رواية نيران ظلمه الفصل الرابع عشر
=كده انتى جدعة...تعالى
ثم جذبها متوجهاً بها نحو سيارته اخذت تتبعه حياء بخطوات بطيئة متهالكة وهى تشعر بروحها تكاد تغادر جسدها لكنها تحسست ببطئ جيبها الخلفى لتتأكد من وجود رذاذ الفلفل الذى كانت قد وضعته فى وقت سابق بجيبها عندما هاجم داوود سيارتها ظلت تتبعه ببطئ لكنها فور ان رأته توقف امام باب سيارته يخرج هاتفه الذى اخذ رنينه يصدح فى ارجاء المكان و هو يسب انتهزت فرصة انشغاله فى هذه اللحظات القليلة و اخرجت من جيبها على الفور بخاخ رذاذ الفلفل واضعه اياه امام وجه داوود مباشرة خاصه امام عينيه ضاغطه بيد مرتجفه فوق رأس عبوة الرذاذ لينطلق منه السائل الحار و يملئ عينين داوود الذى اخذ يصرخ بقوة متألماً واضعاً يده فوق عينيه قامت حياء بدفعه بقوه نحو باب سيارته ليرتطم جسده به بحدة مما جعله يصيح بشراسه وهو يسب و يلعن اياها
= يا بنت الكل....و دينى ما هرحمك..هموتك يا ب...........
لكن حياء لم تنتظر سماع باقى جملته ركضت سريعاً نحو سيارتها تجر ساقها المصابه و هى تلهث بالم لكنها تجاهلت هذا الالم صاعدة الى سيارتها تنطلق بها بسرعة جنونيه مبتعدة عن داوود الذى كان لايزال ملقياً بجانب سيارته يخفى عينيه بين يديه و هو يصيح بالم...
ظلت تقود السيارة بسرعة جنونية نحو شركة عز الدين و هى تنتحب بشدة حتى اصبحت الرؤية امامها ضبابيه فكادت ان تصطدم اكثر من مرة بالسيارات المحيطة بها لكنها لم تهتم فكل ما كان يهمها هو عز الدين فهى لن تستطيع ان تحيا بدونه...
فور وصولها الى الشركة هرولت مسرعة نحو المصعد حتى يصلها الى الطابق المتواجد به مكتب عز الدين و فور ان انفتح المصعد به ركضت حياء دون ان تعير اهتماماً الى قدمها المتألمة او الى صياح راما سكرتيرة عز الدين التى كانت تحاول منعها من الدخول الى مكتبه لكن حياء قامت باقتحام الغرفة بعد ان تجاوزتها...
لتشعر بكامل جسدها يكاد ينهار حيث اصبحت قدميها كالهلام غير قادرتان على حملها اخذت تشهق منتحبة بقوة فور رؤيتها لعز الدين جالساً خلف طاولة الاجتماعات مع عدد من الرجال لكنها لم تكترث اليهم فكل ما كان يهمها هو ركضت نحوه متجاهله الالم الذى يعصف بساقها انتفض عز الدين واقفاً بفزع فور رؤيته لها بتلك الحاله يهتف اسمها بقلق لكنها ارتمت عليها تدفعه للخلف بقوة محاولة ابعاده عن النافذة التى كانت خلفه مباشرة احاطها عز الدين بذراعيه محاولاً تهدئتها لكنها استمرت فى دفعه بهستريه صاح عز الدين بغضب وهو يلتفت نحو جميع من بالغرفة حيث كانوا واقفين يشاهدون انهيارها هذا كانهم يشاهدون مشهد من فيلماً ما..
=براااا...كله يطلع براااا
انصرف الجميع يغادرون الغرفة سريعاً بخطوات متعثرة ذعرة
التفت عز الدين اليها فور تأكده من خلو الغرفة شاعراً بقلبه يقصف برعب و هو يراها بتلك الحاله من الانهيار تمتم بصوت قلق حاد
=حياء مالك... ايه حصل فاهمينى؟!
لكنها لم تجيبه وظلت تدفعه بهسترية فى صدره متمتمه بكلمات غير مترابطة من بين شهقات بكائها وهى تنظر بهلع نحو النافذة التى خلفه
=ابعد ...ابعد علشان خاطرى...
احكم قبضته فوق يديها التى كانت لاتزال تدفعه بها محاولاً تهدئتها متمتماً من بين انفاسه اللاهثه
=اهدى و فاهمينى براحه حصل ايه..؟!
لكنها لم تستمع اليه انهارت جالسة فوق الارض تجذبه معها بقوه حتى سقط بجانبها احاطت جسده بذراعيها تضمه اليها بحمايه و هى تمتم بذعر من بين انتحابها
=ابعد عن الشباك علشان خاطرى ...ابعد عن الشباك
رفع عز الدين رأسه محرراً اياه من قبضتها ثم احاطها بذراعيه جاذباً اياها بقوه اليه محاولاً تهدئتها
اخذت تشهق باكية تتمتم باسمه كانها تعويذة اخذ يربت على ظهرها محاولاً تهدئتها لكنها اصبحت تبكى بهستريه اكبر مما جعله يهتف بنفاذ صبر محاولاً اخراجها من حالتها تلك
حتى يعلم ما الذى اصابها شاعراً بالدماء قد جفت بجسده من شدة القلق
=حياااااء....
انتفضت فى مكانها فازعة تنظر اليه باعين متسعه دامعه كانها قد استيقظت لتوها من كابوس مرعب
مرر عز الدين يده فوق وجنتيها بحنان يزيل الدموع العالقه بها
ثم تناول كوباً من الماء من فوق الطاولة واضعاً اياه بين شفتيه قائلاً
=اشربى و اهدى.....؟!
ارتشفت منه حياء بعض الرشفات ابعده عن فمها ببطئ قائلاً بهدوء يعاكس ما يعتمر بداخله
=ايه اللى حصلى بقى فاهمينى ؟!
تمتم حياء بتعثر و قد اخذت شفتيها بالارتجاف من جديد
=دا..داوود
تصلب جسده فور سماعه ذلك الاسم مبعداً اياها عن صدره بحده يضطلع اليها بعينين تلتمع بالسواد هاتفاً بخشونة
=ماله داوود ...؟!
تنفست حياء بعمق ثم اخذت تخبره بما حدث بدايه من اعتراضه لسيارتها و اقتحامها و اخبارها انه قد قتله و وضعه احدى القناصه فى المبنى المقابل لشركته
ظل عز الدين يستمع اليها وقد احتقن وجهه بغضب ولكن عند ذكرها محاولته لخطفها واخذها معه للخارج اشتعل كبركان ثائر من الغضب محكماً قبضته فوق الكوب الذى بين يديه و هو يزمجر بغضب فلم يشعر به الا و هو ينكسر بين يديه صرخت حياء مقتربه منه وهى تضطلع بذعر الى حطام الكوب بين يديه و هى تتمتم بلهفه
=عز ...حصلك حاجه؟!
حاولت مسك يده و فحصها لكنه ابعدها عنها منفضاً بقايا الزجاج من يده المنجرحة مزمجراً من بين اسنانه بغضب و هو ينتفض واقفاً بحدة
=ابن الكل....و دينى ليكون اخر يوم فى عمره
امسكت حياء بيده تجذبها بذعر وهى تتمتم بلهفة
=علشان خاطرى يا عز متقفش ...انزل هيقتلوك...
انخفض نحوها محيطاً وجهها بيديه قائلاً بحزم
=حياء كل شركاتى محاطة بازاز مقاوم للرصاص و استحالة اى حد يقدر يفكر يهوب ناحية اى شركة منهم...
ليكمل بخشونة و قسوة وقد احتقن وجهه بالغضب
=و دينى لأجيبه تحت رجلك...هخليه يتمنى الموت وميلقهوش...
ثم جذبها لتقف على قدميها معه لكنها اطلقت صرخة متألمة انحنى نحوها عز الدين بلهفه وهو يتمتم بقلق
=مالك فى ايه ؟!
هزت حياء رأسها تتمتم بصوت مرتجف و هى تشعر بالام ساقها تزداد خاصة وانها قد بذلت مجهوداً كبير عليها
=م...ممفيش
رفع رأسها اليه ينظر فى عينيها وهو يتمتم بصوت حاد عاصف
=الحيوان...ده لمسك..؟!
ارتجفت شفتى حياء هامسه له بصوت مرتجف وهى تشير نحو ساقها
=رجلى....
امسك قدمها سريعاً يرفع ساق بنطالها حتى ترأت له ساقها...
شعر بالضغط الذي قبض علي صدره يهدد بسحق قلبه فور رؤيته لساقها المكدومة بشدة
انتفض واقفاً مديراً اليها ظهره بصمت حتى يتمكن من اخفاء النيران التى اندلعت به حتى لا يخفيها تمتم بصوت حاول السيطره على ارتجافه
=عمل كده ازاى.. ؟!
همست حياء بصوت مرتجف باكى تخبره عن دهسه لساقها بحذائه....
تناول عز الدين هاتفه على الفور دون ان يستمع الى باقى حديثها
انتفضت حياء فازعة بشدة عند سماعها اياه يصيح بحدة
=تاخد كل الرجاله و تطلع على شركه داوود الكاشف...
ليكمل و هو يصيح بشراسة
=اتصرررف ...الكلب ده تجيبهولى ولو مستخبى تحت الارض.......
