رواية جراح الماضى الفصل الرابع عشر بقلم هالة السيد
*مواجهه:
*****
*جروح من الماضى نجاهد انفسنا لنخفيها بين طيات الزمن.. تأبى إلا ان تعكر صفو حياتنا.
كلما ضحكت لنا الحياه تعود خبايا الماضى لتصيب قلبنا بالالم والخزلان..
*فالقدر يلعب لعبته هنا بجداره..
فاللعنه على ذاك الحظ الذى يلعب بنا لعبته لنترك أنفسنا له يوجهنا حيث الوجهه التى تنتظرنا
*********************************
كانت فى غرفتها جالسه لا تستطيع النوم فالجميع نام عداها هى اخذت تقلب فى القنوات الفضائية فلم تجد مايروق لها او حتى يلفت انتباهها... ألقت جهاز التحكم على الاريكه ثم زفرت بضيق.. شعرت فجأه بجوع شديد ومعدتها تصدر بعض الاصوات دليل على خوائها من الطعام..فحدثت نفسها قائلا :
يعنىكان لازم أرفض الاكل الى ماما جابته لما ماردتش اتعشاه معاهم تحت أوووف. حاليا انا مضطره أروح أعمل اى حاجه أكولها أحسن انا حاسه الدنيا بتلف بياه من الصبح أساسا. يلا يالولو تشجعى.
-نزلت درجات السلم بكسل ثم توجهت ناحية المطبخ حتى تعدلها شطيره وكوب من العصير.
-انا هعمل ساندوتش جبنه مع كوبايه عصير برتقال ،، وقفت امام البراد ثم سكبت العصير وقامت بأعداد الشطيره ثم اعادت كل شئ فى محله وأغلقت الانوار وهمت ذاهبه...
لكن أوقفها طرقات على باب الفيلا يتبعها صوت الجرس.. للحظه أعتقدت انها تتوهم الامر لكن عندما زاد الطرق علمت بأنها لاتتوهم. نظرت للساعه المعلقه على الحائط فوجدت بأنها تجاوزت الثانيه بعد منتصف الليل ..شخصت ببصرها لاعلى ثم نقلت بصرها ثانيه جهت الباب ولم تعرف ماذا تفعل هل تذهب لايقاظ مصطفى ام تفتح هى أرتعدت فرائصها وأخذ عقلها يوهمها بأنه لص...أفاقت لنفسها وتحدثت بخوف : حرامى ايه بس يا غبيه وهو الحرامى هيخبط هيرن الجرس برضو (ثم ضحكت بسخريه على ما توصل إليه تفكيرها) ..
لم يطاوعها قلبها لإيقاظ احد وهمت بشجاعه مزيفه ان تفتح باب الفيلا لترى من ذاك الطارق وأخذت تقترب رويدا رويدا لكن فجأه وجدت من يضع يده على كتفها بهدوء.. أنتفضت بفزع وكادت تصرخ لكنه كمم فمها وأخذ يحدثها بهدوء وحنان حتى يهداء من روعها : آلاء ماتخافيش انا عبدالرحمن أهدى ...
-كانت كل خليه فى جسدها تنتفض وبقوه لكن عندما علمت هويته شعرت بالامان يسرى داخلها... عندما شعر بهدوئها أبعد يده من عن فمها لكنها نظرت له بغيظ وهتفت :
-فى حد بيعمل كده. كنت هتموتنى من الرعب.
*بعد الشر عليكى أنا مقصدتش أخوفك. أنا كنت صاحى فى الاوضه وفجأه سمعت الباب بيخبط قولت أروح أشوف مين جاى فى الساعه دى ومردتش أصحى مصطفى لانه كان واضح انه تعبان وكمان عنده شغل الصبح بدرى.. وهم ان يكمل باقى الحديث لكن قاطعه مره أخرى تلك الطرقات المزعجه.
-نظرت للجههالاخرى وقالت بصوت حاولت ان تجعله باردا :
طيب افتح الباب شوف مين الرخم الى جاى فى وقت زى كده.
-نظرلها ثم قال وهو يشير على ثيابها :
طيب أدخلى جوه علشان لو طلع راجل .ماينفعش يشوفك بالمنظر دا.
-نظرت له بأستغراب وتسألت : المنظر دا! مالو منظرى بقا ؟
-قال عبدالرحمن موضحا: آلاء انتى لابسه بيجامه ومن غير حجاب على فكره.
-نظرت لحالها ثم قالت بحرج : أه صحيح ماأخدتش بالى... ثم ضربت مقدمه رأسها : بجدمش عارفه كنت هفتح أزاى.
-نظر لها بأبتسامه ودوده : وداسبب من أساب انى منعتك تفتحى ..يلا بقا أدخلى فى أي حته علشان أفتح الباب زمان الى بيخبط زهق.
-بلا مبالاه مصطنعه ردت عليه : أوك. وذهبت فى اتجاه المطبخ مره أخرى وهى فى طريقها وجدت حجابها موضوع على أحدى الكراسى فأخذته ثم وقفت فى أحدى الزوايا لترى من الطارق.. والذى يستشعره قلبها بأنه ضيف غير مرحب به ..لا تعرف لما تشعر بالقلق والخوف.
اما الاخر كان يحدث نفسه : أستر يارب ثم فتح الباب.. لكن مارأته عيناه جعلته عاجز عن النطق وتسمر فى مكانه.
-نظر له الواقفين على الباب منهم من ينظر له بغضب وهناك الاخر يطالعه بقله حيله وشفقه اما الاخرى هى من قطعت الصمت فتحدثت قائلا : أخى اين كنت كل ذلك الوقت (ثم أندفعت لاحضانه مبتسما) لم يفق من صدمته إلا على فعل تلك الصغيره.. فأبتسم لها أبتستمه متوتره ثم تركها وأخذ ينظر للاخر الذى يحدق فيه بغضب واضح وظاهر للعيان .
