رواية وحوش لا تعشق الجزء الثاني من ليالي الفصل السابع عشر 17 بقلم رحاب ابراهيم


 رواية وحوش لا تعشق الجزء الثاني من ليالي الفصل السابع عشر بقلم رحاب ابراهيم

_ خلي بااالك من ...
قاطعها :- بطوووووط 
تسمرت في وقفتها بصدمة حتى بلعت ريقها بصعوبة وهي تلتفت وتستدير لتنظر لعيناه المحملقة بها بحدة مع لمعات تسلية قد ظهر إنه يحاول اخفائهم حتى غمغمت ببطء :-
_ ف..ف ..فهد
هز رأسه إيجابا ثم اتسعت عيناها وهي تراه يركض بإتجاها فأسرعت تعدو أمامه وكأنها في سباق اولمبي للركض ..رغم خوفها منه ولكن اطلقت ضحكة عالية عندما كاد أن يقبض على معصم يدها فأسرعت أكثر في الركض وهتفت وهي تختبئ خلف أحد الارائك :-
_ فهووود انا هنااااا
فر إليها بغيظ حتى ابتعدت عنه مرة أخرى بضحكة استفزته أكثر وصاح :-
_ مااااتوقفي بقى 😡 
أشارت له بيدها حتى يأتي عندما كادت أن تدلف للغرفة التي حبسته بها وقالت :-
_ لأ ، هما سبع لفات وهكسب 👏😊 
احمر وجهه بضيق حتى انقض عليها فجأة قبل أن تدلف لداخل الغرفة وتغلق بابها واحكم قبضته عليها وعلى وجهه علامات الانتصار ...قال بنبرة ساخرة :-
_ اتشهدي على روحك 
مطت شفتيها بسخرية حتى لا تظهر ارتجافها الخائف ورغم ذلك مجرد أن نظرت له انتابتها موجة هائلة من الضحك والمرح ثم قفزت كالطفلة وقالت :-
_ لأ ، تعالى نجري كمان شوية والله اللعبة حلوووةههههههههههه 
تعالت أصوات ضحكتها حتى احمر وجهها بشدة ولم تلاحظ عيناه المتأملة بها بعمق والبسمة التي طافت برقة على محياه وهو يرى ضحكتها وتصرفاتها الطفولية المشاكسة وتوقف فجأة وقد انسالت بعظم يده تلك القوة الهائلة من الألم بشكل مفاجئ حتى ابتلع ريقه بصعوبة ....ارتجفت انامله على معصم يدها وجاهد بكل قواه حتى يتماسك أمامها ولا يظهر عليه تلك الآلام البغيضة ......بدأ جبينه يتعرق بشدة وعروق عنقه تنتفخ بأعنف مافيها ....بالكاد لملم قواه حتى يدلف للدماًوذلك بجانب نزف الجرح المصاب من الشاظيا النارية ...لم تلاحظ فاطمة من فرط مرحها ويداها الذي اخفت الامه وهي تضعها على وجهها من الضحكات حتى دفعته بمشاكسة وتعجبت لاستسلامه فجأة حتى ارتطمت يداه بقوة على مقبض الباب وتصاب بأذي جعل انامله تنزف دماً...اتسعت عيناها وهي تراه يتأوه بصوتٍ عالٍ وجف مرحها وهي تركض اليه بقلق. ....ولكن 
كان قد دخل الغرفة واوصده بابها خلفه بقوة ثم ارتمى على فراشه متأوها بألم يعتصر جسده بالكامل ....وابتلت عيناه مجددا من فرط الألم وصعوبة هذه الدقائق الذي وكأنها تأخذ الحياة من يده بصفعات نارية ....لم ينتبه لقرعها على الباب بسبب ما يعانيه فقد اخفي صوته بجسد الوسادة ....
تعجب فاطمة من تلك القسمات الملتهبة الما بسبب ذلك الجرح بسيط أم هذا الألم من جرح الشاظيا ؟ لا تعرف ..وخزها قلبها بقوة لعلمها أنها السبب في ذلك حتى كادت أن تبكي وهي تقرع على الباب بشدة ...تذكرت ذلك المفتاح الذي حفظته بجيب ردائها ...حاولت فتح الباب به ولكن فشلت فيبدو أنه اوصده بالقفل من الداخل حتى لا تدلف الى الغرفة ولا يراها .....
قالت معتذرة وبأسف صادر من قلبها حقا :-
_ افتح الباب يا فهد والله ما كان قصدي ...فهد 

