------------------------------------------------------------------------------------- -------------------------------------------------------------------------------------

رواية معذب قلبى فى اسرائيل الفصل العشرون20 بقلم شريهان سماحة


 رواية معذب قلبى فى اسرائيل الفصل العشرون بقلم شريهان سماحة
دلفت مى مبتسمه على شقيقتها خديجة المغيبه عن عالمها والتى أنتبهت لدخولها ورأت علامات السرور ترتسم على ملامحها فقالت مندهشة :
- إيه اللى بيضحكك أوى كده

أتسعت ملامح اﻷبتسام أكثر على وجهها حين تذكرت إحاديثه فأجابتها بنبرة إعجاب:
- صاحب حمزة ده بجد بجد روحه مرحه وأمور خالص .. دا موتنى من الضحك الخمس دقايق اللى قعدتهم معاه 
ثم إسترسلت حديثها بأنبهار يشعر به الكفيف :
- أستنى هحكيلك اللى قاله علشان إضحكك ..

وظلت مى تسرد أحاديث يوسف على مسامع شقيقتها التى ظلت تنظر لمى بأندهاش وبنظرات ذات مغزى وهى تحدث نفسها هل يعقل ماتراه !!
نعم يوسف روحه أكثر من مرحه ولكن مالا يعقل أن تعجب مى بحديث إحداهما وبشخصه واﻷكثر من ذاك تتذكر ماقاله حرف حرف واﻷبتسامة لا تفارق شفتيها ......

فاقت من شرودها على صوت ضحكات شقيقتها يعلو بعد أنتهائها من السرد 
فتمنت أن يجعل لشقيقتها كل الخير الذى يجعلها تحتفظ بتلك اﻹبتسامة دوما ...

أتستعادت تركيزها بأبتسامة بسيطه قائله بهمه ونشاط : 
- بقولك إية يامى تجي ننزل تحت نشوف طنط صفيه بتعمل إيه ونساعدها فى المطبخ 
حلت مى ببطئ رابطة حجابها قائلة بخمول : 
- لا ياجوجى مليش مزاج وكمان عوزه أنام شويه قبل الغداء 

هبت خديجة تقف بعزيمه : 
- طيب هنزل أنا ﻹن بقالى زمان مدخلتش المطبخ من لما ماما توف....
قطعت جملته مغمضه عيونها بألم ثم أستجمعت قواها قبل أن تنهار دموعها مردفه بتنهيده عميقه: 
- الله يرحمهم 

أومأت مى باﻹيجاب عند شعرت بما قالته شقيقتها مردده خلفها والحزن يعتليها: 
- الله يرحمهم 

أبتلعت خديجة ريقها وهى تستعيد إبتسامتها ونشاطها مردده : 
- أستريحى أنتى وأنا هنزل 
ثم إلتفت لتغادر الغرفة إلا أنها وقفت متصلبه حين جاء على مخيلتها ما تلبسه فنظرت لجسمها رأت بيرموده بينج بدون أكمام وشعرها مجمع ومتساوى برابطة أنيقه على هيئة ذيل فهمت سريعا للبس إسدالها وهى مبتسمه تتذكر تنبيه الصارم عليها أو بالمعنى الدقيق غيرته عليها ....

-----------------

فتح حسين اﻷتصال وهو يجلس داخل مكتب الفيلا على إحدى اﻷرقام الغير معرفه على الهاتف قائلا بحذر : 
- السلام عليكم 

إجابة الطرف الأخر مرتبكا : 
- عليكم السلام ورحمة الله وبركاته الحاج حسين اﻵلفي معايا 

- أيوه ياأبنى مين معايا 

- معاك الدكتور سيف إسماعيل ماجستير فى إدارة اﻷعمال ودكتور فى كلية التجارة جامعة القاهرة 

أنتبه حسين لما قاله فقال بأهتمام يصاحبه حفاوه : 
- ياأهلا وسهلا ياأبنى تشرفت بحضرتك ..أقدر أساعدك فى حاجه ..

