رواية الشادر الفصل الخامس عشر 15 بقلم ملك ابراهيم


 رواية الشادر الفصل الخامس عشر بقلم ملك ابراهيم 


قام بدر وعانق حمزة بسعادة وبارك له من كل قلبه، مشاعره الصادقه بالسعادة لحمزة كانت واضحة جدا وحمزة كان مبسوط ان عنده صديق مخلص وبيحب له الخير زي بدر، قعد بدر جنبه وهو فرحان عشانه ومش مصدق، في اللحظة دي اتمنى لو حلمه هو كمان يتحقق وثريا توافق عليه.

اتكلم معاه حمزة وقاله:
- بس في مشكله

بص له بدر باهتمام، اتكلم حمزة بحيرة:
- في شحنة خشب هتوصل الشادر يوم الجمعه الصبح وانا هكون مشغول وفؤاد موصيني على الشحنه دي

اتكلم بدر بثقة:
- متقلقش انا هكون موجود في الشادر واستلمها بنفسي

ابتسم له حمزة وقاله بتأكيد:
- انا عمري ما قلقت طول ما انت جنبي وفي ضهري يا بدر

ابتسم له بدر وقال:
- انت اخويا يا حمزة وانا لو طولت اضحي بحياتي كلها عشانك مش هتأخر لحظة واحده

ربت حمزة على ضهر بدر وهو عارف ومتأكد ان بدر صادق في كلامه وهو فعلا طول عمره في ضهر حمزة وسند ليه، عكس كرم اللي دايما بيقرب من حمزة عشان مصلحته بس وحمزة فاهم ده كويس وبيتعامل مع كرم بحرص عكس بدر. 

*****
عند صافي بنت فؤاد المنصوري. 
قعدت صافي مع زميلها "هيثم" واتكلمت معاه بتوتر وارتباك:
- هيثم انا عايزاك تساعدني في موضوع ممكن يبقى خطر شوية

عقد ما بين حاجبيه وبص لها بستغراب، هيثم معروف وسط زمايله انه جرئ شوية ويعرف ناس بلطجيه وتجار مخدرات بيشتري منهم لنفسه ولاصحابه. انتظر ان صافي تكمل كلامها وتفهمه هي عايزة منه ايه بالظبط. اتكلم معاها بفضول:
- قولي يا صافي انا سامعك

بللت صافي ريقها واتكلمت بتوتر:
- انا عايزاك تجيب ناس يخطفوني

بص لها بصدمة وهو مش مستوعب اللي هي طلبته منه، هز راسه بصدمة وقالها:
- عايزة ايه!! 

اتوترت جدا وبصت حواليها وقالت:
- عايزاك تتفق مع ناس من اللي انت تعرفهم وتطلب منهم يخطفوني 

اتكلم بصدمة:
- انا مش فاهم حاجة!..عايزة ناس يخطفوكي ليه؟ 

بللت ريقها وقالت بتوتر:
- انا عايزة اضغط على بابي في حاجة ومش هيوافق غير لو انا اتعرضت للخطر

بص لها بعدم فهم، تابعت كلامها بتأكيد:
-  بس طبعا تفهم الناس دول يتعاملوا معايا بطريقة متحضرة، يعني يمثلوا انهم خطفوني واني معاهم حياتي في خطر عشان بس بابي يصدق لكن يتعملوا معايا َكويس ويخدوني لمكان نضيف

ضحك هيثم وسألها بمرح:
- طب ايه الموضوع اللي عايزة تضغطي على باباكي فيه؟ 

ردت صافي بوجه مقتضب:
- موضوع شخصي يا هيثم وبعدين الموضوع ده مش هيفرق معاك في حاجة، انت بس هتشوف الناس اللي قولتلك عليهم دول وانا هدفع اللي هيطلبوه بس ينفذوا كل اللي هطلبه منهم

مسك هيثم تليفونه واتكلم بثقة:
- استني هكلم واحد اعرفه واشوفه كده هيقولي ايه 

هزت صافي راسها بالايجاب وهي بتتابع حديث هيثم في التليفون، اتكلم هيثم مع شخص يعرفه وطلب منه اللي صافي قالت عليه واتفق معاه على كل حاجة وحدد معاه ميعاد يوم الجمعه بعد يومين. 

