رواية وشم علي حواف القلوب الفصل الثامن عشر 18 بقلم ميمي عوالي




 رواية وشم علي حواف القلوب الفصل الثامن عشر 18 بقلم ميمي عوالي 


 اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري، وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي، وأصلح لي آخرتي التي فيها معادي، واجعل الحياة زيادة لي في كل خير، واجعل الموت راحة لي من كل شر

18

وشم على حواف القلوب

الفصل الثامن عشر

لا احلل نشر او نقل الرواية باى مكان اخر دون اذن كتابى منى شخصيا و من يفعل دون ذلك يعرض نفسه للمسائلة القانونية 


فى الصباح الباكر و مع اول خيوط النهار انطلق حكم بصحبة رامى و الصغيرتين فى طريق عودتهم الى مسقط رأسهم مرة اخرى ليصلوا بعد اذان الظهر بوقت ليس بالطويل ، و ما ان توقفت السيارة امام باب الدوار حتى اسرعت الصغيرتين الى الباب الكبير لتدلفان منه و هما تصيحان باسم نجاة التى هرعت اليهما هى الاخرى بسعادة بادية على وجهها لتحتضنهما بحب و هى تقول لهما باشتياق واضح : اتوحشتكم قوى يا قلب خالة نجاة من جوة .. حمدالله على السلامة ، اوعاكم تغيبوا عنى تانى مرة 

ياسمين : لا خلاص .. دادى قال لنا اننا هنفضل هنا على طول 

ورد : و احنا فرحنا اوى عشان هنفضل معاكى

نجاة : و انى فرحانة اكتر منيكم بكتير ، قولولى بقى انبسطتوا في مصر 

لتسمع صوت حكم الواقف بالباب و انشغالها بالصغيرتين جعلها لم تنتبه له و هو يقول : أبدا .. ما حدش فينا انبسط

لتنظر له نجاة بلهفة حاولت مداراتها و قالت و هى تزدرد لعابها : حمدالله بالسلامة يا ابو ياسمين 

حكم : الله يسلمك 

نجاة : و ما انبسطتوش ليه كفالله الشر 

حكم : حكاية طويلة ، مش هينفع احكيها دلوك ، و معايا ضيف برة لازم ارجعله ، انا بس قلت اسلم عليكى و اتطمن ان البنات معاكى

نجاة و هى تضم الصغيرتين الى جناحيها : روح لضيفك ما تقلقش على البنات دول فى عينيا

حكم بامتنان : تسلمى .. بعد اذنك 

و ما ان استدار عنها حتى نادته قائلة : حكم

ليلتفت اليها مرة اخرى فيرتد طرفها ارضا بخجل و تقول : كنت عاوزة اسالك يعنى .. اخليهم يعملوا لك انت و ضيفك قهوة و اللا شاى على مانجهز الغدا يعنى 

حكم بابتسامة : اللى تجودى بيه يبقى كتر خيرك ، بس اما نرجع ، احنا هنروح نطل على حاجة اكده و راجعين تانى 

نجاة : ترجعوا بالسلامة ، على ماتعاودوا يكون الغدا جاهز ، و اكون كمان كلمت شيخون و عرفته انك عاودت بالسلامة 

حكم : تمام براحتك ، و عموما انى كمان هكلمه

ليذهب حكم بصحبة رامى الى الارض الباقية له من ميراث امه ، و يقوم بمعاينتها بمساعدة رامى و هما يضعان تصورا للمبنى الذى يريدان انشائه ، ليقول حكم و هو ينظر الى المكان من حوله : تفتكر لو فعلا عملت الشركة اهنه .. مش هتبقى بعيدة

رامى : انا شايف ان الموقع بتاعها ممتاز ، وسط العمار بما انها فى المركز ، و كمان قريبة من الكفر انا حسبت الطريق .. لقيته تلت ساعة بالظبط ، يعنى هيبقى سهل عليك انك تروح و تيجى كل يوم 

