رواية وحوش لا تعشق الجزء الثاني من ليالي الفصل الخامس عشر 15 بقلم رحاب ابراهيم


 رواية وحوش لا تعشق الجزء الثاني من ليالي الفصل الخامس عشر بقلم رحاب ابراهيم 

اطلق هاتفه رنين حتى اخرجه من معطفه ولاحظ رقم غريب ..اجاب بعد برهة لتتسع عيناه بذهول بعد أن اجاب موظف من المشفى العام يُعلمه بموت احدهم ....
تجمد في مقعده للحظة وما لبث أن نهض سريعا وخرج من الشقة بالكامل ....

انتبهت لصوت الباب وهي بحجرتها فعلمت أنه خرج، استاءت لخروجه وارتاحت في آنٍ واحد...ويجب أن تعترف أن قربه يكاد يضعفها في بعض اللحظات ولكن طريق وضعها القدر به ولابد أن تتحمل السير به حتى تصل إلى غايتها .....
_______________________صلّ على النبي الحبيب 

لم تهدف إلى الانتحار فهذا ضعف حاد للنفس ولكن أرادت الانشغال بألم أكثر من ألم القلوب ....وكأنها ستطفئ لهيب نيران القلب بين الامواج الباردة حتى سقطت وينافس غضبها غضب الأمواج ولم تضع عرج قدمها موطن تراجع حتى جاسرت في البدء وسحبتها الأمواج لفيض بعيد قليلا عن الشاطئ ....
ولم تضم المياه جسدها فقط بل يداه الذي جذبتها بصعوبة بعد أن سارع في اللحاق بها وركض كالمجنون حتى قذف بجسده داخل المياه ...
كادت أن تفلت من يداه ولكن حاوط خصرها بذراعيه حتى لا تسحبها الأمواج ، وصرخ جسده من البرودة العالية ولكن صرخة القلب أقوى الماً حتى اقترب للشاطئ وكانت تسعل وهي تنتفض بين يديه ثم دفعت يداه بحدة ونظرتها لم تقل من الغضب بل زادت حتى قربها إليه بشراسة ونظرته اصبحت هجيج من النيران المشتعلة التي لمعت بها شيء اربكها و اقترب وهو ينظر لعيناها بعمق وغضب وقال :-
_ انتي مجنووونة ، كنتي هتعملي في نفسك اااايه !! 
اصطكت اسنانها بحدة وخرجت الكلمات بصعوبة من شفتيها قائلة ببطء:-
_ وبتيجي ورايا ليييه ، ماكنت ..خليتك مع اللي ..بتكلمها 
كان قد اقتربوا من الشاطئ حتى حملها رغما عنها ودلف إلى الشاليه مرة أخرى وهو يتمتمت ببعض الكلمات المتعصبة التي لم تفهم منها شيء ...

صعد الدرج وقطرات المياه تنزف من ملابسهم حتى وضعها على الأرض وأخرج من حزانة الملابس رداءً لها وهم أن يساعدها حتى اوقفته بإعتراض :-
_ أخرج من هنا 
ضيق عينيه بغضب وصاح :-
_ هو انتي صدقتي أني خطيبك ! ،ماتنسيش أني جوزك !! 
بقلم رحاب إبراهيم 
لفت يدها حولها بجسد ينتفض بحدة ثم قالت بغضب :-
_ قلت اخرج يأما هفضل كدا وهمرض 
أخذ رداءً له هو أيضا ورماها بنظرة عنيفة ثم خرج من الغرفة وصفق الباب خلفه بعنف وقوة....

