رواية وحوش لا تعشق الجزء الثاني من ليالي الفصل الثالث عشر 13 بقلم رحاب ابراهيم


 رواية وحوش لا تعشق الجزء الثاني من ليالي الفصل الثالث عشر بقلم رحاب ابراهيم 

خرج من السيارة الذي اندست وسط السيارات التالفة ، وأشار لبعض رجاله للأستعداد ... تحرك بين السيارت بحذر شديد وساعده الظلام على ذلك حتى صوب نظرته على من يقف مسؤول عن التسليم وضغط على زند مسدسه حتى اجلق أعيرة نارية على القادة فيهم ....انتشرت النيران بالمكان حتى ركض فهد مفترسا ذلك المهرب وجذبه خلف أحد السيارات بلكمات عنيفة وزاده الغضب الذي يشعر به نيران على شراسته ....حتى الاقاه أرضا وبدأ اطلاق الرصاص على البقية حتى اصاب الكثير بينهم .....الغضب اشعل قوته حتى أنه كان يرى في كل فرد فيهم ...ذلك المجرم الذي وضع عيناه القذرة على صغيرته ....فلينهي عمله وواجبه بأسرع ما يكون وليذهب إليها .....

انتشر رجال الشرطة بالمكان حتى تم السيطرة على الموقف ولكن اصاب فهد لأول مرة منذ أن عمل بالشرطة أن يصاب بشظايا نارية في كتفه ...وما كان ينقص يده المصابة بداء مزمن إلا تلك الشظايا حتى يتألم أكثر ....انسالت الدماء من يده وهو يركض خلف أحد الافراد قد فر هاربا ولكن تلقى لكمة خلفية قد اسقطته بعنف حتى سقط متأوها....وتم السيطرة تماما على الموقف مع اصابات لبعض جنود الشرطة حتى تم القبض على جميعهم بإستثناء احدهم قد استطاع الفرار منذ أن لمح فهد يقترب في البداية ....

اودع الجنود جميع المجرمين بداخل العربات المصفحة واقترب أحد رجال فهد بتساءل قلق :-
_ دراعك اتصاب ؟ 
هز فهد رأسه بالنفي وعيناه تقدح شررا وهتف وهو يدخل أحد السيارات ولم يأبه ليداه ، فلم يكن الجرح بالخطير ولكن مؤلم :-
_ جاي وراكوا ، يلا بسرررعة 

تحركت السيارات بعد الانهاء وذهبت في ظلام الطريق ..

_____________________________

ترجل فهد من سيارته ليدلف مترقبا نزول هؤلاء الاوغاد من عربات الشرطة ثم سأله أحد العساكر الذي قد انتبه لنزيف يده وقال :-
_ هبعت اجيب دكتور يا فهد باشا 

رفض فهد بغضب يكبته بقوة ثم دخل سيارته مرة أخرى وقال :-
_ انا هروح لدكتور يشوفلي الجرح وهرجع تاني ...
دخل سيارته وقادها كالمجنون وأثناء ذلك اتصل على رقم خالد ليخبره ما حدث حتى اجابه خالد عبر الهاتف :-
_ مافيش مأذون دخل لبيت فاطمة وكله متراقب ومستني اشارة منك ، هتعمل ايه ؟ 
تنفس فهد بضيق ثم قال بعين كجحيم البركان المتفحم :-
_ هتعرف هعمل ايه ؟ 
اجاب خالد بضحكة :-
_ ياريتني كنت معاك 
انهى فهد الاتصال وهو متوجها لمنزل فاطمة الذي أخبره اسماعيل بعنوانه أثناء الاتصال الأول ...

_________________________________

زفر حداد بضيق وهتف بأحد رجاله :-
_ يعني ايه مأذون بقاله اربع ساعات في الطريق!! ، ما تجيبوا واحد غيره .......
اقترب اسماعيل بقلق وتظاهر بإيبداء المساعده وقال :-
_ انا أعرف مأذون قريبي ، هروح اجيبه واجي ،دي بردو فاطمة بنت حتتنا 
لشدة استعجال حداد فقد اومئ بالموافقة دون أن يفكر حتى ابتعد اسماعيل واتصل بالضابط خالد واجابه الآخر وقال :-
_ استنى الضابط فهد عند موقف العربيات وحضرله لبس مأذون ...
وافق اسماعيل وبدأ في التنفيذ حتى انتظر فهد في المكان المحدد.....

