رواية من نبض الوجع عشت غرامي الجزء التاني 2 الفصل الواحد والثلاثون 31 بقلم فاطيما يوسف




 رواية من نبض الوجع عشت غرامي الجزء التاني 2 الفصل الواحد والثلاثون 31 بقلم فاطيما يوسف 



#بسم_الله_الرحمن_الرحيم

#لاإله_إلا_الله_وحده_لاشريك_له_يحي_ويميت_له_الملك_وله_الحمد_وهو_علي_كل_شئ #قدير


#الجزء_الأول_من

#البارت_الحادي_والثلاثون

#بغرامها_متيم

#الجزء_الثاني

#من_نبض_الوجع_عشت_غرامي

#فاطيما_يوسف


حبايبي البارت نازل على جزئين لانه ما يقرب من 7000 كلمه وطبعا الفيس بيقصه هستنى تعليقاتكم ويفيو هاتكم ويا رب ما يتحذف عايزه اقول لكم اني تعبانه جدا فوق ما تتخيلوا تقريبا عندي دور برد رهيب وبالرغم من كده ما قدرتش ازعلكم كتبت لكم بارت طويل اتمنى منكم تقدروا تعبي وتتفاعلوا عليه يا اما هزعل قوي واسيبكم بقى مع البارت قراءه ممتعه حبيباتي 🥰 😍 


من السهل أن نسلك طريقاً غير مباح كي نفعل ما تحلو له أنفسنا ولكن فيما بعد سنكون قد خسرنا أنفسنا ، ولكن من الصعب أن نستمر في الطريق المباح حينما ننظر إلى كم العواقب الممتلئة به ولربما نتعثر في أشواك ونصعد منها إلى الأصعب ونتعثر في سُمِّيات النفوس البشرية ولكن ليس من المستحيل ان نتخطى الأشواك ونأخذ الترياق ضد السُّموم وحينها لن يستطيع بل من المستحيل أن يرمينا أحدهم في الهلاك فبقوتنا قد عبرنا الأشواك وبإرادتنا تجرعنا هلاكنا ولم يؤثر بنا فوداعاً أيها المستحيل وأهلاً أيها السلام النفسي ✍️✍️

#بقلمي_فاطيما_يوسف

#بغرامها_متيم


أخيراً أتى اليوم المنتظر فرحة الفارس بفريدته والكل مجتمع حولهم بسعادة وما إن بدأ الحفل حتى نزل جميعُ الفتيات للرقص بفرحٍ كبير وسعادةٍ ليس لها مثيل، وكانت العروس في قمة حيائها وسعادتها فقد جاء اليوم الموعود وجاءت صديقات فريدة ليجبرنها على النزول عن عرشها لترقص معهنَّ فنزلت على استحياءٍ كبير، وفي عينيها بريقُ أملٍ لا يتوقف، فتبدأ الزغاريد منطلقةً على عجل من أفواه نساء حيِّهم ويشتدُّ الفرح وتعلو الضحكات، وتصدح الأغاني، حتى تبلغ آذان الرجال في الخارج، ولكن الصوت يأتيهم ضعيفٌ متقطع بسبب علو صوت الفرح عندهم فهم أيضًا منشغلون في سعادتهم، والعريس يتطاير بين أيديهم ومن ثم يهبط كبار السن من الرجال يصفقون بفرح وكل منهم تعلو محياهُ ابتسامةٌ لا مثيل لها، يتمايلون ويغنون الأغاني الخالدة التي ما انمحت من أدمغتهم، أغاني تقليدية قديمة جميلة، تحمل من المعاني التي لا يشبهها شيء في الوجود، تفوح منها رائحة العراقة والقِدم، سمعوها آخر مرةٍ منذ سنين ولكنهم حفظوها عن ظهر قلب وظلوا يرددونها على مسامع أبنائهم وأحفادهم علّها تنتقل إليهم ويحفظونها لتظل إلى ما لا نهاية وهذه نقطة أضافها والد فريدة كي يسعد بابنته الطبيبة ويفتخر بها أمام أهل حيِّهم، وبين لحظةٍ وأخرى يأتي شبانٌ صغار ليوزعوا القهوة والماء والشاي المعطر بالهال الأصيل صنعوه في قدورَ عظيمة لا يُصنع فيها الشاي إلا في هذا اليوم من باب حسن الضيافة والكرم ، 


كانت أجواء الحفل شعبية لم يعتاد عليها فارس ولكنه سعد بها جداً فأي شئ مختلف مع فريدته يروق له ويسعد باله ، 


طيلة الفرح تتراقص فريدة مع صديقاتها بسعادة غامرة وفارس مع بعض من أصدقائه الذي استدعاهم لحضور حفل زفافه أما أشرف فلم ينتهي عن الرقص معه بمرح وهو يحبذ أجواء الأفراح الشعبية بشدة ، 


وما إن تغيرت مسار الأغاني القديمة وأتت الغنوة الذي يجيد رقصتها " عقباوي" حتى أُخليت الساحة له فهو جيد جداً في حركات تلك الأغنية وهو يتراقصها بمهارة وقد وُجِّهت أنظار الجميع إليه بهواتفهم ، 


أما هو كان منشغلاً في رقصته ولكن عيناه كانت تخـ.ـطف النظرات لأجل أن تلمح عينيها وللحظ أنه وجدها تختبئ وراء امرأة بجسد ثمين وهو يقفز لأعلي أثناء تأدية رقصته وكانت موجهة هاتفها لأعلى عليه وهي تقوم بتصوير رقصته عبر كاميرا الفيديو ، 


وداخله سعيد للغاية بأنه استطاع لفت انتباهها وكل تركيزها أصبح منصباً عليه وهي لم تلمح رؤيته لها فأكملت تصويرها للنهاية ،


حتى انتهت الأغنية وصفق له الجميع لآدائه الماهر فحقاً أجواء الفرح تدخل السعادة والسرور في قلوب المحرومين منها ، 


أعلن منظم الحفل أخيراً عن رقصة العروسين وأن ينفض المسرح من حولهم واظلمت القاعة من حولهم بالأنوار الخافتة لتنقل لهم الأجواء الرومانسية ببراعة وبدأت الغنوة التي انتقاها فارس خصيصاً لأجل فريدته 

" وأنا بين إديك، تهت في مكاني

ونسيت معاك، عمري وزماني

والوقت فات، وياك ثواني

قربني ليك سبني أعيش إحساسي بيك

بتحدى العالم كله وأنا وياك

وبقول للدنيا بحالها إن أنا بهواك

وإن إنت حبيبي وقلبي وروحي معاك

قربني ليك سبني أعيش إحساس هواك

بتحدى العالم كله وأنا وياك " 


كان محتضناً خصرها بتملك ودقات قلبه تخفق بشدة فهو اليوم نال أميرته التي يستحقها قلبه المغرم بها ، 


وهي ما كان حالها أفضل من حاله فكانت تحتضن رقبته بكفاي يديها الصغيرتين وهي تشعر بالخجل الشديد من العيون المنصبة عليهم حتى هو شعر بخجلها وهي تنظر أرضاً:


ــ فيري بصي في عيوني وبلاها خجل النهاردة في أهم يوم في عمرنا ، هو أنا عيوني موحشوكيش ده إنتي حتى مشفتنيش من تلت أيام بحالهم علشان عادتكم الغريبة دي ؟


لم تقوى على رفع وجهها والنظر داخل عينيه وهي تلتفت بتمهل يميناً كي تداري خجلها :


ــ مش عارفة مكسوفة قووي فوق ما تتخيل العيون كلاتها حساها بتبص لنا قوووي فمش قادرة أبص جوة عيونك أو عارفة أخد حريتي في حضنك .