خطا هبوطا للأسفل ودلف للغرفة بالدور الارضي وابدل ملابسه بعصبية حتى لمح الهرة تحرك ذيلها وكأنها تغيظه ...اعدل هندامه وهو ينظر للمرآة تارة وللهرة تارة أخرى ثم توجه نحوها ورفعها من اذناها كالأرنب أمام عينيه وقال :-
_ انتي سبب المشاكل كلهاااا وعشان كدا لازم الاقي حيوان زيك يخلصني منك 😣 
نظرت لها القطة رويدا ثم تحركت بلهو وكأنها تتأرجع بمرح حتى استفزته بالفعل ودفعها لموضعها مرة أخرى بنظرة توعد ونظر للمرآة مرة أخرى حتى ركضت القطة وخدشت قدماه للمرة الثانية وركضت بعيدا وهي تعوي وكأنها تصيح بأنتصارها ...ضيق آدم عيناه بشر وكنّ لهذه الهرة الكثير من التوعد ...
ثم خرج من غرفته للأعلى حتى يطمئن عليها. .....

لم تجدِ الملابس الجافة إلا القليل لتدفئتها فرجفتها لم تقل الا شيء بسيط ثم ساوت شعرها البني الذي يصل لكفتيها حتى بدا بشكل أفضل بعد أن جف من المياه ...تحركت برعشة قوية تجتاحها بإتجاه الفراش حتى سمعت صوت دقات خافته على الباب ....لم تقل شيء بل اندست بداخل الفراش وهي تنتفض حتى دلف آدم وتساءل وهو يقترب منها :-
_ عاملة إيه دلوقتي ؟ 
حركت اهداب عيناها اجابتاً عليه فصوتها قد خنقته الرجفة حتى لمح ذلك بقلق ووضع يده على جبينها يختبر حرارتها حتى اتسعت عيناها بقلق وهتف :-
_ أدي آخرة جنانك ، هروح اجيبلك دكتور 
بالكاد حركت رأسها بأعتراض وقالت بصوت متهدج :-
_ لأ ، مش لازم دكتور ، ممكن خافض للحرارة وهبقى كويسة ..
رفض آدم بشدة وهو يقف أمام الباب وقال :-
_ ماينفعش ، هروح ادور على دكتور اجيبه ، مش هتآخر ..
خرج من الغرفة ثم من المنزل بأكمله للخارج ...
_________________________أستغفرك ربي وأتوب إليك 

"في المشفى "
وصل للمشفى بعد أن صدمه ما أخبره به أحد الموظفين حتى سأل موظف الاستقبال بالمشفى ليدله على مكان غرفة مصطفى ليخبره الموظف بوجوده بمشرحة المشفى ويتم تجهيزه للدفن أذن الحادث قد مر عليه وقت وذلك منذ ذهابه من منزل فاطمة ...لمح نعيمة تبكي بحرقة وتضم طفليها حتى ذهب لها سريعا متساءلا عما حدث ..قال :-
_ حصل إيه ؟ 
رفعت نعيمة رأسها ببكاء يقارب الصريخ والعويل وقالت :-
_ منهم لله ، ربنا يحرق قلبه حداد زي ما يتم عيالي ...كنا خلاص لمينا هدومنا ومسافرين البلد بعد ما نطمن على فاطمة ....كنا هنمشي ونرجع لأهلنا في الصعيد وهيقدرو يحمونا وهنبقى في آمان. ...منه لله حداد 
ضيق فهد عينيه بذهول وقال :-
_ حداد ؟!!! ، حداد مقبوض عليه ومرمي في الحبس !! 

اجابته نعيمة وقد اشتد بكائها حزنا على وفاة زوجها :-
_ مصطفى الله يرحمه كان واقف في الشارع مع اهل المنطقة وبيباركوله لجواز فاطمة ، فجأة سمعت صويت ولقيت مصطفى غرقان في دمه بعد ما حد ضربه بسكينه والناس جريت وخافت ..واللي ضربه قعد يزعق ويقول في الشارع :-
_ ابقى خلي جوز بنتك فهد باشا يبقى يلحقك ...وابقوا قولوله الاعور بيقولك صباحية مباركة يا عريس ، هو عارفني كويس ...احنا حبايب من زمان ومعرفة ، وكدا انا رديتله العزومة ....
تابعت نعيمة :-
بعد ما مشي الناس اتلمت تاني ونقلوا مصطفى المستشفى بس على ما وصل كان خلاص بيطلع في الروح .....بس انا متأكدة أنه تبع حداد 