أستجمع سيف إفكارة المشتته مردفا بأرتباك: 
- شكرا ياعمى أنا بس طالب تحددلى معاد أقدر أجى أنا وعائلتى فيه لحضرتك
إندهش حسين كثيرا ولكن برغم ذلك قال سريعا : 
- إتفضل تشرف فى إى وقت وبكره لو تحب 

- خلاص ياعمى بكره الساعه 8 يناسب حضرتك المعاد ده

- خلاص تمام على خيرة الله 

- السلام عليكم 

رد حسين التحيه عليه بأستغراب شديد 
ثم إقفل هاتفه محدث نفسه بحيره
" في إيه وهيكون عاوز أيه ده "
ثم رد على حيرته بصوت منخفض وغير مبالى قائلا :
- ياخبر النهارده بفلوس بكره يبقى ببلاش 

-----------------

- الجميل بيعمل إيه 
قالتها خديجة بصوت مفاجئ على مسامع صفيه وهى تكبد نفسها فى عمل ما لاذا وطاب 
أنتبهت لصوتها فألتفت تعطيها أهتمامها بالكامل وعلى وجهها أبتسامه عذبه مردفه فى سعاده : 
- حبيبتى جيتى إمتى 

- لسه من شويه وقولت إجى أساعدك 

ضحكت صفيه مردده بوجه بشوش : 
- تساعدى إى ياحبيبتى كفايه عليكى شغلك وبعدين ما نعمة معايا مش مقصره

أقبلت عليها تحتضنها من أكتافها وعلى شفتيها تتسع إبتسامتها :
- شغلى وجيت منه بدرى وعوزه إساعدك ثم أسترسلت حديثها بوجه حزين : 
- إلا إذا مكنتيش عوزانى إساعدك ياطنط صفيه 
ربت على كفى يداها الموضوعه على إحدى أكتافها مردده بنبرة حنان تجتاحها :
- ياروح قلبى ده يوم المنى عندى لما مرات الغالى تقف جمبى فى المطبخ
ثم إردفت ترفع سبابتى إحدى يداها:
- بس عندى شرط !

فرحت كثيرا وظهرت علامات الخجل على ملامحها لذاك اللقب ولكن تفاجأت بما رددته زوجة عمها فتركت يداها المحيطه بها مردده بأندهاش : 
- شرط ! شرط إيه ده ياطنط صفيه 

نظرت فى عيونها بنظره حانيه وبأبتسامه بسيطه على ثغرها قائله: 
- معنتش عوزاكى تقوليلى ياطنط 

إستغربت خديجة مما سمعته فأردفت بتسأول : 
- إمال أقول إيه ..

إلتفت كليا لها بوجه بشوش وبنبرة أمل : 
- نفسى تقوليلى ياماما .. إنتم عندى زى بسنت بالظبط وكمان أكتر ﻹنك بقيتى مرات إبنى 

إبتسمت فى هدؤء شديد تبتلع ريقها وتحاول جاهده ﻹخراجها من فمها .. فصفيه طوال فترة إقامتها هنا هى وشقيقتها لم تبخهل عليهم بما تمتلكه من حنان بل لم تفرق حتى فى اﻹبتسامه بينهم وبين إبنتها ولكن ما يثقل لسانها أنها ستطلقها من فمها ﻹول مرة لغير والدتها المتوفاه

شعرت صفيه بما يجول فى خاطرها فربت علي يداها بحنان وبنبرة حب جياشه : 
- ياحبيبتى مكانة ماما هتفضل فى قلبك حتى فى قلبى أنا كمان ومحدش يقدر يأخد مكانها ومبقولقيش تقولهالى إلا علشان تفضلى تقوليها على لسانك ومتحسيش إنك إقل من إى حد 

حينها هبطت دموعها ورمت جسدها فى إحضانها تشهق بدون توقف تخرج حزنها المدفون والمتدارى باﻹبتسامه عن أعين الجميع 
ربت على ظهرها فى حنان تحاول السيطره على دموعها مردده بخبث مزدوج بأبتسامة :
- بقولك إية تعرفى تعملى مهلبيه 

رجعت خديجة بجسدها للخلف تمسح أثار دموعها بظهر يداها مجيبه بحيره : 
- مهلبية ! إشمعنا مهلبيه ..

ردت صفيه ومازالت نبرة الخبث فى صوتها : 
- كده وخلاص مش أنتى عرضتى المساعدة يبقا عليكى صنية الفراخ والمهلبيه 

ضحكت خديجة من بين تقاسيم وجها المندهشه ثم إردفت سريعا : 
- طب يلا بسرعه بدل كمان ثوانى يزيدو صنف 

ضحكت صفيه هى اﻷخرى مردده من بينها: 
- لا أطمنى هما دول بس إللى مطلوبين منك 

أومأت خديجة باﻹيجاب والحيره تملكتها إلا أنها أستعادت نشاطها لتعمل على ما كلفت به ﻹخراجه على إحسن وجه ...

