رواية بستان حياتي الفصل الثامن عشر 18 بقلم سلوى عوض


 رواية بستان حياتي الفصل الثامن عشر بقلم سلوى عوض



سليم (بجدية): مش أنت كنت ظابط يا بني؟

عمر (بثقة): إيه كنت دي؟ أنا لسه زي ما أنا.

سليم: طيب لو سألتك عن حد في البلد، هتجاوبني عنه كويس؟

عمر (ضاحكًا): أوعى تكون هتتجوز على أختي!

سليم (بنبرة جدية): يا ابني، افهمني. في واحد اسمه وليد الخضري... عايزك تسأل عنه، بس بيني وبينك.

عمر (بتفاجؤ): أوعى يكون قصدك على اللي كان متقدم للبت أمنية؟

سليم (بدهشة): قصدك جوزها؟

(يندهش عمر أكثر وتتغير ملامح وجهه تمامًا)

عمر: إيه ده؟ هما اتجوزوا؟ حصل إمتى وازاي ده؟

سليم: مش وقت استغراب يا عمر. بسألك سؤال تجاوبني عليه، تعرف حاجة عنه؟

عمر: كل اللي أعرفه إنه اتقدم لأمنية وجدّي رفضه، بس السر كله عند بستان. إنت عارف جدي مش بيخبي عليها حاجة.

سليم (بتوتر): طيب، اخرج وابعتلي بستان. الواحد ميستفدش منك بحاجة أبدًا.

عمر (ضاحكًا): إنتو جايبني هنا عشان تهزّقوني ولا إيه؟ (يخرج وهو يضحك وينده على بستان)

(تدخل بستان المكتب)

بستان (بقلق): مالك يا سليم؟ شكلك متغير ليه؟

سليم: هحكيلك يا بستان كل حاجة، بس مش لازم حد يعرف.

بستان (بقلق): حاضر يا سليم.

(يبدأ سليم في سرد ما حدث)

بستان (بحزن): بس وليد ده اتقدم كذا مرة، وجدو كان بيرفضه كل مرة.

سليم: اللي عايز أعرفه منك، جدي كان بيرفضه ليه؟

بستان (بتنهيدة): هقولك... لما وليد اتقدم لأمنية واترفض كذا مرة، أمنية كانت زعلانة جدًا. فقررت أسأل جدك ليه بيرفضه. لما سألته، قالي: "يا بنتي، ده خطب كذا مرة، وكل مرة كان بيعمل نفسه غني، ولما الناس يعرفوا حقيقته إنه مش كويس وبيكدب، كانوا بيفسخوا الخطوبة. بس للأسف كان بيسوء سمعة البنات دي".

سليم: وعمك فؤاد يعرف الكلام ده؟

بستان: أيوة، يعرف، وأمنية كمان تعرف، بس مصدقوش جدو.

سليم (بغضب): بقى كده!

بستان: طيب وإنت هتعمل إيه يا سليم؟

سليم (بحسم): هخلي فؤاد وأمنية يعرفوا حقيقته، بس بعد ما يعرفوا أن الله حق.

#بقلم_سلوى_عوض
-------------------------------
في قصر العمري بالصعيد، كانت سهير جالسة مع فؤاد في جنينة القصر.

سهير (بدلع): بجولك يا فؤاد، عاوزاك تشتريلي بيت وتكتبه باسمي، وكمان عاوزة مبلغ محترم في البنك باسمي. ولا إنت عينك على الورث اللي أنا ورثته؟

فؤاد (بثقة): ده إنتِ فداكي الدنيا كلها. عينيا هعملك اللي إنتِ عاوزاه وأكتر.

في نفس الوقت، في جزء آخر من الجنينة، كان وليد وأمنية يتحدثان معًا.

أمنية (بتلقائية): كل ده يا وليد من يدي

وليد (مُمثِّلًا الحزن): مليش نفس والله يا أمنية.

أمنية (بقلق): مالك بس يا وليد؟

وليد (بتنهيدة): مفيش يا أمنية.

أمنية: لا، وغلاوتي عندك، لازم تقول.

وليد (بتمثيل مُتقن): مدام حلفتيني بغلاوتك هقولك. بصي يا أمنية، من فترة استلفت مبلغ كبير من صاحبي عشان أدخل مشروع، وكنت ناوي لما المشروع ينجح أجي أطلبك رسمي عشان جدك مايرفضنيش. بس للأسف، المشروع خسر وخسرت كل حاجة معاه. الراجل اللي استلفت منه معاه وصولات وكمبيالات، وعايز يحبسني. أنا مش عارف أعمل إيه. الدنيا واقفة في وش جوازنا 

(يتوقف للحظة، ثم يتابع بتمثيل متقن): على العموم، لو اتحبست، اعرفي إني عمري ما حبيت غيرك، وكل اللي عملته ده كان عشانك.

