------------------------------------------------------------------------------------- -------------------------------------------------------------------------------------

رواية معذب قلبى فى اسرائيل الفصل الرابع عشر 14بقلم شريهان سماحة


 رواية معذب قلبى فى اسرائيل الفصل الرابع عشر بقلم شريهان سماحة 

وقف أمام أحدى النوافذ داخل المشفى والمطله على الخارج يزفر بضيق يضع كفى يداه داخل جيوب ملابسه 


شعر به يوسف وما يمر به فأتى إليه يخفف حمله قائلا : 

- هون على نفسك ..


أستنشق حمزة بهدوء وصدره يعلو تدريجيا ثم زفره دفعه واحده وهو مزال ينظر خارج النافذه مردد بإقتضاب : 

- بحاول 


- طب مانجي نأخد الأمور ببساطة ويمكن بنت عمك تطلع كويسه ولا خايف تكون زى شا...


قطع يوسف كلمته على إلتفات حمزة سريعا يحدق بعيني كأنذار بعدم تكملة الكلمة قائلا بضيق : 

- بنات عمى زى بسنت بالظبط وواثق فى تربية عمى المشكله عندى أن الموضوع مجيش بالغصب أكنى طفل صغير قدمهم تعالى فورا أتجوز واحده مش فكرها إلا وهى طفله حتى مش فاكر الملامح

ثم أردف متهجم الوجه 

- وكمان اﻷطفال الايام دى مبيتغصبش عليهم زى زمان 


- أنا مقدر اللى أنت بتقوله ده بس هتعمل ايه 


زفر حمزة بشدة مرة أخرى، قائلا بغضب : 

- عوزنى أعمل أيه قدام حالة والدى المنهار وعمى المريض غير أنى أوافق على طلبهم 


ربت يوسف على أحدى أكتافه قائلا بنبره حانيه : 

- سبها على ربك 

أوما حمزة بهدؤء قائلا له : 

- ونعم بالله 


---------------


وافقا الطبيب بالفعل من باب اﻷنسانية بعد علمه أنه طلب المريض ويصر عليه على أن تتم جميع الأجراءات بخارج الغرفه ودخولهم له أثناء الأمضاء فقط واﻹجراءات اﻹخيرة 


نوت خديجة بين نفسها أن هذا الزواج صوريا لرضى والدها فقط وأنها لن تكون ثقيله ولا مجبره على إحد وخاصا إن كان لا يريدها وما فى قلبها سيكون سرها هى وشيقتها ولا أحد يعلمه 


جمع حسين إثباتات الشخصية من أبنه وأبنة أخيه وأعطاهم للمأذون فكتب بيناتهم وجهز كل شئ على توقيعهم بعد أن كتب بيانات الشهود وهما يوسف وعثمان


دخل حسين وحمزة والمأذون والشهود داخل العناية الفائقه لتأدية الأجراءات اﻷخيرة


أبتسما حسن لهم سعيدا بداخله لحضوار كتب كتاب إحدى بناته حتى وإن كان على فراش موته رغما معاناته الشديدة لمقاومة المه


دخلا جميعا معقمين بناءا على طلب الطبيب المرافق لهم في ذلك الموقف النادر له 

علا صوت المأذون قليلا ليسمع حسن وهو يطلب منه سماع رأيه كوكيل للعروس فى حمزة كزوج ﻹبنته 

أوما حسن برأسه بعزيمه جاءته فجأه وقاومت ألمه المتدهور


طلب المأذون من حمزة نفس ما طلبه من حسن فهما يبتلع ريقه وهو يحاول أن يظهر صوته وفرحته أمام عمه بعد أن رأه قعيد الفراش متألما قائلا : 

- موافق 


قام المأذون بوضع دفتره تحت يد حسن مكان اﻹمضاء ليمضى بالفعل ويده ترتجف لا يستطيع أن يتحكم بها 

ثم أعطى المأذون دفتره لحمزة ليمضى هو اﻷخر قائلا لحسين : 

- ياريت حد ينده العروس من الشهود علشان تمضى 


ذهب عثمان فيوسف لايستطيع التحرك بأرحيه ليسرع 


بينما ذهب عثمان مباشرة لغرفة صغيره قابعه بعد سنتيمترات من غرفة العنايه وتستعمل كمسجد بعد أن دالتها عليها أحدى الممرضات بعد طلبها لكى تتضرع بالدعاء بالشفاء لوالدها 


وبالفعل توجها عثمان وخديجة لداخل العنايه 

دخلت تضع وجهها فى اﻵرض تفرك كفى يداها بتوتر ملحوظ للعلانيه قام حسين ليجذبها من راسغها بحنو لتمضى عند والدها بينما حمزة لم يلتفت لها نهائيا معطى وجه لعمه القابع على فراشه الطبى ذو اﻷسلاك الكثيره

رفعا يوسف تلقائيا وجه ليرى تلك العروس التى فرضت على صديقه وإخيه جحظت عيناه وتجمد تعابير وجه تعلوها ملامح الصدمه واﻹندهاش ثم نظر لحمزة سريعا كأنه يترجاه لكى ينظر لها ويعرف من هى إبنة عمه فوضع الغرفة والمريض لايسمحان له بالصراخ 