مرور الدقائق كمرور الدهر على الزاهد الحياة حتى بدأت موجات الألم تودعه بلقاء قريب وبدأت قواه الخائنة تعود إليه رويداً...واتت من حيث غادرت 
شعر ببرودت جسده بعد تلك الاعاصير لينهض ببطء شديد وكأنه استلقى مئة عام وللتو استيقظ ...بدأ يأخذ انفاسه اللاهثة بعمق حتى لمح بقع الدماء على الفراش وقد افترشت جراحه بقع غزيرة من الدماء على الفراش ...
زفر بضيق فهذا ما كان ينقصه وتعجب أن ذلك الجرح التافه ينثر كل هذه الدماء أم أن ضخ الألم قد ساعد على ذلك ؟ 
وقد عاد قرعها أكثر حدة وهي تتأسف بنبرة قد اشرفت على البكاء حتى وضع صندوق الاسعافات الأولية الذي احضره للتو على المنضدة بقرب الفراش ثم فتح الباب لها وعاد ليجلس ليطهر جرحه...
دلفت سريعا للداخل لتشهق فاغرة فاها وهي ترى بقع الدماء المنتشرة على الفراش ثم سقطت عيناها عليه وهو يبدأ تضميد جراحه الغائرة ....جلست أمامه وأخذت القطن الطبي وبدأت هي بتطهير الجرح وارتاحت لصمته الذي ظهر عليه بشرود وقالت :-
_ انا اسفة يا فهد ماكنش قصدي 
لم ترتفع عيناه عليها بل ظل صامتا ناكث النظرات ولم يستكع أن يقل لها أن هذا الجرح البسيط اخفى سره وشكر لهذا ولم يغضب منها بل ولأول مرة لم ينفعل من تمردها وشراستها وتركها تضمد جراحها وقد اراد بقوة أن تضمد جرح أكبر بمثير ولكن لم يجرؤ على الافصاح فهو لم يكن مستعد أن يتركها أو يتلقى النظرات المشفقة من عيناها ....لم يجيبها حتى توقفت بعد ان انهت تطهير مكان الجروح ...بلعت ريقها بإرتباك ولامست يداه الأخرى بقوة واسف ...قالت برقة ونبرة اقرب إلى البكاء :-
_ والله ما كان قصدي ماتزعلش بقى 😢 
واخفت وجهها بيدها مرة اخرى ولكن هذه المرة بالبكاء حتى طافت ابتسامته التي اتسعت لطفوليتها ...نهض وتوجهه خارجا وقال :-
_ انا خارج شوية ..مش هتأخر ....
كاد أن يخرج من الغرفة حتى استدار وقال بنظرة متسلية :-
_ وابقي خلي بالك من بطوووط على ما ارجع 
رفعت عيناها الباكية اليه وتشاركت مع عيناه بنظرة طويلة مفعمة بالدفء حتى تنفست ابتسامتها عندما ذهب من أمامها بابتسامته الماكرة وخرج من المنزل .......
بقلم رحاب إبراهيم 
مسحت عيناها برفق واتسعت ابتسامتها مرة أخرى بالتدريج كلما تذكرت جملته الأخيرة ...فما اعذبه عندما يرق ...دب بها النشاط وشعرت أنها حقا زوجة وهذا بيتها ...نهضت وبدأت ترتب الغرفة .....

_______________________________اذكروا الله 

هبطت مريم الدرج بنظرات خجلى لتراه قد أشرف على إنهاء الافطار ولم يكترث لوجودها بل نظر لها بعدم اكتراث مما جعلها تزفر بغيظ منه ...قالت متذمرة :-
_ جعاانة 
وقف آدم يراقب إناء اللبن الذي اقترب للغليان وبالكاد اجابها بزمجرة :-
_ دقيقة وهكون خلصت 
اشاحت عيناها بغيظ من جفائه ثم عادت للتساؤل حتى تتمادى في الحديث ويخرج من هذا الصمت ..قالت :-
_ انا بحب الفاكهة ..حطلي طبق فاكهة 
جلست على الطاولة الخشبية الذي أخذت حيزا من المكان ليستدير آدم بنظرة حادة والقى بوجهها المنشفة وهتف :-
_ وانا مش شغال عندك ، احمدي ربنا أني بتنازل وبحضرلك الأكل ....مش احسن ما اسيبك وتتلخمي يا حضرت الزوجة العظيمة ...
شهقت من قوله حتى اشارت له بسبابتها وصاحت بعصبية :-
_ على فكرة انا بعرف اطبخ واعمل كل حاجة ...بس سيبتك تعمل الأكل عشان انا جاية اتفسح مش اطبخ لحضرتك ! 
رفع حاجبيه سخرية واضاف بتحدي :-
_ طب عشان طولت لسانك دي انتي اللي هتعملي الغداء من هنا ورايح ومش هنطلع خااالص نتغدى برا ...
نظرت لها بضيق وريب من هذا التحدي ثم قالت ببطء متوتر :-
_ طيب ....هو ...هو انا هخاف يعني ..خااالص 
رفع آدم إناء الحليب المغلي من على نار الموقد وسكب منه في كوبين ....اعطاها كوبها وقال بتسلية :-
_ بشاميل ...
اتسعت عيناها بتعجب وقالت :-
_ ايه ؟ 
هز رأسه بسخرية وقال :-
_ دي حاجة بسيطة !! ....بس بكرا بقى نتقل شوية نخليها ميكس محشيات ....
ضيقت عيناها بعصبية وهتفت :-
_ مابحبش الاكل ده !!! ....بحب المشويات بس 
ابتسم بسخرية وقال :-
_ انتي جبانة وبتهربي من التحدي ..طالما مش اد كلامك ماتقوليهوش ..واعترفي انك فاشلة 
وضعت الكوب من يدها بانفعال وقالت :-
_ هعملك محشي النهاااااردة مش بكراااا ....استريحت 😒 
ارتشف آدم من كوب الحليب وقال ببسمة ضاحكة :-
_ بردو هتفشلي يا فاشلة 
واتبع حديثه بإشارة من يده على الطعام الذي اعده وتابع بسخرية :-
_ افطري كويس عشان مش هتعرفي تاكلي اللي هتعمليه
تتبعت خطواته المبتعدت بغيظ ثم زاد القلق بداخلها لأنها بالفعل لا تعلم أي شيء عن المطبخ ! ...
ولم تشعر بأي ميل للطعام بعد كلماته الساخرة ...

