رواية ظلمات امرأة منسية الفصل السادس عشر 16 بقلم هالة ال هاشم



رواية ظلمات امرأة منسية الفصل السادس عشر 16 بقلم هالة ال هاشم 


 #ظلمات_امراة_مَنَِّسيِّةّ

#الفصل_السادس_عشر : 

#هو_في_كل_مكان


حتى لوو مرتاح مني 

بالذكر خليلي قـيمة

أحجي بيه ولا تگلهم

سدوا موضوع العلاقات القديمة .

🧚‍♂️🧚‍♂️🧚‍♂️🧚‍♂️🧚‍♂️🧚‍♂️🧚‍♂️🧚‍♂️


دگ تلفوني ، فزيت و رأساً 

انداريت ، هُشام بعده واكف وراي و ايده بجيوبه و الخيبة تارسه و جهه ، مديت ايديه طلعت جوالي من جنطتي ..

عاينت بالشاشة و مدري ليش انقبض گلبي ..

جهاد .. يتصل بك !

عين على تلفوني و عين لهشام مرتبكة و ماردت اجاوب گدامه ..

هو حسّ و انزعج انطاني نظرة عتب و عافني و طلع ..

رن الجهاز مرة لخ و هالمرة وليد ..

شكو اليوم مغبشين !

احاجي نفسي : معقولة تأخرت لو ديوصيني على شي ؟

طلعت لسيارتي بسرعة ، صعدت و التلفون ما زال يرن

و اشعارات واتساب من جهاد تظهر اعلى شاشة التلفون ..


انخبصت و و تجاهلتها بحركة اصبعي للاعلى ..

فتحت خط على وليد الي مازال يتصل : الو ..

وليد بأرتباك : سارة انتِ وين ؟

-جاية .. مسافة الطريق


-سارة احمد م ات !!!!!


-شنو م ات ؟

-اي والله سارة مثل ما سمعتي !

-هه انت اكيد دتشاقه وليد !

-سارة اهدئي ، اذا كدرتي تعالي هو مات 

بس شلون مات مندري ، هل بفعل فاعل او انتحار هذا الطب العدلي يحدده !

الو .. الو .. سارة انتِ وياي !


ايدي صار ترجف و لهيب دب بروحي و شعلها شعل 

لساني ثگل و ايدي ما تقوى حتى على شيلة التلفون !


م ات ..

انت حر ..

انقذ نفسه او انقذه الم وت من بين اديه ..

و هاي اني .. اخسر بمعركة أُخرى ..

و هاي اني .. انكسر مرة اخرى ..

ليش دائماً اخسر ، رغم اني اقاتل حد النفس الاخير ..

ايدي على مقود السيارة و لشتي ترجف و لساني يردد يارب يطلعون سامعين غلط ..

يارب ما يم وت هيج ببساطة ، اني اريد حقي !

چنت ابجي بكل حركتي و اض رب على وجهي مثل وحدة فقدت شي عزيز .. اي اني فقدت حقي !

و الحق عزيز و غالي ..

ليش .. متت ، انت هواي عليك الموت

المثلك لازم يكون عبرة و يتحاسب طول عمره بعذابات الضمير .


..


اسوق السيارة و روحي تبچي .. مو بس العيون

و اني اتذكر شسوه بيا هذاك المجنون ..

محسيت الا واني واصلة لوليد ..

اعاين واكف و متعصب و وجهه ما يتفسر 

نزلت و شاف حالتي ، يباوعلي بأسى و يستغفر 

هون عليه بكلام طيب ..

و حجالي الي صار ..

احمد جان يعرف هو خسران بهذه المحاكمة

و على يقين تام هو خسر كل شي 

بيته و ابنه و وظيفته و سُمعتة ..

لذلك شاف حياته مالها داعي ، مدري منو مدخله موس حلاقة و كاص وريده .. و نازف هواية 

ماخذينه للمستشفى و توفه هناك ..

الشرطة تحقق بملابسات الحادث ..

و شلون دخلتله هذهِ الادوات .

وليد ساعة يقتنع مات منتحر و ساعة لا !


بس يكول اهله متدمرين و حالتهم حاله و الغريب ممستغربين من وفاتة و جانوا متوقعين يسوي بنفسه شي

هو بنفسة حاجي الهم بأحدى الزيارات ..

نصاً : اموت روحي و لا ابقى هنا !

بس ما توقعوا ينفذ بنفسة و ما يفكربيهم و بأبنه .