و رغم أنها دخلت كردون المبانى من سنتين بس .. الا ان ماشاء الله.. شوف المكان عامل ازاى ، اكنها متخططة من سنين مش مجرد سنتين ، و على ما انت كمان تشد حيلك و تطلع بالمبنى و تخلص الاجراءات القانونية و تبتدى شغل هيكون المكان اتطور اكتر من كده 

حكم بحماس : الحقيقة انت حمستني ، و هتخلينى ابتدى من الليلة دى ارسم التصميم اللى انا محتاجله 

رامى : و الارض ماشاءالله كبيرة ، يعنى ممكن قدام شوية تطلع بعمارة محترمة جنب الشركة ، فشوف من دلوقتى هتاخد انهى ناصية للشركة 

حكم : ان شاء الله خلال كام يوم هكون جهزت كل الرسومات اللى محتاجها 

رامى : تمام .. و انا هعرفك على كل الناس اللى اعرفها هنا و هخليهم يظبطوك 

فى منزل شيخون .. كانت زينب تقف امام والدتها و هى تهندم ملابسها و تقول : هروح اجيب جدول الامتحانات بتاعى و هرجع على طول 

زينة : الله يرضى عليكى يا زينب تبقى تطلى على الجدول بتاعى معاكى كانوا بيقولوا هيتعلق النهاردة 

زينب : حاضر يا زينة .. هبصلك عليه ، و اكيد هلاقيه اتعلق زى الجدول بتاعى

حسنة : تنزلى من العربية فى الموقف و تتنيكى جاية على اهنه على طول 

زينب : حاضر 

حسنة: ياللا و ما تتأخريش 

اما حكم .. فعاد مع رامى الى الدوار مرة اخرى و قبل ان يترجلان من السيارة يقول رامى : انا كنت عاوز اشوف ارض النخيل بتاعتك 

حكم : دلوك .. ماتعبتش . انت من الفجر و انت قاعد على الدريكسيون 

رامى : بالمرة بقى قبل ما نريح 

حكم : ماشى ، بس استنى اما انده البنات ياجوا معانا بالمرة ، كانوا عايزين يشوفوها 

ليصطحب حكم الصغيرتين و ايضا عبدالله و عبد الرحمن اللذان قد عادا من المدرسة و ابدا رغبتهما فى زيارة ارض النخيل مع الصغيرتين ، ليصطحبهما حكم جميعا فى سيارة رامى ، ليقضي الاطفال وقتا مرحا فى اللعب وسط النخيل قبل ان يعلن رامى عن جوعه فيعود الجميع مرة اخرى الى الدوار 

و فى طريق عودتهم يشعر رامى بان هناك شئ ما بالسيارة ، ليصف سيارته الى جانب الطريق و هو يقول : العربية الظاهر نسيت احطلها ماية 

حكم : مش مشكلة .. خليك هنا و انى هتصرف و اجيبلك ماية 

ليظل رامى بالسيارة بصحبة الاطفال الاربعة و هو يتحدث معهم بمرح حتى قطع حديثهم صوت صياحا عاليا صادر من زينب و هى تصرخ قائلة : انت واخد العيال و رايح بيهم على فين يا حرامى انت ، الحقونى يا ناس .. حراااامى

ليتلفت رامى حوله بعدم استيعاب و هو يظن انها تتحدث عن احد غيره ، ثم يقول للصغار : اوعوا حد ينزل من العربية ، ثم يفتح الباب و هو يقول لزينب : اهدى طيب هو راح فين الحرامى ده 

زينب صارخة بذهول : انت هتستهبل .. انت الحرامى ، واخد عيال عمتى و عمى و رايح بيهم فين يا حرامى انت

ليستوعب رامى اخيرا انها تقصده فيقول بصدمة : حرامى ايه يا متخلفة انتى انا عمهم

زينب : انت كمان هتكدب عينى عينك اكده ، العيال داهية مالهاش عمام .. نزلهم من العربية بقولك 

