رواية جراح الماضى الفصل الثانى عشر بقلم هالة السيد
قاد سيارته بسرعه جنونيه وكاد ان يصتدم ويتسبب بالعديد من الحوادث المروريه.. عقله لايتوقف عن التفكير فيما حدث لها... يقود بيد وباليد الاخرى يعبث بالهاتف يبحث عن رقم احدهم وسرعان ماوجده فضغط على زر الاتصال وانتظر الرد بلهفه ..لحظات مرت عليه وكأنها دهر إلى ان رد عليه الطرف الاخر..
*خالد باشا أؤمر...
*رد عليه بصرامه وأمر فى نفس الوقت:
اعرفلى الهانم الكبيره راحت اى مستشفى بسرعه.. دقيقه وتكلمنى..
*رد عليه الطرف الاخر بخنوع:
أوامر حضرتك ياباشا....
*اخذ خالد يحاول مره اخرى الاتصال شقيقته لكن مامن مجيب فزفر بضيق والقى بهاتفه جانبه... دقائق واعلن الهاتف عن مكالمه من احد رجاله.. فالتقط الهاتف بلهفه.......
*العنوان إيه ؟؟
*هتف احد رجاله بأحترام :يا باشا الهانم فى مستشفى (...................)
*تمام حصلنى على هناك... قالها بأمر....
*حاضر.....
*اخذ يبتهل ويدعى الله ان يتلطف بوالدته ...بعد مرور ربع ساعه وصل للمكان المنشود... وفور هبوطه من السياره رأه بعض رجاله فأسرعا بالتوجه إليه...
*هتف الرجل بترحاب :أتفضل يا باشا...
على قدر المستطاع حاول خالد اخفاء توتره وخوفه ،، وايضا لهفته خاصا امام رجاله... وتسأل بأستفهام..
*عرفت هما فين بالظبط ؟
هز رأسه بإيجاب وهتف مؤكدا... ايوه حضرتك..
*تمام تعالو ورايا...
***********
فور دخوله للمشفى لفت أنظار من حوله بهيبته وغموضه.. واخذو ينظرون إليه باهتمام فمنهم من
جذبتهم وسامته ومنهم من يتسأل عن هويته... ومن أيضا من يفكر بأنه شخص مهم خاصا مع هؤلاء الحراس مفتولى العضلات بنظراتهم الصارمه تلك... لكن جميعهم اتفقو بأن له طله مهيبا وواثقه بالنفس...
-شايفه يابنتى الراجل دا شكله كده واحد مهم... ليه مريض هنا...
ردت عليها الممرضه الاخرى بوله: ولا حلاوته يأختى عليه
أومات صديقتها بتأكيد : فعلا حلو... بس تحسيه كده ليه هيبا وشكله غامض...
كل هذا لم يلفت انتباهه وهم بالصعود إلي ان اوقفه اخدهم متسائلا...
-حضرتك طالع فين كده ؟!
طالعه خالد بنظرات صارمه اصابت الاخر بالخوف لكنه حاول ان يخفيها....
-رد عليه احد رجال (خالد) بصرامه ..
انت مش عارف الباشا مين...
والله انا ميهمنيش مين.. الى يهمنى هو رايح فين ولمين
هم ان يرد عليه البودى جارد... فقاطعه خالد قائلا بأبتسامه قاسيه وعلى مايبدو انها متوعده..
*اكيد يعنى جاى مستشفى فهزور مريض.. مش جاى معاد غرامى.. عن اذنك... تركه وانصرف ولم يدع له فرصه للرد... ...تحدث الطبيب مع نفسه قائلا..
ما انا أكيد عارف انه جاى يزور مريض بس الثورين دول جاين يعملو معاه إيه...المفروض يسبهم بره مش سويقه هيا... اوف انا هروح ابلغ المدير....
*****************
- ظهرت المفاجأه جليه على وجهه وهتف بضيق وهو يجز على اسنانه..
انت بتعمل إيه هنا ؟
رد عليه بتوتر حاول مدارته...
جاى اشوف اهلى ممكن....
لم يلتفت مصطفى لما قال وانما نظر خلفه بوعيد وغضب فارتعد
فارتعد الاخر وبادله النظر بمعنى (ما باليد حيله ياصديقى)...
-هم ان يرد عليه مصطفى لكن قاطعه صوت آلاء من الداخل...
