رواية أخباءت حبه الفصل الثالث عشر بقلم محمد ابو النجا
تتابع ساره أبوها الذى يخطو
ويختفى داخل حجرة محمود..
ليخفق قلبها وهى تحاول
الوصول إلى ما يدور
فى عقل وتفكير أبوها
دون جدوى...
تخطو بالقرب من مقعد
معدنى وتجلس
فوقه تلتقط أنفاسها..
وتمسح براحت يديها دموعها..
تقترب منها رحاب وتجلس
إلى جوارها تقول فى تعجب
: هل هذا أبوك..!
لقد فهمت ذلك ..
لما دار بينكم من حديث ..
لقد سمعته دون قصد...
هزت ساره رأسها :
لا عليك .
نعم إنه بالفعل أبى...
رحاب فى دهشه متزايده :
لقد تركته داخل الحجره
مع محمود ..
وكنت فى منتهى الحيره
والشغف لمعرفة ما الذى
يريده ابوك منه ..
تنفى ساره برأسها فى حزن
: بالتأكيد لن يكون خيرًا..
فأبى دائمًا حاد وذو أسلوب
غليظ معى ..
وعادت ترفع رأسها وتتنهد
قلبى مقبوض ...
ولا أشعر بأى راحه..
القلق والخوف والحزن
يسيطران على
ويقتلونى...
يقتلونى ببطء...
*****
داخل حجرة محمود الذى
كان يتنفس بسرعه ..
يخطو حسان والد ساره بالقرب
منه بهدوء وحذر...
ينتبه محمود لخطواته ليقول
فى صوت واضح عليه الخوف
: من...!
من بالحجره هنا ...؟
ليجيبه حسان بهدوء :
أنا الحاج حسان والد ساره..
ساره التى ذهبت إلى منزل
خطيبتك (منى) ..
واحضرتها هنا إليك...
لقد سمعت وشاهدت كل
شىء...
محمود فى إرتباك :
أنا آسف حقًا لما حدث..
ولكن ابنتك كانت كريمه
وطيبه وتعاطفت مع شاب
محترق...
شبه ميت..و..
بتر عبارته وحسان يقاطعه :
من أجل ماذا ..!
تعجب محمود من جملته
ليجيبه فى حيره :
ما معنى سؤالك يا حاج ..!
حسان يعيد سؤاله :
هل سألت نفسك لماذا
ذهبت ساره إلى منزل (منى)
وجاءت بها إليك...؟
محمود : لقد أخبرتك
بأنها فتاة طيبه وكريمه ..
ينفى حسان بنفس الهدوء :
ليس هذا فقط ..
لقد فعلت كل هذا من أجلك..
محمود فى دهشه :
من أجلى..!
ماذا تقصد بتلك الجمله..؟
حسان بلهجه قويه :
إنها تحبك..
تحبك إلى أبعد حد ممكن أن
يصل له عقلك...
محمود فى صدمه شديده :
تحبنى أنا...!
كيف ..!
حسان : ابنتى تحبك منذ زمن...
ربما لا أستطيع تحديد
المدة الزمنيه لبدايته
لكنها فى النهاية مغرمه بك ..
إلى حد الجنون..
محمود فى تعجب :
وأنت أبوها وتخبرنى بذلك..!
كيف ..!
أنا لا أستطيع إستيعاب
حديثك ...!
فتاة تحبنى كما تقول وتذهب
لإحضار حبيبتى وخطيبتى..
بنفسها...!
شىء مدهش...!
وأبيها الآن يخبرنى سرها ..
ويفضحها بكل سهوله...
يخبرنى حب ابنته لى ...!
حسان بصوت حزين :
لا تتعجل بالحكم...
ولا تتسرع...
ابنتى ذهبت من أجل تحقيق
أمنيتك برؤيتك خطيبتك ..
أنه قمة الحب أن ترى
من تحبه سعيدًا...
حتى وإن كان فى سبيل ذلك
هو نفسك..
محمود فى ذهول :
ربما كان ردك مقنع لو كنت فى
حالتى قبل الحادثه...
لكن تفعل هذا وانا شخص
قد انتهى..
محترق وأعمى...؟!
يخطو حسان اقرب من فراشه
: هذا لأنها تحبك أنت...
قبل أى شىء...
ينفى محمود بإصرار :
مستحيل ..!
تلك قصة غير مقنعه...!
ثم أطلق زفره ملتهبه من
صدره قائلًا فى حزن شديد :
حاج حسان أرجوك...
أنا فى حاله نفسيه سيئه
للغاية وغير مستعد للحديث ..
حتى وإن جئت تعترف بحب
إبنتك لرجل عاجز ..محترق...
أنا فى حاله ربما لا تستوعب
أو تفهم ما يدار حولها...
حسان بلهجه حاده :
إن كان هذا بسبب فراق
خطيبتك (منى) فعليك أن
تسعد لأنها تركتك...
لأنها تخلت عنك..
محمود فى صدمه :
أسعد من أجل إبتعاد حبيبتي
عنى..
بعد أن تخلت عنى..
أسعد من أجل سخريتها منى..
من إهانتها لى ...!
ينفى حسان : لا...
تسعد من أجل كشف حقيقة
الأقنعه الزائفه أمامك ..