أمنية (بصدمة): إيه الكلام ده؟ ومين اللي هيسيبك تتحبس؟ كام المبلغ ده؟ نرمهوله في وشه.

وليد: كفاية، مش عايز أخد منك فلوس تاني.

أمنية: فلوسنا هي فلوسك يا وليد. وبعدين، إيه لزمتها الفلوس من غيرك؟

(يخبرها وليد بالمبلغ)

أمنية (بحسم): كده كده ابويت وسهير جاعدين في الجنينة، هطلع أجيب لك الفلوس حالًا. تديها له، وتچيب ورقك اللي معاه وتجطعه.

وليد (بخبث): ما تحرمش منك يا روحي.

(تذهب أمنية لتحضر المال، تعطيه لوليد، ثم يغادر بحجة سداد الدين).

#بقلم_سلوى_عوض
-----------------------------------

بعد ساعة:

فؤاد: إنتِ عايزة أي بيت ولا في حاجة معينة في بالك؟

سهير: لا، بيت معين أنا عرفاه، وكلمت أصحابه، مستنينا نروح نكتب العجود.

فؤاد: هنروح امتى

سهير: خير البر عاجله. يلا دلوقت.

فؤاد: جهزي حالك لحد ما أطلع أجهز وأجيب الفلوس. آه صح، هما طالبين كام؟

(تخبره سهير بالمبلغ، ثم تبتسم بدلع).

سهير: البس الجلابية الرمادي وعليها العباية الرصاصي. بتبقى جمر فيهم يا فؤاد.

فؤاد (مازحًا): مش خايفة البنات تعاكسني؟

سهير (بهدوء): المهم إنت رايد مين؟

يذهب فؤاد ، بينما سهير تحدث نفسها قائلة: "قال بنات تعاكسه قال، داهية في خلقتك".

(يذهب فؤاد لغرفته ليفتح صندوق الفلوس).

فؤاد (يحدث نفسه): الفلوس جلت كده ليه؟ يلا مش مهم. لسه البنك والأراضي وبجيت الحاجات. كله عشان لهطة الجشطة اللي تحت دي. يا بختك يا فؤاد يا أبو العمري. هتجضي باجي حياتك مع فرسة، مش نجوى اللي كركبت دي وبومة مورهاش غير البُكى.

(يأخذ الفلوس ويغادر مع سهير لشراء المنزل الكبير).

#بقلم_سلوى_عوض
------------------------------------

بعد يومين في القاهرة

(يتصل عصام بسليم)

عصام: إيه أخبارك يا صاحبي؟

سليم: الحمد لله يا صاحبي، عرفتلي حاجة عن الواد ده؟

عصام: عرفتلك كل حاجة عنه هو وأخته.

سليم: أنا معنديش شك في قدراتك. احكيلي يا صاحبي.

عصام: اسمع بقى يا سيدي... الواد ده متجوز واحدة في إسكندرية، أهلها جزارين كبار، وكان فاكر إنه هيعيش في العز. لكن مراته بخيلة جدًا، ومبتدلوش مليم، ومش قادر يطلقها لأنه خايف من أهلها. كمان هما مكتبينه مؤخر كبير، ومفهمهم إنه قاعد في الصعيد مع أمه وإخواته الصغيرين.

سليم: هي أمه عايشة وعنده إخوات؟

عصام: لا يا سيدي، بيضحك عليهم. معندوش غير سهير بس. وطبعًا هو عارف إن مراته في إسكندرية مش هترضى تسيب بلدها وتروح الصعيد، عشان كده عرض عليها كذا مرة وهي رفضت.

سليم: وإيه تاني يا عصام؟ في حاجة تاني عنه؟

عصام: فاشل ونصاب ومدمن قمار. وبالنسبة لسهير، ما تختلفش عنه كتير. الهانم اتجوزت مرتين من رجاله كبار في السن، لكن بعد ما ماتوا طلعت من المولد بلا حمص عشان عيالهم طردوها. والتالت شبهها، وهي متعرفش إنه نصاب. رمى عليها يمين الطلاق، ولما مشيت ردها تاني. دلوقتي بيدور عليها ومش عارف يوصلها.

سليم: طب تعرف حاجة عن جوزها ده؟

عصام: آه طبعًا. هبعتلك كل بياناته في رسالة.

سليم: متحرمش منك يا صاحبي.

#بقلم_سلوى_عوض

------------------------------------
في الخارج
(بعد أن أجرى الجد العملية ونجحت، طمأن الأطباء جمال عليه)

جمال: الحمد لله يا صافي، أبويا بقى كويس أوي بفضل ربنا، وأنا مش هنسى جميلك ده أبدًا.

