رواية عشق الفهد فهد وزهرة الفصل التاسع عشر بقلم حنان عبد العزيز
زهرة ، لا انا مش هطلق ، انا هرفع قضية خلع ، لعدم قدرة فهد علي الانجاب ،
الدكتورة هنا ، انتفضت من على كرسيها كأنها لدغتها عقربة ، اتسعت عيناها من الصدمة ، من هول ما سمعت من تلك العنيده المجنونة ، الغافلة
قالت ، انتي اتجننتي ، ترفعي اية ؟
خلع ! طب ازاي ، والسبب ، عدم الإنجاب ازاي ، يابنتي وانتي حامل في شهرين ، ده اسمه تضليل ، وبلاغ كاذب
ده غير اهلك ، واهله ، اسمحيلي يا زهرة ،
القرار ده قرار انتقامي عدائي انفعالي حتى ضد نفسك ، انتي متعرفيش عواقب ده ايه
زهرة ،بهدوء عكس ما بداخلها من بركان
مين قال الكلام ده ،بالعكس هو ده القرار الصح ، والرد المناسب كمان ، وقد بدأت في التخلي عن ذلك الهدوء المستعار وبدأت تدريجيا بالانهيار ، عايزاني اعمل ايه استني واحط ايدي علي خدي ، واستني الباشا ، لما يعرف غلطته ويحن عليا ويجي يقولي حقك عليا ، اسف كنت غلطان ، وعفى الله عما سلف ، وانا طبعا لازم أخضع ووافق واسامح ، والتمس له العذر
اومال مش بنت عم مهدي ، الاجيري الاغلبان ،لكن لا وربي. لكون وحده حقي.
وحق ابني اللي اتظلم ، وهو لسه ماشفش النور ، واخليه هو اللي يسحف عشان يثبت انه ، ابوه ، واخليه يعرف قيمته وقيمة الزهرة ، اللي معاه ،
هنا، بس مش بطريقة ده ،تأذي نفسك ، انتي ممكن يتحكم عليكي في موضوع زي ده بالحيس لإزعاج السلطات ، ده غير انك تؤذيه في سمعته وشغله ،
فهد شغله مش سهل ، ورصيده الوحيد سمعته ، اهدي يا زهرة ده قرار غير صائب ،
……………..
وفي عيادة ما يقف فهد متسع العينان ، لايعرف ان كان يفرح لما يحزن ، فقد تأكد من الطبيب ، انه قد استعاد صحته الانجابية ، واصبح قادر على الانجاب . ولا يعوقه اي عوائق ، وانه بالفعل هذه النبتة التي نبتت في رحم زهرة ، نبت عشقه لها ،
لكن كيف ، بعد ما قد كان ، جاءته فكرة
أتى بورقة وقلم وخطي بعض الكلمات
وذهب لمحل الزهور واتي ببوكيه من اجمل الورود والزهور وأرسل معه تلك الكلمات أي يعقل ،ان تسامحه ، ايعقل ان تغفر له ، (إياك يا قلب ازقته العشق ،دوما ان تقسو على قلب مات اشتياقا ، يود لو تسنح له الفرصة ليذهب بك الى عالم لا يوجد به غيركم ، عالم عشقت روحه هواه وتنفس انفاسك ليعيد له طعم الحياة ، استحلفك بالله اياكي وقسوة القلوب ، علي عشيقها ، اياكي فاذا اردت تدميري ، فالتذهبي يا محبوبتي دون جدوى من الرجوع ، دون امل ، وسأظل هنا أعبث بباقي عمري ، وحياة لم تعد حياة
فأنت يا معشوقتي سبيل المني ، وسبيل الحياة ، اسف ، يا من كنتي لي الحياة ،
وكنت أنا لكي مصدر ألم ووجع وقسوة ،
ندمت ووقفت علي اعتاب قلبا اتوسل الصفح والنسيان ، )
وفي صباح يوما بعد ان غادرت زهرة المستشفى ، وقد واتي معها ابوها والحاج صادق وأخوه صالح ،
انعام بعد ان علمت ما فعله مصطفى ابنها ،
أرادت أن تترك العمل ، لكن منعها الحاج صادق ، وقال ان ولدك اخطاء وسوف ياخذ عقابه ، ولو سمحتي خليكي مع زهرة الفترة ده ، انا عرفت انها بتحبك ، زي امها ، وهي الفترة ده محتاجة حضن ام يضمها ، وان كان علي بهانه فهي هترجع معانا البلد ، لاخوها ،
انعام ،انا مش عارفة اشكرك ازاي انا ربنا يعلم ، زهرة وفهد دول اية بالنسبة ليا،
دول ولادي ،
الحاج صادق ، عارف معزتك عند فهد في معزة الست والدته ، وهما محتاجين امك زيك جنبهم ،
قطع حديثهم نزول زهرة بكامل اناقتها ،
لاحظ ذلك مهدي الجالس مع الحاج صالح ،فابتسم مهدي ، لمجرد انه لمح استعادة زهرة لقوتها المعهودة ، والتي تعودها منها ، زهرة ، صباح الخير
الجميع صباح النور حبيبتي
العم مهدي ، صباح الخير والهنا بس ايه الحلاوة والجمال والنشاط ده كله ،
