رواية نيران ظلمه الفصل الثاني عشر بقلم هدير نور
كانت حياء جالسة فوق الفراش بوجه شاحب كشحوب الاموات واضعه يدها فوق فمها المرتجف تراقب باعين متسعه بالخوف عز الدين الذى كان يزرع ارضية الغرفة ذهاباً و اياباً بوجهه محتقن من شدة الغضب فقد كان كالبراكن الذى على وشك الانفجار باى لحظة..
انتفضت فازعة بمكانها عندما توقفت خطواته امامها فجأةً امسك بيدها بحده ناظراً اليها بصمت عدة لحظات مروا عليها كالدهر رفعت عينيها ببطئ تنظر اليه بتردد لكنها شعرت برجفه من الذعر تمر اسفل عمودها الفقرى فور رؤيتها للنظرة الشرسة التى تشكلت بعينيه تمتم بصوت حاد كالسكين و هو يضغط على يده بحزم
=فين الخاتم....؟!
اخفضت حياء نظرها الى يدها التى لازالت بين يده ليشحب وجهها اكثر عندما وجدته قد اختفى من اصبعها تمتمت بصوت مرتجف
=مش...مش عارفة
حاولت جذب يدها منه لكنه احكم قبضته عليها بقوة و عينيه تعصف بالغضب مما جعلها تبتلع لعابها بخوف هامسه بصوت مرتبك
=شش...شكله وقع منى تحت اصله كان واسع و....
لكنها اطلقت تأوه منخفض عندما ازداد ضغط قبضته على يدها بقوة و هو يتمتم جازازاً على اسنانه
=وقع منك...؟!
همست حياء و هى تراقب غضبه المشتعل هذا بعينين دامعتين وقد بدأ جسدها بالارتجاف فهى تعلم بانه يعتقد بانها قد شجعت الشخص الذى حاول الاعتداء عليها بالحديقة..لكن يجب عليها ان توضح له ما حدث بالاسفل و ان ليس لها ذنب فيما حدث همست بصوت مرتجف ضعيف
=عز و الله انا ماليش دعوة هو اللى هج...
ابتلعت باقى جملتها بذعر عندما ترك يدها التى كان يقبض عليها ينفضها بحده و قد اشتعلت النيران بعينيه اكثر متمتماً بحده قشعر لها بدنها
=انا شوفت كل حاجة بعينى....
بدأت شفتى حياء بالارتجاف اكثر من قبل وقد انهار تماسكها و اصبحت على حافه الانهيار فلم يعد لديها القدرة على التماسك اكثر من ذلك خاصةً و ان اسوء مخاوفها تحدث امامها فهو لم يصدقها ويظن بها مجدداً اسوء الاشياء كالسابق اى سوف تعود معه من جديد الي نقطة الصفر.. و فور تذكرها معاملته القاسية لها فى السابق و فقدانها حنانه الذى لايزال جديداً عليها انفجرت فى البكاء تشهق شهقات حادة واضعة يدها فوق فمها تحاول كتمها...
اقترب منها عز الدين قائلاً بنفاذ صبر و هو لا يزال يشعر بالنيران تتأكله من الداخل كلما تذكر يد ذلك الحقير التى كانت تحاصرها يرغب بالعودة اليه مرة اخرى لنزع رأسه من فوق جسده
=بتعيطى ليه.... ؟!
لم تجيبه حياء بينما ازداد نحابها بشدة لتتراجع الى الخلف بذعر فور ان رأت يده تقترب منها ظناً منها انه سوف يؤذيها...
تجمدت يده في الهواء يلعن بصوت منخفض قبل ان يهتف بغضب وقد اعماه غضبه
=حياء... انا على اخرى انطقى فى ايه ؟!
همست بصوت مرتجف من بين شهقات بكائها الحادة
=علشان انت مش مصدقنى..والله هو اللى اتهجم عليا و انا ك....
لكنها ابتلعت باقى جملتها بصدمه عندما جذبها بين ذراعيه و هو يزفر بغضب
=مين اللى قال دلوقتى انى مش مصدقك ؟!
همست حياء وهي ترفع اليه وجهها تنظر اليه بعينين باكيه مرتبكه
=انت لسه بتقول انك شوفت كل حاجه بعينك و ان.....
تنفس بعمق محاولاً تهدئت الغضب المشتعل بداخله فور علمه بانها قد اساءت فهمه معتقدة ان سبب غضبه هى و ليس ذلك الحقير الذى كاد ان يعتدى عليها..
قاطعها بحنان وهو يحيط وجهها بيديه مزيلاً بيده دموعها العالقة فوق وجنتيها
=لا طبعاً مقصدتش اللى انتى فهمتيه ده ...
ليكمل وهو يضع بحنان خصلات شعرها المتناثرة خلف اذنها
=انا اقصد انى شوفته و هو بيتهجم عليكى.........
ليكمل بقسوة و هو يبعدها عنه و قد اشتعلت نيران الغضب فى صدره من جديد
=و دينى لأندمه على اليوم اللى اتولد فيه....
اقتربت منه حياء عندما رأت تحفز عضلات صدره والتى كانت تشير بانه علي حافة الغضب تدس يدها في الفراغ بين سترته وقميصه تضم جسده اليها بحنان فى محاوله منها لامتصاص غضبه ..