وكأن ينقص أن تتنفس السيارة الصعداء من تلك السرعة الجنونية التي كان يقود بها فهد حتى توقف عند مدخل هذه المنطقة هو عبارة عن موقف للسيارات الأجرة ....اقترب منه اسماعيل بشك فهو لم يره من قبل ولكن هيئته تدل عليه قال بتساءل :-
_ الضابط فهد ؟ 
اجابه فهد :-
_ انت مين ؟ 
قال اسماعيل :-
_ اسماعيل ياباشا 
نظر فهد لاسماعيل ..قال اسماعيل وهو يشير لأحد الكراجات :-
_ الشارع اللي جنب الكراچ ده هيوصلك لبيت فاطمة ، هو عليه فرعين نور وهتعرف تميزه وانا هكون مع حضرتك 
سأله فهد وهو يدرس المكان حوله :-
_ هو معاه كام واحد 
رد اسماعيل سريعا :-
_ انا راقبته كويس من الصبح ، رجالته كلهم على القهوة وعرفتهم كلهم ، هما تلاته غيره 
قال فهد بأمر :-
_ روح جيب المأذون ، مأذون بجد 
حملق اسماعيل به بصدمة حتى هتف فهد بقوة :-
_ روح اعمل اللي بقولك عليه ، وريني بس الأول القهوة دي فين وهما مين فيها وبعد كدا اعمل اللي بقولك عليه ...

اضطرب الرجل واطاعه بصمت حتى ساروا في شارع جانبي محاط بالظلام وكان الخيار الانسب للأختفاء حتى توقف اسماعيل على بُعد غير مرئي لهم وأشار لفهد عليهم واحدا تلو الأخر ..ولم يكن حداد بينهم وهذا ما جعل فهد يغلي من الغضب أكثر ....
ذهب اسماعيل ليأتي بالمأذون وراقب فهد هولاء الرجال حتى اوقف أحد الصغار الذي مروا أمامه فجأة وقال له شيء في اذنه ليفعله ....ركض الطفل لأحد الرجال وقال له شيء حتى نهض الرجل واتى للمكان المشار ...

خرج فهد من بين العتمة ليلكمه على وجهه بمطرقة خشبية ثقيلة قد وجدها على أحد الجوانب حتى تأوه الرجل ولم يكن من بُد من براثن الفهد وهو يحيط الخناق به وقال :-
_ نادي عليهم وإلا هموتك 
جحظت عين الرجل بذعر ووافق على الفور ، تركه فهد وهو يصوب سلاحه خلف ظهره ....هتف الرجل على أحد الرجال الاثنان ليأتي ....التفت بخوف لفهد حتى اوقعه فهد بلكمة عنيفه اوقعته مغشيا عليه ....
أتى الرجل الآخر راكضا تحسبا لأي جديد قد طرق ولكن وقع والدماء تسيل من رأسه من قوة الضربة التي تلقاها على رأسه ......أما الآخر فذهب فهد له بنفسه بعد أن اودع الرجلان بأحد صناديق القمامة وأغلق عليهم جيدا ....

انهمك الرجل الثالث بلف سيجارة تحتوي على تبغ مخدر ولم يلاحظ الذي اندفع إليه كثعبان الكوبرا وانقض عليه ضربا بعنف ولم ينتبه الرجل لوجه ضاربه إلا وهو يسقط تحت أحد الطاولات بعد أن ابتعد من بالقهوة ....

نظر فهد للمنزل وركض بداخله كالمجنون الذي فقد عقله ولكن هنا كاد أن يفقد قلبه .....
ثمة أمرح مضحك في نظرة حداد الذي اتسعت بهلع وهو يهبط الدرج هبوطا بعد أن صعد ليطمئن على أن كل شيء على ما يرام ....وكأن اصبح تمثال لا يتحرك اما الآخر نقيضه تماما فالآن رأه وجها لوجه....
جذبه من ياقته قبل أن يهرب منه حتى جذبه للاسفل مجرجرا اياه على وجهه وقد عانق وجهه جميع درجات السلم بعنف حتى تاهت معالمه بدمائه وهو يصرخ حتى دفعه فهد بخارج المبنى بوسط الطريق وأمام الجميع ....صب عليه جام غضبه وشراسته كاد كاد حداد أن يتلقط انفاسه الآخيرة تحت غضب تلك الشرس الذي يلكمه بقتال يؤدي إلى الموت وليس مجرد قتال .....
أخذه مرة أخرى للأعلى بنفس طريقة نزوله .....والتزم الصمت ولم يتفوه بكلمة وهو يطلق غضبه على هذا الحقير ....

