فريد (بحزم): عاوزة حاجة دلوقتي يا نور؟
نور : لا يا أبيه، مفيش حاجة... أنا كنت نازلة أجيب ورد من الجنينة بس.
وليد : ما هو الورد ما يجيبش غير الورد.
(تلتفت له أمنية بنظرة شريرة، وجهها مليء بالغضب والغيرة.)
أمنية (بتزعق): وليد!
وليد (متفاجئ): في إيه يا أمنية؟
أمنية (بغيرة واضحة): متتكلمش مع حد من الناس دي تاني، وخصوصًا البت المسهوكة دي!
نور (بحدة واستفزاز): أنا مسمحلكيش.
(يحاول فريد السيطرة على الوضع، يتنهد بضيق، ثم ينظر لنور بحدة.)
فريد: أديكي جبتي لنفسك الكلام، كنت سايبك على راحتك.
نور (تتجاهله بعناد): أنا مش صغيرة عشان حد يكلمني كده.
(تلتفت نور بخبث نحو وليد، وتحاول إثارة غيرة أمنية.
نور (بتحدٍ): انت زعلان يا وليد إني نزلت؟ I'm so sorry.
(وجه أمنية يتحول للغضب الشديد، وتشير لنور بأصبعها.)
أمنية (بغضب وعصبية): اطلعي فوق ومتنزليش هنا تاني لغاية ما تمشوا !
(يتدخل فريد قبل أن تتفاقم الأمور، صوته يعلو بنبرة صارمة.)
فريد (بغضب مكتوم): لا بقى، أنا سكتلك كتير يا أمنية. الزمي حدودك، شكلك نسيتي فريد اللي كنتي بتترعبي منه زمان.
أمنية (ترد بعناد): قصدك كان زمان.
فريد (يقاطعها بحدة): زمان ودلوقتي كمان. خليكي محترمة، يا إما والله، ولا حتى أبوكي نفسه هيقدر يحوشني عنك.
(ترد أمنية محاولة استعادة سيطرتها، لكنها تهتز داخليًا من تهديد فريد.)
أمنية: أنا جوزي موجود ويقدر يوجفك عند حدك... ولا إيه يا وليد؟
(يبدو وليد شاردًا، عيناه معلقتان بنور وهو يحدث نفسه.)
وليد (في سره): إيه الحلاوة دي؟ جمال وتعليم ورقة، وكمان صغيرة في السن... مش زي العجربة اللي اسمها أمنية.
(تقطع أمنية شروده بصراخها.)
أمنية (بغضب وغيرة): بكلمك يا وليد!
وليد : نعم يا نور؟
أمنية (بعصبية): نور مين؟
وليد (يحاول التغطية بخبث): قصدي انتي، يا نور عيني.
(يحاول فريد إنهاء الحديث ، ينظر لنور بغضب وهو يوجهها.)
فريد: نور، اطلعي فوق وأنا هجبلك اللي انتي عوزاه.
نور (بخوف وهدوء): حاضر يا أبيه فريد.
(تغادر نور المكان، بينما يراقبها وليد بنظرة خبيثة.)
وليد (بخبث مستتر): عايز فنجان قهوة يا أمنية، بس يكون من إيدك الحلوة.
أمنية (بفرحة وهي تتجاهل التوتر): حاضر يا حبيبي.
(تغادر أمنية لتحضر القهوة، بينما ينظر وليد لفريد بابتسامة ساخرة.)
وليد: شكلك كنت مسيطر زمان يا فريد.
فريد (ببرود وغضب مكتوم): ومازلت.
(يتجه فريد للصعود إلى الطابق العلوي، لكنه يلتفت لوليد بنظرة مليئة بالتهديد قبل أن يختفي عن الأنظار.
------------------------------------
يذهب فريد و ينادي على نور بنبرة حازمة، وعيناه مليئة بالغيرة ..
فريد (بحزم): تعالي هنا يا نور واسمعي كلامي، اللي مش هيتكرر تاني... نزول تحت والواد الملزج ده موجود؟ لا!
نور (بتعجب وبراءة): هو أنا عملت إيه طيب؟
فريد (بانفعال): سمحتيله يتكلم معاكي.
نور (بضيق وهدوء): يعني انت مش بتثق فيا يا فريد؟
فريد (بندم وحب): إيه الكلام ده يا نور؟ طبعًا بثق فيكي، وبغير عليكي.