مين يا مصطفى الى بره ؟
توتر ولم يعرف بما يخبرها..
ربنا يسامحك احنا ماصدقنا انها هديت وبدأت تضحك(قالها بغضب)
لم يعرف بأن كلماته قد اتت على جراح عبدالرحمن بمعنى اخر... اضاف الملح علىالجرح فزاد من آلامه..
-هتف عبدالرحمن بحزن ظهر فى عيونه ونبرة صوته بوضوح....
انا أسف لو سببت ازعاج عن اذنك
-استنى يا عبدالرحمن بس نتفاهم ...مش كده يا مصطفى الكلام براحه ياأخى.
-انت تخرص خالص وحسابك معايا بعدين و.. ......لم يكد ينهى كلامه حتى ظهرت آلاء تتسأل ولم تكد تنهى كلامها حتى ألجمت الصدمه لسانها....
-مصطفى انت بتعمل إيه كل........
-آلاء اسمعينى...
*هتفت آلاء بغضب وضيق...
انت بتعمل ايه هنا ؟
رد بحزن لكنه صادق...
جاى اشوف امى واختى الى وحشونى...
*ردت عليه بسخريه لكن كلامتها تحمل من المراره الكثير...
والله ..امك واختك هههههههه وإيه الى فكرك بيهم بعد كل السنين دى؟؟
-آلاء اسمعينى ارجوكى وافهمى موقفى....
لكن لم ترد عليه واسرعت للداخل.
-شعر زياد بإحراج الواقف الى جواره وقرر التدخل..
هتف زياد بجديه :مصطفى ماينفعش الى بيحصل دا...
شعر مصطفى ايضا بأحراج عبدالرحمن بعد كلمات آلاء له فحمحم قائلا..
احم احم ..طيب اتفضلو أدخلو نتكلم جو..
-شعر عبدالرحمن بفرحه وبارقة امل ودخل أولا وعندما مر زياد بجانب مصطفى. جز الاخر على اسنانه وهتف بوعيد... بقا بتخلف وعدك معايا يا زياد.. حسابك معايا بعدين..
-احم احم وانت عامل ايه دلوقت ...عن اذنك بقا (وهم ان يستدير هاربا للخارج) فجذبه مصطفى من ياقة قميصه للداخل ..كان يشاهد عبدالرحمن الموقف فلم يعرف ايبتسم ام يبكى ...ثم دخل ثلاثتهم للداخل..
*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*
كانت تشاهد التلفاز بنظرات مشتته فلم تعرف ماالذى اصاب ابنتها فجأه فذهبت منذ لحظات للخارج وعادت بتلك الحاله المتوتر العصبيه... شعرت سميه فجأه بظل قد اطل عليها بالاضافه للنظرات المصوبه نحوها ..فرفعت رأسها وجدت مصطفى واثنان آخران ...واحدهم ينظر لها نظرات تحمل الكثير الحنان والحب والاشتياق ..لم تعرف لما خفق قلبها فجأه بجنون يكاد يخرج من بين ضلوعه هى تشعر بأنها تعرف تلك الملامح ورأتهاا من قبل... ياااااااللله...
نظرت لمصطفى بتسأل عن هويتهم لكنه نظر للجهه الاخرى يبحث عن آلاء فلم يجدها فأبتلع ريقه وهتف بحنو بالغ:
*دا عبدالرحمن ياماما ابنك...
هى حرفيا الان لم تعد تسيطر على خفقات قلبها وتلقائيا عرفت الدموع مجراها على وجنتيها بغزاره.... نظرت له مره آخرى كى يخبرها ايان من الاثنان هو ابنها فهى تريد ان تتأكد اكثر...
فهم مصطفى ما تريد فأشار على الشاب الذى يقف عن يمينه ينظر لها بحب وحنان والدموع متحجره فى عيونه ينتظر أشاره منها كى يتقدم ويقبل يدها وقدمها ويعتذر عن أخطاء قد مضت لكن صمتها ودموعها هذان يقلقانه ويجعلوه متردد فى التقدم خوفا من ان ترفضه كما فعلت آلاء معه لكن قطع تردده هذا أشارتها له بالتقدم... لم يصدق عينيه بأنها تدعو للتقدم فنظر للاخرين كى يتأكد منهما...
*بتشاور ليا انا صح ؟؟
أوما له زياد مؤكدا بفرحه :أيوه ياعم روح يلا...
