رواية عشق المستبد الفصل الثامن عشر بقلم اسماعيل موسى
#عشق_المستبد
١٨
الشغل كان واخد كل وقتى، كنت عايزة أحقق مكانتى، كنت بعمل كل دا بسعاده ومكنش مضايقنى غير انى بعمل كل ده عشانه حتى لو كان من أجل الأنتقام.
للأسف محمود كان محور حياتى فى اوقات نجاحى وانكساراتى.
_محمود بينام فى الغرفه إلى جنبى بعد ما توقف عن نزواته وان كنت أجهل السبب
كنت بتمنى يكون عمل كل دا عشانى حتى لو هو مش جوزى
بيفصل بينى وبين محمود جدار لكن لما الليل يجى وانام على سريرى كنت بحس بنفسى عاريه أمامه كان الجدار ينمحى واراه يتقلب على السرير مثلى
حتى اننى كنت ارفع الغطاء فوق جسدى، اسمع سعاله، احفظ حركاته، دلوقتى هينام، بعد شويه هيحس بالأرق
هيقعد على طرف السرير، هيدخن سيجاره حتى انى كنت بتخيل نفسى وانا بقوم باغرائه.
استقرت احوالى فى الشغل، الا ان صداقاتى كانت منعدمه
مكنش لى صديقة غير يارا، أكلمها فى التليفون، اخرج معاها نتفسح، اعزمها على العشا برا البيت
لورا كمان كانت وحيده، كانت لها تجربة زواج فاشلة مع زوج بخيل انتهت بخلعه بعد ما تخلت له عن كل حقوقها الماديه
لما قولت للورا ان طليقى ادانى حرية التصرف فى الشقة والبيت وان والدته مديانا نفس الحقوق لورا مصدقتش كلامى
قالت كيف يكون وغد حقير زيه بالرجولة دى؟
رجولة؟ رنت الكلمه فى دماغى، عمرى ما اعتبرت محمود راجل او انا الى عمله خلانى اشوفه راجل، لكن لورا كان ليها رأى تانى.
بعد ما علاقتنا انا ولورا توطدت، سألتنى لورا، امتى هشوف الوغد الحقير بشع المظهر جوزك!
لطالما اعتقدت لورا ان محمود بشع المظهر، كرشه يندلق فوق معدته، اصلع، تخين، عيونه غائرة، كانت تسقط مظهر زوجها على كل رجل خائن ومقدرتش أنجح انى اغير رأيها.
كانت لورا مصرة على المقابلة دى وانا كنت بأجلها بأستمرار كنت خايفه افقد تلك الحليفه، مكنتش قادرة افهم ليه كل الحرص ده على قتل اى فرصه هيشوفو فيها بعض
فعلا انا مش عايزاه لكن مش مستعده افقد وجودة فى حياتى.
أصبحت حججى ومبرراتى غير بالنسبه للورا ولا حتى بالنسبه لي انا، فى النهايه تم تحديد اللقاء، قلت لحماتي انى عزمت صديقتى على العشا وموجهتش الدعوه لمحمود رغم انى عارفه انه هيكون موجود.
فتحت حماتى دفترها، سجلت انواع الاكل إلى انا بحبه والى لورا بتحبه، كانت حماتى حريصه انى اطلع بصورة مبهرة قدام صديقتى كل يوم حيها بيزيد فى قلبى اكتر
طلبت حماتى من محمود إلى كان لسه واصل ان يشترى باقة ورد ومسألش عن السبب
_ خلال رجعنا من الشغل، فى طريقنا إلى البيت كنت بسأل نفسى يا ترى محمود هيكون فى انتظارنا ويتخلى عن سلبيته لما يشوف لورا صديقتى؟
كانت الشقة جاهزة ومعده من أجل الزيارة، أعطت حماتى يارا باقة الورد وحضنتها كأم
كان لون الورد احمر ارجوانى؟ ليه محمود اختار اللون ده بالذات؟ على طول حسيت بالشك.