خلص المكالمة وعرف صافي المبلغ المطلوب واتفق معاها تخرج من بيتها يوم الجمعه وتعرفه خط سيرها والرجاله هينتظروها في الطريق ويخطفوها زي ما اتفق معاهم. 

*****
في المساء. 

جهزت جميلة ووالدتها عشان يروحوا مع حمزة ووالدته يشتروا الشبكة. وقف حمزة جنب العربية قدام البيت ووالدته قعدت في الخلف، نزلت جميلة مع والدتها وهي لابسه فستان هادي ورقيق وحجابها بيزين وجهها، خطفت قلب حمزة كالعادة، وقف وعينيه عليها ومش مصدق نفسه انها هتكون ملكه وتلبس دبلته في ايديها، والدة جميلة قعدت جنب والدة حمزة في الخلف. حمزة فتح لجميلة باب العربية وقعدت جنبه قدام، اتحرك بالعربية على محل المجوهرات عشان تختار شبكتها، جميلة كانت مكسوفه جدا وخفضه وشها للارض وبتلعب في ايدها بتوتر. حمزة كان ملاحظ توترها وكان بيسرق النظر ليها كل لحظة وهو بيحاول يسيطر على مشاعره والسعادة الكبيرة اللي في قلبه. 

بعد وقت وصلوا محل المجوهرات ودخلوا المحل، وقفت جميلة وهي مكسوفه جدا، حمزة وقف جنبها واتكلم مع صاحب المحل وطلب منه يعرض لهم احسن شئ عنده. والدة جميلة كانت مبسوطة جدا وساعدت جميلة انها تختار شبكتها، حمزة كمان اختار دبلة فضيه وطلب من صاحب المحل انه يكتب حاجة جواها وموضحش قدام جميلة هو عايز يكتب ايه، جميلة كانت هتموت من الفضول ونفسها تعرف هو طلب من صاحب المحل يكتب ايه جوه الدبلة، لان حمزة اتكلم معاه بهمس بينه وبين صاحب المحل وموضحش هو عايز يكتب ايه، حمزة استلم دبلته بعد ما اتكتب عليها اللي هو عايزه ووالدة جميلة خدت الشبكة اللي جميله اختارتها وادتها لوالدة حمزة عشان تحتفظ بيها عندها ليوم الشبكه اللي بعد يومين. 

جميلة كانت عينيها على حمزة ونفسها تعرف هو كتب ايه على الدبلة، وحمزة كان كل شوية يبصلها ويبتسم، كان نفسه يبقوا لوحدهم لو حتى كام دقيقه، نفسه يتكلم معاها كتير اوي، خرجوا من المحل وجميلة هتموت من الفضول ونفسها تعرف هو كتب ايه، نفسها تسأله بس مكسوفه تبان قدامه انها مهتمه اوي كده، ركبوا العربية وحمزة طلب انه يعزمهم علي العشا بس والدة جميلة رفضت وقالت انها لازم ترجع البيت عشان تسنيم ووالد جميلة ميقلقوش عليهم وكمان والدة حمزة قالت انها لازم ترجع البيت عشان ثريا لوحدها في البيت، استسلم حمزة لرغبتهم ورجع بيهم للمنطقه، نزلت جميلة من العربية ووقفت جنب حمزة وهي بتخفض وشها للارض بكسوف ووالدتها وقفت تتكلم مع والدة حمزة شويه وخدت جميلة وطلعت علي بيتها، قربت والدة حمزة من ابنها وهو واقف يبص على جميلة وهي طالعه بيتها مع والدتها، ابتسمت له وقالتله:
- الف مبروك ياحبيبي، ربنا يسعدك يارب ويتمم بخير

رد حمزة من قلبه وقال:
- يارب

خد والدته وطلع على بيته، وقفت ثريا في البلكونه تنتظر طلوعهم بحماس عشان تشوف الشبكة اللي جميلة اختارتها. 

*****
امام الشادر. 
وقف بدر مع كرم واتكلم معاه بهدوء:
- يوم الجمعه عايزين انا وانت نبقى هنا يا كرم عشان في شحنة خشب هتوصل الشادر هنا وفؤاد موصي البرنس عليها اوي

ابتسم كرم بسخرية لانه عارف انها مش شحنة خشب بس، دي شحنة مخدرات كبيرة مخفيه جوه الخشب. اتكلم كرم بمكر:
- اومال البرنس هيعمل ايه لما احنا اللي هنستلم الشحنة دي ونخلي بالنا منها

بص له بدر بغضب. ملاحظ نبرة الحقد اللي بيتكلم بيها عن حمزة طول الوقت، رد عليه بدر بغضب مكتوم:
- البرنس هيبقى مشغول يوم الجمعة

عقد كرم ما بين حاجبيه وسأل بفضول:
- مشغول في ايه؟! 