(تنظر له نور بابتسامة خفيفة، كأنها تنتظر منه شيء آخر.)
نور (بتساؤل خفي): وإيه كمان؟
فريد (بانفعال مليء بالمشاعر): وبحبك. أيوه، بحبك، مش عايز مخلوج يجرب منك. نفسي أخبيكي چوا قلبي وبين ضلوعي، ومخليش مخلوج يشوفك. انتي كل جلبي يا جلبي، وانتي يا نور، النور اللي نور حياتي. رجعتيلي الأمل بعد ما كنت كرهت الدنيا. بحبك، يابت عمي ومرتي، يا عشق القلب والروح.
(عينا نور تلمع بالدموع، تتقدم نحوه بخطوات صغيرة.)
نور (ببكاء وعشق): أنا عمري ما قلبي دق لغيرك، بحبك يا فريد.
(فريد يمسك بيديها برفق، وعيناه مليئة بالحنان.)
فريد (بصدق): أنا عارف إنك خايفة مني، بس والله اللي حصل كان غصب عني، وأول مرة يحصل وآخر مرة كمان. انا اتغيرت عشانك يا نور . إمتى الحدوته دي تخلص و الجماعة يرجعوا من برا بالسلامة.
نور: يعني هيحصل ايه وقتها
فريد (بابتسامة صغيرة): وقتها نعمل فرحنا، ونعيش لحالنا يا فرحة جلبي.
نور: انا عمري ما خوفت منك وبحبك اوي زي ما بتحبني واكتر
( ثم تمسك خده بحنان وهي تضحك.)
نور (بمزاح وعشق): يا خراشي يا أنا، على الصعيدي لما يعشق!
فريد (متصنع الجدية): جفلي على الحديت ده يا نور، خلاص!
نور (بتحدي خفيف وبلهجة صعيدي): ليه يا واد عمي، ما الحديت زين أهو!
فريد (يضرب كفًا بكف ويتنهد): وكمان عتتحدي صعيدي؟ يا غلبك يا فريد! شكلك هتتعبي جلبي معاكي جوي يا نوارة قلبي. يلا، خشّي عند ليلى قبل ما الواد عمر ما ياجي عينه عفشه.
نور (بابتسامة طيّبة): حاضر حاضر.
(تدخل نور إلى غرفتها، وتغلق الباب خلفها. لحظة صمت تمر قبل أن يدخل عمر إلى المكان.)
عمر (بمزاح وهو ينظر حوله): أنا عيني عفشه!
فريد (ينظر له بجديّة مصطنعة): انت بتيجي ع السيرة؟
عمر (يضحك بسخرية): خلاص يا عم الشاعر!
فريد (بحدة): اخرص يا عمر.
(عمر ينظر لفريد بسخرية، ثم يضحك.)
عمر: بقى ده فريد اللي كان راعبنا؟ بركاتك يا نور! أنا كمان أروح أشوف لوليتي، أحب فيها شوية.
فريد (بصوت هادئ ومليء بالتحذير): مش وقته. لمّ حالك، ولما نخلص من الموال ده، اعمل اللي انت عاوزه.
عمر (ساخرًا): ياسلام! وأشمعنى انت؟
فريد : قسمًا بالله كلمة تانية... وما هتعرف هيحصلك إيه!
عمر (يضحك ويحاول استفزازه): إيه ده؟ انت بتتحول ولا إيه؟ ولا الرقة دي مخصوص لنور بس؟
فريد (يضحك وهو يشير له): والله العظيم هتحول عليك بجد!
(يضحكان معًا، لكن فريد يعود للتفكير في نور، ووجهه يظهر عليه القلق والاشتياق.)
-------------------------------------
(يجلس فريد وعمر يتحدثان بارتياح، الجو مليء بالمزاح الخفيف. فجأة، يدخل سليم )
فريد : أنا غلطت إني سمعت كلامك إننا منقولش على كتب كتابي أنا ونور، عشان الواد الملزق اللي تحت ده!
سليم (باندهاش): ماله؟ عمل إيه الزفت ده؟
(يسرد فريد ما حدث مع نور ووليد، بينما يستمع سليم باهتمام.)
سليم (بغضب مكتوم): حلو أوي، حسابه بيتقل معايا هو والعقربة اللي اسمها أمنية دي.
(يحاول سليم العودة للموضوع الأساسي، لكنه يقطع حديثه فجأة عندما يرن هاتفه.)