-ب ا با حض رتك بتعمل أيه هنا.
-تحولت نظراته من الغضب للسخريه و :
إيه يا عبدالرحمن باشا اتفاجأت... كنت فاكر انى مش هعرف أنت فين ؟
-توتر وبدء يتصبب جبينه بالعرق و
أنا أنا كنت هقول لحضرتك بس بس فى الوقت المناسب.
*هتف بنبره متهكمه : والله وأمتى ان شاء الله الوقت المناسب.
-نظر عبدالرحمن خلف ممدوح يستنجد بالواقف خلفه. : خالد قول حاجه.
هم ان يتحدث لكن...
*****
كانت هناك تنتظره ان يأتى ويخبرها من ذلك الشخص اللزج الذى يأتى فى مثل هذا الوقت.. لكنه لم يأتى فقلقت ولا تعلم السبب هناك شئ ما يخبرها بان حياتها ستنقلب رأسا على عقب.. هزت رأسها تنفض تلك الافكار ثم حسمت أمرها بالخروج لكن قبل ان تخرج تأكدت من وضع حجابها الكبير على رأسها.
****
أهدا يا عبدالرحمن أنا حاولت أف..... لكن قاطعه صوتها
*أكسبت صوتها بعض البرود واللا مبالاه : مين يا عبدالرحمن ؟
-نظر الصديقان لبعضهم البعض بتوتر لم يخفى على ممدوح الواقف جوارهم... لم يعرف عبدالرحمن ماذا يفعل فتسمر مكانه
اما هى فى البدايه لم تعرف من بالخارج لان أخيها كان يسد باب المنزل. لكن عندما أقتربت أكثر جحظت عيونها وهى تراه أمامها شعرت فى البدايه بأن صوتها قد اختفى تماما ولا تسطيع التكلم من فرط الصدمه حاولت مرارا ان تتكلم إلا ان نجحت فخرج صوتها مبحوح : انت!
أتجه ببصره ناحيتها ثم صمت قليلا يتذكر اين رأها من قبل ..وقبل ان يتحدث صرخت تلك الصغيره بفرح ثم أندفعت ناحيتها لكن كل هذا لم يؤثر فى الواقفه تناظرهم بذهول والصدمه مرتسمه بوضوح على ملامحها..
-أنا شفتك قبل كده صح (قالها ممدوح بتحير.
عندما سمعت صوته أرتجف جسدها الصغير لدرجه لاحظها ذلك الذى كان يحفر تفاصيلها بين طيات عقله حتى يستخرجها عندما يريد.. أفاق من شروده عندما لاحظ أرتجافها.
فهمس لاخيها قائلا بقلق : عبدالرحمن شوف مالها.
ألتف لها شقيقها ولاحظ ذهولها وأرتجافتها تلك فأقترب منها كى يهداء من روعها لكنها أبتعدت عنه بفزع وأخذت تتراجغ للوراء وهى تهمس : خليه يمشى ،، خليه يمشى من هنا
- حاول ان يعرف ما تقول لكنه لم يعرف بما تهمس فقال بقلق على حالها : بتقولى ايه ؟
-أفاقت من صدمتها تلك وهتفت صارخه :
خليه يخرج من هنا... قوله يمشى
*كان ممدوح ينظر لها بتعجب من فعلتها تلك وتسائل : مالها دى! وبعدين انت بتعمل أيه هنا ياأفندى
أيقن عبدالرحمن بأن أباه لم يعرف بعد أين هو ولا من تلك الواقفه أمامه مما زاد خوفه فابتلع ريقه بتوجس وخوف وحدث نفسه قائلا بحيره : بابا شكله مايعرفش هو فبيت مين ولا مين الى قدامه بس طالما ميعرفش جه ليه ؟؟؟؟
قالت ساندى بسعاده : ابى الم تعرف من هذه الفتاه ؟
هز رأسه بحيره فأستكملت ساندى قائلا: انها آ.... لكن قاطعتها صرخة آلاء مما جعلها تنتفض برعب وتحتضن أبيها..
*أستيقظ من فى المنزل على صوت صرخاتها المتتاليه وأول من أتى مصطفى الذى اتى مهرولا يناظرهم بتسأل ثم أتجه لتلك الساكنه أمامه ويرتسم الوجوم على ملامحها أقترب منها فأنتفضت بفزع لكنه أخذ يهدائها : أهدى ياحبيبتى اهدى
*أرتمت فجأه بأحضانه وأخذت تهذى بكلمات غير مفهومه مما جعله يتسأل : بتقولى أيه
-أعادت حملتها بصوت أوضح : هو هو يا مصطفى
فى البدايه لم يعرف من تقصد لكنه عندما نظر للاخر وجده واقف وعلامات الحزن على وجهه ثم وجد خالد وفتاه صغيره ثم طالع الرجل الاخير والتى تبدو ملامحه مقاربه لملامح آلاء ....
عندما ربط كل تلك الاشياء ببعضها علم هويته.. فجأه أجتاحه غضب شديد لكنه تمالك حاله وأخذ يطمئن تلك القابعه بين أحضانه *أهدى يا آلاء أهدى ..ثم أخذ يفكر بأنه يجب أن يتأكد أولا قبل ان يثور...
- هل ماسمعته صحيح أم أننى أتخيل فقط!
-هتفت الصغيره مؤكده بعربيه ركيكه : نعم.. آلاء م...مدوح النجار أسمك يشبه أسمى كثيرآ
كان لم يستوعب بعد أو لنقل من البدايه لم يرد ان يستوعب..-لكنه فاق من صدمه على صدمه أكبر ...على تلك التى آتت وعلامات الخوف على وجهها نعم أنها خائفه على أبنتها التى لم تعرف للان لما تصرخ هكذا....
