رواية جراح الماضى الفصل العشرون بقلم هالة السيد
جلسه عائليه على مائده الطعام يسودها التوتر من جهة البعض ومن الجهة اﻻخرى حزن على غياب احدهم فكانت تلك الجلسه تفتقد اهم افرادها إﻻ وهو اﻻبن اﻻكبر لتلك العائله.... قطع ذلك الصمت
-يعنى ياجماعه محدش قالى ان خالد وصل من فتره مصر
اتى الرد من تلك المندفعه والتى ﻻ تطيق وجوده بينهم...
-والله احنا حرين.. نقول منقولش دا شئ راجع لينا احنا.
نظر لها شزرا وهم ان يتكلم لكن قاطعه ذلك الصوت..
-إيمان متكلميش ابن عمك بالطريقه دى تانى واحترمى وجودى..(كانت تلك الزعقه من والدها الذى نهرها على حديثها)
-اخفضت رأسها خجله من تسرعها : أنا اسفه يابابا أنى عليت صوتى.. بس هو انسان مستفز بصراحه ﻻن انا عارفه انه بيكره خالد فبيسأل عليه ليه ؟
رد عاصم بهدوء مصطنع لكن عيونك تعكس شئ آخر.
-الله يسامحك يابنت عمى بقا انا هكره خالد بردو طيب ليه.. خالد دا اكتر من أخويا..
هتف محمود بهدوء :انا عارف يابنى انك بتحب خالد زى أخوك ..وانت عارف غلاوتك عندى انت اى اب يتمنى تكون ابنه ياريت وﻻدى يكونو زيك. وعموما خالد وصل مصر من حوالي شهر ونص وانت عندك شغل فمحبناش نعطلك عن شغلك .
-شعر عاصم بالفخر من كلمات عمه التى خصه بها ثم قال بحيره :
-بس غريبه ياعمى انه سافر تانى؟!
هيا تعلم لما يلمح ولن تكون شقيقته ان لم ترد غيبته ولن تسامح حالها ان لم تفعل فردت كالعاده بأندفاع
اولا انا اخويا عمره ماهيكون زيه لانه احسن منه وانجح منه..
ثم قررت الرد على سؤاله بهدوء مستفز: خالد سافر علشان عنده شغل مهم فى امريكا وراجع تانى بإذ......
لم تسطتع إكمال حديثها بسبب تلك اليد التى رفعت تنوى صفعها على قله احترامها للحاضرين وخاصا هو لكن هناك يد اخرى قد قامت بمنعه عن تلك الفعله ..
-انتى بنت قليلة الادب وعاوزه تتربى من جديد ( قالها محمود بإنفعال)
- خلاص ياعمى هيا اكيد مش قصدها معلش هيا لسه صغيره. كان يتكلم وعيونه على تلك المصدومه ودموعها تنهمر على وجنتيها.
-قال محمود بغضب وأنفعال : ياعاصم سبنى أربيها..
رد عاصم بهدوء : علشان خاطرى ياعمى اهدى ثم قال بغموض : ممكن اكلمك فى موضوع مهم على انفراد
ثم ألتف إلى تلك الواقفه وغمزها بطرف عينيه بوقاحه واكمل : وبعد كده محدش هيتكلم خالص.
اوما برأسه ثم اتجها سويا نحو المكتب .اما هى بمجرد ان اختفيا عن ناظريها اطلقت العنان لعبراتها واندفعت تجاه والدتها التى كانت تتابع كل شئ فى صمت تام.... تلقتها الام بين ذراعيها تمسد على ظهرها بحنو وقالت عاتبه عليها :
ينفع كده تعلى صوتك وبابا موجود وكمان على ابن عمك الاكبر منك..
-قالت ببكاء : ياماما انا عارفه ض عاصم مش بيحب خالد علشان كده كنت لازم أرد عليه.. وبعدين انا مقولتش حاجه غلط انا قولت احنا حرين نقول ولا لأ وحاجه كمان عاوزه اعرفها.