سليم (ينظر للهاتف): ده عمي العمدة بيتصل... أكيد في أخبار عنده.
(يرد سليم على الهاتف.)
(العمده يحكي لسليم على ما حدث مع فؤاد ووجدي وما فعله هو مع وجدي )
سليم : يا عمي، ده كده فؤاد بيعرنا رسمي
.. هانت يا عمي، وأنا هبعتلك المبلغ اللي دفعته للحج وجدي.
العمدة (بزعل ): برضه تاجي منك انت يا ود الأصول؟ أنا بحكيلك، مش عشان تجولي كده
سليم (باعتذار صادق): آسف يا عمي، بس ذنبك إيه في اللي دفعته؟
العمدة: انت معذور متعرفش العلاجه الي بيني وبين جدك جدك اخويا وعشرة عمري وياما وجف جمبي وانتو كمان ياولدي كلكم ف مجام احفادي
سليم (بابتسامة خفيفة): ربنا يباركلك يا عمي. والله كنت هتصل بيك أصلاً. كنت محتاج رقم الحج وجدي.
العمدة (بتساؤل): خير يا ولدي؟
سليم: عايزك تكلمه وتقوله فريد، حفيد الحج سليم، هيكلمه في موضوع فيه مكسب ليه.
العمدة (بثقة): حاضر، خير إن شاء الله.
(يغلق سليم المكالمة بعد أن يحصل على الرقم، ثم يعطيه لفريد.)
سليم (بجدية): فريد، عايزك تروح للحج وجدي وتديله مبلغ، وتقوله يديه لفؤاد، ويقوله: "أنا حاسس إنك مزنوق، خد الفلوس دي لحد ما نكتب العقود". بس يكتب إيصالات أمانة بالمبلغ. وأنا هديك شيك الصبح تصرفه وتديه لوجدي.
فريد (بثقة): لا، خلي الموضوع ده عليا، وأنا هتصرف.
سليم (مندهش): إزاي؟
فريد (بابتسامة صغيرة): هعملك كل اللي انت عايزه من غير ما تدفع ولا مليم. خلي ثقتك فيا.
سليم (بثقة): بثق فيك طبعًا. تمام، اتصرف زي ما تحب.
(ينهض فريد سريعًا.)
فريد: أنا هروح دلوقتي، مش هستنى للصبح.
عمر (بمزاح): يا حرام، مستعجل عشان يتجوز.
(ينظر له فريد بنظرة حادة، ثم يرد بمزاح مغطى بجديّة.)
فريد: لا، انت كمان هتيجي معايا، مدام مالكش لزمة هنا.
سليم (مقاطعًا): لا، خليه هنا. يقعد مع البنات. أنا عندي مشوار مع بستان.
عمر (بسعادة): تمام، تمام.
-----------------------------------
يتجه فريد لمقابلة الحج وجدي، وفي الطريق يتصل بالعمدة ليطلب منه أن يزوده بكل المعلومات عن وجدي. يجيب العمدة ويخبره بما يعرف، ثم يشكره فريد ويغلق المكالمة.
بعد لحظات، يصل فريد إلى مكان الحج وجدي.
وجدي: "يا أهلاً بفريد باشا العمري، نورت الدنيا كلها. أنا ملاحظ إن العمريه رجلهم خدت على المكان."
فريد: أخلص يا حج وجدي، أنا جايلك في موضوع مهم.
ثم يشرح فريد لوجدي عن ما يريده بخصوص فؤاد.
وجدي (بخبث): "وأنا هستفيد إيه من كل ده؟ وبعدين فين الفلوس؟ أنا شايفك جي فاضي."
فريد (ضاحكًا): "خد نايبك صبر، ده أنا هعمل معاك صفقة العمر."
وجدي (بطمع): "خير يا فريد بيه."
فريد: "أنا عارف طبعًا إنك عندك جناين فاكهة وخضار كتير."
وجدي: "أه، وبعدين؟"
فريد: "وعارف إنك تاجر خايب."
وجدي: "الله، ليه الغلط ده يا فريد بيه؟"
فريد: "اسمع من غير مقاطعة، أنت كده كده بتدفع للسماسرة فلوس كتير عشان يجيبوا لك مشتريين يأخذوا الزرع بتاعك."
وجدي: "ما كل الناس بتعمل كده."