توقفت عن السير عندما أصتدمت بذلك الوجه الذى تبغض صاحبه بشده فهى لم تنسى يوما ملامحه حتى وان غز الشيب رأسه اما هو أخذ يهز رأسه بقوه ورفض : هى لأ لأ مش هى.. لم يقطع نظراتهم سوى صوت مصطفى الذى تحدث بجديه شديده : ممكن أعرف انت مين ؟ وبتعمل أيه فى بيتى ؟
-هنا خرج صوتها رغم عنها ضعيف بنبره سخريه : معقول يامصطفى معرفتوش ؟ دا ممدوح بيه النجار ههه
لم يعرف عبدالرحمن ماذا يفعل شعر به صديقه لذلك أستلم زمام الامور : تحدث قائلا بإحراج :
احم احم طيب ياجماعه ممكن نتكلم جوه...
-نظر مصطفى لممدوح بغضب شديد ثم لعبدالرحمن الذى يبدو تائها ثم الى الواجمتين جواره.. تنهد بقوه ثم زفر على مهل وحدث نفسه قائلا بعقلانيه : رغم أنى مش طايقك بس لازم أدخلو علشان نعرف السبب الى خلاه يعمل كده فى الاء وأمها..
-تحدث من بين أسنانه بضيق : اها طبعا أتفضلو ..
كان مصطفى يجذب آلاء رغما عنها لتسير معهم أما عبدالرحمن فكان يحتضن والدته ويسيران معا وورأهم خالد وساندى وممدوح من ورأهم لكنه كان فى عالمه الخاص..... يوبخ ذاته كيف لم ينتبه منذ البدايه ويستفسر عن أصحاب المنزل فكان كل ما يهمه هو معرفة المكان فقط فهو كان قلق أين يمكن ان يوجد ولده فهو مختفى منذ أيام ولم يخبر احد إلى اين هو ذاهب...
رغم جزء ما بداخله أخبره بأنه قد وجدهم لكنه كان يكذب ذلك الشعور دائما ربما لانه لم يرد ان يصدق...
وفجأه فاجأته الحياه بتلك الصفعه التى لم يرد يوما تصديقها... فها هو الان فى منزلهم ااااااه كم يكن لهم الكره والبغض والقسوه .... رفع بصره فوجدها هناك هى الاخرى تبادله نفس النظرات... قال ممدوح بهمس : ياااااالله هل يزيدها الزمن جمالا (ثم ضحك بسخريه ) ههههه لكن ياللاسف هههههه أفاق من شروده على صوت مصطفى الحاد الموجه له : ممكن أعرف بتعمل أيه فى بيتى ؟
- رد عليه بتهكم وسخريه : انا معرفش انت مين ؟ انا كل الى اعرفه ان أبنى موجود هنا فجيت أشوفه بيعمل أيه هنا.. بس للاسف أتفاجأت أنه موجود مع أكثر ناس بكرهها.. انها حديثه بنظرات ناريه موجه لعبدالرحمن.
*هتف مصطفى بغضب : أولا انت هنا فى بيت مصطفى الراوى الى هو انا...
ثانيا : أبنك كان بيشوف والدته وأخته..
ثالثا ودا الاهم : بعد السنين دى كلها أنت مدين ليهم بتفسير عن سبب الكره الشديد لماما سميه وألاء ولا أيه؟
-عند ذكر هويته ظهر البغض فى عيون ممدوح الذى تحدث بتهكم : انت ابن محمد الراوى ؟
-اوما برأسه مؤكدا : أيوه
-زاد تهكمه : أومال هو فين ثم اخذ يتلفت حوله..
-والدى مات الله يرحمه (قالها بحزن)
-هتف ممدوح قائلا : يلا ماتجوز على الميت غير الرحمه..
- ثم أضاف ساخرا : ثانيا بقا : مسألتش مدام سميه على السبب ليه ؟ هههههههههههه ولا هى أتكسفت تقول ههههههههههه ثم وجه كلامه لها : إيه يا سميه مسمعتش صوتك القط أكل لسانك ولا إيه ؟
-نظرت له بغل وحقد تحمله وتكنه له منذ سنوات لكن ان دققت النظر فى عيونها ستجد العجز والقهر وعلامات الجهل مرتسمه على وجهها أخذت تهز رأسها بعدم فهم... حاولت النطق لكن كالعاده فشلت ولم تستطع أخراج صوتها فأطرقت رأسها أرضا ودموعها تعرف الطريق على وجنتيها..
-هتف بقسوه : أعتبر دموعك دى شعور بالذنب ..
-تسائل عبدالرحمن بعدم فهم : تقصد إيه يا بابا ؟
- أسأل امك يا بن أمك..
*لم تجلس آلاء انما ظلت واقفه تطالعهم جميعا ولا تفهم ما يعنيه ذلك الرجل بكلامه : لكنها تحدثت بقوه وشجاعه لم تعرف من أين أكتسبتها : ما هو لو أمه عارفه كانت قالت..
*طالعها بغل وحقد دفين : قالو للحرامى احلف ...ماهو لازم تعمل نفسها متعرفش.... حتى بعد السنين دى لسه بتكذبى يا سميه.....
- صرخة فيه قائله : أخرس انا امى مش كذابه....
لو كانت النظرات تقتل لاحرقتها نظراته...
رد عليها بسخريه لكنها تحمل كره للواقفه أمامه : ماأنتىتربية أمك هتقولى أيه يعنى ههههه....
شعرت هى بفداحة ما تفوهت به وكيف أعطته الفرصه ليسخر من تربية امها...
*بابا لو سمحت ماينفعش كده (قالها عبدالرحمن بضيق)
-نظر له بغضب : أخرس انت حسابك بعدين...