ليكمل بحزم وحدة
=تجبهولى حى...سامع يا ياسين حى
اغلق الهاتف ثم وقف يتنفس بعمق محاولاً السيطرة على الغضب المتأجج بداخله لكنه فشل فى ذلك فكلما ترأى الى مخليته مظهرها وساقها تدهس تحت قدم هذا الحقير السادى يشعر بالرغبه فى سحق عنقه بقدمه ..بالتأكيد تمتع وتلذذ بألمها كانت هذه الفكر اقوى من ان تتحملها طاقة استيعابه مما جعله يصيح بحده وهو يلقى الهاتف الذى كان لا يزال بين يده ليرتطم بالارض بقوه متحولاً الى عدة قطع منفصله ثم اطاح كل الورق والاجهزة التى كانت فوق الطاوله و هو يسب ويلعن بشراسه...لكنه افاق من غمامة غضبه تلك عندما سماعه صرخة الذعر التى انطلقت من حياء التفت اليها على الفور بوجه مظلم ليجدها تضع يدها فوق فمها تنتحب بصمت انحنى عليها يقبل جبينها عدة قبلات متفرقة قبل ان يحملها بين ذراعيه بصمت واضعاً اياها فوق الاريكة ثم اتجه الى الهاتف الذى فوق مكتبه يتمتم بصوت حاد من راما ان تحضر الطبيب الى مكتبه...
ثم اتجه بصمت يقف امام النافذة يتفحص جميع المبانى المحيطة بشركته بحثاً عن اى شئ غريب يلفت الانتباه لكنه لم يجد شيئاً..
ظلت حياء تراقبه وعو يقف بجسد مشدود من الغضب امام النافذة لكنها شعرت بالقلق عليه يتخللها عندما لاحظت عضلات ظهره المتشنجه من اسفل قميص بذلته
نهضت ببطئ تتجه نحوه و هى تجر ساقها المصابه حتى وقفت خلفه مباشرة تهمس باسمه بصوت منخفض
التفت اليها على الفور وه و يهتف بحدة تقشعر لها الابدان
=ايه قومك من مكانك...
اهتز جسد حياء بعنف كمن ضربته الصاعقه فور رؤيتها للنيران المحترقة بداخل عينيه و التى سرعان ما انقشعت فور ان لاحظ الذعر الذى ارتسم على وجهها
جذبها بين ذراعيه و هو يزفر بحدة محتضناً اياها بشدة فكلما تذكر ما تعرضت له على يد ذلك على الحقير و انه كاد يفقدها يشعر بغيمة سوداء تكاد تبتلعه فهو لن يستطيع ان يحيا دونها فقد اصبحت كل شئ بالنسبه اليه شدد من قبضته حولها يضمها اليه كانه يرغب بانه يدخلها بين اضلعه...
شعرت حياء بانها على وشك ان تختنق بسبب قبضته التى حولها لكنها تناست ذلك فور ان شعرت بجسده يرتجف بشدة بين ذراعيها ضمته اليها بحنان تربت برقة فوق ظهره بيديها محاوله تهدئته...
بعد عدة لحظات ابتعد عنها مولياً اليها ظهره مرة اخرى متمتماً بحزم
=ارجعى مكانك ومتتحركيش لحد ما الدكتور يجى
التفتت حياء عائده مرة اخرى للاريكه الاريكه دون ان تنطق بحرفاً واحدً متأمله بعينين متسعه دامعه جسده الذى كان ينبثق منه الغضب كبركان مشتعل...
كان داوود لا يزال راكعاً بجانب سيارته يشعر بنيران تحترق بعينيه ظل على هذا الحال اكثر من نصف ساعه حتى استطاع ان يفتحها ببطئ اخذ يتمتم من بين اسنانه بشراسه
=انا يتعمل فيا كده...والله يا بنت الكلب يا فا.... لهكون مطلع كل ده على جتتك و ما هرحمك فكرك علشان هربتى منى مش هقدر اجيبك تانى....
ليكمل بشراسة
=ما خلاص اللى بتتحمى فيه مات
و زمانه شبع موت...
اخذ يضحك بقوة جنونية و هو يشعر بلذة غريبه لم يشعر بها من قبل عند سماعه صوت صارخها المتألم فقد كان يزيد فى ضغطه بحذائه فوق ساقها. حتى يطرب اذنيه بصوت صراختها تلك ..
لكنه توقف قبل ان يتسبب فى كسرها فهو يريدها سالمه لحين سفرهم و هناك سوف يستمتع بكسر كل عظمة داخل جسدها الغض على حدة متخذاً كامل وقته فى ذلك...
خرج من افكاره تلك عندما صدح رنين هاتفه الذى لم يتوقف عن الرنين طوال النصف ساعه المنصرمه لكنه لم يستطع الاجابه وقتها بسبب عمى عينيه
اجاب سريعاً عندما رأى اسم متولى بشاشه الهاتف
=هااا كله تمام ...؟!
اجابه متولى من الطرف الاخر بصوت مرتبك
=ب..بصراحه يا باشا العمليه فشلت
شعر داوود بالدماء تنسحب من جسده فور سماعه كلماته تلك تمتم بشراسة
=يعنى ايه فشلت... يعنى ابن المسيرى لسه عايش ..؟!
اجابه متولى سريعاً وهو يزدرد لعابه بخوف
= بعد..بعد ما طلعت سطح المبنى اللى قدام شركته و استخدمت ادواتى اكتشفت انه محاوط كل شركته بازاز مقاوم للرصاص و......
صاح داوود بحدة وهو يضرب مقدمه سيارته بغضب
=وانت مكتشفتش ده من الاول ليه يا روح امك ...جاى تكتشفه بعد ما كشفت كل ورقى قدامها
تمتم متولى بارتباك
=الازاز من بعيد شكله طبيعى لكن لما .....
قاطعه داوود بحدة وهو يزمجر بغضب
=يبقى تستناه لما يطلع من الشركه وتضربه.....
صاح متولى بذعر
=لا انت كده بتقولى انتحر يا داوود بيه عز الدين المسيرى محاوط نفسه بجيش من الحراس قبل ما اضرب الرصاصة هتكون مرشوق غيرها في صدرى مش....
قاطعه داوود يصرخ بهسترية
=وانت جاى دلوقتى تقولى كل ده..
اجابه متولى بصوت مرتجف
= ما انا من ساعة ما عرفت و انا بتصل بحضرتك و انت اللى مبتردش
قاطعه داوود صائحاً بحدة لاذعة
=خلاص ...خلاص يا غبى خلاااص اتصل حالاً بهارون وقوله يحضرلى الطيارة لازم اكون برا مصر فى اسرع وقت ...اخلص...
اغلق الهاتف دون ان ينتظر اجابته
ثم اخذ يصيح بغضب و شراسة وهو يضرب الارض بيده فقد فشلت كافة محاولاته و بالتأكيد حياء قد اخبرت عز الدين بما فعله و بما كان ينوى فعله شعر داوود برجفه حادة تمر بجسده فهو يعلم ان عز الدين لن يرحمه لذا يجب عليه ان يختفى عن الانظار لفتره حتى تهدأ الامور و يعود مرة اخرى لينال ما يريده فهو لن يتنازل عنها ابداً ...خاصة بعد ما ان تمتعت اذنيه بصوت صراخها المتألم الذى كان يتمنى دائماً سماعه....
وقف عز الدين يراقب فحص الطبيب لقدم حياء شاعراً بسكين حاد ينغرز بصدره فور رؤيته لها تطلق صرخة الم عندما ضغط عليها الطبيب بخفه..احكم قبضتيه بجانبه يعتصرها بغضب حتى ابيضت مفاصل يده ...انتظر حتى انتهى الطبيب من فحصها وطمئنه بانه لا يوجد كسر بل مجرد كدمه لكنه قام باحاطه ساقها ببعض اللفافات الطبيه والتى سوف تنزعها بعد يومين..واصفاً لها بعض الادويه للتخفيف من المها...
هم الطبيب ان يغادر الا ان حياء قد اعدلت فى جلستها قائله
=دكتور ..ممكن معلش تشوف ايد عز الدين
التفت الطبيب نحو عز الدين الذى هتف بحده
=مالوش داعى ده مجرد خدش بسيط
تناول الطبيب يده باصرار قائلاً بهدوء
=هبص عليه بس يا عز بيه لو فعلاً خدش خلاص
وقف عز الدين بوجه جامد اثناء فحص الطبيب ليده المنجرحه
تمتم الطبيب
=هو مش خدش بس برضو مش جرح عميق انا هطهره وهلف عليه شاش معقم وان شاء الله كله هيبقى تمام
اومأ له عز الدين بنفاذ وفور مغادرة الطبيب انحنى عليها عز الدين لتفهم على الفور ما يحاول فعله تمتمت
=عز ...لا علشان ايدك مش هينفع
لكنه تجاهل كلمتها تلك وانحنى حاملاً اياها من فوق الاريكه بين ذراعيه متجهاً بها نحو الخارج بصمت خطى للخارج بخطوات سريعة واثقة متجاهلاً نظرات الموظفين المنصبة عليهم بفضول همست حياء وهى تحيط عنقه بيديها
=عز احنا رايحين فين...؟!
اجابها باقتضاب حاد
=البيت ...
استكانت بين ذراعيه واضعة رأسها فوق كتفه تستند عليه بصمت
و فور خروجهم من مبنى الشركة فتح لهم السائق باب السيارة على الفور وضعها عز الدين برقه فوق المقعد ثم ابتعد مغلقاً باب السيارة بهدوء ظلت حياء منتظره اياه ان يلتف ويصعد الى المقعد المجاور لها لكنه ظل واقفاً مكانه لتستوعب بنهايه الامر انه لن يأتى معها. خاصة فور ان رأته يشير الى احدى حراسه بالصعود بالمقعد المجاور للسائق بسيارتها ثم اشار لسيارتين اخرتين ممتلئين بالحرس التابع له بان تتبع سيارتها ثم استعد للصعود الى سيارة اخرى فتحت زجاج سيارتها على الفور تهتف بهلع
=عز انت رايح فين.. ؟!