احد اهالى الكفر و هو يقترب من زينب : فيه ايه يا زينب 

زينب و هى تشير الى رامى تارة و الى السيارة تارة اخرى : الحقنى يا عم رزق .. انى لقيت الحرامى ده واخد عيال عمتى و عيال عم حكم فى العربية و مش عارفة واقف بيهم هنا ليه و كان واخدهم على فين

و قبل ان يقول رزق شيئا سمعت صوت عبد الرحمن قائلا : مش حرامى يا زينب 

لتنظر الى الصغار باستفهام فتقول ياسمين : ده عمو رامى قريب دادى 

زينب بفضول متوتر : قريب دادى ازاى يعنى ، انى عمرى ما شوفته قبل اكده

رامى بتنهيدة ممتعضة : و هو انتى يعنى المفروض تبقى شفتينى ازاى قبل كده و انا اصلا ماجيتش هنا طول عمرى غير مرتين تلاتة و كنت صغير اوى كمان

زينب باحراج : و افرض يعنى انك قريب عمى حكم زى ما بتقول ، واخد العيال كلها معاك فى العربية ليه ، و موديهم فين

رامى بحدة : يا بنتى هو انتى شفتينى جريت بيهم و خدتهم و مشيت ، مانا متلقح معاهم اهو و فى عز الضهر ، العربية مافيهاش ماية و حكم راح يجيب

رزق : انى فعلا لسه مقابل سى حكم و كان بيسأل على مكان طورمبة يملى منها ماية 

زينب بعدم اقتناع : و ولاد عمتى بيعملوا معاك ايه

رامى بسخف : اهم قدامك اهم اساليهم

ليقول عبدالله : روحنا مع عم حكم نتفرج على النخل بتاعه على ما امى تخلص الغدا 

رامى بسخرية : اهو .. ماطلعتش خاطفهم و لا حاجة 

زينب باحراج : و انى كنت هعرف منين يعنى

رزق : خلاص يا زينب حصل خير يا بتى ، تعالى اما اجيبلك شوية ماية تشربيهم عشان الخضة اللى اتخضيتيها دى 

زينب : لا معلش .. شكرا يا عم رزق ، انى هروح على طول عشان ما اتاخرش على امى 

رزق و هو يستعد للرحيل : طب محتاجانى اوصلك و اللا اعمل لك حاجة

زينب : تشكر يا عم رزق الله يباركلك

عبدالله : ماتيجى معانا يا زينب 

ورد : ااه يا زينب تعالى معانا عشان تحكيلى حدوتة تانى 

زينب : مس هينفع يا عبدالله ، معلش بقى يا ورد .. مش هينفع .. عندى امتحانات

عبد الرحمن : احنا كمان هنبتدى امتحانات الاسبوع اللى جاى 

زينب : طب اتجدعنوا بقى و ذاكروا كويس ، ثم نظرت الى رامى بريبة بجانب عينيها قائلة لعبد الرحمن : يعنى انتو متأكدين ان امكم عارفة انكم مع الراجل ده 

ليسمعها رامى و ينظر لها بصدمة ، ليقول بحدة انتفضت بسببها : هو انتى برضة مصممة على جنانك ده 

زينب بتوتر : اللا .. مش ولاد عمتى و لازم اتطمن عليهم 

لترى حكم من على بعد ياتى و بيده زجاجة مياه لتقترب منه عدوا و تقول و هى تشير على رامى : عم حكم .. انت بصحيح تعرف الجدع ده

رامى من بين اسنانة : يا بنت المجنونة 😏

حكم باستغراب : ازيك يا زينب .. مالك .. فى حد عمل لك حاجة و اللا ايه

رامى بتهكم : ااه .. خطفت عيالك و عيال قرايبك و شكلى هخطفها هى راخرة 

حكم بدهشة و هو يناول رامى المياة : ايه الحكاية 

زينب بخجل و توتر : و لا حكاية و لا حاجة .. حصل خير ، انى مروحة بقى احسن اتأخرت 

لتتركهم مهرولة فى طريق منزلهم تحت نظرات رامى الممتعضة و عدم فهم حكم الذى قال : ايه الحكاية 

