رواية معذب قلبى فى اسرائيل الفصل الثانى عشر بقلم شريهان سماحة
عاد حسين فى أخر النهار للفيلا الخاصه به بعد يوم شاق من العمل فأستقبلته صفيه بأبتسامه تتسع مردده بحفاوه :
- ألف حمدلله على السلامه ياحاج أيه اللى أخرك كده
هما ليجلس بتعب على إحدى كراسى اﻷستقبال الفخمه قائلا :
- كان فى فرش عروستين لازم يطلع النهارده وكنت على أيد العمال أديهم الهمه
جلست بجانبه صفيه مردده بنبرة حانيه :
- ربنا يعطيك الصحه والعافيه ياحاج ..أجهزلك الغدا
- أنتم أتغديتوا
- بسنت أتغدت فى كليتها ..وخديجة
ثم صمتت قليلا مما جعل حسين يلاحظ فقال بقلق :
- خديجة مالها ! هى لسه موصلتش ولا أيه دا أنا باعت عثمان يوصلها لما لقتنى هتأخر
ردت عليه صفيه بلهفه وأستعجال قبل أن يقلق :
- لا ياحاج وصلت من بدرى بس لما وصلت حستها معيطه وزعلانه وكمان مرديتش تتغدا لغيت دلوقتى
أنتبها حسين لما قالته زوجته فصمت فى حيرة ثم قال لها
- يمكن يكون حد زعلها فى المستشفى أو...
ثم تذكر أن اليوم هو أخر يوم فى اﻷسبوع فربما تكون حزينه لذلك
فهما واقفا وهو يقول لزوجته :
- طب سخنى اﻷكل لينا وليها عقبال لما أطلع أطمن عليها وأجبها
--------------
فى ذلك الحين كانت خديجة على الهاتف تبكى لشيقتها بعد إن سردت عليها كل مامر بها أثناء لقائها بحمزة فهمت قائلة
- أنا غبيه يا مى .. صدقينى أنا غبيه لما أحب شخص العمر ده كله ومحاولش مره يعمل أى حاجه تبين حبه ليه
ثم أردفت بصوت يحمل خيبة اﻹمل :
- كان لازم أفهم من عدم زيارته لينا أنه مش متعلق بيا ولا بيحارب وقته وأجازته الصغيرة علشان يجى يشوفنى
صمتت تستجمع قوتها المنهاره وهى تقول بقلة حيله :
- بس أعمل أيه حتى لو أقتنعت ساعتها أنه مبيحبنيش برده مكنتش هتوقف عن حبه
تحدث مى وهى متألمه وحزينه لحزن شقيقتها قائلة :
- شوفتى يعنى حتى لو عرفتى مش هتكرهيه .. يعنى حبه ده شئ وضعه ربنا فى قلبك ممكن يكون نعمه وممكن يكون إبتلاء ، نعمه إن يكون الطرفين بيحبوا بعض وينتهى بالزواج و إبتلاء إن يكون حب من طرف واحد
أردفت بعد أن تنهدت قائلة بتحفيذ :
- لازم نحمد ربنا ونصبر على إبتلاءه يمكن لعله خير لينا بعدين وعوزاكى تمسحى دموعك وتقوى وترجعى خديجة القويه اللى أعرفها
أومات خديجة وهى تمسح وجهها من دموعها المتساقطه وتمحى حزن قلبها بالصبر قائله برضى :
- عند حق .. الحمدلله على كل شئ
ثم تذكرت شئ فقالت للتأكد من شقيقتها :
- بابا أتصل بيا بس مقدرتش أرد عليه فى حالتى دى خوفت لقلقه عليا فقولت لما أفوق أكلمه متعرفيش كان عوزنى ليه
أجابتها مى قائلة :
- متخافيش ياأختى هو قلق فعلا من غير مايسمع صوتك وإلا أصر علينا أننا أحنا اللى نجى ناخدك بكره ونقضى يومين مع عمو حسين .. بس هو وماما هيسبقونى الفجر وأنا على العصر كده لما أطلع من محاضرات العملى بتاعتى
إنفرجت إسارير خديجة بفرحه عارمه قائله بلهفه وحب :
- بجد ! دا أجمل خبر سمعته ..متتصوروش أنتم وحشنى قد أيه وبعدكم مأثر فيا
عند أنتهاء جملتها سمعت صوت الطرق على الباب يصدح فقالت لمى بأستعجال:
- طب سلام ياميوش الى إن نلتقى بكره علشان حد بيخبط على الباب دلوقتى
أبتسمت مى داخليا فقد أستطاعت أن تزيح من حزن أختها لو قليلا فقالت بحب بالغ :
- ماشى ياروحى سلام إلى أن نلتقى
أقفلت خديجة الخط وهى تمحى وجهها بكفى يداها للتأكد من خلوه من أثر الدموع نهائيا حتى لا يلاحظ أحدا ثم همت لترى من الطارق
فتحت الباب وتفاجأت بوجود عمها إمامها فقالت بأستغراب وقلق :
- عمو حسين أنت بخير فى حاجه !