-طيب قولنا فهمنا انت عملت كده ليه... (قالها عبدالرحمن بحيره)
-قال ممدوح بأصرار : انا مصر ان هى الى تقول الحقيقه بنفسها.....
*وإذا كانت هى مش هتقدر تقول او تتكلم...
*نظر له بعدم و بتهكم قال : ليه ان شاء الله.. ثم صرخ فيها قائلا : ماتنطقى ياهانم
*علشان هى فقدت النطق والبركه فى سيادتك (قال هذه الكلمات مصطفى الذى قد نفذ صبره)
- رغم صدمته قال بتشفى : من أعمالكم سلط عليكم...
-أقتربت منه آلاء ونظرت فى عينيه بكره وقرف :
يا تقول الى عندك ياتخرج بره البيت دا...
وبعدين مسمحلكش تقول على امى نص كلمه لان أمى أحسن ام وأحسن من ناس كثييير... (وكانت تقصده بجملتها الاخيره)
-أمك أحسن من ناس كثير تصدقى ضحكتينى وأنا مليش نفس... انا بقا هعرفك حقيقة‘امك وحقيقتك (ثم نظر إليها بقرف كأنها نكره)
-الست الى حضرتك شايفاها أحسن واحده فى العالم...
نظر له الجميع بترقب منتظرين ما سيتفوه به ذلك العجوز اما هو فكان مستمتع بتلك النظرات المترقبه والمتوجسه....
قلوبهم تخبرهم بأن ما سيخرج من فمه سيغير الكثير.. اما صاحبة الشأن لم تحملها قدماها فجلست على الاريكه الموجوده بالغرفه...( وكما يقولون صمت دهرا ونطق كفرآ) -نطق بأسمئزاز وصرخ عما يعتمل فى صدره منذ سنوات :
الهانم الى كنت أويها فى بيتى معززه مكرمه ماصنتش العيش والملح.. كنت أتوقع منها أي شئ إلا الخيانه عندما أتت تلك الكلمه صرخ بها بأعلى صوته...
تعالت الهمهمات والنظرات المستنكره والمصدومه اما هى ( سميه) كانت مزهوله تحدق به و أزدادت دموعها وأنهمرت بقوه ..لم تعرف من أين اتى بتلك الترهات...
-هتف عبدالرحمن بصدمه: أيه الكلام الى بتقوله دا!
-ردت آلاء : هههههههه هتسناه أيه من واحد زيك يا ممدوح بيه...
-انت يا راجل انت واعى للى بتقوله دا(قالها مصطفى)
-ذهبت آلاء لوالدتها تحتضنها بقوه وتهتف لها بحنان وحب: متزعليش نفسك ياماما أنا عارفه ان الكلام دا كذب.. .
*هنا قرر خالد الخروج عن صمته قائلا بأحراج: ممكن تقولنا تقصد أيه بالخيانه ؟
وهى الخيانه ليها إلا معنى واحد .. ثم نطق بآخر شئ يتوقعه الجميع وكأنه لم يكتفى بماقال وصرخ بأعلى صوت له لكنه وقع على الجميع كالصاعقه:
-الهانم جابت بنت من الحرام ونسبتها ليه وكانت فكره انى هفضل مغفل طول عمرى....
*صمت الجميع وكأن على رؤسهم الطير لم يتحرك من جسدهم سوى عيونهم الجاحظه والتى أتجهت نحو تلك الجالسه على الاريكه أمامهم ثم تحولت إلى ذلك الواقف أمامهم وينظر لهم بتشفى...
-لم يقطع ذلك الصمت .سوى تلك الصرخه التى.دوت فى أرجاءالمنزل وبقوه من قسوة ماسمعت :
كذ.اب .......كذاب .....خرجت منها بقهر فهى لم تتوقع ابدا فى أسواء كوابيسها سماع تلك الكلمات.
*. ياااااالله هل ما أظنه صحيح ام أنه تخيلات نظرت تجاه أمها فوجدتها هناك واقفه و هى من نطقت بتلك الكلمه.... رغم دموعها المنهمره وأحساسها بالصدمه من هول ما سمعت إلا انها فرحت كثيرا لسماعها صوت والدتها بعد كل تلك السنوات... أما سميه ففسرت تلك النظره من أبنتها خاطئه فهى قد أعتقدت بأن آلاء صدقت ماقيل عنها... لذا أسرعت نحوها وأخذت تهزها برفق وهى تهتف بنبره يكسوها الحزن : آلاء أنتي صدقتى والله العظيم يا بنتى كذاب كذاب أوعى تصدقى (كانت تتحدث بهستيريا )
-أهدى ياماما أنا مصدقاكى وعارفه ان حضرتك لا يمكن تعملى حاجه زى دى...
*تحدث بقهر وكانت كلماته قاسيه جدا كحد السكين:
لا عملت يابنت الحرااااااام ....
أمك بعد ما أدتها كل شئ تتمناه اى ست مكانها... بيت ،، فلوس ،، حب ،، أهتمام ورعايه )فى الاخر كأفئتنى بأنها خانتنى ونسبت لى بنت مش بنتى ...جابت بنت من عشيقها فى الحرام ولبستهالى...
-تجمدت يديها قبل ان تصل لاحتضان والدتها من قسوة كلماته ....... -أخرج بره بيتى يلا(صرخ بها مصطفى)
كان عبدالرحمن فى عالم أخر لم يعرف من يصدق أما ساندى الصغيره لم تفهم اغلب كلامهم فأنزوت فى ركن فى آخر الغرفه تبكى وهى ترتجف برعب....
-قال خالد: ياعمى كلامك دا أتهام كبير وخطير جدا ومحتاج دليل قوى كمان ..
-هتف عبدالرحمن بعدما أفاق من شروده لكن صوته كساه التيه : فعلا فعلا لازم دليل قوى رغم انى بردو مش مصدق آن امىتعمل كده....