جان يحجيلي و گلبي معصور 

اكذب لو أكول ما انقهرت 

أكذب لو أكول ما تمنيت الامور تاخذ منحنى آخر غير الموت.

الموت مفجع و اني أكثر الناس اعرف شنو معناه ..

انقهرت على اهله ..

على ابنه و على شبابه الي ضاع ..


انقهرت على نفسي ..

على سنة راحت من عمري 

و اني احاول اثبت اني الضحية و المجني عليه ..


ليش هيج صار و ليش اني صرت جزء من هذه القضية الاليمة .

رحت كعدت بمكتبي وحمدت الله محد موجود 

الكل طالعين بشغل ، جنت محتاجة مساحه لنفسي

ارثي بيها خيبتي و مظلوميتي 

استفردت بنفسي و بچيت 

بچيت لحد ما ملّت الدموع مني 

حدما صرت احس الدمع تيبس بعيني ..


حطيت راسي على المكتب و مدري شلون جتني الغفوة 

شفت نفسي واكفه و واكف احمد گدامي و وراه فوهة كبيرة من الظلام ..

شگلة تعبان و ملابسه رثّة.

مدلي .. ايده و صاح : ساعديني ..

جنت واكفة مُقيدة و لساني أنشلّ عن الكلام ..

و ترددت عن مساعدته ..

لهناك و أيس مني نزل ايده 

و فجأة شفتهم مجروحين وينزفون بغزارة 

و الظلام بلّش ياخذه و هو يصيح 

صرخت حيل من هول الموقف ..

اجاني صوت مألوف ..

-اصحي .. بسم الله هذا كابوس ..

شلت راسي و شفت وليد واكف يعاين الي بنظرات متخوفة ..

اقترب مني و بتوجس حجه : اسم الله ماكو شي مجرد كابوس ..

بحركة سريعة راح جاب مي و ناوشني ..

اخذته بأصابع مرتجفة .. و شربت ..

احس حتى حلكي يرجف ..


حتى نزل الماء من اطراف شفايفي و بلل قميصي

خجلت و انحرجت و تبهذلت ..

حالتي تصعب ع الكافر ..

مدلي ايده بيها كلينكس و داير وجهه يستغفر ..


اخذتهم منه و اني ميته من الخجل و گلت بسري : اكيد لعبت نفسه من المنظر ..

عافني وراح ..

نشفت وجهي و قميصي الي تبلل ..

عدلت شعري وره اذني ..

و ضليت اجر انفاسي بهدوء 

جنت الهث و كأنما راكضه لعشرات الأميال .

ربع ساعة و رجعلي ..

-شلون صرتِ ..

-ناوشني كوب جاي 

-الحمدلله .. استاذ اعتذر عن ..

قاطعني ..

-عش تعتذرين ، احنه بشر و لكل فعل رد فعل

والي صار وياج مو هين ..

-ذكرني هذا امر الله ، و تعددت الاسباب و الموت واحد

و لو ما ميت بقطع اوردته محتمل يموت بغير طريقة دام الله كاتبلة المنية .

و اني دموعي تصب و ابد ما نشفن 

مدلي كلينكس مرة لخ ، و كال بمزح : ادري دموع لو تانكي مي !

-ابتسمت و تشكرته ..

-العفو يابه ، الناس لبعضها 

كام رأساً و حجه بخفوت قبل لا يطلع بجملة ما فرزنتها 

-ول يابه مو ضحكة ..

معقول الي سمعته صح !

اني ما ضحكت .. اني ابتسمت !

و ابتسامتي واضح مصطنعة ..

مافهمت شيقصد.

غشمت حالي و سويت روحي غلطانه ..

اخذت غراضي و طلعت ..

صارت بوجهي سؤدد توها جايه من المحكمة ..

سألتني بخفوت : شكو !

-هااه ماكو شي بس اريد اطلع ..

تعبانه و محتاجة ارتاح ..

هو جان كاعد و باب مكتبه مفتوح ..


و كأنما سمعني رغم اني اجزم حجيت بصوت ما مسموع

قبل لا افوتله استأذن ، باغتني و كال و بدون ميشيل نظره الي : ست سارة اليوم روحي ارتاحي ماعدنا شي ...


-تنهدت براحة و تشكرت منا و هم مشال راسه

ما اهتميت كل الي يهمني ارجع لبيتي بسلام

واخذ قسط من الراحة انعزل عن العالم كله ..

مدري شگد نمت .. حدما كعدت على صوت الباب و جنه راح يتكسّر

مديت ايدي على جوالي ، محترك حرك بالمكالمات ، عمتي و زهراء و هُشام و جهاد ......