تقدمت ببطئ وعمها بجوارها يساندها انحنت تمضى ثم أرتمت سريعا فى أحضان والدها ودموعها تنهمر على صوت المأذون الشرعي يعلنهم كزوج وزوجه


غادر على الفور المأذون وعثمان ويوسف للخارج فيكفى بعض الدقائق التى مرت 


ربت والدها على ظهرها بحنو قائلا وهو يجاهد : 

- بتعيطى ليه دا كان يوم المنى عندى.. صديقنى أااانا دلوقتى مبسوط 

ثم أكمل بعدم تجميع للكلامه وهو يقول متألما : 

- خ ل ى بالك من ا خت ك


رفعت جسدها وغادرت منحنية الرأس تكتم صوت بكائها وهى لا تستطيع أن ترى تدهور حالة أبيها أمامها


لم يحاول حمزة أن يراها فهى كغيرها وقد كتب الكتاب ونفذ اﻷمر 


رفع رأسه المنحنيه على صوت عمه يناديه فأسرع ينحنى بجوار رأسه مردد : 

- نعم ياعمى 

ضعف صوت حسن كثيرا ليردف عند أذنه بعض الكلمات ليبطئ تحريك فمه بعدها ثم يصمت نهائيا !!!


عند هذه اللحظه رفع حمزة رأسه غير مستوعب ما خطر فى خاطره عند سكون عمه ليتحدث مذهولا بصوت عالى غير مصدقا : 

- عمي حسسسسن 


أنصدم حسين فتؤامه رفيق دربه بل روحه ... نعم روحه فتؤام المتماثل روح واحده لجسدين تركه سقط وقلبه يؤلمه عند قدمه يبكى بحرقه قائلا : 

- يارب أكون قدرت أراضيك وأطمن قلبك قبل ماتمشى ياأخويا 


قبل أن تخطوا الخطوه اﻹخيره لخارج الغرفه سمعت صياحهم بالبكاء عرفت أن والدها أختار أن يكون بجوار والدتها عند الرفيق اﻹعلى 

عند هذا اﻷستيعاب لم تستطع السيطره على قدمها لتسقط منهاره تماما أمام باب الغرفه ليهرول عثمان ويوسف بجوارها وهم يثتغثون بممرضات يمرون بجانبهم 


جاءت الممرضات سريعا وحملوها على سرير متنقل لغرفه فارغه ليفحصها الطبيب ويطمئن على حالتها 


بينما حمزة أستجمع قواه على صوت بكاء والده المنهار تماما ليرفعه بحنو من راسغه للخروج للخارج عندما رأى دخول اﻵطباء مسرعين والممرضات من خلفهم 

ليخرج لهم أحد اﻷطباء يؤكد حالة الوفاه 


أسرعا حمزة ومعه يوسف يعرج بقدمه السليمه ﻹستخراج تصاريح الوفاه بعد إن عرف من تحريات الشرطه بنوم السائق الخاص بعمه أثناء قيادة السيارة مما أدى الى أنصدمها بشاحنه أخرى وأنقلبها عددت مرات 


بينما توجه حسين بعد أن تماسك من أجل أمانة أخيه ليطمئن على خديجة بعد معرفته بأنهيارها 


فاقت خديجة بعد عدة ساعات دموعها تنساب فى صمت على جلوس شقيقتها بجوارها عند رؤيتها .. تسندت وجلست وهى تستوعب معرفة شقيقتها بما حصل لوالديها لترتمى مى فى إحضانها وهى تكاد تفقد سيطرتها على جسدها غير مصدقها ماأخبرها بيه عمها على الهاتف وأرسال عثمان ﻷخذها من كليتها لتكون بجوار شقيقتها وكل منهما تقوى اﻵخرى على ماأصابهم 


بعد عدة ساعات جاء اليهم حسين بوجه مهموم يكسوه الحزن وكأنه كبر عشرون عاما على عمره الخمسة والخمسون قائلا لهم : 

- يلا أجهزوا وعثمان هيجى دلوقتى يوصلكم القاهرة 

رفعت خديجة وجهها قائله له بحزن : 

- أحنا لازم نروح معاكم دمياط وأنت بتدفن...

لم تستطع تكملة كلماتها وأنهارت مجدد فى البكاء 

تحدث حسين سريعا قائلا بصرامه : 

- محدش فيكم هيجى أنتم هتروحوا عندى على الفيلا على طول وأنا وحمزة هنخلص الدفنه ونحصلكم بعد لما أوصى ناس تخلص ورق نقل مى بسرعه لجامعة القاهرة 

ثم أسترسل بنفس صرامته : 

- يلا عثمان بيرن عليا واقف بره اﻷوضه 


بالفعل غادرت خديجة وأختها مع عثمان السائق بعد توصية حسين عليهم جيدا له 

وجاء حمزة بكافة اﻷوراق والتصاريح ليذهبا لمدينتهم اﻷم لدفن عمه وزوجته لمسواه اﻹخير بعد أبلاغ أهل السائق لأخذه ودفنه