قوس فمه بانزعاج ولم يعجبه حيائها الزائد عن اللازم :


ــ لاااااا مش انتي تتكسفي وأنا أتحرم من جمال عيونك فكك من العالم اللي حوالينا واسرحي بخيالك مع الغنوة وانتي بتبصي جوة عيوني وصدقيني هتنسي الناس والعالم وكأننا في دنيا لوحدنا ، مش سامعة الفنان بيقول ايه وأنا بين ايديك تهت في مكاني وأنا بصراحة عايز أتوهك يا بيبي.


عضت على شفتيها السفلي وما زال الخجل مسيطر عليها ولكنها استمعت إلى نصائحه وارتكزت بمقلتيها الخجولتين داخل مدينة عينيه الساحرة الجذابة بشدة فما كان منها إلا أنها تاهت في شوارع مدينته وسرحت بخيالها في عالمه السـ.ـارق لــلُبَّها بمهارة دون أدنى مجهود من ذاك العاشق الذي ردد للتو وقد نال إعجابه هيامها به :


ــ أيوووه كدة نثبت بقي على المنطقة دي ونسرح لبعيد في مدينة العيون ونسيبهم يسألوا بعض ويدوب اللسان يردد تحبي تبدأي إنتي ولا أبدأ أنا ؟


رمشت بأهدابها الكثيفتين بتوتر بالغ ناتج عن خجلها وهي لم تستطيع مجابهة ذاك المتمكن لأحاديث العشاق والمتمرس لنظرات الغرام ثم تمتمت بخفوت :


ــ له ابدأ انت لحد ما عيوني تقدر تواجه اللحظة .


تنقل بنظراته ما بين عينيها وشفاها ووجنتيها وهو ينظر لها بعشق وبدأت أولى استجوابات الأعين وهو يعود لعينيها مرة أخرى:


ــ أول سؤال عيني هتسأله ولازم الصراحة علشان مدينة العيون ليها قوانين وفيها عقاب وسجن كمان زيها زي أي مدينة ، 


اوصفي لي إحساسك أول مرة قلبك دق ليا كان عامل ازاي يا فيري وبأمانة وبدون كذب ؟


بللت شفتيها التي ترتعش من اقترابه من وجهها وهو يستند على جبهتها وتنفست أنفاسه العطرة ثم عادت بخيالها وهي ما زالت متعمقة النظر داخل عينيه :


ــ لما كنت هتخـ.ـطف وانت أنقذتني وأول ما فتحت عيوني لقيتها جوة عيونك قلبي وقتها فضل يدق جامد وأعصابي مكنتش عارفة أتلم عليها وكـــنت حاسة وقتها إنك أمـــاني اللي ربنا بعته لي ورغم خوفي منيك انك تجبرني على لحظة قرب لو كنت وقتها في دوامة فارس المضلمة إلا إن دقات قلبي سيطرت على خوفى بمنتهى البراعة ووقتها اتوكدت إن نصيبي ارتبط بيك ومبقتش شايفة غيرك .


حقاً أنساها العالم وأنساها أجواء الحفل واندمجت مع حديث عينيه فقد كان ذاك الفارس ماهراً وماكراً في استطاعته على جذب أنثاه لعالمه المتيم بغرامها لتكمل همسها له بمشاغبة وقد أتى دورها في السؤال:


ــ الدور جه على سؤالي يا عم الطبيب على رأي بن خالك اللي عنديه ربع ضارب لا مؤاخذة يعني .


داعب أرنبة أنفها بأنفه مما جعلها تبتعد سريعاً وكادت أن تتلفت حولها إلا أنه سريعاً جذب وجهها بين كفاي يديه ولم يهمه العالم من حوله فهي زوجته وهذه رقصتهم وهذا الفارس الذي يعشق قوانين القرب بل ويجيدها بامتياز والآن بين يديه سيدة الحسناوات التي باقترابها ينسى جميع المخلوقات وكأن العالم لهم وحدهم لينهاها عن تململ وجهها بين يديه من شدة خجلها :


ــ يابنتي بس بقي كدة بتلفتي الانتباه لينا أكتر اهدي يا ماما وخليكي مركزة معايا يا فصيلة ، يالا اسألي مدينة عيوني .


عادت بخيالها لعالمه الساحر ثم سألته بنبرة حالمة :


ــ كان ايه إحساسك وقت ما قلت لك لو سمحت متدخلش الاسانسير كنت شايفني ازاي وقتها ؟


تبسمت عيناه حينما تذكر الموقف وأجابها بكل صدق :


ــ ده أنا وقتها كنت لسه نازل الصعيد وقابلني الحر والكتمة وروايح الغيطان فكنت في دوامة فارس وبعدها كلمت عماد واتخانقنا مع بعض واول ما دخلت لقيت زحمة وحوار ما يعلم بيه إلا ربنا وبعدين حصل الحوار مابيني وما بينك وقتها كانوا هيترحموا عليكي ولولا اختـ.ـناقك وانك وقعتي وأغمى عليكي كان زمانك في خير كان لأني بعد اللي حصل مني في الأسانسير ، 


ثم غمز لها مكملاً بوقاحة أخجلتها :


ــ خدتك تحدي اني هخليكي تركعي تحت رجلي وتدوبي في هوايا لحد ما اخليكي تسلمي لي نفسك بكل رضاكي وبعدها كنت هطلع عينك ، 


واسترسل حديثه وهو يغير نبرته الوقحة إلى أخرى عابثة:


ــ بس على مين كيدكن عظيم وانتي اللي قدرتي عليا يا قادرة .


لكزته بخفة في كتفه لتنهره بدعابة:


ــ وه وكنت مفكِر حالك هتقدر على صعيدية اياك وكمان دكتورة يعني علم وقوة ! 


واسترسلت حديثها وهي تبتسم ابتسامتها الخلابة التي أبرزت غمازتيها الرائعتين :


ــ هقول لك الكلمة اللي قلتها لي وقتها انت اكده هتلعب في عداد عمرك يا بن الألفى ، فاكرها يا بابا ولا مش فاكرها ؟


أجابها بنفس نبرتها الصعيدية:


ــ وه وكيف مفتكرهاش يا جميلتي ،


وتابع وهو يتوه في عالم عينيها الساحرتين البندقيتين :


ــ ده انتي كل همسة ولمسة وحوارات ومواضيع وانا غايب و وانا في وعي وكل ساعة ودقيقة قضيتها معاكي ما نسيتش منها ولا الهوا انتِ ناسية انك انتِ اللي نورتي ضلام الفارس يا جميلتي .


أعلن المنظم عن الحفل انتهاء الأغنية ليتأفف بضيق وهو يريد أن يظل في أحضانها كثيراً ولكنه قبًَلها من جبينها كما يفعل الفرسان ثم باغتها وهو يحملها أرضاً ويدور بها أمام أعين الحاضرين وجميع العيون نظراتهم منصبة على ذاك الثنائي الهائل الرائع ، 


ثم أتت فقرة تقطيع الحلوى المعروفة في جميع حفلات الزفاف وفي نفس الوقت غادرت "فاطمة" القاعة كي تعدل هندامها وتدلف إلى الحمام ، 


رآها ذاك المشاغب فلحق بها من جهة أخرى كي لايلفت الإنتباه إليه وعلى حين غرة جذبها من يدها بخفة في ناحية جانبية مما أصابها بالذهول وفجأة صفعته على وجهه صفعة قوية جعلت ذاك الواقف منصدم وقد برقت عينيه بذهول من فعلتها التي لم تكن بالحسبان لتقول هي بقوة :


ــ اوعاك تمد يدك داي عليا تاني اهنه حدانا في الصعيد اللي تخلي راجل يلمسها وتسمح له بإكده توبقى مشافتش رباية واني رباية راجل بواب غلبان آه بس شريف ورباني إن أقطع يد اللي يمد يده علي والمرة الجاية يا مصراوي لو اتكررت هقطعها .