ضربت كصتي : اوووه نسيت ابلغهم اليوم راجعه لبيتي 

دزيت مسج لزهراء اطمنها اني بالبيت

طلعتلي 3 نقاط كتابة مدري شجاي تكتب ..

لحظات و اجاني المسج : وينج يمعودة مو خرطنا العافية 

راسلتها : بعدين افهمج !

اريد انزل اشوف منو ...

صحت منو من ورا الباب

اجاني صوته معصب ..

جهاد : افتحي الباب سارة !

همست بتعب : جهاد الله يخليك روح 

تعبانه و مالي خلك ..

-افتحي الباب سارة .. يولي بجهنم ان شاء الله 


فتحت عيوني بدهشة : يعني يدري بالسالفة

لهناك و تذكرت اتصالاته و مسجاته الصبح !


فتحتله الباب و ابالي الف سؤال 

واكفة متخصرة و اسأله :


شلون عرفت بي مات ؟


-كلشي اعرف سارة ..


مخلي الف عين تراقبه هناك ، عجيب شلون فلت من ايدهم النذل ..


اردف : هاي ليش هلكد باجية !

جهنم التاخذه !


-ابچي على حقي الضاع جهاد 


صفن بوجهي و كال :

- و ربج ما ينام مرتاح !


لحظة صمت جان اكو سؤال شاغل فكري و ترددت اسأل 

بعدين سألته :

-ليكون انت الي ...


ضحك بصوت عالي و كأنما عرف بشنو أَفكر !

جاوب و هو يوخر الشعر الي ملزك ويه الدمع على وجهي


-شيلي هالافكار من راسج ، كلشي اسوي

بس ما وسخ ايدي بي و ينحسب عليه نفس كتلتها 

الي مثل هالنموذج الموت هواية عليه

بس الظاهر امه داعيتله راح قبل لا يخلص العمر كله

بالحبوس و يواجه اشكال المجرمين امثاله !


-ماراح تكوليلي تفضل ؟


صفنت عليه و مدري شبيه تفرهدت و اني اعاين

شلون يباوعلي بقلق و شلون يمسح بوجهي

ويعدل خصلات شعري و يحطهم ورا اذني 


اعترف ضعفت امام حنيته و تمنيت لو الصار ما صار

بس عبث امنياتي ..


الصار صار و بعد ماكو رجعة ، گلبي ملچوم منه

و متروس ضيم و قهر ..


ابتعدت بنفسي عن لمساته و همست منا ناس لازم اروح ..

-وين ترحين ؟ مدا تشوفين وضعج ؟

وبعدين ليش وحدج هنا ؟


-اريد ابقى شويه لوحدي !


-خليني ابقى يمج اواسيج ، و الله اصير حباب و عاقل 


خفيت ابتسامتي و همست :

الي دتسوي غلط لا يخدمك و لايخدمني ..


-ما سامعه وائل كفوري شيگول ؟!


ضحكت و اني بوسط مأساتي ، كتفت ايديه 

و صحت بسخرية شيگول بالله ؟


-يكول لو حبنه غلطه اتركنا غلطانين مازال عشقانين

مين الي قلك مين ..

عن حُبنه غلطه !!


-يا سلام عليك جهاد كفوري ..

-اعجبج و الله بس انتِ تطربين ع الغريب !


-الغريب ارحم !

-تموتيني بهذه حجايتج تدرين لو لا ؟

-موت شسويلك ..

-اذا تبچين عليه بهذهِ العيون ، موافق اموت من باجر 

-ششش اسم الله ، لا تحجي هيج !

-احبج 


-روح جهاد وكفتنا طولّت و منا عالم ...


-اي هيج ابتسمي من الاول ..


الله يرحمج مها تنسّت على من السما لو چكليت

و خلفتلي هالطركاعة !


-طركاعة على راسك ، لا تحجي على امي هيج

وخر عني ، دفعته خفيف و ردت اسد الباب


هو اخذ ايدي بحركة سريعة و باسها 

انصدمت حيل من فعلّته ، صحت : ديربالك تعيدها 


شبك نفسه و حجه بثقى

-وان عدتها شتسوين ؟

-اكره الحاحك ...


-تموتين عليهِ و على طولي 

-عابت هذاك الطول ..

-ديربالج على روحج ..

-ماشي بس روووح !

راح و كل شوية يلتفت الي ..


تذكرت سالفة امس و صحت : جهاااد


اندار راساً و همس بصوت ضيعني : ها ياروح؟

-البارحه شنو صاير وياك ..؟

بلحظة تبدلّت ملامحه و الحزن ارتسم على محياه


-سلامتج .. كالها و راح بلعجل و اعرف بي ديتهرب !

