------------------------------------------------------------------------------------- -------------------------------------------------------------------------------------

رواية معذب قلبى فى اسرائيل الفصل السابع عشر 17بقلم شريهان سماحة


 رواية معذب قلبى فى اسرائيل الفصل السابع عشر بقلم شريهان سماحة 


أضطراب وإرتباك إجتاحها وهى تفكر كيف تهرب بهيئتها تلك أتهرب من مصفى الحوض أم من فتحت الصنبور أم طغتس داخل الدورق أما .... إغمضت عيناها بيأس وهى تحدث نفسها بأن جميع خططها للهروب فاشله وما عليها إلا المواجهه!!!


إستغرب حمزة وشك فى سكون شقيقته بل شك فى شخصها عند إرتجاف جسدها فى إحضانه وببرودته ولكن حدث نفسه وهو يرجع رأسه بأستغراب للخلف قليلا ومعالم وجهه مجمعه بتفكير فمن سواها هنا ! 


قطع تفكيره بصدمه وهو يتذكر مامر بعائلة عمه وحضور بناته إلى بيتهم وكتب الكتاب!!!


هنا ترك ليديه اﻷنفراد عن جسدها سريعا واﻷضطراب يقفز على ملامحه فأبتلع ريقه ورفع يده بأرتباك لكتفيها ليلفت وجهها له ويعرف من هى!


شاهد فتاة معالم وجهها مغطا بشعرها اﻷسود الناعم نتيجة ﻹنحناء وجهها لﻹسفل بخجل.. ولكن أيقن أنها ليست شقيقته إلا إنه بأطراف إصابع يده إتجه بها لوجهها فلمس ذقنها رافعا أياه .. لتستجيب ببطئ شديد مع أطرافه فظهر وجهها الذى ظهر عليه حمره كحمرة حبة الطماطم فى أونها ...

رفعت يداها بتوتر وإرتباك لترجع جزء من شعرها خلف أذنها ناظره بعيونها الزيتونية لﻹسفل عند إقدامها 


صدمه أعتلت ملامحه بل سيطرت على جسده وهو يفتح عينيه على آخر حدودهم لايصدق من هى التى أمامه !


أنها ....أنها الدكتورة خديجة طبيبة يوسف ! 

ولكن من جاء بها هنا و ماذا تفعل ؟!


وهنا بدأ عقله يمرر أمامه أحاديث مختلفة ويربط بينهم 

رفع يده يفرك جبهته بأرتباك والحقيقة توضح أمامه شئ فى شئ 


تذكر حديث والدته وهى تردد : 

بنات عمك مشاء الله خديجة بقت دكتورة !!


وحديث يوسف فى الهاتف :

- الدكتورة خديجة هى اللى تابعتنى وأتكتب كتابها و شكلها مش مبسوط ...


الدكتورة خديجة ! تذكر عند إمضاءه على قسيمة جوازة والحزن يسيطر عليه داخليا لم يلمح منها إلا أسم خديجة حسن اﻵلفى ..


عند هذه النقطه فاق على حقيقة كانت غائبة عنه وهى أن خديجة أبنت عمه والدكتورة خديجة ماهى إلا شخص واحد يجتمع فى كونها زوجتة بميثاق شرعى !!!


فى وسط خجلها قلقت من سكونه فرفعت عينيها ببطئ شديد لتري أرتباكه وشروده وعينيه مرتكزه عليها بشدة وذهول إلا إنه إنتفض من شروده وهو يحدثها بهدؤء شديد متسألا لها بحذر ليتأكد مما أستنتجه : 

- أنتى خديجة بنت عمى 


أومأت باﻹيجاب بأرتباك شديد وهى تتخطاه سريعا للمغادره أو للهروب من أمامه  


شعور إجتاحه فجأة كأنه كان غريق ونجا اﻷن ! واﻷن فقط ... شئ صغير شبيه بالذرات أنتشر فى جسده يرغمه على السعادة والفرحة ورسمت على ملامح وجهه المبهمه فى الفراغ شبه إبتسامه إلا إنه أنتبها لمغادرتها  


فألتفت سريعا يجذبها من راسغها بتملك ويرجع بها للخلف خطوتين ليقوم بتثبت ظهرها على الحائط وهو أمامها مباشرا يحيطها بيديه ساندا بهم على الحائط من خلفها بوجه متهجم مكزا على أسنانه قائلا من بينها بعصبية وهو يتذكر حديث يوسف : 