قدح الغضب بعين فهد وهو يردد بنبرة غاضبة وشرسة :-
_ الأعور ....هو طلع من السجن !! 
أخرج هاتفه ليجري اتصال مع خالد حتى اجابه الآخر سريعا بمرح:-
_ ايوة يا ااعريس 
رد فهد بعد ان ابتعد عن نعيمة التي تنتحب ببكاء يدمي القلوب ..قال :-
_ الأعور طلع من السجن يا خالد وموت أبو فاطمة 
صدم خالد قائلا :-
_ مش غريبة انه يطلع من السجن بعد ما خلص مدته بس الغريب انه يموت ابو فاطمة ، هو يعرفه منين ؟ او تفتكر ليه علاقة بحداد ماهما مجرمين زي بعض 
هز فهد رأسه نفيا وقال :-
_ لأ ، حداد ده جبان مايجرؤش يعمل كدا وبالذات معايا ، في حد تاني بعيد وهو اللي بيعمل كدا ، والحد ده يعرفني وبيعرف اخباري كويس أوووي ....بس قسما بالله لجيبه وماهو فالت من ايدي ....

زفر خالد بضيق وقال بريبة :-
_ الاعور مش زي حداد يا فهد ده قلبه ميت ومش ناسيلك أنك كنت سبب في دخوله السجن لأول مرة ، ده انت مسحت بكرامته الأرض قدام كل القسم لما كان هيموت في ايدك ...الفرح اتقلب عزا ...البقاء لله يا فهد 

اجابه فهد بضيق :-
_ البقاء لله وحده ....بص يا خالد ..انا مش هعرف اجي الشغل غير لما اخلص الدفن ، عايزك تراقب أي حركة من حداد وأي حد عندك 
رفع خالد حاجبه وقال بشك :-
_ أوعى تكون بتفكر في اللي في دماغي ؟ 
رد فهد بتأكيد :-
_ أنت شاكك في حد تاني ؟ 
نفى خالد وقال :-
_ بصراحة لأ ، وفعلا إسلام ده يتشك فيه بصراحة ، ومركز معاك أكتر ما مركز مع شغله وده كلنا لحظناه ، كفاية أن قضية الأعور فشل فيها وانت اللي مسكتها ...

خرج أحدا من غرفة المشرحة حتى انهى فهد الاتصال وسأل الرجل حتى اجابه وقال :-
_ جاهز للتسليم بس ناقص اذن الشرطة بالخروج لأن دي جريمة قتل ...
ذهب الرجل تاركا فهد يفكر بعصبية حتى لمح أحد أفراد الشرطة يأتي إليه وقال :-
_ اهلا بحضرت الضابط فهد الشريف ، انا حققت في الحادثة وعرفت أنك اتجوزت بنت المتوفي النهاردة ...عشان كدا اقوالك أنت وزوجتك مهمة 
اتسعت عين فهد بعنف ونفى قائلا :-
_ لأ ، انا قدامك اسألني لكن مراتي لأ ، انا مش عارف هقولها الخبر أزاي وانت عايز تسألها في التحقيق ! ، اولا هي ماكنتش موجودة وماتعرفش لحد دلوقتي ، يعني مش طرف شاهد على الحادث ، أي معلومة عايز تعرفها اسألني انا ووالدتها موجودة هنا ...مافيش داعي هي تيجي ...

