رواية وحوش لا تعشق الجزء الثاني من ليالي الفصل التاسع عشر 19 بقلم رحاب ابراهيم


 رواية وحوش لا تعشق الجزء الثاني من ليالي الفصل التاسع عشر بقلم رحاب ابراهيم 

تفحص أنس وجه مالك شقيقه بشك ، فأي عقل يصدق بوجوده هنا وليس المشفى ؟! ....وما ارهقت ريهام فكرها فقلب الام الآن يصفع سير العقل في التفكير وصرخ بشدة من رؤية ولدها بهذه الحالة ....صاحت باكية :-
_ لازم تروح المستشفى ..لازم أعرف فيك ااااايه 

ابتلع مالك ريقه بتوتر ثم ربت على يدها وقال مسرعا بقلق :-
_ لااا ...انا روحت ..روحت المستشفى فعلا...وجيت من شوية على هنا 
ضيق أنس عينيه على شقيقه ثم نظر لكريم بشك حتى لمحه كريم وهتف متظاهرا بالحزن :-
_ ما تتصوروش انا حزين اد ااايه على صاحب عمري 😢 
هنا كنا بنلعب 😧....وهنا كنا بنجري 😥 ....وهنا ضربني بالقلم على وشي ومشي 😟 ....ليه يا زمن تعمل فينا كدا 😢 
تنفس مالك بحدة واراد حقا صفع هذا الغبي على وجهه وركله بقدمه ولكن حاول أن يبدو هادئا وقال مقاطعا :-
_ صاحبي واخويا ...هصالحك ما تقلقش 😈
اقترب أنس من كريم وقال :-
_ بتجرو فين ! 😂 .....ده انت ناقص تقول انا نازل دكتور بالامارة اتولدت لوحدي ومحتاجتش لدكتور يا دوك !! 

صاحت ريهام وهي تجفف دموعها وقالت معنفة أنس :-
_ ما تبطل بقى كلامك انت مش شايف اخوك عامل أزاي ...ده وشه مزرق من الحادثة 
زم مالك شفتيه بغيظ وتمتم :-
_ مزرق !! ....يابن ال 😈 
ابتسم كريم بخفاء وتابع متظاهرا :-
_ ما تاخدوش مالك من هنا ✋....انا هسهر جانبه في الليل بليل 😢 ماتخدهوش من هنا ويمشي 😢 وانا اسهر منامش 😢 ....
اشار انس له بيده وقال :-
_ كمل 😂 
اقترب كريم وجلس بجوار مالك الذي يكبت غضبه حتى لا ينهض ويلكم صديقه بلكمة قوية تجعله يفقد البصر حقا وقال كريم وهو يتآسى بالتظاهر متابعا :-
_ هتسيب صاحبك يا مالك ...دنا شيلتك تسع شهو..اقصد تسع ساعات 😨 لحد ما بقيت كدا 
دفع مالك يد كريم بقوة على اسقطه من الفراش على الارض وقال :-
_ لااازم اسيبك 😒💙
أشارت ريهام الذي لم تنبه لما يحدث حولها من حديث وقالت لأنس :-
_ اسند أخوك عشان نروح الفيلاا حالا...
مط أنس شفتيه بسخرية ويساوره شك كبير في الامر ...حتى أن لم تسك والدته التي بعالم آخر منذ رؤية مالك ولم تنتبه لهراء كريم صديقه ....
أسنده أنس للخارج حتى قال مالك موجها الحديث لكريم :-
_ لينا ميعاد لو احنا بعاد ...اكيد راجع 😈 
ابتسم كريم بانتصار عندما ذهبوا من المكان بالكامل وقال :-
_ خطة في منتهى الذكاء اكيد هيرجع يشكرني 😎 
____________________________استغفر الله العظيم 

