رواية نيران ظلمه الفصل التاسع عشر
اتجهت بخطوات مشتعلة نحو الفراش تقذف القميص بغضب فوق وجه عز الدين المستغرق بالنوم و قد بدء عقلها فى رسم تخيلات له مع صاحبة تلك العلامة بصور كانت تغذيها نار غيرتها كما لو كانت حقيقه امام اعينها وليس تخيلات فلم تشعر الا و هى نتناول سريعاً اناء الماء الموضوع فوق الطاولة التى بجانب الفراش قاذفة محتوياته بوجه عز الدين المستغرق بالنوم و الذى انتفض فازعاً يشهق بقوة وقد اغرقته المياه كلياً...
صاحت حياء بحدة قد اهتزت لها ارجاء المكان وهى تلقى بالاناء الزجاجى الفارغ من يدها ليسقط متحطماً فوق ارضة الغرفة
=انت بتخونى......
جلس عز الدين على الفور مستنداً الى ظهر الفراش بعينين نصف مغلقة يزيل بيده قطرات الماء العالقة بوجهه بينما تسلطت نظراته العاصفة فوق صدره العارى الذى اصبح غارقاً بالمياه هو الاخر بينمت اخذ جسده يهتز بعنف من شدة الغضب الذى يعصف به متمتماً بصوت حاد كنصل السكين من بين اسنانه المطبقه بقسوة
=ايه الهباب اللى انتى عملتيه ده.....
قاطعته حياء هاتفة بحدة وقد التمعت عينيها بشراسة متجاهلة غضبه المشتعل هذا
=هباب انت لسه شوفت حاجه اصحى و فوقلى كده بدل ما اصورلك الليله جريمه
صاح عز الدين بحدة و هو لايزال يشعر بالنعاس يأثر على عقله الذى لم يستوعب بعد ما يحدث حوله
=فى ايه...ايه الدوشة اللى انتى عملها دى..؟!
هتفت حياء بحدة و جسدها ينتفض بغضب
=مش عارف فى ايه يا بجاحتك يا اخى...
انتفض معتدلاً فى جلسته و قد اختفى النعاس فور سماعه كلماتها تلك صائحاً بصوت حاد يبث الرعب بداخل من يسمعه و لديه عقل لكن حياء لم يهز بها شعره واحده حيث كانت غيرتها تعميها عن كل شئ
=بجاحتك؟!..اتكلمى عدل بدل ما اقسم بالله يا حياء اخلى ليلتك س....
صاحت حياء بشراسة مقاطعة اياه بحدة اذهلته جعلته فاغر الفم فلأول مرة منذ زواجهم يراها بهذا الكم من الغضب حتى عندما كان يقسو عليها فى بادئ زواجهم لم يحصل منها على ردة فعل كهذة
=انت كنت فين و مع مين طول الليل..؟!
اجابها بحده لاذعة بعد ان افاق من ذهوله هذا
=ميخصكيش ...
ليكمل ببرود كالصقيع مرمقاً اياها بنظرات ساخرة حاده زادت من اشتعال النيران التى بداخلها
=انا كنت فين و لا مع مين...فاهمة و لا تحبى افهمك بطريقت......
لم تستمع حياء لباقى حديثه هذا فقد اشعلت اجابته تلك بركاناً من الغضب بداخلها قاطعته صائحة بهسترية
=ميخصنيش ...طيب و دينى لأوريك...
اخذت تتلفت حولها بالغرفة باحثة عن شيئاً ما حتى وقعت عينيها فوق المزهرية المصنوعة من المعدن الموضوعة فوق الطاولة التى بجوارها تناولتها سريعاً قاذفه اياه بها و قد اعماها غضبها عما تفعله صائحة بهسترية
=انطق كنت فين.....
اسرع عز الدين بخفض رأسه متفادياً المزهرية التى ارتطمت بقوة بظهر السرير الذى خلفه اخذ ينظر الى المزهريه التى اصبحت ملقاه فوق الفراش باهمال باعين متسعه بالصدمه و هو لا يصدق ما قامت بفعله التفت نحوها صائحاً بشراسة و قد اسودت عينيه من شدة الغضب
=انتى اتجننتى ايه اللي انتى هببتيه ده....
قاطعته حياء هاتفة بشراسة متجاوزه صدمة ما فعلته منذ قليل و قد اصبح وجهها كالجمر المشتعل من شدة الغضب حيث كانت الغيرة تنهش بقلبها تناولت قميصه الملقى فوق ارضية الغرفة بجانبه قاذفة اياه به ليرتطم بصدره
=اها اتجننت.......وهوريك الجنان على اصوله يا عز لو مقولتليش دلوقتى
الروچ اللى على قميصك ده جه منين....؟!
اخذ عز الدين يتضطلع اليها عدة لحظات غير مستوعب كلماتها لكنه فهم ما تحاول الوصول اليه فور انه وقعت عينيه فوق البقعه الحمراء التى تلطخ قميصه تراجع الى الخلف مستنداً بتكاسل فوق ظهر الفراش قائلاً ببرود
=ايه...؟! قصدك يعنى انى بخونك....؟!
ليكمل بذات النبره الباردة كالصقيع و هو يضطلع اليها بسخرية لاذعه
=و لو بخونك هتعملى ايه يعنى ..؟!
ثم استلقى فوق الفراش مديراً اليها ظهره متجاهلاً حياء التى كانت تقف بجسد يهتز بعنف من شدة الغضب و قد اصبحت عينيها بلون الدم فور سماعها كلماته تلك ليكمل ببرود و هو يجذب الغطاء فوق جسده
=ياريت بعد ما تخلصى الدراما اللى انتى عاملها دى تقفلى النور علشان عايز انام
افاقت حياء من جمودها ذلك مندفعه نحوه على الفور بعد ان تناولت السكين من صحن الفاكهة الموجود فوق الطاولة المجاوره لها قافزه فوق جسده محاصره اياه بجسدها الضئيل تسدد له الضربات بقبضتها الاخرى فوق صدره بقوة و قد اعماها غضبها هاتفه بهستريهة حاده و هى تشير بالسكين بيدها
=عايز تعرف هعمل ايه ....هقتلك يا عز ...و الله لأقتلك
ازاحها عز الدين من فوقه بسهوله و كأنها لاتزن شئ دافعاً اياها بحده للخلف فوق الفراش منحنياً عليها حتي اصبح جسدها هى محاصراً اسفل جسده الصلب هذه المرة قابضاً على يدها الممسكه بالسكين بقوة المتها مما جعلها تفرج قبضتها عن السكين التى سقطت فوق الفراش باهمال تناولها عز الدين على الفور ملقياً اياها بعيداً ثم قرب وجهه منها مما جعلها تدير رأسها للجهه الاخرى حتي تبعد نظرها عن عينيه التي كانت تثور كبركان من الغضب
تمتم بانفاس متقطعة وهو يجز علي اسنانه بغضب راغباً فان يسبب لها بعضاً من الالم الذى يعصف به منذ عدة ايام
=عايزه تسمعى ايه ..؟! عايزه تسمعى انى بخونك؟!.. ايوه بخونك يا حياء.....
ليكمل بسخرية لاذعة و عينيه تلتمع بشراسة
= و لا يمكن عايزة تفهمينى ان لو عرفت واحدة غيرك هتفرق معاكى او حتى هيأثر فيكى .........
لكنه ابتلع باقى جملته بصدمة مهتزاً جسده بقوة كمن ضربته صاعقه عندما انفجرت حياء فجأةً فى بكاء مرير صادمه اياه بردة فعلها تلك فقد كان ينتظر منها ان تصيح فى وجهه بغضب او ان تقاومه وتسدد له الضربات كما فعلت منذ قليل لكنه لم يحضر نفسه لانهيارها هذا شعر بالم يكاد يحطم روحه الي شظايا عندما رأى وجهها الذى اصبح شاحباً كشحوب الاموات بينما اخذت شهقات بكائها الحادة تتعالى بقوة فقد ارعبه مظهرها ذلك
اخفض رأسه نحوها و هو يتمتم بلهفه محاوطاً جسدها بذراعيه و هى لازالت مستلقيه اسفله باستسلام محاولاً تقريب جسدها اليه لتهدئتها
=حياء اهدى....اهدى والله ما حصل حاجة....
اخذت حياء تقاومه دافعه اياه بقسوة في صدره محاولة ابعاده عنها وقد ازداد نحابها اكثر لكنه شدد قبضته من حولها مقرباً اياها منه قائلاً بصوت مرتجف
=والله ما خونتك ...اهدى يا حبيبتى و انا هفهمك كل حاجة
هتفت حياء بحده و هى لازالت تحاول دفعه بعيداً عنها شاعرة بالم حاد يكاد يزهق روحها
=ابعد عنى ِ....