و اني ضليت بحيرتي ...


لحظات و استوعبت اني شدا اسوي 

وين الغضب و ين الكرامة 

وين مشكلتي الي قبل شويه اناشغ عليها ..

عجيب هالانسان شلون طلعني من حالتي

و غير مودي بشكم كلمة ؟

هو هيج الحب ؟

لو هاي لهفة ..

لو لحظة اشتياق عابرة ..


::


بعد ايام رجعت لبيت عمتي و اني احاول اطلع من الكآبة الي اني بيها 

شفتهم مخبوصين خبص علمود عرس ناز و مجاهد ..

الي عرفته حيسوون حنه مختلطة بالقاعة و العرس بس زفة ، هيج نظامهم ..

زهراء جانت ضايجة منهم لان عمتي قدمت اقتراح تساعد ناز و هند و امهم بالتحضيرات و هم مفشلينها عبن ما يردون احد يتدخل ..

زهراء تحجي بغيض : مااعرف شهالحقد شنو عبالهن نحسدهم لو شنو من عابت هالشكول !

ام جهاد : زهراء انجبي و احترمي الي دتحجين عنها اختي و بناتها بحسبة بناتي ..

المرة ما رادت تعبني وياها و حجتها بنية حسنة !


زهراء : محد غيرج يا امي الي نيته حسنة ذني رب السم و الشر !


ام هشام : زهراءءء يزي عاد كومي اطلعي برا

زهراء : اهووو حتى لعرسهم ما اروح ، 

اعاين عمتي مقهورة وزهراء ذبت كلشي وراحت لغرفتها ..


تقربت على عمتي طيبت خاطرها بكم كلمة ، الواضح جانت مقهورة من حركة اختها و بناتها و ما رادت تنطي الشي بالشي ..


شفتها هدأت شوي و ردت اكوم اروح اشوف زهراء ..

لزمتني من ايدي و كالت : اكعدي اسولف وياج شوية 


كعدت و اني اعرف تماماً الموضوع :

ام زهراء : شقررتي بنتي على عرض هشام الج ؟


باوعتلها بثبات جانت مرتبكة و مستحية بس رادت الرفض يطلع مني..

عمة : اني هُشام احسبة حسبة اخوي و ماكو قسمة بيناتنا و اني وضحتله هذا الشي و اتوقع زعل مني لان صارله كم يوم ما يحاجيتي ياريت انتِ هم تحجين وياه .


شفتها تنهدت براحة و ارتخت ملامحها المشدودة ..


كالت : زين تسوين بنتي ، هو هذا الاحسن الكم ثنينكم

و هشام اني احجي وياه ..


بلعت ريكي و ترخصت منها اكوم و قبل لا اكوم كالت :

سارة بنتي لا تتخيلين اني ما اتشرف بيج كزوجة لابني 

او الي صار وياج سبب عدم رضاي على الفكرة لا وحق كل حرف بالقران انتِ حسبة زهو و اعرف بيج اشرف من الشرف و هنياله الياخذج امي ..


بس اني ما يهون عليه اخذ عزيزة جهاد 

جهاد الي مواقفة وياية ما تنسي و جمايله اعلى من راسي 

و اني و انتِ ندري شنو انتِ بالنسبة اله .


عاينتلها بأستفهام ؟


استطردت بالكلام و كعدت تحجيلي جهاد شلون مساندهم

خصوصاً بالفترة الي انتكس بيها هُشام على زوجته

دخل حالة من العُزلة الرهيبة و نسى وجود اهله وياه


جهاد جان قايم بواجبهم و يمر كل يوم يشوفهم شمحتاجين

او يطمن على حالة هُشام ، رغم هشام ميشوفه ريگ حلو

كالت هم من صغار بينهم مثل المنافسة و هُشام نوعاً ما يتحسس

من جهاد ، عبن الكل تحبه و الكل تنشده لمن يوكعون بأزمة ..


حجتلي شلون رتب سفر ياسر 

و وصى عليه جماعته الموجودين برا


و شلون كل فترة يروح يطمن على زهراء 

و حتى لكليتها يروح يسأل عليها ..

منا لمن هُشام وكف على رجليه و نسى ازمته !


اني هنا تعجبت ..

جهاد ويا الكل زين 

لعد شبي ويايه ، بس للامانه هو هم سندني بوفاة والدي

و ماعافني ابد ، و كان جزء من حل مشكلة بابا

هذا الحل الي ما جاب نتيجة للاسف ..