أبتسم حسين لقلقها عليه فقال وهو يدخل ليجلس على إحدى مقاعد غرفتها
- مفيش حاجه ياحبيبتى دا أنا اللى قلقت عليكى وجيت أطمن لما لقيت مرات عمك بتقولى إنك متغدتيش
أبتسمت إبتسامه هادئه وهى تجلس بجانبه وتحرك إحدى يداها فى كف يداها اﻹخر قائلة بأرتباك :
- أبدا ياعمو مكنش ليا نفس لﻹكل
- مالكيش نفس ولا زعلانه على أن الاسبوع أنتهى متحوليش تنكرى ﻹن باين على وشك أن كنتى معيطه قبل ماتفتحى الباب
أنحنت بوجهها لﻹسفل قائلة بنفى عما بداخلها ومؤكده على حديث عمها
- يمكن ياعمو زعلانه فعلا علشان الأسبوع أنتهى وقلقانه لو مش يقبلونى
أبتسم حسين وهو يرفع ذراعه يحاوط كتفيها قائلا :
- مش أنتى عملتى اللى عليكى سيبى الباقى على ربنا
- ونعم بالله
هما حسين واقفا وهو يجذبها معه قائلا:
- طب قومى يلا وكلينى أصل عمك واقع من الجوع وأنتى اللى هتفتحى نفسى
أبتسمت وهى تقول فى حنان :
- ياخبر .. من عيونى ياعمو
- تسلملى عيونك دايما
ثم سارت معه للأسفل تسرد له ما قالته لها شقيقتها عن حضور العائلة ومكوسهم يومان اﻷمر الذى جعل حسين يفرح كثيرا وينتظرهم بفارغ صبره ..
------------
مكس حمزة بجانب رفيقه إلى إن أنتهى اليوم ثم عاد الى وحدته يتابع عمله على أن يعود له غدا ليرجعه للبيت ومعه تصريح له من رؤساءه بمدة علاجه
----------
جاء الصباح بنوره سريعا ليشبع رغبة خديجة فى رؤية عائلتها فحسين وعائلته يعوضنها كثيرا ولكن لاغنى عن اﻷب واﻷم والشقيق
تقلبت فى فراشها ببطئ ثم جحظت عيونها سريعا وهى تجذب هاتفها المجاور لها للتأكد من الوقت فرأته السادسه والنصف فقامت باﻷتصال على والدها إلى أن أتها رده سريعا قائلا :
- حبيبت قلبى وحشاانى وقلقان عليكى
- أنت اللى واحشنى جدا جدا وماما كمان .. ها ركبتو ولا لسه
ضحك حسن قائلا لها
- أنا أستغربت عرفتى منين بس نسيت أن وكالة رويتر عرفه وأكيد نشرت الخبر على العموم أحنا لسه فى نص الطريق
قهقت خديجة على تشبيه والدها فقالت من بين ضحاكتها :
- والله يابابا مى طيبه بس كانت عوزه تفرحنى
- ربنا يحفظكم ويخليكم لبعض خلى بالك منها دايما
أجابته بعدم مبالاه لنبرة صوته
- ويخليك لينا انت وماما يارب
ثم أكملت مردده
- أدينى ماما أسلم عليها
- ماش....
