------------------------------------------------------------------------------------- -------------------------------------------------------------------------------------

رواية وشم علي حواف القلوب الفصل الثالث عشر 13 بقلم ميمي عوالي




 رواية وشم علي حواف القلوب الفصل الثالث عشر 13 بقلم ميمي عوالي 



 ربّي بشّرنا بما يَسرّنا ، وكف عنا ما يَضرّنا ، وثبت يقيننا ، وارزقنا حلالاً يكفينا ، وأبعد عنّا كل شيء يؤذينا ، اللهمَّ آمين .


13

وشم على حواف القلوب

الفصل الثالث عشر

لا احلل نشر او نقل الرواية باى مكان اخر دون اذن كتابى منى شخصيا و من يفعل دون ذلك يعرض نفسه للمسائلة القانونية 


هاتفت حسنة شقيقتها سميحة و ما ان ردت عليها حتى قالت لها : شيخون من ساعة ما سابنا و راح مع جابر و هو لا حس و لا خبر ، هو جابر ما حدتكيش

سميحة : لاا .. و يا خوفى من لمتهم دى و رجوعهم مع بعض بالشكل ده من تانى ، ياخوفى لا يقلبوا فى القديم و الفار يلعب فى عبهم

حسنة بقلق : انى كمان خايفة 

سميحة : طب و انتى ايه اللى مخوفك ، طب انى اللى ملطوطة انى و اخوكى ، لكن انتى مهما ان كان بعيدة عن كل اللى حوصل وقتها 

حسنة بتنهيدة ثقيلة : مايتهيأليش يا سميحة ، شيخون حساه متغير و فى حاجة فى دماغه

سميحة : حاجة زى ايه يعنى 

حسنة : ماخبراش ، لكن حاساها حاجة كبيرة قوى ، و كمان لمته على نجاة و بالخصوص اليومين دولهمن ، و زينب 

سميحة : مالها ام لسان فلتان .. عملت ايه تانى 

حسنة : ماعملتش حاجة 

سميحة : اومال مالها

حسنة : مش مرتاحة لعينيها اللى كل ما تطلع فيا احسها زى ما تكون زمقانة 

سميحة : و هى يعنى هتزمق منيكى ليه عاد

حسنة بضيق : ماخبراش 

سميحة بضيق مماثل : ماخبراش جوزك و ماخبراش زينب ، اومال خابرة ايه عاد ، و اللا تكونيش دماغك رايحة لسكة تانية يا بت ابوى 

حسنة : سكة ايه دى اللى تقصديها 

سميحة بخبث : العشق القديم ، ايه .. لساكى ماعرفتيش تنسيه عاد

حسنة بتنهيدة ثقيلة : و انتى كنتى عرفتى تنسى جابر اياك 

سميحة بذهول : باينك اتجنيتى صوح يا حسنة ، انتى ناسية انك على ذمة راجل و حداكى من العيال تلاتة 

حسنة : و انتى ماكنتيش على ذمة راجل يا سميحة و اتطلقتى منيه عشان خاطر جابر

سميحة بانكار : اتطلقت لما لقيت انى مش قادرة انسى جابر 

حسنة بحدة : اتطلقتى لما عرفتى ان جابر مرته ماتت ، يعنى لو ما كانتش مرته ماتت كنتى فضلتى على ذمة جوزك و يمكن كان زمان معاكى عيل و اتنين دلوك

سميحة : و مالك قلبتى عليا ليه اكده 

حسنة : انى بس بفكرك عشان لا تعايرينى و لا اعايرك لان الهم طايلنى و طايلك يا بت ابوى

سميحة : لاا دلوك الهم خلاص سابنى و فارق ، كلها كام شهر و هتجوز الراجل اللى عشقته و حاربت عشانه العمر كلاته ، لكن انتى بقى ….

