رواية أخباءت حبه الفصل السادس عشر 16 بقلم محمد ابو النجا


 رواية أخباءت حبه الفصل السادس عشر بقلم محمد ابو النجا 

ربما لم تصرخ ساره طيلة
حياتها مثلما فعلت تلك 
المره ..
حينما رأت ذلك الضخم يرفع 
سكينه الحاد ويهوى به
 نحو جسد محمود..
 الذى يرقد ولا يشعر
بأى شىء من حوله ...
كانت صرخه قويه خرجت
دون شعور منها...
أو وعى..
صرخه جعلت ذلك الرجل
يتجمد فى مكانه وهو 
يدور برأسه ليكشف عن 
وجه مفزع ...
لرجل أسمر ذو ندبه كبيره
تشف وتأخذ نصف
 وجهه الأيمن...
تراجع مع صرخة ساره..
لترد عليها رحاب بصرخه
عاليه أخرى مدويه...
لا تقل عن ساره ...
ليبتعد الرجل عن محمود 
فى إرتباك..
ويفر مبتعدًا يقفز من نافذة 
مرتفعه...
ويقتحم بعدها حشد من 
الناس الحجره ..
جاءو على صوت الصراخ..
لتشير رحاب فى خوف واضح 
وبكلمات متقطعه :
هناك ..رجل...
رجل ضخم أسمر...
له ندبه كبيره فى وجهه ...
كان يحاول قتل محمود 
ولكنه قفز من النافذة مع 
قدومنا وصراخنا...
إنه جاء ليقتل محمود ..
عليكم اللحاق به ...
امسكوه قبل أن يهرب...
لكن عقل ساره كان يذهب
إلى مكان آخر..
من يكون ذلك الرجل الذي تراه
للمره الأولى ...!
زالذى يحاول قتل محمود ..!
ولماذا يريد قتله...!
وهل من الممكن أن يعود..
ويحاول قتله مرة أخرى...!
حينها شعرت بقلبها يخفق 
بقوة ...
وأيقنت أن حياة محمود
 فى خطر...
خطر أكيد...

***** 
(تتزوج ساره...!)
نطق الحاج حسان جملته 
فى تعجب شديد وهو 
يجلس داخل منزله مع 
إبراهيم الذى هز رأسه 
: نعم أريد الزواج منها..
حسان فى صدمه : 
ولكنك تعلم بأن ساره
كما أخبرتك لن تعيش أكثر 
من عام...!
ابتسم إبراهيم بهدوء :
يكفى أن يكون هذا العام 
لى...
أنا أحب ساره ..
وأريدها..
حتى وإن كانت كما تقول
سوف تعيش عام واحد 
فقط...
يشير إبراهيم براحت يديه
فى وجه حسان وهو يقول 
: يكفينى...
سأكون محظوظ إن كان
آخر عام من حياتها لى...
يغمغم حسان : 
وربما تعذبت كل يوم مثلى
وأنت تخشى لحظة موتها..
وتنتظره فى رعب...
يبتسم إبراهيم : من منا يتوقع
أن يعيش عام ..!
اوشهر... أو أسبوع أو يوم ..!
كلنا ميتون...لا مفر...
المهم هو رأيك ...؟
يتنحنح حسان : 
بالنسبه لى لن أجد افضل
منك لابنتى...
المهم هو رأيها.... هى..
هز إبراهيم رأسه : 
سأكون فى أشد اللهفه
لسماع ردها...
وساد بعدها صمت ...
صمت ثقيل ...

******
( إبراهيم أو محمود ...؟)
نطق الحاج حسان جملته 
أمام ابنته ساره التى 
نظرت له فى صمت دون
أن تجيب ..
ليأخذ نفس قصير ثم 
يشير بيديه نحوها : 
لم تخبرينى رأيك...!
أى عريس فيهم تختارى...؟
أمامك إبراهيم شاب وسيم 
وناجح ولديه مستقبل كبير..
وفوق كل هذا يحبك..
والإختيار الثانى رجل 
محترق...مشوه ..دميم...
أعمى...تلاشى مستقبل ...
وأصبح فى عداد الأموات..
أيهما ستختارى...
وليس لديك وقت كثير 
للتفكير ..
سأعود إليك فى الصباح ..
تجلس ساره وحدها
تفكر بهدوء...
لقد خيرها أبوها
ما بين العقل والمنطق..
والقلب والوهم ...
أى شخص فى مكانها
بدون تردد سيختار إبراهيم ..
شاب مكتمل فى كل شيء..
ورغم كل هذا ستلبى نداء 
قلبها...
إنها تختار محمود ..
فلا يوجد رجل سواه يمكنه
أن يسكن قلبها ...
ولا...يم...
يقاطع تفكيرها فجأة صوت
إرتطام جديد...
ورسالة جديده ..
ورقه يسكنها حجر صغير 
أحدهم ألقى بها عبر 
نافذتها...
قفزت بأقصى سرعة
لترى من فعل هذا للمره
الثانيه ..
لكنها لم تجد أحد...
كان الهدوء يعم المكان...
لامست الورقه وفتحتها...
وتراجعت للوراء فى 
صدمه ...
صدمه مذهله..
فقد كانت الرساله الجديده 
من ذلك الشخص المجهول ..
رهيبه..
ولم تتوقعها...
أو تتخيلها..

تعليقات



×