رواية أخباءت حبه الفصل الرابع عشر 14 بقلم محمد ابو النجا


 رواية أخباءت حبه الفصل الرابع عشر بقلم محمد ابو النجا  

بكلمات وصوت قوى يقترب
حسان أكثر من فراش محمود 
قائلاً : لقد بحثت عنك وسألت
وعلمت عنك الكثير..
أبوك كان يعمل حلاق أصيب
ومات منذ خمسة أعوام
بمرض خبيث..
لديك أخت وحيده اسمها
(سمر)
هى كل عائلتك ...
موظفه في شركة لبيع 
مستحضرات التجميل...
تزوجت منذ عام ونصف...
ولديها طفله صغيره..
لقد ساعدتها كثيرًا لكى 
تزوجها..
وكنت نعم الأخ..
لكنها قامت بشراء أجهزة 
قبل زواجها ...
وكانت على أمل تسديد تلك 
الأقساط..
لكن للأسف بعد حادثة زوجها
وكسر ساقه وتركيب شرائح..
واستغرق ذلك شهور...
جعلها لا تستطيع تسديد 
الأقساط..
وأصبح كل ما تحصل عليه 
يكفى بالكاد مصاريف البيت.  
محمود فى تعجب : 
أنا فى غاية الدهشه من 
حديثك الذى لا فائدة منه...
كلها اشياء يمكن لأى شخص 
أن يعرفها عنى...
حسان بلهجه حازمه : 
لكنك لا تعلم بأن تلك
 الشيكات التى قد وقعت 
عليها أختك الآن فى حوزتى..
وملكى..
لقد حصلت عليها بطريقتى..
ويمكننى أن أقوم الآن
بسجنها...
أرتجف جسد محمود مع جملته 
وهو يكمل حديثه فى حدة : 
والآن عليك الإختيار
ما بين زواج ابنتى...ساره 
أو أن أقوم بسجن أختك سمر ..
وصدقنى أنا لن أتردد فى
فعل ذلك ...
سأحقق أمنية ابنتى مهما 
كان الثمن...
ولن أرحم أحد...
يسود صمت طويل بينهم 
حتى قطعه محمود فى صوت
خافت : حاج حسان
هل تظن أن بطريقتك هذا 
ينجح الزواج ...؟
أنت تجبر شخص أظلمت الدنيا
فى وجهه وضاع منه كل شىء
أن يتزوج من فتاة لا يعرف
عنها سوى اسمها ..
تجبره فى وقت غير ملائم..
أو مناسب..
صدقنى ...
أنت مخطىء...
أنت بذلك تحطم حياة 
ابنتك..
أنا لن أكون الزوج المناسب
 لها...
حتى وإن كان ما تبقى لها 
من العمر عام واحد ...
ستعيشه فى تعاسه..
لن أعطيها أى شىء...
لن أحبها...
حسان بلهجه حاده : 
حتى وإن كان هذا ...
سأحقق لها ما طلبت 
دون أن تقول ...
محمود فى تعجب :
معنى هذا أنها لم تطلب
الزواج منى ..!
ينفى حسان : لا..
لكن هذا لا يمنع أنها تتمنى..
محمود بصوت خافت :
لقد أخطأت يا سيد حسان
كان لابد من سؤالها قبل 
مجيئك ...
ربما لم تقبل هى الزواج منى ...
مط حسان شفتيه :
على كل حال سأعطيك
يومين لتفكر...
وتتخذ قرارك...
وأنا سأقوم بسؤالها...
رغم انى على يقين بقبولها...
سأعود إليك فى منزلك 
بعد يومين..
محمود فى تعجب يردد :
منزلى...!
حسان بلهجة سريعه :
 بالطبع..
لقد سألت طبيب هنا..
وقال بأنك قد تجاوزت 
مرحلة الخطر..
وربما بعد يومين تخرج
من هنا...
وسيكون بيننا موعد ..
ولقاء آخر...

******
(ما اسمعه وما تقوله لا استطيع 
إستيعابه أو تصديقه...!!)
نطقت ساره جملتها أمام أبيها
الحاج حسان داخل حجرتها
وهى فى قمة الدهشه
 والذهول ...
ساد الصمت لبرهة ثم عادت
تقول فى حيرة : لقد 
عاتبتنى بشدة ..
ووبختنى ..
وأقسمت بأنى لن أخرج
من باب المنزل..
وسأتزوج الرجل الذي تريده
أنت...
وسترغمنى رغم أنفى..
الآن تقول بأنك تريد
منى الزواج من محمود ...!
وبعد أن أحترق..!!
وتشوه..!!
وبعد أن أصيب بالعمى...!
ثم عادت تتنهد وهى تشيح
بيديها : أنا لا أستطيع
إدراك وفهم ما يحدث...!
هناك لغز لا أستطيع 
تفسيره...!
فى أول الأمر أعتقدت بأنك
تسخر منى...
لكن من الواضح بأنك بالفعل
تنوى أن تزوجنى محمود ..
أبوها فى لهجه حاده : 
ألم تعترفى يومًا
 بحبك له من قبل وبكل 
صراحه أمامى..؟
أومأت ساره برأسها :
بلى ..
أبوها فى حدة : 
وأنا حققت لك الحلم ...
حلم الزواج من حبيبك...
وسيتم الزواج في الوقت
القريب ..
القريب جدًا...
وغادر بعدها الحجرة ..
وأغلق الباب وراءه ..
لتعود بظهرها وتلقى 
بجسدها فوق فراشها..
تتطلع لسقف المكان...
وتشعر برغبه ممزوجه 
ما بين السعاده والحزن..
الفرح والدموع ..
عاجزه عن تفسير ما يفعله 
أبيها...
لقد صدق بقوله تحقيق 
حلمها بالزواج من محمود
الذى تعشقه رغم كل
 ما حدث له..
ولكن لماذا يفعل ذلك أبوها
الآن..!
لماذا تبدل بهذا الشكل...!
حتى أسلوبه ومعاملته..
وطريقته أصبحت لطيفه..
لقد توقف عن قسوته فجأة.. 
لماذا..!
إنه لشىء مريب..
مريب إلى أقصى حد ..
فجأة تشعر ساره وتسمع 
صوت إرتطام غريب 
فى شرفة منزلها...
يخفق قلبها وهى تعتدل
بجسدها لترى تلك الورقه ..
تقترب وتلامسها...
وتحملها بين أصابعها..
لقد كانت ورقه داخلها
حجر صغير يساعد فى 
ضربها بقوة نحو الأعلى...
من فعل هذا...!!
لقد أوشكت الشمس على 
المغيب...
تخطو بسرعه تنظر من أعلى
نحو الشارع الخالى..
لامست الورقه وفتحتها..
لتنتبه إلى تلك المفاجأة
المذهله ...
لقد كانت الورقه يتوسطها
كلمه واحده ..
أحبك..
تلك الكلمه التى كانت تكتبها
يومًا إلى محمود أسفل
باب ورشته...
لقد ألقى أحدهم لها بورقه 
مثلها...
تحمل نفس الكلمه ...
وصرخت ساره 
داخلها بكل أنواع
الذهول..
والحيره..
والصدمه...
والجنون...

تعليقات



×