وقف فهد بالسيارة بعد أن ذهب من المول التجاري لشراء الملابس ....لم تكن تتخيل أنه سيقف هنا بالتحديد وتساءلت بحيرة :-
_ وقفت هنا ليه ؟ 
نظر فهد بنظرة ثاقبة للمحل التي كانت تعمل به ...بوتيك نايا للملابس ....وتذكر ذلك اليوم الذي ظن انه فارقها فيه حتى قال :-
_ تعالي معايا ..
ترجل من السيارة ثم فتح لها الباب وجذبها حتى تخرج منها بنظراتها الغامضة المتساءلة بعدم فهم ... ثم توجه بها لداخل المحل لتتسع نظرة نايا بضيق عند رؤيتهم ..هتفت:-
_ في حاجة تاني عايز تقولها يا حضرت الضابط ؟! 
رمقها فهد بنظرة محتقرة ثم نظر لفاطمة بنظرة داعمة ومفعمة بدفء غريب ...أردف قائلا :-
_ اختاري اللي يعجبك كله من هنا ....
والتفت لنايا مرة أخرى وقال لها بحدة :-
_ ولا نمشي ؟ 
ضيقت نايا عيناها بمكر وقالت :-
_ لا طبعا ...اختاروا اللي يعجبكوا ...انا عمري ما بقول للزباين امشوا ...
توقع فهد منها هذه الاجابة الملتوية مما جعله يبتسم بسخرية واضاف :-
_ طب شوفي مراتي محتاجة ايه وساعديها 
فغرت نايا فمها بذهول ورددت الكلمة حتى تستطيع التصديق أو على اقل تقدير الفهم ....

التفتت له فاطمة التي لم تكن اقل من نايا دهشة حتى لاحت ابتسامة على وجهها وهي تتأمل ووجهه الذي لاذ التحدي بعيناه بنظرته لنايا ....الآن وقد شعرت بوجودها في حديثه فأطمئنت انها على الاقل تشغل فكره اذ لم يكن قلبه ايضا ....غمرتها القوة وهي تجيب :-
_ المحل مافيهوش حاجة حلوة يافهد ...تعالى نشوف حاجة احسن ...
تأمل عيناها بابتسامة ماكرة وشعر انها تؤام روحه ..كيف فهمت خطته بهذه السهولة وكأنها بداخل عقله ...وكيف ذلك وهي بداخل القلب مالكة ! 
جذبها من يدها للخارج مع نظرات نايا التي احمرت من الغيظ والحقد لهذا الثنائي ....

دخلوا السيارة ويداهم متشابكة بضمة صادرة من نعيم القلب...كان فهد يشعر بالمرح لدرجة انه اشغل المسجل على مقطوعة غنائية وهم بالبدأ في تحريك السيارة ..لينظر بدهش عندنا اغلقت فاطمة المسجل بابتسامتها التي جعلته ينظر لها فقط وكأنها سلبت هجوم الغضب من قلبه ..قالت برقة وقد اعذب همس روحها همس نبرتها وقالت :-
_ انا اللي هغني ...ينفع ؟ 
اشاح بوجهه يسارا بعيدا عنها بتوتر ثم ابتلع ريقه فهو يعلم أنه لن يستطع مقاومة صوتها مهما فعل ...وذلك كان في اشد غضبه ولم يستطع ..فماذا الآن ؟! 
تحرك بالسيارة في الطريق ولم يجيب وافترضت هي موافقته من صمته بلمعة عيناه الدافئة حتى بدأت :-
_ انا هنا يابن الحلال ..لا عايزة مال ولا كتر جاه ...بحلم بعش املاه انا سعد وهنا انا هنا يابن الحلال ...

لم تكن تغني كنت تتدلل بغنج وهي تغني وتدندن بعذوبة صوتها الشجن ...انتفض قلبه وهو يشعر بدعوة عشق صريح يمر من صوتها ...اذا انها تحبه ؟ ...بهذه السرعة !! 
رفض عقله التصديق وختم القلب تصريح بالدخول والاجتياح ....
اجتاحيني ...اجتاحي قلبي وخذيني 
احبيني ....بقوة وجنون احبيني 
اسمعيني ...اشعري بي ...افهميني 
اعبري قلبي القائد ....اعبري لذة التمرد ...اعبري هامات القسوة ...وبقلبك ...سكّنيني #روبا 

ولو أن الوقت لم يأخذ مجرى العشق ولكن وجد بغرابة بينهم حتى انها كانت تتابع ولاول مرة تسمع صوتها بهذه العذوبة والروح فيه ...ام أن الحب عندما يغزو تدب الحياة بالقلب وتحييه ؟ بقلم رحاب إبراهيم 
لم يستطع النظر اليها وهي تغني فكان يحرك المقود بشرود ومن حفظ الله أنه وقف بالسيارة أمام المبنى السكني ولم يصطدم بشيء أثناء السير .....
قالت بابتسامة خجلة :-
_ ماحستش بالطريق 
اجابها ولم يحسب لجملته حساب :-
_ اذا كان انا نفسي ما حستش بالطريق 
اتسعت ابتسامتها بسعادة فلم تكن تتوقع منه هذه الاجابة وراقبته وهو يخرج من السيارة حتى فعلت مثله وخرجت ايضا ....

