رواية عشق الفهد فهد وزهرة الفصل العشرين بقلم حنان عبد العزيز
ومازالت زهرة تتحدث وهي في قمة انفعالها ،يصدح جرس الباب ،
تأتي انعام لتنظر من بالباب ، لتجد مندوب محل الزهور ومعه بوكيه من أكبر تشكيلة لاجمل الزهور التي تعشقها زهرة ، ومعها رسالة ، بماء الذهب ، يا زهرتي يا بسمتي يا اغلي حاجة في دنيتي ، سامحيني حبيبتي ، ولو خلصت كل كلام الاسف مش هيكفيك حقك ، ارحمي عاشق تلاشت كل حياته، ووقفت على رضاكي عليه ومسامحته، وماضيه وحاضره ومستقبله ،
زهرة وهي مسيطر عليها عنصر المفاجأة ، رفعت عينيها فوجدت أن قد رسم لها طريق إلى الباب الرئيسي بالزهور ، وفي ساحة الجنية ، كتبلها سامحيني أميرتي وزهرتي ،
ابتسمت من داخلها ولكنها لم تستطيع ان تخفي ابتسامتها عندما وجدت فهد ومعه مجموعة البالونات بألوان مختلفة ومكتوب عليها حبيبتي سامحيني ، اسف ، اسف ، اسف ، لكنها وقفت تنظر اليه وقد استجمعت قوتها وقالت ، طلقني يافهد ، عشان متخلنيش ارفع عليك قضية خلع للضرر ،
فهد بعد ان بلع غصة في حلقه ، واستشعر الم في قلبه ، لكنه لم يندهش ، فهذا طبيعي كرد فعل لما فعله بها من سوء ظنه بها وطعنه لها في شرفها ، وشكه بها ، وقسوته عليها في أصعب وقت كانت تحتاج إلى احتوائه لها ، لكنه حزن على ما فعله بها
تكلم ، سامحيني يا زهرة انا عارف اني غلطت ، التمسي لي العذر ، عشان خاطر كل يوم عشقتك فيه ، انا من غيرك حياتي ملهاش قيمة ، صدقيني انا ندمت بما فيه الكفاية ، وأكبر عقاب ليا فرحيتي اللي ضاعت بخبر كنت بتمني اسمعه طول عمري ، اني هكون اب ، لا وهايجي من مين ، منك انتي ، حبيبتي سامحيني ، وحضن يدها وقبلهما اماما الجميع ،
زهرة وهي مستمتعه ، بكلام فهد وندمه واظهار عشقه لها امام الجميع ،
هنا انتبهت الى وجود الجميع وهم ينظرون لها ، بتمني ويحثها على سامحته ،
وان تغفر له ، لكن في لحظة ، تذكرت اهانته لها وشعرت بمرارة الاهانة ،
لكنها رفعت راسها ومثلت الثبات ، وقالت طلقني يا فهد ، خلاص كل اللي ما بينا انتهى ، وياريت يكون باسرع وقت ،
لكني مش هقبل اكون علي ذمتك يوم ، واحد كمان ، والا هرفع قضية خلع للضرر ، واظن انه مايصحش ، ان فهد باشا يتخلع من زهرة بنت عم مهدي ،
هنا تدخل الحاج صالح بالطف ، اهدي يابنتي ، فهد غلط وجاي يصلح غلطته ،
مهدي موجها كلامه لفهد ، انا راي انك تسيبها شوية لحد ما عصبها ترتاح يا فهد ،
صالح فعلا لازما وقت الاتنين يرتاحوا فيه ، ووقتها يكون القرار صالح لنقاش ، اما دلوقتي ، انتي يا بنتي متعصبه ،
انعام استهدي بالله يا بنتي ده برده فهد ،
فهد وقد بدأ في فقد اعصابه ،و بدا أن يغضب من تلك الحمقاء العنيدة ، وقال
وانا مش هطلق ، يا زهرة ووريني بقي هتخلعيني ازاي ،
زهرة ، بعند هوريك يا فهد اني اقدر اخلعك وبكرا تشوف ، زهرة هتعمل ايه ،
فهد ماشي وانا مستني ، اما اشوف هتعملي ايه ، تركها ورحل ،
زهرة بصراخ وانهيار وبكاء ، وقدر احتضانها ، ابوها بحنان فهو يعلم ضعف ابنته ، ويعلم ايضا انها تتظاهر بالقوة ، أمام الجميع ،
صادق ، لا حول ولا قوة إلا بالله ، ليه كده بس يا بنتي ، تصري علي عندك ده ،
فهد عنيد ، وخايف عليكي من عنده وركوب راسه ، خايف يقسي عليكي يا بنيتي ،
زهرة وهي تمسح دموع ضعفها ، متخافش يا ابا الحاج ، انا قادرة اقف قدامه ، لحد ما يستوعب الدرس كويس ، بس سعدوني ،
………………..
