رواية وشم علي حواف القلوب الفصل التاسع عشر 19 بقلم ميمي عوالي
اللّهم ارزقني الرّضا وراحة البال، اللهم لا تكسر لي ظهرًا ولا تصعب لي حاجة ولا تعظّم عليّ أمرًا، اللهم لا تحني لي قامة ولا تكشف لي سترًا ولا تفضح لي سرًّا
19
وشم على حواف القلوب
الفصل التاسع عشر
لا احلل نشر او نقل الرواية باى مكان اخر دون اذن كتابى منى شخصيا و من يفعل دون ذلك يعرض نفسه للمسائلة القانونية
مى : يا بابى لازم ابقى جاهزة بالناس بتاعتى و ابقى مدرباهم كويس اوى على كل حاجة
فؤاد بتردد : لازم تعملى حسابك .. ان الوصع لو فضل كده شهر واحد زيادة .. انك لازم تخفضى عدد العمالة ، و كمان ممكن تستغنى عن شوية من المعدات اللى ركبتيها
مى بصدمة : انت بتقول ايه يا بابى ، ازاى يعنى الكلام ده ، ده انا يادوب ابتديت اعمل لنفسى اسم و كيان و المركز ابتدى يتعرف ، جاى دلوقتى عاوزنى اهد كل حاجة .. بعد اللى ابتديت اوصل له ده
فؤاد : اديكى قلتيها بنفسك .. ابتديتى توصلى .. و رغم ذلك بتطالبينى بمرتبات الناس اللى شغلتيهم فى المركز و اللى مرتباتهم اكتر من مية و عشرين الف جنية شهرى ، ده غير مصروفاتك انتى لوحدك ، و طبعا ده غير النثريات و المصاريف التانية ، انتى الشهر ده بس ساحبة منى فوق المية و خمسين الف جنية يا مى و كمان لسه الشهر قدامه اسبوع على ما يخلص ، و هتطالبينى تانى بالمرتبات , و انا خلاص مابقيتش املك حاجة و مابقاش عندى اللى يغطى على كل المصاريف دى ، ده طبعا علاوة على القروض اللى لحد دلوقتى مش عارف هسدد القسط بتاعها ازاى
مى بذهول : ايه الكلام اللى بسمعه من حضرتك ده ، يعنى ايه مابقاش عندك فلوس و يعنى ايه مش عارف تسدد القروض ازاى
ثريا و هى تنظر لفؤاد بامتعاض : ممكن بقى كفاية احباط للبنت لحد كده و بلاش تشيلها هموم الدنيا فوق دماغها بالشكل ده
فؤاد بامتعاض : انا بحاول افهمها الدنيا ماشية ازاى و جاية منين و رايحة فين يا ثريا ، بنتك بقت دكتورة و صاحبة مركز كبير و لازم تبقى فاهمة الدنيا من حواليها ماشية ازاى
ثريا بسخرية : متشكرين على خدماتك ، و ياريت كفاية لحد كده
مى : ايه يا مامى .. فى ايه ، انتو بتحاولوا تخبوا عليا ايه
ثريا : مافيش يا حبيبتى ، ماتشيليش انتى هم حاجة ، ركزى انتى بس مع شغلك و كله هيبقى تمام
لتقترب مى من ابيها و تقول : قوللى انت يا بابى ايه معنى كل الكلام اللى انت قلته ده
ليهرب فؤاد من نظرات ثريا المحذرة اياه و يقول باختصار : مافيش يا مى .. مافيش فلوس معايا ادفع قسط القرض اللى جاى
ثريا بغضب : اسكت يا فؤاد .. اسكت
لينهض فؤاد من مكانه مغادرا المكان دون ان يزيد كلمة واحدة ، و قبل ان تتحدث ثريا مرة اخرى تركتها مى مهرولة الى الخارج دون ان ترد على نداء امها الغاضب
