بالشكل دهون ، استهدى بالله اكده و روق بالك ، و قوللى ايه اللى خلى لبيبة تقلب فى القديم و تحكيلك حاجة زى اكده من تانى 

بكر بامتعاض : ماخابرش مين ولد الحرام اللى قال لها ان الحكاية لسه على بالى ، لاا و كمان عرفت ان نجاة و شيخون ما وافقوش 

عزيزة بتفكير : هيكون مين يعنى اللى عرف حاجة زى اكده ، انى و خواتك ماجيبناش سيرة حاجة من دى قصاد حد ابدا 

لينظر بكر باتهام الى سميحة قائلا بلكنة تهكم : و انتى يا عروسة .. ماقلتيش حاجة قدام عريس الغفلة 

سميحة بامتعاض : اقول له ايه عاد .. يعنى تفتكر اكده هروح اقول له بكر طلب نجاة و رفضوه 🙄

عزيزة : خلاص بقى ، اللى قال قال

بكر : كيف يعنى ، كون ان الحديت وصل لبيبة يبقى اكيد وصل لغيرها 

سميحة : تكونش نجاة هى اللى قالت لها 

عزيزة : تصدقى تعملها ، و خصوصى انهم ليهم حديت سوا 

بكر بتفكير : طب ليه ، مالهاش صالح

عزيزة : لا ليها .. تلاقيها قالت فى عقل بالها تعرف حريمك عشان ماتكررهاش تانى 

اوقف رامى السيارة و اخرج رأسه من النافذة و هو يصيح قائلا : فى حد يقف وسط الطريق بالشكل ده 

لتلتفت اليه زينب بضجر قائلة دون ان تنتبه لصاحب الصوت : ماعلى مهلك يا اخينا الدنيا مش هتطير 

ليترجل رامى من السيارة و يتجه اليها و هو ينظر اليها بفضول ليجد ان حذائها قد تمزقت كسوته الجلدية بالكامل ، و وجدها تقف و احدى قدميها عارية و هى تحاول جرجرة قدمها الاخرى فوق بقايا النعل ليقول لها : انتى ايه اللى عمل فيكى كده 

لتنتبه له و تعى شخصيته فتقول بحرج : و انى نازلة من العربية رجلى اتلوت و الخياطة اتقطعت كلاتها 

رامى : طب تعالى اركبى معايا اوصلك

زينب ،: متشكرة بس ما ينفعش

رامى: اومال هتفضلى واقفة كده لحد بكرة بالمنظر ده 

زينب : لاا .. اكيد هلاقى صرفة 

رامى : يا بنتى اركبى ، هو انا هاكلك و اللا هخطفك ، ثم ماهياش اول مرة يعنى تركبى عربيتى 

زينب بامتعاض : يا سيدى عارفة انك لا هتخطفنى و لا هتاكلنى ، و عارفة كمانى انها مش اول نوبة ، بس ما ينفعش اركب معاك فى عربيتك المرة دى و خصوصى انى لوحدى 

رامى باستيعاب : ااه .. فهمت ، بس يعنى دول تلت دقايق على مانوصل 

زينب : و لا حتى نص دقيقة 

رامى و هو يتجه الى سيارته مرة اخرى : خلاص براحتك .. سلام

لتقول زينب بلهفة : هو انت ممكن تقول لعمتى و هى هتتصرف

رامى : هحاول .. يارب افتكر 

لتنظر له زينب بضيق و تقول : يارب تفتكر! ، لا و على ايه ، ما تشغلش بالك ، و اعتبر انى ما قلتلكش حاجة من اصله ، مع السلامة 

رامى و هو يسيطر على ابتسامته و يمنعها من الظهور على وجهه : ماشى .. ربنا معاكى ، بس اوعى تمشى حافية و حاجة تدخل فى رجلك تعورك 

ليذهب و يتركها وراءه و هى تسب و تلعن على سماجته و حذائها فى نفس الوقت 🥴

الفصل الثالث والعشرون من هنا

تعليقات



×