رامى : مين المجنونة دى 

عبدالله : مش مجنونة على فكرة ، بس هى عشان ماتعرفكش

حكم بقلة صبر : برضة ماحدش قاللى ايه اللى حوصل

ورد : انا هقوللك يا دادى ، زينب فكرت عمو رامى حرامى 

حكم باستغراب : اشمعنى 

عبدالرحمن : شافتنا قاعدين معاه فى العربية و هى ماتعرفهوش .. فكرته خاطفنا

لينظر حكم لرامى بصدمة للحظات ثم عندما رآه منتفخ الاوداج من غضبه .. ينف.جر ضاحكا 

رامى بامتعاض : انت بتضحك ، عاجبك اللى قريبتك عملته فيا ده ، لا و كمان قعدت تصوت و تصرخ و تقول الحقونى يا ناس

حكم و هو يحاول السيطرة على ضحكاته : لا ما تقولش و الناس اتلمت فعلا

رامى : الحمدلله ماكانش فى حد غير راجل واحد بس ، و لولا العيال لحقوها و قالولها انى قريبك 

حكم : ماتزعلش .. حقك عليا ، بس و الله شاطرة 

رامى بامتعاض : شاطرة

حكم : ااه طبعا .. على الاقل اتصرفت لما شكت فيك

رامى بحدة : ايه شكت فيا دى ، ليه ان شاء الله.. شكلى سوابق

حكم محاولا السيطرة على ضحكاته : يا عم ما اقصدش ، انى بس اقصد انها برضك ماتعرفكش 

رامى باعتراض : و انت يعنى فاكر انها سكتت لما العيال قالولها انى قريبك ، دى رايحة تسأل الولد ان كانت امه تعرف انهم معايا و اللا لا

حكم و هو يكتم ضحكاته : ماهى كان لازم تتاكد برضيك ماتاخدهاش بقى على صدرك اكده 

رامى : طب اتفضل ياللا اركب.. خلينا نمشى عشان انا على اخرى 

عند عودتهم الى الدوار ، ذهب الصغار جميعهم الى نجاة ، اما حكم و رامى ، فاتجهوا الى الملحق ، ليقول حكم .. ياللا ادخل غسل وشك و غير هدومك و فوق اكده ، و افرد وشك ده .. خلاص موقف و عدى 

رامى بامتعاض : بنى ادمة مستفزة و غبية .. انا فى حياتى ماشفتش كده 

ليسمعا صوت شيخون قائلا بصوت عال : السلام عليكم 

ليهب حكم محتضنا شيخون بحب و هو يقول : و عليكم السلام .. كيفك يا شيخون 

شيخون : انى بخير الحمدلله ، حمدالله على السلامه

حكم : الله يسلمك .. تعالى اما اعرفك .. ده رامى ابن خالى

شيخون و هو يصافح رامى بود : اهلا و سهلا نورت الكفر كلاته 

رامى : ده نورك .. الكفر منور بناسه

شيخون : عيشت 

حكم : ايه الاخبار .. مافيش جديد 

شيخون : ابدا .. و بعدين انت مالحقتش ، كنت فاكرك هتتاخر اكتر من اكده    

حكم : ما انى غيرت رايى ، و الحقيقة رامى اقتعنى انى اجى اعمل المشروع بتاعى على الارض بتاعة امى الله يرحمها اللى فى المركز 

شيخون : اللى دخلت الكردون 

حكم : ايوة هى ، قاللى القاهرة مليانة شركات مقاولات ، و هنا احسنلى

شيخون : عملت طيب ، تصدق ان زينب كانت بتقول لاحمد نفس الكلام 

حكم : انهى كلام 

شيخون : يعنى .. احمد برضك كان بيقول انه نفسه يسافر مصر اما يتخرج ، و قالت له هناك فى مصر هتلاقى بدل المهندس الف ، انما لو اشتغلت هنا هتعرف تعمل لك اسم و مكان 