فاق من ذهوله على كلماته وهو يشعر بالارتياب من جنون تلك الفاطمة ليناديها سريعاً وهو ينعتها بالغلظة في التعامل :


ــ اه يا مجنونة إنتي ايدك مرزبة استني متمشيش يا مدب .


اتسعت مقلتيها في وجه ذاك الوقح الذي ما زال يستفزها :


ــ شكل القلم الأول مكيفكش ولازم أنزل بالتاني ، 


وكادت أن ترفع يديها تناوله الآخر إلى أنه علق كف يدها في الهواء بقبضة قوية فلم تمل فجائت ترفع الأخرى لتهبط على وجنته ليعلقها بسرعة ومهارة وأصبحت محاصرة بين قبضتي يداه وهي تنظر له والنيـ.ـران تشـ.ـتعل في عينيها ليردد باستنكار مصطنع:


ــ ايدك لا توحشك يا أبلة ومش كل الطير اللي يتاكل لحمه نتفاهم بالذوق احسن ورب العرش ان ايدك دي اتمدت تاني في أول يوم جواز لينا هصبحك بعلقة وأمسيكي بعلقة ،


تذمرت بين يديه وهي تحاول الإفلات منه إلا أنه نهرها بحدة مصطنعة:


ــ ما تهدي بقي يابت انتِ خلينا نتفاهم هتضيعي حبة المزاج اللي الدماغ عملاهم يا خـ.ـرابة المزاج العالي انتِ.


شهقت بفم مفتوح وقد أصابها الذعر لتنطق باستفسارات متوالية جعلته كتم فمها بإحدى يديه :


ــ يا نهارك اللي زي وشك يعني انت شمـ.ـام كمان وبتضـ.ـرب مخـ.ـدرات وصايع وكمان رقاص وجاي حداي تخطبني ! انت شكلك متعرفش اني هع....

كادت أن تكمل هرائها إلا أنه كتم فمها الثرثار لينهاها أن تصمت وتترك له فرصة:


ــ انتي ايه يابطة يا بطة بالعة راديو في بوقك ما تفصلي وفرملي الدماغ العوجة دي وفرمطيها .


ــ أفرمطها ! .... كلمة استفهامية مغلفة والاستنكار نطقتها فاطمة ليعقب عليها بتصحيح :


ــ اه فرمطيها يعني اعملي لها إعادة ضبط مصنع يا راديو علشان تصلح المفاهيم المعوجة اللي بينطقها لسانك هو كل الدماغ اللي بتتظبط يبقي بتشرب ؟!


حركت رأسها للأمام بتأكيد وهتفت بثقة :


ــ اه امال ايه يا رقاص ولا الواحدة الست وفرحان بالبنات اللي عمالة تصورك وانت هتتنطط كيف الغوازي .


ابتسم ببلهاء ليغمز لها بشقاوة معبراً بإعجاب عن غيرتها المغطاة وراء شراستها :


ــ لاااا ده مش موضوع رقص واستنكار بقي ده الموضوع كبير يا طمطم .


ضمت شفتيها للأمام بغيظ وهتفت باستنكار :


ــ طمطم ! انت اخدت علي قوووي يا بن البندر اقف عوج واتكلم عدل اني الباش مهندسة فاطمة .


رفع حاجبه الأيسر لينطق بمشاكسة:


ــ حصل لنا الرعب يا قائد ، اهدي يا وحش الكون على رأي أحدهم .


تأففت بضيق وهي تحاول الفكاك من حصاره :


ــ يووووه وسع ياض انت خليني امشي تك ضـ.ـربة .


ــ اهو إنتي تك ضـ.ـربة في قلبك شكل ماضـ.ـربتيني في قلبي .


ــ اهو الفرح خلص فسحنا بقي وروح على بلدكم خلي شمس الدنيا اللي انت كاتمها علينا تطلع .


ــ مش هروح انا لازق في بلدكم باختصار يا بطتي انا عاشق حيُّكم .


ــ بطتك مين ياض بطل لسانك المعووج دي الحوارات داي ماتكالش معاي داي مع البنات الممحونة اللي عنديكم في مصر .


ــ اهو انا بقي راشق علشان مليش في جو الممحونين دول أنا راجل بلدي وأحب البلدي وجو الفطير والسمنة البلدي مليش في جو البيتزا والكريب واللبن البودرة ده خالص .


ــ يادي النيلة والبلوة اللي نزلت على راسك يا فاطمة ! انا بقي مليش في الرقاصين الدايرين اللي زيك اني يوم ما افكر اتجوز هختار راجل ملو هدومه يوم ما يفكر يفرح يرقص بالعصا ويلاعب اللي قدامه برجولة مش اتجوز واحد هالكم بالدستة .


ــ تؤتؤتؤ يا بطتي انا عارف مصلحتك كويس وبعدين يا أم مخ ضيق خديه صايع وتايب أحسن ما تاخديه خام وخايب .


ــ ياختيييييي ده انت ولا الست المقرودة اللي طلعت لي في البخت .


ـــ بنت لمي لسانك بقي أنا ساكت لك من الصبح وعمال ادلع واطبطب وأدادي لكن انتي شكلك مش هتيجي غير بالعين الحمرا طالما الدلع مش للي شبهك .


ــ شبهي ! ماله شبهي بقي إن شاء الله ؟


ــ قمرررر ، بطة بلدي تتقرش ، حتة على لقمة بصحيح يا بطل .


لم تستطيع كبت ضحكاتها لكلماته الأخيرة ونظراته الدعابية ليصفق على يده وهو يتركها أخيراً:


ــ ايوة كدة ضحكت يعني قلبها مال وبقيت في الحتة الشمال ونروح للحاج صاحب البيت بارتياح بال واطلب منه ربة الصون والعفاف بطتي ملكة الجمال .


لوت شفتيها:


ــ وكمان ملحنها ياخراشي عليا .


ــ إن مكنتش اقلب شاعر وساحر واعمل لك اراجوز كمان علشان بس ارقص الرقصة اللي ابن خالي المحظوظ كان بيرقصها من شوية ودايب في العسل يبقي مينفعش ابقي أشروفك. 


ــ اه ماهو انت مش شاطر غير في الرقص ، بزاياداك عاد بقي وخليني أمشي بدل ما الصفعة التانية تعلم على خدك التاني وبصراحة هموت وأعملها علشان اني هحب العدل .


ــ وماله ياهندسة ضـ.ـرب الحبيب زي اكل الزبيب وبعون الله العبد لله حمال ولجل عيون الجميل متنازل عن حقي طالما الأيادي الناعمة هي اللي هتصفح على خد العاشق الولهان .


ــ يا صدااااااع ، يارااااااااسي ، وسع دي انت موردتش ولا هتورد ولا في منك نسختين يبقي على الله السلامة والرجالة توبقى مـ.ـاتت في الحـ.ـرب .