تجمدت خطواته عدة لحظات قبل ان يكمل طريقه بصمت دون ان يجيبها...
زفرت حياء بهلع فور ادراكها انه سوف يذهب للبحث عن داوود هتفت للسائق الذى قد انطلق بالسيارة بالفعل امره اياه بان يوقف السياره لكنه اجابها بهدوء بانه لن يستطيع مخالفه اوامر سيده
جلست حياء دافنه وجهها بين كفيها
بصمت شاعرة بالقلق يتأكلها من الداخل...
ظلت حياء جالسة تنتظر قدوم عز الدين حتى تجاوز الوقت الثانية صباحاً و لم يأتى بعد فكلما تذكرت مظهره الغاضب بالشركة تشعر بالقلق يجتاحها اعتدلت فى جلستها فوق الفراش ببطئ وهي تشعر بعينيها قد اصبحتان ثقيلتان بالنعاس تجد الصعوبة في فتحهم لمدة طويلة من شدة الارهاق خاصة
بعد ما تعرضت له من احداث سيئة بهذا اليوم مرت رجفة حادة بجسدها فور تذكرها ما حدث من داوود. لكنها حاولت ابعاد تلك الافكار بعيداً متناوله احد كتبها تقرء لكنه لم يمر الكثير حتى سقطت نائمه دون ان تشعر....
بعد مرور ساعتين...
دخل عز الدين الى الغرفة بجسد مرهق بعد ان قضى معظم اليوم بالبحث عن داوود الكاشف لكنه لم يستطع العثور فقد اختفى تماماً لكنه لن يهدئ حتى يعثر عليه ويجعله يدفع ثمن جميع ما فعله بها ...
زفر عز بحده فور رؤيته لها نائمه فوق الفراش بوجه متعب اتجه نحوها جالساً على عقبيه امامها ممرراً يده بحنان فوق وجنتيها يشعر بالنيران تشتعل فى صدره كلما تذكر ما مرت به على يد ذلك الحقير المريض...
ضربه الغضب من ذاته من جديد فهو لم يستطع ان يوفر لها الحماية الكافيه ..لم يستطع حمايتها من ان تتعرض لكل ذلك الالم ..ماذا كان سوف يحدث لو تمكن ذلك المريض من خطفها فهو لم يكن سوف يستطيع العثور عليها كما لم يستطع العثور على داوود الذى اختفى تماماً من الوجود كانه لم يكن اهتز جسده بعنف كمن ضربته صاعقه عندما راودته تلك الفكرة
شاعراً بنصل حاد ينغرز بقلبه و فكرة انه كان سوف يفقدها الى الابد تقتله انتفض مبتعداً عنها و هو يفرك وجهه بغضب متجهاً نحو خزانة الملابس لتبديل ملابسه و فور انتهاءه من هذة المهمة استلقى فوق الفراش بجسد متجمد ولازالت تلك الافكار تتزاحم بعقله شعر بحياء تتلملم مقتربة منه في نعاسها ثم لفت ذراعيها حول عنقه تتشبث بجسده برقه لكنه لم يستطع تحمل لمستها له و هو لايزال يشعر بالغضب يجتاحه التفت مبتعداً عنها بحده مما جعلها تستيقظ اثر تلك الحركة همست بلهفة و هى تفتح عينيها ببطئ
= عز ... ؟!
لتكمل وهى تمرر عينيها فوق جسده بقلق
=انت ...انت جيت امتى...؟!
اجابها عز الدين باقتضاب
=من شويه....
اقتربت منه ببطئ واضعه يدها بحنان فوق صدره هى تتمتم بصوت منخفض
=كنت فين كل ده...قلقتنى عليك
اجابها بجفاف وحده
=نامى يا حياء
ابتلعت حياء الغصة التى تشكلت بحلقها هامسة اسمه بصوت مرتجف بلكنه لم يجيبها لتكمل بصوت قلق ترغب بالاطمئنان عليه
=انت ..انت لقيت داو.......
لكنه قاطعها بحدة لاذعه قبل ان تكمل جملتها..
=لا....
تنتحنحت حياء قائلة بتردد وهى تستجمع شجاعتها
=طيب...طيب انت مضايق منى علشان خرجت من غي....
لكنها انتفضت فازعه عندما ازاح يدها التى تستريح فوق صدره بغضب و هو يلتفت مبتعداً عنها بحدة مولياً ظهره اليها و هو يتمتم بحدة تقشعر لها الابدان
=علشان انك خرجتى من غير حرس واتسببتى فى كل اللى حصلك ده بغبائك......
ابتلع باقى جملته يضغط على فكيه بقوه مانعاً نفسه قبل ان يتفوه بما قد يندم عليه لاحقاً
فرك وجهه بغضب قبل ان يتمتم بحده وهو لايزال يدير ظهره اليها
=من الاحسن انك تنامى وتخلى الليله دى تعدى
شعرت حياء بالدماء تنسحب من جسدها فور سماعها كلماته القاسيه تلك تجمعت دموع كثيفة بداخل عينيها حاولت الضغط علي شفتيها بقوه مرفرفة برموشها المبلله محاولة كبت دموعها وعدم اظهار له مدى تأثرها بكلماته تلك لكنها لم تستطع نهضت بصمت من فوق الفراش تتجه نحو غرفة الحمام وفور اغلاقها الباب خلفها انفجرت فى بكاء مرير...
شعر عز الدين بها تغادر الفراش لكنه لم يكترث بالامر فقد كان غارقاً فى افكاره الدمويه نحو داوود لكنه انتفض بفزع فور سماعه شهقات بكائها المنبعثه من غرفة الحمام نهض مسرعاً من فوق الفراش حتى كاد ان يتعثر بالمقعد فى طريقه فتح باب غرفة الحمام على الفور دون ان يطرقه شعر بجسده يتجمد عندما رأها جالسة بارضيه غرفة الاستحمام بكامل ملابسها تخفى رأسها بين ساقيها التى كانت تضمها الى صدرها بقوة تنتحب بشدة اهتز لها جسدها بينما الماء ينهمر عليها مغرقاً اياها..
اقترب منها مغلقاً صنبور الماء الذى كان يندفع من كل اتجاه مغرقاً اياه هو الاخر لكنه لم يكترث للامر تمتم باسمها بهدوء..لكنها لم تستجيب اليه....
زفر بضيق قبل ان يجلس على عقبيه امامها يرفع رأسها اليه بقوة عندما قاومته فى بادئ الامر لكنه شعر بقبضه حاده تعتصر قلبه فور ان رأى وجهها المنتفخ من كثرة البكاء اخذ يسب نفسه على غبائه و كلماته القاسيه التى قد قالها فى وقت غضبه...
مرر يده بحنان فوق وجهها يزيل خصلات شعرها المبتله عن عينيها هامساً بضعف وهو ينحنى مقبلاً جبينها بحنان
=متزعليش منى ...انا اسف
ارتمت بين ذراعيه تحتضنه بقوة وقد ازدادت شهقات بكائها الحادة
اخذ يمرر يده بحنان فوق ظهرها محاولاً تهدئتها ...
همست حياء من بين شهقات بكاءها
=انا...انا اللى اسفة ..لو كنت سمعت كلامك و مخرجتش من غير حرس مكنش كل ده حصل ...
لتكمل بصوت مرتجف مشدده من تشبث يدها بظهره بحمايه
=كان...كان ممكن يحصلك حاجة بسبب غبائى و تهورى
قاطعها عز الدين و هو يبعدها عن ذراعيه محيطاً وجهها بين يديه
=لا مش انتى السبب ...و حتى لو كنت خرجتى بحرس ...داوود كان كده كده بيخطط لقتلى....
اخذ يزيل باصابعه الدموع التى لازالت عالقه فوق وجنتيها بحنان
=عارف انى اتعصبت عليك و طلعت فيكى قرفى...بس غصب عنى انا كل ما اتخيل اللى حيوان عمله فيكى و انى مقدرتش احميكى ببقى هتجنن...
اقتربت منه حياء تحتضنه عندما شعرت بجسده يرتجف من شدة الغضب احاطته بذراعيها بقوة دافنه رأسها بعنقه الذى اخذت تلثمه بقبلات رقيقة محاوله تشتيت ذهنه عن الافكار التى تعصف به لتنجح فى نهاية الامر عندما تشددت يده من حولها وهو يزمجر بصوت منخفض
=حياء...
مما جعلها تزيد من جرئة قبلاتها لكنها شهقت بخفه عندما نهض على قدميه فجأةً منحنياً نحوها جاذباً اياها على قدميها امامه قائلاً بصوت لاهث وهو يشير نحو ساقها
=لسه حاسه بوجع ؟!
هزت حياء رأسها بالنفى فقد ساعدها كثيراً الدواء الذى وصفه لها الطبيب..
اسرع عز الدين بازالة ثيابها المبتلة مجففاً جسدها باحدى المناشف كان يفعل ذلك و هو يلثم وجهها برقة حتى انتهى من تجفيفها تماماً ثم حملها بين ذراعيه متجهاً بها نحو غرفة النوم مرة اخرى واضعاً اياها برقه فوق فراشهم..
كان يقبل عنقها بشغف عندما دفعته حياء بيديها فى كتفيه بخفه و هى تتمتم بصوت لاهث
=عز...عز استنى ...
لكنه لم يجيبها وظل دافناً رأسه بعنقها مما جعلها تدفعه بقوة اكبر وهى تتمتم باسمه ..