نظر الرائد حسام إلى فهد وأن لم يكن فهد ضابطا لكان طلب مجيئها طلبا ضروريا حتى قال حسام بتفهم :-
_ طب اتفضل معايا 
_____________________________سبحان الله وبحمده

انهى الطبيب فحصه ووخزها بسن إبرةٍ طبية خاصة بإنخفاض بالحرارة وقال مطمئنا :-
_ ما تقلقش هي درجة حرارتها كانت عالية بس الابرة دي هتنزلها بأذن الله وكويس أنك لحقتها قبل ما تعلى وتعملها مضاعفات وخصوصا أنها ضعيفة شوية ...
ثم اعطى لآدم روشته الدواء وانصرف .......
مرر آدم يده على جبين مريم الذي كانت تفتح عيناها ثم تغلقها بثقل واطياف الغفوة بادية عليها حتى قال بهمس :-
_ هروح اجيب الدوا وراجعلك تاني 

ذهب أيضا من الغرفة وخرج من الشالية مرة أخرى ليأتي بالدواء ......وبعد مرور نصف ساعة اتى مجددا ...
دلف للشاليه وبيده بعض المشتريات بيده ومعهم الدواء ، توجه الى المطبخ ليعد لها حساء ساخن ثم صعد لها وقد اعد شيء آخر في طبق ....
تشممت الهرة رائحة الطعام فركضت خلفه على الدرج بخفة حتى دلفت خلفه للغرفة .....
وضع آدم الطعام على منضدة قريبة ثم لامست انامله جبينها مرة أخرى وهمس :-
_ قومي كلي عشان تاخدي الدوا ، دي اكلة خفيفة 
اخفت وجهها بعصبية بالغطاء وقالت بطفولية :-
_ مش عايزة منك حاجة 
ابتسم وهو يرى طريقتها بالرفض ثم ابعد الغطاء عنها وجذبها لتعدل ثم بدأ يطعمها بنفسه وقال بمكر :-
_ كلي من غير عند عشان ما تاكليش بالعافية 

ارتبكت عيناها وبدأت تاكل ليس جوعا ولكن حتى يبتعد عنها كي يقل ارتباكها هذا ، ورجفتها هذه لم تكن من المرض الذي قل كثيرا ولكن لقربه بهذا الشكل ....
وضع يده على كتفيها ونظرته متفحصة وجهها الحبيب حتى اقترب وقبّل رأسها هبوطا ثم تركت مريم الطعام لتبتعد عنه وقالت :-
_ مش قادرة اكل اكتر من كدا 
صمت قليلا وهو ينظر لها بلوم رغم أنه يلوم نفسه أكثر ، حتى قال بعصبية :-
_ ندى دي طالبة عندي على فكرة 
قاطعته مريم وقد عاد الغضب لذكر هذه الفتاة وقالت بإنفعال واستهجان :-
_ مش عايزة أعرف حاجة ، انت حر في تصرفاتك ، وبالنسبة لجوازنا فاحنا متفقين من زمان انه مش هيستمر 
زم شفتيه غضبا ونظر لها نظرة ارتعدت لها ولكنها تظاهرت بالثبات حتى حمل الطعام وذهب به للاسفل ...
هي تعرف أنها قست ولكن كبريائها يمنعها من الاقتراب قبل أن يطمئنها ويطمئن قلبها بالعشق ....لن تبدأ حياتها بصمت محير ،فهي آبت ذلك ...

وضع آدم الطعام بعنف على الرخامة حتى احدث بعض الضوضاء ثم زفر بحدة وحنق من هذه العنيدة ......فرغم عهده مع نفسه بالصبر إلا أنه احيانا يضعف ....
_______________________سبحان الله العظيم 