ــ والله أنا مظلوم يا بطتي معاكي ما انا لازم اقول الكلمتين واتحمل وابقي ميت في العتبة علشان لما تبقي تحت قبضة العبد لله يخلص القديم والجديد عليكي .


ــ يا سـ.ـم ليه هبقي تحت قبضة الهلالي على سين ورمح ولا ايه عاد ! انت تقدر عليا ياض دي أني الباش مهندسة فاطمة يعني ألاعبك على الشناكل. 


ــ اهو أنا بقي مش عايز غير كدة تلاعبيني والاعبك ونفرتك القاعدة المختلف الأضلاع والشامي يتلم على المغربي ونحقق قاعدة متساوي الأضلاع.


ــ يخـ.ـربـ.ـيتك يا بعيد ، دي أني هنجـ.ـلط لو قعدت وياك كمان دقيقة هبابة ودماغي هتلسع زيك .


ــ إنتي عارفة أول ما بسمع صوتك قلبي يقول ده القمر هل والبلبل غنى والغزال رقص . 


دبت بقدمها أرضاً و تركته وفرت من أمامه وما زالت ابتسامته البلهاء تزين ثغره وهو يردد نفس الجملة التي ينطقها عند نهاية كل حديث معها :


ــ استعنا علي الشقى بالله ويارب صبحنا وربحنا وعلي كوكب البطابيط ما تفضحنا .


بعد مرور ساعتين انتهى حفل الزفاف واستقر الفارس وفريدته في منزلهم واشترطت عليه صلاة ركعتين لله مباركة زواجهما ثم ردد دعاء الزوجين الذي حفظه عن ظهر قلب وهو يأخذ بيده على رأسها وصدرها مرددا بقلب صادق وهي تؤمن ورائه :

ــ اللهم إنِّي أسألك خيرها وخير ما جبلتها عليه، وأعوذ بك من شرِّها وشر ما جبلتها عليه وبارك لنا وبارك علينا واجمع بيننا في الخير "


انتهى من سرد دعواه ثم جلس على ركبتيه أمامها وهو ينظر لها بعشق :


ــ مبروك عليا أحلى عروسة في الكون كله ، مبروك عليا إنتي يا فيري .


رددت مباركته بخجل وهي تومئ برأسها لأسفل :


ــ الله يبارك فيك يا فارس .


احتضن وجنتيها بين كفاي يديه ليقول بوله:


ــ ياه اللحظة دي استنتها كتييير قوووي ، لحظة حضنك اللي بيطمني واللي بقي ملكي وفي اي وقت اقدر أنوله .


ابتسمت بسحر ورقة أذابته وهو يتنقل بيده تجاه حجابها ليكشف عن شعرها ليهتف بمشاغبة كي يفك توترها وخجلها ويسحبها لعالمه :


ــ اظن بقي من حقي اكشف عن الشعر الأحمر الناري اللي هوسني وجنني يا باشا من أول لقاء بينا واعمل اللي على كيفي ،


ثم غمز لها بشقاوة بكلتا عينيه :


ــ فاكرة كلمة اخبار شعرك الأحمر الناري كانت بتجننك ازاي يافوفا .


عضت على شفتيها السفلي بخجل من اقترابه وهمساته ولمساته فما كان منه إلا أنه اقترب في لقائه الأول بها بمهارة عاشق لأنثاه الأبية إنها أنثى الرجل الواحد التي نالها بعد عناء وهي الأخرى تاهت في سحر لمساته وأعذوبة كلماته في عالمهم الخاص الذي تسكن فيه السندريلا قلب أميرها فما أجمل تلك اللحظات التي لن تنسى طيلة العمر وتظل محفورة في الذاكرة .


      ««««««««««»»»»»»»»»


مر أكثر من عشرون يوماً على تلك الأحداث في منزل عامر وشمس حيث انتقلت معه إلى منزله الذي يوجد فيه أبنائه من ثاني يوم زواج لهما تحت إصرارها الشديد ومنذ لقائهما الأول وهي تنجنبه بشدة ولم تسمح له بالاقتراب منها مهما فعل ، 


تهلك نفسها مع أبنائه نهاراً بكل حب وتحتضنهم ليلاً فهي ترى فيهم أملها في كنف العائلة التي تحلم أن تبنيه بكل حب وهم ما زالوا أطفالاً صغاراً والذي جعلها تحتضنهم برعاية شديدة أنهم اصبحوا ينادونها بلقب "ماما" مما أسعدها بشدة فكانوا لها خير معين على نسيانها جرح أبيهم لها إلا أنها قررت أن تربيه كيفما تشاء ووقتما تريد الاقتراب حتى يعلم أن ما اقترفه في حقها وجرحها في ليلة عمرها ما كان هيناً أبداً ،


كانت تتوسط الصغار وهي تحاول أن تجعلهم يناموا مبكراً حتى ينتظموا في نومهم ليلاً ويفيقا نهاراً ،


وأخيراً بعد عناء قد غفى الصغيرين وهي تشعر بالإنجاز من إتمام تلك المهمة الشاقة ثم قبلتهم بحب ثم نظرت في ساعتها وابتسمت فلديها من الوقت كثيراً أن تتنعم بشاور منعش قبل موعد رجوع عامر فهو كل ليلة يعود من المكتبة في الساعة الثانية عشرة بعد منتصف الليل ويجدها نائمة وتغلق باب غرفتها على حالها من الداخل كي لا ينالها ، 


كانت التوقيت الآن العاشرة مساءً أخذت ملابسها البيتية ثم دلفت إلى الحمام وهي تشعر بالإنجاز اليوم ، 


أما ذاك العامر كان يجلس شارد الذهن في مكتبته ولم يعجبه حاله معها بل يكاد يجن جنونه منها ومن أفعالها معه في عقابه وداخله يتسائل بضيق من عقابها المـ.ـدمر له ،

ألم يكفيها كل تلك المدة في عقابه ؟

ومتي ستنتهي لعبة القط والفأر بينهم وتجعله يدلف إلى عشها الهادئ ، الناعم ، المريح ، 


تركها كثيراً كي تهدئ واعتذر آلاف المرات عن قوله الشنيع لها ولكنها تزداد عقاباً له وعناداً معه ، ولكن اليوم سيتعامل معها بذكاء فهو قد اعتاد على مغادرة عمله والذهاب إلى منزله في الساعة الثانية عشرة صباحاً ويجدها نائمة وتغلق الباب على حالها وتضع له وجبة العشاء مغطاة على طاولة الطعام ، 


وفي الصباح تنشغل مع الأطفال ولم تعطي له أي أهمية ولم تشغل بالها به نهائيا والتجاهل منها سيد الموقف ومهما حاول التحدث معها كأنه هباءً منبثاً ، 

نظر في ساعته وجدها الحادية عشرة فأغلق أنوار المكتبة ثم أغلق الأبواب وتقدم بخطواته السريعة ناحية منزله فهو بالقرب من المكتبة مجرد مترات بسيطة ، 


دلف إلى المنزل وجده هادئ كالمعتاد ولكنه لمح أنوار المطبخ موقدة فانفرجت أساريره فالبتأكيد هي تصنع له وجبته وبعدها ستدلف إلى غرفتها وتغلق على حالها ، 


خطى إليها بأقدام واهية كي لا تشعر به فهو يريد مفاجئتها وجدها تقف بهالتها الخاطفة لأنفاسه وهي تضع الطعام في صحونه ، 


اقترب منها وباغتها من احتضانها من ظهرها ففزعت من مجيئه فجأة ليهمس بجانب أذنها وهو يحاول تهدئتها :


ــ متخافيش ياشمسي اني جوزك .