فريد: "ما هي دي الصفقة اللي هقولك عليها. أنا مش هخليك تدفع للسماسرة. إحنا هناخد إنتاج كل الجناين بتاعتك بسعر متحلمش بيه."
وجدي: "كيف ده؟ وانتوا مين؟"
فريد: "سليم، ابن عمي."
وجدي: "سليم ابن عمك؟ هو أنت عندك ابن عم اسمه سليم؟"
فريد: "سليم جمال، رجل الأعمال المعروف."
وجدي (مستغربًا): "قصدك بتاع مصر؟ هو سليم جمال أكبر رجل أعمال في السوق بتاعنا؟ يبقى ود عمك؟ ده أنا أعمل أي حاجة وياخد المحصول بتاعي، كفاية إنه هيصدره برا مصر. ده كده أنا هتشهر جوي."
فريد: "براڤو عليك، كده أنت تبقى تاجر شاطر. أنت بقى، يا حلو، هتدي المبلغ ده من معاك لفؤاد. أظن المبلغ ده مش هيجي نص المبلغ اللي بتدفعه للسماسرة."
وجدي: "موافق، بدون حديت."
فريد: "يلا بقى، اتصل بفؤاد."
وجدي: "حمامه."
فريد: "قبل ما أمشي، أهم حاجة الوصولات."
وجدي: "من عيني، ده اللي عاوز أهبل."
يتصل وجدي بفؤاد الذي يفرح باتصاله ويقول له: "جايلك حالًا."
----------------------------------
بعد لحظات من وصول فريد إلى قصر العمري، دخل الصالة الكبيرة ليجد سهير جالسة على الأريكة.
سهير : "أومال إنت كنت فين يا فريد؟"
فريد (بنبرة ساخرة): "أفندم، وإنتِ بتسألي ليه؟"
سهير (بأهتمام) :"بسأل، بس بطمن عليك. بقالك فترة مش باين."
فريد (بجفاء): "لا، خليكي في حالك."
سهير :"حالي هو حالك، وأني أنول الرضا."
سهير تردد هذه الكلمات وهي تشعر بشيء تجاه فريد . فقد كانت قد تزوجت من رجال أكبر في السن، وعادةً ما كانوا عديمي الشخصية، لكنها شعرت أن فريد يختلف كثيرًا عنهم.
سهير ( وهي تحدث نفسها):آه لو إنت تبقى من نصيبي.
يتركها فريد ويذهب إلى غرفته وهو متضايق من الحديث. يدخل الغرفة وينظر في المرآة للحظة، يحاول أن يهدأ. في تلك اللحظة، يطرق الباب ويجد سليم يدخل عليه.
فريد : إيه ده؟ إنت مخرجتش ليه؟"
سليم : مقدرش أخرج قبل ما أطمن. إنت عملت إيه؟ شكلك مضايق."
فريد (بضيق): "لا، الموضوع تمام، بس المحروجة اللي تحت دي."
سليم (مستغربًا): "مين فيهم؟"
فريد (بغضب مكبوت): "سهير أفندي، قالت لي: كنت فين؟ رايح فين؟ جيت منين؟"
سليم (بتفكير): "معلش يا فريد، أنا عايزك تجاريها في الكلام."
فريد (بدهشة): "كيف يا سليم؟ إنت ناسي إني راجل صعيدي وكمان متجوز وبحب مراتي؟"
سليم (بحسم): "أنا مش بقولك تعمل حاجة غلط، لا سمح الله. أنا كمان راجل صعيدي، وكل اللي عايزه منك إنك تجاريها في الكلام شوية، لحد ما الموضوع ده يخلص. بعدين إنت ناسي يا فريد إن نور اختي؟ ومقدرش أخليها تحس بأي إحساس يضايقها. أنت بس تبتسم وتقول صباح النور أو صباح الخير، وتجاوب على أي كلمة تقولها حتى لو كانت بايخة. ده كله علشان خطتنا تنجح."
فريد (بتردد وبحيرة): "أمري لله. حاضر."
فريد يشعر بالحيرة والارتباك، لكن يبدو أنه لا خيار له سوى تنفيذ ما طلبه سليم، خاصة مع إصراره على أن ذلك هو الأفضل لحماية خطته.
---------------------------------
بعد أن أخذ فؤاد الفلوس من الحج وجدي وكتب الإيصالات على نفسه، اتصل بسهير .
فؤاد :"إيوه يا حبة القلب، جهزي نفسك عشان هنروح نجيب شوار البيت الجديد."
