رواية أخباءت حبه الفصل الثامن عشر 18 بقلم محمد ابو النجا


رواية أخباءت حبه الفصل الثامن عشر بقلم محمد ابو النجا 

تلاشت فرحة ساره وهى 
تستمع الى صوت وكلمات 
محمود الحاده وهو يقول 
بعنف : يبدو بأنك أعتقدت أننا
قد تزوجنا حقًا...
أنت واهمه..
أنت بالنسبه لى أسوء من حروق
جسدى ووجهى..
أقبح من العمى الذى أصبت به..
والحمد لله أننى أعمى
كى لا أراك...
لقد أجبرنى أبوك على الزواج 
منك...
لقد كنت مرغمًا على ذلك...
من الواضح أن تلك الزيجه 
من أجل إخفاء فضيحه قد 
حدثت لك ..
يمكنك مصارحتى..
أخبرينى...
 من ذلك الذى الرجل الذى تلاعب
 بك وخدعك...؟
هل هناك فى أحشاءك ابنه...؟
إتسعت عيناها فى حسره 
وذهول شديد لا تصدق 
ما تسمعه وهو يكمل بكل 
قسوة وحدة :
بإختصار أنا أكرهك دون أن
أعرفك..أو حتى أراك..
فقلبى لن يحب سوى منى..
منى فقط...
مهما حدث ..
أو مهما فعلت...
فجأة 
صوت نحيب وبكاء ساره 
يعلو فى أرجاء المكان...
وهى تقول فى حسره : 
لو كنت أعلم ذلك ما قبلت
أو وافقت الزواج منك ...
أننى لم أتخيل أو أتوقع 
كل هذا..
لقد كان بالفعل حلم حياتى
هو زواجى منك ...
لقد أحببتك أكثر من نفسي..
لقد اخترتك وفضلتك 
عن كل من تقدم للزواج منى..
لقد ظل حبى لك لم يتبدل 
رغم ما حدث لك ...
لقد أحببتك أنت قبل كل
شىء...
لكن للأسف...
 أنت لم تدرك ذلك ..
أو تفهم ...
أنت لم تقدر حجم التضحيه 
التى فعلتها من أجلك...
لكنى لست نادمه على حبى 
لك ...
ودفنت وجهها فى راحت يديها
وفرت تعدو خارج باب الشقه
لتخرج ومع فتح الباب 
تجد أمامها وجه تلك المرأة
المبتسمه ذات ملامح طيبه
تقول فى ود : 
ألف مبروك يا عروسه ...
تتراجع ساره خطوه للوراء 
دون أن ترد عليها..
فتخطو المرأة داخل الشقه 
وهى تغلق الباب خلفها..
بالتأكيد أنت لا تعرفينى..
تميل نحوها وتحتضنها قائله : 
أنا سمر...
سمر أخت محمود ...
ثم عادت تمسح برفق دموعها
قائله فى ود وشفقه :
ما الذى يبكى عروسنا الجميل..
لابد أن محمود قد أغضبك..
ثم دارت بوجهها ناحيته
تقول فى سخريه :
لقد ابكيت عروسك سريعًا 
فلم يمر على زواجكم ساعه ..
ثم تقدمت نحوه واحتضنته
وأجلسته على مقعد قريب..
ثم اتجهت نحو ساره وجذبتها
برفق من راحت يديها :
تعالى معى..
أريد أن نتحدث سويًا وحدنا..
وداخل حجرة وحدهما 
تتنهد سمر وهى تبتسم 
: لقد سمعت وعلمت من 
محمود كل شىء...
وأريد أن أشكرك..
عقدت ساره حاجبيها في حيره
قائله : على أى شىء تود
تقديم الشكر ...!
هل هى سخرية جديده ...!
أم إهانه كما فعل اخيك 
منذ قليل معى...؟
تنفى سمر بلهجه وملامح جاده 
: لا..صدقينى ..
لقد جئت من أجلك ...
تتسع أعين ساره في تعجب 
وسمر تهز رأسها : نعم 
أقسم لك أنى جئت من
 أجلك فقط ...
لا أنكر أن الجميع فى تعجب
 من هذا الزواج...
كل الناس فى دهشه
 لموافقتك على قبول زواجك
 من أخى..
ربما يظن البعض سوء 
لهذا القرار ..
لكنى على يقين بأنك بالفعل 
قد أحببتى اخى...
يبدو بأنه كان قاس فى الحديث
معك..
لدرجة أنه قد كاد أن يجعلك 
تغادرين بيت زواجك بعد
دقائق..
ساره في حزن عميق : 
أنت لا تدر حجم الإهانه التى
قدمها منذ لحظة دخول الشقه...
سمر فى صوت حالم : 
ربما كان عنيف وغليظ معك ...
ولكن صدقينى محمود أطيب 
قلب يمكنك أن تصادفيه طيلة
عمرك ..
عليك أن تقدمى له العذر..
والأعذار...
لك أن تتخيلى حجم الظروف 
القاسيه التى مر بها...
ضعى نفسك مكانه ..
لقد فقد كل شىء فجأة...
ولكن أنا واثقه بأن الله
قد أعطاه
فى المقابل أنت..
وأنت تكفى..
خفق قلب ساره مع كلمات 
سمر القويه التى لمست قلبها
وصدقتها...
لقد كانت بمثابة البلسم إلى
جروحها ..
وهى تكمل : عليك أن تجعليه
يحبك ...
أن يدرك حجم ومقدار قيمتك...
اعلنى الحرب على الظروف 
كلها من حاولك...
وعليكى الإنتصار..
لا تغادرى هذا المنزل مادمت 
زوجته...
تراقصت الدموع فى أعين
سمر وهى تلامس يديها :
أتوسل إليك ياساره أبقى
معه ..
إنه يحتاجك أكثر من أى أحد..
دون أن يدرى...
أو يعلم أو يفهم ...
ليس له سواك...
وساد الصمت بعدها ...
وساره تشعر بأن سمر قد أيقظت
شىء فى أعماق صدرها 
لم تكن تتوقعه ...
شىء إسمه 
التحدى...