لتأخذ سيارتها و تبتعد تماما عن الفيلا ، و هى تحاول ان تدرك مايقصده ابيها من حديثه ، لتصف سيارتها الى جوار الطريق و تخرج هاتفها باحثة عن شخص بعينه و ما ان وجدت ضالتها حتى ضغطت على الهاتف بالاتصال و ما هى الى ثوان معدودة حتى سمعت صوت رامى و هو يجيبها بقلق قائلا: مى .. مالك ، فى حاجة و اللا ايه
كان رامى وقت اتصال مى يجلس على مائدة طعام عامرة اعدتها نجاة لحكم و ضيفه بحضور سيخون و اسرته جميعا ، و ما ان سمع صوت مى و لاحظ اضطرابها حتى استأذن من الجميع و ابتعد بهاتفه عنهم
مى باضطراب : انت فين .. محتاجة اتكلم معاك
رامى باهتمام : مالك .. فى حاجة حصلت و اللا ايه .. فهمينى
مى : مش هينفع فى التليفون .. قوللى انت فين و انا هجيلك
رامى : للاسف مش هينفع .. انا مسافر
مى باحباط : مسافر .. مسافر فين
رامى بحمحمة : مشوار شغل كده ناحية الصعيد
مى : يعنى هترجع امتى
رامى بقلق : مالك يا مى .. فهمينى حصل ايه قلقتينى
مى بتنهيدة ثقيلة : خلاص يا رامى .. ماتشغلش بالك .. باى باى
رامى بلهفة : باى باى ايه بس اسمعينى
مى : اسمع ايه بس خلاص مش هينفع
رامى : انا ممكن ارجع بكرة الصبح ، عاوزانى اجيلك فين
مى : هتيجى مخصوص عشانى
رامى : و هو انا عندى اغلى منك يا حبيبتى ، بس كان نفسى تطمنينى على ما اشوفك بكرة
مى : لما اشوفك بقى .. و ياريت يبقى فى المركز
رامى : ماشى يا حبيبتى .. اشوفك على خير
و ما ان انهى المكالمة و دس الهاتف مرة اخرى ببنطاله حتى عاد اليهم مرة اخرى و هو يقول باعتذار : لا مؤاخذة
شيخون : مؤاخذتك معاك المهم يكون خير
ليقول حكم بصوت مسموع و هو ينظر الى رامى بفضول : مالها مى
رامى و هو يمط شفتيه بطريقة تنم عن جهله : مش عارف بس صوتها مش مريحنى ، بس وعدتها انى ان شاء الله هبقى عندها بكرة اول ما اوصل القاهرة
شيخون : هترجع مصر بسرعة اكده ، مالحقناش نشبع منيك
رامى : مانا مش هغيب عليكم ان شاء الله ، ديتها بس حكم يسمى الله و يبدأ فى الجد هتلاقونى ناططلكم هنا كل شوية
حكم : اما نشوف
احمد : احلى خبر سمعته و الله يا عمى حكم انك هتفضل معانا و مش هتقعد فى مصر
رامى : المهم بس ان حكم مايريحش و يبتدى على طول
حكم : هبتدى ان شاء الله ماتقلقش .. انى بس عاوز اشوف الاول مدرسة للبنات عشان ما اضيعش عليهم السنة اكتر من اكده
زينب بحماس : سيب الحكاية دى عليا انى يا عمى
حكم : ايه .. عندك مدرسة كويسة
احمد بمرح : عنديها المدرسة و صاحبها كمانى
زينب بتوضيح : صاحبتى فى الجامعة والدها يبقى مدير مدرسة لغات كبيرة اوى فى المركز
حكم : طب يا زينب .. يبقى كتر خيرك لو جيتى معايا بكرة نقدملهم و نشوف محتاجين ايه
زينب : انى هخليك تكلمه فى التليفون الليلة دى و تعرف منيه كل حاجة رايد تعرفها عشان نروح على تقديم الاوراق على طول
شيخون : خد فى بالك ان الراجل ده مابيرفضش لزينب طلب و لو على رقبته
نجاة و هى تولى اهتمامها بطعام الصغار : و هو الراجل ده بس ، اى حد بيعرف زينب لا يمكن يرفضلها طلب و لو حتى على رقبته