نظرت لها زينات تحثها على الكلام فالت إيمان: ليه بابا مبقاش يحب خالد زى الاول وبقا يفضل خالد عليه..
نهرتها زينات بعتاب لكن داخلها يحترق : إيمان بلاش تقولى الكلام دا.
-بابا عمره وها هيكره ابنه ويفضل حد تانى عليه مهما كان السبب والخلافات الى بين باباكى وخالد مسيرها فى يوم تنحل ويرجعو زى السمنه على العسل ..
هتفت بأمل : ياريت ياماما
وظل الحوار دائر بين الام وأبنتها بعض الوقت حتى خرج الاب وأبن أخيه وعلى وجه كل منهم بسمه مريبه جعلت قلب كلتا الامرأتين يخفق بتوتر.
قالت سميه بهدوء مصطنع : خير يامحمود بقالكم فتره جوه واضح ان الموضوع مهم قوى ؟
-ابتسم محمود وقال وهو يقترب من زوجته وابنته : والله والزمن عدى ووالاولاد كبرويازينات فى البدايه لم تعرف اى منهم مقصده لكن زوجته ومن تعرفه اكثر من حاله فهمت مقصده اما الاخرى قطبت جبينها بعدم فهم اخذت تتسائل :
يعنى أيه يا بابا الكلام دا!
-إبتسم لها وقال وهو متجه نحو باب المنزل : بكره تعرفى ياإيمى........ بعدما ذهب والدها هتفت فى ذلك الذى يطالعها بأستفزاز : يفصد إيه بابا بالى بيقولو
إبتسم ويهتف ليغيظها اكثر : والله الكلام مفهوم انتى الى غبيه
همت ان ترد عليه بحديثها اللاذع لكنه قال: قبل مالبلاعه الى فى بؤك تفتح.. كلها كام يوم وتعرف ياجميل.. عن أذنك ثم غمزها بطرف عينيه وأنطلق من امامها مسرعا وهو يضحك على مظهرها فهى كانت مثل التنين الغاضب الذى ينفث اللهب......
فى قاره اخرى و بلد اخر وتحديدا (الولايات المتحده الامريكيه)
فى صباح اليوم التالى أستيقظت آلاء لتصلى فرضها ثم جلست فى الشرفه واخذت تقرء وردها اليومي كما العاده وبعد مرور بعض الوقت وجدت هاتفها يعلو برقم لا تعرفه فى البدايه لم ترد لكن مع أستمرار واصرار المتصل قرردت الرد...
-ردت قائله : آلو
هتف المتصل ‘الذى لم يكن سواه : آلاء انا خالد
-أيوه يا أستاذ خالد
رد خالد بجديه : انا مستنيكى تحت فى الفندق علشان نروح الشركه...
هتفت بهدوء : مفيش داعى اتعب حضرتك قولى العنوان وأنا هروح لوحدى...
هتف محاولا التحكم فى أعصابه....
-آلاء خمس دقايق وتكونى تحت مفهوم ثم اغلق الهاتف ولم ينتظر رد منها..
حدثت نفسها قائله : أيه البنى أدم دا ياربى واحد مستفز لا وكمان بيقفل السكه فى وشى...ثم اكملت قائله . اما اقوم البس احسن
بعد مرور عدة دقائق وجدها تأتى ناحيته وتتهادى فى خطواتها كانت ترتدى فستان بلون الوردى رقيق وطوقة رأسها بحجاب من اللون الذهبى ويتوسط الفستان حزام بنفس لون الحجاب فكانت رقيقه بحق
هتفت برقه : صباح الخير..
رد بشرود وهو يتأمل ملامحها : صباح النور والعسل وكل حاجه حلوه ...لاحظت نظراته بالاضافه لكلماته فهتف بغيظ لتدارى خجلها : أستاذ خالد مش هنمشى ولا أيه
افاق من شروده وتمتم قائلا : احم اه طبعا هنمشى يلا بينا... وفى نفسه قال..