زهرة ، بقالي كام يوم لا روحت كليه ولا شوفت ورايا اية ، قولت بقى اشوف مستقبلي ،
الحاج صادق ، ايوه كده هى ده بنتى زهرة ، اللي لا تعرف ضعف ولا بكاء ، بس مافيش خروج من الدار جبل ما نفطر انتي ناسية انك مش لحالك دلوقتي ،
ومع ولد ولدي ، وعايزة سبع كيف جده ،
انعام اروح احضر لكم الفطار ،
زهرة ، معلش يا أبا الحاج ، مش عايزة اتاخر على كليتي ، ابقى اكل اي حاجة في الكلية ، ثم وجهت كلامها لابوها ، انا احتمال اتاخر النهاردة يا بوي ،
مهدي ، ليه يا بنتي ، علي فين هتروحي
زهرة ، وقد بداءت في اللجلجة ، لكنها سريعا ما تخلصت منها ، وقالت
ابدأ رايحة المحامية نجلاء جارتنا ، عشان ارفع دعوى خلع علي فهد بيه ،
هنا صعق الجميع ،
وقد وقع الطعام من يد انعام ،وضربت يدها علي صدرها ، عيني عليكم يا ولادي ،
مهدي ، انتي بتجولي ايه يا زهرة ،انتي اتچنيتي عاد ، وعايزة اللي يعجلك ، و يرد لك عقلك لراسك ،
صالح ، فيه ايه يا بنتي كانك مهدي دلعك ودلعك زاد و مسخ ،
صادق ، ايه اللي بتقوليه ده يا زهرة يابنتي ، انا صوح عارف ان فهد غلطان لكن غصب عنه ، وبكرا يرجع لعجله ، ويجي يحج نفسه ليكي يا بني ، استهدي بالله يا زهرة ، فهد بيحبك ، وانا واثق في انه هيرجع لعجله قريب ،
زهرة ، وانا اللي يخليني استني يرجع لعقله وليه ، فهد مرحله وخلصت من حياتي.
والحاج صادق ، كيف ما قولتلك
انا اللي خبيت عليه انه بجي زين ،
زهرة بصوت عالي ودموع وكبرياء ، وانا اية ذنبي ، تجوزوني غصب عني ، وهو كان رافض ، واهاني قدامك وغلط فيا ، وانا سمعت بوداني ، لما كنت بتكلمه عليا ، ووقتها عاب في سمعتي
ومع ذلك سامحته ،
هدرته حقي يوم ما تجاهلت حقي اني اختار ان كنت اقبل اتجوز واعيش معه ولا لاء
صادق ، لا بنتي انا الدكتور قالى ابنك زين ، ووقتها جولت لأبوكي وعرفته ،
مهدي ، ايوة يا زهرة انا كنت عارف ، بس قولنا سيبها لربنا ، وانت كنتي عارفة ظروف جوزكم ، كانت كيف ،
زهرة ومازالت تبكي ، يعني إنت يابوي كمان كنت معاهم ، ضد بنتك ،
طب بفرد اني محبتش فهد ، ووافقت اني اعيش معاه ، تدمروني ليه ،
زهرة بقوة زائفة ، اللي كانت لعبه في أيديكم ، خلاص ماتت ، ومن هنا ورايح
زهرة الجديدة ،اللي قدامك مش هتسمح لحد يلعب بيها ولا يتحكم فيها ، ولا حد يهنها ، او يدوس عليها ،
مهدي بعصبية ، اعجلي يا زهرة وشوفي انا بتكلمي مين ، وبتقولى ايه .
زهرة ، انا عارفة انا بقول ايه وبقوله لمين وطالبه منكم تساعدوني ان اخد حقي من فهد ، هو اللي قال اني اللي في بطني مش ابنه ، وأنه عقيم ، واتهمني ، بالخيانة ،
وانا من حقي ادافع عن نفسي ، واخليه هو بالنفسه ، اللي يثبت انه ابنه ، ويقر للدنيا كلها ، أنه ظالمني ، وكسر فرحة في قلبي مش هتتعوض تاني ،
………………….
في سيارات الترحيلات التي بها فزاع والحنش بعد أن تم معالجتهم من جراحهم واليوم سوف يعودون للسجن ، ليتم محاكمتهم ، واثناء سير السيارة ،
تعترضها سيارة نقل كبيرة تحمل عدد كبير من الرجال الملثمين والمسلحين وأخذوا بإطلاق الرصاص ، على السيارة ومن بها من رجال الشرطة ، حتي قاتلوا كل مابها ،
وأطلقوا الرصاص على قفل الباب الخلفي للسيارة وبالفعل أطلقوا سراح كل السجناء وأشعلوا النيران في السيارة ، لإخفاء معالم الجثث واخذوا الحنش وفراغ معهم.
فزاع تشكروا يا رجالة ،
كنت عارف انكم قدها وقدود ،
الحنش ، غاش يارجالة
فزاع روحوا انتوا يارجالة انا ورايا مشوار هقضيه قبل ما اروح معاكم ، وأخذ قطعة من السلاح ، ومشي وهو يدبر أمرا ما
والله وجه اليوم اللي انفذ وعدي ليك يا فهد يا ولد العزايزي. ،وزهرة هتكون ليا وحدي حتي لو غصب عنها ،