حاولت التملص من قبضة يديه المحاوطة لخصرها بتملك وهي تردد :


ــ انت جيت بدري ليه ؟ ابعد عني لو سمحت

عايز مني ايه ؟


أجابها وهو يلهث في اقترابها ورائحتها أسكرته :


ــ عايز نعيش زي أي راجل ومرته إنتي عاقبتيني بما فيه الكفاية ياشمس واعتذرت لك كتييير قوووي بزياداكي عاد هجر يابت الناس وتعالى في حضن جوزك حبيبك تتنعمي بدفاه وسيبك من العناد دي عاد اللي هيضيع أجمل لحظات السعادة مع بعض.


ابتلعت ريقها بصعوبة وهي تضع الطعام في صحونه وتحاول التملص من يديه ولكنه كان محكم الإمساك بها لتقول بتوتر من اقترابه ورائحته التي تغلغلت في رئتيها :


ــ انا جهزت لك الأكل ، لو سمحت ابعد وسيبني أنا تعبانة مع الولاد طول النهار وعايزة انام .


باغتها بقـ.ـبلة سريعة في رقـ.ـبتها وهتف :


ــ طب وأبو الولاد ملهوش نصيب من رعايتك يا شمسي دي جاب آخره خلاص .


استدارت بجسدها وأصبحت محاصرة بين أحضانه الدافئة وهي تردد بعيناي يكسوها الدمع :


ــ ايه هتجبرني على حاجة مش قابلاها ولا عايزاها منك زي ما جبرتني أول مرة واستغليت إني مفهمتش ومعرفش حاجة وسحبتني معاك من غير ما تراعي وجعي واخدت اللي انت عايزه يا عامر ؟


أغمض عينيه لوهلة وهو يحاول تهدئة حاله ثم قال :


ــ اني ما جبرتكيش ياشمس وقتها ولا اقدر أجبرك على انك توبقى وياي وفي حضني اني قلت القرب بيناتنا هينسي الزعل وهيحسسك إني هحبك ومتمسك بيكي ومجاش في بالي حتة الغصب دي واصل وبعدين اني مش حيوان علشان اقرب منك وانتي مريداش ، 


واسترسل حديثه وهو يبتلع غصته بامتعاض:


ــ وبعدين ما احنا بقالنا زيادة عن عشرين يوم متجوزين جيت في مرة قربت منك وانتي مريداش رغم محاولاتي الكتيرة اني أقرب منك وانتي رافضة ؟!

لو عايز اقرب علشان اني راجل الغريزة هي اللي هتحركني كنت عميلتها بدل المرة مية بس اني رايدك راضية ومطمنة ومرحبة .


تلج كلماته المحزنة كالمطارق في صدرها وقالت بيقين وهي تحاول الابتعاد عنه:


ــ تمام وأنا دلوقتي مش عايزة قربك ولا حضنك لسه محستش بالأمان الكافي اللي يخليني أرتمي في حضنك وأنا مطمنة انك هتحتويني مش مجرد حبة مشاعر جواك حابب تفرغهم علشان تستريح ، أنا لا يمكن أرضى اني اكون مجرد جـ.ـسم من غير روح وياك .


دب القلق في صدره مع تنهيدة حارة خرجت من ثغره وهو يسألها بشجن :


ــ طب لحد ميتة هنفضل بعاد عن بعض اكده يابت الناس البعد هيزود الشيل في قلبك حداي ، وهيبني بيناتنا جسور من الجفا اللي مهتنتهيش واصل .


ضحكت بخفوت ثم قالت بكبرياء :


ــ لحد ما انا اللي أقرر ان انت تصلح ليا زوج يا عامر ، لحد ما أحس اني أخدت منك حقي تالت ومتلت على جرحك ليا وافتكر انك اللي ابتديت وهديت جسر الثقة ما بينا وخليت في شروخ في قلبي في ليلة عمري ميكفيهاش ألف اعتذار وندم منك .


تأفف بامتعاض لتشبسها برأيها ثم حاول بث الثقة بينهما مرة أخرى وهو يطلب منها :


ــ طب جسر الثقة دي هيتبني كيف وانتي محطاش قواعد للبنا يا شمس !


ضيقت نظرة عينيها بعدم فهم لتسأله :


ــ ازاي يعني مش فاهمة تقصد ايه ؟


اقترب منها مرة أخرى وهو يحاوط كتفها بذراعيه مما جعلها ترتجف منه فحاول طمئنتها بعينيه ليهتف باستجواد :


ــ يعني اني بصحي اروح المكتبة الضهر آجي وقت الغدا اكل مع حالي وهتقولي لي اكلت مع الأولاد وبعدين اقعد شوي القاكي تخترعي اي شغل تعمليه لحد ما أهمل البيت وأعاود بالليل ألقاكي نايمة فا ازاي هنتخطى اللي حوصل وانتي مش مدياني فرصة حتى أننا نتكلم مع بعض ، 


وأكمل مداعباً إياها كي يرى بسمتها التي استوحشها كثيراً:


ــ قولي لي هنقرب كيف ولا ازاي بالذكاء الاصطناعي مثلاً ولا ايه عاد ؟!


ابتسمت بخجل على مداعبته وهي تنظر للخلف كي لا يرى بسمتها ولكنه لمحها فجذب وجهها إليه مشاكسا إياها :


ــ شفتك على فكرة وانتي هتضحكي ، طب ما توريني ضحكتك زي ما هتصدري لي تكشيرتك يا شمسي .


مررت لسانها على شفتيها بحركة منها كي تداري توترها منه ثم نظرت إليه وهي تسأله بخفوت:


ــ يعني ايه المطلوب مني علشان أحس معاك بالأمان واني أرجع أثق فيك تاني .


أدارها في المكان وهو ما زال محتضناً كتفيها ليجيبها بأمل :


ــ حلو قوي السؤال دي حلو نبني عليه بقي ،

يعني متنشفيهاش عليا قوووي ، أول حاجة نقعد نتجمع على وكل واحد اني وانتي والعيال ، ارجع وقت الغدا نتغدي مع بعض ونشرب الشاي ساعة العصاري في بلكونتنا سوا واحنا هنتحدت ويا بعض ، ارجع بالليل ألقاكي مستنياني وتتعشي وياي ونقعد نسهر مع بعض قدام فيلم وبعدين ادخلي أوضتك ونامي يا ستي .

رفعت جفونها ببطء ثم قالت بنبرة هامسة وهي توافق على ما قال فهي الأخرى تريد الاستقرار ولكن بكرامتها والاحتفاظ بكيريائها كأنثى انتوت على أن تريه من كيد حواء أهولاً لأنه جرحها :


ــ تمام موافقة بس ما تغصبنيش على حاجة مقدرش عليها دلوقتي إلا لما أحس اني خلاص اتعافيت من جر...


كادت أن تكمل إلا أنه وضع يديه على شفاها مانعاً إياها أن تكمل :


ــ خلاص يا ستي تبت والله العظيم تبت وحرمت كماني ، بس انتي حنى عليا ووريني بسمتك داي علطول يا شمسي .


ابتسمت بخفوت لتردد :


ــ بس أنا مكنتش عايزة أنهيها كدة أنا كنت عايزة أتخانق وانكد عليك يا عامر .


لوى فمه وتحدث بنبرة ساخطة مصطنعة:


ــ هو الخناق في وجهة نظرك كلام يا قلب عامر ، دي انتي عاملة الواجب وزيادة واللي يشوفك يقول عليكي طيبة وانتي قماصة مووت وقلبك شيال قوووي .