دلف بداخل الشقة وهي خلفه على ابتسامتها التي تتلهف نظراته الجانبية لها ....قالت بمرح :-
_ هروح احضر الاكل بسرررعة 
تركها تذهب ثم دلف لاحد الغرف واجرى اتصال هاتفي ليطمئن على امها نعيمة وكيف حالهم ....

هل يسابق القلب سعادته ركضا فإذا كان كذلك فهي تريد القفز من الفرحة كالاطفال .....بدأت تجذب خيوط العشق وبدأ يلين ....في ايام قليلة جدا فعلت ذلك ....
لم تكن فاطمة تتخيل أن العشق فار بركانه منذ رؤيتها !! 
حتى اعدت اكلة سريعة ورتبت الطعام وذهبت به حيث كان لتتعجب من اغلاق الهاتف بمجرد ان رأها ....لم تريد افساد تلك اللحظة فربما يكون هذا أحد اصدقائه في العمل .....قالت مبتسمة :-
_ يلا عشان تاكل ..احنا لفينا كتير واكيد جوعت 
جذبها من يدها حتى جلست بجانبه وقال :-
_ بس هتاكلي معايا 
لم تفعل شيء سوى النظر اليه متسمرة ..فكيف اصبح هكذا وكأن انسان آخر قد تحول ....اخذ قطعة من الخضراوات وغمرها بفمها بمرح وقال :-
_ هو انتي مش مراتي ولا ايه ؟ 
هزت رأسها بابتسامة خجولة مما جعل ابتسامته تتسع قليلا وتذكر تمردها وقارنه بهذا الخجل حتى قال بتسلية :-
_ انا عشان ما اكسفكيش كدا ممكن ارجع زي الاول تاني 
قطبت حاجبيها بتكشيرة حتى ابتسم لها وقال :-
_ يلا فاطمة كلي ....ومش عايزك تخافي من حاجة 
على قدر سعادتها من حديثه ولكن بدأت تقلق مش شيء غامض به ...امتلأ حديثه بالاطمئنان وكأن هناك شيء قيد الحدث أو حدث بالفعل ..ماذا يخبئ هذا الماكر ؟ 
وشعرت بالتعجب من نفسها عندما نطقت بهذا السؤال :-
_ عايزة اتصل بأبويا وامي ...وحشوني 
كاد أن يبدأ بتناول الطعام حتى توقف شاردا بضيق ...اخذ نفسا طويل قبل أن يجيبها وقال:-
_ منا قولتلك ما تقلقيش عليهم .....
دق قلبها بأضطراب حتى حاول أن يشغلها بشيء يبعد تفكيرها عن هذا الأمر وقال :-
_ لو هتفضلي قاعدة كدا يبقى شيلي الاكل 
هزت رأسها نفيا بشكل سريع وبدأت تأكل بنهم حتى ابتسم لها بحنان وشاركها .....
_____________________________صلّ على النبي الحبيب

مر وقت كبير ولم تدري بمروره الا عندما ابتعد عنها قليلا وسرى الهواء بنفضة مرتعشة باوصالها ...قال بحنو :-
_ لسه زعلانة مني ؟ 
كانت تنظر لكتفه بخجل ثم رفعت عيناها لعيناه اللامعة بحنان واردفت قائلة بإرتباك :-
_ يعني 
اقترب لأذناها هامسا ومتعمدا وقال بخبث :-
_ يعني اايه؟ 
ابتعدت هي هذه المرة سريعا وهزت رأسها بنفي حتى لا يستغل هذا الشيء ....يبدو بعيناه المكر ...لم تكن تظن انه هكذا يوما !! ....قالت :-
_ لأ ...خلاص مش زعلانة 
كبت ضحكته ثم قال بتساءل :-
_ احنا بقالنا اكتر من ساعة كدا ..بنرقص سلو بطيء ...تعبتي ؟ 
وقعت الكلمة على مسامعها بغرابة ...كيف مر ساعةٍ فهي شعرت وكأنها دقائق ...ام لأن هذا لقاء العشاق ؟ ....ولكن كيف تدري أن مر طيف العشق على قلبه يوما أم لا ...وكيف رأي قلبه بعشقها ؟ ....
قالت بدفء وكأنها في حلما :-
_ عايزة امشي على البحر شوية ...ممكن ؟ 
تعجب قليلا وأردف بالقول :-
_ الجو برد عليكي أوي برا ....اخاف عليكي بصراحة 
لم تخجل هذه المرة بل نظرت له بملئ عيناها لتكتشف هل ما يقوله نابع من قلبه بلمعة مميزة تتغني بالجفون أم أنها لا وجود لها .....قالت :-
_ ماتخافش ...ما انت هتكون معايا ...مش كدا ؟ 
جذبها من يدها وقال بمرح :-
_ خلااص يلاا بينااا 
خرجوا من الكابين لنسمات الهواء الباردة بالخارج وللحظة ندمت على ترك دفء المكان بالداخل ولكن شعور قوي جعلها تحن لموجات المياه التي تتمايل بخفة مثل مشاعرها تماما....احتوى كتفيا محاوطا وهو يخطوا بجانبها على الرمال وبدأ يتحدث بأحاديث جانبية منها المرح ومنها الجاد ....
____________________________لا حول ولا قوة إلا بالله