أنقطع صوت والدها لتسمع صياحه بعدها بثوانى قليله قائلا وصوته يصدح :
- حاااااسب ياسييييييد ..
ثم صوت صراخ يصدح أكثر وبعدها إنقطع الاتصال نهائيا !!!!!
فزعت وأنقبض قلبها وهى تهب واقفه بسرعه فائقه ولا تستوعب ما مر بها ولا كيف تفعل عاودت اﻹتصال مره أخرى فقد يكون ما مر بها توابع لهجاوس نومها ألى أن أتها صوت التسجيل اﻹلكتروني وهو يعاود جملته مره بعد أخرى مرددا ' هذا الهاتف الذى تحاول الأتصال به غير متاح أو قد يكون مغلقا ' هنا توترت بشدة وأيقنت أنها كانت بالفعل تتحدث مع والدها
- عمووووو حسسسسسين !!!!
قالتها خديجة وهى تصرخ بصوت صادح ودموعها تنساب من عيونها
أرتبك حسين وهو يصدق ورده اليومى من القراءن الكريم عقب صلاة الفجر وهب واقفا من على سجادة الصلاة يردد بقلق أستولى عليه :
- ياساتر يارب
فزعت زوجته من نومها قائلة وهى تهب واقفه بوجه قلق :
- فى أيه ياحاج !
ردد وهو يركض للخارج حافيا ومن خلفه زوجته :
- مش عارف .. بس سمعت حد من البنات بيصرخ
خرج الى ممر الغرف فرأي فى طريقة إبنته بسنت خائفه بوجه مضطرب وهى تقول :
- فى أيه يابابا
رفع حسين يداه فى الهواء ليدل على عدم معرفته وهو يجرى بإتجاه غرفت خديجة فهى الوحيده التى لم تخرج
أقتحما سريعا غرفتها دون أن يطرق بابها فوجئا بها جالسه على أرضية الغرفه تبكى بحرقه ولا تقدر على الحركه
ركض حسين بأتجاها وهو يحاول أن يتغاضا عن وجع قلبه المفاجئ يجذبها من جلستها بحنو قائلا بقلق قد وصل ﻹعلى درجاته لديه
- فى أيه يابنتى ردى عليا
شهقات خديجة المتتاليه لم تتوقف ولم تستطع من بينها الكلام فأسكبت صفيه كوب ماء من الدورق الموضوع بجوار الفراش وأتجهت تحتضنها وتساعدها فى شرب القليل لكى تحكى لهم ماأصابها لتلك الحاله التى بها
رشفت بعض القطرات منه وهى تجذب يد عمها فجأه وتتوسله وهى تستجمع ما تقوله :
- عمو ..أرجوك ..بابا وماما
لم يستجمع حسين منها ما يفيده ولكن مع قبضة قلبه شعر أن اﻷمر يتعلق بأخيه أنتبها على قول خديجة له وهى تجمع قواها على أمل أنقاذهم :
- بابا كان بيكلمنى ومره واحده صرخ وهو بيقول للسيد السواق أنه يحاسب وسمعت صراخ ومره واحده الصوت والاتصال أنقطع وأتصلت تا...
لم تكمل سردها حين أتاها رنين هاتفها الذى بيداها فأنتبهت لأسم والدها على شاشة الهاتف المضاءه فهمت تجيب وهى تنظر لعمها بقلق بالغ ألا أن أتها صوت الطرف اﻷخر يردد :
- أحنا أتصلنا على أخر رقم كان بيكلمه الرقم ده معلش هو يقربلك أيه
لم تستوعب خديجة هذا المشهد الذى تشاهده فى أغلب مشاهد الدرما أن يمر عليها لم تقدر على تحريك لسانها وتجمد جسدها ودموعها تنهمر بكثرة ولم تنتبه لسقوط الهاتف من يداها
شاهد حسين حالة أبنة أخيه وسقوط الهاتف فأسرع يلتقطه وهو يهم بالرد قائلا بلهفه وقلق :
- ألو حسن رد عليه
- حضرتك صاحب الرقم ده يقربلك أيه
- أخويا ليه !!!