-عبدالرحمن خرج أبوك من هنا قبل ماأفقد أعصابى..
-أستنا يا مصطفى أحنا لازم نبرئ ماما من أتهام خطير زى ده فا لو سمحت يا ممدوح بيه لو عندك دليل نقدر نصدقه فياريت تقولنا عليه يأما لو معندكش حاجه أتفضل أطلع بره وأنسى ليك أبن...
-عندكم حق أتهام زى دا لازم له دليل قوى وملموس كمان ...أنا أكيد مش مجنون علشان أتهمها بحاجه زى دى من الباب للطاق.....
شردقليل يتذكر آلمه الذى أخفاه عن الجميع... أوجاع ماضيه ،، جراحه التى مازالت تنزف رغم مرور كل تلك السنوات عليها لكن تأبى الجروح ان تلتئم وها قد أتى اليوم الذى ستحدث فيه ولاول مره بحياته ....(فلاش باك)
عاد بذاكرته لذلك اليوم الذى رأها فيه وهى تخرج من أحدى الشقق فى العماره التى يسكنون بها. حينما كان عائد من العمل فى وقت متأخر من الليل قطب حاجبيه بريبه عندما رأها تتسحب على أطراف أصابعها عندما فاجأها صوته المتسأل عن ماذا تفعل عند جيرانهم فى مثل هذا الوقت.... شهقت بفزع وهى تراه أمامها فتلعثمت وأخذ جبينها يتصبب عرقا... فأعاد السؤال عليها مره آخرى : بتعملى ايه هنا ياسميه فى وقت زى ده؟!
أجابته بتوتر معللا بأن صديقتها مريضه وطريحة الفراش فأضطرت ان تبقى بجوارها حتى تتحسن رغم انه لم يقتنع إلا أنه وئد هذا الشعور وهز رأسه بإيجاب ثم قاما بالذهاب للمنزل سويا.... دلف للمنزل فلم يجد صوت لاى من الصغار فتسأل فأخبرته بأنهم يغطون فى نوم عميق...
دائما ما كان يشعر بأنها تتغير من ناحيتة خاصا منذ ولادة ابنتهم الصغره قل أهتمامها به رغم ذلك أقنع نفسه بأن ذلك رغم عنها وأيضا لم تفقد أهتمامها نهائيا لذلك فاليتحمل...
ذات يوم كان خارج للعمل فراء صديقه بالعماره فقام بالقاء السلام عليه وصافحه وأخذ يتسائل عن أحوال عائلته و انهى كلامه بتمنياته لشفاء زوجته فأستغرب الاخر...
مالها مراتى ماانا لسه سايبها كويسه!
قطب الاخر جبينه بشك ثم هتف قائلا:أصل انا سمعت أن مراتك تعبانه
هز الاخر رأسه بنفى : لأ هى كويسه الحمدلله....
اخذ يتسأل لما كذبت عليه زوجته...
تدارك نفسه قائلا : يبقا انا سمعت غلط معلش
ردعليه الاخر : لأ ولأ يهمك.. سلام..... ثم ذهب كلا إلى سيارته ليذهب إلى عمله..
ظل الموضوع فى باله وأكثر مايحيره لما تكذب عليه زوجته فلا بد من ان الامر جلل... لذا قرر الصمت لحين ان تأتى هى وتخبره... **********
مرت أيام وأسابيع ولم تأتى هى لتخبره وهو قد نسى الامر...
إلا انخ ذات يوم كان فى عمله.. كان يصب كافة تركيزه على الورق الذى امامه ألا ان اتى له أتصال من رقم مجهول يخبره فيه بالنص... بأن زوجته المصون سميه كانت تتوجد فى مطعم (............‘‘)مع أحد جيرانهم والذى يكون أعز أصدقائه ويجلسون جلسه رومانسيه... سبه ممدوح بأبشع الالفاظ التى عرفها يوما وقام بالدفاع عن زوجته وعن صديقه أيضا ،، فرد عليه الطرف الاخر بأنه ان لم يكن يصدق مايقول سوف يبعث له الدليل القاطع فور ان يغلق معه وبالفعل عقب ما أنهى الاتصال دخلت السكرتيره وأعطته الظرف قام بفتحه ليرى زوجته سميه مع صديقه وهما يقتربان من بعضهم البعض حد التلامس الشديد وينظران لبعضهم البعض بنظرات تجعل من ينظر للصور لاول وهله يجزم بأنها نظرات عشق وخجل ....نظر للواقفه أمامه سألها بغضب شديد : مين أداكى الظرف دا... * ردت عليه : دا واحد يافندم عطا هولى ومشى علطول.... امرها بالانصراف.. وفور خروجها... أرتمى على كرسيه بقوه وهو يشعر بأنه قد طعن ألف طعنه غدرا فى أن واحد شعر فجأه بأن الهواء يتناقص من حوله وبدأ يشعر بالاختناق الشديد... حل رابطة عنقه ثم فك أولى أزرار قميصه ليتنفس رويدا رويدا حتى أحس بأنه يستطيع التنفس بصوره طبيعيه... كل ما كان يجول بعقله كيف لزوجته ان تخونه وكيف جاءت الجرأه لكليهم ليفعلو به هكذا ثم أخذه الكبرياءوحدث نفسه قائلا) بل من الاحرى كيف تخونه أمراءه...
نعم بيننا خلافات ،، مشاكل ،، نفترق ونعود مثل أي أسره...
بل هى من ان تحمد ربها لانه قد بقى معها للان برغم أبتعادها عنه بسبب الاولاد ...
*أفاق من شروده على صوت هاتفه الذي كان ينير بأسم زوجته تصلبت معالم وجهه ثم تنهد بقوه وأزاح شيطانه وقرر ان يسألها اين كانت ويجب ان يذهب بنفسه ليتأكد من صحة الصور....
