رواية معذب قلبى فى اسرائيل الفصل التاسع عشر بقلم شريهان سماحة
عبرت سيارة مى من باب الفيلا الخارجى ماره على حديقتها إلى أن توقفت فى المكان المخصص لها لتهبطت وبجوارها خديجة متجهين للداخل .. فتفجأ كلا منهما بجلوس حمزة فى الحديقة والذى وقف عند رؤيتهم ملتفتا لهم بوجه متعصب واضعا يداه فى جيب بنطاله بينما صديقه مازال يجلس يداعب كلبه
إرتبكت خديجة عند رؤية وجه هكذا فقالت سريعا لشقيقتها :
- مى أنا هطلع على فوق على طول شكل فى حاجه مضيقاه
تمسكت بها مى جيدا مردده بغيظ :
- ياسلام ياأختى وتسبينى أنا كبش فدا..
أبتلعت خديجة ريقها قائلة بحيره تملكتها :
- طب هنعمل إيه دا شكله عاوز يطيرنى مش شيفه بيبصلى إزاى
جذبت مى ذراعها وهى تسير بأتجاهم قائلة بصوت منخفض :
- تعالى نسلم عليهم وهو مش هقيدر يعملك حاجه طول مامعه صاحبه وكمان نعرف زعلان منك ليه أحسن من الهروب
وصلا كلتهما الى مجلسهم مرددين التحية
فرد عليهم حمزة وهو مازال على نفس حالته بينما إلتفت يوسف على صوتهم مرددا التحيه غير مصدق ما يراه فأقترب من حمزة موشوشا له عند أذنه :
- اللهم صلى على النبى ...مقولتليش يعنى أن للجميل نسخه تانيه
سحب حمزة أحدى يده من جيب بنطاله لينغز بها يوسف فى جانبه بينما تقدم بأتجاه خديجة يمسك يداها ملتفتا لمى وليوسف قائلا لهم بأبتسامه مصنعه :
- عن أذنكم خمس دقايق بس أقول كلمتين لمراتى على إنفراد
وهما يغادر وخديجة بجواره تثتغيث بعينيها بمى ولكن ما باليد حيله .. إلا إنه تذكر شئ فترك يداها ورجع ليوسف قائلا عند أذنه مكز على إسنانه :
- ياريت نتلم دى أختى .. يعنى هروح خمس دقايق وأرجع ألقيك كده مالى مركزك وقاعد محترم زى أبو الهول بالظبط وإلا هزعل وأنت عارف زعلى ببقا أزاى
إنتهى من جملته وإلتفت مغادرا ممسك بكف خديجة بتملك شاعرا بأرتجاف جسدها فى يده
بينما نظف يوسف حنجرته محدثا نفسه بأضطراب :
" إيه ياعم حمزة هو أنت شوفتنى واخدها لسمح الله على شقه مفروشه ! "
قطع أسترساله مع نفسه على صوت مى تمر بجواره بتجاهل تام متجه لكلبه تداعبه بسعاده :
- ياأختى جميلة أنت حلو كده ليه ..
فجلس يوسف سريعا بجانبه متأملا جمالها قائلا ببلاها وهو يضم سبابتى يداه بجوار بعضهما:
- على فكره أنا أخوه الروح بالروح !
ضمت مى حاجبيها قائلة بأستغراب :
- نعم !
شعر يوسف بما لفظه فقال مصححا لها بلهفه مبتسما :
- قصدى أنا صاحب الكلب ده ... وفى القريب العاجل جدا وركزيلى على جدا دى ناوى أتاهل
ضحكت مى على طريقة حديثة
فأنفرجت إسارير يوسف عند رؤيته لضحكتها فقال بسعاده تجتاحه وبصوت عالى نسبيا رافعا يداه لﻹعلى :
- بركاتك ياحاجه صفيه دا أنتى طلعتى داعيلى بضمير
أخذت مى تسترسل فى ضحكاتها دون توقف على روح وأفعاله يوسف المرحه..
------------------
إتجاها حمزة بخديجة إلى غرفة المكتب وقام بقفل الباب خلفهم وألتفت لها مقتربا بوجه متهجم قائلا :
- كنتى فين وأيه اللى أخرك كده
أغمضت عيناها وفتحتهم وهى لا تصدق ماتسمعه أحقا حمزة يسالها أين وفين أهى فعلا مهمه له لتلك الدرجه ! ..أهى حقا تعنيله بشئ !