في قسم الشرطة جاءت إشارة بحادث السيارة ،وانتقلت المباحث ،إلى موقع الحادث ، ومعهم فهد ، فمنذ أن سمع خبر الحادث
وهو يشعر بالقلق على زهرته ،
قرر ان يضاعف عدد الحرس ، خصوصا علي زوجته ومعشوقته ،فهي لهم هدف الان ، تفحص كل من فهد ومعه عدد من زملائه ، وتبين أعداد الجثث أقل من العدد الحقيقي ، وتبين أن الحادث بفعل فاعل ،وليس مجرد حادث ، هنا ايقن فهد ان فزاع والحنش هما وراء تلك الفعلة الشنعاء ،
جن جنونه عندما مر أمام عينيه ذلك المشهد ، عندما كان فزاع يحاول الاعتداء على زهرته ،
عمر صديقة ، فهد احنا كدا اتاكدنا ، ان فزاع والحنش هما وراء الحادثة ، وكدا انت واهلك في خطر ،
فهد ، انا لازم اكون جنب زهره ، دلوقتي
عمر ، فعلا واحنا هنعين ليك حراس خاص
فهد ، بقلق أخذ هاتفه واردا الاتصال على زهرته ، لكن هيهات هيهات أن تستجيب ،
تلك العنيدة ، فانصرف بأسرع ما يكون ،
وقد أخذ الطريق بسرعة البرق ، الى ان وصل امام الجامعة ، فقد وجدها تقف بين مجموعة من الأصدقاء ، وبين شاب يدعى باسم ، تقدم فهد ببدلته الرسمية يرتدي نظارته الشمسية الأنيقة يمشي بخطوات ثقة فقد جذب أنظار الفتيات منذ دخوله الكلية ،
اصدقاء زهرة ، تركزت عيونهم علي فهد ،
فقالت واحدة ، شايفين القمر اللي علينا ده يا بنات ، البنات بهيام ،شايفين يااختي ،
يالهوي علي القمر ياناس ،
انتبهت زهرة والتفتت خلفها فقد دقة قلبها ، شوقا ، وعشقا ، وغيره ، فهو فهدها وحدها ، كيف يجرؤ أن ينظر له ويتغزل فيه بهذا الشكل ،
فهد وقد وقف امامها وبكل ثقة خلع تلك النظارة السوداء فأظهرت واسمته أكثر ،
تكلم وهو يستشيط غضبا ، السلام عليكم .
الجميع وعليكم السلام ،
فهد ، بعد اذنكم استاذنكم في مراتي بس ،
البنات بذهول مراتك ، مين .
زهرة بسرعة وغيرة احسها فهد. انا اقدم لكم ، جوزي حضرة الضابط فهد ، جوزي ،
البنات ، بالذهول ، جوزك ،
فهد ابتسم ايه هي المدام مش قايلة انها متجوزة ولا ايه.
زهرة ، ابدا قائلة ، احب اعرفك اصدقائي ،
عبير ، وسماح ، نهال ، باسم.