*أنقطع رنين الهاتف وعاد مره أخرى برنين متواصل ...أجلىصوته ثم أجاب بنبره رجوليا هادئه أصطنعها :
آلو.. أيوه ياسميه عامله أيه..
-الحمدلله...انت راجع من الشغل أمتى ؟
-قطب جبينه بشك ثم أجاب: ساعه وجاى ليه؟
-لا أبدا علشان ألحق اجهز الغداه...
-أدعى الامبالاه وهتف : اها.... انت فى البيت ولا بره
-انا.... انا فى البيت ياحبيبى ليه فى حاجه؟
-لا.. بسأل عادى ...يلا سلام بقا علشان أخلص الشغل وأجى...
-سلام.... ألقى بهاتفه بعيدا ثم أخذ يظفر على مهل لا يعرف ماذا يفعل... عقله يخبره بأن لايتسرع بالحكم عليهم وان يأخذ أحتياطاته جيدا ويتابعهم عن قرب ويشاهد تصرفاتهم لذلك أهداه عقله لاخذ أجازه من العمل لمده معينه... قام من على كرسيه ببطء ثم ذهب لدخول الحمام لكن قبل ان يدخل قام بوضع الصور بالحقيبه التى يضع بها أوراق عمله... جلس دقائق بالحمام وبعد ان أستعاد نفسه خرج ثم أخذ حقيبته وسترتة بدلته وذهب لمنزله.... ***********
بعض مرور بعض الوقت. دخل الى الشقه وجد الهدوء يعم أركان المنزل فذهب للمطبخ يبحث عنها وجدها هناك تعد الطعام بهمه ونشاط ألتفتت له عندما شعرت به وأبتسمت بحب ثم قالت له بأن يغير ثيابه لاخرى مريحه حتى تنتهى من وضع الطعام على المائده... ففعل مثلما قالت له ثم أخذ الحقيبه وذهب لغرفة المكتب وأغلق الباب خلفه وقام بفتح أحد الادراج ثم فتح الحقيبه ليخرج الظرف الذى به الصور لكنه لم يجده فأخذ يبحث فى الحقيبه عدة مرات لكنه لم يجده حتى كاد يجن أين يمكن ان يكون ذلك الظرف... زفر بضيق و:
-يمكن نسيته فى درج المكتب أوف هبقى أروح أجيبه بعدين....
خرج من المكتب فوجدها أعدت المائده لتظهر من أحسن مايكون.. ووجدها متأنقه على غير العاده فكانت تترك شعرها على ظهرها لينسدل بحريه ويتحرك بفعل نسمات الهواء التى تأتى من الشرفه المفتوحه. وكانت ترتدى غلاله رقيقه للغايه باللون الاحمر القانى.. سحر من هيئتها تلك لكنه أستغرب فى نفسه منذ متى هذا التغير هل مثل..... لكنه أفاق من شروده على صوتها وهى تدعوه لتناول الطعام ...وقضو الليل فى هدوء والتحدث فى بعض المواضيع وكان يتنظر ان تقع بلسانها لكنها كانت تتحدث بطريقه عاديه.... وانتهى اليوم بكل ما حمله من أسرار
**************************
مر شهر وهو يراقبهم لكن كان التعامل بينهم فى حدود والالتزام بالاخلاق والادب ...وأكثر ما حيره هى تلك الصور الذى بحث عنها كثيرا فى مكتبه ولم يجد لها أي أثر....
وفى أحدى الايام جاء ذلك الصديق يخبره بأنه مسافر هو وعائلته إلى الخارج لايجاد فرص أفضل للعمل هناك والطموح فى حياه أفضل هناك.. ولانه كان يعلم بأن صديقه ذلك كان دائما يطمح فى عيشه أفضل لم يستغرب الامر لكن كل ماتعجب له هو قرار السفر في يوم وليله هكذا.....
*****************
ثم بعد مرور عام تلقى الضربه القاضيه التى قضت على الاخضر واليابس.. عندما ألتقى بأحدهم لم يصدق عيناه ....عادت له ذكريات تلك الايام الخوالى فابتسم وأقترب لكن عندما ألتقت العيون... كانت هناك عيون مبتسمه وعيون مرتبكة متفاجأه او ربما أعتقد ذلك....
*ثم أخذ يتسائل عن سبب ذلك الاختفاء ولما يشعر بالخوف فى تلك العيون التى أمامه ...حينها سمع تنهيده قويه خرجت من أعماق روحها وذهبو لبجلسو فى أحدى الاماكن العامه... وأخذ يمطرها بالاسئله مثل أين كانت ولماذهبت ولما ظهرت فجأه ..
أجلت صوتها ثم أخذت تتحدث بتوتر: أنا.... انا مشيت علشان مصلحة الكل
قطب جبينه وتسائل عما تقصد فبدأت بالبكاء وأخذت شهقاتها تعلو شيئا فشيئا مما أثار أندهاشه وأخذ يهدئهاحتى سكنت تماما وأخذ يلح عليها حتى تخبره مابها... لكن ليته لم يصر على رأيه فانها زلزلت كيانه مجددا...
*هتف فيها بصوت مرعب : انتى متأكده من الى بتقوليه ؟
*هزت رأسها بإيجاب ومازلت الدموع عالقه بأهدابها.
-انتى عارفه لو كلامك دا كذب هعمل فيكى أيه...
اجابته قائله بثقه : و أنا جاهزه لاى عقاب
*تماااااااام......