-لم يكد يكمل زياد جملته حتى أسرع عبدالرحمن الخطى تجاه والدته التى احاطته بذراعيها تحتويه بحنان امومى خالص أخذت سميه تبكى بحرقه تخرج كل مايعتمل فى قلبها منذ سنوات وها هو يخرج الان ...اما هو فلاول مره يشعر بالامان بين يدى والدته واخذ يبكى كالطفل الصغير الذى وجد امه بعد سنوات من الضياع ...اخذت تربت على ظهره بحنان وحب لكنها كلما تفعل هذا يزيد هو من التشبث بها ويزيد ايضا فى البكاء... كان مصطفى وزياد ينظرون لهم بشفقه لكن كانت هناك من تتابعهم من بعيد ودموعها تنزل بغزاره وتكتم شهقاتها بيدها حتى لا تصل لمسامعهم ..لحظات وهداء عبدالرحمن شعرت به سميه فابعدته قليلا تنظر لوجهه تملى عينيها منه وترى كيف اصبح صغيرها رجلا كبير يعتمد عليه.......
*قال زياد بمرح كى يخفف من وطئت الموقف..
إيه يا جماعه احنا مش هنقعد ولا انتو معندكوش شاى ولا إيه النظام...
لم يحصل على اجابه سوى وكزه من مصطفى الواقف بجواره :تصدق انك بارد
*تأوه الاخر بألم وقال:ياعم كنت عاوز أفرفش الجو..
هنا خرج صوت عبدالرحمن وتحدث بنبره متحشرجه حانيه وهو يقبل كفى يدها :وحشتينى اوى ياامى اوى اوى ربنا العالم كنت مستحمل بعدكم عنى ازاى.....
*ربتت على كتفه بهدوء وهمت ان تتحدث لكن كالعاده لم يخرج صوتها.. فاطرقت برأسها أرضا فى حزن واضح.. اعتقد هو بأن والدته لم تسامحه لذلك لا ترد عليه... فاردف بحزن يظهر فى نبرة صوته..
انا عارف انى غلط لما سبتكم بس انتى مقدره دا وعارفه انه كان غصب عنى... ثم اكمل برجاء:ارجوكى سامحينى و ردى عليا .
*طالعته امه بحزن ولم تعرف ماذا تفعل لكن كالعاده نظرت لمنقذها ..بادلها مصطفى النظرات وتفهم سبب حزنها الذى يجهله ولدها ..لاحظ الابن نظرات امه لمصطفى فاعتقد فى نفسه بأنها تناشده بأن يطرده للخارج ولا تريد ان تحدثه حتى...
*انتى عاوزانى أمشى علشان كده مش عاوزه تردى عليا (قالها بمراره وألم) ثم أضاف.. طيب همشى بس سمعينى صوتك مره واحده..
*هم ان يرد عليه مصطفى معللا سبب صمتها لكن سبقته تلك الثائره بالحديث
*ردت عليه آلاء بغضب ومراره ملأت حلقها :
مش هترد عليك ريح نفسك... مهما عملت مش هتتكلم.
*طالعها بألم وعبراته تنزل.. :للدرجه دى ؟مش طايقانى ومش عاوزه تسمعينى صوتك (ثم اردف مبرار لالاء) والله كل حاجه كانت غصب عنى اسمعينى بس ...
*أشارت له بيدها ان يصمت فهى لا تريد الحديث معه.:ارجوك مش عاوزه أسمع حاجه..
قام عبدالرحمن من على الارض بخزى وآلم وهو يشعر بأن وجوده غير مرغوب هنا ثم حدث نفسه قائلا :انا همشى حاليا بس مش هستسلم وهاجى مره واثنين وثلاثه... افاق من شروده على نظرات والدته المتلهفه والحزينه لما يشعر بأنها تريده ان يبقى بجانبها ...إذا لما لا تحدثه... لذلك قال :عن اذنكم ياجماعه.. وأسف أنى ازعجتكم.. يلا يا زياد
*نقلت آلاء بصرها تجاه والدتها فوجدت الحزن مرسوم بوضوح على وجهها ودموعها بدأت من جديد بالهطول لذلك لم تتحمل تلك النظرات الموجعه بالنسبه لها.. فهى لا تتحمل دموع والدتها... وان كان فى يديها منع تلك الدموع لن تتردد .......ابتلعت ريقها بصعوبه وهيئت نفسها لما ستقول وان كان ماقالته مسبقا مر فما ستقوله اشد مراره على قلبها ...خطى عبدالرحمن عدة خطوات لكن أوقفته كلامتها...
