رواية عشق رحيم الفصل السابع عشر بقلم ايمي نور
انهارت فى حديثها مع والدتها فى الهاتف وهى تقص عليها ماحدث بينها بين رحيم لتسمع رد والدتها فى الطرف الاخر
= انتى اللى عملتى كده فى نفسك بجنانك فى حد يعمل اللى عملتيه ده .
صرخت سارة بعصبية وهى تشهق ببكاءها
يعني انا كنت اعرف انه ما هيصدق وياخد الموضوع كرامة ويروح يتجوز لا ومين البت دى بالذات اااه ياماما هموت .
حاولت والدتها تهدئتها تقول بهدوء
خلاص يا سارة اللى حصل حصل وشطارتك بقى تحاولى ترجعيه ليكى ده رحيم كان روحه فيكى .
سارة بغيظ وهستريا
الكلام ده كان زمان ياماما دلوقتي رحيم اتغير خالص ومبقاش طايق ليه كلمة وكله بسبب الفلاحة دى .
قالت والدتها بلؤم
خلاص يبقى تخلصى منها ايه سارة انا برضه اللى هقولك .
وضعت سارة اناملها بين خصلات شعرها تشد عليها بغيظ تتحرك بتوتر ف ارجاء الغرفة
.......انتى بتقولى فيها انا عملت معاها كل الحيل وكل مرة تفلت بنت ال
تنهدت والدتها بحنق مما تحكيه ابنتها
=خلاص يا سارة اهدى انا هحاول اجى كام يوم كده ازوك واعرف النظام عندك ايه وبعدين نبقى نشوف هنعمل ايه مع البت دى
= ماشى ياماما مستنياكى متتاخريش عليا انا هتجنن هنا .
بعد اغلاقها الهاتف مع والدتها جلست تبكى بحسرة على زوج تعلم انها اضاعته بغباءها ولكنها لن تستلم وتتركه لاخرى غيرها فحبه وحنانه حصرى لها هى فقط
************
مر اكثر من اسبوع على اصابتها بالاعياء لم يتركها رحيم لحظة واحدة ظل فيه يحيطها باهتمامه وحنانه يهتم بكل مايخص اكلها ومواعيد دوائها يقضى معها معظم اوقاته محاولا التسرية عنها احست فى تلك الفترة بمدى تقربها منه وسعادتها بذاك الوقت سعادة ارتسمت ع ملامحها لتزيده جمالا وفى الوقت الذى يتحرك فيه لمتابعة اعماله كانت تاتى اليها ندى مع طفلها ادم لتمضية الوقت معها وكم اسعدها هذا فهى احبت ادم كثيرا واصبح الوقت الذى تمضيه معه من اسعد اوقاتها ليراقب رحيم تعلقها الشديد به بابتسامة حنون ترتسم فوق وجهه كلما تحدتث عنه وهى اصبحت تفعل هذا كثيرا لتتحول الى ضحكة صاخبة عند طلبها في احدى المرات ان تاخذ ادم للمبيت معهم
ليهمس لها بخبث مرح
اظن انك لو طلبتى من ندى طلبك ده هتخلى شكلى وحش اوي ادامها وانتى مايرضكيش كده ليا .
ليغمز لها متابعآ
متنسيش اننا لسه عرسان
احمر وجهها بشدة عند ادراكها لمعنى كلماته ليزداد اقترابا منها هامسا بصوت اجش
اهى فراولة خدودك دى كل ماتظهر بتخلينى عاوز اكلك .
اشتعلت وجنتيها اكثر من شدة خجلها فلم يستطيع مقاومة ان يميل فوق وجنتيها ممرا شفتيه فوقهم برقة وحنان ليذوب قلبها من اثر لمسته
يا الهى كم تشتاقه تشتاق لوجوده لصوته للنوم بين احضانه فهى منذ سفره الى القاهرة منذ يومين ولم يغمض لها جفن فقد اعتادت النوم بين ذراعيه طوال الاسبوع الماضى فهو لم يتركها ليوم واحد ليثير هذا تعجبها خاصا انه قد قال انه سوف يقسم لياليه بينها وبين سارة ولكنها ارجعت ذلك الى مرضها واحتياجها للرعاية ولكن ما اثار قلقها ردة فعل سارة على ذلك لتجدها لم تحاول اثارتها بكلامها المسموم كعادتها
افاقت من شرودها على ندى وهى تجلس بحوارها فوق احدى المقاعد الموجودة فى حديقة القصر والتى اصبحت تقضى فيها معظم اوقاتها
اخذت ندى تتافف بضيق لتسالها حور بدهشة
=مالك ياندى فى حاجة وفين ادم مش معاكى ليه ؟؟
ندى وهى مازالت ع ضيقها
=ادم نام وماما وداد اخدته معاها فى اوضتها
التفت حور اليها تسالها بقلق
=طيب ايه اللى مضايقك كده فى حاجة حصلت من سارة ؟؟
ندى بغيظ
=هى مش سارة هى مامت سارة .