عمتي : هسه عرفتي بنتي ليش اني اعز جهاد ؟


- بس عمة الي بيني و بينه انتهى 

ليش مُصرين تربطون مصيري بمصيره ؟


-اعرف بنيتي ، و اعرف انتم منفصلين هسه و لو اجتج قسمة زينه و رجال غريب و وافقتي بيدي ازفج و اسوي وياج الي تسوي امج و اكثر بس يابنتي فرق بين تجي قسمة من بعيد و تصيرين بعيدة على عيونه و بين اخذج لابن عمته 

ويشوف المرة الي يعشكها صارت نصيب ابن عمته

و مو بس هيج راح يكون مجبور يشوفج وياه بكل مناسبة


و كلكم راح تتقيدون و تتعذبون عذاب ابدي يا امي .


همست و الدمعة بطرف عيني : الله كريم عمة و اني انطيتج جوابي بغض النظر عن الاسباب ..

انتي حسبة امي و هشام ما اشوفه غير اخو ..


-بارك الله بيج بنيتي و ان شاء الله يكتبلج النصيب الزين


خليني اكوم اشوف زهراء شدسوي " كلت و اني مدنكه راسي محرجة " و بس اريد انهزم ..


طلعت من غرفتها و اني احسّ بمشاعر مخربطة

صح اني مالي نفس بهُشام و رفضته بس كلام عمتي

بخصوص جهاد ضوجني ، ليش يربطوني وياه

ليش مُصرين ينسبوني اله و ليش كل هذا الدفاع المُستميت من قبل عمة و زهراء ، أَحسّ نفسي اجهل

مواضيع هواية و عايشة مثل الاطرش بالزفة وياهم 


ردت افوت يم زهراء و صار هُشام بوجهي 

عاينتله يتهرب مني ، سلمت عليه رد السلام و وجهة ثكيل ..

-هُشام لازم نحجي !

هُشام : سارة اترجاج أجلي الموضوع شوية ..

اعترضت طريقه بأصرار : لازم نحجي هسه !


جاوبني و هو يتهرب بعيونه : تفضلي ..


-انت لشوكت تتهرب مني ، بتصرفاتك هاي دا تخليني اتقيد بالجيه ..

باوعلي رافع حاجبة و رد 

-شبيها تصرفاتي ، دا احاول قدر الامكان ما خليج تحسّين بضوجتي ، و صدگيني ما ضجت من رفضج الي بكد ما ضجت من الاسباب !


استفسرت مُستغربة : الاسباب ؟


هُشام : اي سارة اني اعرف ليش رُفضتيني و اعرف لوما وجود جهاد بحياتج جان هسه احنا مخطوبين يمكن !


سارة : هُشام صدگني السبب ما يتعلق بجهاد و بس ، السبب الرئيسي هو اني ماشوفك غير اخ !


-ششش لا تحجيلي بالاخوة رحمة للعباس ،سارة انتِ لهسة تحبينه ، رغم كل الي سواه وياج و رغم كل اذيته 

انتم النساء كائنات عجيبة ، مدري ليش تعشقون الألم 

و تفضلون تسلكون الطرق الوعرة بالُحب ، بالرغم من انه اكو الف طريق مُعبد و سهل ثاني ..


سارة : مااعرف شنو اكولك .. بس..

هُشام : خلص سارة لا تبررين ..

و لا تاخذين على نفسج لو شفتيني ضايج 

هذا البيت مازال بيتج و احنه هنا سند الج ..


-بس انت كالب وجهك عليه و بصراحة ممتعودة على هذه المعاملة منك !


-هيج احسن النه ثنينه صدكيني ..

اني مااكدر ارجع طبيعي وياج على الاقل انطيني فترة ..

وهسه صار لازم اروح عندي شغل اترخص منج !!


-مرخوص .. ابن عمتي !

راح و حسيت نفسي اختنكت من كلامه ، هو ليش مجاي يستوعب ان المشاعر مو بأدينا ..

و ليش معظم الامور و هي متسوى !

لازم اقلل من جياتي بعد حتى لا اتصادم وياه

و حتى ياخذ وقته و يتعود ..

اعترف بهذه اللحظة حسيت فعلاً ما عندي وطن خاص بيا.

مثل ورقة تتهاوى بمهب الريح ، مااكدر استقر بمكان

و بقائي مرهون للقدر و المزاجيات ...

و لتقلّبات المشاعر ..