همشى ازاى بيكى وانتى زى القمر كده... وفى طريق خروجهم كانت هناك نظرات تخترقهم بكره....
فى الطريق ( داخل السياره)
هتف خالد بجديه شديده : أنسه آلاء انا عايزك تعرفى حاجه مهمه انا فى الشغل معنديش معارف ولا قرايب بمعنى اصح مبعرفش أبويا فى الشغل.. مش معنى ان عبدالرحمن شريك فى الشغل دا يبقى فى أستهتار مثلا.. وحاجه كمان لوأحتجتى تعالى المكتب وأسألينى ااو أي حد من الى هيكون ضمن فريق العمل... …
شعرت بالحنق يتملكها منه فهو يتهمها بأنه من الممكن ان تعتمد على سلطت اخيها فتتكاسل... حدثت نفسها :بقا انا بتاعت وسايط ياأبو جلمبو انت. لكنها أبتسمت بسماجه وأرادت ان تعرفه مع من يتعامل..
فقالت بجديه مماثله : بص يا أستاذ خالد أولا انا عمرى ماأستغليت فرصه ان يكون حد من قرايبى فى الشغل وأتكاسل.. لان انا طول عمرى جد فى شغلى.. ثانيا بقا
الى متعرفوش حضرتك وأخواتى كمان انا أنا واخده كذا شهاده فى مجال تصميم الازياء وأشتغلت فتره فى المجال دا مع بيوت أزياء بس علشان حبى لمجال عملى التانى سبت الازياء ومش معنى كده ان انا كنت فاشله فى المجال لا بالعكس انا كنت من اشطر المصممين فى دار الازياء هناك وزعلو لما سبتهم..
كان يطالعها بصمت وفى داخله فخر وفرح وأخيرا خرج عن صمته
تحدث قائلا : امممم براڤو. مفيش مشكله كده بالعكس هكون مطمن اكتر على الشغل. ثم أردف بخبث : بس واضح انك أخدتى كلامى بحمقيه أوى. انا كنت بس بفهمك طريقك شغلى مش اكتر ثم أضاف بأعجاب :
بس براڤو بجد انك دارسه أكتر من مجال دا شيء كويس ...ورغم ظروفك مستسلمتيش..
لم تجد رد على كلامه فقررت الصمت فتفهم هو موقفها وصمت هو الاخر.. لحظات ووصلو الشركة.
دلف هو بهيبته وشموخه المعتاد فكان يسير بثقه وغرور يليق به وكانت هى تسير جواره ولاحظت هى ذلك وكيفيه سيره امام عامليه فهتفت داخلها : فاكر نفسه طاووس والباقى عبيد حواليه .....
وقف خالد بسبب ترحيب العاملين به وكانو يطالعونها بأستغراب ولحظات وصعدو لأعلى حيث يوجد مكتب خالد لحظات وآتى العامل يتسائل ماذا يشربون وبعدما اخذ ما طلبوه ذهب مجددا بعدها قام خالد بأخبارها انه سوف يبعث لاحدهم حتى يأتي ويأخذها حيث تبداء عملها وبالفعل اتت مادلين وأصطحبتها معها وقبل ذهابهم أوصى خالد مادلين على آلاء
*في المكان المخصص للعمل....
رحب بها العاملين ببرود أستشعرته هى بعدها قامت مادلين بتعريفها بما قامو به من أعمال منتهيه وأعمال غير منتهيه وذلك بالنسبه للشحنه التى يجب ان تسلم للعميل خلال أسبوع على الاقل …..بعدها أرتها الاعمال الخاصة بمسابقة الازياء التى سيدخلون بها والتى عليها هى ان تبدأ بها في أسرع وقت ممكن لان أيضا المسابقه على الابواب …شعرت آلاء بالمتاهه وسط هذا الكم الهائل من الاعمال التى يجب ان تنتهى منها فى أسرع وقت ممكن...
لاحظت مادلين ذلك فأخذت تطمئنها بأبتسامه هادئه ودوده...