- طب ربنا يصبركم أحنا نقلنا كل اللى فى العربيه المستشفى العام فى المنصورة لأنها أقرب مستشفى وأتنين منهم أتوفوا وأنا قولت أبلغ أقرب حد لصاحب الرقم ... السلام عليكم
أغمض حسين جفنيه وإنساب دموعه وهو يأخذ أبنة أخيه فى أحضانه فبات يعلم ماأصابها وطلب من الله أن يرخى عليها الصبر وعليه مثلها !!!
ركبا حسين بوهن شديد السيارة وجلست خديجة بجانبه تبكى بحرقه فى صمت مع عثمان السائق وصولا للمستشفى صاحبة الغرض بعد أن أقنعوا صفيه بعدم مرافقتهم حتى يتبينوا من صحه ما وصلهم من معلومات
ركض كلا من حسين وخديجة على الغرفه المنشودة بعد أن أبلغهم بها موظف اﻹستعلامات الى إن وقفوا إمام غرفة يكتب عليها " العناية الفائقة "
خرجت ممرضها من العناية فى ذلك الوقت فهمت تستفسر منها على أبيها بعد معرفتها بموت والدتها والسائق من موظف المستشفى فقالت وهى تمنع شهقاتها المتصاعدة :
- فى مريض هنا أسمه حسن اﻵلفى
- أيوه أنتوا أهلوه دا مش مبطل ينده على حد أسمه حسين فى حالته الصعبه دى
قال حسين فى أستعجال وتوسل :
- أنا .. أنا يابنتى حسين دخلينى ليه الله لايسيئك دا أخويا توأمى ودى بنته
- بس ياحاج دى مسئولية عليا لو دخلتكم وخصوصا أنه حالته حرجه
أندفع حسين يترجاها قائلا :
- أديكى قولتى يابنتى أنه حالته صعبه يعنى هينوبك فينا ثواب لما نشوفه فى اللحظات دى
صمتت الممرضه بعد أن شعرت بما يمرون به فقالت بصوت منخفض :
- طب أدخلوا بسرعة خمس دقايق قبل ما الدكتور يجى ويعملى جزا
دعا لها حسين وهو يجذب خديجة معه للداخل ثم توجها سريعا لفراشه بعد أن أرشدتهم الممرضه عليه
ركضت خديجة فى أتجاه وهى تحتضنه بشهقات ترتفع ولم تستطع السيطره عليها
قال حسين بألم وهو لم يصدق أن شقيق دربه وفؤاده نائما هكذا أمامه
- حسن ياحبيبى
أبتسم حسن شبه أبتسامه وهو يسمع صوت أخيه ففتح عينيه بمشاقه نصف روأيه ليرى حسين أخيه و أبنته خديجة بالقرب من جسده تبكى بشدة على الطرف اﻷخر
فقال بصعوبه بالغه وهو يجاهد ألمه :
- ااالحمدلله أاااانك ووووصلت فأكمل حديثة ويحاول أن يستجمع صوته بعض الشئ :
- بناتى ياحسين .. بناتى خلى بالك منهم هما فى رعايتك من دلوقتى
مسح حسين بظهر يده دموعه المنسابه بعد أن مسك بيده اﻷخرى يد أخيه قائلا :
- متخفش عليهم هما بناتى كمان قبل مايكونوا بناتك
ثم حدث نفسه قائلا :
" سامحنى ياحمزة بس دا أخويا وفى لحظاته اﻷخيره لأزم أطمنه وأعمل من ناحيتى اللى يريح قلبه "
ثم إسترسل حديثه قائلة بفرحه يحاول إن يظهرها علي ملامحه :
- تعرف أن حمزة أبنى كلمنى على إنه يتقدم يخطب خديجة !!!!
الحلقة زى ما وعدت وياريت محدش ينقلها الا بعد الاستأذان ياجميلات