رواية أخباءت حبه الفصل الثاني عشر بقلم محمد ابو النجا
تعلقت أعين جميع من بالغرفه
ب (منى) التى كانت تحمل على
شفتيها إبتسامه مريبه ...
وهى تقول لقد نفذت طلب
الأستاذه ساره لقدومى هنا
لزيارة محمود ..
ولكن لم أخبرها سبب قبولى
للمجىء...
ما علمته أنكم قد اخفيتم عنه
حقيقة ما أصابه...
ولكن كان هذا خطأ كبير منكم
فلابد أن يعلم ما حدث له ..
يقاطع محمود حديثها فى تعجب
: منى ...!
ماذا هناك..!
أنا أ..ه
تقاطعه منى فى حدة :
محمود أنت احترقت..
لم تحترق الورشه الخاصه
بك فقط ...
بل أنت أحترقت أيضًا معها..
لقد تشوه كل جسدك ..
لقد ..
تقاطعها ساره في عنف
وحسرة : أى حديث هذا ..!
كفى..كفى..
لكن منى كانت تتجاهل ساره
وهى تكمل بكل غلظه :
لقد أصبت بالعمى يا محمود ..
هل تفهم وتعى ما أقوله ...!
لقد أصبحت لا ترى...
لقد تلاشت وذابت ملامحك
الجميله ..
لقد أصبحت دميم ...
لا يتحمل أحد النظر إليك..
تصرخ ساره بقوة :
تبًا لك ..اصمتى...كفى..
رحاب بلهجه حادة :
لقد تماديت فى الوقاحه..
أنت بلا قلب..
محمود بصوت حزين وبكلمات
ثقيله : هل هذا كابوس..؟
اخبرونى..؟
هل ما أعيشه كابوس...؟
منى ساخره : بل حقيقة ...
أنت لم تعد تصلح لشىء..
الموت سيكون رحمة لك ..
عليك أن تدعو الله به..
وعليك أن تنسانى ..
لا تفكر بى مجددًا..
ولا ترسل لي أحد..
لقد انتهى كل شىء بيننا..
لكن لم تنتهى المفاجآت بعد..
هذا هو الجزء الخاص بي
أما الجزء الخاص بك
فعليك أن تعلم أنى قد
علمت بوسيلتى الخاصه
بأن الرجال الذين أشعلوا
الورشه بك قد أصروا
على قتلك ...
وما يزالو يتبعوك ..
تتسع أعين ساره ورحاب
مع جملتها وهى تقول
بكل عنف : لقد سرقت
حقيبتهم ..
ولن تفلت من أيديهم ....
إن قرار إعدامك قد أتخذ
من لديهم ..
ونجاتك مرهونه برجوع
الحقيبه...
ولو طلبت نصيحتى ..
دعهم يقتلونك...
سيكون بمثابة رصاصة الرحمه
لك ..
وسيكون دين كبير منهم
فى رقبتك...
سيختصرون عليك المسافات ..
محمود فى حسرة :
لكنى لم أسرق الحقيبه ..
ولا أعرف عنها شىء...
منى ساخره : عليك
أن تخبرهم ذلك حين لقاءهم ..
وتراجعت خطوه للوراء ورفعت
حقيبتها أعلى كتفها تقول :
لقد انتهى الحديث عند هذا ..
وانتهت قصتى معك الآن...
وعادت منى بهدوء تنسحب
مغادره الحجره ...
وسط دموع ساره التى تبكى
تبكى من أجل حبيبها..
الذى ظل صامت .. أشبه
بقطعه من الصخر..
بعد رحيل منى ..
رحاب فى صدمه :
هذه ليست إنسانه ..
إنها شيطانه...
كيف كانت يومًا خطيبتك..؟
كيف كانت ستكون زوجتك ..!
محمود فى حزن :
من المؤكد أن هناك من دفعها
لقول وفعل ذلك ...
أنه صوت حبيبتى لكنها
ليست هى ....
ليست فى حالتها الطبيعيه ..
رحاب فى حزم : لا تحاول
الدفاع عنها...
إنها فتاة بلا قلب...
محمود بكلمات ثقيله
مهمومه
: هل حقًا ما قالته..؟
هل جسدى ووجهى قد
احترق..!
هل تشوهت..!
هل أصبت بالعمى...؟
هل تخفون عنى كل هذا
منذ أن جئت إلى هنا..؟
رحاب فى أسي :
من المؤكد أن ما سمعته
كان مؤسف وصعب ..
وهم ثقيل ..
لكنه قضاء الله..
لا بديل أمامك سوى الرضا..
محمود فى حسرة كبيره
: كان الموت أهون مما
أنا فيه ...
لقد خسرت كل شىء...
خسرت مستقبلى كله ..
رأس مالى ...
جسدى ..
اعينى..
والأصعب من كل هذا ...
خسارة حبيبتى...
حبيبتى التى كنت في امس
الحاجه لها...
تخلت عنى فى وقت عسير..
أنا إلى الآن مازالت أشعر بأن
ما أعيشه كابوس مفزع..
سوف استيقظ منه فى
أى لحظه ..
وأعود لطبيعتى...
ثم عاد يتأوه ويبكى...
ليتكم تخبرونهم في
المستشفى بأنى أريد الموت..
لا أريد الحياه...
وعاد يصرخ ...
اقتلونى...
ومع صرخاته تفر رحاب
نحو الخارج تبكى ...
وتدفن رأسها بين كفيها..
حتى ضرب مسمعها ذلك
الصوت يقول
( الى هذا الحد احببت ذلك
الرجل ..!)
رفعت ساره رأسها لتجد
أمامها على بعد خطوات
أبيها...
لتتراجع ساره في خوف ..
وتلصق بظهرها بالحائط..
وأعينها ترتجف ..
يقترب أبيها أكثر وهو يقول
: هل تريد الزواج منه ...؟
اتسعت عيناها أكثر فى صدمه
تحاول إستيعاب ما يقوله
أبيها..
فهو لم يكن معها يومًا بمثل
هذا الهدوء واللطف الشديد..
لببتسم ويزيد من حيرتها ..
ودهشتها...
وهو يقول : ستتزوجى من
محمود ياساره...
وهذا وعد منى ..
مدام قلبك متعلقًا به
الى تلك الدرجه...
سأحقق لك أمنيتك...
وسيكون زواجك قريبًا..
أقرب مما تتخيلى..
أعدك بذلك...
ولم تصدق ساره أبيها.
ولم تعلم إن كان يسخر
منها أم حقًا ما يقوله
حقيقى ..!
وابتعد بعدها أبوها..
نحو حجرة محمود ...
ولم تستطع ساره فهم شىء .
أى شىء...
لماذا ذهب أبوها إلى
حجرته..؟
لكنها شعرت أن الأيام القادمه
ستحمل لها الكثير ...
والكثير من المفاجآت
التى لا يتخيلها
أحد...
أى أحد..