وقف متجمداً بين يديها عدة لحظات وهو لا يستوعب الامر فهذه هى المرة الاولى التى تبادر حياء بلمسه من تلقاء نفسها فدائماً كان هو الذي بتخذ الخطوة الاولى احاطها هو الاخر بذراعيه يضمها اليه بقوة وهو يقبل شعرها بحنان متنفساً رائحته التي كانت مزيج من رائحه الزهور الخلابه التى اصبح مدمناً عليها..لا يعلم ما الذى كان سوف يحدث لها لو لما يكن يبحث عنها فبعد ان هدأ غضبه الذى كان قد اشتعل بسبب طلب منير يدها للزواج منه علم بانه قد تعامل معها بجفاف اثناء وضعه الخاتم بيدها كانها هى التى اخطأت وليس هو الذى قصر بعدم شراء خاتم زواج لها حتى الان اخذ يبحث عنها لكى يطمئن عليها لكن فور رؤيته لنهى تقف مع سالم بمفردها شعر بالقلق لذلك ذهب و سألها عنها و قد اجابته بانها قد سبقتها للحديقة للتمشيه و انها سوف تلحق بها بعد قليل لكنه لم يستطع الانتظار و ذهب يبحث عنها و هناك رأى ذلك الحقير و هو يحاول التعدى عليها تشددت يده حولها بقسوه وهو يتذكر ذلك المشهد..تأوهت حياء بصوت منخفض هامسه باسمه وقد تشددت ذراعيه حول جسدها بقوة مؤلمة...
انتبه على الفور مما جعله يخفف من قبضته حولها منحنياً مقبلاً جبينها بحنان ثم اخذ يلثم كل انش بوجهها برقه هامساً معتذراً
رفع رأسه يسند جبهته فوق جبينها وهو يحيط وجهها بيديه متأملاً عينيها بعمق فبعد ما حدث اليوم قد تأكد مما كان ينكره منذ مدة فقد وقع بحبها و اصبحت كالهواء الذى يتنفسه لا يمكنه تخيل حياته بدونها.. لقد انكر ذلك و بشدة بذلك اليوم الذى كان سوف يفقدها به مبرراً لنفسه بان المشاعر الذى شعر بها ما ان رأها ملقية فوق ارضية الغرفة تختنق ليست الا مشاعر طبيعيه قد يشعر بها لو كان اى شخص اخر مكانها و رأه بهذا الوضع الصعب...
لكن بعد الجحيم الذى عاش به الليله لا يمكنه انكار ضربات قلبه التى تخفق اضعاف مضاعفه فور رؤيته لها او المشاعر التى تضربه بقوة عندما تكون بين يديه و التى لم يشعر بها من قبل فهو ليس صاحب خبرة قليله مع النساء...كما لا يمكنه انكار شغفه وتعلقه بكافة تفاصيلها كضحكتها التى تجعل قلبه يذوب من جمالها...رفرفة رموشها عندما يفاجئها بشئ..تورد خديها عند خجلها..عصبيتها و غضبها عندما يقوم باستفزازها...
زفر عز الدين بقوه و هو يضمها بحنان الى صدره. اكثر دافناً رأسه بعنقها محاولاً الهرب من تلك الحقيقة التى ضربته كالصاعقه....
بعد مرور اسبوعين ...
وقفت حياء ترتدى فستان الزفاف الذى قام عز الدين باهداءها اياه فقد جعلً اكبر مصمم ازياء فى العالم يقوم بتصميمه لها خصيصاً..
ارتسمت ابتسامة حالمة فوق وجهها فور تذكرها ذلك اليوم الذى اصر عز الدين به ان يأتى معها اثناء ذهابها لاختيارها الفستان لكنها اعترضت بشدة ان يأتى معهم حتى لايراها به قبل الزفاف لكنه اصر ان يأتى متحججاً بانه لا يريد ان يتفاجأ يوم الزفاف باختيارها فستان عارى او مبتذل وافقت حياء على مضض و هى تشعر بالاحباط لكن فور دخولهم المكان شهقت حياء بصدمه عندما رأت فستان اقل ما يقل عنه اسطورى يحتل المكان اخذت تبحث بعينيها فى ارجاء المكان بارتباك الذى من المفترض ان يكون ملئ بفساتين زفاف اخرى لكنها لم تجد سواه حيث كان يتوسط الغرفة التى كانت ارضيتها مغطاه باكملها بالورود البيضاء...
التفتت تنظر الى عز الدين باعين متسعه وهى لا زالت غير مستوعبه ما يحدث لكنها فور رؤيتها للابتسامه المرتسمه فوق وجهه فهمت الامر فقد طلب خصيصاً ان يتم تصميم هذا الفستان الاسطورى لها مفاجأً اياها به ارتمت سريعاً بين ذراعيه تحتضنه بقوة ليحيط ذراعيه حولها بحنان و هو يهمس باذنها بصوت اجش لا زالت تشعر بجسدها يرتجف فور تذكرها اياه
=قطتى مينفعش تلبس اى فستان
تنهدت حياء بسعاده وهى ترجع الى الواقع فور انتهاء متخصصة التجميل من شعرها ومكياجها نهضت حياء تلتف حتى تستطيع نهى ان تشاهد مظهرها الاخير...
وضعت تلك الاخيرة يدها فوق فمها وهى تتأمل مظهر حياء الخلاب و قد التمعت عينيها بالدموع تتمتم بعاطفة
=زى القمر يا حبيبتى ..زى القمر
ثم اقتربت منها حاضنة اياها بخفه حتى لا تخرب لها مظهرها..
لتكمل وهى تبتعد عنها بعد ان اطمئنت على كمال مظهر صديقتها
= هروح انا اجهز و اجيلك على طول
عايزاكى تهدى كده و متقلقيش كل حاجه هتبقى تمام
اومأت لها حياء و هى تزفر ببطئ تحاول تهدئت توترها..