************
لم ينم ليلتها وكان يدخن بشراها يريد ان يقتلها.. ان يشرب من دمائها.... ان يشوه وجهها حتى لا يتعرف عليها أحد... كانت تلك الافكار تموج فى رأسه لكن مهلا( ان غدا لناظره لقريب )
كان يشعر بأن ساعات الليل تلك تمر عليه ببطء شديد حتى أعلنت الشمس عن بزوغها وأنارت الكون بأشعتها...
أستيقظت (سميه) فى الصباح لتجده يقوم بأرتداء ثيابه مستعدا للخروج فأستغربت لانه أخبرها منذ يومان بأنه سيأخذ ذلك اليوم عطله للتنزه مع الاطفال فقامت بسؤاله عندها رد عليها بأقتضاب بأن لديه عمل هام... بعدما خرج من الغرفه اتجه للغرفه المجاوره لدقائق ثم خرج من المنزل......
بعد خروجه من المنزل أجرى أتصال بتلك التى قلبت حياته رأسا على عقب وأتفقا ان يلتقيا بعد ساعه عند (...........)وبعدماألتقيا وأنهو مهمتهم....
- هتفت قائلا :بكره تتأكد من كلامى
-رد عليها بإيجاز : أما نشوف عن أذنك ...... وذهب كلا فى طريقه
بعد يومان أتصل بها فرد عليه شخص ما وأخبره بأن صاحبة هذا الهاتف قد لاقت حتفها فى الصباح أثر صدمتها بأحدى السيارات وهى تعبر الطريق.... أنهى الاتصال وهو يشعر بتيه شديد وغصه مريره فى حلقه لحظات وأعلن الهاتف عن أتصال يذكره بأن موعد الاستلام اليوم
ذهب فى المساء إلى ذلك المكان وقلبه يخفق بشده ويتمنا من الله أن يكون كلامها خاطئ
لكن دائما تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن.... وكانت النتيجه صادمه.... و عند تلك النقطه أخذ صدره يعلو ويهبط
(باك)
عبدالرحمن :بابا ممكن تهدا..
نظر له بأعين زائغه ثم أخذ يتنفس ببطء شديد
-سأل مصطفى بتهكم : أيه بقا الى حصل خلاك متأكد ان آلاء مش بنتك ومين الست الى حكيت عنها بأنها فتحت عنيك ؟
*الست دى قالتلى ان آلاء مش بنتى وانها بنت صاحبى دا و ان سميه خاينه وانها شافتهم أكثر من مره مع بعض وسمعت سميه بتقوله بأن آلاء بنته هو وهى خايفه انى اعرف الموضوع وكمان هى الى بعتتلى الصور وبعدها قررت تسافر بس ضميرها وجعها لانها ماقلتليش الحقيقه كاملا فقررت ترجع تانپ وتشوف حصل إيه ولما قابلتها صدفه وأصريت عليها أنها تقولى هى مشيت ليه فجأه حكت الحقيقه بأن آلاء مش بنتى.....
-خرج السؤال مستهزء: وانت ببساطه صدقت مش يمكن تكون كذابه (كان ذلك صوت عبدالرحمن)
-لا طبعا ....لكن مكنش فيه غير طريقه واحده أكتشف بيها الكذب من الصدق...
نظر له الجميع بترقب عدا تلك الجالسه فى شرود منفصله عن الواقع تماما.....
-أيه هو بقا ؟
أخرج من جيبه ورقه مطويه دائما ما يحتفظ بها ويبدو عليها القدم وقال: دى
-رد مصطفى بحذر : أيه دى ؟
*داتحليل البصمه الوراثيه ( )بيثبت حقيقة كلامى....
خلت الغرفه من الاكسجين وكانو جميعا ينظرون لتلك الورقه وأول من أخذها لقراء ما دون فيها عبدالرحمن الذى تسمر مكانه وسقطت الورقه من يده
-أمال مصطفى بجزعه ليلتقطها وقراءة مافيها ثم أخذ يعيد قرائتها ثانيا وثالثا.... فسحبتها منه آلاء بقوه وطالعتها بأعين زائغه ودموعها هى الوسيله الوحيده للتعبير وكلمه واحده تتردد فى أذنها (بنت حرام ،، بنت حرام)....
ودون وعى منها ناولتها لخالد الذى أستغرب فعلتها تلك وقرء مافيها لكنه كان الواعى بينهم لذلك قال: طيب حضرتم عملت التحاليل دى أزاى؟
-زى الناس
-ردمصطفى بعصبيه: زى الناس أزاى .....يعنى أزاى أخدت آلاء وعملت التحاليل وهى مش فاكره حاجه ؟
-نظر له نظره مرعبه وكارهه ثم قال: أنت بالذات متتكلمش ثم وجه كلامه لخالد: التحليل دا بيتعمل بأكثر من طريقه ومنهم الشعر.... فأنا وأنا رايح أعمل التحليل دخلت أوضة الاولاد وأخدت شعره من آلاء وهى نايمه بس كده....
أستغرب مصطفى من رده عليه (لما أنا بالذات)
*طيب وبعد ما عرفت (تسائل عبدالرحمن بغباء)
*حجزت تذاكر الطياران لياوليك وأخدتك وسافرت
كانو فى حيره من أمرهم من يصدقون... ممدوح والورقه أم سميه ودموعها)
شعرت آلاء بأن قدمها خانتها ولم تعد تتحمل الوقوف فسقطت على الارض فى صمت تام إلا من دموعها نظر لها خالد بشفقه ويشعر بقلبه حزين عليها ولم يعرف ماذا يفعل لها..
تحاملت سميه على نفسها وحاولت أخراج صوتها ثم ذهبت تجاه ابنتها فهى ماتهمها من بين الجميع ويجب ان تثبت برائتها .....نزلت لمستواها وأمسكت بيدها.. خرج صوتها مبحوح : آلاء يابنتى والله العظيم كل الكلام كذب والله كذب
نظرت لها آلاء بتيه فهى كانت فى عالم آخر ولم تتكلم بحرف واحد ثم أغمضت عيونها بألم واضح....