*اردفت آلاء بسخريه تخفى بها وجعها:
أومال فين أمى ووحشتنى.. فى الاخر ماشى وسايبها هههههههههههه بجد ضحكتنى ثم صفقت بيدها أتبعها ضحكه ساخره:هههههههههههههه.. التف لها وهتف قائلا.
أنا ماشى حاليا بس مش هستسلم وهاجى تانى...
*لا ياراجل.. هحاول اصدقك..
*فهتف فيها عبدالرحمن بضيق من سخريتها: ارجوكى بلاش تريقه..
*ردت عليه بغضب وكره تحمله منذ سنوات..
طيب مش عاوز تعرف والدتك مش بترد عليك ليه ؟؟؟
-علشان مش مسامحنى (قالها بحزن)
*اغمضت آلاء عيونها بألم وتحدثت بمراره لا تمحى من حلقها منذ سنوات
ماما مش بترد عليك لانها... لانها فاقده النطق من سنيييين.
فغر فاهه واتسعت عيونه بصدمه وشعر فجأه بالبروده تجتاح أوصاله ولم ينطق للحظات من هول ماسمعه ..
*إيه اتصدمت ؟
*رد عليها بتيه و توتر:انت ان ت..بت تكلمى جد؟!
*وانا ههزر معاك ليه.. قالتها بغضب وعيون تطلق شرار
-تأوه بألم شديد كمن طعن فجأه بخنجر فى قلبه بلا رحمه ..ثم اسرع يحتضنها ويقبل جبينها وقدمها ويديها.. ويتأسف. :انا اسف أسف اسف ارجوكى سامحينى....
هزت رأسها بإيجاب وفرح ثم احتضنته......
******************
صعد لاعلى واخذ ينظر حوله عن شقيقته إلى ان وجدها تجلس على إحدى الكراسى وتضع وجهها بين كفيها تبكى امها الحبيبه وتدعو الله ان يرجعها لها بالسلامه... اقترب منها وأخذ يتأملها بحنان اخوى شعرت فجأه بظل يطل عليها فرفعت رأسها لترى من يقف امامها.... تلاقت اعينهم للحظات ثم اغلقت عيونها مره أخرى وحدثت نفسها قائلا : ياربى هو خالد ولا تهيؤات لكنها لم تعرف بأن صوتها قد وصل لمسامعه فابتسم على قولها.. سرعان مافتحت عيونها مره أخرى معتقدا بأنها كانت تتخيل لكنها ‘جدته.. مازال واقفا امامها...
*فهتفت قائلا بذهول وصدمه: انت خالد اخويا ولا انا بيتهيألى من الزعل...
*أشار خالد للواقفين خلفه بالابتعاد... ثم حدثها قائلا بحب وحنان ..
-انا خالد يا إيمان مش تهيؤات لم يكد يكمل جملته حتى أسرعت بأحتضانه والتشبث به وانفجرت بالبكاء وظل خالد يربت على ظهرها بحنان ويحاول تهدئتها.. لحظات وشعر بها سكنت بين ذراعيه..
*فتسأل قائلا: إيمان انتى كويسه.. لم ترد عليه سوى بزيادة التشبث فى سترته..فأخذها وهى مازالت على وضعها نحو أحدى الكراسى الموجوده فى المكان... بعدما جلسو ابعدها قليلا عن أحضانه ينظر لها...
*ثم تحدث بهدوء وحب :أهدى يا حبيبتى خلاص انا جيت ماتقلقيش من اى حاجه بعد كده
*هنا تحدثت ببكاء وشهقات متتاليه..
ماما بقالها كتير جوه يا خالد أنا خايف عليها
*رد عليها بهدوء رغم ما بداخله من خوف وقلق.: أن شاء الله خير
-تذكرت إيمان شئ فهتفت قائلا : صحيح انت عرفت منين ان ماما فى المستشفى ؟!
*رد عليها بجديه :انا الى كنت بكلمك على تليفون زياد ساعة ما ماما اغمى عليها ...