حكم و هو ينظر لرامى مدعيا البراءة : زينب دى بقى يا رامى تبقى بنت شيخون صاحبى و اللى يبقى اخو نجاة و خال عبدالله و عبد الرحمن ، و هى نفسها اللى قابلتنا عند العربية 

شيخون : انتو قابلتوا زينب 

حكم : ااه .. العربية كانت عاوزة مية ، و كانت مستغربة ان العيال كلهم مع رامى فى العربية و هى ما تعرفوش و لا شافتوش قبل اكده 

شيخون : و مش انت كنت معاهم 

حكم و قد فقد السيطرة على ضحكاته : لا .. كنت روحت اجيب ماية للعربية 

شيخون : طالما بتضحك اكده .. تبقى زينب عملت مصيبة 

حكم من وسط ضحكاته : ابدا و الله ده انى مبسوط منيها قوى 

ليقف رامى قائلا بامتعاض : طب انا ماشى بقى 

حكم صاحكا بشدة و هو يحتضن رامى : يا عم اقعد بس انى بضحك معاك ، اصلى الصراحة ماضحكتش اكده بقالى كتييير قوى 

شيخون بفضول : طب ماتضحكنى معاك و تقوللى ايه اللى حصل ، و لو زعلتك قوللى و انى اخليها تحقلك حالها اما تاجى ، عمتها عازماها معانا على الغدا النهاردة

كانت زينب تقص على زينة و امها ماحدث و زينة تسمعها باهتمام حتى قالت : انى لو مكانك كنت هعمل اكده برضك ، اومال كنتى تسيبيهم و يطلع بعد اكده خاطفهم بجد

زينب : بس اما عرفت انه قريب عمى حكم كان نفسى الارض تنشق و تبلعنى ، و حسيت انى غبية صوح زى ما كان عمال يقوللى 

زينة : ليه يعنى ، ولا يهمك ، ثم هو انتى يعنى هتشوفيه تانى فين 

زينب : خايفة ابويا اما يعرف يزعل منى و يبكتنى

زينة : و لا هيبكتك و لا حاجة ، انتى كنتى يعنى هتعرفى منين و انتى عمرك ما شوفتيه قبل سابق 

حسنة : و انتى ماتعرفيش هو جاى معاه ليه

زينب : لاا ، و هعرف كيف يعنى 

زينة بفضول : هو ابويا فين 

حسنة : اخوكى كلمه و قال له ان عمتك عاوزاه عشان حكم رجع و معاه ضيف و عاوزاه يتغدا معاهم 

زينة : شكله ايه بقى يا زينب الضيف ده

زينب : هيبقى شكله ايه يعنى ، اهو راجل و السلام

حسنة : عمره قد ايه يعنى ، كد ابوكى و حكم اكده و اللا صغير عنيهم و اللا كبير و اللا ايه

زينب : لااا .. صغير عنيهم

حسنة : يبقى مش خاله .. اومال يطلع مين ده 

زينة : اكيد احمد هو اللى هيبقى عارف كل حاجة 

زينب و هى تتلاشى النظر الى حسنة : ما انتى كمان يا امة لما تشوفيه ممكن تعرفيه

حسنة : و انى هشوفه فين ده

زينب بتردد : ما هو ابويا حدتنى و قاللى هاتى امك و زينة و تعاليلى عند عمتك عشان عزمانا كلاتنا على الغدا

اما فى منزل كريمة .. فكانت تجلس كريمة مع زوجها بسيونى الذى كان يقول : عبد الحليم جانى النهاردة و انى فى الارض