صافي: متقولش كده يا جمال، والدك في مقام والدي.

جمال: على العموم، الدكاترة قالوا كلها 10 أيام، ونقدر نرجع مصر. أنا هكلم سليم وأبلغه عشان يفرحهم.

(ثم يذهب جمال ليتصل بسليم ليخبره بنجاح عملية الجد وأن حالته مستقرة ليطمئن الجميع).

#بقلم_سلوى_عوض
--------------------------------------------

في القاهرة، منزل العمري

(أثناء جلوسهم على العشاء)

سليم: جهزوا نفسكم بكرة إن شاء الله، مسافرين البلد.

فريد: ليه، في حاجة حصلت؟

سليم: مفيش حاجة، بس إحنا هنسافر كلنا.

فريد: مش هينفع يا سليم، مش عايزين مشاكل مع عمك فؤاد.

سليم: محدش هيقدر يتكلم، بس تسمعوا كلامي الي هقولكم عليه.

(يخرج سليم ويتركهم في حيرة )

(يتصل سليم بالعمدة)

سليم: إزايك يا عمي، أخباركم إيه دلوقتي ومرات عمي نجوى عاملة إيه؟

العمدة: كويسين يا ولدي، الحمد لله.

سليم: عايزك تجهزلي مخزن كبير بس بعيد عن سراية جدي، وعايز 10 رجالة شداد قوي.

العمدة: ليه كل ده يا سليم؟

سليم: بعدين يا عمي، إحنا كده كده جاين البلد إن شاء الله.

العمدة: آن الأوان يا سليم يا عمري يا صغير.

سليم: آن الأوان يا عمي، إن شاء الله، وكل حاجة هتتحل.

العمدة: الله أكبر عليك يا ولدي، خدت طبع جدك والحكمة والعقل.

سليم: ربنا يخليك يا عمي.

العمدة: مش مجاملة والله يا ولدي، ربنا يوفقك يا رب.

(يدخل سليم المنزل بعد أن أنهى مكالمته)

عمر (متسائلاً): طب مسافرين البلد، وعرفنا هنقعد فين بقى؟

سليم: إيه اللي فين ده؟ في سراية جدك طبعًا.

عمر: اللي هو إزاي ده؟

صباح: بجد ده يا سليم؟ والله يا ولدي، البلد والبيت والناس كلهم وحشوني قوي، بس ربنا يسامحه فؤاد.

سليم (ضاحكًا): خلاص يا حَماتي، محدش هيقدر يطلعنا من البيت.

صباح (مبتسمة): الله، حلوة أوي كلمة "حماتي" دي.

سليم: إنتِ حماتي ومرات عمي، وفي مقام أمي. بس سامحيني، معلش مش هقدر أقول "أمي" عشان صافي متغيرش.

فريد: فهمنا يا سليم، عايز تعمل إيه؟

سليم: هفهمكم، بس لازم تسمعوا كلامي وتنفذوا بالحرف.

#بقلم_سلوى_عوض

----------------------------------

في الصباح في الصعيد

بعد أن وصلوا البلد واتجهوا إلى سرايا العمري، يراهم الخدم ويبدأون في إطلاق الزغاريد، لينزل فؤاد مسرعًا.

فؤاد: في إيه؟ وإيه الزغاريد دي بقى؟

(لتراه صباح وتقول)

صباح: وه وه يا فؤاد، إيه اللي عامله في حالك ده؟ صبغت شعرياتك ولبست لبس البندر وكانك لسه شاب صغير!

فؤاد: مالكيش صالح بيا يا صباح، أنتو إيه اللي جابكم هنا؟

سليم (بخبث): مفيش، عرفنا إنك اتجوزت فقولنا نيجي نباركلك.

فؤاد: آه، نجوى هي اللي قالتلكم مش كده؟

صباح (بصدمة): وهو أنت اتجوزت صح ونجوى عارفة؟ شكلك اتجنيت!

سليم: آه يا مرات عمي، ده كمان جوز أمنية.

(تنزل أمنية من غرفتها على الصوت)

أمنية: إنتو مالكم؟ بالحديت ديتي ؟ روحوا مطرح ما جيتو

سليم: مبروك يا بنت عمي، وبعدين في حد يكلم ضيوفه كده؟

أمنية: الضيوف يجعدوا مؤدبين. (ثم توجه كلامها لصباح) معلش بقى يا مرت عمي، أوضتك خدتها مرت أبوي، وانتي يا بستان أنا خدّت الأوضة اللي كانت أوضتك.