رفعت احدي حاجبيها وتحدثت وهي تشير إليها بكفاي يديها بامتعاض :


ــ قلبي شيال من التقيل اللي عملته معايا لكن انا بحب الهدوء والاستقرار واني اصحى الصبح الحق أخلص اللي ورايا علشان أحس اني عندي هدف وبعدين اتجمع مع الأولاد والعب معاهم واحس معاهم بطفولتي ، واقعد في بلكونتي مع رواية وموسيقى هادية وأنا بشرب قهوتي ومستنياك لما ترجع ، 


ثم تنهدت بثقل وألم نفسي وهي تداري عينيها عنه وتنظر جانباً كي لايلمح ضعفها في لمعتهم بالدموع وأكملت :


ــ بس مش كل حاجه الإنسان بيرسمها لحياته بتحصل الواقع أمر بكتيير من الخيال .


جذب وجهها إليه برفق وهو يقبلها من جبينها معتذراً بندم لتلك الرقيقة علي جرحها وهو ما زال محتضناً إياها :


ــ طب خلاص حقك علي ياحبيبتي متزعليش مني وأوعدك إني هخلي الواقع احسن من الخيال بكتير بس انتي اهدي وروقي بقي يا حبيبتي .


ماكان منها إلا أنها بكت في أحضانه وهي تتمسح به بضعف فربت على ظهرها بحنو وهو يقبلها من رأسها محاولاً طمئنتها وتهدئتها وبعد أن هدأت خرجت من أحضانه التي أخيراً شعرت بها ببعض الأمان لتنظر إلى الطعام :


ــ الأكل برد روح غير هدومك هسخنه لك تاني .


مرر أصبعه على وجنتها برفق طالباً منها برجاء:


ــ لو مش هتاكلي معاي بلاه الوكل وتتعبي حالك في التسخين.


ابتسمت برقة وهي تبدأ في تسخين الطعام:


ــ ولو اني مبحبش أكل بالليل بس هاكل معاك يالا روح غير هدومك.


غمز لها ليقول بشقاوة:




ــ طب ما تيجي تطلعي لي بجامة على ذوقك يا شمسي .


لكزته بخفة في كتفه:


ــ امشي يا عامر ، امشي يا بابا بطل دلع .


خير العتاب ما كان ظاهر الذل، بادي الخضوع، نزولًا عند حكم الهوى، وإيمانًا بعودة الحبيب، كقول القائل:

يا غاية القصد وأقصى المنى وخير مَرعى مقلة الناظر

إن كان لي ذنبٌ ولا ذنبَ لي فما له غيرك من غافرِ

أعوذ بالود الذي بيننا أن يفسد الأول بالآخر ، 


تصاعد أنفاسي إليك عتاب وكل إشاراتي إليك خطاب وإن لاحت الأسرار فهي رسائل فهل لرسالات المحب جواب ؟


فكان جواب العامر لشمسه قبلة أرسلها لها في الهواء راقت لها واحتضنتها بين حالها بسعادة لإلحاحه عليها في صلحها وتقبل دلالها والنفس للنفس تشتاق للغرام المتيم ولكن مهلاً أيها القلب فلا تتجعل فحتما سيأتي اللقاء ويعوض كل الأشواق.


         ««««««««««»»»»»»»»»


ــ له يا سها معنديش وقت النهاردة حددي له معاد تاني .


أطاعته سها بعملية :


ــ حاضر يا فندم ، عنديك معاد كمان ساعة حضرتك هتاجي ميتة ؟


عدل من رابطة عنقه وهو يجيبها من خلال السماعة :


ــ خلاص اقل من نص ساعة وجاي ، سلام .


كانت نائمة في سبات عميق وما إن استمعت إلى رنات هاتفه حتى فتحت عيناها بتشوش وما إن وجدته ينطق ذاك الاسم الأنثوي حتي فاقت وانصب تركيزها ومسامعها معه وهو يتحدث الي تلك المدعاة "سها" ، 


لاحظ تركيزها معه وأنها فاقت من نومها لأول مرة وهو ذاهب إلى العمل منذ أن حملت ليردد تحية الصباح بوجه بشوش :


ــ صباح الخير علي عيون الجميل اللي كل يوم جوزه يقوم يروح الشغل وهو نايم في العسل .


لم تنتبه لصباحه وكل تركيزها منصباً على تلك الفتاة التي استمعت إليه وهو يحادثها لتسأله :


ــ مين سها اللي كنت عتكلمها دلوك يا متر ؟


رفع حاجبه بعبث من سؤالها ليتحمحم ملاعباً إياها بمكر:


ــ وه اشمعنا النهاردة صحيتي وسمعتي سها وهي هتتحدت وياي ما هي هتكلمني كل يوم وهصطبح على مكالمتها اشمعنا النهاردة عاد يا روحي !


اتسعت مقلتيها بذهول من كلمات ذاك الماكر لتقذفه بالوسادة في وجهه :


ــ اه يا خاين بتستغل اني تعبانة وبتلعب بديلك من ورايا وبتتكلم مع ستات وبيصبحوا وأكيد بيمسوا عليك كمان ومشغلهم عنديك في المكتب ، ماهو إن غاب القط العب يا فار .


تلقى الوسادة بيديه وهو ما زال يستخدم أسلوب المكر معها :


ــ وماله يا حبيبتي الراجل لما يلاقي مرته عطلانة يشوف غيرها ربنا قال مثنى وثلاث ورباع .


انتفضت من مكانها بحدته أصابته بالذعر :


ــ بالراحة يابنتي حاسبي على نفسك بطلي جنان إنتي لساتك تعبانة .


هدرت به وهي تريد أن تطبق على رقـ.ـته كي تخـ.ـنقه بين يديها :


ــ انت هتتحدت صوح وكلامك دي بجد انطُق يا متر واني هطبق في زمارة رقبتك واروح اكسِـ.ـر المكتب على دماغ البت داي وأخليها متلحقش تنطق الشهادة حتى .


حاول الإفلات من قبضتها بسهولة وهو يضحك بشدة على غيرتها المـُ.ـولَعة فضـ.ـربت هي كفاً بالآخر من بروده وسخريته لتقول بعنـ.ـفوان :


ــ وكمان هتمسخر علي واني شايطة قدامك ماشي يا حضرة المتر المبجل ، 


ثم على حين غرة دفنت حالها في وسادتها وهي تبكي بحق وتردد من بين شهقاتها مما أذهله :


ــ اني كنت حاسة إن السعادة بقت بعيدة علي وإن الدنيا في يوم من الأيام مسيرها هتصدني وتردني للمر بس انت ملحقتش توفي بوعودك وياي يا خاين .


لم يصدق انها ستكن بتلك الدرجة من الحساسية وأنها ستأخذ دعابته على محمل الجد وتشهق بتلك الطريقة بل وتنعته بالخيانة ، 


اقترب منها وهو يجذبها عنوة وهو يربت على ظهرها بحنو بالغ و مسح على رأسها كي يجعلها تهدأ ثم دفن يديه بين خصلات شعرها الحريري وهو يحاول تهدئتها وتصليح مفهوم دعابته لها :


ــ وه وانتي صدقتي طوالي اني هعرِف ست عليكي بقيتي أفوشة إنتي قوووي يا بابا اني كنت ههزر وياكي وانتي قلبتيها نكد ! اهو انتو اكده يا جنس حواء الواحد ميهزرش معاكم واصل ، 


ثم داعب أرنبة أنفها وهو مستمر في دعابته كي يرى بسمتها:


ــ هو بردو اللي يتجوز واحدة في الزمن دي يفكِر يتجوَز غيرها عيب عليكي يا ماما دي واحدة بس تتوب بني آدم العقل هيقول اكده يا غالية ، 


ثم استرسل دعابته وهو يغمز لها مكملاً بوقاحة:


ــ اني مش بتكلم من ناحية الجواز ذاته انتي عارفة الله اكبر الصحة حديد تتحمَل اتنين وتلاتة والمخزون يكفي ويفيض بس الحكاية كلاتها في الدوشة والصداع والنظام وجداول بقي مليش فيها عاد .