كريمة : جالك عاوز ايه .. العيال كويسين 

بسيونى : ايوة الحمد لله ، بس هو كان جايلى عشان الحدوتة بتاعة سهى و حمدى من تانى 

كريمة بفضول : اللا هو حمدى بصحيح طلع مابيخلفش

بسيونى : العلم عند الله .. اهى مرته من يوم ما اتطلقت و الكفر مالوش سيرة غير الكلام اللى قالته

كريمة : و عبد الحليم ماجابلكش سيرة الحدوتة دى 

بسيونى : لاا .. هو كان جاى بس عشان يتحدت على حمدى و سهى ، و قاللى على حكاية اكده ، و قاللى اشورك و ارد عليه

كريمة : حكاية ايه

بسيونى : قاللى انه هيكتب وصية يقسم فيها ارضة مابين حمدى و عيال سهى بعد ما يموت

كريمة بانتباه : طب كويس و بعدين

بسيونى : بس هو عنديه شرط عشان بعمل اكده

كريمة : شرط ايه ده اللى بيتشرطه

بسيونى : قال انه هيعمل اكده بس فى حالة ان سهى تتجوز حمدى

كريمة بفضول : و لو ما اتجوزتهوش

بسيونى : هيسيب كل حاجة زى ماهى ، و اما يموت يبقى حمدى يعمل اللى هو عاوزه ، عاوز يدى العيال حاجة من الورث هو حر مش عاوز هو حر 

كريمة : بيلوى دراعنا يعنى

بسيونى : عبد الحليم عارف انك رافضة جواز سهى من حمدى بسبب ان كل حاجة باسمه هو 

كريمة : يعنى افرض وافقنا و الجدع حصل له حاجة زى اخوه ، تفضل البت اكده ماينوبهاش حاجة 

بسيونى : هم ماكنوش متاخرين عنها فى حاجة برضيك يا كريمة .. انتى اللى اتسرعتى و خليتيها سابتهم و جت قعدت معاكى

كريمة بحدة : اومال كنت اسيبها مرمطون ليهم هناك اياك

بسيونى : لا حول ولا قوه الا بالله العلي العظيم ، بتك عمرها ماكانت مرمطون ، بالعكس .. دول كلاتهم كانوا شايلينها من على الارض شيل ، فى حياة فتحى و من بعد موته كمان ، بتك هى اللى كانت على طول ايدها بايد حماتها بمزاجها لجل عارفة انها بتحبها و لسانها حلو معاها 

كريمة : قصره يا بسيونى .. شايفاك ليك غرض من الجوازة دى 

بسيونى : ليا غرض البت يتلم شملها بعيالها يا كريمة ، يعنى عاجبك انها فى حتة و عيالها فى حتة بالشكل ده 

كريمة : و هو انى اللى بعدت عيالها عنيها ، و اللا هى اللى ودتهم لنوارة بايديها 

بسيونى : ماهو برضك كتير ان الولية تنحرم من ابنها و من عياله كمان 

و بعدين بتك لساتها صغار ، و حمدى طيب و ابن حلال و بيحب العيال ، و هو اولى بسهى من الغريب ، و هيبقى احن على العيال من اى حد تانى 

و بعدين اى راجل تانى ممكن يحرج عليها انها تشوف عيالها و تراعيهم ، انما عمهم لااا

و اهو جدهم قال انه هيكتبلهم ورثهم اللى لو كان ابوهم موجود كان هياخده 

كريمة بتفكير : ماشى يا بسيونى .. انى موافقة ، بس على شرط

بسيونى : شرط ايه ده 

كريمة : يندفع لها مهر و ينجاب لها شبكة اكنها بنت بنوت .. دى بنت كريمة الزيات

بسيونى بانشراح : و احنا من غير مانطلب ، عبد الحليم هو اللى قاللى النهاردة ، انهم هياخدوها اكنها عروسة اول مرة تتجوز و تخرج من دار ابوها 

كريمة : ماشى .. يبقوا بيفهموا فى الاصول ، خليهم ياجوا الجمعة الجاية يقروا الفاتحة 