وصلتا خديجة ومى لفيلا عمهم فأستقبلتهم صفيه وبسنت بقلب منفطر على ماأصابهم جميعا فطالما كانت تعتبر والدتهم اﻷخت التى لم تلدها أمها 

أحتضنتهم بشدة تعوضهم عن حضن والدتهم الذى رحل معها ولن يعود ثم صعدت بهم لغرفة خديجة التى تقبع بها 

رفض كلا منهما الطعام الذى أعدته صفية لهم فليس لديهم أى رغبه به نهائيا 

قاومت خديجة لتذهب وتتوضأ لتصلى لتعينها الصلاة على الصبر فليس هناك علاج للصبر إلا الصلاة وقراءة القرأن الذى توجهت له مى بالفعل وبدأت تقرأ أولى صفحاته ودموعها لا تسطيع توقفهما 

غادرت صفيه وهى تقفل باب الغرفة عليهم داعيه الله لهم بالصبر والسلوان 


جاء عثمان وحمزة ويوسف فى صباح اليوم التالى وأصر حمزة ووالدته باﻹ يذهب فمن سوف يعتنى به ويخدمه بحالته تلك فى شقته خاصتا فى ظل إنشغالهم بثلاثة أيام للعزاء 


مر أسبوع الى أن أستقرت اﻷوضاع نسبيا * مكست خديجة ومى داخل غرفتهم التى خصصت لهم طوال اﻹسبوع رفضا للطعام يصلون ويتلون القرأن ولكن حسين وصفيه وبسنت لم يستسلموا فكل ليله يدخلون عليهم يحادثونهم فى أمور عامه ولا تخلو أحاديثهم من حديث بسنت الفكاهى لخروجهم من حالتهم تلك ليهموا خارجين فى نهاية اليوم بعد أن أستطاعوا أن يطعموهم لو بضع القيمات القليله التى تساعدهم على الحياة 

* قاما حسين بمساعدة حمزة بتسجيل مى فى جامعه القاهرة بعد إنهاء أجراءت تحويلها بالكامل وقاما بتعين شخص أمين على مصنع اﻷثاث ليديره تحت إشراف حسين عليه كل حين 

*جلست بسنت هذا اﻷسبوع من دراستها لكى تكون بالقرب من بنات عمها وتأزرهم اﻷمر الذى جعل سيف يكاد يجن فتفكيره أوحى له أنها غاضبه منه منذ أخر موقف بينهم 

*مكس حمزة مع يوسف فى غرفته المؤقتة فى الطابق السفلى متحججا بعدم تركه لوحده فى ظروفه تلك وأثناء ذلك أرد يوسف أن يخبره من هى أبنة عمه غضب حمزة حينها وأمره بقفل هذا الحديث نهائيا فكان ما على يوسف إلا الصمت وحان وقت تجهيز حمزة لحقيبته مغادرا غدا لوحدته العسكرية 

فتحدث يوسف مرتبكا : 

- حمزة أنا بقول أرجع أنا بقا شقتى كفايه اﻷسبوع ده وخصوصا أنك هتسافر بكره فميصحش اقعد كده وأختك ومراتك وأختها فى البيت 

رفع حمزة وجه سريعا من داخل حقيبته مستغربا للكلمة كأول مره تمر على مسامعه فهو كاد ينسى نهائيا الى أن قال له فى إهتمام بعد أن تنحنح : 

- أحم ...طب مفكرتش مين اللى هيخدمك هناك 

ضحك يوسف قائلا : 

- ياعم أنت محسسنى أنى أتشليت وع العموم مرات أسماعيل البواب موجوده لو كل أخر أسبوع تطلع تنضفلى الشقه وتجهزلى أكل يكفى ولو مكفاش أهو الدليفرى موجود 

أوما حمزة بهدوء راضيا عما قاله يوسف على وعد أن يأتى كل إجازه له الى هنا 

-------------

داخل غرفة حسين هبت صفيه تقف فجأه من جلستها وهى لا تكاد تصدق ما سمعته ولا تعرف أتفرح أم تحزن فهمت قائله بعدما أستوعبت قليلا : 

- يعنى حمزة وخديجة متجوزين دلوقتى وكتابهم أتكتب فى المستشفى 

جذبها حسين لتجلس ثانيا بجواره قائلا لها :

- أيوه ودى كانت رغبت أخويا الله يرحموا - بالغصب ياحاج ! سواء هيا أو هو دا ياحبايب عينى مشفوش بعض ولا مره طول الاسبوع ده هى بحالتها وربنا يصبرها وهو أتارى قاعد تحت ومش راضى يطلع فوق ليتقبلوا تبقا جوازه أزاى دى 


- مفيش حاجه بالغصب دا كل الحكايه كتب كتاب يعنوا يعملوا فترة خطوبه مع نفسهم لما يقتنعوا ببعض بس عاوز منك تحركى حمزة شويه وانا من ناحيتى هعمل اللى عليا 

أومات صفيه فى صمت وتنهدت بقلة حيله ﻷوامر زوجها على أن يهدى الله بين أبنها وزوجته

الفصل الخامس عشر من هنا

تعليقات