كانت ترتشف ياسمين مشروبها الدافئ أمام الحاسوب حتى نهضت بضيق وتوجهت إلى الفراش ، فكل شيء لم يستطع أن يأخذ فكرها حتى تنشغل بشيء غير هذا المالك ...
دق هاتفها برقم غريب فتعجبت !!....لم تجيب على الاتصال حتى دق مرارا بشكل مقلق فبدأت تشك بهوية المتصل حتى اجابت وأردف هو قائلا بنبرة غاضبة لم تراها في الحقيقة :-
_ انا مالك يا ياسمين ولو قفلتي هعرف أنك جبانة ، اولا بتأسف أنك أني خدت رقمك من حد وماكنتش ناوي اعمل كدا غير لما تبقي خطيبتي ، لكن انتي ماخليتليش عقل افكر بيه ، انا متمسك بيكي ومش هسيبك وحتى لو ماكنتيش بتحبيني اديني فرصة اخطبك وتعرفيني مش هتخسري حاجة بالعكس ....يمكن تكسبي انسان مش هتلاقي حد يحبك اده ....يمكن عرفتك من قريب بس مش عارف أزاي اقتحمتي حياتي كدا وبقيتي ليا كل حاجة .....

رغما عنها ابتسمت وشعرت بسيل سعادة يتخلل بؤر قلبها المرهقة حتى ترجته بصمت أن يأخذها حتى ولو رغما عنها ولكن كيف تقل له ذلك وسمعت صوته من جديد يتحدث :-
_ انا عرفت عنوانك كمان ، وهكلم اهلي ونيجي نتقدم يوم الجمعة الجاية بأذن الله 
نهض بذعر من فراشها وقالت ببطء :-
_ هو انت قولت لأهلك انا مين ؟ 
تعجب من سؤالها ولكن اجابها :-
_ هقولهم بعد ما اقفل معاكي اوعدك بكدا ...موافقة ؟ 

سقطت دمعة من عيناها وهي تعرف الرد مسبقا وقالت بصدق :-
_ موافقة يا مالك ، قولهم ياسمين تامر منصور ،قول لوالدك الاسم كويس ووالدتي اسمها هايدي صالح عبد الرحمن ...
تعجب مالك أكثر لذكر اسم والدتها ثم قال :-
_ حاضر هقولهم ، بس الاهم انك انتي موافقة 
هزت راسها بدموع صامته وقالت بيأس وغموض :-
_ صدقني مش المهم دلوقتي رأيي ، لو والدك ووالدتك وافقوا وجهم معاك ...انا هوافق يا مالك وانا مبسوطة 

اتسعت ابتسامته سعادة رغم استغرابه من حديثها ومطالبتها الغريبة في موافقة والديه ...ولماذا تفترض رفضهم !!! قال بحماس وسعادة :-
_ هيجوا معايا يا ياسمين يوم الجمعة بأذن الله ، وانا احتراما ليكي ولأهلك مش هكلمك غير بعد الخطوبة بس هبعتلك رسالة ااكد الميعاد ..انا عارف أنك محترمة ومش هترضي تكلميني قبل كدا ...

مسحت دموعها ثم قالت بنبرة صادقة محبة :-
_ هقول لماما وخالوا وهنستناك يوم الجمعة بأذن الله 