فاقت من شرودها على صوته يرتفع قليلا بضيق للأجابه فهمت تجاوبه بسعاده داخليه تجتاحها :
- أنا بلغت عمى أن مى هتعدى عليا وتوصلنى هو مش بلغك
تقدم أكثر منها يحاول إلجام غضبه حتى لا يصيبها قائلا بطول صبر :
- وتبلغيه ليه إنت مش عرفه أن أنا جوزك ومفروض تبلغى أو تستأذنى منى أنا
إومأت خديجة باﻹيجاب وهى تنظر بعيونها لﻹسفل فى خجل فهو محق فيما يتحدث به قائلة بنبرة أسف :
- أسفه مكنتش أعرف أن ده هيزعلك
أغمض عينيه واضع يده فى وسط جسده يزفر ببطئ شديد كأنه يخرج طاقته السلبيه .. فهى بحالتها تلك أعطته مخدرا قويا ليهمد غضبه الناتج عن عدم رؤياها لساعات
كان سعيدا اليوم بأيصالها لعملها وهى بقربه ينعم بوجودها حتى وأن كان بينهم فى الصباح حديثا مقتضابا ... ودعها على أمل لقاء العوده ينعم بمثل تلك الدقائق ولكن مكالمة والده أوقفت تطلعاته فى دفء قربها اﻷمر الذى جعله أعمى لايدرك ما يفعله وغضبه يسيطر عليه نتيجه لعدم رؤياها ...
ولكن اﻷن بحالتها تلك أنسته غضبه بل أصبح يريد أن يلتهمها
إقترب ببطئ شديد قائلا لها بنبرة حانيه:
- فين تليفونك
رفعت خديجة عيونها بتوتر قائله بإستفسار:
- ليه
- علشان عوزه
فقالت بتوتر يجتاحها :
- طب قولى عوزه ليه وأ...
قطع حديثها مستغربا رفضها قائلا بنبرة صارمه :
- خديجة ... بقولك هاتى التليفون
لم يعد باﻷمر حيله بعد سماع أسمها منه ﻷول مره فهمت تخرج هاتفها بأرتباك وتعطيه له بيد ترتعش فأخذه على الفور وقاما بفتحه ولكن وجد كلمة التأمين الخاص به تطلب فأعطاه لها مره أخره لفتحه فقالت بتعلثم وأرتباك :
- ضرورى
فنظر لها بأستغراب قائلا بصرامه :
- خديجة فى إيه ؟!
قالت سريعا وهى تفتحه قبل أن يتعصب:
- مفيش حاجه خلاص فتحته
أخذه من يداها وهى تجاهد بألا تنهار إمامه
إستغربا حمزة حين أخذ الهاتف ضما حاجبيه وهو يستوعب ما يرى فصورة والديها كانت أسفل كلمة التأمين ولكن الصورة الداخليه للهاتف كانت صورته هو !!
فرفع بصره سريعا لها يستوعب ما يراه فرائها تفرك يداها بتوتر ناظره لﻹسفل
فرسم إبتسامة نتيجه لسعادته الداخليه على جانب ثغرة قائلا لها وهو يحرك أطراف أصابعه عليه :
- أنا سجلت رقمى ورنيت عليه علشان إسجله عندى وتانى مرة اﻷستأذن يبقا من جوزك
أومات باﻹيجاب وهى ماتزال على حالتها تلك فأقترب منها واضعا الهاتف بيداها قائلا لها بخبث :
- من إيه
توترت خديجة وعيونها مازالت تنظر لﻹسفل قائلة بأرتباك :
- منك
- عاوز أسمعها منك صريحه
ظهر نضج الطماطم من خديها على إصراره فقالت سريعا مبتلعه ريقها :
- من جوزى
أقترب أكثر إلى أن حاوط خصرها بيده يضمها أليه بشده قائلا بهمس :
- طب بدال أنا جوزك فى حد يتكسف منه ولا يتوتر بالشكل ده
ثم إنحنى بوجهه يقبل عيناها من فوق جفنيها كل واحده على حده وهى ناظره بهم لﻹسفل مردد بعشق :
- العيون دى بالذات متتخباش منى .. طول ماانا معاكى متبصيش فى اﻷرض متعرفيش أنا بيحصلى إيه لما بتخبيهم عنى
فتحت عيونها لﻷعلى على أخر حدودهم ناظره له تريد إحتضانه بداخلهما لاتصدق ماتسمعه وقلبها ينفض بشدة راجيه أن يلطف بها فهى أضعف بكثير...
