رواية معذب قلبى فى اسرائيل الفصل الثامن عشر 18بقلم شريهان سماحة


 رواية معذب قلبى فى اسرائيل الفصل الثامن عشر بقلم شريهان سماحة

فى التاسعة صباحا رنين جرس المنزل لايتوقف مصاحب بطرقات وكأن من يقف على الباب نفذ صبره نهائيا 

فاق يوسف من نومه فزعا لايستوعب أن بابه يطرق هكذا فأسرع يرتدى نعله إلا إن اﻹرتباك من صوت الطرقات جعله يمشى بدونه يعرج بسرعة يستطيعها إلى إن وصل للباب وفتحه تفاجأه بلكمه فى وجهه أرجعت وجهه بجسده للخلف إلا إنه أعتدل سريعا ليرى صاحبها ليتفاجئ بالكمه الثانيه التى نالت منه وجعلته يتسطح أرضا...


جلس حمزة القرفصاء بجانبه يردد بعصبيه مكزا على آسنانه بغيظ : 

- اﻹولى علشان كنت عارف وخبيت عليا والتانيه علشان الحوار اللى عملته عليا فى التليفون !!!


ضحك يوسف بحاله هستريه وهو لايستطيع التوقف ممسكن بمعدته إلى إن إستطاع إنهائها بصعوبه قائلا من بينها: 

- أنت عرفت !


ضغطا بأعصابه على قبضة يده يمنع نفسه من ضربه مره أخرى قائلا وهو يصيح: 

- يعنى هتكون مراتى ومعرفش يافالح


ضحك يوسف مره أخرى وهو يعطى يده له ليجذبها حمزة فيعتدل واقفا وهو يردد :

- يعنى أعملك إيه عمال تصيع عليا وتلف ودور فقولت مش أبقى أنا يوسف لما أخليك تقول حقى برقبتى 

ثم إرتما فى أحضانه مسترسلا حديثة:

 - حمدلله على السلامه يا صاحبى 


أحتضنه حمزة وهو يشدد عليه داخل أحضانه مردد: 

- الله يسلمك ... بس متلعبش معايا بالشكل ده تانى 


أجابة بنبره مرحه قائلا: 

- ليه هو أنت ناوى تعرف بنات تانيه غيرها ولا إيه 


ضحك حمزة على إلقاءات يوسف المضحكه وعيونه تلمع بالسعاده رأها يوسف واضحه أمامه

فقال متمنيا الخير لصديقه: 

- يعنى أقدر دلوقتى أبركلك على الجواز


أوما حمزة باﻹيجاب فى سعاده وهو ينهى نوبة ضحكه 

صاح يوسف بصوت عالى وهو يرفع يداه للسماء 

- الله أكبر .. عقبالى يارب


مما جعل حمزة يضحك ثانيا وهو يردد على مسامعه قائلا له : 

يلا جهز شنطتك علشان هاخدك معايا دلوقتى


ظهر على وجهه علامات اﻷعتراض فأسرع حمزة مسترسلا حديثه :

- ومتقولش حاجه أنا جاى بأجازه كبيرة وهات معاك زيكو ﻹنك هطول معايا ومينفعش يتساب كل ده لوحده


أوما يوسف باﻹيجاب بقلة حيله وهما يذهب لتحضير نفسه .......


-------------- 


هبطت من سيارتها تعيد ضبط قواها وتنظيم أنفاسها للمره العشرون فاليوم محاضرة أستاذها المتعجرف أو بالمعنى اﻹصح أستاذها المتعجرف الذى تحبه وقد قررت حضورها وقد كان ..

سارت ببطئ إلى أن وصلت إلى داخل مدرج المحاضرة لتجلس فى مكانها المعتاد بأرتباك وتوتر 

جاء موعد قدومه ليدخل بثقته المعتاده منه لينظر تلقائيا فى مكانها الدائم الذى هجرته منذ عدة محاضرات لا بأس بها فتفاجأ برؤيتها تجلس واﻷرتباك يعتليها فرسم إبتسامه على وجه تعبر عن سعادته الداخلية فبحضورها تعطى له بشكل أو بأخر علامة الموافقه على ماتحدث به ويبقى عليه هو إتخاذ الخطوة التاليه! 


--------------

إجاب على إتصال إبيه وهو يجلس داخل سيارته يقودها وبجانبه يوسف وكلبه فى الكرسي الخلفى 

- السلام عليكم 

- عليكم السلام ياحمزة .. أنت فين كده 

- مع يوسف يابابا وراحين على البيت ليه فى حاجه 

- أبدا ياحبيبى إصل ورديه خديجة هتنتهى كمان نص ساعه

- أيوه يابابا عارف وهعدى عليها آجبها بعد ماأوصل يوسف للبيت 

- لا ماأنا أتصلت عليك علشان هي إستأذنتنى أن مى هتعدى عليها وهتجبها معها

تهجم وجه وأجاب بإقتضاب :

- ماشى 

- يلا سلام وسلملى على يوسف لما أقابله

- تمام يوصل ... سلام 

وضع هاتفه بقلة إهتمام وهو يظفر بضيق فكلما إقترب منها بأى حجه تهرب ألم تكن ترغب به لتلك الدرجه...


لاحظ يوسف تهجم وجه وشروده فقال بإهتمام : 

- فى إيه ياحمزة إيه اللى ضيقك كده 


ظفر حمزة بشده وهو مازال ينظر أمامه للطريق : 

- مفيش دا بابا بيقولى أن مى أخت خديجة هتعدى عليها توصلها للبيت


ضحك يوسف وهو لا يتصور حمزة صديقه فى تلك المواقف فقال بنرة مرحه 

- أهلا ياوحش فى جحر الحب وسنينه إستلم بقا 

ضم حمزة حاجبيه وهو ينظر له ثم للطريق سريعا قائلا :

- حب إيه ياعم إحنا فين وهو فين 


إبتسم ونظر له نظرة ذات مغزى قائلا بصوت منخفض : 

- ياعم قول زى ماأنت عاوز أنا بقا شايف غير كده ... 