لم يصدق مالك ما يسمعه فهذا أكثر بكثير مما توقعه حتى انتهى الاتصال ثم ركض خارج غرفته لمكتب والده 
دلف للمكتب بخطوات سريعة حتى رفع باسم رأسه بتعجب وقال :-
_ براااحة في ايه خد نفسك 
اخذ مالك شهيقا ثم زفير وقال مباشرةٍ :-
_ بابا انا عايز اتجوز 
ضحك باسم وقال وهو يشير له حتى يجلس وقال :-
_ طب اقعد وفهمني الأول ، مين العروسة وقابلتها فين وهي مين ؟ 
جلس مالك وقال بشرح :-
_ بنت محترمة جدااا ، قابلتها في النادي ، هي مدربة كارتيه 
اتسعت ضحكة باسم وقال بمرح :-
_ كااارتيه ، يعني هتديلك بوكس في وشك لو بس زعلتها 
اجاب مالك بهيام وقال :-
_ لأ دي رقيقة جدا ، ومحترمة جدا جدا جدا 
انتبهوا لصوت ريهام وهي تقول باستفهام :-
_ دي مين دي بقى ؟
نظروا سويا لها وتذكر مالك انه ترك الباب على مصراعيه ثم قال باسم بابتسامة :-
_ طب حضري نفسك بقى عشان ابنك هيخطب قريب 
ابتسمت ريهام وهي تجلس بجانب مالك وقال :-
_ طب مين بقى العروسة مش تقولينا الأول ولا هنروح عمياني كدا ؟! 
قال مالك بعد أن نظر لوالده وقال :-
_ هي بنت ناس محترمة جدا انا عرفت بيتها وسألت عليها ثم تابع حديثه بهذه القنبلة وقال :-
_ والدها اسمه تامر منصور وهو متوفي و...
هتفت ريهام بمقاطعة وقالت بشك :-
_ تامر منصور !! ، تامر منصور ايه ؟ 
هز مالك كتفيه بتعجب وقال :-
_ مش عارف اسمها الرباعي 
قال باسم بنظرة ضيقة وسأل :-
_ طب ما تعرفش والدتها اسمها ايه بما انك سألت عليها 
تذكر مالك ما قالته ياسمين وشعر بشيء غريب ثم اجاب بتوجس :-
_ اسمها هايدي صالح عبد الرحمن ! 
نظر باسم لزوجته ريهام وتبادلوا النظرات المصدومة حتى نهضت ريهام بغضب وهتفت به :-
_ الجوازة دي لا يمكن تتم ، بقى ابني اجوزه بنت واحد حرامي ومات في السجن ..لااااا يمكن 
تنهد باسم بضيق ثم قال وقد حاول أن يبدوا هادئا :-
_ اصرف نظر عن الجوازة دي يا مالك 
بقلم رحاب إبراهيم 
نظر مالك بصدمة لوالديه ولم يفهم شيء مما قالوه حتى اجاب بقوة :-
_ مستحيل ...انا مش فاهم حاجة ، حرامي واتسجن امتى؟ وانتوا تعرفوهم منين ؟ 
هتفت ريهام وقالت بحدة :-
_ البنت دي اكيد ما قابلتكش صدفة ، عايزة تنتقم اكيد لابوها ...لو كلمت البنت دي تاني انسى أن ليك ام 
تركت غرفة المكتب بانفعال حتى قال باسم بملامح ممتعضة :-
_ كلام والدتك في احتمال قوي أنه يكون حقيقة عشان كدا بقولك ابعد من أولها عشان ما تتعبش بعدين ... وحتى البنت دي لو كانت بتحبك فاللي فات هيفضل عائق في حياتكوا
نهض مالك برفض حاد قد نطقت به ملامحه ثم رد قائلا :-
_ انا مش هسيب ياسمين هي ماذنبهاش حاجة ، لكن اللي مش فاهمه انتوا عارفين ابوها منين ؟ 
خلج بايم نظارته الطبية ثم صمت برهة ليتابع حديثه بعد ذلك....
___________________________سبحان الله العظيم 

انهى فهد تحقيقات الشرطة ثم عاد لوالدة فاطمة مرة أخرى ليجدها كما رأها منذ أكثر من ساعة واستوجب خروج المتوفي بعض الوقت حتى يخرج من المشفى بتصاريح رسمية .....جلس بشرود واعتصر من الألم كلما تذكر فاطمة وكيف ستتلقى الخبر ..اغمض عيناه بقوة والقى رأسه بين يديه بأسى ......
وأن نطق الألم بقلبك فهو بقلبي لأجلك أشد 
وأن صادف هدوئي دموعك سيجن بجنانٍ آلد
وأن قُتل الآمان بين عيناكِ فأنتي يا عشقي 
ستكوني موطن قلب الفهد 
___________________________لا حول ولا قوة إلا بالله 