قعدت انا ولورا مع حماتى، محمود مظهرش كان قاعد فى صومعته فوق سطح البيت
قالت حماتى ان هنادى محمود من فوق سطح البيت ياكل معانا
قلت بسرعه متزعجيش نفسك انا هنادى عليه
صعدت درج السلم بهدوء، محمود كان قاعد على الكنبه مادد رجليه على الطاوله فى فمه لفافة تبغ يستمع للسيمفونيه 106 لبيتهوفن، الكونشيتو الرابع، شارد فى صمت عميق غير منتبة لخطواتى
قلت مرحبا، ككيف حالك؟
لف محمود ناحيتى وقال بخير الحمد لله شكرا لك
قلت لدى صديقه حضرت لتناول الطعام معانا ممكن تنضم الينا
قال لا مشكله
كان لابس هدوم البيت لكنه كان أنيق كعادته، همست هتغير هدومه؟
قلت ماشى دقايق وابقى جاهز
نزل محمود ورايا ودخل غرفته ولم تلاحظه لورا
خرج بعد دقايق لابس قميص لبنى ضيق بنطال أخضر ايطالى ماركة اورمانى، حذاء اسود لامع وتسريحة شعر غير متكلفة وفى ايده هديتى، الساعه السواتش
القى التحيه، سلم على لورا وقعد بعيد عنا
رحب محمود بلورا شكرها على قبول دعوتى الانضمام الينا ثم همس بمكر حنان بارعه فى اختيار صديقاتها
قالت لورا اسفه مش سامعه ممكن تقرب شويه؟
واخلت مقعد جنبها
قعد محمود جنب لورا إلى كانت بتبصلى بعتب
همست لورا بصوت خافت، طليقك أنيق وجذاب جدا
ابتسمت وهمست عاجبك؟
قالت الموضوع مش كده بس، ولا اقولك انسى
انا بس مش قادره اتخيل ازاى واحد زيه يعمل العمايل الزفت إلى كنتى بتحكيلى عنها
ساعدت حماتى فى تنضيف السفره وغسل الأطباق ولم يخفى على ان لورا كانت بتتكلم مع محمود بصوت واطى
كان محمود بيرد
اه
اه
طبعا
بالتأكيد دا امر لا يطاق
مفيش حد ينفع يحكم على نفسه يا انسه لورا
ضحكت لورا قالت انا مش انسه وحكت حكايتها مع طليقها
همس محمود معاكى حق، انا مقدرش اتخيل كيف يضرب زوج زوجته إلى بيحبها، كان بيخرج من الافخاخ بطريق مبهره ومحببه
حماتى كانت بتسأل لورا فين عيلتك؟
عايشه ازاى؟
ساكنه فين؟
ازاى قادره تعيش حياتها وحدها
همست لورا، الصراحه انك تعيش لوحدك امر شاق جدا انا بحسد حنان ان ليها عيله عايشه وسطيها
سألت حماتى لورا استفدتى ايه من تجربتك؟
قالت لورا ليس كل الرجال سيئين ولا كل النساء ملائكه
انا لسه بحلم بعلاقه سويه تنسينى اوجاع الماضى
استرسلت لورا فى كلامها، محمود بيسمع فى صمت وانا عماله افرك فى صوابعى
كنت غاضبه جدا بلا سبب، غاضبه لدرجه انى ممكن اخنق لورا واضربها
وكنت سعيده جدا لما محمود استأذن وطلع لكتبه وموسيقاه
قلت حسنا يا وغدى الجميل انا ممتنه لك
همست لورا، انا هطلع معاك، حنان بتقول انك بتمسع سيمفونيات من الى انا بحبها
ياناتشيك، شونبرغ، سترافنسكي، فاغنر، برامز، ١٩٢٦ لبارتوك، في الهواء الطلق، يا إلهي كما اعشقها !
وكانت وصلت محمود لما قالت انت عندك سبعون الف 1909
بصلها محمود باستغراب وقال بأبتسامه نعم بالتأكيد
لأول مره اكره حماقتي، غبائي، واسألني لماذا لم احاول الاستماع لتلك المقطوعات من باب المعرفه
حتي أرضي نفسي ولا أبدو جاهله بتلك الطريقه
هبط محمود بسرعه وطلب من والدته ان تصنع فنجاني قهوه، كنت أعلم أن وجودي معهم تطفل، هزيمه أخري تلحق بأنكسارتي
لكن ما كان لي أن اتركهم بمفردهم حتي لو انتحرت
قلت والدتك متعبه، يكفي ما قامت به اليوم، ساصنع انا القهوه
ممتن قال محمود شكرا