رد بدر بهدوء:
- خطوبته على جميلة بنت الاستاذ محمود

فتح كرم عينيه بدهشة ان جميلة وافقت تتخطب للبرنس، اتكلم كرم بدهشة:
- معقول جميلة وافقت! 

زفر بدر بغضب وقال:
- ملناش فيه الكلام ده يا بدر وخلينا في حالنا احسن، انا بعرفك من دلوقتي اهو ان الشحنة دي مهمة اوي ولازم ناخد بالنا كويس

رد كرم بسخرية:
- لا متقلقش محدش فيكم يعرف هي قد ايه مهمة غيري

بدر مهتمش بكلام كرم وبص للرجالة اللي واقفين يحرسوا الشادر، اتكلم معاه كرم بسخرية:
- اومال انت ناوي تفرحنا بيك امتى انت كمان، ولا لسه الست اخت البرنس مش راضيه عليك

اتجنن بدر لما كرم اتكلم عن ثريا بالطريقه دي، قرب من كرم وعينيه مشتعلة ومسكه من رقبته وضغط عليها وقاله بتحذير:
- ملكش دعوة بيها يا كرم وقولتلك قبل كده خليك في حالك 

بعد كرم عنه وهو بيحاول ياخد نفسه بعد ضغطت ايد بدر القوية على رقبته، اتكلم كرم بصوت متقطع وهو بيلتقط نفسه:
- في ايه يا عم انت هتموتني 

نظر له بدر بغضب واتكلم بتحذير:
- بلاش يبقى موتك على ايدي انا يا كرم وابعد عن أي حاجة تخصني 

خلص بدر كلامه ومشي، وقف كرم وهو بيلتقط أنفاسه وحاطت ايديه على رقبته مكان ضغطت ايد بدر وبيتوعد لبدر وحمزة انه يخرب حياتهم ويحرمهم من كل حاجة حلوة فيها. 

*****
يوم الجمعة. 

حفلة خطوبة حمزة وجميلة، نفس يوم استلام شحنة الاخشاب اللي فيها مخدرات واختطاف صافي بنت فؤاد المنصوري. 

في شقة اهل جميلة، عزموا الاهل والقرايب، عملوا حفلة خطوبة عائلية بسيطه، جميلة لبست فستان لونه فاتح هادي وبسيط ومعاه حجاب ابيض وميكب خفيف جدا، كانت زي الملايكه باللون الابيض، خطفت الانظار بجمالها الطبيعي، حمزة كان لابس بدلة والسعادة كانت واضحة عليه جدا، قعد جنب جميلة ولبسها الشبكة، اخيرا دبلته بقت في ايديها، جميلة كانت كان جسمها بيرتجف من شدة الكسوف ، اداها دبلته الفضيه عشان تلبسهاله، كان نفسها تبص فيها وتشوف كتب ايه جواها لكنها اتكسفت تبان قدامه مهتمه جدا انها تعرف، لبسته الدبلة وارتفع صوت الزغاريد حولهم. 

في نفس الوقت كان بدر وكرم وباقي الرجالة واقفين في الشادر بيستلموا شحنة الاخشاب واللي كرم الوحيد هو بس اللي عارف انها شحنة مخدرات. 

وفي نفس الوقت كانت صافي جوه عربيتها وخلفها عربية الحرس اللي تبع والدها، طلع قدامهم فجأة عربيتين وقطعوا عليهم الطريق، وقفوا عربية الحرس المسؤلين عن حماية صافي وهددوهم بالسلاح، كانوا لابسين اقنعه عشان محدش يشوفهم او يعرفهم، قرب واحد منهم من عربية صافي وخدها من العربية بطريقه عنيفه عشان يبان قدام الحرس بتاعها انها اتخطفت، الحرس بتاعها وقفوا تحت تهديد السلاح مش قادرين يتحركوا، خدوا صافي معاهم وهددوا الحرس بتاعها انهم لو عملوا اي حاجة هيقتلوها، اتحركوا بالعربيات بتاعهم والحرس بتاعها واقفين عاجزين انهم يعملوا اي حاجة، وقف قائد الحرس بتاعها واتكلم مع فؤاد المنصوري بتوتر عشان يبلغه ان بنته اتخطفت منهم. 

