رواية طلاق بائن الفصل الثاني والعشرون بقلم ديانا ماريا
تابع الجزء 21
راغباً في تطهير نفسه من كل خطاياه السابقة فذهب واعتذر من والدته وحاول أشقائه الإصلاح بينه وبين عمه فسمح له عمه بالعودة للمنزل وبعد بعض الوقت سامحه وبدوره اعترف أيضا أنه أخطأ في بعض النواحي، بدأ العمل في ورشة العائلة بدون تذمر وقد لاحظ الجميع التغيير في شخصيته خصوصا أنه أصبح أهدأ على غير العادة وكان يعمل بصمت ولا يعلموا أنه قد احترق حين أفاق وأدرك فظاعة أفعاله وضعف شخصيته السابقة وكم كان قريباً من تدمير حياته دون رجعة للأبد أمضى الوقت نادماً منذ ذلك الحين ويتمنى أن تسامحه حلا في يوم، كان يعمل بصمت وجد حين اقترح عليه عمه الزواج مرة أخرى بعد أن تأكد بنفسه من تغير شخصيته.
كان يجلس بصمت بينما عمه يعرض عليه الأمر وهو لا يستطيع أن ينكر أنه يرغب في البدء من جديد، أخبره عمه أنها أرملة لديها طفلة في الثانية من عمرها وتوفى زوجها حين كانت حامل.
كان يستمع بصمت حين قال عمه: الست هند عارفها؟
بحث في ذاكرته حين تذكر أنه بالفعل يعرفها لقد أتت عدة مرات بسبب تعامل بينهم.
حين رآه عمه صامت قال: إيه رأيك فيها؟
ليس بإمكان بسام إنكار إعجابه بها لقد كانت سيدة مكافحة رغم صغر سنها وتحملها المسؤولية بعد وفاة زوجها.
قال بسام بخفوت: اللي تشوفه ياعمي.
ابتسم فهمي برضا وهو يشير بعصاه: يعني عاجباك! أنت فاكرني مش عارفك يا واد!
ابتسم بسام خفية ليتابع عمه بجدية: على العموم أنا كلمتها وحسيت من ناحيتها قبول وهي متعرفش أي حاجة عن اللي حصل، خلي الماضي ماضي وطالما ربنا سترنا ندعي يكملها بالستر دايما.
أومأ بهدوء وقد أختفت ابتسامته وشعر بالتوتر من تذكر ذلك الماضي ربما عمه محق فلا داعي لذكر ذلك الماضي.
فجأة تطرق عمه لموضوع حساس وقال بتحذير: وأهم حاجة لازم تراعي ربنا في البنت الصغيرة دي، فاهم؟ أنا بنفسي هقف لك لو حسيت في يوم أنك بتبص لها بصة مش عاجباني ولا كلمتها كلمة تزعلها، دي أمانة.
قال بسام بحزم، عاقدا العزم: مش محتاج تقول ياعمي في عيوني.
لم يكن يحتاج لتلك الوصية فهو قرر من نفسه أنه لن يسئ معاملتها أبدا لقد تغيرت شخصيته بالفعل ولن يعود لأي من أفعاله السابقة ويرغب بصدق في إنشاء عائلة.
تنهد فهمي بعمق وقال بحكمة: أنا بنصحك لمصلحتك يابني، لازم تتقي ربنا فيها علشان ربنا يبارك لك، واسمع مني لو مقدرتش في يوم تكون أب، أوعى أبدا تكون جوز أم!
انتهت احداث الرواية نتمني أن تكون نالت اعجابكم وبانتظار آراءكم في التعليقات شكرا لزيارتكم عالم روايات سكير هوم