حسنة : انى ايه ما تكملى 

سميحة : انتى خلاص يا حسنة بقيتى من سكه و هو من سكة تانية من سنين طويلة ، حكم حتى لو شيخون طلقك عمره ما هيفكر فيكى ابدا 

حسنة بشرود : عنديكى حق .. الله يسامحها امك .. هى السبب ، لما شيخون اتقدملى قلتلها مش رايداه ، لكن هى صممت .. كانت عينها من الارض بتاعته

سميحة : بس شيخون يعنى ماهواش اغنى من حكم 

حسنة : ايوة ، بس كانت شايفة ان فايزة و المصيلحى واكلين بعقل حكم حلاوة ، و كمان كانت شايفة انه مش مهتم بالارض و ان المصيلحى هو اللى بيعمل له كل حاجة ، و اهم حاجة ان حكم فى الاساس ماطلبنيش

سميحة : مانتى خابرة زين انه طول عمره و انتى مش فى باله اصلا و حتى لو فى باله ، ازاى يفكر فيكى بعد ما صاحبه طلبك

حسنة بانتباه : انى سامعة صوت البوابة بتنفتح ، شكل شيخون وصل هو و البنات ، ياللا تصبحى على خير

وضعت هاتفها و خرجت لتستطلع القادم .. فوجدت زينب و زينة و هما تضحكان و زينة تقول بمرح : بس يا ابة لو تشوف عبدالرحمن و عبدالله و هم بيبصوا للبت ورد دى و هى بتقول دادى كنت تهلك من الضحك عليهم

شيخون : ايوة شفتهم اول يوم شافوهم فيه و قعدوا يتمقلتوا عليهم

زينب : بس و الله يا ابة بنات زى العسل و دمهم شربات .. انى حبيتهم قوى 

شيخون : ايوة يا بنات ، حاولوا تبقوا حنينين عليهم ، مهما ان كان يتامى و محرومين من امهم

ليأتيهم صوت حسنة و هى تقول بترصد : حمدالله على السلامة.. كل ده تأخير

ليلاحظ شيخون ان زينب تتوارى خلفه ، فيقول : معلش يا حسنة .. القاعدة خدتنى مع جابر و حكم و اتأخرت على البنات ، ده انى حتى كنت هرجع على هنا و اسيبهم يباتوا عند عمتهم 

حسنة بحزم : لا يا شيخون .. بناتى ما يباتوش بعيد عن دارهم

شيخون دون اهتمام : مانى روحت جيبتهم برضيك عشان اكده

حسنة : اتعشيتوا 

شيخون : لاا .. انى شبعان .. كلت درة مشوى عند جابر 

زينة : و احنا كمان يا امة كلنا روانى عند عمتى ، مش جعانين

حسنة : ماشى .. ياللا ناموا بقى الوقت اتاخر 

و بعد ان ولج شيخون الى غرفة نومهما ، مدت حسنة يدها و سحبت زبنب خلفها حتى دخلت بها الى غرفة شقيقها و اغلقت دونهما الباب و قالت لها بتساؤل : نجاة سالتك على حاجة 

زينب بتردد : حاجة زى ايه

حسنة بنبرة حادة : بت انتى .. ماتتخابثيش عليا احسنلك و اتحدتى على طول 

زينب بامتعاض : هو اشمعنى انى اللى على طول بتعملى معايا اكده

حسنة : عشان انتى اللى دايما لسانك مفلوت منك ، و اللا نسيتى 

زينب : لاا يا امة .. مسألتنيش عن حاجة ، و حتى لو سألتنى .. انا ماعرفش حاجة من من اصله عشان اقولهالها 

حسنة : ماشى يا زينب ، بس يا ويلك منى لو عرفت انك رطيتى معاها فى اى كلام مالوش عازة ، هقطعلك حتة من لسانك ده و اعلقهولك فى رقبتك عشان تحرمى

و تتركها و تذهب الى غرفة نومها .. لتجد ان شيخون قد قام بتغيير ملابسه و ما ان رأها قال : ما تعمليلى كوباية شاى 