اتجهت نهى نحو الباب وهي تهتف بمرح لباقى الفتيات بالغرفة
=يلا يا حلوين تعالوا معايا ..علشان نجهز احنا كمان..خلوا العروسه ترتاح شويه من الصداع يلااااا
ثم غمزت لحياء بعينيها ترسل لها قبلة بالهواء قبل ان تغادر الغرفه ومعها جميع الفتيات الاخريات...
فور ان اصبحت حياء بمفردها فى الغرفة وقفت تتأمل نفسها وهى تشعر بالسعادة تغمرها تناولت هاتفها و جعلته يصدع باحدى الاغانى التى كانت تتمنى دائماً ان ترقص عليها بليلة زفافها ارادت ان تطلب ذلك من عز الدين لكنها لم تستطع فقد شعرت بالحرج خاصة وان كلمات الاغنية عاطفية للغاية ..اخذت تردد كلمات الاغنية بفرح و على وجهها ابتسامة حالمه سعيدة تتخيل رقصها مع عز الدين على انغامها غافلة تماما عن ذاك الى واقف مستنداً الى باب الغرفة يتأملها بعينين تلتمع بالشغف والعشق يتابع حركات جسدها المتمايل بخفه فى فستانها الخلاب و ضربات قلبه اخذت تزدادد بعنف..
و عند انتهاء الاغنية وضعت حياء يدها فوق صدرها وهى تتنهد متمته بصوت منخفض و على وجهها لازالت الابتسامة الحالمه مرتسمه فوق شفتيها
=اهو يبقى اسم رقصت عليها حتى لو لوحدى
اعتدلت فى وقفتها تعدل من تسريحة شعرها ومكياجها
لكنها شهقت بخفة عندما شعرت بذراعى عز الدين تحيط بخصرها من الخلف جاذباً جسدها نحوه ليستند ظهرها الى صدره العريض انحنى يقبل كتفها ثم عنقها بخفه..
ثم ادارها بين ذراعيه برقه حتى اصبحت تواجهه انحبست انفاسه داخل صدره فور رؤيته مظهرها الخلاب فى ذلك الفستان الذى جعلها كالاميرات شعر بمعدته تنعقد عند رؤيتها فها هي اخيراً كما تخيلها باحلامه شعر بدقات قلبه تتسارع بشدة حتي ظن ان قلبه سوف يخترق صدره من قوة دقاته فاخذ يتشرب تفاصيلها بشغف مركزاً انظاره عليها بفستانها الخلاب الذي جعلها الفستان كاحدى الاميرات الخيالية مبرزاً جمالها و وبياض بشرتها الرائعة و اضاف عليها براءة فوق برائتها..
كما شعرها كان منعقداً في تسريحة رقيقه اظهرت جمال وجهها و عنقها تنفس بعمق محاولاً تهدئت النيىان التى ضربت جسده...و فور نجاحه فى ذلك انحنى مقبلاً جبينها بحنان وهو يتمتم بانفاس منقطعة
=جميله يا قطتى...
اشتعل وجه حياء بالخجل وهى تتمتم بارتباك متأمله مظهره فى بدلته الرسميه الرائعه التى زادته من وسامته اضعاف مضاعفه
=وانت كمان جميل..
ضحك على كلماتها تلك مما جعل صدره يهتز بخفه
همست حياء بغضب
=بتضحك على ايه يا عز ؟!
لتكمل بحنق وهى تعقد حاجبيها بغضب عندما وجدته لايزال يبتسم
=برضو مصر تضايقنى حتى ف يوم زى ده
مرر اصبعه على حاجبيها فاككاً تقضيبته بحنان وهو يهمس بمرح
=ما انتى اللى كلامك غريب فى واحدة تقول لواحد انت جميل
اشتعل وجهها بالخجل تمتم بارتباك
=اومال تقوله ايه ؟!
وقف متأملاً غضبها هذا باستمتاع ثم انحنى فوقها هامساً لها فى اذنها بصوت اجش مما جعل اشتعال وجهها يزداد
=تقوله وسيم..جذاب
همست حياء بخجل وهى تخفض وجهها
=طيب ما انت كده فعلاً
انطلقت ضحكته الرجوليه فور سماعه كلماتها تلك..دفعته حياء فى صدره بغضب محاوله الابتعاد عنه وهى تتمتم بتذمر
=طيب ابعد بقى كده ...انت مش كل شويه تتريق عليا
شدد من ذراعيه حولها مقبلاً رأسها بحنان متمتاً
=خلاص..خلاص والله..انا بس فرحت لما سمعتك بتقولى كده
استكانت حياء بين ذراعيه على الفور تدس رأسها بصدره و على وجهها ترتسم ابتسامه مشرقة
وهى تشعر بالسعادة من معرفتها مدى تأثير كلماتها عليه..
اقيم حفل الزفاف فى افخم القاعات التى كانت تعد قطعة من الحكايات الخيالية...
ظل كلاً من حياء و عز الدين يتلاقيان التهنئه من الجميع..
كانت حياء تشعر بالسعاده تغمرها حيث كان حفل الزفاف كما كانت تتمنى دائماً فلم يعكر صفو فرحتها سوا عندما تقدم كلاً من والدتها و والدها يقدمان التهنئه اليهم اجابتهم حياء وقتها باقتضاب بوجه جامد بارد..
غير ذلك فقد مر اليوم بسلام..
فى منتصف الحفل اتجهت حياء نحو الحمام حتى تعدل من زينتها و قد صاحبتها نهى حتى تساعدها مع فستانها العملاق الذي يصعب عليها التحرك به بمفردها لتتفاجأ بتالا واقفه بغرفه الحمام بعينين متورمتين حمراء اقتربت منها حياء قائله وهى ترسم على وجهها ابتسامه مغيظه
=يعنى مقولتليش رأيك يا تالا فى الفستان ؟!
