رواية أخباءت حبه الفصل التاسع عشر 19 بقلم محمد ابو النجا


 رواية أخباءت حبه الفصل التاسع عشر بقلم محمد ابو النجا 

تتراجع ساره مع سماع
ذلك الصوت الذي يتحدث
إليها من خلف الباب
وهى تكاد أن تصرخ من 
شدة الرعب والصدمه وهو
يكمل بصوت أجش :
لقد أشتقت إليك حبيبتي...
وأريد رؤيتك..
عقلها كان عاجز عن التفكير..
هل تصرخ بكل ما أوتيت من
قوة فى هذا الظلام ...؟
وتسمع كل الناس ليهرعوا
 لإغاثتها...؟
أم تستنجد بزوجها الكفيف
الذى يكرهها...؟
فى النهاية لازت بالصمت..
وهى تسمعه ينادى : 
ساره ...
ساره ..افتحى الباب ...
يسقط قلبها بين قدميها..
أنه يعرف اسمها..!
من يكون ذلك الرجل..!
اقتربت وحاولت فتح نافذة
الباب الصغيرة الجانبية ...
لكنها تراجعت بأصابعها 
من شدة الخوف وتسمعه 
يهمس : ساره أريد الحديث
معك...
افتحى الباب...
أرجوك...
لقد اغلقت نور المنزل بأكمله
من أجل الحديث معك ..
أنا أحبك...
اللعنه على زوجك الكفيف..
تبًا له...
افتحى يا ساره..
ليس هناك أحد يحبك أكثر 
منى...
ساره بصوت خافت : 
من أنت..؟
ابتعد عنى...
سأقوم بالصراخ إن لم تذهب
من هنا...
الرجل بصوت خافت :
أهدىء...
أهدىء ياعزيزتى...
ولكن تذكرى سأعود ..
سأعود إليك مجددًا...
فأنت فقط لى ..
وأنت فقط حبيبتى...
بعدها كان صوت وقع أقدامه
تبتعد..
ويصرخ قلب ساره من 
شدة الرعب ..
والحيرة..
 والفزع...

******
(إذن فهو الشخص المجهول
الذى يلقى برسائله عبر 
شرفة منزلك)
نطقت رحاب جملتها عبر الهاتف
وهى تحدث ساره التى كانت
ما تزال ترتجف مما حدث
وهى تقول بصوت ضعيف :
لست أدرى.. ربما...
لكنى خائفه.. خائفه بشده..
لقد أفزعنى..
ولم استطع فعل شىء ...
تجمدت الصرخه فى حلقى..
حتى وإن فعلتها لا أستطيع 
لقد توقعت وتخيلت
 رد فعله لو قمت بالصراخ..
بالتأكيد سيفر هاربًا..
وبالتأكيد سأثير حاله من 
الضجيج والضوضاء
والشوشرة..
وسيزيد الحديث فى الحى 
الجديد عنى..
وسأصنع قصة على ألسنة
الناس...
رحاب فى تعجب :
ياالهى..
لم اتوقع أو أتخيل 
أن كل هذا سيحدث لو 
كنت قد قمت بالصراخ ...
يبدو بأنك قد فكرت بسرعه
فى النتائج...
سرعة بديها رائعه...
تتنهد ساره : المهم الآن..
ماذا أفعل لو عاد مرة أخرى..؟
لقد أخبرنى أنه قد فصل التيار
الكهربى عن المنزل من أجل 
الصعود إلى شقتى..
رحاب فى تعجب : 
بلا شك بأنه مجنون ..
طريقة ألقاءه للرسائل إلى
نافذتك توحى بأنه شخص 
غير طبيعى..
ساره فى خوف واضح : 
إذن ماذا أفعل...؟
أنا خائفه...
رحاب تأخذ نفسًا عميقًا :
من رأى أن تخبرى والدك..
أو اخوتك..
بالتأكيد سيحاولون
 مساعدتك..
تنفى رحاب : لا أعتقد ذلك
فمنذ أن طرأت قدمى 
بيت محمود لم يتذكرنى
سوى أمى...
بزياره واحده فقط سريعه ..
من الواضح عدم رضاهم 
عن زواجى من محمود..
رحاب : وكيف وصل 
بك الحال مع محمود الآن..؟
ساره في صوت مهموم :
يبدو بأنى قد أخطأت حينما 
تخيلت بأن سعادتى فى 
الزواج من الشخص الذي
أحبه...
لكن للأسف..
لم أجد ذلك الرجل..
لا حديث بيننا إلا بكلمات 
قليله..
أننى خادمه وممرضه له 
فقط..
أننى لست زوجه ..
كل واحد منا فى حجرة 
منفصله...
إنه يكرهنى..
لكنى إلى الآن ما زلت متمسكه
به ..
كثيرًا ما أسأل نفسي..
لماذا وافق على الزواج منى ..!
مادام لا يقبلنى إلى هذه 
الدرجه...!
هناك ثغره لا أستطيع
الوصول إليها...
حلقه مفقودة...
رحاب بصوت خافت :
ماتزال أمامك الفرصه ..
يمكنك الطلاق ..
ولن يلومك أحد...
ساره بكل قوة : لا..
أنه آخر ما أفكر فيه...
رغم كل ذلك ...
أعلم أنه بحاجه لوجودى..
كيف يمكنه أن يعيش لو
ابتعدت عنه..
سيموت وحده...
تتنهد رحاب : ليته يعلم
بكل حبك هذا ويقدره...
تتساقط دموع ساره :
يبدو من الصعب إخراج حبيبته
(منى) من قلبه ..
فهو يحبها مثل 
ما أنا أحبه...

*****
(أريد هاتفى)
نطق محمود جملته أمام
زوجته ساره التى تحركت 
واحضرته وهى تقول : 
هل تريد الإتصال بأحد...
محمود بلهجه حاده : 
لا شأن لك ..
وضعته ساره بين راحت يده 
فى صمت ..
وهى تطلق زفير ..
وقبل أن تدور 
بجسدها يهتف لها من جديد :
أريد منك شىء آخر...
تجلس ساره إلى جواره وهى 
تستند بذقنها على راحت يديها
وتطلق تنهيده قائله بسخريه :
ماذا هناك...!
ربما تريد صفعى بيدك..
أو بركله فى معدتى ..
يتجاهل جملتها وسخريتها
وهو يمد
بالهاتف يقول ببرود :
 هناك مقطع صوتى
مسجل بإسم حبيبتي...
أريد منك البحث عنه ...
وتشغيله ..
تتراجع ساره مع جملته وهى
تشعر بقلبها يتمزق وهو يقول
: لقد اشتقت لسماع صوتها..
تتجمد الدماء في عروقها
وبدموعها التى تتساقط 
بسرعه...
ولكنها تستجيب لطلبه...
وهى تراه يستمع لصوتها ..
لقد كان هيمان رغم حروق
وجهه..
كان العشق ينبعث من بقايا 
ملامحه..
فجأة...
رنين هاتفها...
تتحرك ناحية الشرفه ..
وهى تلامسه...
لقد كانت صديقتها المقربة
رحاب ..
التى تحدثت إليها بنبرة 
صوت عاليه وهى تقول :
مفاجأة..
مفاجأة ياساره...
يخفق قلب ساره بقوة 
وهى تسأل فى شغف : 
ماذا حدث..!
ساره لقد علمت من هو 
الشخص الذي يلقى لك 
بالرسائل إلى نافذتك...
ولم تصدق ساره ما تسمعه..
لم تصدق كلمات رحاب ..
ولم تتخيل من تكون تلك 
الشخصيه ...
لم تتخيلها ابدًا..

تعليقات



×