*نظرت له بصدمه وفاه مفتوح: معقول انت!.. اومأه لها بإيجاب
*فتسألت بأستفهام : انت جيت إمتى ؟؟؟
*هم ان يرد عليها لكن قاطعهم خروج الطبيب من الغرفه فأسرعا بالتوجه نحوه كى يطمئنو على والدتهم..
-طمنا يا دكتور اخبارها إيه (هتفت بها إيمان فى لهفه)
-طالعهم الطبيب ثم قال: انتم تقربو ليها ايه ؟
رد عليه خالد بهدوء: احنا اولادها ..ممكن تقولنا عندها إيه ؟
-قال الطبيب بهدوء: ارتفاع فى ضغط الدم.... ادى للاغماء
*اتسعت عيونهم بصدمه : ارتفاع ضغط ! قالها خالد بتعجب ودهشه ثم اكمل )و دا سببه إيه.؟
*رد عليهم الطبيب بعمليه :ممكن أسباب كتير.. بس فى حالتها ممكن يكون خبر سمعتو مثلا
قالت إيمان بحيره وتناست دون قصد خالد :بس هى مسمعتش حاجه وحشه النهارده و....
*قاطعها الطبيب موضحا: مش شرط خبر وحش.. ممكن يكون حاجه فرحتها وهى مستحملتش فأغمى عليها... هم ان يتركهم ويذهب فتذكر شئ ما فعاد ثانيا..
*سأل خالد بجديه بالغه : خير يا دكتور فى حاجه ثانيه ؟
حك الطبيب مقدمة رأسه وقال: اها المريضه كانت بتقول اسم شخص معين وفضلت تكرره..
-مين؟ قالها بجديه وثبات..
*خالد... فضلت تكرر الاسم دا كثير
تبادل النظرات مع شقيقته ثم قال
ممكن ندخل نشوفها يا دكتور ؟
-هى قربت تفوق.. فممكن تدخلو ليها ربع ساعه مش اكتر
-تمام.... ثم تركهم الطبيب ورحل..
*معقول ماما تكون عرفت انك وصلت ؟قالت هذه الكلمات إيمان بحيره.. وممكن فعلا من الفرحه مااستحملتش الخبر
*اممممم يا ترى من الفرحه ولا زعل ؟ام نشوف... كان يحدث نفسه بهذه الكلمات... ثم افاق من شروده على صوت شقيقته المتعلقه بذراعه.... صح يا خالد؟
هندخل ونشوف ...قالها بغموض وعيون تحمل الكثير من التساؤلات..
*طيب يلا ندخل بسرعه.... وعندما تحركا هم رجاله بأتباعه فأشار لهم بيديه ان يتوقفا عن اللحاق به وان يبقيا مكانهم :هتف فيهم قائلا:خليكم مكانكم...
*تمام ياباشا.. قالهم احدهم بخشونه...
*دخلت إيمان الغرفه أولا ثم اتبعها خالد بخطوات متردده وبداخله مشاعر مختلطه ..مزيج غريب من خوف ،، حب ،، لهفه ،، أشتياق لحنان وحضن والدته..... ربما بعض الغضب! لكن اكثر مايسيطر عليه هو خوفه على والدته... همهمات خافته تناهت لمسامعه فرفع بصره وجد مصدرها امه التى بدأت تفوق بالفعل لم يفهم فى البدايه ماذا تقول لكن اقتربت شقيقته منها لتتبين ماذا تقول.
*اقتربت إيمان منها لتسمع ماذا تقول او تريد؟
-بتقولى إيه يا ماما ؟!
*زينات بتعب ولم تفتح عيونها بعد.
خالد ...خالد... ابنى فين ؟ هاتولى ابنى..
*طالعت إيمان الواقف بجوار باب الغرفه يطالعهم بتوتر يجاهد لاخفائه... ثم هتفت بلهفه.....
-تعالا يا خالد ماما بتنادى عليك تعالا بسرعه ...