كان رامى يسمعهم و هو ينظر لزينب بامتعاض مضحك لاحظه حكم الذى قال مدعيا البراءة : كفاية جدعننها .. الموقف اللى عملته النهاردة ده يثبت انها بمية راجل
رامى بامتعاض : بس لازم تاخد بالها برضة ، ماهو مش كل مرة هتقع مع حد محترم مايضايقهاش
لتنظر له زينب بتحدى قائلة : لاا ماتقلقش .. انى الحمدلله بعرف اتصرف مع الكل
رامى و هو يوجه حديثه لشيخون : ماشاء الله يا حاج شيخون .. مخلف رجالة
شيخون بفخر : اومال ايه عاد
لتنظر له زينب بازدراء .. فقد فهمت مغزى عبارته و انه يسخر منها .. فنهضت من مكانها و وجهت حديثها لحكم قائلة : اما تشرب القهوة ابقى اندهلى يا عمى .. عشان نكلم مدير المدرسة سوا
حكم بامتنان : ماشى يا زينب .. تشكرى
كانت حسنة طوال الوقت تستمع للجميع دون ان تشترك باى كلمة ولا حتى مجاملة لاى كان ، حتى انتهى الجمبع من الطعام ، ليتجمع الرجال بصحن الدوار لتناول القهوة ، لتنضم اليهم حسنة فى صمت أيضا .. حتى قال حكم موجها حديثه لشيخون : سهى اتصلت بيا من شوية و قالت لى ان عمتى وافقت على جوازها من حمدى
لتنطق حسنة اخيرا قائلة : يه يه يه .. حمدى ابن عبد الحليم عزام اخو فتحى جوزها الله يرحمه
حكم باستغراب : ايوة هو .. ماله
شيخون و هو ينظر لحسنة بجمود : راجل زى الفل و ملو هدومه و محترم ، و العيبه مابتطلعش على لسانه
حسنة بنبرة تهكم متجاهلة نظرة شيخون و كأنها لم تفهمها : و مابيخلفش .. ياترى اختك عارفة اكده
حكم باستغراب : ده شئ بتاع ربنا و رزق ، و بعدين ده كلام طليقته .. الله اعلم الحقيقة ايه
حسنة : ماهى طليقته دى تبقى سميحة .. خايتى
حكم و هو يتبادل النظرات مع شيخون : و سميحة اتخطبت لجابر ، و كل واحد هيشوف نصيبه
حسنة : المهم ان خايتك تبقى عارفة من الاول
نجاة و هى تقدم القهوة للجميع : خايته ماشالله عليها عندها بدل العيل اتنين ربنا يحفظهملها ، يعنى مش ناقصة عيال ، و مين عارف ، مش يمكن ربنا يرزقهم بفضله و يخلف عليهم كمانى
شيخون : على قولك يا نجاة ، ربنا لما بيريد شئ بيقول له كن فيكون ، يعني هو كان حد يصدق ان جابر يتقدم لسميحة بعد العمر ده كلاته
نجاة : حقة يا شيخون .. فعلا يا اولاد النصيب غلاب
لتنظر حسنة لشيخون و هى تحاول معرفة ما وراء جملته و لكنها فشلت فشلا ذريعا ، و لكنها لم ترغب ان تفوت الفرصة ، فالتقطت الحديث مرة اخرى و قالت موجهة حديثها السام تلك المرة لنجاة و قالت بخبث : سميحة كانت عاوزة تاجى تستأذنك يا نجاة .. بس انى قلتلها انك اكيد نسيتى الحكاية دى
شيخون بحدة : حسنة
نجاة : بالراحة يا شيخون .. فزعت العيال ، ثم نظرت لحسنة بابتسامة هادئة و قالت و كأنها لم تفهم مغزى حديثها : تقصدى يعنى عشان المصيلحى الله يرحمه ماتمش السنة .. ماتاخديش فى بالك ، مش همنع الناس تفرح ، و المصيلحى ذات نفسيه لو كان عايش .. كان هيقولها تفرح و تتهنى ، و مهما ان كان .. هى برضك ماصدقت وصلت للى كانت عاوزاه