- يوسف جه يتابع عندك من فترة بسيطه 


أرتبكت وتوترت بشدة لطريقة إمساكه بها ووقوفها وهو أمامها مباشرا غاضب والحائط من خلفها فرددت برجفه مصطحبه لصوتها : 

- أاااا..يوه 


تهجم وجه أكثر وبرزت عضلة فكيه قائلا وهو يضغط على كلامة بعصبيه يكبتها بصعوبه بالغه : 

- وأية اللى حصل 


أرتجفت وقمشت بين يديه لعصبيته الظاهره على وجهه وطريقة نطق كلامه والتى لو ترك لها العنان لنسفت المكان بمن فيه جميعا: 

- محصلش حاجه صدقنى غير أنى تابعت رجله وكمان جه يعتذر عن طريقة كلامه فى أول مرة وانت معنا وبيعتبرنى أخته بما إنى ..إنى 


هدر صوته فى هدوء لا يسمعه إلا كلتهما وهو يقترب بوجه لها مردد بغيظ : 

- أنك أيه أنطقى ؟! 


تحدثت سريعا وهى مغمضه عينيها بخوف من طريقة حديثة وغضبه الجامح : 

- إنى مراتك !!!


جحظت عينيها وهى تفتحهم سريعا على شعورها به وهو يلتهم شفتيها بتأنى شديد كأنه أستاذ قبل يعلم طلابة كيفية التقبيل !


أنتفض جسدها وأرتجفت غير مصدقه ماتمر به معه اﻷن ! ...


أرخى يديه من على الحائط ليحيط جسدها بهيام وتملك وهو لايصدق بأنها زوجته وحلاله 


إلا أنهم أنتبها على صوت أذان الفجر وبدء حركه من غرفة والديه أعلهما


فتملصت من بين يديه بتوتر مبتعده عن وجهه غير مصدقه ما حصل للتو وهو يردد بعشق وسعاده ظاهره فى عيونه : 

- دى بس علشان قولتيها بشفايفك 


هربت من أمامه سريعا وحمرة الخجل تعتلها إلا إنه أرجعها ثانيا وظهرها للحائط قائلا بإقتضاب : 

- أخر مرة تنزلى من أوضتك من غير إسدالك حتى لو متأكدة من أن مفيش حد فى البيت إلا أنتم .. مفهوم !


قالها وهو يشاور بوجه وعينيه على موضع صدرها الظاهر تقسيماته من فتحت قميصها المستديرة 

أتجهت بنظرها على مايشاور عليه بعينيه إلى إن أستقرت على مكان رؤيته فشهقت وأرتبكت متملصه من بين يديه لتركض سريعا وهى تراوض رجليها بلطف للسير معاها وعدم خذلانها من شدة ما مرت به فى أسعد لحظات حياتها ! ...


أبتسم حمزة على خجلها وأحمرار وجهها وهى بين يداه .. وهو سعيد داخليا بإن خديجة أبنت عمه هى الدكتورة خديجة هى نفسها زوجته !!! 


--------------

أقفلت باب الغرفة ترتمى عليه من الخلف تلتقط أنفاسها الهاربة كدماء وجهها ترفع باطن أطرافها تتحسن شفاتيها وهى لا تصدق نفسها بل لا تصدق الواقع التى مرت به من دقائق معه ..

لاتصدق إن أول قبله تضع على شفتيها منه هو! .. وهو حلالها ! حينها أغمضت عينها تحمد ربها على رجوعه اليها سالما

  

سارت هائمه ببطئ ترفع غطاء فراشها لتتدثر إسفله وهى تتذكر ما مرت به إلا إن ذاكرتها إرجعتها للخلف إكثر مما ترغب فتذكرت عدم معرفته لها فى أول لقاء لهم ؛ ورجاء عمها له للموافقة على الزواج بها  

فاقت من شرودها على إقامة الصلاة نفرت غطاءها لﻹستعداد ﻹداء فرضها وهى تؤنب نفسها على أسترسالها فى مشاعرها دون الحفاظ على كبريائها !


فأمام الجميع هو المرغوم على زواجها وهى المفروضه عليه ...