-لا تخافى عزيزتى فأنا واثقه بأنك سوف تنتهين فى الوقت المحدد وان وقف امامك شئ لا تعرفينه اتصلى بي على الفور.. وكما يوجد معك افضل فريق على الاطلاق فى ذلك المجال .كل ما عليك فعله ان تبدعى فى تصاميمك ولتتركى لمخيلتك العنان.. فأنا قد أنبهرت من رؤية تصاميمك التى أراني إياها عبدالرحمن.. ثم أردفت بحزن
-لولا مرض امى لما ذهبت …
هتفت آلاء بهدوء : شكرا لك مادلين أراحني كلامك كثيرا وازال عنى التوتر بعض الشئ ...وسأظل ادعو لوالدتك ان يتم شفاءها قريبا ..
-شكر لك اااال اء .).آلاء) او أسمك صعب للغايه ....نطقتها بصعوبه فأبتسمت آلاء وقالت : هههههههههه أعلم بأن اسمى صعب ….ذهبت مادلين بعد ان تبادلو أرقام الهواتف فى حال احتاجت آلاء شئ... جلست آلاء على المكتب المخصص لها واخذت تتفحص المحتويات فوجدت كل شئ سوف تحتاجه فى عملها..
-بسم الله... أبدأ شغل بقا لأنى مش عاوزة اضيع وقت فى البداية كان التوتر هو المسيطر عليها وحاولت عدة مرات ان تمسك القلم وترسم لكن كانت يدها ترتجف ومع مرور الوقت بدأت تعتاد الوضع وتركت لمخيلتها العنان كما اخبرتها مادلين ونجحت فى ذلك بالفعل... بعد مرور عده ساعات من العمل لم تشعر بهم فكان كل تركيزها منصب على العمل الذى امامها...
-واو انك بارعه بالفعل.. ألتفت آلاء بفزع فرأت احدهم يقف امامها مبتسم بهدوء.. فهتفت بجديه شديده...
-لقد افزعتنى حقا من انت ؟..اعتذر منها على الفور : أنا أسف حقا
ثم قام بمد يده حتى يصافحها ويعرفها حاله شعرت هى بالحرج من فعلته فهى لا تصافح الرجال وهمت ان تتحدث لكن
-أحم انا اس...... قطع حديثها دلوف أحدهم للغرفه فجأه.. وجد هذا الشاب من يضع يده بدلا منها ويصافحه ويتحدث وهو يجز على أسنانه : عذرا جاك هى لا تصافح الرجال .
تعجب المدعو جاك من قوله لكنه أبتسم بسخافه وقال: حسنا سيد خالد لم أكن اعلم.. سررت بمعرفتك سيدتى الجميله انا جاك مساعدك فى فريق العمل ..عن أذنكما...
اما هى فتنفست الصعداء عندما آتى خالد وأنقذها من ذلك الموقف المحرج...
-شكرا ليك يا خالد. انك انقذتنى ..
نظر نحوها بهدوء مصطنع وقال:
ممكن أعرف انتى قاعده هنا بتعملى إيه معاد الانصراف فات من نص ساعه وانا قاعد فى مستني حضرتك علشان نروح واخر مازهقت جيت وكويس انى جيت فى الوقت المناسب... وكمان حاجه مش بتردى على الفون ليه ؟
ردت بهدوء: احم انا أسفه مسمعتش الفون لانى عاملاه صامت.. وانا معرفش معاد الانصراف وكمان محستش بالوقت وانا بشتغل..
هز رأسه بهدوء وقال : طيب يلا علشان نروح
-حاضر هجيب الشنطه واجى.. لحظات وانصرفو معا
نعم بتقول سافرت
رد المتصل : أيوه سافرت من يومين كده
زفر بحنق وقال : طيب اقفل غور
بعدما اغلق الهاتف.
كل مآجى انتقم منك تيجى حاجه تبعدك اوف أع....... لم يكمل كلامه بسبب تلك التى اقتحمت المكتب فجأه دون سابق انذار..