صعد آدم بعد فترة إليها حتى دلف للحرجة بهدوء وتمثل واقفا وهو ينظر لوجهها البريء وهي تنام بملامح هادئة حتى تجعد ما بين حاجبيها برجفة قد سُعرت على قسمات وجهها ...اقترب منها ببطء حتى دنى وتمدد بجانبها ثم ضمها بقوة كي تدفئ أكثر وكانت ذاهبة في ثباتٍ عميق بحيث لم تستشعر حركته الهادئة ...
ربت على رأسها التي يتوسد صدره ثم ابتسم بمرح وهو يتخيل ردة فعلها عندما تستيقظ على هذا الوضع ...
اغلق عيناه وغفى ولم تغفى يداه التي التفت حولها بقوة ..
_________________________اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك 

نهض مالك ببطء من مقعده بعد أن صُدم بما سمعه من حديث الماضي من والده حتى قال باسم بضيق :-
_ في افضل الاحوال هتكون بتحبك ، بس اظن مش هتقدر تحبني وهي عارفة أني كنت سبب من الاسباب اللي دخلوا ابوها السجن لحد ما اتقتل جواه ...
اشتدت نظرة الحزن بعين مالك وقال :-
_ من أول ما شوفتها وانا بشوف في عنيها حزن كبير ، ماشوفتهاش مرة بتضحك ، اتولدت يتيمة ....انا أسف يابابا ...مش هتخلى عن ياسمين ..وكل اللي عرفته يخليني اتمسك بيها أكتر يمكن اقدر اعوضها عن اللي عانته ...
صمت باسم ثم قال بجدية :-
_ لو اتأكدت انها بنت كويسة وفعلا بتحبك اعتبر انك اخدت موافقتي ...
نظر مالك لأباه جيدا وقال :-
_ ياسمين كانت عارفة عشان كدا قالتلي مش هتوافق غير لما انتوا توافقوا ، وعشان كدا قالتلي اسامي ابوها وامها ، كنت مستغرب لكن دلوقتي فهمت ...البنت دي لايمكن تكون انسانة وحشة ...انا اتأكدت دلوقتي انها بتحبني وكانت رافضة عشان كدا ...
تابع باسم حديثه وقال :-
_ المشكلة دلوقتي مش فيا او في ياسمين بنت تامر ، المشكلة الحقيقية في والدتك ...ريهام ...مش هتوافق وانا متأكد....ومستحيل أعرف اقنعها بشيء مش داخل دماغها 

بلع مالك غصة مريرة بحلقه وقال :-
_ وانا مش هتجوز غير ياسمين ، ارجوك يابابا بلغها كدا ، وحاول تقنعها 
هز باسم رأسه نفيا :-
_ انا اكتر واحد عارفها عشان كدا بقولك مستحيل تقتنع برأي حد ...لازم هي تقتنع عشان توافق 
شرد مالك في الفراغ بحزن ثم استأذن وانصرف .....
_________________________________اذكروا الله