لتتجمد الدماء باوصال حسنة وتنظر لشيخون فتجده ينظر لها بحده ، لتخفض بصرها و لا تحاول مواصلة الحديث ، ليقول احمد محاولا الشوشرة عما حدث : بس انت يا عمى حكم لازما تجيب عربية
حكم و الذى كان شاردا فى الحديث الذى دار امامه : ها .. ااه فعلا يا احمد ، بس مش عاوز اضيع السيولة اللى معايا دلوك قبل ما اشوف الاول الدنيا هترسى على ايه
رامى : انا ممكن اسيبلك عربيتى على فكرة
حكم باعتراض : لا يا حبيبى تسلم .. و بعدين انى مش هحتاجها اوى دلوك
رامى : طب بص .. انا عندى عربية تانية محندقة كده ، مية تمانية و عشرين بس حمالة اسية ، ايه رايك ابعتهالك تمشى حالك بيها على ما تشوف الدنيا فيها ايه
شيخون : هتنفعك يا حكم
رامى : خلاص .. يومين تلاتة كده بس و هجيبهالك
حكم : هى علبة هتجيبهالى .. دى عربية
رامى : هاجى سايقها و اروح فى القطر مافيهاش حاجة ، ده انا حتى بقالى سنين ماركبتش قطورات و اهو ابقى عملت حاجة كان نفسى فيها
حكم : انت و ظروفك .. ربنا يسهل
رامى : طب انا هستأذنكم بقى و هقوم انام احسن انا فصلت خالص
ثم نظر الى نجاة قائلا : و عاوز اشكرك على الاكل و العزومة الهايلة دى يا ست نجاة ، انا بجد ما اكلتش اكل بالجمال ده من فترة كبيرة جدا
نجاة : بالف هنا على قلبك
رامى للجمبع : و طبعا فرصة سعيدة انى اتعرفت عليكم كلكم .. بعد اذنكم
لينهض حكم قائلا : انى جاى معاك ليلتفت لشيخون قائلا : هوصله و ارجع لك
زينب : انى هستناك يا عمى عشان نكلم مدير المدرسة سوا
و ما ان خرج حكم من الباب خلف رامى حتى نظر شيخون لحسنة و قال بحزم : احمد
احمد : ايوة يا ابة
شيخون : خد امك و زينة وصلهم الدار و تعالى
لتنظر حسنة لزينب ، ليقول شيخون : زينب هتبقى تروح معايا .. ياللا
نجاة : ماتسيبهم قاعدين شوى يا شيخون
حسنة و هى تجلى صوتها : بكفاية اكده ، لجل زينة عنديها امتحان و محتاجة تذاكر .. يجعله عامر يا نجاة
لتتجه من فورها الى الباب دون حتى ان تنتظر ردا ، لتهرول زينة فى اثرها بصحبة احمد ، و بعد ذهابهم ينظر شيخون لزينب قائلاً : اقعدى مع العيال شوى يا زينب على ما عمك حكم يرجع
زينب : حاضر يا ابوى
ليجلس شيخون و هو يقول لنجاة : ماتاخديش على خاطرك من كلام المخبلة دى
نجاة : ومين قال لك انى خدت على خاطرى
شيخون و هو ينظر لعينا نجاة : هسالك لاخر مرة يا نجاة .. زعلانة من جواز جابر من سميحة
نجاة : قلتهالك قبل سابق و هقولهالك تانى يا شيخون ، يوم ما زعلت على جابر .. زعلت على اللى حوصل بيناتكم مش على اى حاجة تانية ، لانى عارفة انيكم طول عمركم اخوات مش اصحاب و بس
اما حكم .. فقد اوصل رامى الى المضيفة و دله على معالم المكان و ما يحتاج اليه ، ليفول رامى : انا لسه قدامى شوية على ما انام ، انا بس حسيت ان الجو اتكهرب فجأة بسبب الكلمتين اللى قالتهم مراة الحاج شيخون ، رغم انى شايف انها ماقالتش حاجة وحشة ، دى بتطيب خاطر اخت جوزها