حسنة : ايه.. ماكفاكش الشاى اللى جابر عملهولك

شيخون : لو جيتى للحق .. شربنا كتير ، بس انى عاوز اشرب حاجة سخنة عشان اعرف انام 

حسنة : ماشى ، هروح اعمل لك الشاى 

لتعود بالشاى بعد دقائق قليلة لتجده قد غرق فى سبات عميق ، و عندما حاولت تنبيهه ليحتسى الشاى .. رفض قائلا : لاا خلاص مش عاوز .. اشربيه انتى بقى 

لتقول حسنة فى نفسها : ااه لو اعرف اللى فى دماغك .. يمكن كنت استريحت ، لكن معلش ، مافيش حاجة بتفضل مستخبية اكده على طول 

فى اليوم التالى .. كانت سهى فى طريق عودتها من عملها .. لتغير طريق سيرها الى دار ابيها و تتخد طريقا اخر حتى وصلت لدوارا كبيرا له باب حديدى عال ، و عندما وقفت امامه لمحت صبيين يلهوان بالداخل ، فقالت بصوت واضح : محمود .. يوسف

ليعدو الطفلان نحو الباب و يفتحانه بلهفة و هما يصيحان : أمة جت 

و ما ان فتحا الباب حتى ارتمى الصبيان باحضان سهى بحب و هما يعبران لها عن مدى اشتياقهما لها ، و هى الاخرى لا تقل اشتياقا عنهما ، و قدمت لهما بعض الحلوى و هى تقول : الحاجات الحلوة اللى طلبتوها منى اهى .. بس خلوها لبعد الاكل عشان ماتسدش نفسكم .. ستكم فين

محمود : ستى جوة بتشوف الاكل 

سهى : ماشى انا هدخل اسلم عليها 

لتدخل سهى الى الدوار و هى تقول بصوت جهورى : السلام عليكم ، انتى فين يا امة نوارة 

ليأتيها صوت نوارة قائلا : مين .. سهى

سهى : ايوة يا امة انتى فين 

نوارة : تعالى يا ضنايا انا فى المطبخ 

لتصل اليها سهى و تنحنى عليها مقبلة راسها و تقول : ازيك يا امة عاملة ايه اتوحشتك

نوارة بعتاب : لو كنتى اتوحشتينى صحيح ماكنتيش تغيبى عنى اكده

سهى بتبرير : مانتى خابرة يا امة 

نوارة بتنهيدة : انا تعبت من الحديت وياكى ، لا انتى بتسمعى حديتى و لا انتى عارفة تلاقى حل تانى 

سهى بعتاب : ترضيهالى برضك يا امة انى اتجوز من غير علم ابويا و امى و افضحهم فى الكفر كلاته

نوارة : و انتى يا بتى راضية عن يتم عيالك ده و انتى على وش الدنيا ، ثم هو انتى فاكرة اننا هنجوزك فى السر برضيك ، ده هيبقى بعلم الدنيا كلاتها 

سهى : بس مش برضا امى برضك 

نوارة : خلاص خليكى فى ناحية و عيالك فى ناحية طول العمر 

سهى : انى حكيت لحكم على الحكاية كلاتها ، و ان شاء الله يقدر يقنع امى 

نوارة : ما يتهيأليش هنحتاج لحكم 

سهى: اشمعنى

نوارة : كنت عاوزة اقول لك على حاجة اكده و اشوف رأيك ايه

سهى : خير

نوارة : عمك عبد الحليم قاللى انه عاوز يروح لمحامى عشان يكتب وصيته

سهى : ربنا يديله طولة العمر 

نوارة : يارب ، قاللى انه هيكتب نص الارض لحمدى و النص التانى لعيالك ، بس هيحط شرط فى الوصية 

سهى : بشروط او من غير شروط يا امة ، دى ارضه و وصيته و هو حر فيها ، انى الحكاية دى عمرها ما جت فى بالى 