فجراً
وقد أضحى الصبح يبتسم لضياء الشمس العائد من بعيد ،همت فاطمة لتقوم من صلاتها عقب إنهاء الصلاة ، ازالت دموع عيناها التي فاضت أثناء السجود ثم طوت سجادة الصلاة والقتها على فراشها .....تحركت أمام المرآة وشعرت بنوبة قاتلة من البكاء ...كيف ؟! 
بعد أن شعرت بهذه القوة أمامه !..ولامس ضعفها حد السكين لينثر دمائه ويُمحى .....جلست على حافة الفراش وتبلدت أوصالها فجأة ...دق قلبها بقبضة غريبة حتى التقطت انفاسها بصعوبة ....عدت لخارج الغرفة ركضاً حتى 
تستأنس بشاشة التلفاز وتروح عن نفسها الذي ضاقت فجأة حتى لمحت حركة مقبض باب الشقة تُلوى ثم فُتح وظهر به فهد واقفاً بنظرة غريبة ...وقف يتأملها طةيلا قبل أن يدلف للداخل ويدفع مفاتيحه جانباً بعشوائية ونظرة عيناه لم تبتعد من عليها ثم اقترب منها ببطء حتى بدأت هي تتوجس أكثر ولم تعرف لما خانتها قوتها حتى ابتعدت عنه للخلف وهو يقترب بهذه النظرة المففعمة بشيء غريب جعلها ترتجف ونوبة البكاء الغامض الذي تشعر به تصرخ لكي تندفع على عيناها فتماسكت حتى لا يشعر بضعفها أو بالأصح لا يستضعفها .....وقفت حتى لا تظهر له بأنه تتوجس منه خيفة ثم اقترب أكثر منها حتى ضمها بقوة عاصفة جعلت عيناه تتسع بذهول حتى ادفئت لهفته ضعفها واندفع بكائها بحدة دون أن تشعر ...قال بألم يخفيه :-
_ بتعيطي ليه ؟ 
ارتجفت أكثر واجابت بصدق :-
_ مش عارفة ، بس قلبي اتقبض وعايزة اعيط ومش عارفة ليه 
اغمض عيناه بقوة فقد شعرت بالفقد والعزاء قبل أن يصلها الخبر ثم اشتدت قبضته عليها أكثر وقال عدة مرات بهمس حنون :-
_ ماتخافيش وانا جانبك يا فاطمة ...الآمان ما ماتش 
شعرت بالحيرة من جملته حتى ابتعدت وهي تنظر له بتساءل ولكن جذبها مرة أخرى ولم يتحدث هذه المرة ، كان يربت عليها لتهدأ فقط .....

ابتعد قليلا عنها ويده تلتف حولها بتملكية ثم اخرج هاتفه واتصل بآدم .....انتبه آدم لهاتفه بحنق بعد أن استيقظ من النوم ومد يده وأخذه من جانبه على الكمود القريب واجاب بكسل :-
_ الو ؟
نظر فهد لفاطمة بعمق وقال لآدم :-
_ آدم ..انا اتجوزت 
تسمرت نظرة آدم للحظة حتى اشتعل الغضب بداخله ولم يدري كيف قبض على شعر مريم بغضب وهو يهتف :-
_ انت بتقوووول ااااااايه !!!!!! 
صرخت مريم عندما شعرت بألم رأسها الذي جذبها آدم بقوة غاضبا حتى نظرت له بذهول وهي تراه ممداا بجانبها ...
اجاب فهد على الهاتف وقال :-
_ لما توصل القاهرة هبقى افهمك كل حاجة ،دلوقتي مش هينفع 
انهى الاتصال ثم قال لفاطمة بلهجة غريبة عليه :-
_ انا قلت لأهلي ، ولولا أن امي وابويا مسافرين كنت اتصلت بيهم وفهمتهم ، لكن مش هينفع أي كلام غير لما يرجعوا لأني امي مريضة وسافرت تتعالج ...
مسحت فاطمة عيناها بتعجب فهل بهذه السهولة امنيتها اصبحت حقيقة أم ثمة سر فيما يحدث !!....
__________________________اللهم حسن الخاتمة 

لكمت مريم بيدها وهي تهتف بغضب :-
_ بتعمل ايه هنااااااااااا 
لم يستعب حديثها من صدمته من ما قاله فهد حتى لكمته في معدته بقوة مما جعله يتآوه :-
_ ااااااه 😨😥 
كتمت ضحكتها وهي تراه يصرخ هكذا ثم ضحكت عاليا حتى باغتها بغيظ وغضب وقال :-
_ اخوكي اتجوز ..اضحكي بقى 🙆 
للحظة لم تستوعب لما قاله حتى شرقت فجأة من الصدمة ونهض سريعا واتى لها بكوب ماء حتى ترتشفه ثم قالت بذهول :-
_ ات ات ات ..اتجوووووووز !!!! 
وارتطمت على فراشها وهي تحملق بذهول والجمت الصدمة حديثها ...تمدد مرة أخرى ووضع رأسها على صدره مرة أخرى وقال :-
_ اه والله اتجوز ، عيطي وصرخي بهدووووووووء 😊

تعليقات



×