دلف آدم إلى الغرفة المواجهة لها وجلس بابتسامته الخبيثة ثم عاد فكره لفهد ...اخرج هاتفه ليجري اتصال حتى اجاب فهد وهو بحيرة شديدة أي الاثواب تلائمها وتعجبها ..واجاب بنفاذ صبر :-
_ الو ؟ 
قال آدم بمقت :-
_ تقدر بقى تفهمني ايه اللي هببته ده !! 
أخذ فهد تنهيدة طويلة وتوجه الى سيارته وقال :-
_ طب خليك معايا ثواني ...
اسرع اليها وجلس بداخلها وتابع حديثه بعد أن انفرد من الاشخاص حوله وقال :-
_ ده موضوع طويل يا آدم ..ويستحسن نتكلم فيه لما نتقابل ..
هتف آدم بإعتراض وقال :-
_ مش هستنى لما ارجع القاهرة عشان افهم !! ، انا عايز افهم دلوقتي حالا ...انت مش حاسس انك عامل مصيبة ! 
ظهر الضيق بعين فهد ثم بدأ يشرح له ما حدث ....
_________________________صلّ على الحبيب 

انهت فاطمة ترتيب الغرفة ثم خرجت لتقم بترتيب المنزل بأكمله حيث أثار هذه الفوضى والاهمال ولم تنفك عن العمل بل كانت سعيدة بذلك اشد السعادة ...
وفي الجهة الأخرى 
كانت مريم تنظر حولها بقلق ولا تعرف مين أين تبدأ ...حتى تذكرت هاتفها فتسللت للأعلى دون ان يشعر آدم واتت بالهاتف التي بحثت عن طرق اعداد هذه الوجبة المجبرة عليها بالإكراه .....فابتسمت بانتصار عندما وجدتها ......وقالت بخبث :-
_ عشان تبقى تتكلم تاني ياسي آدم ...
_____________________________استغفر الله العظيم 

انهى كريم لف عصابة العين الذي احكمها على عين مالك وقال :-
_ اهو كدا انت اتعميت ياعم ررررسمي 
حرك مالك رأسه بتساؤل وقال :-
_ طب في حد عمل حادثة ومافيش كدمة كدا ولا كدا !! 
مطت كريم شفتيها بتفكير واجاب :-
__ انت عندك 
توتر مالك وقال بتوجس :-
_ قصدك ايه 😨 
وقاطعه لكمه عنيفه بوجهه قد اسقطته على الفراش متأوها حتى صرخ بصديقه كريم وقال :-
_ ااااه ياااغبي ...هو ده واجب الصحاب!! 
ضحك كريم بقوة ثم قال :-
_ مانت اللي طلبت وانا بنفذلك طلبك .....اهو كدا انت جاهز.....
زمجر مالك بتأفف وقال :-
_ خايف امي ما تصدقش ....ماهو اللي بيعمل حادثة بينقلوه المستشفى مش عيادة !! 😒 
زم كريم شفتيه بغيظ وهتف :-
_ طب وانا اعملك ايه !! ، هنا محدش هيكتشف لكن في المستشفى من اول ما يكشفوا عليك هيضربوك بالسماعات يا نصاااب 😣 ...قولهم انك كنت متهبب بايت عندي هنا في العيادة باائس لحد وانت نازل لزقت في ميكروباص لسه بيتحرك ...والخبطة عميتك 😚 
صمت مالك لثوانٍ ثم قال :-
_ ابدأ التفيذ واتصل على الفيلا 😃 
_____________________________سبحان الله وبحمده 