قاطعها سريعاً محاولاً السيطرة على جسدها الذى كان ينتفض اسفله
=الروچ اللى على القميص ده بتاع تالا.....
تجمدت قبضتها فوق صدره تضطلع اليه بعينين متسعة شاعرة بنصل حاد ينغرز بقلبها فور سماعها كلماته تلك تمتمت بصوت مرتجف ضعيف
=ت..تالا......؟!
اسرع عز الدين قائلاً بلهفه عندما ادرك انها قد اسأت فهم كلماته
=لا ...مش زى ما انتى فاهمة........
زفر باحباط ممرراً يده بين خصلات شعره و هو يكمل محاولاً التفسير لها
=و انا طالع على هنا قابلتها على السلم و اتقعبلت وخبطت فيا بس و الزفت اللى كانت حطاه على بوقها ده بهدلى القميص زى ما انتى شايفه ....
ظلت حياء تنظر اليه بحسره و الم بينما عينيها لازالت تلتمع بالشك
ابتعد عنها عندما رأى تعبيرات وجهها تلك والتى كانت تدل على عدم تصديق كلماته تناول هاتفه من فوق الطاولة التى بجوار الفراش عائداً اليها سريعاً محيطاً جسدها بجسده عندما لمحها بطرف عينيه تحاول النهوض كان ممسكاً بالهاتف بيد يبحث به عن الرقم الخاص بتالا بينما يده الاخرى يحيط بها حياء بشدة كأنه خائفاً ان تهرب من بين يديه باى لحظة حتى وجد رقم تالا اتصل بها على الفور ضاغطاً على زر مكبر الصوت مقرباً الهاتف من وجه حياء الذى لايزال غارقاً بالدموع وصل اليه صوت تالا الناعس
=ايوه يا عز ؟!
اجابها عز سريعاً
=تالا ايه اللى حصل فى قميصى لما قابلتك على السلم من ساعه ؟!
تنحنحت تالا قائلة بتردد وهى تعلم ما يحاول فعله ...فبعد خروجها من غرفة حياء ظلت تنتظر بأعلى الدرج قدوم عز الدين كما امرها سالم حيث خططوا الايقاع به لكى تتاكد حياء من خيانته لها بعد ان ارتها الفيديو الذى كان يرقص به عز الدين مع احدى النساء..و فور ان رأت عز الدين يصعد الدرج اخذت تنزل الدرجات بخطوات بطيئة متمهله و عندما اصبحت بمقابله بمنتصف الدرج تصنعت التعثر و ارتطمت بقوة بصدر عز الدين طابعه بشفتيها التى كانت مغرقة اياها بلون احمر شفاه فاقع ملطخه قميصه و عندما ابتعدت عنه لمح عز الدين البقعه التى صنعتها فوق قميصه صاح بحده بها انها قد خربته اخذت تتمتم له بالاعتذار وان هذا كان خارج عن ارادتها بسبب تعثرها لكنه تركها و اكمل صعوده للدرج و هو يتمتم بكلمات غاضبه ....افاقت تالا من شرودها هذا عندما وصل اليها صوت عز الدين من الطرف الاخر من الهاتف يصيح بحده
=تالا....
اجابته تالا وهى تتصنع عدم معرفة ما يتحدث عنه فهى تعلم بانه يحاول تبرير الامر لحياء
=قميصه ايه يا عز مش فاه.....
لكنها انتفضت فازعه عندما سمعته يصيح بشراسة مقاطعاً اياها
=انتى هتستعبطى...
همست تالا بصوت مرتجف حيث قد بث صوته الغاصب الذعر بداخلها
=معلش يا عز اصل كنت نايمه ومش مركزه لسه ...انت قصدك يعنى لما خبطت فيك على السلم و الروچ بتاعى طبع على قميصك.....
لتكمل متصنعه البرائة
=هو فى حاجه ولا ايه ؟!
اجابها عز الدين و هو يضطلع الى حياء التى كان قد خف انتحابها قليلاً
=لا مفيش حاجة.....
ثم اغلق الهاتف ملقياً اياه فوق الفراش دون ان ينتظر اجابتها
=صدقتينى ....؟!
تنفست حياء بعمق و قد شعرت بالراحة تغمرها فور ان سمعت تاكيد تالا ذلك لكن فور تذكرها الفيديو الذى رأته هتفت بحدة
=طيب و مين بقى الحلوة اللى كنت بترقص معها فى الحفلة النهاردة
زفر عز الدين باحباط فقد كان يعلم بان نهى التى كانت حاضره الحفل مع سالم سوف تخبرها بالامر فور وصولها الى المنزل
=دى بنت واحد من شركائى يا حياء ورقصت معها لمده 3 دقايق مش اكتر و اتحججت بعدها بمكالمه وسبتها بعدين البنت اصلاً مخطوبة وخطيبها كان معانا فى الحفلة...
ظلت حياء تضطلع اليه بالم هامسه بصوت مرتجف و عينين تحترقان بالدموع
=طيب ليه قولتلى انك خونتنى ..؟!.
ابتلع عز الدين الغصه التى تشكلت بحلقه منحنياً فوقها مقبلاً جبينها بحنان و هو يشعر بالندم يجتاحه على حماقته تلك همس بصوت اجش
=اسف ...اسف ياحبيبتى انا نفسى معرفش عملت ليه كده..؟!
هدأت شهقات بكاءها عندما بدأ يلثم وجهها بقبلات متتاليه حنونه و هو يهمس لها معتذراً بصوت اجش حتى توقف اخيراً يسند جبهته فوق جبهتها يتشرب انفاسها بعشق متضطلعاً الى وجهها الباكى ونيران الندم تحترق بداخله.....متأملاً بعشق انفها و وجنتيها المتوردين اثر بكائها وقد شعر بأختفاء العالم من حوله و هو يراها امامه بكل هذا الجمال عينيه تتشبع بكل تفصيلة صغيرة بها فقد اشتاق اليها كثيراً فقد كان يحترق من شوقه لهت خلال الايام المنصرمة
التقط نفساً مرتجفاً قبل ان يخفض رأسه متناولاً شفتيها المرتجفة فى قبله نهمه حاره لم تستجيب له حياء فى بادئ لكن عندما عمق قبلته تلك اصدرت تأوهاً منخفصاً مستجيبه له بكامل جوارحها غارقه معه فى عالمهم الخاص الملئ بالشغف ..
بعد مرور عدة ساعات....
كان عز الدين مستلقياً يحتضن حياء التى سقطت بالنوم بين ذراعيه اخذ يمرر يده بحنان فوق خصلات شعرها الحريريه متأملاً ملامح وجهها الرقيقه متشرباً تفاصيلها و عينيه تلتمع بالشغف لكنه افاق من تأمله هذا حيث تجمدت يده فوق رأسها فور ان صدح بداخله صوت يسخر منه و من ضعفه نحوها ابعد يده عنها سريعاً متأملاً وجهها الملائكى الخلاب شاعراً بطعنه حادة فى صدره فور تذكره كلمات ذاك الرجل حول استغلالها له لكى توقعه فى فخ الزواج ازاح يدها المحيطه بعنقه مبتعداً عنها شاعراً بنيران الغضب تجتاحه مرة اخرى نهض سريعاً من الفراش مرتدياً ملابسه على عجل ثم غادر الغرفة كمن تطارده شياطينه...
!!!!***!!!!***!!!***!!!!***!!!!
فى الصباح...
تقلبت حياء بالفراش و على وجهها ترتسم ابتسامه مشرقه اخذت تبحث بيدها عن عز الدين وهى مغمضه العينين لكنها انتفضت جالسه تهتف باسمه بعد ان شعرت بالفراش خالى اسفل يدها...
نهضت تبحث عنه لغرفة الحمام لكنها كانت خاليه ايضاً تناولت هاتفها و اتصلت برقمه...لكن وصل اليها المسجل الصوتى بان الهاتف كان مغلقاً..
جلست حياء فوق الفراش و هى تتنهد باحباط فقد ظنت بعد ليلة امس ان الوضع بينهم قد تغير وعاد كالسابق لكن ها هو قد هرب كعادته مؤخراً فور بزوغ الصباح....
انتفضت فازعة عندما اخذ رنين هاتفها يصدح بالغرفه تناولته سريعاً تجيب بلهفة دون ان تنظر الى هواية المتصل معتقدة بانه عز الدين لكن اصابها الاحباط فور ان وصل اليها صوت ياسين
=ازيك يا حياء عامله ايه ؟!
اجابته حياء بهدوء محاولة اخفاء خيبة امالها
=الحمدلله يا ياسين ..انت عامل ايه ؟!
اجابها ياسين بهدوء
=الحمد لله........
ليكمل بتردد بعد ان تنحنح قائلاً
=بصى يا حياء انا كنت عايز ابلغك رسالة من عز هو اضطر يسافر النهاردة الصبح و مش عارف هيرجع امتى
شعرت حياء بالدماء تنسحب من جسدها فور سماعها كلماته تلك تمتمت بصوت ضعيف مرتجف
=سافر فين يا ياسين ....؟!