ابتسمت أخيراً حتى اختلطت بقايا مياه دموعها بثغرها المبتسم ليكمل هو :


ــ ايوه اكده اضحكي ياشيخة هو في حد واخد منيها حاجة اياك ، ده انتي روحي روحي روحي خمسة روحي يا قلبي اني .


سألته بفضول وما زالت تلك السها تسيطر على عقلها مما جعله ضحك بشدة على غيرتها :


ــ امال من زفتة الطين اللي اسميها سها داي انطُق يا متر وهتكلمك على رقمك الخاص ليه واحنا على الضهر اكده ؟


رمقها بنظرة عابثة وهو معجب بغيرتها وجنونها مما أصابها بالغضب الشديد وهي تنظر له وعلامات الشر تتطاير من عينيها الزرقاويتين وهي تجز على أسنانها بغضب وقد فعلت الغيرة بها الأفاعيل ليجيبها هو سريعاً:


ــ داي السكرتيرة اللي شغالة معاي متعينة جديدة من شهر اكده!


شهقت بشدة وهي ترسم آلاف المخيلات بعقلها :


ــ أها ، قلت لي ، وعلى اكده هتعمل لك قهوتك مظبوطة كيف قهوتي ، وهتدخل تتمسخر عليك وتناولها لك وهي بتمد بوزها كيف البطة وهتتدلع على حضرة جناب المتر علشان توقعه وهتمشي تتمختر قدامك وهي لابسة كعبها العالي اللي الهي رجلها تنـ.ـكسر؟


استفزها بكلماته كي يرى غيرتها أكثر :


ــ ياشيخة حرام عليكي عاد هتدعي عليها ليه داي ملهاش ذنب في دعاويكي داي وهي قاعدة في مكتبها مالية مركزها ومظلومة منك ؟


رفعت حاجبها باستنكار:


ــ يا حنين قول كمان واشجيني أكتر علشان قبل ما ترفدها أطبق في زمارة رقبتها الاول يا بتاع سها ؟


غمز لها وتحدث بدعابة:


ــ انتي عارفاني وحفظاني احب الحنية ومحبش حد يقول علي جبروت بطلتها الجبرتة داي من زمان ، قول انك غيران يا بابا والغيرة قايدة نـ.ـار في قلبك حتى عينك أهي هطق شرار .


ـــ يا ختيييي منك حتى الرجالة طلع لهم في الكيد اكده خطر على صحتي وانت عارف ؟


ــ يابنتي في حد يغير من سها بردو ! داي سها سها .

ــ يادي النيلة متنطقش اسمها تاني على لسانك بدل ما ارتكـ.ـب لك جريمة النهاردة في الصباح اللي ما يعلم بيه إلا ربنا دي .


ــ يا نهار أبيض دي أحلى صباح في حياة المتر وعمر المتر وقلب المتر وهو هيشوف وهيحس الغيرة عليه من القلب ودقاته .


ــ والله ، طب بعد عني بقي ومليكش صالح بيا تاني طالما هتستخدم ألاعيب المحامين داي وهتلعب بأعصابي .


ــ بس يا بابا هو أني أقدر على بعد القمر ولا زعلَه ، اهدي هرسيكي على الفولة قبل ما تفطي مني ويجرالك حاجة واصل ووقتها هفط وراكي طوالي .


ــ يوووه ، دي انت مزود في الرخامة النهاردة شويتين تلاتة .


ــ ومالها الرخامة داي طلعت حلوة قوووي علشان هتبين غيرة الحبيب لحبيبه هبقي اكتر منيها بعد اكده عاد ،


خلاص خلاص هدي خلقك دي ، سها داي توبقي اخت قريبة واحد صاحبي قصدني أشغلها عندي جوزها حوصلت له حادثة وبقي عاجز فكان لازمن تشتغل هي عنديها خمسين سنة يعني كد أمي يا حبيبي .


ــ كد امك واسمها سها هتاجي كيف داي ؟


ــ وه بوها سماها سها من خمسين سنة مش من بعيد يعني وست محترمة جدآ قلت منها كبيرة ومنها اكسب ثواب ومنها عملت خدمة لصاحبي وبنشتغل زي المكوك علشان متعملش غلطة وأمشيها .


ـــ اها طب تمام عفوت عنك يالا قوم علشان تلحق معاد شغلك واني هكمل نوم تاني هو اني وراي شغلانة غيره .


ــ طب نامي ياحبيبي وارتاحي واني هروح بقي علشان عندي معاد موكل في المكتب .


( س / سؤال 😅😅 مين بقي المتر ومرته لو أذكيا بقي ، تصدقوا وانا بكتب المشهد من البدايه للنهايه عجبني قوي حته الحيره دي لما نشوف بقى هتخمنوا صح ولا غلط وحافظين ولا فاهمين 🙈🙈 اللي على الواتباد هشوف تعليقاتكم واللي على الجروب اشوف ريفيوهاتكم ) 


      «««««««««««»»»»»»»»»»


مرت الأيام على أبطالنا وما زالت شمس تتعامل مع عامر على اتفاقهم فهي تريد شيئا ما في عقلها ولم تتنازل عنها إلا بعد ان تضع النقاط على الحروف فلنرى ماذا تخبئه تلك الشمس ،


أما سكون وعمران فقد انتقلوا الى منزل سلطان وزينب وعادت المياه لمجاريها وعاد الولد الى أحضان أمه التي ترعاهم بشدة وقد تعلمت من الدرس كثيراً فهي كانت تشعر بالوحدة الشديدة في ابتعادهم عنها والآن تفعل كل ما بوسعها لإرضائهم ،


اما العروس وعروسه يهنئون بسعادة ملأت قلوبهم وكل من الآخر يفني روحه في إرضاء الآخر وإسعاده بشتى الطرق وهم يشكرون الله على أن وهب كل منهم الآخر ، 


أما مكة ونجمها آدم الذي كان بحق الله رجلاً مراعياً لأهل بيته وقد تغير كثيراً عن ما كان وبدأ مشروعه واستثمر في قناة دينية يتابعها إدارياً وهو يشعر بالقناعة والرضا ويراعي زوجته وابنه بما يرضي الله وقد راقت له تلك الحياة المستقرة كثيراً ،


أما مها وجاسر فحياتهم راقية كمثل شخصيتهم فكل منهم يعشق الآخر بشدة ويعذر الآخر بدون مبررات وكل منهم يتعلق بالآخر كل يوم عن ذي قبل والحياة بينهم أجمل ما تكون ، 


ونعود في النهاية إلى الخط ورحمته فقد مر أكثر من ثلاثة أشهر على عمليتها واليوم وتلك الساعة بالتحديد ستأتي لها الطبيبة كي تفك الجبس كي ترى نتيجة العملية ، 


كان ذاك الماهر قد عاد من عمله منذ قليل وبعد أن تناولا وجبة الغداء ثم حملها وصعدا بها إلى غرفتهم كي ينتظران الطبيبة وهي تشعر بالتوتر البالغ ، 


وضعها على التخت بحنو ثم ذهب ناحية المرآة وجذب تلك العبوة وخطى إليها وعلى وجهه ترتسم البسمة كي يفك عنها التوتر ، 


ثم اقترب منها لتسأله :


ــ فيها ايه الشنطة داي يا متر ؟


شاغبها كالمعتاد :


ــ خمني اكده وقولي بقي فيها ايه ؟


مطت شفتيها للأمام بدلال مصطنع :


ــ وه انت بقيت رخم قووي معاي وهتحب تشغلني وتشاغلني معاك واني تعبانة ومتوترة ومش حملك !


