رواية أخباءت حبه الفصل الواحد والعشرون 21 بقلم محمد ابو النجا


 رواية أخباءت حبه الفصل الواحد والعشرون بقلم محمد ابو النجا 


تتطلع ساره في حيره لذلك
الرجل الذى طرق باب شقتهم
يرتدى ملابس سوداء أنيقه.
ذو شعر كثيف ..
أسمر اللون ...
يتجاوز منتصف الخمسون 
من عمره ..
يرتدى نظاره طبيه ..
ويمسك حقيبه حمراء اللون..
على شفتيه إبتسامه صغيره..
يلقى السلام وهو يقول :
هل الأستاذ محمود صبرى
هنا ...؟
أومأت ساره برأسها : نعم
زادت إبتسامته التى بلا معنى
: من فضلك أريد مقابلته..
عقدت حاجبيها في دهشه :
تفضل...
كان محمود يجلس وهو يستمع 
لمٓ يحدث حوله يقترب منه 
الرجل وهو يقول : 
استاذ محمود ..
محمود فى تعجب : نعم ..
أنا محمود صبرى...
من أنت...؟
وماذا تريد..؟
الرجل بهدوء شديد : 
أنا نصار..
نصار صادق المحامى...
عقد محمود حاجبيه المشوه 
قائلاً : أهلًا بك...
هل ثمة شىء ..!
تقاطع ساره الحديث  :
تفضل بالجلوس أستاذ...
نصار بكل أدب : أشكرك..
أشكرك أستاذه ساره..
تتراجع ساره في تعجب 
وهى تشير إلى نفسها :
هل تعرف أسمى ..؟
هز رأسه : نعم ...
محمود بلهجه حاده :
لقد سألتك ولم تجب...
هل هناك سبب لتلك
 الزيارة أستاذ..؟
نصار بلهجه بارده : 
بالتأكيد...
لقد جئت بخصوص 
(مراد درويش)
محمود فى حيره يردد :
مراد درويش..!
نصار : نعم ...
ابن خالك...
محمود فى تعجب :
أننى لم أراه أو اسمع عنه
أى شىء منذ أن كنت في
العاشره من عمرى..
كل ما اعرفه أنه سافر إلى
أوربا ولم يعد...
وانقطعت أخباره...
يغمغم نصار : نعم استاذ 
محمود ...
ولكن للأسف مراد ابن خالك
توفى منذ أربعة أيام...
محمود بلهجه بارده : 
وهل هذا سبب زيارتك ..؟
ينفى نصار : بالطبع لا...
مراد تزوج من سيده هنديه..
وقام معها بعدة جولات تجارية
 فى أنحاء العالم ..
توفت تلك السيده منذ ثلاث
سنوات ..
واستقر مراد فى اليونان ..
قبل أن يصيبه مرض قاتل ..
وأصبح يدرك أن الموت بات
وشيك منه للغايه ..
بحث عن الورثه الباقين من
عائلته ...
فلم يكن سوى أنت وأختك
سمر..
الأقرب له..
وقد كلف بعض الرجال بعمل 
تحريات عنكم هنا...
وعلم قصتك وما حدث لك...
فقرر أن يهب لك من ثروته 
خمسة وعشرون مليون
 دولار..
يشعر محمود بأن فكه قد سقط
منه إلى الأرض..
وهو لا يصدق ما يقوله ذلك 
الرجل ليهتف فى ذهول :
يبدو بأنك تهذى...
هل جئت للسخريه..
أم لسخافه حمقاء..
يقهقه نصار : أعلم بأن وقع
الخبر صادم وغير متوقع ..
ولكن معى كل الأوراق التى
تثبت صدق حديثى..
خمسة وعشرون مليون
دولار لك وحدك ...
وعشره إلى سمر أختك..
وثلاثه توزع على الأطراف
البعيد من العائله...
والفقراء...
لم يصدق محمود ما يسمعه..
وأطلق عنان خياله للسماء..
ولكن بأى شىء تفيد كل تلك
النقود وهو أعمى لا يرى..
وأخذ عقله يفكر بسرعه 
شديده بالتأكيد أول ما 
سيفعله هو التخلص من تلك
الزوجه التى يبغضها...
ولا يطيق أنفاسها...
إن تلك الأموال كفيله 
بإحضار كتيبه لخدمته...
كانت ساره تتابع محمود 
وكأنها تعلم وتدرك ما يفكر
به...
وتقرأ أفكاره..
يقاطع شرود وتفكير الإثنان 
صوت نصار الذى قال :
ولكن هناك شىء أخير ...
يخفق قلب محمود وهو يشعر
بأن سعادته لن تتم كامله ..
لينظر نصار إلى ساره وهو 
يبتسم : هل لاحظت أننى
إلى الآن لم أتذوق طعم 
قهوتك..
تبتسم ساره وهى تقول : 
آسفه ...عذرًا..
ينفى نصار بيده : لا عليك ..
ولكن إذا تفضلت ...
اريدها ساده..
هزت ساره رأسها وهى
تبتعد ومحمود فى شغف لسماع
الجزء الأخير من حديث
نصار ليقول فى لهفه : 
لم تخبرنى بعد ما تبقى 
من حديثك...
يبتسم نصار : بالتأكيد..
سأخبرك الجزء الأخير ولكن
فى حضور زوجتك...
محمود فى غضب : 
وما شأن زوجتى بتلك 
القصه ...!!
لا دخل لها ...
أنه ابن خالى أنا..
وميراثه لى ...
ما شأن زوجتى بحديثك ..!!
نصار ضاحكًا : ستعلم كل 
شىء...لا تتعجل...
ولكنى اتمهل فى الحديث 
فأنا أعلم جيدًا بأن مفاجآتى 
ثقيله..على الآذان والقلوب...
محمود فى سخط : 
أخشى أن يكون فى نهاية 
حديثك بعد كل هذا فخ..
أو واحده من الكاميرات
الخفيه لبرنامج تافه...
ينفجر نصار يضحك بقوة 
وهو ينفى بيده : لا ..لا .
أطمئن...لدى أوراق تثبت 
صدق حديثى
فجأة صوت ساره
وهى تقدم القهوة :
تفضل سيد نصار...
يرتشف نصار القهوه وهو 
يتنحنح : رائعه...
رائعه سيدتى...
محمود بصوت حاد : 
لقد طال الحديث ولم نعرف 
حتى الآن الجزء الأخير
من قصتك ...؟
يغمغم نصار : بعد أن علم 
ابن خالك مراد بما حدث لك 
والحريق والعمى الذى أصابك..
قرر إعطاءك خمسة وعشرون
مليون دولار...
محمود بلهجه حاده :
لقد أخبرتنى ذلك ...
نصار ولكن لم أخبرك الشرط
فى الحصول على المبلغ..
فى الحصول على الميراث..
محمود يتراجع في صدمه 
: وهل هناك شرط ..
نصار بهدوء شديد :
نعم بالفعل هناك شرط ...
محمود فى شغف كبير :
وما هو ذلك الشرط...
ويبدأ نصار فى حديثه ...
وهو يخبرهم بالشرط 
فى سبيل حصول محمود 
على الميراث...
وكان شرط غير متوقع...
بل لا يصدق...
بل صادم ...
صادم للجميع ...
صادم إلى أقصى حد...

تعليقات



×