ظل ياسين صامتاً عدة لحظات قبل ان يجيبها
=المانيا ...راح يخلص صفقة ال....
قاطعته حياء بصوت منكسر ضعيف
=و هو مبلغنيش ليه ده بنفسه ..؟!
اجابها ياسين بارتباك
=لانه ...لانه كان ...مستعجل بس.. بس هو اكيد لما يوصل هيكلمك و....
قاطعته حياء مرة اخرى قائله بصوت مختنق و قد فهمت ما يحدث
=تمام ...يا ياسين معلش انا هضطر اقفل دلوقتى ..سلام
اجابها ياسين بهدوء
=تمام يا حياء...سلام
ارتمت فور اغلاقها الهاتف فوق الفراش دافنه وجهها به منفجرة فى بكاء مرير و و قد ادركت بانه يحاول الهرب منها بعد ما حدث بينهم و قد ارسل ياسين يبلغها بذلك حتى يخلصه منها .....ِِِ
!!!!***!!!!***!!!***!!!!***!!!!
كان ثروت جالساً بوجه شاحب كشحوب الاموات يفرك يده بعصبيه مراقباً ناريمان التى كانت تجلس بجانبه بذات معالم الوجه قائلاً بصوت اجش
=والعمل يا ناريمان انا بعت كل حاجة كانت لنا هنا فى استراليا و مجمعناش حتى ربع المبلغ...
وضعت ناريمان يدها فوق رأسها تدلكها ببطئ قائلة بارتباك
=مفيش قدامنا غير الحل اللى مكناش عايزين نلجأله يا ثروت
لتكمل وهى تضع يدها فوق ذراعه تضغط عليها مؤازره اياه
=لازم نطلب من عز الدين يساعدك
انتفض ثروت واقفاً يهتف بارتباك وقد شحب وجهه اكثر من قبل
=كله الا عز يا ناريمان....كله الا عز انتى فاهمه......
وقفت ناريمان هى الاخرى تضطلع الى مظهره هذا المرتبك و المذعور بارتياب همست بشك وهى تتفحصه من شق عينيها
=ايه الحكاية يا ثروت ...وشك قلب كده ليه لما جبت سيرة عز الدين
ارتمى ثروت مرة اخرى بتثاقل فوق مقعده قائلاً بارتباك
=ابداً مم..مفيش حاجة.....
قاطعته ناريمان صائحه بحده
=لا فيه و فيه مصيبه كمان عرفنى لو فى حاجه هتخبى ليه ما الدنيا كلها خربانه فوق دماغنا ...فهمنى فى ايه بالظبط
اجابها ثروت بصوت مهتز و قد اخذ جبينه يتصبب بالعرق
=اصل...اصل ..انا..كنت زورت امضت عز الدين كضامن على الشيكات اللى مضتها لداوود...
اهتز جسد ناريمان بعنف كمن ضربته الصاعقه فور سماعها كلماته تلك همست بصوت مرتجف
=عملت ايه ....؟!
هتفت هذه المره بصوت اعلى حاد عندما ظل ناكساً رأسه
=عملت ايييه...؟! انت فكرك ان داوود مش عارف من الاول انك زورت امضت عز الدين ....
لتكمل وهى تنتحب بشده
=يعنى فوق انك هتتسجن علشان مديون لا كمان هتتسجن كمان بالتزوير ليه كدهةد حرام عليك.....
لكنها قاطعت جملتها متجمده بمكانها فور ان خطرت فكره بعقلها جعلتها تشهق فازعه بقوه اقتربت منه ببطئ حتى اصبحت بجانبه انحنت نحوه مسلطه نظراتها المشتعله فوقه متمتمه بصوت حاد كنصل السكين
=معنى كلامك ده... ان انت مطلبتش من عز الدين انه يساعدك فى الاول اصلاً و انه مرفضش زى ما فاهمتنى مش كده ؟!
اخفى ثروت وجهه بين يديه المرتجفه بشده لكن ازاحت ناريمان يده دافعه اياها بعيداً عن وجهه صائحه بغضب
=بصلى هنا بكلمك....انت مطلبتش من عز الدين اصلاً انه يساعدك وفهمتنى انه رفض وفضلت تخوفنى على حياء علشان انفذ خطة درية كل ده علشان تضمن ان.....
صاح ثروت بغضب و هو يندفع مبتعداً عنها بحده
= انا مكنتش هستفيد حاجه من جواز حياء من عز الدين لانى كنت مقرر من الاول انى مينفعش الجأ له بعد المصيبه اللى عملتها..انا كل خوفى كان على حياء و كان عندى استعداد اتسجن او حتى اموت وداوود ميلمسش شعره منهت
جلست ناريمان تهتف بهستريه وهى تنتحب بشدة
=لييييه يا ثروت لييييه تعمل فينا كل ده حرام عليك ...
لتكمل بغضب و هى تضطلع اليه بحده بعد ان ازالت دموعها العالقه
=هنستنى لبكره لحد ما نستلم تمن الشقة من المشترى و هحجزلنا اول طيارة على مصر وهتحكى لعز الرين على كل اللى انت عملته واللى عمالناه فى حياء...فاهم
اومأ لها ثروت بالموافقه بصمت وهو يعلم بانه لا يوجد مفر من الهروب من هذا المصير الذى انكتب عليه....
!!!!***!!!!***!!!***!!!!***!!!***!!!!
كانت تالا جالسه بمكتب سالم تهز ساقها بقوه وهى تتمتم بغضب
=ما خلاص بقى يا سالم انت هتفضل تقطم فيا كتير
هتف سالم بحده متلاعباً باحدى الافقلام بين يده
=ما انا مش قادر اصدق غبائك ...كان لزمته ايه ترمى نفسك عليه و تطبعى الزفت الروج بتاعك على قميصه بتتصرفى من دماغك ليه انا قولتلك تعملى كده.......
قاطعته تالا بغضب
=كنت عايزنى اعمل ايه...فرجتها على الفيديو ومتهزش شعره منها ...الهانم واثقه فيه
كان لازم اتصرف واحطلها دليل قدام عينيها يشعللها....
صاح سالم بغضب و هو يضرب بيده فوق مكتبه
=وشعللتيها ياختى ...اهو اتصل بيكى علشان يبررلها و ربنا يستر متكونش جابت سيرتك ....
ليكمل وو يفرك رأسه بحده
=عز لو ربط حركتك على السلم والفيديو هيفهم كل حاجه وهيطربق الدنيا فوق دماغك
تمتمت تالا بصوت مرتجف ممرره يدها بين خصلات شعرها بارتباك
=متخوفنيش يا سالم...عز لو كان عرف حاجه مكنش هيستنى كل ده
لتكمل بحده وهى تضطلع نحو سالم بقسوة
=بعدين هيطربقها فوق دماغى لوحدى ليه يا سى سالم دماغك قبل دماغى انت فاهم
ابتلع سالم الغصه التى تشكلت بحقله متمتماً بارتباك
=قصدك ايه بالظبط...؟!
اجابته تالا وهى تضع قدم فوق الاخرى بعجرفه
=يعنى لو حياء جابت سيرتى...هحكى لعز على كل حاجة انا مش هغرق لوحدى
شحب وجه سالم بشده قائلاً بتردد
=مش هيحصل حاجه من دى زى ما قولتى عز لو كان عرف حاجه مكنش سكت كل ده
ليكمل و قد ارتسمت على وجهه ابتسامه ساخره
=بعدين مش واخده بالك انه مختفى من وقت الموضوع ده ما حصل و هى مختفيه على طول فى اوضتها
ضحكت تالا بفرح و قد ادركت مقصده
=قصدك ان خطتنا نجحت
اومأ لها سالم قائلاً
=بالظبط.....و لو محصلش و عدت على خير و عز معرفش حاجه هتتكك لهم فى مصيبه جديد يعنى احنا ورانا ايه
انطلقت تالا ضاحكه بخبث ليتبعها سالم ضاحكاً غمازاً لها بعينه
!!!!****!!!!***!!!!****!!!***!!
بعد مرور يومين....
كان عز الدين جالساً بشرفة القصر الذى ابتاعه مؤخراً كهدية لحياء فقد كان يرغب ان ينتقلوا للعيش به بمفردهم مستقلين بحياتهم بعيداً عن باقى العائلة اخذ يتضطلع الى المكان بحسره و الم فقد ابتاعه فى ذات اليوم الذى علم به بامر اللعبه التى وقع بها على يد حياء و والدتها شعر بغصه حاده تضرب قلبه عند تذكره يوم ان ابتاع هذا القصر فقد كان يريد ان يفاجأها به لكنه لم يستطع حتى ان يخبرها عنه فقد دهست فرحته بقسوه باسوء الطرق قبل ان تبدأ حتى...