فهد بغيظ وغيره من فعلة تلك الحمقاء بمجرد ان تنطق اسمه شخص غيره فقد أشعلت فتيل قنبلة موقوتة فاجز على اسنانه بشفتيه ومد يده وصافح
باسم بقوة ، مما ألم باسم ، اهلا استاذ باسم فرصة سعيدة ، استاذنكم لاني ورايا مشوار ضروري ، وأخذ يد زهرة واسرع ، بطريقة تكاد تكون جنونية ، مما لفت انتباه بعض الأشخاص ،
زهرة بغضب شديد حاولت اللافت منه لكنه قبض على يدها بيد من حديد ،
من فضلك سيب ايدي وجعتني ، الله ،
فهد وهو مازال علي درجة جنونه ، وجعتك ، هو انتي لسه شوفتي وجع ،
قسما بالله العظيم لو فتحتي بقك بالكلمة
لكون موريكي اللي عمرك ما شوفتيه
زهرة اللي هو ايه بقي ان شاء الله
هتضربني تاني ، اعملها يا فهد عشان تكون المره ده الضربة القاضية وشهود كمان ، وقتها هطلق في اول جلسة،
وهنا ضحك فهد بطريقة استفزت زهرة ، وقال كمان هتطلقي ومن اول جلسة ،
بينك لسة متعرفيش مين هو فهد العزايزي
زهرة بعناد وإصرار على إغاظة فهد ايوة هطلق اومال انت فاكر ايه ، يابن العزايزي
وقد وصل الي السيارة فتح الباب وادخلها بقليل من العنف ، لكنه حاول بقدر الامكان السيطرة على اعصابه ،
زهرة ابعد عني ومش هركب يافهد معاك غصب عني ، وهنزل و هاخد تاكسي ،
فهد أغلق الباب بإحكام ، وريني كده هتنزلى من العربية ازاي وفرجيني يا زهرة هتركبي تاكسي ازاي ،
وركب السيارة وانطلق بها بسرعة متوسطة في وسط اعتراض زهرة ، والحاحها بأن يتوقف ، حتى وقف في مكان أشبه ما يكون منقطع ،
وقد فقد السيطرة على أعصابه ،واخد يضرب الدركسيون بيده اكثر من مره وهو يصرخ في وجهها ، بس بس اسكتي بقي انتي ايه متسكوتي شوية بقي ، وهنا نظر إلى عينيها ، وعندما أطال النظر إليها ، خفق قلبه ، ففد وحشته فهو لن يجد نفسه الا بين احضان عينيها ، تفحص وجهها ولحظ كم الإرهاق المصاب بها ، وعلامات الاجهاد ، وعينيها كيف ذبلة وانطفي ضيها ، لكن برغم كل ذلك مازلت جميلة ، تجذبه بنظره ، كأول لقاء بينهما ، اخذ قلبه يخفق بقوة ، يعترض على هذا الابتعاد ، يريد القرب ، والاختلاء رغم الجفاء ، إلا أن القرب مثابة الحياة الان ،
زهرة ، وقد أصابها العشق والشوق ، وما يعرف بهرمونات الحمل ، فقد أثارتها نظراته كأنثى ، واشتياقها له زاد الحد ،
وغيرتها عليها من نظرات البنات اكلت قلبها ، فهو فهدها وحدها ، لا يحق لأي احد النظر إليه هكذا ، وقد ارتعشت شفتيها عندما ، اقتربا منها فهد بيده وهو يرسم ملامح وجهها بيده فهو قد اشتاق اليه بشغف ، فهمس بعشق وحشتيني اووووووي يا زهرتي ومال عليها بقبلة عاشق غالبه الشوق والحنين لمعشوقته ، فلتهم شفتيها بنهم ، وأخذها في حضرت عشقه ،
زهرة وقد اشتاقت له حق اشتياق فهي في حضرته مسلوبة الإرادة فهي ملكه وهو ملكها بعشقه وآثارها في محرابه بهمساته لها بتلك الكلمات ، فذهبت معه إلى عالمه برضها وكأنها كانت تنظر منه الاشارة ،
عدي عليهم بعض الوقت ولا يعلم أحدهم ان كان قليل او كثير ، فيكفي ، ان كل منهما بجانب الآخر
فهد ، تبا لك أيها العشق ،تخدع لك النفس طوعا ليس كرها ،
زهرة ، نعم فأنا أسير عشقك مهما كثرة قيودي ، فهي خيوط من حرير انعم بها ،
فهد ، بعشق وما زال يتلمس بشرتها بيده سامحيني يا زهرة ، اسف ، اسف ، اسف وبين كل كلمه ، يقبلها قبلة خفيفة ،
زهرة بعشق وحشتيني يا فهد وذهبت من آثار لمساته الساحرة في عالم تعلمه ، وتعشقه ،
انطلق فهد بسيارته نحو فيلته ، وقد اتفاجاء الجميع بدخول زهرة ومعها فهد ،