قطبت حور جبينها بعدم فهم
=مش فاهمة قاصدك
تنهدت ندى تسند على زراع مقعدها واضعة وجنتيها فوق خدها بحنق
=مامت سارة هتشرفنا النهاردة كلها ساعة وتوصل .
حور بانتباه وقد انتقل لها قلقها
=طب انتى مضايقة ليه
التفت اليها ندى تقول بغيظ
اصلها مش بيعجبها العجب وطول ماهى شيفانى تفضل تعلق على اى حاجة فيا ولازم طبعا كلامها يكون ادام حمزة وبتخلى شكلى وحش اووى ادامه .
حور بهمس
=سبحان الله طالعة لبنتها
لم تنتبه ندى لهمس حور لتقول
= ياريت بس مطولش فى الزيارة ومتعملش مشكلة زاى عادتها كل مرة .
همست حور بقلق
=لا متقلقيش دى اكيد قصدانى انا بالزيارة المرة دى .
**********************
جلست بثينة الشرقاوى تتأمل حور بتعالى واستكبار ترمقها من حين الى اخر بنظرات نارية تخبئ ورائها الكثير لم تتحدث سوى كلمات قليلة تجلس بجوارها ابنتها مقتضبة الملامح عابسة الحاجبين صامتة هى الاخرى بتكبر كما لو كانا ملكة واميرتها وهم من رعياهم
رفعت بثينة انظارها عن حور لتوجها الى ندى التى تجلس بارتباك وقلق لتقول بلطف زائف
=عاملة ايه يا ندى ياحبيبتى وزاى ادم.
ندى بارتباك
=الحمد لله يا طنط كلنا بخير .
بثينة بنفس طريقتها الملتوية في الحديث
= كويس ياحبيتى انكم بخير .
لتصمت قليلا ممررة نظراتها فوق ندى لتقول بلؤم خبيث
بس مش شايفة انك تخنتى اووى عن اخر مرة شوفتك فيها لازم تخدى بالك من نفسك شوية احسن اكيد حمزةمضايق .
صدمت حور من جراءة تلك المراة وكلماتها الجارحة لتنظر الى ندى باشفاق التى احمرت وجنتيها من شدة احراجها لترد بكلمات متلعثمة
=اااابدااا....يا طنط....انا زى ما انامتغيرتش
بثينة وهى تنظر الى سارة ضاحكة بسخرية
=يمكن مع انى مش شايفة كده ابدا .
لتبادلها سارة ضحكتها الساخرة مما جعلت حور تتمنى صفع تلك المراتين على حقارتهم وقلة مراعتهم لشعور الاخرين لكنها فوجئت بالحاجة وداد تقول رد ع سخريتهم بحزم وشدة
مش مهم اللى شيفاه يا بثينة المهم اللى احنا شايفينه وجوزها شايفه واللى هو اكيد ان ندى زى ماهى قمر وهتفضل قمر عيلة الشرقاوى ،،
ابتسمت ندى بائتمان لحماتها تشكرها بعنينها لدفاعها عنها لتهب سارة فى محاولة منها لتلطيف الاجواء بعد كلمات حماتها الغاضبة تقول بضحكة لطيفة مصتنعة
=انتى عارفة يا ندى ماما متقصدش وانها بتحب الهزار معاكى
لتأمن بثينة ع كلامها تقول باسف زائف وقد احست انها قد زادت من سخريتها
طبعا دى ندى زى سارة عندى بالظبط دى من عيلة الشرقاوى مش اى واحدة مانعرفش ليها اصل من فصل
فهمت حور من المقصود بكلماتها تلك ليحمر وجهها غضبا من اهانتها المبطنة اليها لتهب للرد عليها لتوقفها الحاجة وداد قائلة بعنف
=بثينة ملوش لازمة كلامك ده ولادى متجوزين اجمل البنات من احسن العائلات .
بثينة بلؤم
= فيه ايه يا وداد طبعا بناتنا بنات اصول وانا مقصدتش غير كده
نظرت اليها الحاجة وداد نظرات نارية تحذرها بها من استرسالها فى حديثها الفارغ لتخفض بثينة انظارها امامها تحاول تجاوز الحديث بسؤال سارة عن احوالها ومحاولة تمرير الوقت بينما حور ادراكت بالذى حدث امامها منذ قليل ان زيارة والدة سارة لن تمر ع خير ابدا بالنسبة لها على الاقل .