نوارة : اسمعى بس عشان تفهمى 

سهى : ماشى .. قولى

نوارة : عبد الحليم عاوز يحط شرط ان ولادك يورثوا لو انتى اتجوزتى حمدى ، و لو ما اتجوزتيهوش يبقى حمدى ساعتها حر ان كان يوافق ان ولاد فتحى الله يرحمه يورثوا معاه و اللا لاا

سهى بدهشة : طب و ليه الشرط ده 

نوارة بمكر : الشرط ده عشان امك لا عشانك و لا عشان الورث ، احنا فكرنا و لقينا ان هى دى الطريقة الوحيدة اللى تخلى امك مخها يلين ، رغم ان بالعقل اكده .. بعد عمر طويل لعمك كده كده الارض كلاتها لحمدى و ولادك ، حمدى عمره ما يمانع ابدا فى ان ولاد اخوه يورثوا معاه

سهى: انى عارفة و متوكدة كمان ، و انى معاكم فى كل اللى عاوزين تعملوه

نوارة : ماشى يا بتى ، انى عارفة انك لا رايدة حمدى ولدى و لا غيره و متوكدة انك مش عاوزة غير انك تعيشى مع عيالك تحت سقف واحد ، و عارفة كمان .. انك برغم كل حديتك و موافقتك على اللى انى عاوزاه الا انك من جواكى هايبة الحكاية اما تحصل ، بس صدقينى انى رايدة مصلحتك و مصلحة عيالك و مصلحة ولدى كمان .. انى عارفة ان اكيد الحديت وصل لك

سهى بفضول : تقصدى ايه ، انهى حديت ده اللى وصلنى

نوارة بحزن : ان حمدى مالوش فى الخلفة ، الله يسامحها بقى ماسابتش حد فى البر كلاته من غير ما تقول قدامه و تحكى

سهى بتعاطف : لو الحديت ده حقيقى يا امة ، فهو نصيب من ربنا 

نوارة : اللهم لا اعتراض ، بس صعب عليا كسرته يا بتى 

سهى : حمدى عنده بدل العيل تنين يا امة ، يوسف و محمود مايعرفولهمش اب غيره .. فتحوا عينهم عليه و ما بيقولولهوش غير يا ابة

نوارة : و عشان اكده شايفة ان جوازكم من بعض احسن حل ليكم كلكم ، لا انتى هتبقى محرومة من الخلفة ، و لا هتبقى خايفة على عيالك منيه ، و هو .. هيلاقى عوضه فى ولاد اخوه 

سهى : عندك حق ، كنت مفكرة انى لما انى كمان حسبتها اكده انى انانية .. لكن لقيتك اهه .. انتى كمان حسباها نفس الحسبة 

نوارة : كلنا يا بتى ، كلنا حاسبينها نفس الحسبة .. حتى حمدى 

سهى : انى هقوم انى امشى بقى 

نوارة : كان نفسى تقعدى تتغدى معانا

يعى : امى ماتعرفش انى جاية هنا ، انا بس بعد ما خرجت من المدرسة لقيتنى متوحشاكم فقلت اطل عليكم بسرعة و امشى طوالى 

نوارة : ماشى يا بتى ، روحى شوفى حالك

لتقبلها سهى مرة اخرى من رأسها و تخرج لتودع صغيريها فتجدهما مشغولان بشدة و هما يتفحصان صندوقا بيد عمهما حمدى الذى يراقب ردود افعالهما بشغف كبير حين قال يوسف بفرحة : دول هيفضلوا حدانا على طول يا ابة 

حمدى : ايوة اومال ايه .. بس اوعوا يدخلوا جوة احسن ستكو تبيتنا كلنا على المصطبة البرانية

محمود : طب هياكلوا ايه

حمدى : انى جايب لهم اكل خصوصى ليهم على ما يكبروا شوية و يبقوا ياكلوا بقى بواقى الاكل بتاعنا

و عندما اقتربت منهم سهى وجدت ان الصندوق يوجد به جروين لطيفين صغيرين فقالت : حلوين قوى 