زفر بعمق و هو يتأمل المنظر الخلاب خارج الشرفه فقد اتى الى هنا حتى يصفى ذهنه ويستطيع التفكير فى كل ما حدث حيث اخبر ياسين بان يخبر حياء بانه قد ذهب فى رحله عمل ما...
لكن الحقيقه هى بعد ان ضعف و لم يستطع مقاومة الرغبة التى كانت تلح به منذ عدة ايام بامتلاكها مستسلماً لها شعر بضعف غريب يستولى عليه بعدها فهو لم يعتاد ان يكون بهذا الضعف خاصه عندما سقطت حياء نائمه بين ذراعيه شعر بقلبه يتضخم بداخل صدر بحبها لذلك لم يستطع الانتظار حتى تستيقظ و ذهب مقرراً بانه يجب عليه ان يخلوا بنفسه و التفكير بكل ما حدث و خلال اليومين المنصرمين لم يفعل شئ سوا التفكير و التفكير و التفكير ....
فبعد انهيارها الحاد بين ذراعيه عندما ظنت بانه يقوم بخيانتها مع امرأة اخرى فانهيارها هذا بالتأكيد لم يكن تمثيلاً على الاطلاق كما ان مشاعرها بين يديه لا يمكن ان تكون تمثيلاً ايضاً متذكراً ايضاً خوفها عليه يوم تهديد داوود بقتله كل هذا لم يتذكره الا بعد ان هدأ غضبه...اخذ يتذكر جميع لحظاتهم سوياً لم يدع موقف بينهم الا وتذكره حتى توصل الى ان حياء التى يعرفها و التى قضى معها اكثر من خمسة اشهر اى منذ زواجهم
لايمكنها فعل ذلك به..لا يمكنها ان تخطط بكل برود وجشع للايقاع به فحياء ابسط و انقى من ذلك بكثير لا ينكر انه فى بادئ الامر قد اعماه غضبه حتى انه وصل به الامر عندما ظل غير قادر على مواجهتها بما يظن انها فعلته قرر وقتها بانه ليس امامه خيار سوا ان يطلقها و يتركها حتى يرد لها الصاع صاعين حافظاً على كرامته لكنه لم يتحمل فكرة ان تبتعد عنه و ان بعد ان يتركها قد تصبح فى يوماً من الايام ملكاً لغيره فهذه الفكره كادت ان تقتله لذا قرر بانه سوف ينسى كل شئ ويبدأ معها صفحة جديده كما فعل بالسابق محاولاً تناسى الامر....
لكن بعد انهيارها هذا جعله يعيد التفكير بجميع حساباته عالماً بانه قد اخطأ بمكان ما....
ارتشف ببطئ من فنجان قهوته محاولاً ربط الاشياء ببعضها البعض فهو يعلم بان هناك شئ اخر يتم من خلفه لكنه لا يعلم ما هو ..
ظل يعيد بعقله جميع ما حدث حتى ضربته الحقيقة كالصاعقه فشقيقه وراء كل هذا...لما شرايط المراقبه تلك ظهرت الان بعد مرور ما يعادل ٦ اشهر منذ دخول ذلك الحقير لغرفة حياء.... لما هو الذى اتى بعبد المنعم و لم ينتظر حتى يخبره هو بذلك
تناول هاتفه سريعاً متصلاً برئيس الامن المسئول عن شركاته تمتم سريعاً عندما وصل اليه صوته من الطرف الاخر
=قولى يا مهدى هو تصليح عطل فى شرايط المراقبه ممكن ياخد قد ايه ..؟
اجابه مهدى بهدوء
=على حسب العطل يعنى فى العادى ممكن ياخد يوم يومين ...لكن لو العطل كبير وصعب ممكن يوصل لاسبوع
تمتم عز الدين من بين انفاسه الحاده
=اسبوع ...؟!
اجابه مهدى مؤكداً
=ايوه يا عز باشا ده فى حالة اذا كانت الشرايط شبه مدمره...
انتفض عز الدين واقفاً بعد ان اغلق مع مهدى يقبض بيده فوق حافة الشرفة يعتصرها بغضب بينما جسده كان ينتفض بغضب متمتماً من بين انفاسه اللاهثه
=يا ولاد الكلب....و دينى لاندمكوا على اليوم اللى اتولدتوا فيه
تناول هاتفه مرة اخرى متصلاً هذه المره بياسين الذى امره بان يضع كلاً من عبد المنعم و سالم تحت المراقبه..
ظل عز الدين جالساً بمكانه بالشرفة حتى حل الظلام عليه يشعر بنيران الغضب تعصقدف به لا يعلم لما فعل به سالم ذلك لم اراد ان يؤذيه بهذا الشكل... شعر ايضا بالندم يتأكله من الداخل بسبب شكه بحياء كيف امكنه تصديق ذلك عنها لكنه ارجع ذلك الى خوفه الدائم الذى كان يصاحبه منذ ان وقع بحبها فقد كان يعتقد دائماً بانه سوف يفقدها ويفقد هذه السعاده التى يعيشها باى لحظة لعن نفسه بحده نهض ببطئ واخذ يتجول بالمنزل لكن عندما دخل الى الغرفة التى قام بتخصصيها من اجل رفاهية حياء فقد قام بملئ الغرفة بجميع انواع الروايات و الكتب التى تعشقها حتى انه وضع لها تلفاز بحجم الحائط حتى تستطيع مشاهدة مسلسلاتها ارتسمت فوق وجهه ابتسامه حالمه عندما تخيلها تجلس باحدى اركان الغرفة وهى تقرأ احدى روايتها باندماج تام كعادتها..
زفر ببطئ فاركاً وجهه بحنق فلم يعد يتحمل الابتعاد عنها اكثر من ذلك..فقد اشتاق اليها كثيراً ..اشتاق للشعور بها بين ذراعيه لضحكاتها الصاخبه المرحه..لغضبها..لتحديها له و عنادها لحنانها الذى تغدقه بها دائماً يجب ان يذهب اليها الان وتعويضها عن معاملته القاسيه لها خلال الايام الماضية
اتجه على الفور نحو باب المنزل مغادراً المكان باقصى سرعته متلهفاً لرؤيتها والشعور بها بين يديه مرة اخرى ..
!!!!***!!!!***!!!***!!!!***!!!***!!!!
وصل عز الدين الى المنزل الذى كان هادئاً تماماً و ذلك كان طبيعياً للغايه حيث كان الوقت قد تجاوز منتصف الليل...
صعد على الفور الى جناحهم مباشرةً صاعداً الدرج كل درجتين معاً
دخل الى الغرفة ملتقطاً انفاسه اللاهثه بصعوبه ممرراً عينيه بانحاء الغرفة بحثاً عن حياء لكنه تجمد بمكانه شاعراً بالبرودة تتسلل الى جسده عندما وجد الغرفه خاويه تماماً اتجه نحو الحمام بقدمين كالهلام غير قادرتان على حمله حتى يبحث عنها به
لكنه شعر برجفه حاده تسرى فى سائر جسده فور ان وقعت عينيه عليها جالسه بركن الاريكه منعقدة حول نفسها كالجنين و هى مستغرقه بالنوم
اقترب منها ببطئ وانفاسه اصبحت حاده لاهثه يتشرب ملامح وجهها التى يعشقها بشغف جلس على عقبيه امامها ممرراً يده بحنان فوق وجنتيها هامساً باسمها بصوت مرتجف فتلملمت في نعاسها علي اثر حركته تلك فتحت عينيها ببطئ ترفرف بجفنيها عدة مرات و هى تنظر اليه باعين متسعه ظناً منها بانها تحلم او ان عقلها قد صوره لها من سدة اشتياقها له لكن عندما شعرت بلمسه يده فوق وجهها علمت بان هذا ليس حلماً بل حقيقة و انه متواجد معها بالفعل انفجرت فى بكاء حاد فور ادراكها ذلك...
انتفض عز الدين بمكانه جاذباً اياها على الفور محتضاً اياها بحمايه بين ذراعيه شاعراً بالم يكاد يحطم روحه الي شظايا عندما رأها تبكى بهذا الشكل فهو يكره رؤيتها حزينة خاصة اذا كان هو من كان السبب فى حزنها هذا فهو يعلم بانه كان قاسياً معها خلال الايام الماضية
همس بصوت مرتجف محاولاً تهدئتها و شهقات بكائها التى اخذت تزداد تمزق قلبه
=اهدى ..اهدى يا حبيبتى..
ظل ضامماً اياها بين ذراعيه بحماية ممرراً يده بحنان فوب ظهىها متمتماً لها بكلمات مهدئه لطيفه...
و عندما هدئت تماماً ابعدها بلطف ممرراً يديه فوق وجنتيها يزيل دموعها العالقه برقة
= احسن... ؟!