---------------


على مائدة اﻹفطار جلس الجميع يتناولون إفطارهم بعد إعداده بواسطة صفيه بمساعدة نعمة 

بعد ثوانى معدوده تفجأ الجميع بهبوط حمزة من على الدرج بى تشيرت يجسم جسده على بنطال رياضى مما يعطى له رونقا خاصا 

قامت صفيه بالهروله عليه مهلله لرؤيته أمامها سالما ترتمى فى أحضانة ودموعها تتساقط  ليشعر بها مقبلا لرأسها ومقدرا لخوفها .. إبتسما الجميع وهم يشاهدون فى صمت مدى مشاعرها الفياضه تجاهه وكيف لا وهى بقلب إم تعطى حنانها ﻹبنائها وتقلق عليهم 

ركضت بسنت بأتجاههم تبعد والدتها بدلال حتى لايزيد بكائها وتتعب قائلة بحب لكلتهما : 

- أيه ياماما سبيلى شويه دا حبيبى برده وواحشنى كمان ثم إرتمت فى إحضانه يلتف بها حمزة فى حركه دائريه مما جعلها تقهقه بصوت عالى من مدى سعادتها باأخيها الحنون 

ضحك حسين وهو يشاهدهم من جلسته على المائدة معطيهم وجهه وإهتمامه بينما وضعت خديجة وجهها فى طبقها بخجل دون رفعه لثانيه واحده أما مى فهى مستمره بالأبتسامه وهى تشاهدهم متمنه لو كان لها أخ مثله 


أتجه ثلاثتهم بأتجاه المائدة وحمزة يتقدمهم قليلا للسلام بحفاوه على والده الذى قاما يحتضنه قائلا له : 

- كنت معاهم 

أوما باﻷيجاب مبتسما فى صمت فسترسل حسين حديثه 

- عارف إنى خلفت راجل ... ربنا يباركلى فيك 

فهمت صفيه تسأله فى لهفه وفرحه ترسم وجهها : 

- جيت أمتى ياحبيبى محستش بيك خالص


نظر حمزة بأتجأه خديجة التى رفعت رأسها سريعا بتوتر وقلق من إن يسرد ماحدث عند حضوره 

فأبتسما حمزة بجانب ثغره محدثا بخبث وهو مزال ينظر لها بنظره تفهمها هى فقط

- أبدا يا ماما جيت الفجر ولقيت الكل نايم فمحبتش أقلقكم 


إبتلعت ريقها بصعوبه وهى تخفض وجهها فى طبقها بأرتياح

إشار حسين له أن يجلس بجوارة جهة اليسار قائلا وهو يلتفت لبسنت 

- روحى يابوسبس جمب ماما وأنتى ياخديجة تعالى فى مكانك الجديد جمب جوزك 

رفعت خديجة عينيها سريعا وهى تجحظ بهما غير مستوعبه ما نطق به عمها اﻷن 

بينما هناك من إنصدما تماما 

مى وهى تنظر لشقيقتها غير مصدقه ماسمعته وبسنت وهى تشك فى أذنها لسماعها الكلام بمفهوم خاطئ ولكن إى خطأ هذا وخديجة تنظر بخجل شديد أشعل إحمرار وجهها وهى تردد برجاء 

- خلى بسنت تقعد ياعمو وكله مكان عادى 

تحدث فى صرامه بصوت كالسيف 

- اللى قولته يتنفذ فورا وياريت محدش يقاطع 

أومأت باﻹيجاب مستسلمه لقراره وقامت بالفعل للجلوس بجوارة وذهبت بسنت بجانب والدتها ومى .. وهى مذهوله وتتسأل أين وكيف وماذا عن شاهى حبيبته ... 

بينما إبتسما حمزة إبتسامه لم تظهر على ملامحه للعلانيه لقرار والده لتقريب المسافات 

بينما أنتبه على صوت والده وهو يكمل قراراته الحاسمه 

- ومن حق ياخديجة حمزة طول ماهو هنا هو اللى هيوصلك وهيجيبك لما ربنا يهديكى ويقل خوفك ده وتتعلمى السواقه وركوب العربيات لوحدك 

صمتت خديجة فى يأس فيبدوا أن عمها أصدر قراراته ولا يحق لها حق اﻹعتراض أو أبداء رأيها

بينما حمزة علم ﻷول مره شئ عنها وهى خوفها من ركوب السيارات !