صمت فهد بعد أن اعترف لآدم بما حدث حتى 
جعد آدم حاجبيه ضيقا وقال :-
_ ماشي ...بس ماكنتش مجبر تتجوزها يا فهد ماتضحكش عليا ......وبعدين انت بالذات فكرة الجواز عندك مستحيلة ..ايه اللي يجبرك تتجوز البنت دي ؟! 
لم يجيب فهد بل ظل على صمته ولم يجد مبرر مقنع حتى قال آدم بمكر :-
_ انت حبيتها يا فهد ...صح ؟ 
غمغم فهد بالرفض حتى سأل آدم بقوة :-
_ خلاص سيبها تمشي ..وكدا كدا هتعرف أن ابوها مات في يوم من الأيام ....
رد فهد بضيق :-
_ لأ مش هسيبها لوحدها ...مالهاش غيري يا آدم 
ابتسم آدم بمكر وقال :-
_ دلوقتي مش زعلان منك يا فهد زي الأول رغم اني ماكنتش حابب تتجوز من غير ما نعرف ...لكن انا هتصل بأبا وافهمه الوضع ..ماتقلقش مش هخليه يقول لأمي حاجة غير بعد ما يطمن عليها .....
قال فهد بتمني :-
_ قوله أني ماقدرتش اسيبها ...حاول تفهمه بالراحة عشان مش عايزه يزعل مني ....
اجابه آدم سريعا وقد لمح مريم تقترب :-
_ خلاص ماشي ..هكلمه وهتصل بيك 
وافق فهد ثم انتهى الاتصال .....قالت مريم بعصبية :-
_ كنت بتتكلم مع مين ؟ 
رمقها آدم بمكر وأجاب :-
_ بكلم مع فهد ...عندك مانع !؟
تفاجئت قليلا ثم جلست سريعا وتساءلت :-
_ ها عرفت منه اللي حصل ؟ 
تفحصها آدم بضحكة مكتومة فقد اثارت بقع الطعام على ردائها فوضى هائلة حتى قال بمرح :-
_ واضح انك تعبتي في تحضير الغداء !! 
تذمرت بعصبية ثم القت نظرة على ملابسها وشهقت بفزع وهي ترى بقع البندور على كامل ردائها وقالت بتأفف واستهجان :-
_ صلصة الطماااطم وانا بعملها في الكابة عملت فيا كداااا 
رد عليها سريعا باستغراب :-
_ غرقتك كدا !!! ....ست بيت هاااايلة مشاء الله ...شكلك يفرح ...
نهضت بغضب وقالت :-
_ اااه مانت متعود على البنات اللي نا وراهمش حاجة غير انهم يبعتولك جوابات ويتصلوا بيك ...واكيد بيروحوا الجامعة بسواريه .....
هز رأسه ليستفزها وقال :-
_ اه ..وكعب عااالي كمان 
نظرت له بحزن وقالت :-
_ انا مش بعرف البس كعب عشان رجلي 
لم تشأ أن يرى عبراتها لترحل من امامها متوجهة حيث طعام الغداء .....
نعت نفسه بغضب فاحيانا يؤلمها دون أن يشعر حتى نهض وخرج من الشاليه لحيث عودته ........
______________________________سبحان الله العظيم 

فتح فهد باب الشقة ليتفاجئ بهذا النظام الذي انتشر بها حتى انتبه لصوت موسيقى يصدر من احد الغرف ......وضع مفاتيح المنزل والرداء الذي ابتاعه من اجلها بعد بحثه طويلا عنه واقترب من مصدر الصوت .....

بعد ان ضغطت فاطمة على زر شاشة التلفاز الذي اصدر صدح نغمات موسيقية عدة قبل أن تأتي مقطوعتها المفضلة وبدأت تتمايل عليها بابتسامة مرحة وهي تردد الكلمات .....*الرجل الغامض بسلامته متخفي بنظااارة ،وبيمشي ازاي اهو كدا كدا اهو 👮🚶 
وبدأت تقلده بضحكة شقية .........

راقبها من بعيد ولم يشعر بفيض الضحكات بهذا الشكل من قبل ...فقد استطاع بأعجوبة ان يخفض ضحكته وهو يراها تقلده بطريقة مضحكة ....
وانتهت المقطوعة لتبدأ اخرى وقد اطلقت لشعرها الطويل العنان وبدأت تتمايل مرة أخرى ولكن بشكل مختلف جعله يتسمر مكانه ..... وحمد ربه أنها زوجته فلولا ذلك لم يكن يستطيع ابعاد نظره عنها وهي تخفي وراء مظهرها الطفولي وتمردها انوثة طاغية ....

تعليقات



×