زفر بضيق وهو يرفع رأسه نحوها قائلاً بنفاذ صبر
=فى ايه يا حياء.. ؟!
انزلقت من اسفله نحو طرف الفراش تتناول الحقيبه الموضوعة فوق الطاولة التى بجانب الفراش مخرجه منها احدى العلب تمدها اليه قائله بارتباك
=انا...جبت دى ليك
نظر عز الدين الى العلبة التى بين يديها عدة لحظات بتردد قبل ان يتنحنح متناولاً اياها منها يفتحها ببطئ لكنه حبس انفاسه فور رؤيته للساعة الموضوعة بداخلها فقد كانت نسخه متطابقة للساعة التى قامت حياء بتدميرها له من قبل افاق من شروده عندما سمعها تهمس بخجل
=انا دورت عليها كتير لحد ما لقيتها ...وان شاء الله هجيبلك الباقى اللى بوظ...
لكنه قاطعها جاذباً اياها بين ذراعيه مقبلاً جبينها بحنان
=قولتلك فداكى مليون ساعه... بس عارفه ان دى هتبقى اغلى هديه جاتلى
ليكمل وهو يقبل وجنتيها المشتعلان بالحمره بحنان
=علشان جاتلى من اغلى واحدة فى دنيتى...
ارتمت حياء عليه جالسة فوق ساقيه تحيط عنقه بذراعيها تضمه اليها بقوة وقد شعرت بكلماته تلك تدفئ قلبها و روحها لكنها ابتعدت عنه مرة اخرى فور تذكرها اهم شئ قد ابتعته له مما جعله يتذمر بقوة عندما ابتعدت عنه ..
امسكت بالحقيبة مخرجة منها شيئاً تقبض عليه بيدها همست بخجل وهى تتناول يده بين يديها واضعه باصبعه احدى الدبل التى ابتعتها له خصيصاً
=انا...لقيت انك مش لابس دبله وكده فقولت يعنى...
ثم صمتت لا تدرى ما يجب عليها قوله ظل عز الدين متجمداً بمكانه عدة لحظات ينظر الى يده بصمت يشاهد الدبله السوداء التى باصبعه بوجه جامد ...
تنحنحت حياء قائلة بتردد بعد ان رأته قد اطال الصمت واضعه يدها فوق الخاتم تحاول سحبه من اصبعه من جديد
=لو..مش عايز خلاص انا...انا..
امسك عز الدين بيدها يمنعها من سحبه رافعاً يدها اليه يلثمها برقة بعدة قبالات متفرقة هامساً اسمها بعجز و قد التمعت عينيه بعاطفه قوية جعلتها تشهق بقوة فور رؤيتها لها..تناول يدها واضعاً اياها فوق موضع قلبه ثم احاطها بيده التى يلتمع بها الدبلة لتشعر بضربات قلبه التى تعصف بشدة اسفل يدها
همست حياء اسمه بصوت مرتجف
وهى تقترب منه تضغط بشفتيها فوق الدبله التى باصبعه تقبلها بعمق و قد شعرت بدقات قلبها اخذت تزداد بعنف حتي ظنت بان قلبها سوف يغادر صدرها فى اي لحظه..
رفع رأسها اليه. بحنان متناولاً شفتيها فى قبلة شغوفة حارة ليغرقان فى بحر شغفهم على الفور.....
بعد مرور اسبوعين ...
كان سالم جالساً بمكتبه يتحدث فى هاتفه و هو يضحك بصخب عندما دخلت تالا الى الغرفه تجلس فوق المقعد الذى امام مكتبه و هى تلقى بحقيبتها بغضب فوق الطاوله التى امامها
اغلق سالم الهاتف سريعاً فور ان بدأت تالا تهتف بغضب بصوتاً مرتفع حاد
=فين اللى وعدتنى بيه يا سالم ؟!
القى سالم الهاتف فوق سطح مكتبه بغضب وهو يتمتم بحده
=فى ايه يا تالا بتزعقى كده ليه ..انت اتجننتى مش شايفنى بتهبب بتكلم فى التليفون
صاحت تالا بغضب وقد التمتعت عينيها بشراسه
=ايوه اتجننت....ما انت نايملى فى الخط و سايبلى البلوه اللى اسمها حياء عماله تدلع و انت و لا هنا
قضب سالم حاجبيه قائلاً بمكر
=ايه اللى حصل مخاليكى شايطه اوى كده..؟!
تمتمت تالا و هى تجز على اسنانها بحده
=اخوك ...عز بيه ...راح اشترالها احدث عربيه نزلت السوق وقال ايه خدها يعلمها ازاى تقدر تتحكم فيها و طبعاً شغالين ضحك و مرقعه و قرف
انفجر سالم ضاحكاً و هو يضع يده فوق فمه مما جعل تالا تصرخ بشراسه
=بتضحك على ايه ...؟!مبسوط اوى حضرتك؟!
اجابها سالم وقد ارتسمت نظره كريهه بعينيه
=طبعاً لازم ...اتبسط مش اخويا ولازم افرحله
انتفضت تالا واقفه تضرب بيدها فوق سطح مكتبه وهى تهتف بحده
=بقولك ايه يا سالم متجننيش...تقدر تقولى انت مستنى ايه لحد دلوقتى عدى اكتر من 4 شهور على جوازهم عايزانا نستنى ايه تانى ..؟!
لتكمل وعينيها تلتمع بالحقد
=و اهو شكله واقع فيها زى ما كنت انت مستنى...و واقع فيها اوى كمان ..بقى عز الدين اللى مكناش بنشوفه بيجى البيت الا الفجر وشغله كان اهم حاجه فى حياته...دلوقتى بقى بيرجع من الشغل الساعه 6 بالظبط ولو اتأخر دقيقه زياده يكلمها ويطمنها...
لتكمل بغل وهو تلوى يدها بحده
=اصل يا حراااام بتقلق عليه...
ارتسم على وجه سالم ابتسامه ملتويه وهو يتمتم
=وانتى فكرك انى مش واخد بالى من كل ده...
هتفت تالا بحده وهى تهز يدها بعصبيه
=ولما انت. شايف و واخد بالك ..مستنى ايه علشان تتحرك
اجابها سالم وهو يبتسم بمكر
=ومين قالك انى متحركتش كلها يومين بالكتير وكل الل عايزينه هيتم
صاحت تالا بفرح وقد التمعت عينيها بشده
=بجد ..بجد يا سالم طيب هتعمل ايه فهمنى...؟!
اجابها سالم ببرود وهو يشير باصبعه كاشاره بالرفض
=دى حاجه تخصنى انا و.......
قاطعته تالا بحده وهى تزجره بغضب
=تخصك يعنى ايه احنا مع بعض فى ام الليله دى عرفنى هتعمل ايه بلاش تعصبنى علشان ...انت اكتر واحد عارف قد ايه عصبيتى وحشه
ابتلع سالم لعابه وهو يرمقها بتردد فهو يعلم جيداً بانها مختله
=تمام ..تمام اهدى هحكيلك..فاكره اليوم اللى قفشوا فيه الواد مع حياء فى اوضتها....
همهمت تالا بالايجاب ليكمل سالم
=اليوم ده عز قالى اروح اشوف كاميرات المراقبه ..وفعلا خدتهم وكنت ناوى اقوله لان ظاهر فيها صورة الواد كويس اوى ...
ليكمل وقد التمعت عينيه بمكر
=لكن فى نفس الليله لقيته بيقول انه هيتجوز حياء وقتها انا خبيت شرايط المراقبه دى لانى كنت عارف انى هحتاجها و قولت لعز الدين ان الشرايط بايظه و هبقى اجيب حد يصلحها
ليكمل وهو يفرك اصبعيه ببعضهم البعض كاشاره للمال
=طبعاً كل ده بعد ما ظبطت بتوع الامن كويس ...و هو مجبش سيره الشرايط دى تانى و غرق فى العسل مع حبيبه القلب بتاعته
همهمت تالا وهى تقضب حاجبيه بعدم فهم
=طيب وانت هتعمل ايه بالشرايط دى...؟!
اجابها سالم وهو يلتفت حول مكتبه يقف امامها ينحنى فوقها
=قدرت اجيب اسم الواد اللى كان معها وكمان عنوانه ....
التمعت عينين تالا بالفهم على الفور
تتمتم ببطئ
=قصدك ....؟!
اومأ لها سالم بصمت و هو يغمز اليها بعينيه لتنفجر تالا فى الضحك بصخب وجنون ....
اشتدت ملامح سالم فور ان صدح صوت اروى من الماضى بذهنه من جديد
=انا مبحبكش يا سالم..كانت غلطانه لما فكرت ان ممكن احبك...بصراحه كده انا بحب عز الدين من زمان
شحب وجه سالم فور سماعه كلماتها تلك...
=يعنى ايه ...كنت وخدانى كوبرى علشان توصلى لاخويا ..؟!
اجابته اروى ببرودمميت
=اعتبرها زى ما تعتبرها ...انا مش هضيع فرصه زى دى خصوصاً وانا شايفه ان عز الدين بيبادلنى مشاعرى دى
افاق سالم من ذكرياته تلك و هو يشعر بنصل حاد ينغرز بصدره كما لو كان الامر حدث بالامس
تمتم بصوت لاهث حاد منخفض حتى لا يصل الى مسمع تالا التى كانت منشغله بهاتفها
= زى ما اتحرمت منها بسببك هحرمك من اللى روحك فيها وهخاليك تدوق العذاب اللى دوقته و زيادة كمان...
ليكمل بشراسة و عينيه تلتمع بالغل والحقد
=هخاليك تعرف احساس انك تطلع مغفل قدام الكل و ازاى اتلعب بك بكل سهولة.....
