رواية معذب قلبى فى اسرائيل الفصل الواحد والعشرون بقلم شريهان سماحة
إطلع على وارده الذى يضئ شاشة هاتفه فرأى إسم شاهى !!
تغيرت تعابير وجه قليلا فقاما بالضغط على إنهاء اﻹتصال ووضع الهاتف بجانبه
لم يلاحظ تلك العيون التى تطالعت على صوت هاتفه وأنهاء الاتصال من جانبه.. فمال عليه يوسف الجالس بجواره مرددا بخفوت بعد أن لاحظ من المتصل :
- إحنا مكناش خلصنا من الموضوع ده إيه اللى بخليها تتصل عليك
ظفر حمزة فى ضيق مجيبا عليه بنفس نبرة صوته :
- قول بعدى كام لحظه مبتتصلش فيهم
إندهش يوسف من جملته فهما يردد فى قلق :
- هى معرفتش إنك أتجوزت ولا إيه وبعدين لازم توضع حد للموضوع ده
أومأ حمزة رأسه باﻹيجاب :
- عندك حق ... لازم يبقا ليا واقفه معاها إشوف إخرت اللى هى بتعمله ده إيه
--------------
فى صباح اليوم التالي هبطت مى باكرا ﻹقتراب موعد محاضرتها بينما ظلت خديجة نائمة إلا إنها أستفاقت على صوت هاتفها يعلو فرفعت جسدها قليلا لتلتقطه من على المنضدة المجاورة للفراش لتفتحه سريعا وهى مغمضت الأعين دون رؤية هوايه المتصل مجيبه بصوت يتسم بخمول شديد وأثار النوم يظهر عليه :
- ألو ... مين
أغمض عينيه وتنهد فى صمت فهذا كثيرا عليه صوتها الناعس الكسول أغراه ﻹن يكون بجوارها اﻷن وبالقرب منها فى الفراش يشاهد خمولها ببطئ شديد وجها لوجه !... أقسم فى نفسه إنه لو كان فى ذاك المشهد اﻷن لألتهمها إلتهما ولا أحد سيزكيها من بين يداه ... لم ينتبه لتغير مسار إقدامه من الهبوط لﻹسفل للعودة الى طريق باب غرفتها وهو متأكدا من عدم وجود مى بجانبها فهو شاهدها فى الباكر تغادر بسيارتها من شرفة غرفته إبتلع ريقه ونطق بأقتضاب مخيف :
- أفتحى أنا على الباب
فزعت خديجة لتجلس سريعا منفضه أثر النوم والخمول ليحل محلهم اﻹرتباك والتوتر وهى ترى إسمه على شاشتها لتنطق بتعلثم وقلق لتتأكد من ما سمعته :
- باب مين
نفذ صبره فقال بعد أن ظفر بضيق :
- هتفتحى ياخديجة ولا إخبط ويطلع صوت وساعتها مش هكون مسئول على إللى هقوله وأنى داخل لمراتى
حينها شبت من الفراش شبا تذهب وتعود بتوتر وعدم إرتكاز قائلة برجاء :
- أرجوك ياحمزة مينفعش إللى بتعمله ده
تنهد مرددا بأصرار يتزايد :
- خديجة !!!
حينها تخارت قواها وكادت تسقط إرضا إمام إصراره فأتجهت لباب الغرفة بأرجل رخوه تفتحه بأرتعاش يسيطر علي يداها ..
فى إقل من لحظه دفع الباب بهدوء ودلف يقف خلفه وهو يغلقه يحيط وسط جسدها بيداه مبتسما بجانب ثغره وعينيه تطالعها ببطئ شديد من بداية شعرها الناعم الهائج الى منامتها الستان ذو الملمس الناعم بحمالاتها النحيفه وبشورتها القصير جدا والملصق لجسدها الى طول إرجلها العاريه والمنتهيه بإقدامها الحافيه !
نظف حنجرته على صوت توسلاتها
- حمزة إرجوك !!!
أقترب بوجه عند أذنها قائلا بخفوت شديد: - إرجوك إيه بس بعد صوتك فى التليفون واللى شيفه قدامى دلوقت
هبط على عنقها يلتهمه بشفتاه فى حين رفع يداه على ظهرها من تحت منامتها يتجول به كيفما يشاء ..
ليرفع وجه بعدها يتلذذ شهد شفتها بتأنى
لتشبث به ممسكه بى التشيرت الخاص به تتجاوب معه بعشق ...