سليم: براحتكم طبعًا، أحنا هنطلع نقعد في الدور اللي كان بتاعنا. اهو كده كده كبير وهيكفينا. بعد إذنك طبعًا يا عمي.

سليم (مستمرًا): آه صح، يا عمي، مش هتعرفنا على عروستك؟ مش هي كده كده قعدة هنا برضه.

فؤاد: ده بيتها، تجعد مطرح ما تحب.

(فريد متفهمًا لكلام سليم): إحنا قولنا نيجي نحضر الفرح ونقف جنبك يا عمي، أنت وأمنية.

فؤاد: كتر خيركم، طلعتوا ولاد حلال. ... (ثم يقول) روحي يا أمنية، اندهي وليد وسهير.

أمنية: حاضر يا بوي. (تذهب لتنده سهير وتخبرها أن تعاملهم على أنهم ضيوف وأنهم هم أصحاب المنزل).

(تنزل سهير بكل غرور)

سهير: أهلاً بضيوفنا، أكيد أنتو جايين تحضروا فرحنا أنا وفؤادي، مش كده برضه؟

سليم: طبعًا يا عروسة، أمال إيه؟

فؤاد: كلهم جايين يفرحوا بيكي يا عروسة.

(ينزل وليد، ويذهب ليرحب بهم، ثم ينظر إلى نور بنظرة غريبة تملؤها الإعجاب، ويحدث نفسه)

وليد (لنفسه): إيه الجمر ديه؟

سليم: يلا يا جماعة، نطلع نرتاح.

(يذهبوا جميعًا إلى دور جمال العمري)

فريد: فهمني في إيه يا سليم؟

سليم: أنا مش قولتلكم محدش يتدخل في تصرفاتي؟

فريد: مش هندخل، بس نفهم.

عمر: أنا هروح أقطع إجازتي.

صباح: اقعد يا ولدي، نرتاح ونفهم.

سليم: أنا عارف إنكم مش هتهدوا ولا ترتاحوا غير لما تفهموا كل حاجة.

(يجلس سليم ويحكي لهم كل ما حدث ماعدا ما بينه وبين جده والعمدة والحاجة ناديه)

فريد: تمام، وإحنا كمان هنساعدك، متنساش إن إحنا ولاد البلد وأدرا الناس بيها وبناسها.

سليم: تمام، أنتوا فعلاً لازم تساعدوني، وكل واحد فيكم هنا ليه دور. وتسمعوني من غير ما تتكلموا، وخصوصًا أنت يا فريد.

فريد: إشمعنى أنا يا سليم؟

سليم: عشان أنت حمقي يا فريد.

#بقلم_سلوى_عوض
---------------------------------
في غرفة فؤاد
فتح فؤاد صندوق الفلوس ليجد الصندوق فارغًا تمامًا.

فؤاد (لنفسه): اتصل بالبنك عشان الفلوس اللي كنت محوشها طول العمر خلصت! بس خلصت إزاي؟ تلاجيني خدت وأنا مش واخد بالي؟ (ثم يضحك) العروسة جنّنتك يا فؤاد.

(يمسك الهاتف ويتصل بمدير البنك، لأنهم من أكبر العملاء عندهم. وبعد الترحيب...)

فؤاد: جهزولي مبلغ هاجي أخده بكرة.

مدير البنك: مبلغ إيه؟ مش فاهم.

فؤاد: مبلغ من حسابي، إنت ناسي إن كل الحسابات اتنجلت باسمي؟

مدير البنك: طب اديني ساعة وهتصل بحضرتك.

فؤاد: براحتك، بس أهم حاجة تكون الفلوس جاهزة بكرة بعد الظهر.

(يغلق الهاتف مع مدير البنك، ثم يقول)

فؤاد: أروح أخد لهطة الجشطة ونخرجوا.

#بقلم_سلوى_عوض
--------------------------------

في دور جمال العمري في القصر الكبير
كان الجميع يجلسون معًا في القاعة، وكان سليم يقف بمفرده في الڤراندة يراقب فؤاد وسهير وهما يخرجون من المنزل ويركبان السيارة، ومن خلفهم كان وليد وأمنية في سيارة أخرى.

ثم نادت عليه صباح من الشرفة ليشربوا الشاي معًا. في تلك اللحظة، رن هاتف سليم، وكان من مدير البنك.

سليم (بترحيب): أهلاً، إزايك يا باشا، أخبارك إيه؟

مدير البنك: (يحكي له ما حدث مع فؤاد، وما يتعلق بحساباته)

سليم (بهدوء): عايزك تنيم فؤاد وتقول له إنه في شوية مشاكل في الحساب، وقدامها اسبوع عشان تتحل.

كان الجميع ينظرون إلى سليم بدهشة، مصدومين من ما يحدث .
تعليقات



×