الفصل الخامس عشر من هنا
ثم جذبها متوجهاً بها نحو سيارته اخذت تتبعه حياء بخطوات بطيئة متهالكة وهى تشعر بروحها تكاد تغادر جسدها لكنها تحسست ببطئ جيبها الخلفى لتتأكد من وجود رذاذ الفلفل الذى كانت قد وضعته فى وقت سابق بجيبها عندما هاجم داوود سيارتها ظلت تتبعه ببطئ لكنها فور ان رأته توقف امام باب سيارته يخرج هاتفه الذى اخذ رنينه يصدح فى ارجاء المكان و هو يسب انتهزت فرصة انشغاله فى هذه اللحظات القليلة و اخرجت من جيبها على الفور بخاخ رذاذ الفلفل واضعه اياه امام وجه داوود مباشرة خاصه امام عينيه ضاغطه بيد مرتجفه فوق رأس عبوة الرذاذ لينطلق منه السائل الحار و يملئ عينين داوود الذى اخذ يصرخ بقوة متألماً واضعاً يده فوق عينيه قامت حياء بدفعه بقوه نحو باب سيارته ليرتطم جسده به بحدة مما جعله يصيح بشراسه وهو يسب و يلعن اياها
= يا بنت الكل....و دينى ما هرحمك..هموتك يا ب...........
لكن حياء لم تنتظر سماع باقى جملته ركضت سريعاً نحو سيارتها تجر ساقها المصابه و هى تلهث بالم لكنها تجاهلت هذا الالم صاعدة الى سيارتها تنطلق بها بسرعة جنونيه مبتعدة عن داوود الذى كان لايزال ملقياً بجانب سيارته يخفى عينيه بين يديه و هو يصيح بالم...
ظلت تقود السيارة بسرعة جنونية نحو شركة عز الدين و هى تنتحب بشدة حتى اصبحت الرؤية امامها ضبابيه فكادت ان تصطدم اكثر من مرة بالسيارات المحيطة بها لكنها لم تهتم فكل ما كان يهمها هو عز الدين فهى لن تستطيع ان تحيا بدونه...
فور وصولها الى الشركة هرولت مسرعة نحو المصعد حتى يصلها الى الطابق المتواجد به مكتب عز الدين و فور ان انفتح المصعد به ركضت حياء دون ان تعير اهتماماً الى قدمها المتألمة او الى صياح راما سكرتيرة عز الدين التى كانت تحاول منعها من الدخول الى مكتبه لكن حياء قامت باقتحام الغرفة بعد ان تجاوزتها...
لتشعر بكامل جسدها يكاد ينهار حيث اصبحت قدميها كالهلام غير قادرتان على حملها اخذت تشهق منتحبة بقوة فور رؤيتها لعز الدين جالساً خلف طاولة الاجتماعات مع عدد من الرجال لكنها لم تكترث اليهم فكل ما كان يهمها هو ركضت نحوه متجاهله الالم الذى يعصف بساقها انتفض عز الدين واقفاً بفزع فور رؤيته لها بتلك الحاله يهتف اسمها بقلق لكنها ارتمت عليها تدفعه للخلف بقوة محاولة ابعاده عن النافذة التى كانت خلفه مباشرة احاطها عز الدين بذراعيه محاولاً تهدئتها لكنها استمرت فى دفعه بهستريه صاح عز الدين بغضب وهو يلتفت نحو جميع من بالغرفة حيث كانوا واقفين يشاهدون انهيارها هذا كانهم يشاهدون مشهد من فيلماً ما..
=براااا...كله يطلع براااا
انصرف الجميع يغادرون الغرفة سريعاً بخطوات متعثرة ذعرة
التفت عز الدين اليها فور تأكده من خلو الغرفة شاعراً بقلبه يقصف برعب و هو يراها بتلك الحاله من الانهيار تمتم بصوت قلق حاد
=حياء مالك... ايه حصل فاهمينى؟!
لكنها لم تجيبه وظلت تدفعه بهسترية فى صدره متمتمه بكلمات غير مترابطة من بين شهقات بكائها وهى تنظر بهلع نحو النافذة التى خلفه
=ابعد ...ابعد علشان خاطرى...
احكم قبضته فوق يديها التى كانت لاتزال تدفعه بها محاولاً تهدئتها متمتماً من بين انفاسه اللاهثه
=اهدى و فاهمينى براحه حصل ايه..؟!
لكنها لم تستمع اليه انهارت جالسة فوق الارض تجذبه معها بقوه حتى سقط بجانبها احاطت جسده بذراعيها تضمه اليها بحمايه و هى تمتم بذعر من بين انتحابها
=ابعد عن الشباك علشان خاطرى ...ابعد عن الشباك
رفع عز الدين رأسه محرراً اياه من قبضتها ثم احاطها بذراعيه جاذباً اياها بقوه اليه محاولاً تهدئتها
اخذت تشهق باكية تتمتم باسمه كانها تعويذة اخذ يربت على ظهرها محاولاً تهدئتها لكنها اصبحت تبكى بهستريه اكبر مما جعله يهتف بنفاذ صبر محاولاً اخراجها من حالتها تلك
حتى يعلم ما الذى اصابها شاعراً بالدماء قد جفت بجسده من شدة القلق
=حياااااء....
انتفضت فى مكانها فازعة تنظر اليه باعين متسعه دامعه كانها قد استيقظت لتوها من كابوس مرعب
مرر عز الدين يده فوق وجنتيها بحنان يزيل الدموع العالقه بها
ثم تناول كوباً من الماء من فوق الطاولة واضعاً اياه بين شفتيه قائلاً
=اشربى و اهدى.....؟!
ارتشفت منه حياء بعض الرشفات ابعده عن فمها ببطئ قائلاً بهدوء يعاكس ما يعتمر بداخله
=ايه اللى حصلى بقى فاهمينى ؟!
تمتم حياء بتعثر و قد اخذت شفتيها بالارتجاف من جديد
=دا..داوود
تصلب جسده فور سماعه ذلك الاسم مبعداً اياها عن صدره بحده يضطلع اليها بعينين تلتمع بالسواد هاتفاً بخشونة
=ماله داوود ...؟!
تنفست حياء بعمق ثم اخذت تخبره بما حدث بدايه من اعتراضه لسيارتها و اقتحامها و اخبارها انه قد قتله و وضعه احدى القناصه فى المبنى المقابل لشركته
ظل عز الدين يستمع اليها وقد احتقن وجهه بغضب ولكن عند ذكرها محاولته لخطفها واخذها معه للخارج اشتعل كبركان ثائر من الغضب محكماً قبضته فوق الكوب الذى بين يديه و هو يزمجر بغضب فلم يشعر به الا و هو ينكسر بين يديه صرخت حياء مقتربه منه وهى تضطلع بذعر الى حطام الكوب بين يديه و هى تتمتم بلهفه
=عز ...حصلك حاجه؟!
حاولت مسك يده و فحصها لكنه ابعدها عنها منفضاً بقايا الزجاج من يده المنجرحة مزمجراً من بين اسنانه بغضب و هو ينتفض واقفاً بحدة
=ابن الكل....و دينى ليكون اخر يوم فى عمره
امسكت حياء بيده تجذبها بذعر وهى تتمتم بلهفة
=علشان خاطرى يا عز متقفش ...انزل هيقتلوك...
انخفض نحوها محيطاً وجهها بيديه قائلاً بحزم
=حياء كل شركاتى محاطة بازاز مقاوم للرصاص و استحالة اى حد يقدر يفكر يهوب ناحية اى شركة منهم...
ليكمل بخشونة و قسوة وقد احتقن وجهه بالغضب
=و دينى لأجيبه تحت رجلك...هخليه يتمنى الموت وميلقهوش...
ثم جذبها لتقف على قدميها معه لكنها اطلقت صرخة متألمة انحنى نحوها عز الدين بلهفه وهو يتمتم بقلق
=مالك فى ايه ؟!
هزت حياء رأسها تتمتم بصوت مرتجف و هى تشعر بالام ساقها تزداد خاصة وانها قد بذلت مجهوداً كبير عليها
=م...ممفيش
رفع رأسها اليه ينظر فى عينيها وهو يتمتم بصوت حاد عاصف
=الحيوان...ده لمسك..؟!
ارتجفت شفتى حياء هامسه له بصوت مرتجف وهى تشير نحو ساقها
=رجلى....
امسك قدمها سريعاً يرفع ساق بنطالها حتى ترأت له ساقها...
شعر بالضغط الذي قبض علي صدره يهدد بسحق قلبه فور رؤيته لساقها المكدومة بشدة
انتفض واقفاً مديراً اليها ظهره بصمت حتى يتمكن من اخفاء النيران التى اندلعت به حتى لا يخفيها تمتم بصوت حاول السيطره على ارتجافه
=عمل كده ازاى.. ؟!
همست حياء بصوت مرتجف باكى تخبره عن دهسه لساقها بحذائه....
تناول عز الدين هاتفه على الفور دون ان يستمع الى باقى حديثها
انتفضت حياء فازعة بشدة عند سماعها اياه يصيح بحدة
=تاخد كل الرجاله و تطلع على شركه داوود الكاشف...
ليكمل و هو يصيح بشراسة
=اتصرررف ...الكلب ده تجيبهولى ولو مستخبى تحت الارض.......