اخذت تالا تحدق بها بعينين تقدحان بالكره والغضب قائله وهى تضغط على كل حرف بغل
=زى رأي فى الفستان اللى لبستيه يوم كتب الكتاب بالظبط.....
لتكمل وهى تنظر اليها من اعلى جسدها الي اسفله بنفور و استعلاء
=مينفعش واحدة زيك تلبس ابيض
انفجرت حياء ضاحكة بسخريه فور سماعها كلماتها تلك بينما كانت نهى واقفة تستمع اليها وهى تشعر بالغضب يتأجج بداخلها لكنها فضلت ان تصمت و تترك الامر لصديقتها حتى تتعامل معها..
اقتربت حياء منها هامسه بالقرب من اذنها بصوت منخفض مغيظ
=والله يا تالا اللي يحكم فى الموضوع ده هو عز.....
لتكمل وهي تضغط علي حروف كلماتها
=جوزى ...
لتكمل و هى تشير نحو فستانها ناصع البياض وعلى وجهها ابتسامه مغيظه
=و اعتقد انك شايفة رأيه فى الموضوع ده بعينك كويس
ثم التفتت حياء مغادرة المكان وهى تضحك بصخب مع نهى بعد ان عدلت من احمر شفاهها بينما وقفت تالا تراقبها و قد اشتد اشتعال وجهها بسبب الغضب الكامن بها التفتت تنظر فى المرأه الموجوده بالحمام تطلق صرخه غاضبه وهى تتناول احد عبوات التنظيف تلقيها بها بقوه لتتحطم المرأه على الفور و تتحول الى شظايا امسكت تالا باحدها تضغطها بقوه بين راحة يدها حتى اسالت الدماء منها لكنها كنت غافله عن ذلك فكل ما كان يهمها هو الانتقام من حياء ومحو الابتسامه المرتسمه على وجهها فى اسرع وقت...
ِِ
كانت حياء جالسة بجانب عز الدين فى المكان المخصص لهم بالقاعه عندما اقترب منها قائلاً بحنان وهو يتناول يدها بين يده مشبكاً اصابعهم ببعضها البعض
=مبسوطة ؟!
هزت حياء رأسها بالايجاب وعلى وجهها ترتسم ابتسامة مشرقه ليبادلها الابتسام وهو يقف على قدميه ساحباً اياها معه هتفت حياء
=على فين ؟!
اجابها عز وهو يتجه نحو منتصف القاعه فى المكان المخصص للرقص
جاذباً اياها نحو جسده محيطاً
اياها بذراعيه القويتين ثم هز رأسه باشاره لاحد الرجال المسئولين عن تنظيم حفل الزفاف لتصدع الموسيقى بارجاء القاعه شعرت حياء بجسدها يتجمد فور تعرفها على الاغنية التى تم تشغيلها فلم تكن الا الاغنيه التى كانت تستمع اليها بغرفتها اليوم اى اغنيه احلامها كما كانت تسميها (اغنيه نشيد العاشقين _احمد جمال)...
اطلقت حياء زفره مرتجفه وهى تنظر اليه باعين متسعه بالصدمه لا يمكنها تصديق بانه يحقق لها حلمها لكن اشتعل وجهها بالخجل فور ان ضربتها الحقيقه بانه قد شاهدها اثناء رقصها بغرفتها على تلك الاغنية و الا من اين سيعلم بامرها..
جذبها عز الدين اكثر نحوه وهو يتمايل معها على كلمات الاغنيه اخذت حياء تتمايل معه ببطى على انغامها وهى تشعر بالسعادة تغمرها فها هو حلمها يتحقق لا هذا افضل بكثير من حلمها فهى تتراقص عليها بين ذراعى عز الدين و ليس شخص اخر ....
شهقت بخفه شاعره بقلبها يرتجف بداخل صدرها عندما قربها اليها اكثر مخفضاً رأسه نحوها هامساً باذنها وهو يردد بصوت اجش كلمات الاغنية
=يا خُلاصَة الجَمال يانشيد العاشِقِيْنَ...يا إِجابَة عَنَّ سُؤال كانَ شاغَلَنِى مَن سَنَّينَ...
كانَ سُؤال عَنَّ مَيْن حَبِيبَتَىْ ؟!
مَيْن هتبقا إِساس حِكايتِى ؟!
وَالإِجابَة كانَت أَنّتِى ..أَنّتِى كَنَّتَى غايبة فَيِن؟!
اخذت تستمع اليه وهى تحبس انفاسها تشعر بعاصفة من المشاعر تعصف بداخلها عند سماعها لتلك الكلمات تخرج من فمه اخذت ضربات قلبها تزداد بعنف حتي ظنت ان قلبها سوف يغادر صدرها باى لحظه لكنها شعرت بغصة حادة تضربها فقد كانت تتمتى لو ان هذا ما كان يشعر به تجاهها بالفعل و ان هذه الكلمات يعنيها حقاً..
انهى عز الدين ترديد كلمات الاغنيه مقبلاً جبينها بحنان ممسكاً بيدها بين يديه لكنها شعرت بثقل بارد غريب باصبعها القت نظرة نحو يدها لتتفاجأ بخاتم اثرى مصنوع من الزمرد بذات لون عينيها الخضراء يحتل اصبعها...