---------------


- أهو ياستى قعدنا قولى أيه بقا سبب لزوم القاعدة دى

قالتها خديجة وهى تجلس على مقعدها داخل أحدى المطاعم على النيل


إجابتها مى بغيظ وهى تستعد للجلوس أمامها على نفس المنضدة 

- ياسلام ياست خديجة بقا أختى مكتوب كتابها وأنا معرفش وأنتى شيفه مفيش داعى للقاعدة دى 


تنهدت خديجة بقلة حيله قائله : 

- طب عوزه تعرفى إيه وأنا أوضحهولك


قالت مى بلهفه وحماس لسماع الحكايه من البداية: 

- كل حاجه .. كل حاجه بالتفصيل الممل


أجابتها بنبرة تهكم : 

- متفرحيش أوى كده .. لا حمزة صارحنى بحبه ولا عمك أتقدملى وأتكتب كتابنا فى المستشفى بناء على رغبة حمزة 


شهقت مى ترجع وجهها بجسدها للخلف وهى تضع يداها على ثغرها غير مصدقه قائلة لها وهى تستوعب جزيئا

- إوعى تقولى إن بابا الله يرحمه ....


أومات خديجة بحزن ظهر على ملامح وجهها تمنع نفسها من البكاء : 

- أيوه يامى أنا أتغصبت عليه بس مش زى ما أنتى فاهمه بابا الله يرحمه عاش طول عمره رافع راسنا وكرمتنا 

ثم إكملت بتوتر وهى تنظر ليداها التى تفركها فى باطن اليد اﻷخرى : 

- ممكن تقولى إن حالة بابا هى اللى خليت عمو مضطر يقولها من غير موفقة حمزة


صمتت والحزن يسيطر عليها داخليا تستوعب ما مرت به أختها منذ فترة دون أن تسرد لها حتى تخفف عنها لو قليل فقالت بألم :

- طب هتعملى إية


قالت خديجة فى يأس :

- هعمل أيه يعنى .. أهى زى ماتيجى 


ثم تذكرت مامرت به معه وحديثه فى السيارة فقالت بخجل شديد : 

- بس فى حاجه حصلت وكنت وعوزة أحكيلك عليها 


أنتبهت لها مى أكثر قائلة بأهتمام : 

- حاجه أيه


صمت خديجة لثوانى تستجمع ما ستخبر به شقيقتها ثم بدأت تسرد لها لقائها به بالصدفه عند مجيئه دون أن تسرد لها موقف القبلة فهى خجله بالقدر الذى يمنعها من ذكرها تماما ثم أنهت سردها بحديثة داخل السيارة


أنفرجت إسارير مى بفرحه عارمه قائلة سريعا : 

- الله اكبر ... بشرة خير 

ثم أسترسلت حديثها وهى تغمز بأحدى عينيها مردده: 

- بس دى مش بتاعت الجسمى دى بتاعت سى حمزة حبيب القلب


إبتسمت خديجة إبتسامه ضعيفه لتسحب نفسا عميق ثم تظفره لتعبر به عما مابداخلها لتردد :

- يامى إفهمينى أنا كنت هبقا أسعد إنسانه لو سمعت لفظ واحد منه فى غير الظروف اللى إحنا فيها 

ثم نظرت فى باطن كفيها تستجمع قواها لنطق الحقيقه التى دائما تراودها كظلها:

- يامى أنا أتغصبت عليه وكمان مبيحبنيش من قبل مانتجوز يبقا تفسرى حالته دى بأيه غير إنه ...إنه 

أبتلعت ريقها لتنطقها سريعا حتى تستريح من ثقل صدرها : 

- إنه ممكن بيراضى عمى


هزت مى رأسها سريعا مردده بلهفه: 

إوعى تقولى كده ياخديجة أولا أنا وأنتى نعرف إن شخصية حمزة مش كده يمكن هو أه صح أتجوزك كده بس علشان لولده ولعمه حب كبير فى قلبه بس الحب ده عمره مايخليه يعمل جمايل فى المشاعر

أسترسلت حديثها بعد أن تنهدت : 

- ثانيا حمزة من طريقة حكيك غار بجد ومن مين من صديق عمره يوسف إللى بسنت بتحكى عن مدى حبهم لبعض وكمان غار من لبسك لما نزلتى بيه .. عمو عمره ما هيقوله غير .. دى حقيقه لازم تقفى عندها .. وكمان حولى تطلعى ظروف جوازكم من تفكيرك وتدى لنفسك وليه فرصه إن المشاعر هى اللى تحدد إيه إللى بنكم بجد ...


أجابتها سريعا بعد إقتناعها بحديثها تردد: 

- صديقى يامى بحاول وبفرح بطريقته معايا بس كرامتى مجروحه ودى بالذات معرفش أتغاضا عنها ...


أسرعت شقيقتها تمسك بكفى يداها الموضوعه أمامها على المنضدة مردده بنبرة حانيه : 

- عرفه وحسه بيكى بس خلينا نتبشر خير من معاملته ولو فعلا فى حاجه منه ناحيتك هتبقى كده حافظتى على كرامتك بجد وخدتى حقك ..


أومأت خديجة باﻹيجاب فى صمت داعيه الله من قلبها إن يكون مشاعره تلك نابعه من قلبه حتى تسعد بحبه الذى نما بداخلها من زمن ومازال ينمو إلى أن سارا عشقا .... 

الفصل التاسع عشر من هنا

تعليقات



×