ليكمل بحزم وحدة
=تجبهولى حى...سامع يا ياسين حى
اغلق الهاتف ثم وقف يتنفس بعمق محاولاً السيطرة على الغضب المتأجج بداخله لكنه فشل فى ذلك فكلما ترأى الى مخليته مظهرها وساقها تدهس تحت قدم هذا الحقير السادى يشعر بالرغبه فى سحق عنقه بقدمه ..بالتأكيد تمتع وتلذذ بألمها كانت هذه الفكر اقوى من ان تتحملها طاقة استيعابه مما جعله يصيح بحده وهو يلقى الهاتف الذى كان لا يزال بين يده ليرتطم بالارض بقوه متحولاً الى عدة قطع منفصله ثم اطاح كل الورق والاجهزة التى كانت فوق الطاوله و هو يسب ويلعن بشراسه...لكنه افاق من غمامة غضبه تلك عندما سماعه صرخة الذعر التى انطلقت من حياء التفت اليها على الفور بوجه مظلم ليجدها تضع يدها فوق فمها تنتحب بصمت انحنى عليها يقبل جبينها عدة قبلات متفرقة قبل ان يحملها بين ذراعيه بصمت واضعاً اياها فوق الاريكة ثم اتجه الى الهاتف الذى فوق مكتبه يتمتم بصوت حاد من راما ان تحضر الطبيب الى مكتبه...
ثم اتجه بصمت يقف امام النافذة يتفحص جميع المبانى المحيطة بشركته بحثاً عن اى شئ غريب يلفت الانتباه لكنه لم يجد شيئاً..
ظلت حياء تراقبه وعو يقف بجسد مشدود من الغضب امام النافذة لكنها شعرت بالقلق عليه يتخللها عندما لاحظت عضلات ظهره المتشنجه من اسفل قميص بذلته
نهضت ببطئ تتجه نحوه و هى تجر ساقها المصابه حتى وقفت خلفه مباشرة تهمس باسمه بصوت منخفض
التفت اليها على الفور وه و يهتف بحدة تقشعر لها الابدان
=ايه قومك من مكانك...
اهتز جسد حياء بعنف كمن ضربته الصاعقه فور رؤيتها للنيران المحترقة بداخل عينيه و التى سرعان ما انقشعت فور ان لاحظ الذعر الذى ارتسم على وجهها
جذبها بين ذراعيه و هو يزفر بحدة محتضناً اياها بشدة فكلما تذكر ما تعرضت له على يد ذلك على الحقير و انه كاد يفقدها يشعر بغيمة سوداء تكاد تبتلعه فهو لن يستطيع ان يحيا دونها فقد اصبحت كل شئ بالنسبه اليه شدد من قبضته حولها يضمها اليه كانه يرغب بانه يدخلها بين اضلعه...
شعرت حياء بانها على وشك ان تختنق بسبب قبضته التى حولها لكنها تناست ذلك فور ان شعرت بجسده يرتجف بشدة بين ذراعيها ضمته اليها بحنان تربت برقة فوق ظهره بيديها محاوله تهدئته...
بعد عدة لحظات ابتعد عنها مولياً اليها ظهره مرة اخرى متمتماً بحزم
=ارجعى مكانك ومتتحركيش لحد ما الدكتور يجى
التفتت حياء عائده مرة اخرى للاريكه الاريكه دون ان تنطق بحرفاً واحدً متأمله بعينين متسعه دامعه جسده الذى كان ينبثق منه الغضب كبركان مشتعل...
كان داوود لا يزال راكعاً بجانب سيارته يشعر بنيران تحترق بعينيه ظل على هذا الحال اكثر من نصف ساعه حتى استطاع ان يفتحها ببطئ اخذ يتمتم من بين اسنانه بشراسه
=انا يتعمل فيا كده...والله يا بنت الكلب يا فا.... لهكون مطلع كل ده على جتتك و ما هرحمك فكرك علشان هربتى منى مش هقدر اجيبك تانى....
ليكمل بشراسة
=ما خلاص اللى بتتحمى فيه مات
و زمانه شبع موت...
اخذ يضحك بقوة جنونية و هو يشعر بلذة غريبه لم يشعر بها من قبل عند سماعه صوت صارخها المتألم فقد كان يزيد فى ضغطه بحذائه فوق ساقها. حتى يطرب اذنيه بصوت صراختها تلك ..
لكنه توقف قبل ان يتسبب فى كسرها فهو يريدها سالمه لحين سفرهم و هناك سوف يستمتع بكسر كل عظمة داخل جسدها الغض على حدة متخذاً كامل وقته فى ذلك...
خرج من افكاره تلك عندما صدح رنين هاتفه الذى لم يتوقف عن الرنين طوال النصف ساعه المنصرمه لكنه لم يستطع الاجابه وقتها بسبب عمى عينيه
اجاب سريعاً عندما رأى اسم متولى بشاشه الهاتف
=هااا كله تمام ...؟!
اجابه متولى من الطرف الاخر بصوت مرتبك
=ب..بصراحه يا باشا العمليه فشلت
شعر داوود بالدماء تنسحب من جسده فور سماعه كلماته تلك تمتم بشراسة
=يعنى ايه فشلت... يعنى ابن المسيرى لسه عايش ..؟!
اجابه متولى سريعاً وهو يزدرد لعابه بخوف
= بعد..بعد ما طلعت سطح المبنى اللى قدام شركته و استخدمت ادواتى اكتشفت انه محاوط كل شركته بازاز مقاوم للرصاص و......
صاح داوود بحدة وهو يضرب مقدمه سيارته بغضب
=وانت مكتشفتش ده من الاول ليه يا روح امك ...جاى تكتشفه بعد ما كشفت كل ورقى قدامها
تمتم متولى بارتباك
=الازاز من بعيد شكله طبيعى لكن لما .....
قاطعه داوود بحدة وهو يزمجر بغضب
=يبقى تستناه لما يطلع من الشركه وتضربه.....
صاح متولى بذعر
=لا انت كده بتقولى انتحر يا داوود بيه عز الدين المسيرى محاوط نفسه بجيش من الحراس قبل ما اضرب الرصاصة هتكون مرشوق غيرها في صدرى مش....
قاطعه داوود يصرخ بهسترية
=وانت جاى دلوقتى تقولى كل ده..
اجابه متولى بصوت مرتجف
= ما انا من ساعة ما عرفت و انا بتصل بحضرتك و انت اللى مبتردش
قاطعه داوود صائحاً بحدة لاذعة
=خلاص ...خلاص يا غبى خلاااص اتصل حالاً بهارون وقوله يحضرلى الطيارة لازم اكون برا مصر فى اسرع وقت ...اخلص...
اغلق الهاتف دون ان ينتظر اجابته
ثم اخذ يصيح بغضب و شراسة وهو يضرب الارض بيده فقد فشلت كافة محاولاته و بالتأكيد حياء قد اخبرت عز الدين بما فعله و بما كان ينوى فعله شعر داوود برجفه حادة تمر بجسده فهو يعلم ان عز الدين لن يرحمه لذا يجب عليه ان يختفى عن الانظار لفتره حتى تهدأ الامور و يعود مرة اخرى لينال ما يريده فهو لن يتنازل عنها ابداً ...خاصة بعد ما ان تمتعت اذنيه بصوت صراخها المتألم الذى كان يتمنى دائماً سماعه....
وقف عز الدين يراقب فحص الطبيب لقدم حياء شاعراً بسكين حاد ينغرز بصدره فور رؤيته لها تطلق صرخة الم عندما ضغط عليها الطبيب بخفه..احكم قبضتيه بجانبه يعتصرها بغضب حتى ابيضت مفاصل يده ...انتظر حتى انتهى الطبيب من فحصها وطمئنه بانه لا يوجد كسر بل مجرد كدمه لكنه قام باحاطه ساقها ببعض اللفافات الطبيه والتى سوف تنزعها بعد يومين..واصفاً لها بعض الادويه للتخفيف من المها...
هم الطبيب ان يغادر الا ان حياء قد اعدلت فى جلستها قائله
=دكتور ..ممكن معلش تشوف ايد عز الدين
التفت الطبيب نحو عز الدين الذى هتف بحده
=مالوش داعى ده مجرد خدش بسيط
تناول الطبيب يده باصرار قائلاً بهدوء
=هبص عليه بس يا عز بيه لو فعلاً خدش خلاص
وقف عز الدين بوجه جامد اثناء فحص الطبيب ليده المنجرحه
تمتم الطبيب
=هو مش خدش بس برضو مش جرح عميق انا هطهره وهلف عليه شاش معقم وان شاء الله كله هيبقى تمام
اومأ له عز الدين بنفاذ وفور مغادرة الطبيب انحنى عليها عز الدين لتفهم على الفور ما يحاول فعله تمتمت
=عز ...لا علشان ايدك مش هينفع
لكنه تجاهل كلمتها تلك وانحنى حاملاً اياها من فوق الاريكه بين ذراعيه متجهاً بها نحو الخارج بصمت خطى للخارج بخطوات سريعة واثقة متجاهلاً نظرات الموظفين المنصبة عليهم بفضول همست حياء وهى تحيط عنقه بيديها
=عز احنا رايحين فين...؟!
اجابها باقتضاب حاد
=البيت ...
استكانت بين ذراعيه واضعة رأسها فوق كتفه تستند عليه بصمت
و فور خروجهم من مبنى الشركة فتح لهم السائق باب السيارة على الفور وضعها عز الدين برقه فوق المقعد ثم ابتعد مغلقاً باب السيارة بهدوء ظلت حياء منتظره اياه ان يلتف ويصعد الى المقعد المجاور لها لكنه ظل واقفاً مكانه لتستوعب بنهايه الامر انه لن يأتى معها. خاصة فور ان رأته يشير الى احدى حراسه بالصعود بالمقعد المجاور للسائق بسيارتها ثم اشار لسيارتين اخرتين ممتلئين بالحرس التابع له بان تتبع سيارتها ثم استعد للصعود الى سيارة اخرى فتحت زجاج سيارتها على الفور تهتف بهلع
=عز انت رايح فين.. ؟!
