رواية عشق رحيم الفصل الخامس عشر بقلم ايمي نور
بعد الافطار دخل رحيم واخيه حمزة الى مكتبه لمناقشة عدة اعمال والتى تراكمت عليهم ليقرروا السهر عليها طوال ليلة امس ليجدوا وجوب سفر احدهم الى القاهرة لمدة يومين ليقول حمزة
=تمام اسافر النهاردة اشوف الامور المتعطلة دى ولو فى حاجة تحتاجك ابقى اتصل بك
هز رحيم راسه برفض يقول
=لالالا يا حمزة كفاية عليك سفر لحد كده السفرية دى انا اللى هطلعها
ليقول حمزة
....... بس يا رحيم
قاطع رحيم حديثه قائلا
=خلاص يا حمزة انا قلت انا اللى هسافر
ليهز حمزة راسه باذعان مستغربا من تصميم اخيه
::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
دخلت سارة الى المطبخ تسال الخادمة =فين قهوة رحيم بيه
الخادمة بهدوء
= اهى يا هانم مع قهوة حمزة بيه حالا هوديهم المكتب
اشارت سارة الى الصنية الاخرى الموضوعة .ودى ايه؟
الخادمةوهى تشير الى كل فنجان
=ده شاى وداد هانم و الست ندى والست حور
نظرت اليها سارة لتقول بحدة
= طب يلا ودى القهوة بسرعة المكتب وابقى تعالى خدى الشاى
اسرعت الخادمة لتنفيذ الامر لتخرج من المطبخ تاركة سارة التى ما ان خرجت الخادمة حتى اخرجت من جيب فستانها زجاجة صغيرة لتقطر بها ف فنجان حور وهى تقول بغل
= ياريته كان سم وارتاح منك بس معلش اهو اخربلك الليلة زى ما خربتيها عليا
ثم وضعت الزجاجة مرة اخرى ف جيبها عند حضور الخادمة لتقول لها بامر
=اخلصى يلا ودى الشاى وتعالى اعمليلى قهوة
ثم تخرج من المطبخ سريعا ترتسم ابتسامة سعادة وتشفى فوق وجهها
"""""""""""""""""""""""""""
جلسوا يتبادلون الاحدايث فيما بينهم وهم يتناولون الشاى دون ان تدرى حور شىء من تلك الاحاديث فذهنها كان مشغول مع رحيم الذى لم يتبادل معها كلمة واحدة منذ الصباح لتغرق ف بؤسها غافلة عما حولها حتى اتى رحيم باتجاههم ينظر كالعادة باتجاه والدته قائلا بجمود
= امى انا مضطر اسافر النهاردة لمدة يومين ورايا شغل في القاهرة ولازم اخلصه
لتهب سارة بسعادة
يعنى مسافر النهاردة؟
= نظر رحيم اليها يستغرب سعادتها ليرد
=ايوه كمان ساعة
لتجرى ناحيته تتعلق بذراعه تقول بترجى
=طب اجى معاك انا من زمان مرحتش لماما اهو اقضى اليومين دول معاهم ونرجع سوا
نظر رحيم اليها بتردد ثم توجه بنظره ناحية حور ليجدها تجلس بهدوء يرتسم الجمود فوق وجهها لينظر مرة اخرى لسارة يقول بتصلب
=خلاص ماشى اهو نغير جو اطلعى يلا اجهزى
ضحكت سارة بسعادة لتتوجه الى الدرج تسبق رحيم لتتوقف فور ان سمعت صوت حور ينادى رحيم
حور بتردد
=? رحيم ممكن كلمة
رحيم دون ان يلتفت اليها
= افندم حور؟!
حور بصوت منخفض
=كنت عاوزة اروح ازور اهلى واشوف اخواتى
التفت اليها رحييم يقول بلهجة متصلبة =لا مفيش خروج طول مانا مش موجود
حور في محاولة لتغير رأيه
=بس يا رحي....