حمدى بانتباه : ايه ده .. ماكنتش اعرف انك هنا .. ازيك يا ام يوسف .. انتى هنا من ميتى 

سهى : الحمدلله ، انى لسه جاية من شوية و ماشية طوالى

حمدى : انتى على طول مستعجلة اكده 

سهى : معلش ، مانت عارف الظروف ، بس حلوين اوى الكلبين دول 

حمدى : يوسف و محمود طلبينهم منى من مدة ، و اول ما عرفت اجيبهم جيبتهم لهم طوالى 

سهى بصدق : ربنا يخليك ليهم، تعيش و تجيب

حمدى : تسلمى

اما بمنزل نجاة .. كان الملحق قد انفصل بالفعل تماما عن الدوار ، و لم يبقى منه اى منفذ يستطيع قاطنيه ان يتواصلوا عبره ، و كانت نجاة تقف بالباب الداخلى بشرود و هى تراقب الغفراء و هم يقومون بطلاء الحائط الفاصل بين الدوار و المضيفة و الضيق يملأ صدرها ، حتى سمعت صوت شقيقها يأتيها من الباب الكبير و هو يشير عليها قائلا : اهى ... خالتكم نجاة واقفة على الباب روحوا لها ، ثم وجه حديثه الى نجاة قائلا بعد ان مرر الصغيرتين الى الداخل : حكم بيقوللى انهم بيسألوا عنيكى من وقت ما صحيوا

لتفتح نجاة ذراعيها للصغيرتين بحب قائلة : يا صباح الورد على الورد و الياسمين .. اتوحشتكم 

ورد : انا جعانة 

ياسمين : و انا كمان

نجاة : يا نضرى ، تعالوا ياللا اما اجيبلكم تاكلوا 

و اثناء اطعامها الصغيرتين قالت لهم : هتسافروا بكرة خلاص

ورد بحزن : هو مش ممكن تيجى معانا يا خالة نجاة 

نجاة بابتسامة : ماينفعش يا نضرى 

ياسمين : احنا قلنا لدادى اننا عاوزين تيجى عندك تانى بسرعة

نجاة : و هو قاللكم ايه

ورد : قال اننا مش هنتأخر ، بس انا كنت عاوزاكى تيجى معانا 

نجاة : ما انى هستناكم اهنه ، و هعمل لكم اكل زين لما تعاودوا بالسلامة 

ورد : طيب انا عاوزة النهاردة تعمليلى رقاق .. ماشى 

نجاة ضاحكة : بس اكده .. من عينيا

ياسمين و هى تتلفت من حولها : اومال فين عبد الرحمن و عبدالله 

نجاة : فى المدرسة من بدرى 

ياسمين: احنا كمان دادى هيودينا المدرسة

نجاة بتردد : و المدرسة بتاعتكم دى هتبقى فين يا ترى 

ياسمين : مش عارفين ، و لا حتى دادى يعرف ، قاللنا لما نسافر هنعرف 

لتومئ نجاة برأسها قائلة : كملوا ياللا اكلكم على ما اقول لهم يعملوا الشاى 

اما سميحة فقد هاتفت جابر و قالت له بعتاب : بقى أكده برضك ، تأجل جوازنا كل ده 

جابر بتهوين : دول تلت شهور يا سميحة 

سميحة : شايفهم قليلين يا جابر 

جابر : انتى خابرة انى مستعجل اكتر منك ، لكن انتى كمان خابرة انى مش هبقى فاضى خالص قبل اكده