عند فؤاد كان قاعد في احد المصانع الخاصة به وبيتابع تخزين شحنة المخدرات في الشادر عن طريق الكاميرات، فجأة تليفونه الشخصي رن برقم قائد حرس صافي، رد عليه فؤاد بسرعه واتصدم لما قائد الحرس بلغه ان بنته اتخطفت منهم ومقدروش يعملوا حاجة، ثار فؤاد وكان بيسب ويلعن الحرس وكسر التليفون والمكتب بتاعه وهو بيصرخ بخوف وقلق على بنته، مجاش في باله في اللحظة دي غير "البرنس" هو الوحيد اللي هيقدر يرجع له بنته. 

اتصل على رقم البرنس من تليفونه الشخصي. 

البرنس كان في بيت جميلة، كان قاعد جنبها والكل فرحانين بيهم وبيتبادلوا الحديث والضحك، فجأة تليفونه رن وشاف الرقم لقاه فؤاد المنصوري، قلق يكون في حاجة حصلت في استلام شحنة الخشب، قام وقف وبعد عنهم ووقف في جنب بعيد و رد عليه. جميلة استغربت لما جاله تليفون وقام من جنبها وبعد عنهم عشان يرد، كانت بتسأل جواها مين اللي بيتصل بيه دلوقتي وهو قام من جنبها وبعد عشان يرد. معقول تكون البنت اللي ثريا قالت عليها قبل كده!. 

عند حمزة وقف مصدوم لما سمع صوت فؤاد بيصرخ وبيطلب منه يلحق بنته اللي اتخطفت من الحرس بتاعها على الطريق ومش عارف مين اللي خطفوها، اترجاه فؤاد وطلب منه يرجعله بنته بأي تمن. وقفت جميلة وعينيها عليه ولاحظت ملامحه اللي اتبدلت فجأة وانشغاله في الكلام في التليفون، فجأة حمزة اتحرك من مكانه بسرعه وخرج من بيت جميلة من غير ما يقول اي حاجة، كل الموجدين كانوا مشغولين بالكلام مع بعض لكن جميلة كانت مشغولة بحمزة واللي عمله وخروجه من بيتهم بدون مايقول سبب او عذر عشان يسيب خطوبته ويمشي بالشكل ده، زعلت جميلة من تصرفه واعتبرته اهانه ليها، دخلت غرفتها وهي حزينه بسبب اللي حمزة عمله، كانت حاسه بغيرة وعقلها كان بيفكر في البنت اللي حمزة اشتغل معاها وانها اكيد هي اللي كلمته وهو جري عليها وساب جميلة وخطوبته عشانها. 

وقفت تسنيم اخت جميلة وتابعة كل اللي حصل، قربت من والدها وقالت له:
- بابا.. حمزة ساب حفلة الخطوبة ومشي وجميلة دخلت اوضتها زعلانه

استغرب والدها وبص حواليه يبحث عن جميلة وحمزة وفعلا مش موجودين ، قام وقف وراح على غرفة جميلة ولقاها قافلة على نفسها، خبط عليها بقلق وسألها:
- جميلة.. جميلة يابنتي انتي كويسة؟ 

بدأ كل الحضور يلاحظوا ان في حاجة غريبة حصلت ووالدة حمزة نظرت حواليها تبحث عن ابنها وملقتوش. ردت جميلة من جوه غرفتها والباب مقفول وقالت بصوت باكي:
- ايوه يا بابا كويسة بس انا عايزة انام

بصوا لبعض كلهم بستغراب واتكلم والد جميلة مع والدة حمزة وسألها:
- هو حمزة فين؟ 

استغربت والدة حمزة و ردت بدهشة :
- معرفش.. هو كان معانا هنا وانا انشغلت بالكلام شوية مع ام جميلة وفجأة ملقتوش

ردت تسنيم:
- انا شوفته جاله تليفون وقام من جنب جميلة و رد على التليفون وبعدها مشي من غير ما يتكلم مع حد

كلهم استغربوا وقلقوا.. ايه التليفون اللي جاله وخلاه يسيب خطوبته ويمشي.


تعليقات



×