بعد فترة ليست بالقليل تركها مبتلعا ريقه ليردد بحب كمغيب :
- نستينى كنت عوزك ليه
رفعت عيونها له بأستفسار ليجيبها مرددا:
- يلا صلى ومستنيكى تحت
أومأت باﻹيجاب غير قادرة على النطق ليتركها من بين يداه بصعوبه بالغه مستديرا لفتح الباب من خلفه ليغادر لﻹسفل إلا أنه طل برأسه مرة أخرى مرددا :
- أه ومتعمليش حسابك إنك تروحى المستشفى النهارده
ثم غادر مقفلا الباب من خلفه لترفع يداها فى الهواء محركها بدون توقف لجلب الهواء على وجهها لتبرد إشتعال وجنتيها ....
-----------------
- حمزة !
قالتها صفيه بأندهاش عندما رأته يخرج من غرفة بنات عمه إلا أنها إسترسلت تردد بقلق :
- أنت بتعمل إيه فى أوضة بنات عمك !
أستدار على صوتها وهى خلفه فأبتسم لها ممسكا بكفها ليجذبها برفق على غرفته المجاورة لغرفة بنات عمه
دلفا اﻷثنان وقفل حمزة الباب خلفهم لتسأله فى حيره سيطرت عليها :
- فى إيه ياحمزة وكنت فى أوضة بنات عمك ليه
تنهد حمزه ثم أجابها مبتسما :
- أولا مى نزلت من بدرى لمحاضرتها ثانيا كنت عند مراتى
أنفرجت إسارير صفيه بسعادة بالغه لكون إبنها أمامها يعترف بكامل رضاه بزوجته المغصوبه عليه إلا أنها قطعت فرحتها فجأه تسأله بقلق :
- إوعى ياحمزة تكون ....
إستوعب حمزة ماتوحى إليه والدته فقال مسرعا :
- متخافيش يا قلب حمزة إبنك مش هيخلى إول ليلة لخديجة تبقا كده غير إنها كمان إتظلمت فى بداية الموضوع ومتعملتش كأى بنت متقدم لها عريس بكامل رغبته فلازم على اﻷقل أعوضها حتى بحاجات بسيطه وأولها أنى هتقدم لبابا النهارده أنى أتجوزها بكامل رغبتى وثانيا إنى أعمل لو حفله عائليه إلبسها فيها الفستان الابيض اللى هو حلم إى بنت ..
ضحكت وشهقتها تعلو تحتضنه بحنان بالغ مردده بسعاده تجتاحها من بين ضحكاتها :
- ربنا يباركلى فيك ياقلب إمك .. أنت مش عارف فرحت قلبى أذاى دلوقتى
ربت على ظهرها مقبلا رأسها مردد بحب:
- ويباركلى فيكى كمان
--------------
هبطت خديجة لﻹسفل فرأت عمها وزوجته يجلسون على مائدة الطعام فتوجهت إليهم بأبتسامه مشرقه تنير وجهها أكثر ماهو عليه مردده :
- صباح الخير ياعمو .. صباح الخير ياماما صفية
رد حسين عليها تحيتها بينما نظرت لها صفية بأعين دامعه لاتصدق ماسمعته فأرتمت فى إحضانها تهمس لها بحب :
- مكنتش عوزة أقولها إلا لما أحس بيها ودلوقتى أقدر أقولها وأنا فرحانه كمان
شددت عليها صفية فى إحضانها مردده بسعادة :
- ربنا يسعدك زى ما سعدتينى دلوقت
إبتسما حسين لما رأه أمامه فردد بسعاده :
- أقعدى يابنتى علشان تفطرى معانا عقبال ماالباقى ينزل
فهمت بالرد عليه إلا أن حمزة جاء من خلفها ممسكا يداها قائلا لهم :
- لا ! هى مش هتفطر معاكم ...
ثم إسترسل حديثه ينظر لعيونها بعشق مبتسما :
- علشان وراها أول درس تتعلم فيه السواقه وكمان لما نخلص هنفطر سوا بره
هربت من عيونه ناظره لﻹسفل بخجل بينما سعدا حسين وزوجته وهدء قلبهم ليحمدوا الله على توافق مشاعرهم الواضحه لهم كشروق الشمس ....
----------------
فى المكان المخصص لتعليم القيادة أصطحبها حمزة معه جاذب يداها برفق للسيارة صاحبة الغرض إلا أنها تمنعت بخوف تحاول سحب يداها من يده لعدم اﻹقدام على تلك الخطوة التى تهابها وبشدة بل لعنت لسانها على نطق ماقالته لتتعلم القيادة..
- أستنا بس ياحمزة
نطقت بها أخير بتعلثم وبخوف يسيطر عليها
توقف على أثر جملتها ملتفتا لحالتها المزرية بأندهاش :
- فى إيه .. مالك !
أبتلعت ريقها بصعوبه تستجمع كلماتها وعيونها تكاد تدمع :
- مش عوزه !