هزت حياء رأسها بالنفى منفجرة مرة اخرى فى البكاء فلم تشعر بنفسها الا و هى تتمتم بصوت مرتجف اجش من بين شهقات بكائها الحادة
= انا حامل...
تراجع عز الدين الى الخلف بحده حتى كاد ان يسقط فوق الارض من شدة الصدمه التى تعرض لها ...
صاحت حياء بحدة قد اهتزت لها ارجاء المكان وهى تلقى بالاناء الزجاجى الفارغ من يدها ليسقط متحطماً فوق ارضة الغرفة
=انت بتخونى......
جلس عز الدين على الفور مستنداً الى ظهر الفراش بعينين نصف مغلقة يزيل بيده قطرات الماء العالقة بوجهه بينما تسلطت نظراته العاصفة فوق صدره العارى الذى اصبح غارقاً بالمياه هو الاخر بينمت اخذ جسده يهتز بعنف من شدة الغضب الذى يعصف به متمتماً بصوت حاد كنصل السكين من بين اسنانه المطبقه بقسوة
=ايه الهباب اللى انتى عملتيه ده.....
قاطعته حياء هاتفة بحدة وقد التمعت عينيها بشراسة متجاهلة غضبه المشتعل هذا
=هباب انت لسه شوفت حاجه اصحى و فوقلى كده بدل ما اصورلك الليله جريمه
صاح عز الدين بحدة و هو لايزال يشعر بالنعاس يأثر على عقله الذى لم يستوعب بعد ما يحدث حوله
=فى ايه...ايه الدوشة اللى انتى عملها دى..؟!
هتفت حياء بحدة و جسدها ينتفض بغضب
=مش عارف فى ايه يا بجاحتك يا اخى...
انتفض معتدلاً فى جلسته و قد اختفى النعاس فور سماعه كلماتها تلك صائحاً بصوت حاد يبث الرعب بداخل من يسمعه و لديه عقل لكن حياء لم يهز بها شعره واحده حيث كانت غيرتها تعميها عن كل شئ
=بجاحتك؟!..اتكلمى عدل بدل ما اقسم بالله يا حياء اخلى ليلتك س....
صاحت حياء بشراسة مقاطعة اياه بحدة اذهلته جعلته فاغر الفم فلأول مرة منذ زواجهم يراها بهذا الكم من الغضب حتى عندما كان يقسو عليها فى بادئ زواجهم لم يحصل منها على ردة فعل كهذة
=انت كنت فين و مع مين طول الليل..؟!
اجابها بحده لاذعة بعد ان افاق من ذهوله هذا
=ميخصكيش ...
ليكمل ببرود كالصقيع مرمقاً اياها بنظرات ساخرة حاده زادت من اشتعال النيران التى بداخلها
=انا كنت فين و لا مع مين...فاهمة و لا تحبى افهمك بطريقت......
لم تستمع حياء لباقى حديثه هذا فقد اشعلت اجابته تلك بركاناً من الغضب بداخلها قاطعته صائحة بهسترية
=ميخصنيش ...طيب و دينى لأوريك...
اخذت تتلفت حولها بالغرفة باحثة عن شيئاً ما حتى وقعت عينيها فوق المزهرية المصنوعة من المعدن الموضوعة فوق الطاولة التى بجوارها تناولتها سريعاً قاذفه اياه بها و قد اعماها غضبها عما تفعله صائحة بهسترية
=انطق كنت فين.....
اسرع عز الدين بخفض رأسه متفادياً المزهرية التى ارتطمت بقوة بظهر السرير الذى خلفه اخذ ينظر الى المزهريه التى اصبحت ملقاه فوق الفراش باهمال باعين متسعه بالصدمه و هو لا يصدق ما قامت بفعله التفت نحوها صائحاً بشراسة و قد اسودت عينيه من شدة الغضب
=انتى اتجننتى ايه اللي انتى هببتيه ده....
قاطعته حياء هاتفة بشراسة متجاوزه صدمة ما فعلته منذ قليل و قد اصبح وجهها كالجمر المشتعل من شدة الغضب حيث كانت الغيرة تنهش بقلبها تناولت قميصه الملقى فوق ارضية الغرفة بجانبه قاذفة اياه به ليرتطم بصدره
=اها اتجننت.......وهوريك الجنان على اصوله يا عز لو مقولتليش دلوقتى
الروچ اللى على قميصك ده جه منين....؟!
اخذ عز الدين يتضطلع اليها عدة لحظات غير مستوعب كلماتها لكنه فهم ما تحاول الوصول اليه فور انه وقعت عينيه فوق البقعه الحمراء التى تلطخ قميصه تراجع الى الخلف مستنداً بتكاسل فوق ظهر الفراش قائلاً ببرود
=ايه...؟! قصدك يعنى انى بخونك....؟!
ليكمل بذات النبره الباردة كالصقيع و هو يضطلع اليها بسخرية لاذعه
=و لو بخونك هتعملى ايه يعنى ..؟!
ثم استلقى فوق الفراش مديراً اليها ظهره متجاهلاً حياء التى كانت تقف بجسد يهتز بعنف من شدة الغضب و قد اصبحت عينيها بلون الدم فور سماعها كلماته تلك ليكمل ببرود و هو يجذب الغطاء فوق جسده
=ياريت بعد ما تخلصى الدراما اللى انتى عاملها دى تقفلى النور علشان عايز انام
افاقت حياء من جمودها ذلك مندفعه نحوه على الفور بعد ان تناولت السكين من صحن الفاكهة الموجود فوق الطاولة المجاوره لها قافزه فوق جسده محاصره اياه بجسدها الضئيل تسدد له الضربات بقبضتها الاخرى فوق صدره بقوة و قد اعماها غضبها هاتفه بهستريهة حاده و هى تشير بالسكين بيدها
=عايز تعرف هعمل ايه ....هقتلك يا عز ...و الله لأقتلك
ازاحها عز الدين من فوقه بسهوله و كأنها لاتزن شئ دافعاً اياها بحده للخلف فوق الفراش منحنياً عليها حتي اصبح جسدها هى محاصراً اسفل جسده الصلب هذه المرة قابضاً على يدها الممسكه بالسكين بقوة المتها مما جعلها تفرج قبضتها عن السكين التى سقطت فوق الفراش باهمال تناولها عز الدين على الفور ملقياً اياها بعيداً ثم قرب وجهه منها مما جعلها تدير رأسها للجهه الاخرى حتي تبعد نظرها عن عينيه التي كانت تثور كبركان من الغضب
تمتم بانفاس متقطعة وهو يجز علي اسنانه بغضب راغباً فان يسبب لها بعضاً من الالم الذى يعصف به منذ عدة ايام
=عايزه تسمعى ايه ..؟! عايزه تسمعى انى بخونك؟!.. ايوه بخونك يا حياء.....
ليكمل بسخرية لاذعة و عينيه تلتمع بشراسة
= و لا يمكن عايزة تفهمينى ان لو عرفت واحدة غيرك هتفرق معاكى او حتى هيأثر فيكى .........
لكنه ابتلع باقى جملته بصدمة مهتزاً جسده بقوة كمن ضربته صاعقه عندما انفجرت حياء فجأةً فى بكاء مرير صادمه اياه بردة فعلها تلك فقد كان ينتظر منها ان تصيح فى وجهه بغضب او ان تقاومه وتسدد له الضربات كما فعلت منذ قليل لكنه لم يحضر نفسه لانهيارها هذا شعر بالم يكاد يحطم روحه الي شظايا عندما رأى وجهها الذى اصبح شاحباً كشحوب الاموات بينما اخذت شهقات بكائها الحادة تتعالى بقوة فقد ارعبه مظهرها ذلك
اخفض رأسه نحوها و هو يتمتم بلهفه محاوطاً جسدها بذراعيه و هى لازالت مستلقيه اسفله باستسلام محاولاً تقريب جسدها اليه لتهدئتها
=حياء اهدى....اهدى والله ما حصل حاجة....
اخذت حياء تقاومه دافعه اياه بقسوة في صدره محاولة ابعاده عنها وقد ازداد نحابها اكثر لكنه شدد قبضته من حولها مقرباً اياها منه قائلاً بصوت مرتجف
=والله ما خونتك ...اهدى يا حبيبتى و انا هفهمك كل حاجة
هتفت حياء بحده و هى لازالت تحاول دفعه بعيداً عنها شاعرة بالم حاد يكاد يزهق روحها
=ابعد عنى ِ....
قاطعها سريعاً محاولاً السيطرة على جسدها الذى كان ينتفض اسفله
=الروچ اللى على القميص ده بتاع تالا.....
تجمدت قبضتها فوق صدره تضطلع اليه بعينين متسعة شاعرة بنصل حاد ينغرز بقلبها فور سماعها كلماته تلك تمتمت بصوت مرتجف ضعيف
=ت..تالا......؟!