سهير (بفرحة): حاضر يا حبيبي، هجهز واستناك."
فؤاد (بتفاخر):البنت دي بتحبني قوي، كيف ما بحبها."
كان فؤاد يشعر بالفرح لأنه خطوته كانت ناجحة، وكان متأكد إن سهير هتكون سعيدة بالشوار الجديد، خاصة بعد كل ما وعدها به.
--------------------------------
كان وليد جالسًا مع أمنية لكنه لم يُعِرها أي اهتمام. كانت تنظر إليه بتركيز، وتحدثت بعد أن شعرت أنه لا يُركز في حديثها.
أمنية (بملل): "وليد، بقالى ساعة بتكلم معاك."
وليد (بزهق واضح): "معلش، أصلي مصدع شويه. الله يسلمك يا عمري، بقولك إيه يا أمنية، كنت عايز قرشين منك، محتاجهم ضروري."
أمنية :"والله خلاص، ما بقتش معايا فلوس، حتى الصندوق بتاع أبويا ما بقى فيه فلوس خالص."
وليد : "وبعدين؟ يعني كده بطلتي تحبيني؟"
أمنية : "أنا، ده أنا عمري ما حبيت غيرك! بس خلاص، هتصرف."
تتركه أمنية وتذهب إلى غرفة والدتها، حيث تفتح الدولاب وتبحث بداخله. تجد مبلغًا من المال، تأخذه وتعود مسرعة إليه.
أمنية (وهي تعطيه المال): "خد، دول 5000 جنيه."
وليد (مستغربًا): "5000 جنيه؟ أعمل إيه بيهم دول؟"
أمنية : "صرف حالك على ما أقدر أتصرف لك في مبلغ أكبر."
أخذ وليد الفلوس من أمنية، لكنه لم يُظهر أي اهتمام بمشاعرها. كانت أمنية تشعر بالقلق والشك تجاهه، لأنها بدأت تشعر أنه لا يهتم بها كإنسانة، بل كل ما يهمه هو المال فقط.
--------------------------------
في غرفة البنات، كانوا يجلسون معًا، ثم استأذن سليم للدخول.
سليم :"بستان، أجهزي عشان نخرج شوية."
بستان (بفرحة): حاضر."
بعد دقائق، نزلت بستان مع سليم، وأمنية كانت تراقبهم من بعيد، فاستدارت إليهم بعيون مليئة بالغضب.
أمنية (بلهجة غاضبة):"على فين العزم ده؟"
سليم (بحدة):"خارجين، عندك مانع؟"
أمنية (بغضب، وهي ترد): وأنا مالي بيكم؟ بس في بيت محترم، بلاش الحركات دي."
سليم (بنفاذ صبر، ينظر إليها بنظرة قاسية): "بت، الزمي حدودك، أنتِ متعرفنيش لسه فا متخلنيش اعرفك مين هو سليم جمال، خليكي في حالك."
أمنية (وهي تنظر إلى وليد، ترفع صوتها): "سامع يا وليد؟ كل واحد ياجي هنا يبهدلني شويه وأنت ساكت!"
وليد (بحالة شرود، غير منتبه): "بتقولي حاجة؟"
بستان (بدلع، تحاول تغيير الأجواء): "يلا بينا يا سيمو."
سليم (يرد بابتسامة وهو يوجه حديثه لبستان):
"يلا يا بوسي."
أمنية تقف غاضبة، تشعر بالضيق والحزن، وتفكر في نفسها: "هو وليد سايبهم يضايقوني ليه؟ مش بيدافع عني، كل همه الفلوس."
أمنية (بتحدث بصوت مرتجف، وهي تنظر لوليد):
"وليد! بكلمك، إنت ساكت ليه؟"
ثم تبدأ في البكاء
وليد (بزهق): إنتِ بقيتي نكدية كده ليه؟ بطلي بكى."
أمنية (بمرارة، وهي تتساءل):
"أنا نكدية؟ ولا أنت اللي ما دافعتش عني قدامهم؟"
وليد يتركها ويذهب، تاركًا إياها تبكي في صمت، وهي تشعر بالخذلان.
( بصراحه انا فرحانه فيها بت صافره تستاهل 😂😂)
-----------------------------------
في مكان هادي، كان سليم وبستان جالسين جنب بعضهم ، الجو كان هادي والأجواء مليانة مشاعر.