----------- 


غادر الجميع بعد إنهاء وجبة اﻷفطار حسين مع عثمان لمتابعة معارضه 

بينما حمزة وخديجة الى سيارته للتوجه للمستشفى ليصالها ثم إعراجه على يوسف 

وغادرت مى بسيارتها وهى تنوى تأجيل حديثها مع شقيقتها لحين العوده 

بينما بسنت لم تنتظر وهمت تسأل والدتها بعد ذهاب الجميع والتى أوضحت لها أنه قرار عمها على فراش الموت ففهمت بسنت بدورها بأن حمزة لم يرغب فى خديجة كعروس له اﻷمر الذى جعلها تحزن وبشدة خاصتا بعد شعورها بأنه إفترق عن حبيبته شاهى على غير إرادته ....


--------------------


وقفت خديجة عيونها فى اﻷرض تحاول السيطره على إرتباكها لتظهر لامبالاتها بحضوره حتى تستعيد كبريائها بأنها ليست مفروضه عليه ولا ثقل يخنقه فأستجمت قواها على لمحه وهو قادم بعد أن أستبدل ملابسه لتناسب الخروج 

رددت بسرعه فائقة وهى تحاول النظر في عينه بكبرياء : 

- على فكره آنا مش هبقا تقيله عليك أنا هأخد تاكسى فلو وراك مشوار روحه وأنا مش هعرف عمو خالص 

قالت ذلك والتفت سريعا لتعدو تلتقت أنفاسها بعيدا عنه ألا إنها رأت من يقف إمامها مبتسما مرددا ببرود : 

- إنا مش أشتكتلك ولا قولتلك مستعجل 


إبتلعت ريقها وعيونها تكاد تتوسله بأن يرحمها ويتركها تأخذ أنفاسها بعيد عنه فقربه يضعفها ويقلص اﻷكسجين من حوليها 

فقالت سريعا وهى لا تستوعب مانطقت به ونتيجته عليها : 

- انا من بكرة هتعلم السواقه !


رفع إحدى حاجبيه يستغرب مانطقت به ويفسر حالة رفضها تلك فى أن يقلها فقال بهدؤء شديد : 

- طب يلا أوصلك لما تتعلمى 


زفرت فى يأس من إنها لا تستطيع الهروب من أمامه 

فرأته يفتح لها باب السياره ويدعوها للركوب فهمت تركب بقلة حيله بينما إلتفا من حولها ليركب بجانبها ويقود السيارة متجها لوجتهم 

بعد مرور بعض الوقت رأها تنظر من الزجاج المجاور لها للخارج ولا تنظر له أو حتى تبدى أستعادها للحديث معه فزفر بضيق وهو يرجع ذلك لكون بداية تعارفهم كانت بالطريقة الخطأ


إلى أن وصلا للمستشفى فتوقف بهدوء ملتفتا لها قائلا بجدية منظفا حنجرته : 

- خديجة إنا مش هتأسف على اللى حصل إمبارح ﻹن شايف إن ده من حقى بس برده ﻹزم أراعى ظروف جوزنا وأننا مأخدناش وقتنا نتعرف بجد رغم إننا ولاد عم ويمكن ده يرجع لتقصيرى فى ودكم بس اللى أقدر أقوله دلوقتى وبعترف بيه قدامك إنى نادم بجد عن إى لحظة وأنا بعيد عنكم ومعرفتكوش فيها وقربت منكم 

حينها إلتفت له ونظرت له بأعين تتﻷﻷ بالدموع وهى لا تصدق ما تسمعه إيعنى هذا إنه كان يتمنى لقائها !

فاقت من شرودها على إسترسال حديثة برجاء 

- ياريت نعطى لنفسنا فرصه نتعرف فيها على بعض وأتمنى بجد إنك توافقى 


صمتت لثوانى تنظر ليداها التى تفركها فى اﻹخرى بأرتباك ملحوظ ثم أومات باﻹيجاب وهمت سريعا تفتح باب السيارة لتهرول سريعا وهى تحاول كبت فرحتها أمامه مما سمعته منه اﻷن ! 

الفصل الثامن عشر من هنا

تعليقات