رواية عشق رحيم الفصل الثاني عشر بقلم ايمي نور
اخذت سارة تفرك يديها وهى تجلس فوق الاريكة تارة و تارة اخرى تنهض لتتحرك فى ارجاء الغرفة بغضب اعمى و ندى تراقبها وتهز كتفيها بلا مبالاة لتصرخ سارة بعنف
= انا هتجنن راحوا فين كل ده اخد البت دى وراح فين
لتقول ندى
= اهدى يا سارة مش كده
التفتت اليها سارة
اهدى بتقوليلى اهدى وانا عارفة ان جوزى خارج مع واحدة غيرى طول اليوم ومش عارفة فين وتقوليلى اهدى ا ه لو قدامى دلوقتي كنت قطمت لها رقبتها
ثم اتبعت كلامها بحركة من يدها كما لو كانت تلوى شيء بكل غل نظرت ندى اليها لاتدرى اتتعاطف معها وهى تراها بتلك الحالة وتحاول التهوين عنها ام تتجاهلها وتنهض من المكان فهى لاتريد مشكلة اخرى معها وخصوصا انها لم تعد تستطيع التكهن بافعالها مرت الدقائق وسارة ع تلك الحالة حتى سمعت صوت سيارة تتوقف ف الخارج لتهب سريعا تذهب الى النافذة تنظر الى الخارج لتتغير ملامحها للشراسة وهى تقول
=اهم شرفوا
وتهب سريعا للخروج من الغرفة لتفتح باب القصر الخارجى تنتظر امامه تتابع بعينيها رحيم ينزل من سيارته ويتجه الى باب حور يفتحه وهو يبتسم لها لترد حور له ابتسامته بخجل احست وقتها سارة بالنيران تشتغل بداخلها وهى تراه قادم باتجاهها يمسك بيده يد تلك الفتاة كما لو كانت طفلة صغيرة يحاول حمايتها لتبادر باستقباله ف محاولة منها لتجاوز شجارها معه ف الصباح لتبدو الامور طبيعية لتضع كفيها فوق كتفه وتميل عليه تقبل وجنته وهى تقول بصوت حاولت اظهاره طبيعيآ
=اهلا حبيبى واحشتنى
راقبت حور استقبال سارة لرحيم بشىء من الضيق وهى تراه يضع يده فوق خصر سارة يضمها بخفة ثم يبتعد دون اى تعبير ع وجهه ليقول بهدوء
= اهلا ياسارة
لكن سارة لم تفوت فرصتها وامسكت ذراعه تشده لتذهب معه الى الداخل تحاول اظهار السعادة وانها تجاوزت شجارهم تقول بهمس مغرى
= انا مستنياك ع الغدا من بدرى بس انت اتاخرت عليا اووى
راقبت حور ما يدور وهى تسير خلفهم تستمع الى حوار سارة الهامس مع رحيم تحاول لا تعيرهم اهتمام ولكنها ارهفت سمعها لتستمع الى رد رحيم عليها يقول بجمود
=معلش يا سارة اتغدى انتى احنا اتغدينا برا
تصلب جسد سارة عقب سماعها لاجابته ولكنها حاولت عدم اظهار ذلك لتقول بمرح مصتنع
=مفيش مشكلة يا حبيبى المهم انك جيت بالسلامة
دخلوا جميعا غرفة الاستقبال لتجلس حور بجوار ندى التى ابتسمت فور دخلوها تقول لها فور جلوسها بفضول بهمس
شكلك مبسوط روحتوا فين احكيلى لترد حور بنفس الهمس
= هقولك بعدين
ونظرت بطرف عنينها ناحية سارة لتفهم ندى مقصدها ولم تمر ثوانى حتى دخلت احدى الخادمات تقول باحترام ""رحيم بيه كل الشنط والحاجات اللى ف العربية نزلت تحب نوديها فين
قال رحيم بهدوء"" طلعيهم اوضة حور هانم
لتلتفت اليه سارة تساله بجمود =حاجات ايه دى يا رحيم
ليرد رحيم دون الالتفات اليها بنفس الهدوء
= حاجات تخص حور
سارة بعصبية
= ايوه يعنى ايه هى الحاجات دى
التفت اليها يقول
=حاجات ميخصكيش تعرفيها ياسارة
لتهب واقفة تقول باستهجان
ميخصنس ازاى انا لازم اعرف الحاجات دى والا....