رفع يدها اليه يضغط بشفتيه مقبلاً موضع الخاتم بشغف ثم اخذ يلثم كل اصبع من اصابعها بحنان
اغرورقت عينيها بالدموع على الفور غير مستوعبه ما يحدث شاعره بانها داخل حلم من الاحلام التى اخذت تراودها مؤخراً عنه فقط
همست بصوت ضعيف مرتجف
=عز....
ارتسمت على وجهه عاطفة غريبة لأول مرة تراها لكنه اخفى وجهه عنها على الفور دافناً اياه بعنقها متنفساً بعمق رائحتها الخلابة التي كانت مزيج من الزهور و التى اصبح مدمناً عليها مقبلاً عنقها بحنان غافلاً عن اعين الجماهير التى كانت تراقبهم بعضها كان بفرح والبعض الاخر بحقد و حسد...
كان داود جالساً بمكتبه الخاص بشركته يمسك بين يديه هاتفه يشاهد مقطع فيديو قد ارسله اليه احد الرجال الذى قد دسهم وسط حفل زفاف حياء و عز الدين ليرسلوا اليه جميع ما يحدث
به ظل يشاهد مقطع الفيديو وعينيه تقدحان بالغضب والشر وعند مشاهدته لعز االدين ينحنى ويدفن راسه بعنق حياء التى كان وجهها غارقاً بالعاطفه صرخ بشراسة وهو يلقى بغضب الهاتف بالحائط
=همووووتك يا ابن المسيرى هموتك.....
ثم نهض يطيح بكل ما تقع عليه يده و هو يصرخ بشراسه حتى اصبحت الغرفه رأساً على عقب فمن يراها يظن بان اعصاراً قد مر عليها
ارتمى فوق الاريكه وهو يلهث بتعب و حده فى ذات الوقت يمسح وجهه المتعرق بيده متمتاً بشراسه وهو يجز على اسنانه
=اهدى يا داوود ....اهدى علشان تعرف تفكر صح وهتبقى ملكك و لو كان ده اخر حاجه فى عمرك و عمرها ...هتبقى ملكك ...
ثم تناول هاتفه من فوق ارضية الغرفة متصلاً باحدى نساءه ليقضى معها الامسيه ليخرج بها كل غضبه....
بعد انتهاء حفل الزفاف ..
كانت حياء واقفة بمنتصف الغرفه وهى تشعر بالتوتر والارتباك لا تدرى ما يجب عليها فعله وكيف يمكنها التخلص من ذلك الفستان بمفردها فقد كان ضخم للغايه...
انتفضت بخفه عندما شعرت بذراعى عز الدين تحيطان خصرها من الخلف جاذباً اياها برقه ليستند ظهرها بصدره القوى لكنها انتفضت بقوه عندما شعرت بشفتيه تمر فوق عنقها يلثمها بخفه همهمت بارتباك
=عز.....
ادارها نحوه بصمت حتى اصبحت تواجهه اسند جبهته فوق جبهتها وهو يهمس لها بصوت اجش
=حياء انا محتاجك....
شعرت حياء برجفه حادة تسرى فى انحاء جسدها فور سماعها كلماته تلك تمتم بصوت منخفض للغايه
=محتاجنى ..؟!
التقط نفساً مرتجفاً قبل ان يجيبها بهدوء ممرراً يده فوق وجنتيها بخفه وهو لايزال يسند جبهته فوق جبهتها مما جعلها تشعر بانفاسه الحارة كلمسه رقيقه تمر فوق بشرتها
= محتاجك ..محتاج انك تبقى ليا....محتاج انك تكملى معايا حياتى....
ثم همس بصوت منخفض وهو يرفع يدها مقبلاً اياها بحنان
=محتاجك اكتر من اى حاجة فى الدنيا دى كلها
التمعت عينيها بالدموع تشعر بضربات قلبها تتسارع بقوة واضعه يديها فوق وجنتيه تضمها برقه
وهى تهمس بصوت مرتعش
=انا كمان محتاجاك...محتاجاك اكتر من النفس اللى بتنفسه يا عز
قبلها بخفه فوق جبهتها وهو يتمتم بصوت منخفض للغايه يكاد يصل الى سمعها
=روح عز و قلبه....
اخفض رأسه دافناً اياه بعنقها يلثمه برقه استجابت له حياء فى بادئ الامر بخجل لكنها شعرت بالتوتر والخوف يضربانها بقوة فور ان تحولت قبلاته الى قبلات شغوفة ملحه مما جعلها تهمس بصوت مرتجف وهى تدفعه فى كتفيه بيدها بخفه
=عز...لا.....
شعر على الفور بتوترها ابتعد عنها و هو يلعن نفسه بسب تهوره و اندافعه فما ان شعر بجسدها الغض بين ذراعيه حتى فقد السيطرة على نفسه تماماً ناسياً قلقها الذى من الطبيعى ان تشعر به فى مثل هذه الليلة
رفع رأسه ببطئ متأملاً بشغف وجهها المصبوغ بالحمره و القلق ابعد بحنان بعض خصلات شعرها المتناثرة فوق وجهها هامساً باسمها
بصوت اجش...
ليكمل و هو ينحنى مقبلاً خدها بحنان جاذباً اياها بين احضانه يحتويها بين ذراعيه برقه
=مش عايزك تقلقى..هناخد كل حاجه واحدة واحدة...تمام
اومأت له برأسها بصمت وهى تنظر اليه باعين ملتمعه بالشغف انحنى مرة اخرى ضاغطاً شفتيه فوق شفتيها متناولاً اياها في قبله رقيقه للغايه يبث بها حاجته اليائسه اليها...مما جعلها تتجاوب معه بخجل احاطها بين ذراعيه مقرباً جسدها منه حتى اصبح ملاصقاً لجسده بشدة...