ذرعت ياسمين الغرفة ذهابا وإيابا بقلق وهي تساءل الف سؤال بحيرة ..ماذا حدث ؟ ولماذا لم يخبرها ؟ مهما كان قرار عائلته فحقها أن يخبرها حتى ترسو على بر حبها أم بر الفراق .....لم تشعر كيف دلفت هايدي امها للداخل ورمقتها بحزن ثم خرجت مرة أخرى ....اقتربت هايدي من هاتفها واجرت اتصال هاتفي على شركة آل الشريف متساءلة عن رقم منزلهم بشكل ضروري واعطاها موظف الاستعلامات الرقم بعد الحاح كبير منها واخباره هويتها ....اغلقت الهاتف مع الموظف لتجري اتصال مجددا برقم فيلا الشريف واجابت عليها كريمة الخادمة :-
_ ايوة ..مين معايا ؟ 
تنحنحت هايدي بقلق ثم قالت :-
_ لو سمحتي هي مدام ليالي موجودة ؟ 
احابت كريمة بنفي :-
_ لأ ...دي مسافرة بقالها كام يوم 
ضاقت هايدي من هذا حتى تساءلت مرة أخرى :-
_ طب هتيجي امتى لو سمحتي ؟ 
ردت كريمة بحيرة وقالت :-
_ والله ما أعرف هتيجي امتى ...اقو لها مين حضرتك لما تتصل ؟ 
شعرت هايدي ببعض الأمل وقالت :-
_ طب لو سمحتي اديلها رقم تليفوني وقوليلها هايدي مرات تامر ...هي هتعرفني على طول ...خليها تكلمني ضروري ارجوكي ...
قالت كريمة :-
_ حاضر ...لما تتصل هقولها والله 
اغلقت هايدي الاتصال وتمنت أن تهاتف ليالي بأسرع وقت ممكن ...لم تستطع أن ترى ابنتها بهذه الحالة فيكفي يتمها وعذابها طول هذه السنين ...
_______________________________سبحان الله وبحمده

استنشقت مريم الهواء بعد ان تبادلت بعض المرح مع آدم ثم تابع حديثه بنظرة حانية :-
_ مبسوطة ؟ 
ابتسمت بصدق وقالت بحماس :-
_ جدااا ..عمري ماكنت مبسوطة اد النهاردة 
ضمها بقوة وقال :-
_ قوليلي بتحلمي بإيه 
نظرت لعيناه وارادت ان تهتف به وتخبره انه كل الاماني ولكن قالت بشكل غير مباشر :-
_ عايزة افضل هنا 
اوقفها بلمعة اربكتها ثم حملها بين ذراعيه متوجها للشاليه الذي ابتعدوا عنه قليلا .... حتى اقترب ولاحظ أن الباب قد تركه على مصراعيه فدلف للداخل ولم يكن يظن أن هناك شيء من الماضي قد عاد من جديد ....
هتفت الفتاة الذي كانت تقف بالداخل :-
_ مبررررروك يا استاذ آدم على الجواز 
اتسعت عين آدم بذهول وقد انزل مريم التي نظرت للفتاة بتفاجئ حتى قال آدم بدهشة :-
_ سمر !!! .....انتي بتعملي ايه هنا ؟!! 
اقتربت سمر منه بغضب شرس وهتفت به :-
_ طب ما تقولها انا مين الأول ...عرفها بيا ...مش واجب بردو تعرف العروسة .....

تعليقات



×