سميحة : و فيها ايه لو كنا اتجوزنا و بقيت معاك و اساعدك

جابر: انتى عاوزانى انى جابر .. اخلى مرتى تنزل معايا الغيط و تزرع و تقلع ويايا

سميحة بدلال : و فيها ايه دى ، مش عشان نبقى مع بعض طوالى 

جابر : انى ما عنديش الكلام ده واصل 

سميحة : طب ما انى كنت بجيك الغيط و اجيبلك الاكل و اقعد وياك لحد ما تاكل كمان 

جابر : ان كان على دى .. ماشى ابقى تعالى ، لكن غير كده لاا

سميحة : طيب انى عاوزة اجيب لك اكل دلوك اعمل ايه

جابر : لاا مش هينفع

سميحة بعتاب : ده انى كنت عاملالك الاكل ده امبارح مخصوص ، و عملالك دكر بط يستاهل بقك و المحشى اللى بتحبه 

جابر : نوبة تانية بقى ، حلال على اللى هياكله

سميحة : طيب حتى ابعتهولك مع اى حد 

جابر : مايصوحش ، انى موصى ناس تعمل اكل ليا و لكل الرجالة اللى شغالين معايا دول .. ماتصغرينيش اومال يا سميحة 

سميحة بتسليم : ماعاش اللى يصغرك ، خلاص ماتزعلش ، بس ابقى حدتنى اما تفضى 

جابر : ماشى .. مع السلامة 

اما حسنة ، فعندما استيقظت لم تجد شيخون بالدار باكملها و عندما هاتفته قال لها : ايوة يا حسنة

حسنة : انت روحت فين بدرى اكده و من غير ما تفطر كمان

شيخون : كنت عاوز اشقر على الارض عشان مش فاضى ، طول النهار هبقى مشغول مع حكم

حسنة بنبرة غيرة : من يوم ما حكم عاود من الغربة و هو معاك .. ناقص تباتوا سوا

شيخون ضاحكا : ماتزعليش اكده ، اهو صابح مسافر من تانى 

حسنة بترقب : راجع بلاد برة 

شيخون : لاا ، عنده مصلحة هيقضيها فى مصر ، انتى كنتى متصلة عاوزة حاجة 

حسنة : لاا .. انى بس كنت بشوفك فين 

اما بدار بكر ، فكانت لبيبة تجلس و تحتسى الشاى و كان زين يجلس بالقرب منها فقالت له : بقولك يا زين

زين : قولى يا خالتى 

لبيبة : كنت عاوزاك يعنى لو فاضى ..تطلع معايا دلوك على السطح تشدلى الاحبال بتاعة الغسيل ، احسن مرخية اوى

لينهض زين قائلا : و لو مش فاضى افضالك يا خالتى 

لتضع الكوب من يدها و تنهض معه قائلة : ان شالله تعيش يا حبيبى 

و اثناء ما كان يجذب الحبل ليربطه بشده قالت له بترقب : بس تعرف يا واد زين .. انى امبارح استجدعنك بزيادة 

زين : اشمعنى

لبيبة ضاحكة : اصل واحد غيرك بعد اللى امك عملته امبارح ده كان قر لها بكل حاجة و ريح نفوخه ، لكن انت عاقل و عشان عارف ان امك مجنونة مارضيتش تقول لها حاجة 

زين بتردد : طب ماهو فعلا مافيش حاجة يا خالتى 

لبيبة بسخرية : انى فرحت بيك لما خبيت على امك ، بس هزعل منيك لو كدبت عليا 

زين بلجلجة : و هكدب ليه بس يا خالتى 

لبيبة بترصد : يمكن عشان ماتعرفناش مين اللى قال لك على الحكاية من الاول 

زين : انتى عاوزة ايه بالظبط يا خالتى 

لتجلس لبيبة امامه قائلة بابتسامة : عاوزة ألحق الدار دى قبل ما تنخرب و تولع يا قلب خالتك 

زين : الحكاية خلصت اصلا من قبل ما يبقى فى حاجة 

لبيبة : خلصت ازاى يعنى

زين بتردد : الست اللى ابويا كان عاوز يتجوزها ما وافقتش عليه ، لا هى و لا اخوها

لبيبة بتفكير : ست ! معنى اكده انه مش لسه عيلة صغار ، و كمان سبق لها الجواز

زين : ايوة 

لبيبة : متطلقة 

زين : لاا .. ارملة 

لتظل لبيبة شاردة للحظات و هى تنظر الى زين لتتسع عينيها فجأة و تقول بترصد : نجاة ! 