شعر بجسدها الغض الناعم يرتجف بين يديه ممما جعله يمرر يده ببطئ فوق ظهرها حتى عثر على سحاب فستانها سحبه ببطئ للاسفل مساعداً اياها على الخروج منه ..
وقفت امامه بوجه مشتعل بالخجل تحاول ان تدارى جسدها العارى عن عينيه التى كانت تفترسها لكنه لم يعطيها الفرصه حيث جذبها من يدها نحوه مرة اخرى مقبلاً وجنتيها المشتعلة برقة بالغه قبل ان يتناول شفتيها فى قبله حارة لكنه انقض عليها معمقاً قبلته اكثر شاعراً بدقات قلبه تزداد بجنون عندما صدر عنها تأوهاً منخفضاً يدل على شعورها بما يشعر به ..
ظل يقبلها عدة لحظات اخرى قبل ان يرفع رأسه ببطئ و يستند بجبهته فوق جبهتها و صدره يعلو و ينخفض بشدة مكافحاً لالتقاط انفاسه..
بينما كانت هي مغمضة العينين تلهث بشدة تحاول ان تستوعب المشاعر العاصفة التى ضربتها بقوة بين ذراعيه انحنى حاملاً اياها برقة متجهاً نحو الفراش المزين بالورود الذى امر الخدم سابقاً باعداده...
وضعها برقه فوقه ثم استلقى بجانبها منحنياً فوقها يلثم وجهها بعده قبلات متفرقة قبل ان يتناول شفتيها مرة اخرى مقبلاً اياها لكن هذه المرة برقة يتخللها الالحاح استجابت له حياء بكل جوارحها لتجرفهم على الفور عاطفتهم التى لم تترك مجالاً لأى عاطفة اخرى.....
كانت حياء مستلقية بين ذراعى عز الدين دافنه رأسها بعنقه تلتقط انفاسها اللهثه بصعوبه بينما كان هو محيطاً اياها بين ذراعيه يحيطها بدفئه يقبل رأسها بحنان قبلات متتاليه مهدئاً اياها
ابتعدت عنه حياء ببطئ وقد كان وجهها يكسوه الحمره كالجمر المشتعل همست بصوت منخفض
=عز....
همهم عز مجيباً عليها و هو يمرر يده بحنان فوق ذراعها العارى
لتكمل حياء بصوت مرتجف بعض الشئ
=كك..كنت..عايزه ..اسالك عن حاجه ؟!
جذب انتباهه ارتباكها هذا مما جعله يتمتم بهدوء و هو يسلط عينيه فوق وجهها باهتمام
=فى ايه يا حياء ؟!
اجابته حياء بصوت مرتبك منخفض وهى تخفض عينيها
=هو ...هو..انت كنت يعنى..شاكك انى ممكن مكونش......
فهم عز الدين على الفور ما تحاوله قوله ليضع اصبعه فوق فمها مانعاً اياها من تكمله جملتها رافعاً وجهها اليه بتصميم حتى تنظر بعينيه و ترى الصدق بهم...
اجابها بهدوء وهو يضغط على كل حرف ينطقه
=لا يا حياء و لا للحظة واحدة فكرت فى كده....
ليكمل بحده وعينيه تلتمع بصرامه
=وانتى فكرك انى لو فاكر كده كنت اتجوزتك....ده انا كنت دفنتك حيه
وقتها....
شحب وجه حياء فور سماعها كلماته القاسيه تلك مما جعله يندم على كلماته لعاناً ذاته بقوة....
انحنى مقبلاً جبهتها بحنان قائلاً بندم
=انا...انا اسف يا حبيبتى مقصدش ازعلك بس انا كنت عايز افهمك انى عمرى ما فكرت فى كده
ليكمل وهو يمرر يده بحنان فوق شعرها
= زعلانه ؟!
هزت حياء رأسها بالنفى بصمت مما جعله يجذبها نحوه اكثر مشدداً يده من حولها حتى اصبحوا كجسد واحد احاط وجهها بيديه هامساً بصوت اجش محاولاً ارضائها
=حياء بصيلى.....
رفعت عينيها تنظر اليه بتساؤل امسك يدها مقبلاً اياها بشغف قائلاً بهدوء
=احنا هنبدأ حياة جديدة لازم ننسى كل اللى حصل زمان...
قاطعته حياء محاولة ان تشرح له ما حدث بتلك الليله فلديها امل بان سوف يصدقها هذه المرة
=بس انا محتاجه احكيلك اللى....
لكنه قاطعها بهدوء ممسكاً بيدها واضعاً اياها فوق صدره لتشعر بضربات قلبه الغير منتظمه تحت راحة يدها
=اللى فات احنا دفناه..ميهمنيش اى حاجه حصلت زمان كل اللى يهمنى حياء اللى بين ايديا دلوقتى...
ليكمل بمرح محاولاً تغيير مسار الحديث
=حياء اللى مجننانى...و اللى لسه هتجننى اكتر
ضغطت باسنانها فوق شفتيها محاوله منع الابتسامه الخجله التى ارتسمت فوق وجهها مما جعله يزمجر بحده قبل ان ينحنى ويلتقط شفتيها في قبلة حاره و قد اسودت عينيه بالرغبه تنهدت حياء وهى تستجيب له بكل جوارحها لتجرفهم مشاعرهم مرة اخرى بموجه جديده من العشق والغزل....
بعد مرور اسبوعين
كانت حياء واقفه بشرفة الفيلا فى احدى الجزر الاستوائية التى يملكها عز الدين حيث قضوا بها الاسبوعين المنصرمين كشهر عسل لهم
كان عز الدين قد حضر لها الامر سابقاً دون ان يخبرها بشئ و فجأها به فور استيقاظها بعد ليله زفافهم التى قضوها غارقين فى شغفهم الخاص...