-هتفت بسعادة: أشرف حبيبى عامل إيه
أبتسم بهدء وقال: حبيبتى إيه الى جابك هنا؟
هتفت بعبوس : يعنى انت مش عجبتك مفجأتى انى اجيلك المكتب
-لا مش قصدي بس انتى ليه مقولتليش انك جايه ؟
قالت بجديه : كنت عند الدكتور ولاقيت نفسى قريبه منك قولت أعملك مفاجأه وأشوف إذا كنت بتلعب بديلك من ورايا ولا لأ..
-رد بتلقائيا وقلق أدهشتها : كنتى عند الدكتور ؟ ليه يا حبيبتى مالك ..
لأول مره ترى نظرات الحب والقلق فى عينيه تجاهها فهتفت وهيا تنظر فى عيونه لتتبين رد فعله..
متخافش يا حبيبى أنا كويسه.. الدكتور قالى انى حامل (قالت جملتها بسعادة كبيره)
للحظه لم يستوعب الامر فهتفت هى ببكاء يقطع نياط القلب..
اشرف انت مش فرحان انى حامل واخذت تبكى بمراره
افاق من صدمته بعد لحظات ليستوعب ما حصل فحاول تدارك الموقف وهتف بسعاده لم يعتقد بأنه سيشعر بها يوما :
ألف مبروك علينا يا روحى دا أسعد خبر فى العالم انا من زمان ونفسى يكون عندى بيبى
نظرت له بشك من بين دموعها : بجد الكلام دا من قلبك ؟
ذهب تجاهها سريعا وقام بأحتضانها و أخذ يربت على ظهرها بحنان وقال: بجد يا قلب أشرف
فى تلك اللحظه نسى أشرف آلاء وكرهه لها وشعر بأن ذلك الخبر بمثابة أشاره من الله حتى يكف عن فعل المنكرات وأرتكاب الذنوب وأخذ يحمد الله على نعمته وعلى انه لم يبدأ حتى أنتقامه من آلاء وقرر نسيان ذلك الامر... وان يولى كامل اهتمامه بزوجته التى تحبه بل تعشقه....
أوصلها الفندق وذهب بعد أن أطمئن عليها اما هى بعدما صعدت لغرفتها قامت بأخذ حمام دافئ ثم ادت فريضتها وبعد قليل شعرت بصوت أمعائها الخاويه تعلن عن حاجتها للطعام ابتسمت بتعب : عصافير بطنى بتصوصو الصراحه انا جعانه ومأكلتش من الصبح اما أروح اطلب حاجه اكولها.. وبالفعل قامت بطلب ماتأكله ثم جلست اما التسريحه تمسط شعرها البنى الطويل فهو يصل الى ماقبل ظهرها بقليل ويتميز بالنعومه قامت بعمل شعرها على هيئة ذيل حصان لحظات وسمعت طرق على باب الغرفه : روم سرڤس
-قادمه.... ثم أرتدت أسدال الصلاه وفتحت الباب لحظات آخرى وخرج العامل... فقامت آلاء بتناول الطعام....
بعد مرور ساعه شعرت بالملل فقررت التجول قليلا حول الفندق رغم ترددها لانها لاتعرف المكان لكنها حسمت أمرها وأرتدت ثيابها وذهبت..
خارج الفندق كان هناك من يقف ويحتسى احدى المشروبات المسكره (الخمر).. لمحها تخرج من الفندق تتلفت هنا وهناك بعدها سارت للامام فأتبعها دون ان تشعر هى بذلك...
كانت مستمتعه بالهواء المنعش الذى يضرب وجنتها بنعومه رغم برودة الجو.. لم تعرف أين تذهب بالتحديد فكانت تسير بلا هدى إلى ان وجدت محال يبع المشروبات فدلفت للداخل حتى تجلب لها كوب من القهوه وكانت نظرات من بالمحل لها تتراوح بين اللامبالاه والكره والاستغراب فهى فتاه عربيه مسلمه وأغلب من ينظرون لها كانو مستنكرين للحجاب.. لم تبالى هى بنظراتهم ودفعت حساب قهوتها وأخذتها وخرجت ولم تأخذ بالها أيضا بالذى يراقبها... سارت حتى توقفت فى مكان هادئ بعض الشئ وجلست على إحدى الاماكن المخصصه للجلوس فى الشارع تستمتع بقهوتها...