_________________________________

رجف القلب بآنة صارخة بين صيحات الألم وهي تبكي بدموع حارقة على نفسها ، على قلبها ، على كل شيء تمنته قبلا واصبح الآن كالهشيم ...تناقض رؤية الأمل أمامها مع لون ثوبها الأبيض التي تنزلق عليها دموعها المشتعلة والمحملة بآنين الحزن يتكلم ....ربت عليها اخواتها الصغار بأناملهم الصغيرة وملامحهم مذعورة ووالديها الذي تركوها حتى ترتدي رداء موتها الابيض وجلسوا بالخارج باكيين ولم ينتبهوا لكل ما حدث بسبب اصوات الموسيقى العالية ...حتى نظرت لهم وكأنها تودعهم ...الوداع ! 
لن تتركه يأخذها ..لن تترك مصيرها بين يديه ، لن ترمي بحياتها بين يد هذا الرجل ....الوداع ..الآن 

بيدٍ تنقبض عروقها غضبا ، فتح باب غرفتها بعين الفهد الثائر الذي لهث الغضب من مقلتيه بعنف شرس ..
دلف للغرفة وخلفه حداد مجرجرا كالذبيحة على الارض يتوسل بصوت خفيض ويتنفس بصعوبة ويتمتم حتى يتركه فهد ..... 

ماذا سيحدث ؟ ما الذي ينتظر فاطمة ؟ هل سيلحقها أم ستصبح بعد ثوانٍ من ...الأموات 

دلف فهد وقد تلاشى الغضب وهو ينظر لها ...فاطمة ...صغيرته ....اقترب دون وعي منه وبنظرة عميقة تضمها بجنون غضبه ولهفته في آنٍ واحد فإذ به تتسع عيناه وهو يرى ما بيدها التي كادت أن تقذف بذلك السم التابع للحشرات إلى فمها حتى توقفت يدها بجمود وهي تحملق فيه بصدمة ... صدمة ترقص على انغام السعادة ...عادت الدماء بوجهها الذي شحب من الحزن لتتلقف النسمات ورحيق الأمل بأنفاسها وانتفض جسدها وهي تراه يقترب حتى دفع ما بيدها على الأرض بغضب وهتف بها بجنون :-
_ كنتي هتعملي إيه يا مجنونة ؟
انفرجت شفاها لتعبر عن ابتسامة مذهولة فكان بها بعض الشك في واقعية ما يحدث حتى قال لها بقوة :-
_ انا قولتلك المرة اللي فاتت لو شوفتك تاني مش هسيبك ..ودلوقتي اللي هقوله يتنفذ ...
كفكفت امها عيناها بفرحة وتأمل مصطفى وجه فهد بتفكير رغم راحته واطمئنانه لمجيئه حتى اتى اسماعيل بالمأذون وقال لفهد :-
_ انا جبت المأذون زي ما امرتني ياباشا 
ضرب فهد حداد الذي كان مفترش الأرض بدمائه الملوثة وهتف به :-
_ فين الولد الصغير ؟
نطقت نعيمة واجابت سريعا :-
_ هو جابه من شوية قبل ما حضرتك تيجي على طول 
جذب فهد حداد لخارج الغرفة ثم اوثقه بحزم وجعل أحد الجيران مراقب عليه حتى الانتهاء مما نوى عليه ....
ودلف مرة أخرى وقال لمصطفى جملته الذي ايقظت العقول وفغرت الافواه :-
_ انا طالب ايد فاطمة ...موافق ؟ 
صمت الجميع وسقط فاطمة على فراشها وجلست والصدمة تنهش بملامحها حتى رد مصطفى بابتسامة فرحة :-
_ موافق ...مافيش غيرك هطمن على بنتي معاه ، بس لازم نجهز نفسنا الأول ونجهزها 
رفض فهد بحدة وقال :-
_ هاخدها وبس مش عايز حاجة تاني ...مش هينفع اسيبها تاني 
وافق مصطفى على مضض وقد شعر بالقلق على ابنته فهو لا يستطع تكنه ما ستؤول اليه الأمور أن ذهب فهد وتركهم لسلسال هؤلاء المجرمين حتى تعالت زغاريد الأم وركضت لأبنتها بضمة قوية لتعانقها بمباركة وقالت :-
_ الف مبروووك يابطة ، شوفي ربنا سلمها أزاي مش قولتلك ربنا مش هيسيبنا ..
قال المأذون سؤاله برسمية :-
_ ايه رأي العروسة ؟ 
بدقات قلب عنيفة هزت رأسها بالايجاب وظهر شبح ابتسامة على شفتيها وكأنها امتلكت ثروات العالم حتى اسرع اسماعيل في جلب شاهد آخر وتم عقد العقران أمام الجميع ...اتى دفوف من الجيران ليهنأو العرسان ونظروا جميعا إلى فهد وكأنه اصبح لديهم بطل خارق ....اتصل بقسم الشرطة حتى تأتي قوة وتأخذ هؤلاء المجرمين بعد أن اوثقهم وجعل رجال المنطقة يحيطون بهم حتى مجيء الشرطة .....