اسرع عز الدين قائلاً بلهفه عندما ادرك انها قد اسأت فهم كلماته
=لا ...مش زى ما انتى فاهمة........
زفر باحباط ممرراً يده بين خصلات شعره و هو يكمل محاولاً التفسير لها
=و انا طالع على هنا قابلتها على السلم و اتقعبلت وخبطت فيا بس و الزفت اللى كانت حطاه على بوقها ده بهدلى القميص زى ما انتى شايفه ....
ظلت حياء تنظر اليه بحسره و الم بينما عينيها لازالت تلتمع بالشك
ابتعد عنها عندما رأى تعبيرات وجهها تلك والتى كانت تدل على عدم تصديق كلماته تناول هاتفه من فوق الطاولة التى بجوار الفراش عائداً اليها سريعاً محيطاً جسدها بجسده عندما لمحها بطرف عينيه تحاول النهوض كان ممسكاً بالهاتف بيد يبحث به عن الرقم الخاص بتالا بينما يده الاخرى يحيط بها حياء بشدة كأنه خائفاً ان تهرب من بين يديه باى لحظة حتى وجد رقم تالا اتصل بها على الفور ضاغطاً على زر مكبر الصوت مقرباً الهاتف من وجه حياء الذى لايزال غارقاً بالدموع وصل اليه صوت تالا الناعس
=ايوه يا عز ؟!
اجابها عز سريعاً
=تالا ايه اللى حصل فى قميصى لما قابلتك على السلم من ساعه ؟!
تنحنحت تالا قائلة بتردد وهى تعلم ما يحاول فعله ...فبعد خروجها من غرفة حياء ظلت تنتظر بأعلى الدرج قدوم عز الدين كما امرها سالم حيث خططوا الايقاع به لكى تتاكد حياء من خيانته لها بعد ان ارتها الفيديو الذى كان يرقص به عز الدين مع احدى النساء..و فور ان رأت عز الدين يصعد الدرج اخذت تنزل الدرجات بخطوات بطيئة متمهله و عندما اصبحت بمقابله بمنتصف الدرج تصنعت التعثر و ارتطمت بقوة بصدر عز الدين طابعه بشفتيها التى كانت مغرقة اياها بلون احمر شفاه فاقع ملطخه قميصه و عندما ابتعدت عنه لمح عز الدين البقعه التى صنعتها فوق قميصه صاح بحده بها انها قد خربته اخذت تتمتم له بالاعتذار وان هذا كان خارج عن ارادتها بسبب تعثرها لكنه تركها و اكمل صعوده للدرج و هو يتمتم بكلمات غاضبه ....افاقت تالا من شرودها هذا عندما وصل اليها صوت عز الدين من الطرف الاخر من الهاتف يصيح بحده
=تالا....
اجابته تالا وهى تتصنع عدم معرفة ما يتحدث عنه فهى تعلم بانه يحاول تبرير الامر لحياء
=قميصه ايه يا عز مش فاه.....
لكنها انتفضت فازعه عندما سمعته يصيح بشراسة مقاطعاً اياها
=انتى هتستعبطى...
همست تالا بصوت مرتجف حيث قد بث صوته الغاصب الذعر بداخلها
=معلش يا عز اصل كنت نايمه ومش مركزه لسه ...انت قصدك يعنى لما خبطت فيك على السلم و الروچ بتاعى طبع على قميصك.....
لتكمل متصنعه البرائة
=هو فى حاجه ولا ايه ؟!
اجابها عز الدين و هو يضطلع الى حياء التى كان قد خف انتحابها قليلاً
=لا مفيش حاجة.....
ثم اغلق الهاتف ملقياً اياه فوق الفراش دون ان ينتظر اجابتها
=صدقتينى ....؟!
تنفست حياء بعمق و قد شعرت بالراحة تغمرها فور ان سمعت تاكيد تالا ذلك لكن فور تذكرها الفيديو الذى رأته هتفت بحدة
=طيب و مين بقى الحلوة اللى كنت بترقص معها فى الحفلة النهاردة
زفر عز الدين باحباط فقد كان يعلم بان نهى التى كانت حاضره الحفل مع سالم سوف تخبرها بالامر فور وصولها الى المنزل
=دى بنت واحد من شركائى يا حياء ورقصت معها لمده 3 دقايق مش اكتر و اتحججت بعدها بمكالمه وسبتها بعدين البنت اصلاً مخطوبة وخطيبها كان معانا فى الحفلة...
ظلت حياء تضطلع اليه بالم هامسه بصوت مرتجف و عينين تحترقان بالدموع
=طيب ليه قولتلى انك خونتنى ..؟!.
ابتلع عز الدين الغصه التى تشكلت بحلقه منحنياً فوقها مقبلاً جبينها بحنان و هو يشعر بالندم يجتاحه على حماقته تلك همس بصوت اجش
=اسف ...اسف ياحبيبتى انا نفسى معرفش عملت ليه كده..؟!
هدأت شهقات بكاءها عندما بدأ يلثم وجهها بقبلات متتاليه حنونه و هو يهمس لها معتذراً بصوت اجش حتى توقف اخيراً يسند جبهته فوق جبهتها يتشرب انفاسها بعشق متضطلعاً الى وجهها الباكى ونيران الندم تحترق بداخله.....متأملاً بعشق انفها و وجنتيها المتوردين اثر بكائها وقد شعر بأختفاء العالم من حوله و هو يراها امامه بكل هذا الجمال عينيه تتشبع بكل تفصيلة صغيرة بها فقد اشتاق اليها كثيراً فقد كان يحترق من شوقه لهت خلال الايام المنصرمة
التقط نفساً مرتجفاً قبل ان يخفض رأسه متناولاً شفتيها المرتجفة فى قبله نهمه حاره لم تستجيب له حياء فى بادئ لكن عندما عمق قبلته تلك اصدرت تأوهاً منخفصاً مستجيبه له بكامل جوارحها غارقه معه فى عالمهم الخاص الملئ بالشغف ..
بعد مرور عدة ساعات....
كان عز الدين مستلقياً يحتضن حياء التى سقطت بالنوم بين ذراعيه اخذ يمرر يده بحنان فوق خصلات شعرها الحريريه متأملاً ملامح وجهها الرقيقه متشرباً تفاصيلها و عينيه تلتمع بالشغف لكنه افاق من تأمله هذا حيث تجمدت يده فوق رأسها فور ان صدح بداخله صوت يسخر منه و من ضعفه نحوها ابعد يده عنها سريعاً متأملاً وجهها الملائكى الخلاب شاعراً بطعنه حادة فى صدره فور تذكره كلمات ذاك الرجل حول استغلالها له لكى توقعه فى فخ الزواج ازاح يدها المحيطه بعنقه مبتعداً عنها شاعراً بنيران الغضب تجتاحه مرة اخرى نهض سريعاً من الفراش مرتدياً ملابسه على عجل ثم غادر الغرفة كمن تطارده شياطينه...
!!!!***!!!!***!!!***!!!!***!!!!
فى الصباح...
تقلبت حياء بالفراش و على وجهها ترتسم ابتسامه مشرقه اخذت تبحث بيدها عن عز الدين وهى مغمضه العينين لكنها انتفضت جالسه تهتف باسمه بعد ان شعرت بالفراش خالى اسفل يدها...
نهضت تبحث عنه لغرفة الحمام لكنها كانت خاليه ايضاً تناولت هاتفها و اتصلت برقمه...لكن وصل اليها المسجل الصوتى بان الهاتف كان مغلقاً..
جلست حياء فوق الفراش و هى تتنهد باحباط فقد ظنت بعد ليلة امس ان الوضع بينهم قد تغير وعاد كالسابق لكن ها هو قد هرب كعادته مؤخراً فور بزوغ الصباح....
انتفضت فازعة عندما اخذ رنين هاتفها يصدح بالغرفه تناولته سريعاً تجيب بلهفة دون ان تنظر الى هواية المتصل معتقدة بانه عز الدين لكن اصابها الاحباط فور ان وصل اليها صوت ياسين
=ازيك يا حياء عامله ايه ؟!
اجابته حياء بهدوء محاولة اخفاء خيبة امالها
=الحمدلله يا ياسين ..انت عامل ايه ؟!
اجابها ياسين بهدوء
=الحمد لله........
ليكمل بتردد بعد ان تنحنح قائلاً
=بصى يا حياء انا كنت عايز ابلغك رسالة من عز هو اضطر يسافر النهاردة الصبح و مش عارف هيرجع امتى
شعرت حياء بالدماء تنسحب من جسدها فور سماعها كلماته تلك تمتمت بصوت ضعيف مرتجف
=سافر فين يا ياسين ....؟!
ظل ياسين صامتاً عدة لحظات قبل ان يجيبها
=المانيا ...راح يخلص صفقة ال....
قاطعته حياء بصوت منكسر ضعيف
=و هو مبلغنيش ليه ده بنفسه ..؟!