*أشار لنفسه بعدم أستعياب ثم قال بغباء: أنا ؟
*أومات مؤكده وقالت بنفاذ صبر :أيوه
*خطى خالد بقدميه جهة والدته التى ماان وصل إليها حتى فتحت عيونها گأنما شعرت به حولها فى البدايه كانت الرؤيا ضبابيه فأغمضت عيونها ثانيا ثم فتحتهم واخذت تكرر الامر حتى اعتادت على الضوء الذى ازعجها فى البدايه ..رأت إيمان الواقفه امامها وعلامات الخوف واضحه على وجهها :انتى كويسه يا روحى... ابتسمت لها بتعب وهزت رأسها بإيجاب :الحمدلله..*ثم أستدارت ببصرها للجهه الاخرى حتى وجدته ينظر إليها فى البدايه لم تستوعب وجوده فأغلقت عيونها لاعتقادها انها تتخيل وعندما فتحتهم ثانيا وجدته ايضا.. فابتسم خالد على فعلتها تلك واقترب اكثر منها *وقال بحب وحنان جارف:إيه يا ست الكل كده تخضينا عليكى..
حاولت الاعتدال من رقدتها على الفراش فلم تستطع فأسرع إليها كى يساعدها.. انت انت خالد ابنى صح قالتها بتلعثم... أوما لها وقال :أ ايوه يا حبيبتى.. اهدى بس وبعدين نتكلم..
*تلقائيا عرفت الدموع مجراها على وجنتيها وبدأت بالبكاء بصوت عالى وشهقات تزداد.. فزعت إيمان على امها ولم تعرف ماذا تفعل.. *فى إيه يا ماما اهدى ياحبيبتى.. لكن زادت فى البكاء فجزع خالد هو الاخر من رؤيتة امه بتلك الحاله وأسرع لاحتضانها بقوه حتى تهداء... فتشبثت فيه بقوه :هششششش خلاص انا هنا أهدى..
*هتفت امه ببكاء ونبره يغلب عليها التعب.
كده يابنى تهون عليك امك تسيبها السنين دى كلها من غير ما تشوفك ولا حتى تكلمها....
*رد عليها بأسف وضيق من نفسه لانه السبب فى بكائها :
-انا اسف ياأمى سامحينى أرجوكى انا عارف انى غلطان بس انتى عارفه انه مكنش قدامى حل غير كده...
*ابتعدت زينات عنه قليلا وأخذت تنظر له بحنان امومى وتتلمس وجهه وتربت على ظهره بحب .ثم اردفت بعتاب :
-طيب دا كان غصب عنك بس ياترى غصب عنك برضو انك تكون فى اسكندريه واعرف من الناس ؟!
*أطرق خالد رأسه فى خزى فهو يعلم كم هو مخطئ فى حقها.. فخالد لم يكن يوما ليطرق رأسه ارضا سوى لخالقه وفيما بعد امه... امه امه وفقط.....
*شعرت إيمان به فاردفت مازحا لتلطيف الاجواء.
-إيه يا ست الكل واخده ابنك البكرى فى حضنك وانا إلى دمى أتصفى من الخضه مفيش حضن ولا إيه النظام.. اتبعتها بغمزه من عينيها....
*بس يا بنت ملكيش دعوه بخالودى دا ليه معزه خاصه
ابتسم خالد على كلام والدته الحنون اما إيمان هتفت بزعل طفولى :
بقا كده يا زوزو اطلع انا منها يعنى خلاص مخصماكى وأشارت بعلامة الخصام الطفوليه بأصطناع..
*فابتسمت والدتها بتعب على فعلتها تلك ثم أشارت لها بيدها ان تقترب لكن إيمان رفضت بمزاح..
-لا مش هاجى خلى حبيب القلب قاعدجنبك بقا وانا هقعد على الكرسى البعيد دا ...واشارت لكرسى موضوع بأخر الغرفه ...*يا بنتى تعالى متتعبنيش.
*هزت راسها برفض مرح : لا
*إيمان أسمعى الكلام(هتف بها خالد بصرامه جعلت بدنها يرتعش من الخوف)
-فردت عليه بخفوت وخوف : انا كنت بهزر مش اكثر.
*نظر لها نظره ارعبتها ثم قال :مفيش هزار فى كده ..سمعتى
-حاضر... ثم همست فى سرها :يا ساتر بصلى بصه كانت هتولعنى.... اقتربت من والدتها وجلست جوارها على الفراش ثم أمالت بجزعها قليلا وهمست فى أذنها بشئ لم يتبين خالد ما هو... ابتسمت الام على قول ابنتها.. وهمت ان تقول شئ لكن اوقفها فتح باب الغرفه...
********************
مريم يا بنت يا مريم
*ردت مريم متسائله : نعم يا ماما
*تسائلت احلام وهى جالسه على طاولة السفره وبين يديها حبات البطاطس تقوم بتقشيرها...