و عرفت مكاني الوحيد هو بيتي ، صح العُزلة قاتله

و الوحدة موحشة بس على الاقل ما اتعرض لهيج مواقف 

و محد ياخذ على خاطره مني ..


لهناك و خطرلي خالي و گلت اتصل بي ..

بهاي اللحظة احتاجيت شخص اتصل بي

شخص أَكدر الجأ اله و يطيب خاطري حتى لو مجاملة ..

و عزت عليه نفسي و طردت الفكرة من بالي 

و منو يكول هم صادقين بنواياهم وياي 

الثقة عندي صفر بالناس و كل شي بداخلي تزعزع !

الي عشته مو شوية .. 


اخذتني رجلي لغرفة زهراء ..

جانت كاعدة مطنكرة و عينها ع الشُباك ..

صُفنت عليها و تمعنت ..

شكد حلوة و ملامحها بريئة 

بيضة ناعمة و كل شي بيها صغير 

و شعرها كيرلي منطيها مظهر طفولي ..

باوعتلي رافعة حاجبها 

-مضيعة شي بوجهي ايزابيلا " تحجي بسخرية"

لا بس دا اكول ويه نفسي " زهير شكد حلو و شكله بريء"

حرام يضوج نفسه !

عاطت بيا و شمرت المخدة بوجهي 

-ولج منو زهير طايحة الحظ


-لسانج ولج زعطوطة !


-ديلا على اساس فرق بيناتنا عشر سنين 

كعدت يم رجلها ع السرير : و ان يكن ، اني اكبر منج ولازم تحترميني !

-اففففف " اسفين عيني " سارة خانوم !


سارة : اعتذارج مقبول !

وهسة حاجيني ، ليش ضايجة ؟


-ماشفتي الست الوالدة ، مشتغله محامي دفاع لنضولة و بناتها ..

-لسانج ولج ، هذه خالتج !

-الخالة الي متقدّر امي و لا تحبنا ما اريدها و لا اعترف بيها .


لج بابا انتِ متعرفيهن ذني حيايا بالوجه مرايه و بالظهر سلاّية .

اهم شي مصلحتهن ، دايرات ع بيت عمي يردن يكوشن على كلشي !

عينهن ع المادة و الشكليات ..

ما تشوفين هند ذابه روحها !

طول عمرها تدور فخفخة و مظاهر 

بنت نظير الفكري !

بس شگول العتب مو عليهن العتب على عجوز البين الي ناطيتهن وجه !


-عجوز البين ؟

-شنو ما تعرفيها ، نوال العود ام جهاد !


-زهو حبيبتي ، حتى لو انتِ معصبة ماحلو نقلل احترامنا ، الكبير يضل كبير و اله احترامه المفروض صح !


-لا موصح ، هذه القاعدة ما تمشي على الي ما محترم نفسه و لا مقدر مشاعر الناس!


عدلت كعدتها و تقربت لزمت اكتافي : لچ سارة فتحي عينج

و بطلي طيبة لخاطر الله ..

و لا تخسرين جهاد !

اعرف الي صار بينكم مو شويه و هذيج الفترة هو تخبل عليج ، بس والله حقه !

قدري موقفة ، سارة جهاد رجال ، رجال شرقي و متربي بين الدواووين ..

لا تشوفينة نولد بفلان مكان و خلص فلان جامعة ترى الجينات الذكورية مفولة عنده ! 

و راضع العادات و التقاليد رضاعة يعني مو بيده .


انتِ تدرين شكو كعدة لو فصل لو عرس لو فاتحة عمامي يودونه هو 

عبنه زلمة معدل و يعرف شلون يحجي 

و سبع و اخو خيته ..


لا تضيعينه من ايديج و تخلينه يروح برجله للحيايا ..


استغربت من كلامها و تساءلت : شنو يروح برجله مافهمت ..


-ولا بعمرج تفهمين دام الغضب عامي عيونج !

ادري بيج شايلة على عمامج و شايله ع الدنيا المارحمتج

بس اخر واحد ممكن يكون عدوج هو جهاد 

اخر واحد ممكن يأذيج هو جهاد ..

الله يخليج فكري عدل 

اذا راح من ايدج بعد ما يرجع ساعتها ما يفيدج الندم .

-زهراء ممكن تجاوبيني على هذا السؤال ؟


-تفضلي ..؟


- شنو الي صاير بين ماما الله يرحمها و بينها ؟

وليش هالكد تكرهني ؟


زهراء تلعثمت و ارتبكت :مماكو شي يسوى وداعتج 

اني ما اعرف كل القصة .. بس يمكن التاريخ يعيد نفسه !


