رواية أخباءت حبه الفصل السابع عشر بقلم محمد ابو النجا
(سأقتل من يتزوجك)
كانت تلك هى الجمله المكتوبه
على الورقه التى سقطت داخل
شرفة ساره ...
التى تطلعت إليه بأعين مرتجفه
خائفه...
تصرخ في أعماقها فى قلق
شديد من يكون ذلك المجهول..!
من الواضح أنه جاد في
تهديده..
ولكن الأكثر وضوح أنه يعلم
الكثير عنها...
وعن خطواتها..
وكأنه معها...
ويراها...
أنه قريب للغاية منها ...
من يكون ...!
أمسكت هاتفها وأجرت إتصال
بصديقتها رحاب ...
إنها أصبحت أكثر المقربين لها...
وحاملت أسرارها...
رحاب فى صوت مرح :
ساره ...
كيف حالك ..؟
أننى منذ رؤيتى لذلك الشخص
فى حجرة محمود
أشعر بأنه مايزال داخل
المستشفى...
بل وسيقتلنى أنا في المره
القادمه ...
ثم عادت تضحك وساره
بصوت خافت : رحاب...
اسمعينى جيدًا...
لقد ألقى ذلك المجهول مرة
أخرى بورقة داخل شرفة
حجرتى...
تضحك رحاب : يخبرك
بحبه أيضًا..؟
تنفى ساره فى توتر :
بل بأنه سيقتل من يتزوجنى..
رحاب فى صدمه تهتف :
ماذا..!
يقتل من يتزوجك..!
بالتأكيد أنها مزحه سخيفه..
ساره في خوف :
أو يقوم بالفعل بالتهديد...
تتنهد ساره : لا أعرف
ماذا أقول لك..!
ساره : الغريب بأن أبى
قبل وصول الرساله يقدم
لى إختيارين للزواج...
إبراهيم أو محمود ...
رحاب فى شغف :
وماذا كان إختيارك ..؟
تنفى ساره : لا .
لم أخبره رأي..
الذى بالتأكيد يعرفه ..
رحاب فى هدوء : محمود...
أليس كذلك ..؟
ساره : بكل تأكيد...
فأنا لم ولن أحب غيره ..
رحاب : إختيار بالفعل
يؤكد على جنونك...
ساره فى حيره :
ولكن بعد أن خرج أبى من
الحجرة جاءتنى تلك الورقه..
وكأنه يعلم ما حدث...
كأنه يدرك ما أفكر فيه...
تغمغم رحاب : إذن هو شخص
قريب منك للغاية..
يعلم ويدرك كل حركاتك ..
ساره : هذا ما قلته ..
رحاب فى تعجب :
ربما هو أحد من أسرتك..
تنفى ساره بشدة :
بالطبع لا...
مستحيل أن يفكر أحد من
أسرتى ويقدم على فعل ذلك...
رحاب : يمكنك إبلاغ الشرطة..
ساره بعد تفكير تجيب :
لست ادري...
أنا عاجزة عن التفكير .
عاجزة تمامًا...
*******
(ستخرج الليله من المستشفى)
نطق الحاج حسان جملته
أمام فراش محمود الصامت..
وحسان يكمل :
لم تخبرنى بعد قرارك..
محمود بعد صمت لحظات
يجيب : لقد اجبرتني ..
ولم تتيح لي الإختيار ...
حسان في هدوء :
أفهم من ذلك بأنك قد
وافقت على الزواج من
ابنتي ساره ...؟
محمود : لم أوافق ...
بل انت من قررت ذلك ...
وأنا مرغم بلا إراده...
ولكن تذكر جملتي بأنك
بذلك تقتل سعاده ابنتك ...
حسان في لهجه حاده :
صدقني انا من أجبر على
زواجك من ابنتي ...
وليس أنت ...
أنا لا أريدك ...
ولا أقبلك...
ولا أحبك ...
ولكن كل ما في الأمر
أنني أريد أن أصنع السعاده
لابنتي في عامها الأخير ...
يسود الصمت بعد جملته
دقيقه...