كان بمكتبه يراجع بعض الاعمال الهامه وفجأه جاءت صورتها فى ذهنه فترك مابيده وقام بفتح هاتفه يطالع صورتها ويبتسم وفجأه محت الابتسامه من على وجه وشعر بنغزه فى صدره لايعلم سببها وتلقائيا قام بالاتصال بها فلم تجب ومره تلو آخرى حتى كاد ان يقتلع شعر رأسه من القلق وأخذت الافكار تدور برأسه..... لم يشعر بنفسه سوى وهو داخل السياره منطلق إلى الفندق الذى تقطن فيه ويدعو الله ان تكون بخير.. دقائق ووصل إلى الفندق فهبط من السياره مسرعا للداخل حتى يسأل عنها...
فى الاستقبال....
-من فضلك هل السيده آلاء موجوده
-موظف الاستقبال : انتظر سيدى سوف أرى
لقد ذهبت من ساعه او أكثر
رد خالد بعصبيه : أنت متأكد........... / - اجل سيدى
خرج من الفندق وهو يسب ويلعن فكيف لها ان تخرج فى مثل ذلك الليل فالساعه قاربت على منتصف الليل بل كيف لها ان تخرج فى مكان لم تعرفه بالاساس أخذ يتوعد لها ما أن يلقاها لكن فليجدها أولا ظل يحاول يهاتفها لكن هذه المره كان الهاتف مغلق لم يتحمل فأخذ سيارته وذهب مسرعا يبحث عنها
اما عنها شعرت بأن الوقت قد تأخر جدا فقامت لترحل لكنها لم تعرف بأى اتجاه تذهب فلعنت نفسها على غبائها لما تخرج بالاساس ظلت تدخل من شارع لاخر علها تتذكر اين طريق العوده لكنها لم تتذكر توقفت مكانها وأخذت تبكى كالطفل التائه لأ هى بالفعل تائهه أرادت ان تسأل احدهم عن مكان الفندق لكن للاسف كان المكان خالى من الماره من البشر فشعرت بالخوف يزداد داخلها ...فجأه تذكرت خالد فأخرجت هاتفها لتحادثه لكن كان الهاتف قد نفذ شحن بطاريته
أخذت دموعها تنهمر على وجنتيها : ياربى أعمل أيه دلوقتى حتى الموبيل شاحنه خلص أعمل أيه..
يعنى كان لازم أنزل أتمشى..... كانت تتكلم وهى تتحرك إلى ان أصتدمت بأحدهم فأغمضت عيونها للحظه وقالت بسرها : يارب كل ما أخبط فى شخص تحصلى مصيبه يارب المره دى يطلع حد يساعدنى.... لكن دعائها على مايبدو لم يستجب.... ففتحت أعينها لتصتدم بشخص يبتسم لها بسخافه وتفوح منه رائحه كريهه وهى رائحة الخمر ونظراته لاتبشر بالخير حاولت ان تتخطاه لكنه أمسكها من رسغها ليمنعها من المرور كاد قلبها ان يتوقف من الخوف حاولت ان تتحلى بالشجاعه لكن صوتها خرج مهزوز رغما عنها
-م.......من فض.... لك .... فال.. تتر ..ك ي.. دي (من فضلك فالتترك يدى)
أبتسم لها أبتسامه صفراء وقال: لا لا لن اتركك فأنت جميله جدا ما وأيك ان تأتى معى لنستمتع سويا... ورغم انك مسلمه بغيضه وأنا اكره المسلمين لكن معك لا بأس سأ ستثنيك عنهم مارأيك...