اجابها ياسين بارتباك
=لانه ...لانه كان ...مستعجل بس.. بس هو اكيد لما يوصل هيكلمك و....
قاطعته حياء مرة اخرى قائله بصوت مختنق و قد فهمت ما يحدث
=تمام ...يا ياسين معلش انا هضطر اقفل دلوقتى ..سلام
اجابها ياسين بهدوء
=تمام يا حياء...سلام
ارتمت فور اغلاقها الهاتف فوق الفراش دافنه وجهها به منفجرة فى بكاء مرير و و قد ادركت بانه يحاول الهرب منها بعد ما حدث بينهم و قد ارسل ياسين يبلغها بذلك حتى يخلصه منها .....ِِِ
!!!!***!!!!***!!!***!!!!***!!!!
كان ثروت جالساً بوجه شاحب كشحوب الاموات يفرك يده بعصبيه مراقباً ناريمان التى كانت تجلس بجانبه بذات معالم الوجه قائلاً بصوت اجش
=والعمل يا ناريمان انا بعت كل حاجة كانت لنا هنا فى استراليا و مجمعناش حتى ربع المبلغ...
وضعت ناريمان يدها فوق رأسها تدلكها ببطئ قائلة بارتباك
=مفيش قدامنا غير الحل اللى مكناش عايزين نلجأله يا ثروت
لتكمل وهى تضع يدها فوق ذراعه تضغط عليها مؤازره اياه
=لازم نطلب من عز الدين يساعدك
انتفض ثروت واقفاً يهتف بارتباك وقد شحب وجهه اكثر من قبل
=كله الا عز يا ناريمان....كله الا عز انتى فاهمه......
وقفت ناريمان هى الاخرى تضطلع الى مظهره هذا المرتبك و المذعور بارتياب همست بشك وهى تتفحصه من شق عينيها
=ايه الحكاية يا ثروت ...وشك قلب كده ليه لما جبت سيرة عز الدين
ارتمى ثروت مرة اخرى بتثاقل فوق مقعده قائلاً بارتباك
=ابداً مم..مفيش حاجة.....
قاطعته ناريمان صائحه بحده
=لا فيه و فيه مصيبه كمان عرفنى لو فى حاجه هتخبى ليه ما الدنيا كلها خربانه فوق دماغنا ...فهمنى فى ايه بالظبط
اجابها ثروت بصوت مهتز و قد اخذ جبينه يتصبب بالعرق
=اصل...اصل ..انا..كنت زورت امضت عز الدين كضامن على الشيكات اللى مضتها لداوود...
اهتز جسد ناريمان بعنف كمن ضربته الصاعقه فور سماعها كلماته تلك همست بصوت مرتجف
=عملت ايه ....؟!
هتفت هذه المره بصوت اعلى حاد عندما ظل ناكساً رأسه
=عملت ايييه...؟! انت فكرك ان داوود مش عارف من الاول انك زورت امضت عز الدين ....
لتكمل وهى تنتحب بشده
=يعنى فوق انك هتتسجن علشان مديون لا كمان هتتسجن كمان بالتزوير ليه كدهةد حرام عليك.....
لكنها قاطعت جملتها متجمده بمكانها فور ان خطرت فكره بعقلها جعلتها تشهق فازعه بقوه اقتربت منه ببطئ حتى اصبحت بجانبه انحنت نحوه مسلطه نظراتها المشتعله فوقه متمتمه بصوت حاد كنصل السكين
=معنى كلامك ده... ان انت مطلبتش من عز الدين انه يساعدك فى الاول اصلاً و انه مرفضش زى ما فاهمتنى مش كده ؟!
اخفى ثروت وجهه بين يديه المرتجفه بشده لكن ازاحت ناريمان يده دافعه اياها بعيداً عن وجهه صائحه بغضب
=بصلى هنا بكلمك....انت مطلبتش من عز الدين اصلاً انه يساعدك وفهمتنى انه رفض وفضلت تخوفنى على حياء علشان انفذ خطة درية كل ده علشان تضمن ان.....
صاح ثروت بغضب و هو يندفع مبتعداً عنها بحده
= انا مكنتش هستفيد حاجه من جواز حياء من عز الدين لانى كنت مقرر من الاول انى مينفعش الجأ له بعد المصيبه اللى عملتها..انا كل خوفى كان على حياء و كان عندى استعداد اتسجن او حتى اموت وداوود ميلمسش شعره منهت
جلست ناريمان تهتف بهستريه وهى تنتحب بشدة
=لييييه يا ثروت لييييه تعمل فينا كل ده حرام عليك ...
لتكمل بغضب و هى تضطلع اليه بحده بعد ان ازالت دموعها العالقه
=هنستنى لبكره لحد ما نستلم تمن الشقة من المشترى و هحجزلنا اول طيارة على مصر وهتحكى لعز الرين على كل اللى انت عملته واللى عمالناه فى حياء...فاهم
اومأ لها ثروت بالموافقه بصمت وهو يعلم بانه لا يوجد مفر من الهروب من هذا المصير الذى انكتب عليه....
!!!!***!!!!***!!!***!!!!***!!!***!!!!
كانت تالا جالسه بمكتب سالم تهز ساقها بقوه وهى تتمتم بغضب
=ما خلاص بقى يا سالم انت هتفضل تقطم فيا كتير
هتف سالم بحده متلاعباً باحدى الافقلام بين يده
=ما انا مش قادر اصدق غبائك ...كان لزمته ايه ترمى نفسك عليه و تطبعى الزفت الروج بتاعك على قميصه بتتصرفى من دماغك ليه انا قولتلك تعملى كده.......
قاطعته تالا بغضب
=كنت عايزنى اعمل ايه...فرجتها على الفيديو ومتهزش شعره منها ...الهانم واثقه فيه
كان لازم اتصرف واحطلها دليل قدام عينيها يشعللها....
صاح سالم بغضب و هو يضرب بيده فوق مكتبه
=وشعللتيها ياختى ...اهو اتصل بيكى علشان يبررلها و ربنا يستر متكونش جابت سيرتك ....
ليكمل وو يفرك رأسه بحده
=عز لو ربط حركتك على السلم والفيديو هيفهم كل حاجه وهيطربق الدنيا فوق دماغك
تمتمت تالا بصوت مرتجف ممرره يدها بين خصلات شعرها بارتباك
=متخوفنيش يا سالم...عز لو كان عرف حاجه مكنش هيستنى كل ده
لتكمل بحده وهى تضطلع نحو سالم بقسوة
=بعدين هيطربقها فوق دماغى لوحدى ليه يا سى سالم دماغك قبل دماغى انت فاهم
ابتلع سالم الغصه التى تشكلت بحقله متمتماً بارتباك
=قصدك ايه بالظبط...؟!
اجابته تالا وهى تضع قدم فوق الاخرى بعجرفه
=يعنى لو حياء جابت سيرتى...هحكى لعز على كل حاجة انا مش هغرق لوحدى
شحب وجه سالم بشده قائلاً بتردد
=مش هيحصل حاجه من دى زى ما قولتى عز لو كان عرف حاجه مكنش سكت كل ده
ليكمل و قد ارتسمت على وجهه ابتسامه ساخره
=بعدين مش واخده بالك انه مختفى من وقت الموضوع ده ما حصل و هى مختفيه على طول فى اوضتها
ضحكت تالا بفرح و قد ادركت مقصده
=قصدك ان خطتنا نجحت
اومأ لها سالم قائلاً
=بالظبط.....و لو محصلش و عدت على خير و عز معرفش حاجه هتتكك لهم فى مصيبه جديد يعنى احنا ورانا ايه
انطلقت تالا ضاحكه بخبث ليتبعها سالم ضاحكاً غمازاً لها بعينه
!!!!****!!!!***!!!!****!!!***!!
بعد مرور يومين....
كان عز الدين جالساً بشرفة القصر الذى ابتاعه مؤخراً كهدية لحياء فقد كان يرغب ان ينتقلوا للعيش به بمفردهم مستقلين بحياتهم بعيداً عن باقى العائلة اخذ يتضطلع الى المكان بحسره و الم فقد ابتاعه فى ذات اليوم الذى علم به بامر اللعبه التى وقع بها على يد حياء و والدتها شعر بغصه حاده تضرب قلبه عند تذكره يوم ان ابتاع هذا القصر فقد كان يريد ان يفاجأها به لكنه لم يستطع حتى ان يخبرها عنه فقد دهست فرحته بقسوه باسوء الطرق قبل ان تبدأ حتى...
زفر بعمق و هو يتأمل المنظر الخلاب خارج الشرفه فقد اتى الى هنا حتى يصفى ذهنه ويستطيع التفكير فى كل ما حدث حيث اخبر ياسين بان يخبر حياء بانه قد ذهب فى رحله عمل ما...