ثم إسترسلت حديثها ترتمى فى إحضانه تشهق ودموعها تظرف بعد إن فقدت السيطرة عليها :
- أنا بخاف منهم وزاد خوفى إكتر لما بابا وماما إتوفوا
شدد عليها داخل أحضانه مغمضا عينيه أهى حقا تشكى خوفها له وتحتمى به حينها سعد قلبه بل تراقص ويضخ بكثرة مع شرايين جسده
ربت على ظهرها بحنان اﻹب وهو يبعدها عنه قليلا لينظر فى عينها بحنو :
- ياعيونى مفيش حاجه إسمها خوف الخوف ده احنا إللى بنخترعه وبنساعده يكبر جوانا وعمى ومرات عمى ده نصيبهم بس مش معنى كده إننا نوقف مصالحنا ومنرحش ونيجى
ثم إبتسم بهدوء وهو يمحى بأطراف يده إثار دموعها ليهبط على وجنتيها يقبلها مردد :
- يلا أنا معاكى ومش هسيبك إلا لما نخلص أول درس النهارده وكمان بكره وبعده لما تتعلمى خالص وتبقى كمان أشطر منى
أنفرجت إساريرها بسعاده مطلقة نسيت خوفها بل نست نفسها وهى تردد ما سمعته منه داخل نفسها إهى حقا صارت عيونه حينها إبتسمت بل فرت ضحكتها بصوت مسموع
فرح كثيرا وهو يرى ضحكتها التى تهرب لتنطلق بحريه من شفتاها ليردد بأعجاب:
- اللهم مصلى على النبى طب حد يخبى الجمال ده برده تحت الدموع
ثم أكمل بنرة مرحه وهو يشاور بإتجاه سيارة التدريب :
- يلا يا خديجه بدل متهور هنا وإللى رايح وإللى جاي ياخد عننا فكرة وحشه
أسترسلت فى ضحكاتها أكثر وهو بجانبها تستمد قوتها منه لتتغلب على خوفها ....
-------------------
أتت مى من جامعتها بعد إنتهاء محاضرتها للتتفاجئ بعدم وجود خديجة والتى علمت من زوجة عمها أنها برفقة حمزة فتمنت لها خير حال والتوفيق فيما بينهم
همت تهبط بعد إن قامت بتغير ملابسها لتجلس فى هدوء وإسترخاء فى حديقة الفيلا ذات الطبيعة الخضراء على إحدى أريكتها المتحركه لتترك رأسها ترتاح بأرحيه على مقعدها الخلفى مغمضه عيناها محركه مقعدها ببطئ
شاهدها يوسف من نافذة غرفته السفلية ليتحرك معرجا برجله المصابه ببطئ نحو جلستها ..
وصلا إليها يشاهدها بهدوء شديد دون أن يصدر إى صوت مبتسما بأعجاب على هيئتها المجذبه سحب شهيق عميق ثم ظفره سريعا ليردد بعدها :
- تسمحيلى إقتحم خلوتك دى وأقعد معك
حينها فتحت مى عيونها سريعا لتعتدل فى جلستها وهى تتنحنح بإحراج مردده :
- طبعا إتفضل ياأستاذ يوسف
تحرك يوسف ببطئ نحوها ليجلس بجانبها متحدثا بنبرة مرحه قليلا :
- إتفضل وأستاذ مش لايقه خالص مع بعض
أبتسمت متحدثه بخجل يعتلى ملامحها :
- إمال إيه اللى لايق ياأستاذ يوسف
تحدث وهو يشاور بيده لتأكيد ما سيقوله:
- إهى كلمة أستاذ دى إللى مش لايقه خالص مالص ومصدقت أقنعت خديجة متقولهاش
أومات مى باﻹيجاب موافقه على ماتحدث به لتردد بإرتباك ناظرة فى كف يداها :
- أكيد طبعا أنت فى مقام أخونا الكبير و..
قطع حديثها منصدما ليردد بعجالة :
- أخوكى الكبير أيه صلى على النبى أنتى ناويه تقطعى إنتاجى فى الدنيا
رفعت رأسها سريعا تتأكد من مغزى كلامه :
- نعم
رد سريعا مبتسما بنبرة خبيثه :
- قصدى اخو خديجه يشرفنى وأخو أى حد تانى ميضرش بس عندك إنتى وألف لا
حينها تملك منها الخجل كليا لتحمر وجنتيها ويتقلص أكسجينها لتفر من أمامه فرا وهى لاتصدق جرأته وحديثه معها بهذا الشكل ليتوقف إندهاشها على حديث ذاتها بأنها هى من أجبرته يتحدث هكذا بناءا على جملتها الئيمه بأنه مثل أخيها والتى قصدت أن ترمى بها ! .. لترتسم على ملامحها السعاده بأبتسامه تتسع أكثر فأكثر !