زين و هو بزدرد لعابه بصعوبه : انتى عرفتى كيف

لبيبة : ماهى باينة كيف الشمس اهى ، بقى اكده برضك يا بكر ، مافيش فايدة فيك

زين بقلق : خالتى لبيبة .. انتى ناوية على ايه

لبيبة : ماتخافش عاد ، انت ماقلتليش شى ، بس اوعاك امك تعرف انك قلتلى كلمة واحدة من الحديت ده لا تقوم لنا فى الدار حريقة 

زين : لا هو انى اتجنيت ، انى من الاول ماقلتش

لبيبة بتأكيد : و خليك على كلامك ، و سيبنى انى اتصرف

زين : هتتصرفى فى ايه بس يا خالتى ، ماقلتلك ان الحدوتة خلصت من قبل ماتبتدى 

لبيبة بسخرية : الحدوتة دى من قبل فاطمة و عبد القادر اخواتك ما ياجوا الدنيا 

زين بذهول : انتى بتقولى ايه يا خالة 

لبيبة : بقول لك اللى حوصل يا زين ، ابوك حاطط نجاة فى راسه من سنين كتيير اوى ، و مش عاوز ينساها 

زين : عاشقها

لبيبة : ابوك مابيعرفش يعشق يا زين ، و لا عمره جرب العشق من اساسه

زين بدهشة : طيب ليه 

لبيبة : الغيرة يا ولدى .. الغيرة مرة كيف الضرة و اكتر ، يا ويله اللى يسلم عقله ليها ، و ابوك سلم لها من سنين كتير اوى 

زين بفضول : و ابويا بيغير من مين يا خالة ، انا مش فاهم حاجه 

لبيبة و هى تترك زين لتعود الى الاسفل مرة اخرى : مش لازم تفهم ، و متشغلش دماغك بالحديت ده ، خلص الاحبال و شوف حالك 

و عندما عادت الى الاسفل اقتربت منها بدر سريعا و الفضول مسيطر عليها : عرفتى منه حاجة 

لبيبة بابتسامة : ابنك مايعرفش حاجة ، جيبته يمين و شمال لقيته ابيض يا ورد

بدر بامتعاض : يبقى عرف يضحك عليكى با فالحة 

لبيبة : سيبك انتى من زين خالص ، الولا ولا فى دماغه حاجة 

بدر : بس انى متوكدة ان بكر فى دماغه شى احنا مانعرفش عنيه حاجة ، و يا خوفى لا يكون حاطط فى دماغه حكاية الجواز دى من تانى 

لبيبة : قلت لك سيبيهولى ، و انى هعرف كيف اخليه يرجع من تانى مظبوط كيف الساعة ، الا هو فين دلوك 

بدر : قال انه هيريح شوي

لبيبة : عندى يعنى

بدر : ايوة 

لبيبة بثقة : طب وسعيلى عشان اظبط الساعة 😂

بدر : عدى ياختى ..على الله ربنا ينفخ فى صورتك

لتصعد لبيبة الى غرفة نومها و تفتح الباب بهدوء و تطل على بكر ، فتجده يتقلب يمينا و يسارا ، فتدخل و تغلق الباب ورائها و تذهب الى النافذة و تزيح الستائر لتنير الغرفة فيقول بكر باستنكار: انتى اتجنيتى يا ولية .. مش شايفانى نايم

لبيبة بنبرة تحدى : شايفاك 

بكر : و لما انتى شايفانى بتفتحى الستارة ليه

لبيبة و هى تجلس على حافة الفراش امامه : عشان انت كمان تشوفنى يا بكر ، اصل يعنى .. مش هينفع اتحدت معاك و انت زى عادتك .. مش شايفني.. 

الفصل الرابع عشر من هنا

تعليقات