هبط بشفتاه على شفتيها ولم تدرك أنها رفعت يداها تحيط عنقه من الخلف مستجيبه كليا لقبلته تلك بهيام تكاد تطير فرحا بمشاعره التى يشعر بها وصرح بها تجاهها بينما آحاطها هو بتملك عندما شعر بيداها تحيطه وبتجاوبها معه..
إلا إن أستفاق من حالتهم تلك على صوت الباب يحاول من فى الخارج فتحه فأبتعدا سريعا على دخول والده الذى تفاجأ بهم فى غرفة مكتبة ناظرا بأستغراب لهم مردد:
- فى حاجه ياولاد أيه اللى جايبكم هنا
أرتبكت خديجة وجسدها صار ينتفض مردده بتعلثم وعدم سيطرة على حديثها :
- ع...عم...عمو أنااااا...
حينها مسك حمزة يداها يبث بها طمائنينه نظرا لها بثقه ملتفتا بوجه لوالده مردد بأبتسامه :
- أبدا يابابا كنت بقول لمراتى على كلمتين مهمين ..حمدلله على سلامة حضرتك
ثم جذبها من يداها مغادرا الغرفه تاركين حسين لايصدق بفرحه عارمه ما يراه ولا ما يسمعه .....
----------------
سحبت يداها من يده فورا مغادرتهم لغرفة المكتب تركض لﻷعلى بخجل مما تمر به على يداه
بينما هو إبتسما أبتسامة عزبه تعبر به عما يشعر به وهى بجواره محدثا نفسه وهو يضع يداه بداخل جيب بنطاله " هيجى اليوم اللى مش هتقدرى تهربى منى فيه وأنا بثبت للعالم كله أنك ليا "
لكن محت إبتسامته فورا على تذكر يوسف ومى فالتفت سريعا لحديقة المنزل يرى ما ألت اليه الأمور ....
-----------------
قدما على صوت ضحكاتهم العالية مستشيطا فهذا هو يوسف دائما لا يعتق أحد من مواقفه المضحكه
فرأت مى قدوم حمزة فقطعت ضحاتها تسأله على شقيقتها
فردد حمزة بوجه متهجم قليلا قائلا لها :
- خديجة سبقتك على فوق وقالتلى إبلغك
أومأت باﻹيجاب وهى تقف من جلستها بجوار زيكو تودعه قائلة له :
- سلام يازيكو هتوحشنى أوى .. وكانت فرصه سعيد ياأستاذ يوسف
وقفا يوسف سريعا بأهتمام قائلا لها بنبرة هيام :
- لا ماهو زيكو هيتبت هنا إن شاء الله مش هيمشى خالص
أبتسمت مى قائلة بسعادة :
- والله يبقا أحلى خبر سمعته وأنا ههتم بيه جدا لو حضرتك مش قادر
ثم همت تستأذنهم مغادرة
ويوسف ناظرا على طيف مغادرتها لا يستطيع السيطره على هيامه بها
فلكزه حمزة فى يداه قائلا له فى غيظ مقلدا طريقة حديثة :
- زيكو متبت هنا ... مش خليتك انت وزيكو تفلسعوا من هنا قريب ميبقاش أنا حمزة
تهجم وجه يوسف مردد بغيظ أكبر :
- أيه ياعم حمزة عاوز ياأخى أحصلك فى جمعتك ... وبعدين أنت عاوز تهيص جو وأنا أقف زى الموميا هنا ..
قبض حمزة على أطراف يده بقوه محدثا من بين إسنانه :
- دى مراتى يا ابو العريف اما دى لا هى خطبتك ولا مراتك
ثم إسترسل حديثه بنبرة تحذير :
- ياريت تحط الكلمتين دول فى عقلك !!
غمز يوسف بعينيه قائلا له بتحدى:
- طب إستعد بقا ﻹن قريب قوى هتكون مراتى وأنت اللى هتسلمها ليا
أبتسم حمزة على حديثه مهزا رأسه فى يأس وهو يستوعب كلامه مرددا :
- مجنون وتعملها