رواية عطر اليونسى الفصل الثالث عشر بقلم نور شريف
دخلت الأوضة وقفت جنب السرير بصت له وهي شايلة جواها خليط من الحب والألم: همست له بكلمات ماكنتش متأكدة إذا كان هيسمعها ولا لأ، بس كانت محتاجة تطلعها من قلبها,كنت دايمًا موجودة ليك بس في وقت ما… نسيتني. صوتها كان ضعيف بس مليان بالعتاب اللي كانت شايلة جواه.
قلبها كان بينادي عليه، بس لسه في جواها جزء بيحس بالوجع من اللي حصل بينهم كانت بتحاول تسيطر على دموعها وهي بتحس إن المسافة بينهم بقت أكبر من اللي تخيلته مش بسبب الأجهزة أو حالته، لكن بسبب حاجات كتير كتمتها في نفسها.
"كنت فاكرة إني أقدر أمشي من غيرك، وأني خلاص مابقتش أحتاجك... بس وجودك كده قدامي بيفكرني إني كنت بغلط. حسّت كأنها بتتكلم معاه لأول مرة بصدق، وكأن الحواجز كلها اختفت قربت منه ولمست إيده بخفة وبدأت دموعها تنزل.
بس في لحظة حسّت كأن الأوضة بقت أضيق وكأن الأجهزة اللي حواليه بتسرق منه الحياة لحظة بلحظة مشاعرها بدأت تتلخبط بين حبها ليه وغضبها منه أخدت خطوة لورا، زي اللي بتودّع.
بنظرة أخيرة قالت: يمكن لازم أمشي يمكن ده اللي كان مفروض يحصل من البداية وبدون ما تستنى إجابة خرجت من الأوضة بس قلبها كان لسه متعلق بيه وكأنها سابت جزء منها هناك معاه حتى لو كانت لسه زعلانة منه
عطر كانت خارجة من أوضة العناية المركزة حاسة بخطواتها تقيلة كأنها بتجرّي معاها كل هموم الدنيا قلبها بينادي يونس بس عقلها بيقول لها إنها خلاص لازم تمشي بس فجأة لقت مراد واقف قدامها عيونه شايلة نظرة مزيج من الشفقة والإصرار.
متمشيش يا عطر قالها بنبرة هادية لكنها واثقة كان عارف قد إيه الموضوع صعب عليها بس كان حاسس إن اللي بينها وبين يونس أكبر من أي زعل أو غضب.
عطر وقفت باصة له بنظرة حزينة وقالت: مراد أنا مش قادرة، مش قادرة أستحمل أشوفه كده... وخصوصًا بعد كل اللي حصل بينا.
مراد قرب منها حط إيده على كتفها بلطف وقال: عارف إنك زعلانة وحقك بس يونس محتاجك دلوقتي أكتر من أي وقت تاني يمكن ده الوقت اللي لازم تحسيه فعلاً جمبك بغض النظر عن اللي بينكم.
عيونها كانت مليانة دموع بصت بعيد كأنها بتحاول تخفي ضعفها بس يا مراد… مشاعري مكسورة، إزاي هقف جمبه وأنا حاسة بالجرح ده؟
مراد ابتسم لها ابتسامة مليانة حكمة وقال: يمكن عشان في اللحظات دي بنكتشف إن الحب الحقيقي هو اللي يخلينا ننسى وجعنا عشان الناس اللي بنحبهم ومين عارف؟ يمكن تكون اللحظة دي بداية جديدة ليكم.
عطر أخدت نفس عميق، وكانت عينيها شايلة مزيج من الخوف والأمل. حسّت إنها لسه بتحبه وإنه يستاهل على الأقل تكون جنبه دلوقتي نظرت لمراد بتقدير وقالت بهدوء
بس أنا همشي يونس عايش علي الاجهزه بقاله شهور حتي مفيش حركه كل اللي إحنا فيه بسبب تفكيره الغلط
مراد خليك معاه ..
عطر أستني يا عطر !!!!