-شعرت سميه بنغزات قويه فى قلبها وعلى مايبدو بأن آبنتها تصدق ماقيل رفعت بصرها تجاه ذلك البغيض وجدته يطالعها بكره وغضب فحولت بصرها تجاه الاخرين وجدتهم ينظرون لها بأتهام لم تتحمل الامر فصرخت بأعلى صوت لها : كذاب كذاب ياممدوح
لو أنت راجل قولى مين الست دى ومين صاحبك الى انا خنتك معاه.....
-نظرلها بلا مبالاه و: الست انتى متعرفيهاش وبعدين انتى هتستعبطى هو فى واحده متعرفش عشيقها هههه...... قال أخر كلاماته بسخريه)
-وجع قلبها وآلمه يتزايد وشعرت برأسها سينفجر لكنها تحاملت وقالت له بثقه وتحدى ان ينكر : الست دى يبقىأسمها زينات صح ؟.......*نظرلها بصدمه... ياااالله كيف عرفت أسمها...
*شعرت برأسها تدور وتتثاقل والارض تميد بها وفجأه ظهرت أمامها سحابه سوداء ظلت تسحبها رويدا رويدا إلى ان أستسلمت لها وسقطت مغشيا عليها)
أفاقو من شرودهم على صوت أرتطامها بالارض فأسرعو إليها وحاولو جاهدا أيفاقتها عن طريقه نثر الماء على وجهها أو بالعطر لكن لم ينجح الامر....
اما بطلتنا لم تفق سوى على يد قويه تهزها وتلك اليد كانت يد خالد
-آلاء فوقى مامتك أغمى عليها عندما سمعت تلك الكلمات بدء عقلها يستوعب الامور وفاقت لنفسها ثم أسرعت لامها.. تستنجدها... وترجوها ان تفيق لكن مامن مجيب أخذت دموعها تنهمر بغزاره لكن سرعان ما أضاء عقلها
ماما فوقى بالله عليكى... أرجوكى ياماما ماتسبنيش لوحدى.... ماما... ماما....
تذكرته قائله: حازم أتصلو بحازم ثم أخذت تبحث بهستيريا عن الهاتف حتى وجدته وبحثت عن أسمه حتى وجدته فضغطت على زر الاتصال وأنتظرت هى أجابته بلهفه
*************
كان فى المشفى يجلس فى أستراحة الاطباء ممسكا بكوب من القهوه وكان شارد كالعاده ولم يفق سوى على صوت هاتفه.... نظر له فوجد أسمها يضئ هاتفه لم يصدق عيناه أعتقد بأنه يتخيل فأغمض عيونه وفتحها فوجد الاتصال
مازال موجود و فرد عليها بلهفه وشوق : آلو... أذيك ياآلاء
********
ردت عليه بنبره مرتعشه :
أيوه يا يا حازم ألحقنى
*خفق قلبه بشده خوفا على حبيبته وجاءت العديد من الافكار السئيه والمكروها وظنها قد حدثت لها
-رد بتوترو قلق : مالك ياآلاء فى أيه ؟
-ماما ماما يحازم مغمى عليها آلحقنى.... ثم سقط الهاتف من يدها بسبب أرتعاشها...
-الو الو آلاء
أخذ مصطفى الهاتف وتولى البقيه ..
رد مسرعا: أيوه يا حازم انا مصطفى طنط سميه مغمى عليها ومش بتفوق ممكن تيجى تشوفها بسرعه....
*بص يا مصطفى هاتها بسرعه المستشفى وانا مستنيك هناك لان المستشفى مجهزه وأفضل من البيت. (ثم أضاف) هبعتلك الاسعاف...
-لأ لسه هستنى الاسعاف.... انا هجيبها بسرعه المستشفى أحسن...
-طيب أنا فى أنتظارك
***********
يلا ياجماعه هنوديها المستشفى وحازم منتظرنا هناك...
قام عبدالرحمن ومصطفى بحملها حتى السياره وللعجب ذهب ورأهم ممدوح...
ثم قامت آلاء مسرعه بالذهاب خلفهم لكن أوقفها صوت خالد الغاضب يتسأل : آلاء .. نظرت له بتسائل وهى ذاهبه
فأكمل قائلا : انتى هتروحى المستشفى كده ثم أشار على ملابسها تلك ردت ببكاء : مش مهم أنا عاوزه أطمن على ماما... عاوزه ألحقهم ..
هتف قائلا بحنان : أطلعى بسرعه ألبسى وأنا هستناكى..... نفذت أومره فهى لم يكن لديها نفس للجدال والمناهده فذهبت مسرعا للاعلى وألتقطت اول شئ رأته عيونها وكان أسدال الصلاه فأرتدته وركضت للاسفل...
اماخالد لم يكن يعرف لما شعر بالغضب من خروجها هكذا لما لا يريد لاحد ان يراها بذلك الشكل رغم انها كانت ترتدى حجابها (جل مايعرفه بأنه لم يكن ليدعها تخرج بذلك الشكل) أفاق من شرودة على صوت بكاء الصغيره ساندى التى نسيها الجميع تماما فذهب تجاهها وطمئنها حتى هدأت... ثوانى ونزلت آلاء ونادته بتعجل ودموعها لم تنشف بعد بل كانت تتزايد....
-يلا أرجوك
-حاضر... ثم خرج ثلاثتهم إلى السياره وتوجها إلى المشفى....
-خالد بتساؤل :العنوان أيه؟
-آلاءبأرتعاش : العنو.. ان
-هتف بحنان: أهدى أرجوكي هى هتكون كويسه ان شاء الله
-يارب.... يارب .العنوان(................)
*تمام... ثم أسرع حتى يصل للمشفى..................