حكم بسخرية : انت اصلك مش فاهم حاجة .. ده كيد نسا من اللى كنا بنسمع عنيه زمان بس على تقيل
رامى بمرح : طب ما تفهمنى ينوبك ثواب
حكم : ماشى ، بس هروح لزينب الاول نكلم الراجل بتاع المدرسة ده و اما ارجع لك بقى لو لقيتك مانمتش ابقى احكيلك
اما حسنة فقد وصلت دارها و الرهبة تتلبسها مما ستأوول اليه الامور بينها و بين شيخون ، و ظلت هكذا حتى سمعت صوت اقدامه و هى تقترب من غرفة نومهما .. لتذهب اليه و هى تبحث بعينيها عن زينب فلم تجدها لتقول و كأن شيئا لم يكن : حمدالله على السلامه .. اومال زينب فين
شيخون بوجوم : بايتة مع عمتها
حسنة و هى تكبت ثورتها : ليه .. دى خلاص امتحاناتها بعد كام يوم
شيخون و هو يدلف الى الغرفة : هتروح مع حكم المدرسة الصبح بدرى
حسنة : طب و ايه يعنى ما كانت تاجى تبات اهنه برضيك و تصبح الصبح ..
ليقاطعها شيخون بحدة قائلا : انى قلتلها تبات مع عمتها ، هتعدلى عليا اياك
حسنة برهبة : لاا .. لا عشت و لا كنت
شيخون بترصد : و ايه اللى انتى عملتيه و قولتيه لنجاة ده ، ما كنتيش واعية لحالك اياك
حسنة و هى تدعى البلاهة : المصيلحى ماعداش عليه سنة و كان لازما ….
شيخون بفحيح و هو يمسك يدها و يجذبها اليه بشده : طب نجاة طيبة و مافهمتش قصدك العفش ، لكن تفتكرى بقى ان انى كمان بريالة عشان ما افهمش انتى كنتى تقصدى ايه بحديتك الماسخ ده ، ايه.. مفكرة ان خايتى كانت عاشقاه زى ….
حسنة بصدمة : زى مين .. سكتت ليه يا شيخون
شيخون بتحذير : بلاش تفتحى على روحك طاقة جهنم يا حسنة احسنلك ، خايتى عمرها ما مست طرف توبك ، فتعملى حسابك انك يوم ما تفكرى بس انك تعكرى مزاجها بكلمة واحدة تطلع من حنكك ده ، انى مش هبقى عليكى ليلة واحدة زيادة .. انتى فاهمة
لتومئ حسنة برأسها علامة الاستيعاب.. و هى تلعن حالها على البئر الذى اوقعت به نفسها بنفسها
فى الصباح الباكر .. و بعد ان تناول حكم الافطار بصحبة رامى .. ارسل الغفير لابلاغ زينب بانه ينتظرها امام البوابة
لتذهب زينب إليه لتجده يجلس الى جوار رامى بالسيارة ، لتركب بصحبتهم و هى تقول بحياء : صباح الخير
حكم : صباح الخير ، رامى هيوصلنا المدرسة قبل ما يتوكل على الله و يرجع على مصر
لتومئ زينب راسها دون تعليق ، ليقول رامى : لو هتخافى لا اخطفك و اللا حاجة .. خدى نمرة العربية
زينب : و هخاف ليه و انى معايا عمى حكم ، اكيد يعنى هتخاف تخطفنى قدامه
ليضحك حكم بينما يقول رامى : ده على اساس انى زعيم عصابة مش كده
حكم : انا بدى اعرف انتم التنين حاطين نقركم من نقر بعض ليه
رامى باعتراض : ما انتش شايف بتتكلم عنى ازاى
زينب : و الله اللى يحضر العفريت يصرفه