تجمدت خطواته عدة لحظات قبل ان يكمل طريقه بصمت دون ان يجيبها...
زفرت حياء بهلع فور ادراكها انه سوف يذهب للبحث عن داوود هتفت للسائق الذى قد انطلق بالسيارة بالفعل امره اياه بان يوقف السياره لكنه اجابها بهدوء بانه لن يستطيع مخالفه اوامر سيده
جلست حياء دافنه وجهها بين كفيها
بصمت شاعرة بالقلق يتأكلها من الداخل...
ظلت حياء جالسة تنتظر قدوم عز الدين حتى تجاوز الوقت الثانية صباحاً و لم يأتى بعد فكلما تذكرت مظهره الغاضب بالشركة تشعر بالقلق يجتاحها اعتدلت فى جلستها فوق الفراش ببطئ وهي تشعر بعينيها قد اصبحتان ثقيلتان بالنعاس تجد الصعوبة في فتحهم لمدة طويلة من شدة الارهاق خاصة
بعد ما تعرضت له من احداث سيئة بهذا اليوم مرت رجفة حادة بجسدها فور تذكرها ما حدث من داوود. لكنها حاولت ابعاد تلك الافكار بعيداً متناوله احد كتبها تقرء لكنه لم يمر الكثير حتى سقطت نائمه دون ان تشعر....
بعد مرور ساعتين...
دخل عز الدين الى الغرفة بجسد مرهق بعد ان قضى معظم اليوم بالبحث عن داوود الكاشف لكنه لم يستطع العثور فقد اختفى تماماً لكنه لن يهدئ حتى يعثر عليه ويجعله يدفع ثمن جميع ما فعله بها ...
زفر عز بحده فور رؤيته لها نائمه فوق الفراش بوجه متعب اتجه نحوها جالساً على عقبيه امامها ممرراً يده بحنان فوق وجنتيها يشعر بالنيران تشتعل فى صدره كلما تذكر ما مرت به على يد ذلك الحقير المريض...
ضربه الغضب من ذاته من جديد فهو لم يستطع ان يوفر لها الحماية الكافيه ..لم يستطع حمايتها من ان تتعرض لكل ذلك الالم ..ماذا كان سوف يحدث لو تمكن ذلك المريض من خطفها فهو لم يكن سوف يستطيع العثور عليها كما لم يستطع العثور على داوود الذى اختفى تماماً من الوجود كانه لم يكن اهتز جسده بعنف كمن ضربته صاعقه عندما راودته تلك الفكرة
شاعراً بنصل حاد ينغرز بقلبه و فكرة انه كان سوف يفقدها الى الابد تقتله انتفض مبتعداً عنها و هو يفرك وجهه بغضب متجهاً نحو خزانة الملابس لتبديل ملابسه و فور انتهاءه من هذة المهمة استلقى فوق الفراش بجسد متجمد ولازالت تلك الافكار تتزاحم بعقله شعر بحياء تتلملم مقتربة منه في نعاسها ثم لفت ذراعيها حول عنقه تتشبث بجسده برقه لكنه لم يستطع تحمل لمستها له و هو لايزال يشعر بالغضب يجتاحه التفت مبتعداً عنها بحده مما جعلها تستيقظ اثر تلك الحركة همست بلهفة و هى تفتح عينيها ببطئ
= عز ... ؟!
لتكمل وهى تمرر عينيها فوق جسده بقلق
=انت ...انت جيت امتى...؟!
اجابها عز الدين باقتضاب
=من شويه....
اقتربت منه ببطئ واضعه يدها بحنان فوق صدره هى تتمتم بصوت منخفض
=كنت فين كل ده...قلقتنى عليك
اجابها بجفاف وحده
=نامى يا حياء
ابتلعت حياء الغصة التى تشكلت بحلقها هامسة اسمه بصوت مرتجف بلكنه لم يجيبها لتكمل بصوت قلق ترغب بالاطمئنان عليه
=انت ..انت لقيت داو.......
لكنه قاطعها بحدة لاذعه قبل ان تكمل جملتها..
=لا....
تنتحنحت حياء قائلة بتردد وهى تستجمع شجاعتها
=طيب...طيب انت مضايق منى علشان خرجت من غي....
لكنها انتفضت فازعه عندما ازاح يدها التى تستريح فوق صدره بغضب و هو يلتفت مبتعداً عنها بحدة مولياً ظهره اليها و هو يتمتم بحدة تقشعر لها الابدان
=علشان انك خرجتى من غير حرس واتسببتى فى كل اللى حصلك ده بغبائك......
ابتلع باقى جملته يضغط على فكيه بقوه مانعاً نفسه قبل ان يتفوه بما قد يندم عليه لاحقاً
فرك وجهه بغضب قبل ان يتمتم بحده وهو لايزال يدير ظهره اليها
=من الاحسن انك تنامى وتخلى الليله دى تعدى
شعرت حياء بالدماء تنسحب من جسدها فور سماعها كلماته القاسيه تلك تجمعت دموع كثيفة بداخل عينيها حاولت الضغط علي شفتيها بقوه مرفرفة برموشها المبلله محاولة كبت دموعها وعدم اظهار له مدى تأثرها بكلماته تلك لكنها لم تستطع نهضت بصمت من فوق الفراش تتجه نحو غرفة الحمام وفور اغلاقها الباب خلفها انفجرت فى بكاء مرير...
شعر عز الدين بها تغادر الفراش لكنه لم يكترث بالامر فقد كان غارقاً فى افكاره الدمويه نحو داوود لكنه انتفض بفزع فور سماعه شهقات بكائها المنبعثه من غرفة الحمام نهض مسرعاً من فوق الفراش حتى كاد ان يتعثر بالمقعد فى طريقه فتح باب غرفة الحمام على الفور دون ان يطرقه شعر بجسده يتجمد عندما رأها جالسة بارضيه غرفة الاستحمام بكامل ملابسها تخفى رأسها بين ساقيها التى كانت تضمها الى صدرها بقوة تنتحب بشدة اهتز لها جسدها بينما الماء ينهمر عليها مغرقاً اياها..
اقترب منها مغلقاً صنبور الماء الذى كان يندفع من كل اتجاه مغرقاً اياه هو الاخر لكنه لم يكترث للامر تمتم باسمها بهدوء..لكنها لم تستجيب اليه....
زفر بضيق قبل ان يجلس على عقبيه امامها يرفع رأسها اليه بقوة عندما قاومته فى بادئ الامر لكنه شعر بقبضه حاده تعتصر قلبه فور ان رأى وجهها المنتفخ من كثرة البكاء اخذ يسب نفسه على غبائه و كلماته القاسيه التى قد قالها فى وقت غضبه...
مرر يده بحنان فوق وجهها يزيل خصلات شعرها المبتله عن عينيها هامساً بضعف وهو ينحنى مقبلاً جبينها بحنان
=متزعليش منى ...انا اسف
ارتمت بين ذراعيه تحتضنه بقوة وقد ازدادت شهقات بكائها الحادة
اخذ يمرر يده بحنان فوق ظهرها محاولاً تهدئتها ...
همست حياء من بين شهقات بكاءها
=انا...انا اللى اسفة ..لو كنت سمعت كلامك و مخرجتش من غير حرس مكنش كل ده حصل ...
لتكمل بصوت مرتجف مشدده من تشبث يدها بظهره بحمايه
=كان...كان ممكن يحصلك حاجة بسبب غبائى و تهورى
قاطعها عز الدين و هو يبعدها عن ذراعيه محيطاً وجهها بين يديه
=لا مش انتى السبب ...و حتى لو كنت خرجتى بحرس ...داوود كان كده كده بيخطط لقتلى....
اخذ يزيل باصابعه الدموع التى لازالت عالقه فوق وجنتيها بحنان
=عارف انى اتعصبت عليك و طلعت فيكى قرفى...بس غصب عنى انا كل ما اتخيل اللى حيوان عمله فيكى و انى مقدرتش احميكى ببقى هتجنن...
اقتربت منه حياء تحتضنه عندما شعرت بجسده يرتجف من شدة الغضب احاطته بذراعيها بقوة دافنه رأسها بعنقه الذى اخذت تلثمه بقبلات رقيقة محاوله تشتيت ذهنه عن الافكار التى تعصف به لتنجح فى نهاية الامر عندما تشددت يده من حولها وهو يزمجر بصوت منخفض
=حياء...
مما جعلها تزيد من جرئة قبلاتها لكنها شهقت بخفه عندما نهض على قدميه فجأةً منحنياً نحوها جاذباً اياها على قدميها امامه قائلاً بصوت لاهث وهو يشير نحو ساقها
=لسه حاسه بوجع ؟!
هزت حياء رأسها بالنفى فقد ساعدها كثيراً الدواء الذى وصفه لها الطبيب..
اسرع عز الدين بازالة ثيابها المبتلة مجففاً جسدها باحدى المناشف كان يفعل ذلك و هو يلثم وجهها برقة حتى انتهى من تجفيفها تماماً ثم حملها بين ذراعيه متجهاً بها نحو غرفة النوم مرة اخرى واضعاً اياها برقه فوق فراشهم..
كان يقبل عنقها بشغف عندما دفعته حياء بيديها فى كتفيه بخفه و هى تتمتم بصوت لاهث
=عز...عز استنى ...
لكنه لم يجيبها وظل دافناً رأسه بعنقها مما جعلها تدفعه بقوة اكبر وهى تتمتم باسمه ..
زفر بضيق وهو يرفع رأسه نحوها قائلاً بنفاذ صبر
=فى ايه يا حياء.. ؟!