وكأنها تحلم اسعد احلامها .. من يصدق ما يحدث ، لا زالت تشك انها تحلم ...من نيران الألم لنعيم السعادة في لمحة وطرفة عين ....اتى لأجلها ..فعل كل هذا لأجلها هي فقط ..

نهض فهد واقترب منها بنظرة عميقة غارت بعيناها التي لمعت من السعادة ولم تتفوه بكلمة منذ مجيئه حتى ودعها كلا من والديها واخواتها الصغار الذي لم يكفوا عن البكاء لرحيل شقيقتهم الحبيبة حتى وضع فهد يده بيدها وانزلها على درجات السلم الخرساني ولم يتخيل يوما أن ليلة زفافه سيكون بهذا الشكل .....
التف الجميع حولهم مهنأيين حتى ادخلها فهد السيارة ودخل بجانبها وذهب بالسيارة في الطريق...

_____________________________استغفرك ربي واتوب إليك 

ارتجف جسدها ودقات قلبها تغزو انفاسها ، من اسعد منها اليوم ..اختلست نظرة مبتسمة لجانب وجهه الذي تحول للجمود ثم وقف فجأة في منطقة خالية تماما وترجل من السيارة .....راقبته ثم ابتسمت بخجل رغم حيرتها بسبب جموده هذا حتى بدأت تغني تلك المقطوعة التي غنتها في الحديقة ....
صوتها عذب بشكل فاق مقاومته ..اجفل عيناه بقوة غاضبة حتى اجبره صوتها وهي تنادي بأسمه :-
_ فهد 
وأخيرا قالت شيء ولكن لابد أن يتحدث ولابد أن تتحدث هي الأخرى فلا مجال للأنكار فهي.... تحبه 
التفتت لينظر لها ببطء ورأى وجهها المتورد بجماله البريء ابتلع غصة بحلقه ثم ترجل من السيارة ووقف في فراغ الطريق المظلم ...ولا ينيره غير باثقة القمر المنير...
جعدت حاجبيها بتساؤل ثم ترجلت لتقترب منه وتعترف إليه بما تشعر به وقفت امامه بابتسامة غمرت عيناها وقالت :-
_ انا مبسوووطة وفرحااانة أووي يافهد ، انا مش مصدقة اللي انا فيه ..بس انا عارفة انت جيت ليه وعملت ده كله ليه ....
نظر إليها بغضب ولم يدري كيف فعل ذلك وهو الذي اقسم أنه لن يعشق ابدا ...فليس مسموح له بالعشق ..وتخيلها وهي تراه يصرخ من آلام يده وتشنجها وكره هذا المشهد ومقته بغضب شرس....حتى هدر العنف بعيناه وهو يهتف :-
_ دلوقتي بقيتي في ايدي واقدر اذلك زي ما انا عايز ، ولا تكوني فاكرة أني جيت عشان سواد عنيكي ...لأ

حملقت به في ذهول وسرعان ما سقط الدمع على وجنتيها ليحرق بشرتها ويشحبها من جديد ....غمغمت بصدمة:-
_ تذلني ! ....ليه ؟ 
قبض على يدها بقوة على غرزت انامله بجلد يدها وصرخ بوجهها بغضب:-
_ مش عايز اسمع صوتك ..فاااهمة ، وبالذات صوووتك 
جرها للسيارة بقوة وكادت أن تسقط من يده مرارا واصبحت كالريشة في مهب الريح الذي تلقيها هنا وهناك ...
دفعها بداخل السيارة وجلس مرة أخرى بجانبها حتى قادها إلى شقته الخاصة ....

تعليقات



×