*******
أسبوع كامل على زواج 
محمود من ساره ...
لم يتحدث فيه إلا قليل...
كان الصمت هو السائد بينهم...
ولكنها كانت تفعل كل شيء 
من أجله ...
كانت بالنسبه له هي عيناه
 ويداه ...
وكل شيء...
كانت تشعر بسعاده مطلقه
 في قربه منها ...
حتى وإن غابت ملامحه 
كانت تراها دائمًا كما هو...
لم يتغير...
 لكن للأسف كان يعاملها دائمًا 
بغلظه...وبقسوه... وبعنف...
 كان حاد في الحديث معها...
وجاف في المشاعر ....
لكنها كانت لا تبالي بكل 
هذا...
فجأة ينادى لها 
(أريد دخول المرحاض..)
بسرعه تقترب منه وتلامس
يديه وتجذبه حتى
وصل إلى أعتاب الباب..
دفعها ودلف نحو الداخل 
وحده وأغلق الباب...
بعد دقائق من إنتظارها..
ينقطع التيار الكهربى فجأة..
ويسود الشقه الظلام ..
تشعر بالخوف ...
وبالوحده...
تبحث عن هاتفها...
فجأة طرقات على باب الشقه...
يخفق قلبها بقوة...
وهى تهتف : من ...!
من على الباب...؟
لكن لم بجيبها أحد...
ليعود الطرق من جديد..
ويشتعل الخوف فى صدرها..
وهى تخطو بالقرب من باب الشقه
عبر الظلام ...
تعيد سؤالها :
من يطرق الباب ...؟
حتى ألتصقت أذنيها بجانب 
الباب لكن لم يكن هناك
أى صوت .. 
فجأة يعود طرقات الباب من
جديد...
وهى تعيد سؤالها بقوة أكثر
: من...!
من هناك خلف الباب...؟
فجأة..
يصدر صوت لرجل غريب..
لرجل لم تسمع نبرات 
صوته من قبل...
يجيبها ويرد عليها قائلًا 
بهدوء شديد : 
إنه أنا...
تتراجع وهى تبتلع ريقها تقول 
فى خوف : من أنت...؟
ليرد عليها بجمله واحده ..
جمله جمدت الدماء في
 عروقها...
وجعلتها تصرخ فى فزع فى 
أعماق صدرها ..
وهو يهمس : إنه أنا. ...
أنا الرجل الذى يحبك...

تعليقات



×