سليم: عايز أسالك سؤال.
بستان: اسأل يا سيدي.
سليم: ليه لما كنت بحكي عن حبي ليكي وأنتِ صغيرة، وإنك كنتِ دايمًا حلمي اللي بتمناه، ما تكلمتيش خالص؟
بستان: (بتتردد شوية قبل ما تجاوب) عايزة الصراحة؟
سليم: ياريت.
بستان: بصراحة عشان جدي كان بيحكي لي كل حاجة عنك. كنت دايمًا تهتم بيا وتتكلم عني، حتى وأنت بعيد عني . أنا كمان حبيتك وطلبتك من ربنا في صلاتي ودعواتي إنك تكون من نصيبي.
سليم بحب: وايه كمان يا بستان؟
بستان: وعارفة كمان إنك إنت اللي أقنعت جدي إني أكمل تعليمي.
سليم: (مبتسم بحنان) ماشي يا جدي، لما ترجعلنا بالسلامة.
بستان: آه، ياريت ده. وحشتني قوي الأيام دي.
سليم: متقوليش على حد بيوحشك، أنا بس اللي أوحشك، وأنا بس اللي تحبيني.
بستان: إيه ده، إنت بتغير يا سليم؟
سليم: ده أنا بغير عليكي من الهوا الطاير.
بستان: طب ليه عمرك ما قلت لي ولا حسستني بكده؟ حتى لما كنا بنيجي القاهرة عشان امتحاناتي، كنت بتعاملني معاملة عادية خالص.
سليم: أنا كنت مستني لما المشاكل بين جدي وأبويا تخلص. (ويضحك) البركة في فريد.
بستان (بتضحك بخفة): ده إنت شمتان فيا بقى.
سليم(بيضحك بحب) :لا طبعا، أنا كان نفسي أق ** طع إيده، بس ماكنتش أقدر أتكلم. الحمد لله، كل حاجة اتحلت.
بستان: طب وصورتي اللي خدتها من جدي لما اتحايلت عليه؟
سليم: ده جدك ده طلع سوسة، كل حاجة بيقولها لك، تعرفي يا بستان؟ صورتك دي كانت معايا في ليلي ونهاري، وكانت الحافز ليا إني أبقى "سليم جمال". ياما كلمت صورتك وكنت بحكيلها على كل تفاصيل يومي كأنك إنتِ قدامي.
سليم بحب: أنا عشقتك يا بستان، وحبيت كل حاجة فيكي. حبك خلاني مشوفش أي بنت في الدنيا غيرك. حبيتك حب فوق الحب، وحلمت ببيتنا سوا. حبيت الدنيا بس عشان إنتِ فيها.
سليم: حبيت أجمل وأرق بنت في الدنيا، حبيت سحر عيونك وشعرك الغجري. وكنت دايمًا أقعد مع نفسي وأغني ليكِ حبيبتي من تكون (أغنية عبد الحليم حافظ).
بستان تضحك: طب سليم، وحياتي يا سليم، غنيلي دلوقتي.
سليم يبدأ في الغناء لكن بشكل مرح وعاطفي:
"صغيرتي، أنا لم أقل شيئًا، وأبدًا أبدًا لن أقول
فحرصي عليكِ كحرصي على نفسي على الحياة
كي أكون، فأنتِ في أعماق ذاتي سر
أسرار حياتي."
بستان تضحك بصوت عالي: سليم، في حاجتين مهمين عايزة أقولهملك عشان نكمل مع بعض.
بستان تتابع، : أول حاجة، أرجوك متغنيش تاني، صوتك وحش قوي.
ثاني حاجة، إنت لخبطت القصيدة خالص.
سليم: (بيضحك بحب) لا، ده هما البيتين دول اللي أنا حاسسهم أوي. شوفتي بقى، خلتيني أعمل حاجة لا يمكن أعملها في حياتي، إني أغني ليكِ. عملتي إيه فيا يا بنت مصطفى العمري؟
ثم يتابع سليم: عارفه لو قولتي لحد اني غنتلك انتي حره
بستان: ده انا هقول للدنيا كلها ان الكروان غنالي ثم تنفجر في الضحك
ضحك سليم بينما كانت بستان تضحك بفرح، وأصبحت اللحظة بينهما مليئة بالحب والتفاهم. وكأن الكلمات أصبحت بلا معنى، لأن قلبيهما باتا في تناغم كامل.