---------------------

دلفت نعمة تقطع جلسة مسامرة حسين وحمزة ويوسف لتخبرهم بأنه تم تحضير وجبة الغداء ووضعها اﻷن على مائدة الطعام ..
وبالفعل توجه كلا منهم للمائدة فرأى حمزة خديجة تساعد والدته فى وضع الطعام على المائدة بأسدالها فسعد جدا لذاك اﻷمرين وهم يجلس وبجانبه يوسف وعلى الجانب الاخر ترك كرسيه لخديجة لتكون بينه وبين والده وفى المقابل صفيه وبسنت ومى 
فجلس الجميع يتناولون طعامهم فى هدؤء لا يخلو من بعض النظرات العابره من حمزة لخديجة ومن يوسف لمى إلا أن قطع حمزة السكون بجملته وهو يمضغ الطعام بتلذذ واضح 
- أممممم صنية الفراخ لذيذه بزياده عن كل مره ياماما 

سعدت صفيه لما قاله حمزة بينما خديجة إحنت وجهها لﻹسفل بخجل فأردفت صفيه بخبث : 
- أكيد لازم تبقا حلوه بزياده مش خديجة اللى محضراها بيأديها وكمان هى اللى عملت المهلبيه ...

تنحنح حمزة ممضغا طعامه فى صمت وإبتسامة ترتسم على جانبى ثغره فى ذاك اﻷثناء مال يوسف على إحدى إذنيه قائلا له بصوت منخفض : 
- بقولك إيه ياحمزة متسأل ماما صفيه مى حضرت إيه فى اﻷكل ده 

ضم حمزة حاجبيه بأندهاش مردد : 
- ليه !

- علشان أطمن الله يسترك على مستقبل معدتى أن كنت هاكل من البيت أو هقضيها طول عمرى دليفيرى 

تهجم وجه حمزة وكاد يرد عليه بأسلوب غير ﻹيق اﻹ إنه ألتفت على صوت والده يشيد بطعم الطعام مرددا : 
- والله برافو عليكى ياخديجة أنا كنت بقول كفايا عليكى دراستك ووظيفتك إلا أنك أثبتيلى كمان أنك شاطره فى المطبخ

أردفت بسنت على حديث والدها بنبره مرحه : 
- لا ومش أى أكل يابابا دا أكتر صنفين بيحبهم حمزة دوق المهلبية كمان تحفه 

أبتسمت خديجة والخجل ينال منها كليا ثم رفعت عيناها على زوجة عمها تشكرها بأمتنان فى صمت فباتت اﻷن تعرف سبب إصرارها على تحضير الصنفين من يداها
ألا أن خجلها إشتعل أكثر على لمس حمزة ليداها اليسار والموضوعه على أرجلها تحت أسفل المائده إلى إن إستحوز عليها جيدا فنظرت بأرتباك سريعا بجانب عينها له فرأت أبتسامه على شفتيه وأعينه تشكرها بلغة العيون ........

--------------

جلسوا جميعا يتسامرون بعد اﻷنتهاء من وجبة الغداء 
فتحدث حسين بأهتمام لينصت له الجميع موجها حديثة ﻷبنته : 
- من حق يابسنت تعرفى حد إسمه الدكتور سيف إسماعيل هو دكتور فى كليه التجارة 
تجمدت ملامح بسنت لا تستوعب ماذكره والدها على مسامعها اﻷمر الذى جعلها تصمت لا تقوى على الكلام 

فرأى حمزة ملامح إخته فهما مستديرا بوجهه لوالده قائلا بأستفسار : 
- ماله الدكتور ده يابابا فى حاجه بخصوص دراسة بسنت 

أجابه حسين بهدؤء والحيره تنال منه : 
- معرفش يابنى بس هو قالى إنه عاوز يزورنا فأنا أديته معاد على بكره

حينها أنتفضت بسنت من جلستها بخجل مغادره الغرفة لﻹعلى والسعادة تجتاحها 

نظرت صفيه لحسين مستعجبه رد فعل إبنتها بينما نظرت مى لخديجة بأستغراب 
فأردف حمزة فى إهتمام : 
- المعاد إمتى يابابا 

- بكره الساعه 8 
ثم إسترسل حديثة بجدية إكثر : 
- عوزك تبقى حاضر أنت ويوسف لما يشرفونا وأنتى ياأم حمزة ياريت تبقى تعملى حسابك قبلها وتجهزى واجب ضيافه يشرف 

أومأت صفيه باﻹيجاب على ماقاله زوجها مجيبه عليه سريعا : 
- من عنيه ياحاج .. أنت تأمر 

إلا أن قطع حديثهم رنين هاتف حمزة الذى إطلع على وارده الذى يضئ شاشته فرأى إسم شاهى !!


تعليقات