رامى بسخرية : اديها اهى هى اللى قالت على روحها عفريت .. ماجيبتش حاجة من عندى
زينب بغيظ : طب خد بالك على روحك بقى
حكم : باسسسس .. فيه ايه .. اهدوا مش اكده ، ماكانش سوء تفاهم و خلص ، ايه رأيكم تتعرفوا على بعض من الاول خالص ، و تنسوا كل اللى حوصل امبارح ده خالص
لينظر رامى الى زينب بالمرآة و يقول : ماشى .. انا موافق عشان خاطر حكم
زينب : و اكيد انى كمان مش هكسف عمى
حكم : تشكروا
رامى : انا يا ستى رامى ابن خال حكم ، و شريك فى مكتب برمجيات
زينب بانتباه : يعنى بتعمل برامج كمبيوتر و العاب و اكده
رامى ضاحكا : لا العاب ايه ، احنا بنعمل برامج حماية ، البرامج المسئولة عن الحضور و الانصراف مثلا ، برامج المحاسبة ، برامج الجرد و الجدولة
زينب : ااه فهمت .. اتشرفنا
رامى : طب مش هتعرفينى عليكى
زينب : انى فى اخر سنة فى كلية تجارة .. بكالوريوس يعنى
رامى : و ياترى خدتى كورسات فى حاجة جنب الدراسة و اللا اكتفيتى بالتعليم
زينب : اخدت لغات و كان نفسى اخد كمان كمبيوتر بس ماقدرتس اوفق وقتى ، فقلت ممكن بعد البكالوريوس بقى ان شاء الله
رامى : انا ممكن اساعدك كل ما ابقى موجود
زينب بخجل : مايتهيأليش ابويا يوافق
حكم : سيبى ابوكى عليا ، و اعتقد لو امكن كمان يبقى احمد و زينة بالمرة
زينب : مش عارفة .. ربنا يقدم اللى فيه الخير
كانت عزيزة تجلس بصحن دارها و هى تغربل بعض الحبوب لتدخل عليها حسنة قائلة : صباح الخير يا امة
عزيزة : صباح الخير .. ايه.. جاية منين بدرى اكده
حسنة : كنت محتاجة شوية طحين .. روحت وصيت عليهم و قلت اعدى اطل عليكم ، اومال سميحة فين اومال
لتسمع صوت سميحة يأتيها من الداخل : انى هنا يا حسنة و بعمل شاى ، اعمللك معايا
حسنة : ياريت احسن دماغى مقلوبة على اخرها
عزيزة : و ايه اللى قالب دماغك على الصبح
حسنة بغل : كل ما اقول هحر.ق دمها البعيدة و اكيدها تقوم هى اللى تكيدنى
سميحة و هى تضع الشاى : اوعى تقولى نجاة
حسنة : و هو فيه غيرها
عزيزة : و انتى مالك و مالها .. شوفتيها فين و اللا حدتيها ميتى
لتقص عليهم حسنة ماحدث فتقول سميحة بشئ من السخرية : بقى حمدى هيتجوز .. ياخى الف بركة
حسنة بسخرية : هو ده كل اللى طلعتى بيه من اللى قلته
سميحة بعدم اهتمام : انى خلاص .. نجاة مابقيتش على بالى من اساسه ، طالما جابر معايا .. انى ماليش صالح بيها
حسنة : و كلام شيخون عن العشق .. هو كمان مش فارق معاكى
سميحة : انتى بنفسك قلتى قبل سابق ان جوزك متغير و فيه حاجة ، و بدل ما تتكنى بعيد عنيه .. عماله تجرى فى شكله هو و خايته.. كنى حالك عنيها با حسنة .. مش ناقصين شيخون يقل عقله و يقلب عليكى و اروح انى فى الرجلين
حسنة بدهشة : بقى انتى اللى هتروحى فى الرجلين برضيك
سميحة : يعنى بعقلك ده لو راح قال لجابر على الموال القديم مين فينا هيبقى كسبان و مين خسران