قطع كلامها يقول بحدة
قولت لا ايه اللى مش مفهوم في الكلمة علشان اعيد كلامى تانى اخفضت راسها لتقول بصوت مختنق بالدموع
خلاص يا رحيم ملوش لازمة تعيد كلامك انا فهمت
تردد لثوانى فوق الدرج لتناديه سارة بصوت نافذ الصبر
=يلا يا رحيم علشان نجهز و منتاخرش
فاسرع بالصعود وماهى بضع درجات حتى سمع صوت صرختها المتألمة ليتجمد مكانه ويسقط قلبه بين قدميه
يلتفت اليها فور سماعه لصرختها ليجدها منحنية ع نفسها بألم فلم يدرى بنفسه الا وهو يقفز درجات الدرج كل درجتان معا ليكون بجوارها ف ثوانى ينحنى عليها يضمها بين ذراعيه يقول بصوت مرتعش بخوف
= حور ف ايه مالك ايه اللى بيوجعك ؟
اخدت حور تتلوى من الألم لا تقوى علي الرد عليه ليرفعها بين ذراعيه ليلتفت الى الواقفين يتابعون الموقف برعب ليصرخ بصوت عالى
= حمزة روح هات دكتور بسرعة
خرج حمزة مغادرا بسرعة لتنفيذ طلب اخيه
ليسرع رحيم بالصعود الدرج بلهفه وخوف يمر بسارة دون الالتفات اليها لتقول بغل
=علي فكرة البت دى بتدلع اشمعنا دلوقت تعبت
التفت اليها بحدة
=سارة مسمعش صوتك دلوقت خالص فاهمة
ثم اسرع بالتوجه ناحية جناحهم لتقول سارة بصوت هامس
=يخرب بيتك انتى ايه يا شيخة ماشية معاكى بالعكس
دخل رحيم جناحهم يحملها بين ذراعيه برقة وهى مازالت ع حالها من التوجع والألم ليجلس بها فوق السرير وهى مازالت بين ذراعيه يهمس لها بحنان =اهدى حبيبتى الدكتور جاى ف السكة بس لو اعرف ف ايه مالك
تلوت بين ذراعيه تدفن وجهها ف عنقه تقول بصوت متالم باكى
=بطنى يا رحيم حاسة انها بتتقطع وكل جسمى وجعنى
واخدت تشهق بالبكاء كطفلة صغيرة تنهد بالم من رؤيتها وهى بهذا الضعف فاخذ يتلمس خصلات شعرها محاولا تهدئتها ليستمر ع هذا الحال حتى انتفضت من بين ذراعيه تسرع ف اتجاه الحمام لينظر ف اثارها لثوانى ثم يهب للحاق بها ليجدها تنحنى فوق ارضية الحمام تفرغ ما فى جوفها بداخله وصوت تأوهاتها المتألمة تخترق صدره لينحنى بجوارها يلفها بذراعيه مبعدا شعرها عن وجهها المتعرق يحاول التهوين عنها حتى انتهت فرفعها عن الارضية متجهها بها ناحيه الحوض تقف بين ذراعيه بضعف وهو يمسح بمنشفة مبللة فوق وجهها ليجعلها هذا تفيق قليلا فحاولت السيربمفردها باتجاه الباب مستندة عليه ولكنه رفعها من جديد بين ذراعيه ليدخلها الغرفة ليجد كل من والدته وسارة وندى بداخلها ليتوجه بها ناحية السرير يجلس فوقه بنفس وضعهم السابق لتشهق سارة بصدمة وهى تلوك شفتيها بغيظ من هذا المشهد الذي امامها
ظلت حور بين ذراع رحيم يحتضنها بحنان وهى تتالم بشهقات باكية ليزفر بنفاذ صبر صارخا بغضب
= هو حمزة اتاخر ليه كل ده بيجيب الدكتور
لترد والدته تحاول تهدئته
=اهدى يا بنى زمانه ف السكة وان شاء الله خير
زفر بحنق يحاول تهدئة اعصابه وهو ينحنى اليها يطمئنها بعينيه ليجد وجهها باهتا متعرقا بشدة تتنفس بصعوبة ليحس بقلة حيلته ليهب فجاءةواقفا وهى بين ذراعيه قائلا بنفاذ صبر
انا مش هستنى اكتر من كده وانا شايفها بالشكل ده انا هروح بيها المستشفى
لتصرخ سارة بغيظ
=في ايه يارحيم اهدى كده وصدقنى الموضوع مش اكتر من دلع وهتشوف
هم رحيم بالصراخ فيها ليقاطعه صوت ندى الملهوف وهى تنظر خارج النافذة =حمزة جه اهو ومعاه الدكتور
وضعها رحيم فوق السرير برقة وهو ينظر لوجهها المتألم يقول بحنان
=الدكتور جه وشوية وهترتاحى
ثم التفت للجميع بوجه مغلق
=لو سمحتوا اتفضلوا انتم وانا هكون مع الدكتور
ردت والدته بصوت مرتبك
= طب يابنى مش احسن حد فينا اللى يكون معاها
رحيم بصوت قاطع
=لا يا امى دى مراتى وانا اللى هكون معاها اتفضلوا
غادر الجميع الغرفة حتى سارة دون ان يجرء احد ع مخالفة كلامه وماهى ثوانى حتى دخل الطبيب يلقى بالسلام