-اخبار آلاء صخبتك إيه ،، وبقالها كثير ما بتجيش يعنى؟
ردت عليها مريم وهى جالسه على الاريكه تشاهد إحدى أفلام الكارتون بتركيز شديد :امممممممم مشغوله يا ماما..
*طيب وانتى بتطمنى عليها ولا لاء ؟ صمت يتبعه صمت مما جعل امها تلتفت إليها لترى لما لا ترد عليها فغرت فاهها وهى تشاهد ابنتها الكبرى جالسه امام التلفاز تشاهد فيلم كارتونى...
-بتتفرجى على كارتون يابنت الموكوسه هو انتى فاكره نفسك عيله يا ختى دا الى قدك مخلفين وعندهم عيل واثنين وانتى يا خيبة املى بتتفرجى على كارتون...
-قالت مريم بمزاح: الله.. الله وليه الغلط بس يا لومه الله....
-أمالت أحلام بجزعها العلوى لاسفل تلتقط حذاء قدمها المنزلى وهى تجز على اسنانها وتشعر بالغيظ من ابنتها:
غلط وانتى لسه شوفتى غلط يا روح امك ....انهت كلامها واتبعته بألقاء الحذاء تجاه ابنتها ليصيب جبهتها على الفور... مما سبب الالم لمريم التى هتفت بتأوه وهى تقف: أاااااااه بقا كده يا احلام طلعتى غداره على فكره ...
*بقا انا غداره ماشى ثم التقطتت الفرده الاخرى لتلقيها عليها... وفى هذه الاثناء كانت تخرج من الغرفه ابنتها الصغرى ملك والتى ما ان رأتها مريم حتى وضعتها امامها حمايه من حذاء امها الطائر فزعت ملك من فعلت شقيقتها وتسائلت وهى تلتفت برأسها إليها : فى إيه يا مريم مالك ماسكه فيا وبتجرى كده ليه ؟!
*بصى قدامك وانتى تعرفى.. نظرت ملك امامها لتتفاجئ بالحذاء الطائر يلتصق بوجهها ولم تستطع تفاديه
أااااااااااااه حرام عليكى يا ماما.... انا عملت إيه
*دا مش ليكى دا كان للهبله الى واقفه وراكى......
*****************
تعالا يا زياد نقعد فى المكتب على مايحضرو العشا..
-هتف زياد بفرح قائلا: إيه دا هو فيه عشا بجد
-كز مصطفى على اسنانه حتى اصتكو ببعضهم البعض
هو دا الى همك فى الموضوع ؟!
*على الجهه الاخرى كان عبدالرحمن يجلس بجوار والدته التى لا تزال محتضناه تعوض كل السنين الماضيه فى هذه اللحظات وتحتضنه بخوف... خوفا من ان يتركها مره اخرى.....
*تحدث عبدالرحمن بحزن وانكسار : هو الموضوع دا حصل امتى (يقصد فقدها للنطق)
*أصتكت أسنان آلاء ببعضها البعض حتى كادت تتحطمهم و هى تتذكر... ثم أردفت بكل ما تحمله الكلمه من حقد وغل على أباه وبعض عليه...
*من يوم ما مشيتو وما بصتوش وراكو ....
*اغمض عينيه بألم ويشعر بأتهامها المبطن بين كلماتها وتلقائيا نزلت دمعه من طرف عينيه فمسحها سريعا....
*صحيح يا أستاذ عبدالرحمن أخبار اختك ساندى أيه.. مش أسمها كده برضو ولا انا غلطانه..... وأخبار الوالد العزيز إيه..... (انهت كلمتها ببغض كما حال صاحبها الذى تبغضه)(اباها)
-نظرعبدالرحمن لوالدته لدا سماعه تلك الكلمات من شقيقته والتى أصابتها بالوجوم ....وأصبحت ملامحها مبهمه...
*رد عليها رغم انه يعرف بأنها تسخر منه : احم احم لا أسمها ساندى انتى مش غلطانه.. ثم اخفض صوته قليلا وقال وبابا كويس....
قالت بسخريه مريره : ويا ترى بابا عارف انك هنا؟
*أستشعر الاستهزاء فى كلامتها للمره التى لا يعرف عددها و رد بضيق:
آلاء انا مقدر الى انتي فيه بس مسمحلكيش تتريقى عليا...