انزلقت من اسفله نحو طرف الفراش تتناول الحقيبه الموضوعة فوق الطاولة التى بجانب الفراش مخرجه منها احدى العلب تمدها اليه قائله بارتباك
=انا...جبت دى ليك
نظر عز الدين الى العلبة التى بين يديها عدة لحظات بتردد قبل ان يتنحنح متناولاً اياها منها يفتحها ببطئ لكنه حبس انفاسه فور رؤيته للساعة الموضوعة بداخلها فقد كانت نسخه متطابقة للساعة التى قامت حياء بتدميرها له من قبل افاق من شروده عندما سمعها تهمس بخجل
=انا دورت عليها كتير لحد ما لقيتها ...وان شاء الله هجيبلك الباقى اللى بوظ...
لكنه قاطعها جاذباً اياها بين ذراعيه مقبلاً جبينها بحنان
=قولتلك فداكى مليون ساعه... بس عارفه ان دى هتبقى اغلى هديه جاتلى
ليكمل وهو يقبل وجنتيها المشتعلان بالحمره بحنان
=علشان جاتلى من اغلى واحدة فى دنيتى...
ارتمت حياء عليه جالسة فوق ساقيه تحيط عنقه بذراعيها تضمه اليها بقوة وقد شعرت بكلماته تلك تدفئ قلبها و روحها لكنها ابتعدت عنه مرة اخرى فور تذكرها اهم شئ قد ابتعته له مما جعله يتذمر بقوة عندما ابتعدت عنه ..
امسكت بالحقيبة مخرجة منها شيئاً تقبض عليه بيدها همست بخجل وهى تتناول يده بين يديها واضعه باصبعه احدى الدبل التى ابتعتها له خصيصاً
=انا...لقيت انك مش لابس دبله وكده فقولت يعنى...
ثم صمتت لا تدرى ما يجب عليها قوله ظل عز الدين متجمداً بمكانه عدة لحظات ينظر الى يده بصمت يشاهد الدبله السوداء التى باصبعه بوجه جامد ...
تنحنحت حياء قائلة بتردد بعد ان رأته قد اطال الصمت واضعه يدها فوق الخاتم تحاول سحبه من اصبعه من جديد
=لو..مش عايز خلاص انا...انا..
امسك عز الدين بيدها يمنعها من سحبه رافعاً يدها اليه يلثمها برقة بعدة قبالات متفرقة هامساً اسمها بعجز و قد التمعت عينيه بعاطفه قوية جعلتها تشهق بقوة فور رؤيتها لها..تناول يدها واضعاً اياها فوق موضع قلبه ثم احاطها بيده التى يلتمع بها الدبلة لتشعر بضربات قلبه التى تعصف بشدة اسفل يدها
همست حياء اسمه بصوت مرتجف
وهى تقترب منه تضغط بشفتيها فوق الدبله التى باصبعه تقبلها بعمق و قد شعرت بدقات قلبها اخذت تزداد بعنف حتي ظنت بان قلبها سوف يغادر صدرها فى اي لحظه..
رفع رأسها اليه. بحنان متناولاً شفتيها فى قبلة شغوفة حارة ليغرقان فى بحر شغفهم على الفور.....
بعد مرور اسبوعين ...
كان سالم جالساً بمكتبه يتحدث فى هاتفه و هو يضحك بصخب عندما دخلت تالا الى الغرفه تجلس فوق المقعد الذى امام مكتبه و هى تلقى بحقيبتها بغضب فوق الطاوله التى امامها
اغلق سالم الهاتف سريعاً فور ان بدأت تالا تهتف بغضب بصوتاً مرتفع حاد
=فين اللى وعدتنى بيه يا سالم ؟!
القى سالم الهاتف فوق سطح مكتبه بغضب وهو يتمتم بحده
=فى ايه يا تالا بتزعقى كده ليه ..انت اتجننتى مش شايفنى بتهبب بتكلم فى التليفون
صاحت تالا بغضب وقد التمتعت عينيها بشراسه
=ايوه اتجننت....ما انت نايملى فى الخط و سايبلى البلوه اللى اسمها حياء عماله تدلع و انت و لا هنا
قضب سالم حاجبيه قائلاً بمكر
=ايه اللى حصل مخاليكى شايطه اوى كده..؟!
تمتمت تالا و هى تجز على اسنانها بحده
=اخوك ...عز بيه ...راح اشترالها احدث عربيه نزلت السوق وقال ايه خدها يعلمها ازاى تقدر تتحكم فيها و طبعاً شغالين ضحك و مرقعه و قرف
انفجر سالم ضاحكاً و هو يضع يده فوق فمه مما جعل تالا تصرخ بشراسه
=بتضحك على ايه ...؟!مبسوط اوى حضرتك؟!
اجابها سالم وقد ارتسمت نظره كريهه بعينيه
=طبعاً لازم ...اتبسط مش اخويا ولازم افرحله
انتفضت تالا واقفه تضرب بيدها فوق سطح مكتبه وهى تهتف بحده
=بقولك ايه يا سالم متجننيش...تقدر تقولى انت مستنى ايه لحد دلوقتى عدى اكتر من 4 شهور على جوازهم عايزانا نستنى ايه تانى ..؟!
لتكمل وعينيها تلتمع بالحقد
=و اهو شكله واقع فيها زى ما كنت انت مستنى...و واقع فيها اوى كمان ..بقى عز الدين اللى مكناش بنشوفه بيجى البيت الا الفجر وشغله كان اهم حاجه فى حياته...دلوقتى بقى بيرجع من الشغل الساعه 6 بالظبط ولو اتأخر دقيقه زياده يكلمها ويطمنها...
لتكمل بغل وهو تلوى يدها بحده
=اصل يا حراااام بتقلق عليه...
ارتسم على وجه سالم ابتسامه ملتويه وهو يتمتم
=وانتى فكرك انى مش واخد بالى من كل ده...
هتفت تالا بحده وهى تهز يدها بعصبيه
=ولما انت. شايف و واخد بالك ..مستنى ايه علشان تتحرك
اجابها سالم وهو يبتسم بمكر
=ومين قالك انى متحركتش كلها يومين بالكتير وكل الل عايزينه هيتم
صاحت تالا بفرح وقد التمعت عينيها بشده
=بجد ..بجد يا سالم طيب هتعمل ايه فهمنى...؟!
اجابها سالم ببرود وهو يشير باصبعه كاشاره بالرفض
=دى حاجه تخصنى انا و.......
قاطعته تالا بحده وهى تزجره بغضب
=تخصك يعنى ايه احنا مع بعض فى ام الليله دى عرفنى هتعمل ايه بلاش تعصبنى علشان ...انت اكتر واحد عارف قد ايه عصبيتى وحشه
ابتلع سالم لعابه وهو يرمقها بتردد فهو يعلم جيداً بانها مختله
=تمام ..تمام اهدى هحكيلك..فاكره اليوم اللى قفشوا فيه الواد مع حياء فى اوضتها....
همهمت تالا بالايجاب ليكمل سالم
=اليوم ده عز قالى اروح اشوف كاميرات المراقبه ..وفعلا خدتهم وكنت ناوى اقوله لان ظاهر فيها صورة الواد كويس اوى ...
ليكمل وقد التمعت عينيه بمكر
=لكن فى نفس الليله لقيته بيقول انه هيتجوز حياء وقتها انا خبيت شرايط المراقبه دى لانى كنت عارف انى هحتاجها و قولت لعز الدين ان الشرايط بايظه و هبقى اجيب حد يصلحها
ليكمل وهو يفرك اصبعيه ببعضهم البعض كاشاره للمال
=طبعاً كل ده بعد ما ظبطت بتوع الامن كويس ...و هو مجبش سيره الشرايط دى تانى و غرق فى العسل مع حبيبه القلب بتاعته
همهمت تالا وهى تقضب حاجبيه بعدم فهم
=طيب وانت هتعمل ايه بالشرايط دى...؟!
اجابها سالم وهو يلتفت حول مكتبه يقف امامها ينحنى فوقها
=قدرت اجيب اسم الواد اللى كان معها وكمان عنوانه ....
التمعت عينين تالا بالفهم على الفور
تتمتم ببطئ
=قصدك ....؟!
اومأ لها سالم بصمت و هو يغمز اليها بعينيه لتنفجر تالا فى الضحك بصخب وجنون ....
اشتدت ملامح سالم فور ان صدح صوت اروى من الماضى بذهنه من جديد
=انا مبحبكش يا سالم..كانت غلطانه لما فكرت ان ممكن احبك...بصراحه كده انا بحب عز الدين من زمان
شحب وجه سالم فور سماعه كلماتها تلك...
=يعنى ايه ...كنت وخدانى كوبرى علشان توصلى لاخويا ..؟!
اجابته اروى ببرودمميت
=اعتبرها زى ما تعتبرها ...انا مش هضيع فرصه زى دى خصوصاً وانا شايفه ان عز الدين بيبادلنى مشاعرى دى
افاق سالم من ذكرياته تلك و هو يشعر بنصل حاد ينغرز بصدره كما لو كان الامر حدث بالامس
تمتم بصوت لاهث حاد منخفض حتى لا يصل الى مسمع تالا التى كانت منشغله بهاتفها
= زى ما اتحرمت منها بسببك هحرمك من اللى روحك فيها وهخاليك تدوق العذاب اللى دوقته و زيادة كمان...
ليكمل بشراسة و عينيه تلتمع بالغل والحقد
=هخاليك تعرف احساس انك تطلع مغفل قدام الكل و ازاى اتلعب بك بكل سهولة.....
الفصل الخامس عشر من هنا