-يا تاريخ !


-اووو سارة ، الله يخليج اتركي هذا الموضوع لان ابد ما راح يفيدكم بشي

ركزي ع الحاضر هسه و على الي بين ايديج .


سارة /

حسيت زهراء تحجي بكلام اكبر من عمرها و دفاعها عنه اثار فضولي صراحة ، ماشفت هذا الدفاع حتى على اخوها ..

استغربت و تمنيت لو اعرف جهاد شمسويلهم حتى يحبونه كل هذا الحُب لدرجة متغاضين عن اخطاءهويايه ، 

هل لاني ظهرت بحياتهم مؤخراً على عكس جهاد الي صارله عمر وياهم او اكو اسباب ثانية ..


زهراء : وين صفنتي ؟


سارة : هاه .. وياج !

هسه عوفينا من جهاد و من نضال و بناتها

و كومي خل ندبر نفسنا و نشوف شنو نلبس بالحفلة

لج لهسه كل شي ممحضرين !


زهراء : اني ما اروح ، خلي يطفحن وحدهن !


سارة : لعد اني هم ما اروح ، و ابقى يمك زهير 

شبيها نحضر شاميه ليلتها و نشوف فيلم سوه !


باوعتلي بصفة طويلة و الظاهر لمعت براسها فكرة !


زهراء : اكوووولج ! شنو عندج فساتين مال سهرة !


سارة : عندي خير من الله بس ليش ؟ 

زهراء : لان غيرت رأيي و راح اروح ، و انتِ تجين و الا اخليهن يموتن قهر !

و اولهم عمتج نضال ...


باوعتلها رافعة حاجبي : 

الله يستر منج شنو ناوية ..


ما جاوبتني و كامت من فراشها تدندن : اجيبك للدرب كتلك اجيبك ...


عافتني و خلت صفنة تجيبني و صفنة توديني ..


::

مرّت الايام و لاشيء يذكر .. 

من البيت للدوام و من الدوام للبيت

قللت روحاتي لبيت عمتي رغم افتقدهم جداً

بس تصرفات هُشام ضايقتني 

صح هو ما سمعني حجاية و لا صدر منه فعل مو حلو

بس صار يتفاداني و يتقيد بوجودي

متنرفز و متعصب اغلب الاحيان

زهراء دكول السبب مو منج هو عنده ضغوط بالشغل 

لحدما سافر لشغل بخصوص شحنة سيارات

تنفست شوي و صرت اروحلهم و ابات براحتي ..

عمتي رجعت تعاملني بحنية و احسن من الاول 

وزهراء كل شوية طنكر عليه لان علاقتي سيئة بجهاد ..


::

جان فكري مشغول

بالشغل و بوفاة احمد

وقضية رند الي كلش تطورت و تقريباً راح أكسب الحكم 

رغم محاولات اهلها بكسب تعاطفي

و أجذب لو أكول ما تعاطفت ..

دموع امها حطمتني ..

و چني اشوف امي بيها .


و تواسيل ابوها بيا و حتى رايح متوسط يم عمامي

ورغم حالتهم المادية التعبانة ، طالب يحل الموضوع مادياً

بالنهاية هذه بنته و سمعتها سمعتهم . 

و حالف يبيع الوراه و الي گدامه و يعوضنا


عمامي مقهورين علي

و مفهمينه الموضوع أكبر من الماديات الي 

لاهمه و لا اني بعازتها ..


اهلها رايحين لجهاد و واكعين دم يم رجليه

رافض يتدخل و بالعكس مفهمهم هو رح

يشهد ضدها بالمحكمة ..


اني هنا ضعفت ، و اعتبرت فترة بقائها بالتوقيف عقوبة مناسبة .

و يكفي انها عاشت هذه الايام الثقال ..

و عاطفتي تجاه امها الي تذكرني بأمي غلبتني

الى ان توصلت لقرار نهائي اتنازل عن حقي بالشكوى ضدها .


و اشتكيها للقاضي الاعلى رب العالمين تاخذ جزائها العادل ..

من مات احمد و اني كل ليلة اكوبس و اتخيل رند تلحكه بنفس الطريقة ..

و رغم اني المظلومة احس بظلم و ندم كبير تجاههم

لذلك قررت هالقرار .


و بيومها رحت ابلغ وليد بهذا القرار بأعتبارة المحامي المسؤول عن قضيتي ..

لكن حدث ما لم يكن بالحسبان .. و ردة فعلة صدمتني !


وليد : على اي اساس قررتي و جاية تتنازلين ؟!