لكن الحقيقه هى بعد ان ضعف و لم يستطع مقاومة الرغبة التى كانت تلح به منذ عدة ايام بامتلاكها مستسلماً لها شعر بضعف غريب يستولى عليه بعدها فهو لم يعتاد ان يكون بهذا الضعف خاصه عندما سقطت حياء نائمه بين ذراعيه شعر بقلبه يتضخم بداخل صدر بحبها لذلك لم يستطع الانتظار حتى تستيقظ و ذهب مقرراً بانه يجب عليه ان يخلوا بنفسه و التفكير بكل ما حدث و خلال اليومين المنصرمين لم يفعل شئ سوا التفكير و التفكير و التفكير ....
فبعد انهيارها الحاد بين ذراعيه عندما ظنت بانه يقوم بخيانتها مع امرأة اخرى فانهيارها هذا بالتأكيد لم يكن تمثيلاً على الاطلاق كما ان مشاعرها بين يديه لا يمكن ان تكون تمثيلاً ايضاً متذكراً ايضاً خوفها عليه يوم تهديد داوود بقتله كل هذا لم يتذكره الا بعد ان هدأ غضبه...اخذ يتذكر جميع لحظاتهم سوياً لم يدع موقف بينهم الا وتذكره حتى توصل الى ان حياء التى يعرفها و التى قضى معها اكثر من خمسة اشهر اى منذ زواجهم
لايمكنها فعل ذلك به..لا يمكنها ان تخطط بكل برود وجشع للايقاع به فحياء ابسط و انقى من ذلك بكثير لا ينكر انه فى بادئ الامر قد اعماه غضبه حتى انه وصل به الامر عندما ظل غير قادر على مواجهتها بما يظن انها فعلته قرر وقتها بانه ليس امامه خيار سوا ان يطلقها و يتركها حتى يرد لها الصاع صاعين حافظاً على كرامته لكنه لم يتحمل فكرة ان تبتعد عنه و ان بعد ان يتركها قد تصبح فى يوماً من الايام ملكاً لغيره فهذه الفكره كادت ان تقتله لذا قرر بانه سوف ينسى كل شئ ويبدأ معها صفحة جديده كما فعل بالسابق محاولاً تناسى الامر....
لكن بعد انهيارها هذا جعله يعيد التفكير بجميع حساباته عالماً بانه قد اخطأ بمكان ما....
ارتشف ببطئ من فنجان قهوته محاولاً ربط الاشياء ببعضها البعض فهو يعلم بان هناك شئ اخر يتم من خلفه لكنه لا يعلم ما هو ..
ظل يعيد بعقله جميع ما حدث حتى ضربته الحقيقة كالصاعقه فشقيقه وراء كل هذا...لما شرايط المراقبه تلك ظهرت الان بعد مرور ما يعادل ٦ اشهر منذ دخول ذلك الحقير لغرفة حياء.... لما هو الذى اتى بعبد المنعم و لم ينتظر حتى يخبره هو بذلك
تناول هاتفه سريعاً متصلاً برئيس الامن المسئول عن شركاته تمتم سريعاً عندما وصل اليه صوته من الطرف الاخر
=قولى يا مهدى هو تصليح عطل فى شرايط المراقبه ممكن ياخد قد ايه ..؟
اجابه مهدى بهدوء
=على حسب العطل يعنى فى العادى ممكن ياخد يوم يومين ...لكن لو العطل كبير وصعب ممكن يوصل لاسبوع
تمتم عز الدين من بين انفاسه الحاده
=اسبوع ...؟!
اجابه مهدى مؤكداً
=ايوه يا عز باشا ده فى حالة اذا كانت الشرايط شبه مدمره...
انتفض عز الدين واقفاً بعد ان اغلق مع مهدى يقبض بيده فوق حافة الشرفة يعتصرها بغضب بينما جسده كان ينتفض بغضب متمتماً من بين انفاسه اللاهثه
=يا ولاد الكلب....و دينى لاندمكوا على اليوم اللى اتولدتوا فيه
تناول هاتفه مرة اخرى متصلاً هذه المره بياسين الذى امره بان يضع كلاً من عبد المنعم و سالم تحت المراقبه..
ظل عز الدين جالساً بمكانه بالشرفة حتى حل الظلام عليه يشعر بنيران الغضب تعصقدف به لا يعلم لما فعل به سالم ذلك لم اراد ان يؤذيه بهذا الشكل... شعر ايضا بالندم يتأكله من الداخل بسبب شكه بحياء كيف امكنه تصديق ذلك عنها لكنه ارجع ذلك الى خوفه الدائم الذى كان يصاحبه منذ ان وقع بحبها فقد كان يعتقد دائماً بانه سوف يفقدها ويفقد هذه السعاده التى يعيشها باى لحظة لعن نفسه بحده نهض ببطئ واخذ يتجول بالمنزل لكن عندما دخل الى الغرفة التى قام بتخصصيها من اجل رفاهية حياء فقد قام بملئ الغرفة بجميع انواع الروايات و الكتب التى تعشقها حتى انه وضع لها تلفاز بحجم الحائط حتى تستطيع مشاهدة مسلسلاتها ارتسمت فوق وجهه ابتسامه حالمه عندما تخيلها تجلس باحدى اركان الغرفة وهى تقرأ احدى روايتها باندماج تام كعادتها..
زفر ببطئ فاركاً وجهه بحنق فلم يعد يتحمل الابتعاد عنها اكثر من ذلك..فقد اشتاق اليها كثيراً ..اشتاق للشعور بها بين ذراعيه لضحكاتها الصاخبه المرحه..لغضبها..لتحديها له و عنادها لحنانها الذى تغدقه بها دائماً يجب ان يذهب اليها الان وتعويضها عن معاملته القاسيه لها خلال الايام الماضية
اتجه على الفور نحو باب المنزل مغادراً المكان باقصى سرعته متلهفاً لرؤيتها والشعور بها بين يديه مرة اخرى ..
!!!!***!!!!***!!!***!!!!***!!!***!!!!
وصل عز الدين الى المنزل الذى كان هادئاً تماماً و ذلك كان طبيعياً للغايه حيث كان الوقت قد تجاوز منتصف الليل...
صعد على الفور الى جناحهم مباشرةً صاعداً الدرج كل درجتين معاً
دخل الى الغرفة ملتقطاً انفاسه اللاهثه بصعوبه ممرراً عينيه بانحاء الغرفة بحثاً عن حياء لكنه تجمد بمكانه شاعراً بالبرودة تتسلل الى جسده عندما وجد الغرفه خاويه تماماً اتجه نحو الحمام بقدمين كالهلام غير قادرتان على حمله حتى يبحث عنها به
لكنه شعر برجفه حاده تسرى فى سائر جسده فور ان وقعت عينيه عليها جالسه بركن الاريكه منعقدة حول نفسها كالجنين و هى مستغرقه بالنوم
اقترب منها ببطئ وانفاسه اصبحت حاده لاهثه يتشرب ملامح وجهها التى يعشقها بشغف جلس على عقبيه امامها ممرراً يده بحنان فوق وجنتيها هامساً باسمها بصوت مرتجف فتلملمت في نعاسها علي اثر حركته تلك فتحت عينيها ببطئ ترفرف بجفنيها عدة مرات و هى تنظر اليه باعين متسعه ظناً منها بانها تحلم او ان عقلها قد صوره لها من سدة اشتياقها له لكن عندما شعرت بلمسه يده فوق وجهها علمت بان هذا ليس حلماً بل حقيقة و انه متواجد معها بالفعل انفجرت فى بكاء حاد فور ادراكها ذلك...
انتفض عز الدين بمكانه جاذباً اياها على الفور محتضاً اياها بحمايه بين ذراعيه شاعراً بالم يكاد يحطم روحه الي شظايا عندما رأها تبكى بهذا الشكل فهو يكره رؤيتها حزينة خاصة اذا كان هو من كان السبب فى حزنها هذا فهو يعلم بانه كان قاسياً معها خلال الايام الماضية
همس بصوت مرتجف محاولاً تهدئتها و شهقات بكائها التى اخذت تزداد تمزق قلبه
=اهدى ..اهدى يا حبيبتى..
ظل ضامماً اياها بين ذراعيه بحماية ممرراً يده بحنان فوب ظهىها متمتماً لها بكلمات مهدئه لطيفه...
و عندما هدئت تماماً ابعدها بلطف ممرراً يديه فوق وجنتيها يزيل دموعها العالقه برقة
= احسن... ؟!
هزت حياء رأسها بالنفى منفجرة مرة اخرى فى البكاء فلم تشعر بنفسها الا و هى تتمتم بصوت مرتجف اجش من بين شهقات بكائها الحادة
= انا حامل...
تراجع عز الدين الى الخلف بحده حتى كاد ان يسقط فوق الارض من شدة الصدمه التى تعرض لها ...