بسيونى : طب مش تشورى بتك الاول 

كريمة : بتى مش هتطلع من طوعى و اللى هقول لها عليه هتعمله .. ماتشغلش انت فكرك و اعمل اللى قلت لك عليه

كانت سهى تسمع من مخبأها بجوار الباب كل كلمة قد قيلت من حديثهم و تسمع مع حديثهم صوت طبول دقات قلبها المصطربة ، و ما ان احست بابيها ينهض من مجلسه حتى اسرعت مبتعدة قبل ان يضبطها متلبسة بالاختلاس الى حديثهم ، و ما ان اختلت بنفسها بغرفتها و اطمأن حالها حتى امسكت هاتفها و اتصلت بنوارة التى ما ان سمعت صوتها الا قالت بشئ من الرهبة : خطتك نجحت يا نوارة 

نوارة بلهفة : امك وافقت 

سهى بتردد : ايوة ، سمعتها و هى بتتكلم مع ابويا و هو بيحكيلها على زيارة ابويا عبد الحليم ، و وافقت

نوارة : و مالك اكده ، زى ماتكونى خايفة 

سهى : خايفة بس ، ده انى مرعوبة 

نوارة : و ايه اللى راعبك 

سهى ببوادر دموع : خايفة فتحى الله يرحمه يزعل منى يا نوارة 

نوارة بتأثر : ماحدش هيزعل على فتحى اكتر منى يا بتى ، بس انى مش هعيش العمر كلاته لولادك ، و خابفة ينحرموا منيكى انتى كمان من بعدى لو روحتى لبيت راجل غريب 

فتحى دلوك فى حتة تانية يا بتى ، و لو حاسس بينا .. عمره ما هيزعل ابدا اننا بنحاول نلملم عياله و نضلل عليهم ، هيتطمن عليهم و عليكى كمان 

فى منزل فؤاد .. كانت مى تقف امام امها و تقول بلهفة : اما يا مامى فى حتة جهاز طالع انما ايه .. هموت و اجيبه ، لو جيبته .. هيبقى المركز بتاعى الوحيد فى مصر كلها اللى جايبه ، لتكمل بحسرة .. بس يا خسارة ثمنه تلاتة مليون دولار 

ثريا : للاسف يا مى مش هينفع تجيبيه دلوقتى خالص 

مى و هى تتلفت حولها بفضول : اومال فين حكم .. هو مشى 

ثريا بامتعاض : ايوة ، من يومها 

مى باستغراب : مش كنتى بتقوليلى انه هيعمل مشاريع مع بابى و انه …

ثريا بتأفف : خلاص يا مى .. ما اتفقوش

مى : طب و انتى مالك زعلانة كده ليه

ثريا : ابن عمتك كان اخر امل قدامى انى اقدر امشى المركب شوية

لتجلس مى الى جوارها قائلة : هو لسه بابى برضة مش لاقى حل

ليسمع صوت فؤاد قائلا : المفروض الحل كان ييجى من عندك انتى يا مى 

لتلتفت له مى قائلة : حل ايه يا بابى اللى تقصده

فؤاد : المركز عندك 

مى : ماله 

فؤاد : داخل على سنة دلوقتى و لحد دلوقتى مافيش اى عائد يغطى حتى واحد فى المية من المصاريف اللى اتصرفت عليه

مى : يا بابى انت عارف انى لسه فى الاول خالص

فؤاد : و لما هو لسه فى الاول .. لزمتها ايه كل الناس اللى بتشتغل عندك دى و اللى كل شهر بتسحبى منى مرتباتها

مى : يا بابى لازم ابقى جاهزة بالناس بتاعتى و ابقى مدرباهم كويس اوى على كل حاجة 

فؤاد بتردد : لازم تعملى حسابك .. ان الوصع لو فضل كده شهر واحد زيادة .. انك لازم تخفضى عدد العمالة ، و كمان ممكن تستغنى عن شوية من المعدات اللى ركبتيها 😒

الفصل التاسع عشر من هنا

تعليقات



×