سارة : على اساس اني صاحبة الشأن استاذ ؟ 

رند اخذت عقوبة مناسبة لحد الان و بصراحة ما حابة 

يصير شي وياها و اندم بعدين !


ضرب المكتب بقبضة ايده لدرجة فزيت ويبس حلكي !


صاح : تندمين كلتيلي ؟

عجل هي ما ندمت لمن ذبتج بالنار ، ما ندمت لمن شافتج ممدة ع الشارع غركانه بدمج ، ما ندمت من ذبتج يم واحد مريض نفسياً و هجمت بيتج !


سارة : الي صار صار بعد و اني لخاطر امها قررت ...

-خرب...شرف امها الماعرفت تربي !


يولو دحكيلي خليتني اطلع من طوري !

اني ما اقبل تتنازلين حقج و شرف امي الا اخليها تجيف بالحبوس هالداشرة ام الزلم !


احسّ انحرجت من كلامه و هاي اول مرة اشوفه هيج

واشوف تطلع هالكلمات منه ، خجلت و استصعبت الحديث !


اعاين لوجهه احمر دم ، و ما عرفت شلون اكمل النقاش وياه 

و هو ينفخ و يصرخ هيج !


شجعت نفسي و كلت خلي اخليله حد قابل بكيفه : 

اني صاحبة الشأن و القرار و ياريت ما حجيت من كتله : 


-استاذ وليد من فضلك ، ماكو داعي لهذه العصبية 

اتصور اني صاحبة القرار هنا و من حق الموكل يتنازل 

حقه ، يحرك نفسه ، يسوي لي يعجبه و المحامي عليه

ينفذ رغبة الموكل صح ؟


فتح عينه مصدوم و الكصه طكت عروكها 

و احس نار صارت تطلع من عيونه

تقرب عليه بخطوة سريعة و صرخ بوجهي :


-عيدي شكلتي يولو 

منو .. منو ينفذ رغبتج ؟

بگد بزري و جاية تتناطحين وياي

روحي من هين قبل لا تسمعين شي ما يعجب !


فتحت عيوني مصدومة و ممصدكه الي سمعته

هذا شلون يحجي وياي هيج ؟

شطت و احس نار وجّت بيا 


صرخت : رايحة و اعتبرها استقالة مني 

مااكدر اتعامل وياك بعد .


-ولا اني اكدر اتعامل ويا وحدة ضعيفة و مسلوبة الارادة 

مثلج .

الي يشتغل وياي يحط عاطفته على جنب و يحكم عقله !

و مدام تنازلتي عن حكج ، شلون أأمنج على حك الناس .


انت انسانة مو مسؤولة و الي صار وياج من ايدج !


عاينتله مخذولة و ماكو شي يوصف احساسي

بالقهر ساعتها .


معقولة ديتشمت بلي صار ويايه .

صحت : انت واحد نرجسي !

يعاين و ينافخ بغضب بس ما رد !

اخذت جنطتي و اشيائي و طلعت اركض 

و ادردم ويه نفسي واحد نرجسي عنده جنون العظمة !


كلامه ضربني بنص گلبي 

و دا يطلع على شكل شهكات توجعني ..

الملم بغراضي و اهذي مااذكر شحجيت

جنت منهارة و سؤدد تهدي بيا


ايمن ماخذ صفحة و ساكت و عيونه تباوعلي بأسى 

هم متعودين على عصبيته و متعودين يرزل 

بس اول مرة يشوفونه يتجاوز الحدود ..


احس بخيبة و فشلة كبيرة 

بأي حق يعاملني هيج !


و اني هم مدري شبيا انخرست و ما علمته الادب 

و ما شلت فد مزهريه و حطيتها براسه 

لحظات و دخل يرعد و يتراجف

صاح بيهم اطلعوا بره ..

خطيه ضلو صافنين و ميعرفون شيگولون 

رد بنبرة اعلى : اطلعوا من هينا بختو للعباس اريد احاجيها 

طلعوا و مدري شيدردم بصوت ناصي و يستغفر 


نص كلامه ماافهمه ، و لا اريد افهمه اصلاً 

يعاين الي و يستغفر و يمسح وجهه


سويت روحي ما اشوفه و ضليت الملم غراضي 

اختنكت من وجوده ، همجي و رجعي !

صاح بصوت مبحوح : سارة ..

دحكي احاجيج !


لا رد مني ..


-سارة تتزوجيني 

شلت راسي و عيوني مفتوحة من الصدمة ......

الفصل السابع عشر من هنا


تعليقات



×