وضع العلبة جانباً ليكمل مشاغبتها كي يخرجها من جو التوتر عن قصد :


ــ وماله لما امسك على عندك هيقولوا كتر الخناق من المحبة يا صغنن واني رايد خناقك ومناغشتك علشان هحبك يا حبيبي .


ما زال قلبها يدق خوفاً من القادم لتقول بلا مبالاة:


ــ وأني مش فايقة لك عاد اني متوترة عايز تتكلم اتكلم مش عايز انت حر .


نهاها عن توترها وهو يمرر أصبعه على وجهها :


ــ وه وبعدين وياكي عاد أني عايزك تفوقي معاي وتدلعيني حبة .


ــ وه حبكت الدلع دلوك ما تعقل يا متر عاد !


هز رأسه للأمام بتأكيد وما زال يشاغبها :


ــ اه حبكت دلوك يا رحمتي ولعلمك بقي مزاجي طالب اكده وانتي عارفة عقاب الزوجة اللي هتهجر جوزها ومهتديهوش حقوقه الشرعية وقت ما يريد الملايكة هتلعنها .


ــ أهــــا اما انت دماغك رايقة صوح حق ايه وباطل ايه دلوك فوق يامتر اني هفك الجبس كمان هبابة وهتلاقي الداكتورة طابة على راسنا. 


ــ وماله لما تاجي وتستني وتصبر كماني على ما مزاجي يتظبط فيها ايه يعني .


ــ آاااه وهنقولها الأسباب ايه عاد يا محترم ياللي عايز تفضحنا عاد ؟


ــ أفضحك ! ليه يا ماما هو أني جايبك من شارع الهرم ولا شاقطك من كباريه النجوم إنتي مرتي واني حر ومزاجي يتمزك وقت مايحب .


ــ اعقل يا ماهر وسيبك من نشوفية الدماغ دي أني خايفة يابني آدم وانت هتقول لي مزاج وبتاع !


ــ بتاع ولا شاي بالنعناع هههه ، يابنتي إنتي متعرفيش حاجة دي أني اكده هظبط لك الجي وهروق لك الدي وانسيكي الدنيا باللي فيها واخليكي نفسك مفتوحة كماني على فك الجبس إنتي متعرفيش مصلحتك عاد .


ــ يختييي انت هتتكلم جد عاد ، اعقل يا ماهر الدكتورة زمانتها على وصول .


ــ وماله هانم تقول لها المتر عنديه قضية مهمة هينهيها وهينزل لك .


ــ آه ولما تسألها علي ترد بإيه إن شاء الله ؟


ــ تقول لها بتساعده أصلها شاطرة قوي في حبكة القضايا والمواضيع الشائكة للغاية ومحدش يعرف يريح دماغ المتر من التفكير والقلق غيرها .


ضـ.ـربته على صدره وهي تبعده عنها وتنهاه :


ــ طب بعد الله يسترك اني صاحبة مرض ومش حمل قضاياك اللي تهد الحيل .


ــ يا صغنن اني هخفف لك المرض وهخليكي اسد اللهم لا حسد .


ــ لاااا اوعاك تكون بتحدت صوح اهدي بقي وفكك من السيحان دي دلوك علشان مش وقته خالص .


أخرج العلبة من الحقيبة وإذا بها تحتوي على نوع فاخر من الشوكولا التي تعشقها وهو يمررها أمام عينيها ليقول بمراوغة وقد سال لعابها وهي ترى الشوكولا بيده :


ــ وه هي داي اللي في العلبة طب هاتها يا روحي اني منحرمش منيك .


أبعد يداه ليقول برفض قاطع:


ــ له داي كان هيتعمل عليها حصة قرب وهيام وغرام وطالما ممانعة يوبقي بلاها إنتي أصلك مش وش نعمة .


ــ طب آكلها وبعد الداكتورة ما تمشي أروق عليك على الآخر بس هاتها بقي وبطل نظام شوق ولا تدوق دي يا رخم .


ــ وبتطولي لسانك كمان ، طب مش هتاخديها يا رحمتي بالساهل اكده لازم نخمس فيها سوا سوا يا صغنن .


ــ والله انك رخم انت هتستغل اني مش هقدر اجري وراك وآخدها منيك بتستغل ضعفي عاد !


اصطنعت النبرة الحزينة ببراعة ليتراجع عن مشاغبتها كي لايحزنها وهو يقوم بفتحها :


ــ طب ناكلها سوا يا صغنن ، 


ثم أخرجها ووضعها في فمه ليقترب من فمها فقضمتها على فور وخطـ.ـفتها سريعاً القطعة بأكملها من فمه وهي تردد ببلهاء :


ــ هااااا ضحكت عليك يا متر علشان تعرِف كيدهن عظيم. 


ابتسم لسعادتها وقد استطاع بالفعل إخراجها من حالة التوتر التي كانت تعتريها وفجأة استمعا إلى دقات على باب غرفتهم وكانت هانم تخبرهم عن مجيء الطبيبة فأمرها ماهر أن تأتي بها وبعد دقيقة واحدة أتت الطبيبة وما إن رأتها رحمة حتى احمرت وجنتيها خوفاً فجذبها ماهر تحت ذراعيه وهو يبث فيها القوة والشجاعة بكل الكلمات والطبيبة هي الأخرى اقتربت منها وتحدثت معها كي تشجعها :


ــ بصي الموضوع سهل خالص يا رحمة مش عايزاكي تقلقي وان شاء الله نتيجة العملية هتطلع في صالحك كل التحاليل بتقول اكده ما تقلقيش خالص وحتى فك الجبس ما فيهوش اي صعوبة وانتي قوية وقدها وقدود والمتر معاكي اهو يا ستي اتسندي عليه بقلب جامد واتدلعي عليه برده ولا يهمك .


بعد قليل هدأت رحمة وقرأت كثيراً من الأذكار كي يطمئن قلبها وماهرها يؤمن ورائها ثم بدأت الطبيبة بفك الجبس بحرفية ، 


توجعت رحمة بشدة ولكن ماهر كان يؤازرها يدا بيد ويحاول التخفيف عنها بشتى الطرق حقا إن الزوج لزوجته بمكان غير أي مكان ، 


وبعد الانتهاء من فك الجبس أتت اللحظة الحاسمة والفارقة في حياة تلك الصغيرة بعد أن قضت ما يقرب من عام على ذاك الكرسي المتحرك والموقف متأهب للخوف بصعوبة من كلتاهما حتى الطبيبة تقف حائرة خائفة من خذلان تلك الرحمة التي تعبت كثيرا وتحملت كثيراً وكثيراً ولكن إرادة الله هي الفيصل 

الفصل الثاني والثلاثون من هنا



تعليقات



×