تسمح ولا ما تسمحش انا اتكلم براحتى ....هم ان يرد عليها لكن قاطعهم مصطفى الذى رأى انه يجب وضع حد للنقلش حاليا..... ويتعجب من أين أتت صغيرته الرقيقه مرهفة المشاعر كل ذاك العناد والتحدى والشراسه الواضحه فى عيونها ...... *تعالو يا جماعه ندخل أوضة المكتب لحد العشا مايجهز وهم ان ينادى على الخادمه لكن اوقفته أشارة سميه سرعان ما أبتسم على مقصدها لكن الاخر لم يفهم شئ..
تحدث بحيره وعدم فهم : هى ماما بتقولك إيه يا مصطفى ؟
-بتقول انها عاوزه تحضرلك العشا بنفسها..ابتسم لها ثم قبل يدها وقال :بلاش نتعبك انا اساسا مليش نفس...
هزت رأسها برفض وربتت على كتفه ..
-خلاص متزعليش يا أمى أعملىالى انتى عاوزاه بس ماتتعبيش نفسك..
-والله.. وفين الحنيه دى من زمان (قالتها آلاء بحنق)فنظرت لها امها بعتاب مما جعلها تتراجع وتتكلم بعصبيه شديده :
يووووه بقا انا رايحه أصلى العشاء... ثم تركتهم وذهبت بأتجاه السلالم لتصعد لاعلى.
-انا عارف انها مش عاوزه تشوفنى بس لازم تدينى فرصه أشرحلها موقفى
ربتت امه على كتفه بحنيه بالغه ثم تركته كى تحضر لهم الطعام على ذوقها الخاص..
قال مصطفى وهو يشير بسبابته بتحذير بين :
-آلاء عنيد جدا رغم رقتها بس بحذرك متحاولش تجبرها على حاجه هى مش عاوزاها...
-هو كمان عنيد زيها (قالها عبدالرحمن بتعب)
-فتسأل زيادالجالس جوارهم بحيره : هو مين دا؟
-بابا عنيد جدا..... عند سماعه تلك الكلمه أظلمت عيناه وتحدث بعصبيه:
طيب تعالو نتكلم فى المكتب..
*تمام.. بس ممكن حد يحط الموبيل بتاعى دا على الشاحن....
-اها ثم قام بمناداة الخادمه : يا ناديه
اتت الخادمه مهروله عند سماعها لندائه بأسمها: نعم يا مصطفى بيه
*قال بهدوء : لوسمحت هاتى شاحن الموبيل من الاوضه بتاعى...
*حاضر..عن ادنك..
***********
بعد مرور بعض الوقت على وجودهم بالمكتب قامت الخادمه بمنادتهم حتى يتناولو الطعام..
*طيب يلا يا جماعه تعالو ناكل وبعدين نكمل كلامنا..
-بعدما خرجو من الغرفه وذهبو لغرفة الطعام.. وجدو امامهم اصناف من الطعام الشهى الذى حضر بالحب والحنان..
-إيه دا إيه دا الاكل الجامد دا يا ست الكل.. قالها مصطفى بمزاح ومرح أبتسمت على قوله ثم سحبت يد ابنها كى تجلسه على إحدي الكراسى بجوارها حتى تطعمه بحنان.. وهو لم يعترض ابدا بل رحب بالامر بدأت فى اطعامه وهو يتناول الطعام وكأنه لم يتناول فى حياته ألذ من ذاك الذى تطعمه والدته... ملأت عيناه بالدموع ويحاول على قدر الامكان جعلها حبيسة مقلتيه حتى لا يحزنها ...رأت أمه ذلك وعلمت ما يدور فى رأسه فربتت على ظهره بحنان....
اما زياد فكان يأكل بنهم شديد كأنه لم يأكل من أسبوع مضى وبالنسبه لمصطفى فكان يتلاعب بالملعقه فى طبقه... لم يمسس منه شئ فكان شارد الذهن فيما قصه عليه عبدالرحمن فى المكتب ولم يفق سوى على صوت زياد وهو يتلذذ بالطعام ..
زياد بتلذذ:
-اممممممممم الاكل تحفه بجد.... دهس مصطفى قدمه بغل وهتف : طب كل ياخو كل...
-زياد بتأوه: اااااه مفترى طول عمرك...