وقف رحيم يقابلها يقول بتحدى هادىء =والا ايه يا سارة كملى كلامك احب اسمعه
تلعثمت سارة بالكلام وهى تقول
= انا... ه...
ثم ضربت الارض بقدميها بغضب
= انا لازم اعرف انت اخدت البت دى ورحتوا فين واشتريت لها ايه بالظبط
اقترب رحيم من وجهها اكثر ليقول بغضب بارد
= قلتلك ميخصكيش ومش عاوز اسمع كلمة تانية
ادركت سارة من حديثه انها قد خسرت بطريقتها تلك فهى ادرى الناس بان رحيم لاياتى ابدا بالعند فقررت اللجوء لسلاحها المعتاد معه الا وهو دموعها لتغرق عينيها بدموعها وهى تنظر اليه وترسم خيبة الامل فوق وجهها
=كده يا رحيم لتانى مرة النهاردة تتكلم معايا بالطريقة دى
ثم انهارت بالبكاء لتخرج من الغرفة ف مشهد تمثيلى رائع
""""""""""""""""""""""
بعد خروجها العاصف من امامه انتظرت ف غرفتها تنتظر حضوره اليها تعلم جيدا انه لن يستطيع ان يمرر بكاءها امامه و سيحضر لمصالحتها وهذا ما حدث بالفعل فقد جاء اليها ليجدها مازالت علي بكاءها ليضمها اليه بهدوء يقول
=انا مش فاهم انتى بتعيطى ليه دلوقتي
لتزيد من تصنعها البكاء وهى تقول علشان
=انت اتغيرت معايا وبقيت ع طول عصبى مش مستحمل منى كلمة عن الهانم
زفر رحيم يحاول تجاوز حديثها بتلك الطريقة ليقول
سارة هترتاحى وتريحينى لو فعلا بداتى تأقلمى نفسك ان حور مراتى زى ما انتي مراتى بالظبط وبلاش كل شوية مشكلة ملهاش داعى
رفعت راسها تقول بعبوس
انا يا رحيم بحاول اعمل مشاكل وهعملها لمين لحتة البت الفلاحة دى زفر رحيم بغضب يبعدها عنه بقوة
تانى يا سارة هترجعى لنفس الطريقة ليكمل صارخا
=افهمى دى مراتى ومش هسمح لحد يتكلم عنها باى طريقة متعجبنيش
احتدت سارة هى الاخرى تنسى كل ماحدثت به نفسها عن محاولة جذبه اليها لتقول بسخط وغيرة عمياء بصوت عالى النبرات
محدش يبقى مراتك غيرى وحتة البت دى جاية بس تجبلك الولد يعنى حاجة تخلف وبس
احس رحيم بالنيران تشتعل بداخله من حديثها ليقول بغضب ضاغطا على كل حرف يخرج من شفتيه بتصلب
بالظبط الولد اللى انتى رفضتى تكونى امه
ويرفع سبابته يضغط بها فوق جبهتها ليكمل حديثه ببطء
وياريت الدماغ دى تفهم الكلام ده كويس
ثم يلتفت مغادرا الغرفة بخطوات متصلبة مغلقا الباب خلفه بقوة اهتزت لها ارجاء الغرفة لتقف سارة تنظر الى الباب ونار حارقة تكوى قلبها تشعر بسواد غيرتها يغطى كل شيىء امام عنيها لتقول بحقد
=كده يا رحيم طب ما بقاش سارة اما عرفت الفلاحة دى مقامها ف البيت ده