ثم يقطعه حسان قائلاً بنفس
لهجته العنيفه :
سيكون زفافكم خلال أسبوع
من الآن ...
محمود في تعجب وسخريه :
وهل تعتقد أن رجل في
حالتي تلك يمكنه الزفاف ...
أنت بذلك تسخر منى ...
تجعلنى أضحوكه للناس ..
يشيح حسان بيده :
سيكون زواج على ورق فقط ..
وفي نطاق عائلي...
لا أكثر من ذلك ...
محمود : ولكن تذكر ...
ستكون ابنتك مجرد
ممرضه لرجل عاجز ..
وكفيف...
لن ينفعها بشيء ....
حبيبها الذي أحبته قد
ذهبت ملامحه...
ولا شيء يبقى منه سوى
الصوت...
الصوت الذي تسمعه الآن...
وتتساقط دموع محمود بعدها...
لكن حسان لم يبالي لحزن
محمود بل أكمل بكل قسوه :
عليك أن تتذكر جملتي...
بأنك لو اغضبتها سأقتلك...
بلا رحمه ..
وبلا شفقه....
يضحك محمود في سخريه
: إذن اقتلني من الآن ...
فلن أكون رحيمًا بها ...
فهي بالنسبه لي ليست
زوجتي...
بل هي التعاسه الباقيه
من حريق جسدي وحياتي...
******
لم تصدق ساره نفسها في
ذلك اليوم وهي ترتدي
الفستان الابيض ....
لقد أصبحت عروس...
وسيكون زوجها هو
محمود الرجل الذي أحبته ...
أحبته فقط في حياتها...
من كان يصدق ذلك ....!
إنها في خلال وقت قصير
تصير زوجته ...
حتى وإن كان قد أصيب
بالحرق أو العمى ...
فهو في النهايه حبيبها ...
لقد كانت في غايه الجمال
والفرحه تعم ملامحها ...
الجميع يلتف حولها من عائلتها..
التي غابت الفرحه عن
ملامحهم...
كانوا كالتماثيل الصخر ..
يهمهمون ويتهامسون بينهم ...
هم أيضًا لا يصدقون ما
يحدث ...
هى الآن داخل سياره الزفاف
يجلس محمود يضع على
عينيه نظاره سوداء كبيره ...
وبملامح محترقه لا تعبر
عن اي إنفعال ...
وتجلس ساره إلى جواره...
وينطلق أخيها جمال بهم...
الى شقته عرسها...
كان الغضب والضجر
مرسوم على وجه أخيها ...
بشكل ملفت...
لكنه كان مرغم على طاعه
أبيه ...
دون أن يعلم السبب...
لم ينبث بطرف كلمه
طيلة الطريق...
حتى وصل بها الى الشقه...
وهناك كان حشد من جيران
الحى يتابعون المشهد غير
مقتنعين أو يفهمون ما
يحدث ....
فتاه جميله في رعان شبابها
تتزوج من رجل أعمى
مثل محمود ....
أي عقل هذا الذي يصدق ...!
يقبل جمال رأس أخته ويهمس
: ألف مبروك ...
وينصرف بعدها فى هدوء
ويغلق باب الشقه عليهم....
وتصبح هي ومحمود زوجين ...
يجمعهم مكان وسقف واحد...
كان قلبها يدق بفرحه غريبه...
لا تعلم معنى لها ....
وزادت حيرتها من صمت
محمود الطويل...
لتقترب منه وتهمس بصوت
ناعم عذب :
من الواضح أنك لست سعيد
بالزواج مني ...
أليس كذلك ...؟
لم يجيبها محمود ...
فتعود بالحديث من جديد
: صدقني...
سأفعل كل شيء من أجل
إرضائك ...
ومن أجل إسعادك...
ومن أجل ..
يقاطعها فجأة محمود...
وبلهجه عنيفه يقول لها
بكل حدة وغلظ كلمات لم
تصدقها ساره ...
كلمات كانت مفاجأه لها...
مفاجأة صادمه...
وغير متوقعه...