عزيزة : اسمعى كلام خايتك يا حسنة ، مالكيش صالح بنجاة خالص و ابعدى عنيها ، احنا خدنا اللى احنا عاوزينه و خلاص
لتنظر لهم حسنة بغضب و تنهض منصرفة تاركة اياهم ينظرون فى اثرها بدهشة ، لتقول عزيزة : البت خايتك دى فيه فى دماغها حاجة ناحية نجاة و ماحدش فينا يعرفها
سميحة بتنهيدة ضيق : اللى فى دماغها فى دماغها ، المهم اللى فى دماغها ده مايطربقهاش على دماغنا احنا
اما رامى .. فقد وصل الى المركز الخاص بشقيقته و وجدها بانتظاره ويبدو على وجهها عدم النوم ليقول بقلق : ايه مالك .. وشك مش طببعى و شكلك مانمتيش كويس .. قلقتينى .. ايه اللى حصل
مى بدون مقدمات : رامى .. انت تعرف ايه عن مركز بابى المالى
رامى : و يا ترى ايه اللى ورا سؤالك ده ، و ليه دلوقتى بالذات بتسالى
مى : لان حصلت حاجة غريبة جدا ، من ساعتها و انا حاسة بصدمة ، و المشكلة انى مش فاهمة و مش لاقية حد يفهمني ايه اللى حصل
لتقص عليه مى ما حدث مع ابيها و امها باليوم السابق ، و عندما انتهت .. قالت مرة اخرى : لو انت تعرف حاجة عن مركز بابى المالى ياريت تفهمنى
رامى : ايه اللى عاوزة تفهميه
مى بقلق : كل حاجة يا رامى .. كل اللى تعرفه
رامى بتنهيدة ثقيلة : الكلام اللى بابا قاله مظبوط
مى بصدمة : يعنى ايه .. يعنى بابى فلس .. فلوسه كلها راحت
رامى : مش بس كده
مى : فى ايه تانى اكتر من كده
رامى : تعالى معايا
مى : على فين
رامى: نروح شفتى نقعد براحتنا و هحكيلك كل حاجة ، مش هينفع نتكلم هنا
و فى شقة رامى تقول مى باستهجان : ايه الكلام الفارغ اللى انت بتقوله ده .. يعنى ايه بابى استولى على ورث حكم و كمان بتشجيع من مامى ، انا عارفة انك مابتحبش مامى ، بس مش لدرجة انك تتهمها اتهام زى ده
رامى بهدوء : ماسالتيش نفسك هو حكم اختفى فجأة كده ليه و لغى المشروع اللى كان هيعمله مع بابا ، و اللى المفروض ان المشروع ده كان بيترتبله من شهور فاتت
مى : انا سالت مامى و قالتلى انهم ما اتفقوش
رامى : و يا ترى عدم اتفاقهم ده يستدعى ان حكم يلغى التوكيل اللى كان عامله لبابا
لتنظر له مى بتيه ليكمل قائلا : مش حقيقى انى مابحبش مامتك يا مى ، انا مابحبش طريقة تفكيرها و تعاملها مع الامور، و للاسف طريقتها دى هى اللى وصلتنا للوضع ده .. مامتك فهمتك ان بابا اخد الشيكات اللى كنتى كاتباها على نفسك و دفعها عشان مايصحش بنت فؤاد تكتب شيكات على نفسها و ابوها موجود
لكن الحقيقة ان بابا اخد قرض من البنك بضمان الورث بتاع حكم اللى استولى عليه و باعه لنفسه ، و للاسف القرض فلوسه خلصت قبل ما يسدد باقى الشيكات بسبب المصاريف بتاعة المركز اللى بتكتر بدل ما بتقل ، ده غير حفلات مامتك اللى بتتكلف فوق المية الف جنية كل شهرو اللى مصممة انها ماتقطعهاش رغم كل اللى بيحصل
مى بذهول : طب ليه ماحدش قاللى من الاول كل الكلام ده
رامى : لانهم للاسف .. كانوا معشمين نفسهم فى باقى التورتة بتاعة حكم