تنهدت حياء بحزن وهى تتأمل المياه و السماء فهى لا ترغب بالعودة ترغب بان يقضوا باقى حياتهم على متن هذه الجزيرة بمفردهم فهى لم تشعر بالسعادة فى حياتها كما شعرت بها خلال الايام الماضية فعز الدين لم يترك شئ قد يسعدها الا وقد فعله من اجلها معاملاً اياها كالاميرات مغرقاً اياها بحنانه وشغفه...
ابتسمت بسعاده عندما شعرت بذراعيه تحيطان خصرها جاذباً اياها لتستند الى صدره العارى بينما كانت هى ترتدى فستان قصير للغايه ولم يعترض هو على ذلك بما انهما بمفردهم و لن يراها احد سواه.
همهم وهو يقبل اعلى رأسها بحنان
=قطتى سرحانه فى ايه ؟!
استدرات حياء بين ذراعيه حتى اصبحت تواجهه دافنه رأسها فى صدره محيطه جسده بذراعيها تضمه بقوه اليها
=مش عايزه ارجع ...عايزه نعيش هنا على طول...
ابتسم عز بحنان مبعداً رأسها عن صدره محيطاً اياه بين يديه
=ياريت.....بس مينفعش للأسف
ليكمل وهو يقبل شفتيها بخفه
=بس اوعدك ...كل شهر هانيجى نقضى هنا يومين
ِ
تمتمت حياء بسخط وهى تعقد حاجبيها
=كل شهر ..و يومين بس
نظر اليها عز الدين نظرة ذات معنى متمتماً بمكر و هو يغمز لها بعينه
=والله الايام ممكن تزيد بس انتى بقى و شاطرتك...
فهمت حياء على الفور ما يرمى اليه اقتربت منه وعلى وجهها نظرة لعوب جعلته يحبس انفاس بترقب
احاطت عنقه بذراعيها تشد جسدها نحو جسده باغراء تميل عليه ضاغطه شفتيها فوق شفتيه تقبله ببطئ و رقه مما جعل عز الدين يزمجر محيطاً جسدها بذراعيه وهو يميل نحوها معمقاً القبله مما جعلها تطلق تأوه منخفض اطاح بعقله حملها سريعاً بين ذراعيه واتجه داخل الفيلا ليغرقان فى بحر شغفهم من جديد....
بعد مرور شهر....
كانت حياء واقفه مع نهى باحدى محلات المجوهرات لاختيار هديه خاصه لعيد ميلاد والدة نهى
فقد وافق عز الدين على الفور دون اى اعتراض منه لكنه اصر ان يصاحبهم الحرس الخاص به حتى يطمئن عليها ..فهى تعلم بان الامر ليس له علاقة بالثقة فقد صدقته عندما قال لها بانه لديه العديد من الاعداء بسبب عمله و مركزه و لن يأمن عليها بان تتجول فى الشوارع بمفردها دون حراسة خاصة و انه خلال الفترة الاخيرة قد منحها مطلق الحرية فى التجول والتصرف كيفما تشاء...
تنهدت حياء حالمه وهى تفكر بكم تغيرت العلاقه بينهم فقد كان يغدقها دائماً بشغفه و حنانه...
كما اعترفت لنفسها بعد زفافهم بانها واقعه فى حبه رأساً على عقب فقد اصبح كالهواء بالنسبه اليها لا يمكنها الاستغناء عنه تفتقده كثيراً عند ذهابه الى عمله..وعند عودته تستقبله كما لو كان غائباً عنها منذ سنين و ليس عدة ساعات قليلة...
خرجت من افكارها ت لتتأمل المجوهرات المعروضه باحثه عن شئ مناسب لوالدة نهى عندما شعرت بيد تضرب كتفها بخفه استدارت ببطئ لترى رجلاً غريب يقف خلفها مباشرة و هو يبتسم
هزت حياء رأسها باستفهام
=ايوه.... ؟!
اجابها الرجل على الفور بهدوء
=ازيك يا حياء مش فاكرنى ولا ايه ؟!
ليكمل و هو يمد يده نحوها
=انا داوود الكاشف صاحب والدك ثروت..
شعرت حياء بالارتباك قليلاً فهى لأول مرة تراه لكنها رسمت على وجهها ابتسامة رسميه تمد يدها نحوه متمتمه بهدوء
=اهلاً بحضرتك....
لكنها شعرت بانقباض حاد بقلبها فور ملامسة يدها ليده مما جعلها تختطف يدها سريعاً منه لاحظ داوود على الفور ذلك لكنه تجاهل الامر راسماً على وجهه ابتسامه هادئه و هو يتمتم
=مبرووك على الجواز ..للاسف لما ثروت بعتلى الدعوه كنت مسافر استراليا وقتها و مقدرتش احضر الفرح
تمتمت حياء بهدوء وهى تنظر بطرف عينيها نحو نهى التى كانت منشغله بالتحدث مع صاحب المحل ترغب بان تلتفت نحوها حتى تأتى فهى لا تشعر بالراحه نحو ذلك الرجل فقد كانت عينيه تلتمع بشئ مخيف بث الذعر فى قلبها
= الله يبارك فى حضرتك...
تناول داوود احدى العلب من البائع ثم فتحها امامها ليظهر طقم من الماس كامل باهظ الثمن مكون من قلادة..قراط..اسورة
=دى هدية جوازك يمكن مقدرتش احضر بس على الاقل اقدر اعوض
ده بحاجه بسيطه زى دى..