صدمه حلت عليها من كلماته وحاولت ان تبعد يده عنها لكنه كان ممسكها بقوه : انت هو البغيض ان المسلمين افضل منك يا أحمق اخذت تبكى وتبكى وتضربه بيدها لعله يتركها كما لسان حالها لا يتوقف عن الدعاء. ما جاء بخاطرها .
-يارب نجينى يارب... لا إله إلا انت سبحانك انى كنت من الظالمين واخذت تكررها
كاد يجن على الاخير فهو للان لم يجدها يبحث هنا وهناك ولم يجدها
يارب يارب تكون بخير احفظها يارب.... توقف لحظه بالسياره ناحية شارع ما ينبعث منه نور خفيف جدا لكنه رأى شخصان يتحدثان ويبدو بأن هناك خطب ما يحدث بينهم هم ليذهب لكن شئ ما بداخله جعله يلج لذلك الشارع لعله يوصله لها ....
بينما هى تتشاجر معه هجم عليها فجأه يقبلها غصب عنها حاولت دفعه مرار وتكرار إلى ان نجحت لكن كم بلوزتها قد انقطع أسقطته أرضا وخطت عده خطواط فكادت ان تصتدم بالسياره القادمه نحوها... اما سائق السياره تفادها بصعوبه بالغه و نزل من السياره وعندما رفع بصره أصتدم بها امامه حجابها مبعثر ثيابها غير مهندمه وتبكى بغزاره
هتف بأسمها بلهفه وقلق : ااااالاء
نظرت نحوه فوجدته خالد أسرعت نحوه وهم ان يتكلم لكن فجأه وجد من يأتى ويحاول ان يمسكها من رسغها ثانية لكن خالد كان الاسرع فأبعدها وقام بلكمه فى وجهه بقوه وأخذ يصرخ بها ان تصعد للسياره..
هتف بغضب : آااالاء أركبى العربيه بسرعه وأقفليها بسرعه وإياكى تنزلى منها مهما حصل.... أومات برأسها وفعلت ما أمرها به....
اما الاخر : ايتها الحمقاء سوف أمسك بك ....وحاول ان يذهب ناحيتها لكن خالد كان كالسد المنيع وأخذ يكيل له اللكمات الغاضبه فهو فى تلك الحاله كالثور الهائج يمكن ان يقتل أى شخص أمامه والاخر كان يحاول ان يسدد له اللكمات لكن خالد كان يتفادها ببراعه وأخذ يضرب ويضرب حتى خارت قوى ذلك وكادت تزهق روحه...
عندما شعرت بأنه سوف يقتله قررت الخروج لمنعه رغم انها فرحه بأنه يأخذ حقها لكن لايجب ان يتأذى خالد بسببها فخرجت من السياره بجسد مازال يرتعش من الخوف وقالت بصوت مهزوز .
خ ...ا... ل.. د (خالد) لكن لايوجد رد فهو كان بعالم اخر فكررت النداء حتى اتاها الرد منه لكن بصوت مرعب اخافها : أرجعى العربيه تانى وإياكى تنزلى منها فاهمه وحسابى معاكى بعدين..
ردت ببكاء : يا خالد هتودى نفسك فى داهيه سيبه ارجوك هو خلاص اخد جزاءه..
لم يستجب لها فأقتربت منه اكثر واخذت تترجاه : ارجوك متوديش نفسك فى داهيه بسببى قوم بقا أرجوك
وأخيرا أستجاب لها على مضض وبعدما قام اخذ يبصق على الرجل وأزاحه بقدمه....
اما هى كانت تشعر بأن الرؤيه مشوشه فأخذ هو ينهرها بغضب : انتى أزاى تخرجى من الفندق ها ليه مقولتليش انك خارجه
-اصل... اصل ولم تكمل كلامها بسبب تلك السحابه السوداء التى سحبتها معها لتأخذها فى عالم اللاوعى.. فسقطت بين ذراعيه... فصرخ بها بقلق :
-آاااااااالاء....