الآن ترى كل شخص على
حقيقته...
ترى وقت الشدة من وقف
إلى جوارك ومن تخلى عنك..
لقد اختصرت الطريق عليك..
لو تزوجتها كانت ستغادر
سفينتك مع أول دوامه أو
مشكله تقابلها..
صدقنى إنها لا تحبك...
ولم تحبك...
ينفى محمود : لا ..
مستحيل ..
منى تحبنى.
ولكن هناك سر دفعها
لتقول ذلك ...
حسان فى حزم :
لا تحاول الدفاع عنها ..
محمود فى سخط :
سيد حسان أرجوك..
أنا لست مستعد للجدال
والحديث الآن..
ولم أفهم بعد سبب زيارتك ..!
حسان بهدوء : ربما كانت
كلماتى وحديث غريب
ولكن كما قلت لا تتسرع
فى الحكم ...
أننى ..
وعاد حسان يتردد في الجمله .
ثم قال فى تلعثم :
أريد أن ازوجك ابنتى ...
محمود فى صدمه لا حدود
لها يصرخ : تزوجنى ابنتك..!
ساره ..!
مستحيل..!
ما تقوله غير منطقى...!
جنون ..!
تزوج ابنتك من رجل مثلى ..!
تزوج فتاة لا اعلم صورتها
من رجل مشوه أعمى مثلى..!
إذن لابد بأن الأمر به سر...!
ربما تريد أن تخفى فضيحه
لإبنتك وتستر عليها
بزواجها منى .!!
حسان فى غضب :
لا اسمح لك بتخطى حدود
الأدب...
ابنتى فتاة جميله جدًا..
أجمل من منى خطيبتك
نفسها..
ابنتى الجميع يشهد بأدبها
وأخلاقها...
محمود فى سخريه :
حسنًا وتدعونى للزواج منها..
هل هذا مقنع..؟
لا تقول بأنها تحبنى..؟
محمود الذى أحبته فى الماضى
لم يعد له وجود...
حسان فى حزن
: رغم أنها تعلم بكل ما حدث لك
قامت بمحاولة الإنتحار
حينما حاولت إرغامها
على الزواج من شاب آخر..
حاولت الموت من أجلك..
وهى تعلم كل ما حدث لك..
وتعلم بأمر إحتراقك..
لقد تم إنقاذها وكانت ترقد
فى الحجره المقابله لك..
وهذا من الصدف الغربيه..
القدر جمعكم...
يتنهد محمود : حاج حسان
رغم بأنى غير مقتنع
بحديثك لكن صدقني..
سيكون من الغباء عرض
الزواج من رجل مثلى..
عليها أن تبدأ حياتها
مع رجل سليم...
رجل يسعدها..
ويحقق أحلامها..
لا ليقتلها...
أرجوك كفى حديث...
ودعنى..
دعنى وحدى من فضلك ..
يكفى ما أنا فيه...
تتساقط دموع الحاج حسان
يقول بصوت منكسر :
محمود ..
أرجوك...تزوج ابنتى..
تزوجها وحقق أمنيتها...
محمود فى قمة صدمته
: مستحيل ما تقوله ...!
أنا لا أستطيع فهمك ..!
أنا..
يقاطعه حسان :
لا تظن سوء فى ابنتى...
ابنتى شريفه ..
ولكنها ..
وعاد للصمت وهو يمسح
بيديه اليمنى دموعه الملتهبه
: لكنها ستموت...
ستموت بعد عام أو أقل...
هكذا قال الأطباء..
محمود فى صدمه كبيره
ينفى برأسه فى ذهول :
تموت...
ساره ...
أومأ حسان برأسه : نعم ..
لديها قصور كبيره فى
وظائف القلب...
لديها عام واحد فقط
لتعيشه...
أرجوك حقق لى ولها تلك
الأمنيه ..
محمود لا يصدق ما يسمعه
يقول فى ذهول :
لقد أصابتنى كلماتك
بالصدمه ...
ولكن للأسف أنا أرفض
ذلك العرض...
ولن اقبل به..
ولن اتزوج ابنتك...
حتى وإن كانت ستعيش عام
واحد فقط..
حسان فى حزن :
هل هذا قرارك الأخير...
محمود بهدوء : نعم
حسان : إذن دعنى أجبرك
على قبول ذلك الزواج
ينفى محمود بقوة :
مستحيل ..
لا توجد قوة فى الارض
يمكنها أن ترغمنى على
الزواج من ابنتك
ساره ..
ينفى حسان : ولكن مفاجأتى
لك ستجبرك على هذا الزواج
لقد ارغمتنى على إتخاذ
هذا الطريق الذى لم أرغب به...
واستخدام آخر الكروت...
محمود فى حنقه :
لا يمكنك ارغامى...
حسان فى سخريه :
حسنًا...
سأخبرك كيف ستقبل الزواج
منها ..
وسيكون الزفاف بينكم
هذا الأسبوع...
ينفى محمود برأسه فى
تحدى : لن يحدث..
حسان بلهجه قويه يخبره
سر جديد ..
سر خطير ..
سر يجبر محمود على الزاوج
من ساره ...
سر لا يتخيله أحد..