ابعدت حياء الصندوق بطرف اصابعها قائله برسميه
=شكراً ...بس انا كفاية عندى ان حضرتك باركتلى..و مالوش داعى لا
لأى حاجه تانية
مد داوود الصندوق نحوها مجدداً قائلاً باصرار
=مينفعش ترفضى هديتى...
اجابته حياء بحزم
=معلش يا اونكل..اسفه مش هقدر اقبلها...
لتكمل وهى تلتفت نحو نهى التى لا زالت منشغله مع البائع
=بعد اذن حضرتك علشان صاحبتى مستنيانى...و فرصة سعيدة
اومأ لها داوود رأسه بصمت مراقباً اياها تذهب و هو يشعر بنيران الغضب تشتعل بداخله فلأول مرة ترفض امرأة هدية منه فهو معتاد دائماً على كلمه نعم من خاضعاته سواء اكان الامر يعجبهم ام لا
جز على اسنانه بغضب وهو يتمتم بصوت منخفض
=هتاخديها يعنى هتاخديها متخلقش لسه اللى يرفض حاجه من داوود الكاشف او اللى يقوله لا
ثم غادر المحل بخطوات غاضبه مشتعله و هو يحمل الصندوق بين يده.....
فى المساء...
كان عز الدين جالساً يسنتند الى ظهر الفراش بينما كانت حياء تجلس بين ساقيه مستنده بظهرها الى صدره العارى وهم يحلان الكلمات المتقطعه سوياً و التى كان عز الدين يعشق حلها دائماً..
تمتمت حياء بالاجابة سريعاً وهى ترفع يدها بالهواء بفرح انحنى مقبلاً رأسها بحنان متمتماً
=شطورة يا قطتى..
ثم اكملوا اللعب و منذ تلك المرة التى اجابت بها حياء اجابه صحيحه لم تكررها مرة اخرى وعندما اجابت على احدى الاسئله و قال لها عز الدين بان اجابتها خاطئه
زفرت بغضب و هى تدير رأسها نحوه قائله بحنق
=على فكرة بقى الاجابة صح مش غلط...
اجابها بهدوء مغيظاً اياها وهو مستمتعاً بغضبها الطفولى ذلك
=لا غلط يا حياء....
هتفت حياء بغضب وهى تكتف يدها حول صدرها
=لا صح و انت بقى بتغش و فاشل
تمتم عز الدين بصدمه
=انا بغش و فاشل يا حياء ؟!
اجابته حياء باصرار غير منتبهه الى النظرة التى ارتسمت بعينيه
=ايوه فاشل و.......
لكنها صرخت بذعر عندما انتفض من مكانه ملقياً اياها فوق الفراش منحنياً فوقها محاصراً اياها بجسده
=بقى انا فاشل و بغش كمان مش كده...
همست حياء فور ان فهمت النظره التى بعينيه
=عز والله لا......
لكنها صرخت بصخب عندما قام بدغدغتها فى معدتها بقوة لتنطلق تصرخ من بين ضحكاتها المتقطعه
=عز...لا..عز...لا..
لكنه ظل يدغدغها وهو يتمتم بمرح
=لازم اعلمك الادب....
ظل يدغدغها عدة لحظات اخرى لكنه توقف بالنهايه حتى تستطيع التقاط انفاسها ضربته حياء بخفه فوق صدره العارى
=حرام عليك يا عز نفسى اتقطع
انحنى على الفور يمرر يده فوق وجنتيها يتفحصها بقلق ففور سماعه كلماتها تلك اعادت اليه ما حدث بتلك الليله التى كاد ان يفقدها بها عندما وجدها ملقية فوق ارضية الغرفة مختنقة تكافح لالتقاط انفاسها تمتم بلهفة
=انتى كويسه ...حاسه بحاجة؟!
اجابته حياء و هى تشعر بالصدمة من التحول الذى حدث له فجأةً
=ايوه كويسه ...مالك ياعز فى ايه ؟!
لم يجيبها دافناً وجهه بعنقها يقبله بحنان و هو يزفر براحه احاطت حياء ظهره بذراعيها تضمه بقوه اليها تمرر يدها بحنان فوق ظهره محاولة تهدئته ظلوا على وضعهم ذلك حتى سمعوا صوت طرق فوق باب غرفتهم همست حياء
=عز فى حد بيخبط على الباب
ابتعد عنها ببطئ متناولاً قميصه يرتديه و هو يتجه نحو باب الغرفه يفتحه ليجد انصاف الخادمه واقفة امام باب الغرفة وهى تحمل بين يديها باقه زهور كبيرة وصندوق كبير
=الحاجة دى جت لست حياء
تفحص عز الدين الاشياء بعينين ثاقبة وهو يتمتم بهدوء
=من مين.... ؟!
اجابته انصاف بهدوء
=مش عارفه و الله يا عز بيه واحد اللى جه و سلمهم للحرس اللى على البوابه من برا
اومأ لها عز و هو يتناولهم منها قبل ان يغلق الباب و يعود الى الغرفه
تناول الكارت الذى كان بالازهار يقرأه لكنه شعر بالغضب يشتعل بداخله فور ان قرء الكلمات المطبوعه عليه
"" برغم انك رفضتى تقبليهم منى لكن انا مصر مينفعش ترفضى هديتى ""
داوود الكاشف
التفت عز الدين نحو حياء التى كانت لا تزال مستلقيه بمكانها فوق الفراش لكنها انتفضت بذعر فور ان صاح بها بغضب بث الرعب بداخلها
= انتى تعرفى داوود الكاشف منين و قابلتيه امتى....انطقى؟!